Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

حلقة القمص زكريا بطرس حول المسجد الأقصى بالجعرانة

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
المسجد الأقصى بالجعرانة
أبونا زكريا المسجد الأقصى بالجعرانة
رأى  فى المسجد الأقصى

 

الحلقة (129) من سؤال جرئ
الجمعة 7 أغسطس 2009م
قضية المسجد الأقصى رسالة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط
(1) المضيف: 1ـ مرحبا بكم أيها الأحباء المشاهدينلبرنامج حوار الحق، على الهواء مباشرة من قناة الحياة الفضائية. ومعنا القمص زكريا بطرس. 2ـ ولكن لن تتاح لنا فرصة مداخلات لأنها حلقة خاصة 3ـ هل ترفع لنا طلبة في بداية البرنامج؟
(أبونا): (1) أيها الحب الحقيقي يا من أحببتنا فضلا نسألك أن تخلص العالم كله لاسيما شعب فلسطين حكاما ومحكومين في الضفة وغزة فأنت تحب خلاص الجميع ولك كل المجد. آمين (2) نشكر الله لبث قناة الحياة على نايل سات، ولست أدري لماذا يتخوف المسلمون من ذلك، ولماذا يريدون الحجر على الآراء؟
(2) المضيف: 1ـ في الحلقة الماضية وعدت أن تكلمنا عن أخطر عملية نسخ في القرآن والتاريخ، فهل تضع النقط على الحروف في هذا الموضوع؟
الإجابة: (1) هذا ما قلته بالفعل ولكن دعنى أمهد للموضوع أولا. (2) حيث أن هذا الموضوع يتعلق بعملية السلام أيضا (3) فإني أقدم هذه الحلقة لمن يهمهم الأمر على مستوى العالم من هيئة الأمم المتحدة إلى الهيئات المكلفة بتحقيق السلام في الشرق الأوسط. (4) فالواقع أن السلام بين الشعوب هو مطلب عالمي، والسلام مع الآخر هو مطلب إجتماعي، والسلام الداخلي هو مطلب نفسي. وبحسب نظرتي الإيمانية، أؤكد أن السلام بكل صوره له نبع روحي. فهو ينبع أساسا من قلب رئيس السلام. فخطة الله للعالم هي للسلام،
(3) المضيف: هل يمكن أن توضح لنا هذه الخطة الإلهية عن السلام؟
الإجابة: (1) جاء في (مز29: 11) "الرب يبارك شعبه بالسلام" (2) وفي (اش52: 7) "ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص" (3) وفي (مت5: 9) قال السيد المسيح: "طوبى لصانعي السلام لانهم ابناء الله يدعون".
(4) المضيف: وأيضا يوم ميلاد المسيح أنشدت الملائكة (لو2: 14): "المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام و بالناس المسرة"
الإجابة: ولهذا يوصينا الكتاب المقدس قائلا في: (عب12: 14) "اتبعوا السلام مع الجميع و القداسة التي بدونها لن يرى احد الرب"
(5) المضيف: لكن هل تعتقد أن العالم الآن يتمتع بسلام الله؟
الإجابة: في الواقع العالم يعاني من الحروب بعد اغتيال السلام؟ فإذا ألقينا نظرة خاطفة على تاريخ العالم منذ نشأته وحتى العصور الحديثة، نرى نهرا من الدماء يتفق عبر العصور المتعاقبة: (1) فهوذا الامبراطوريات القديمة وحروبها الضروس بعضها ضد بعض: (الفراعنة، والفرس، وبابل، وأشور ، اليونان، الرومان) (2) وفي العصور الوسطى: (المغول، التتار، العثمانيون، والامبراطورية البريطانية، والامبراطورية الفرنسية وغيرها) (3) وكذلك في العصور الحديثة: (الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحروب في كل مكان) ونقدر نشوف (فيديو لبعض مشاهد من الحروب العالمية المدمرة)
(6) المضيف: ما هي أسباب الحروب بحسب وجهة نظرك؟
الإجابة: لا يخفى علينا أن أسباب الحروب كثيرة منها: (1) أطماع الدول التوسعية (2) البطولات القيادية (3) الغنائم الاقتصادية (4) وهناك أيضا الأسباب الدينية.
(7) المضيف: أعتقد أنك تقصد الحروب التي تنشأ بسبب الدين. هل تذكر لنا أمثلة لتلك الحروب؟
الإجابة: من الحروب الدينية: حركة القاعدة الإرهابية، حركة طالبان الأفغانية، وطالبان الباكستانية، والحركات الإسلامية الصومالية، والجزائرية، والمغربية، وحماس الفلسطينية، وحركة حزب الله اللبنانية، والإخوان المسلمين المصرية، والخومينية الإيرانية الإسلامية. ومن أهم بؤر الحروب الدينية: الحرب بين العالم الإسلامي والكيان الصهيوني، منذ عام 1948م.
(8) المضيف: وما هو سر هذا النزاع؟
الإجابة: (1) مركز القضية هو النزاع على أحقية امتلاك الأرض، وهذه ناحية سياسية بحتة، (2) ولكن الأخطر من ذلك هو النزاع على قضية المسجد الأقصى، وهو جانب ديني محض. (4) وبهذا نأتي إلى لب موضوعنا في هذه الحلقة.
(9) المضيف: لكن قبل الدخول في الموضوع، قد يسأل أحد المشاهدين ما دخل قدسك في هذه القضية؟ وقد يتساءل: هل تحول حديثك إلى مواضيع سياسية؟ بمعنى آخر: هل الحديث في هذا الموضوع يخدم هدف برنامج حوار الحق؟
الإجابة: (1) هنا أتساءل بدوري: ما هو هدف برنامج حوار الحق؟ (2) وتوفيرا لجهد التكهنات أوضح أن هدف حوار الحق هو: 1ـ كشف حقيقة الإسلام، ليتعرف الإنسان على الحق، ويتخلص من الأوهام التي عاش فيها 14 قرنا من الزمان جيلا بعد جيل، الأوهام التي قادت إلى إعمال سيف الإسلام البتار، ونشر الرعب والإرهاب، عملا بمبدأ الجهاد غير المقدس في حروب عمت بقاع عديدة من العالم، وسببت القلاقل التي أودت بسلام منطقة الشرق الأوسط وغيرها من المناطق، وجنت على أفراد وأسر ومجتمعات. فيتمت أطفالا أبرياء، وأثكلت ورملت نساءً كثيرات.
(10) المضيف: إذن ما هي أبعاد قضية المسجد الأقصى؟
الإجابة: (1) هي الخلاف حول أحقية المسجد الأقصى لمن يكون من الأطراف المتنازعة.
(11) المضيف: وما هي الحقيقة حتى ترتاح كل الأطراف؟
الإجابة: هذا ما سوف أكشف عنه في هذه الحلقة، راجيا أن يكون مساهمة فعالة في الوصول إلى حالة سلام بين الأطراف في منطقتنا، حقنا للدماء، وصونا للأرواح. وحتى نتفرغ لخلاص نفوسنا الأبدي. لذلك سوف أناقش النقاط التالية: (1) أين يوجد المسجد الأقصى الذي أسري بمحمد إليه؟ (2)وهل ذهب محمد فعلا إلى المسجد الأقصى ليلة الإسراء؟(3) متى بني المسجد الأقصى بالقدس (4) ما هي منزلة المسجد الأقصى في الإسلام (5) ملاحظات وتوصيات.
(12) المضيف؛ كلمنا عنها نقطة نقطة، ولنبدأ بمناقشة مكان المسجد الأقصى، وكلنا يعلم أن المسجد الأقصى هو في بيت المقدس، فهل عندك معلومات أخرى غير ذلك؟
الإحابة: (1) نعم المسجد الأقصى موجود في بيت المقدس، ولكن سؤالي هو: هل المسجد الأقصى الموجود ببيت المقدس هو المسجد الذي أسري بمحمد إليه ؟ أم أن المسجد الأقصى الذي ببيت المقدس لم يكن موجودا أيام محمد، وأنه كان هناك مسجد آخر في الجزيرة العربية بهذا الإسم "المسجد الأقصى"، وأقدم من الموجود في بيت المقدس؟
(13) المضيف: هذا كلام غريب، فالعالم كله لا يعرف إلا المسجد الأقصى ببيت المقدس. فهل هناك وثائق إسلامية تثبت كلامك هذا؟
الإجابة: أولا: أنت تعلم، وكل المشاهدين يعلمون أن كلامي لابد وأن يكون موثقا بأدق الأدلة والبراهين من كتب التراث الإسلامية. ولكن بداية أحب أن أورد بعض المراجع التي تفسر آية الإسراء: (سورة الإسراء 1) "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" على أن الإسراء كان بالمسجد الأقصى الذي في بيت المقدس منها: (1) (سيرة ابن إسحاق: المبتدأ والمبعث والمغازي ج 5 ص 274) "ان رسول الله أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس" (3) وفي كتاب (أنساب الأشراف للبلاذري ج 1 ص 110) "أُسْري برسول الله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وهو مسجد بيت المقدس، قبل الهجرة بسنة. ويقال: بثمانية عشر شهرا"
(14) المضيف: هذا ما نعرفه كلنا، فهل هناك شيء آخر؟
الإجابة: هذه هي المفاجأة التي لا يعرفها عامة المسلمين، أكشف عنها اليوم من واقع كتب التراث الإسلامية التي تذخر بأنه كان بالجزيرة العربية مسجد يعرف بإسم المسجد الأقصى، في منطقة الجعرانة مابين مكة والمدينة، أورد بعضها: (1) في (كتاب المغازي للواقدي [توفى 207 هـ] ج 2 ص 355) يقول: "انتهى رسول الله إلى الجعرانة ليلة الخميس .. ، فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة ليلة، فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة .. ليلاً ؛ فأحرم من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، وكان مصلى رسول الله إذا كان بالجعرانة" (خريطة الحجاز موقع العوة القصوى والجعرانة) (2) وجاء نفس الخبر في (سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد للصالحي الشامي ج 5 ص 406) "انتهى رسول الله إلى الجعرانة ليلة الخميس .. فاقام بالجعرانة ثلاث عشرة ليلة، .. فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج ليلة الاربعاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة ليلا، فاحرم بعمرة من المسجد الاقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى، ودخل مكة فطاف وسعى ماشيا، وحلق ورجع إلى الجعرانة من ليلته، وكأنه كان بائتا بها". (3) وفي (سِمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي لابن عبد الملك العاصمي ج 2 ص 288) يقول: "والمعروف عند أهل السير أن النبي انتهى إلى الجعرانة ليلة الخميس لخمس ليال خلون من ذي القعدة فأقام بها ثلاث عشرة ليلة فلما أراد الإنصراف إلى المدينة خرج ليلة الأربعاء لاثنتى عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة ليلا فأحرم بعمرة ودخل مكة [ويكمل المرجع قائلا]: وفي تاريخ الأزرقي عن مجاهد أنه عليه الصلاة والسلام أحرم منوراء الوادي حيث الحجارة المنصوبة [وأضاف]: وعند الواقدي من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى من الجعرانة .. والجعرانة موضع بينه وبين مكة اثنى عشر ميلا كما قاله الفاكهي وقال الباجي ثمانية عشر ميلا وسمى بإسم امرأة تلقب بالجعرانة كما ذكره السهيلي أخذها السيل فوصل بها إلى هذا المحل فسمي المحل بها" (خريطة الحجاز موقع العوة القصوى والجعرانة).
(15) المضيف: هذه أدلة دامغة، ما قرأنا عنها من قبل، فهل يا ترى توجد مراجع أخرى؟
الإجابة: يوجد الكثير، ولكنى أخشى من ضيق الوقت. (4)جاء أيضا في (حواشي الشرواني على تحفة المحتاج بشرح المنهاج ج 4 ص 50) "قوله [اعتمر منها] أي من الجعرانة قال الواقدي إنه صلى الله عليه وسلم أحرم منها من المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى في ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة .. وقوله [ثم أصبح] أي ثم عاد بعد الاعتمار إلى الجعرانة فأصبح فيها فكأنه بات فيها ولم يخرج منها [وتعليقي: لعل هذا يفسر قوله سبحان الذي أسرى بعبده ليلا)" (5) وفي كتاب (أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار للأزرقي [توفى 250 هـ] ج 2 ص 207) "قال محمد ابن طارق اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي كان بالجعرانة، أما هذا المسجد الأدنى فإنما بناه رجل من قريش" (6) وفي (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي [توفى سنة 275 هـ] ج 5 ص 61) "عن عطاء قال من أراد العمرة .. فليخرج إلى التنعيم أو إلى الجعرانة فليحرم منها .. والتنعيم من حيث اعتمرت عائشة أم المؤمنين حين بعثها رسول الله مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر على أربعة أميال من مكة على طريق المدينة وهما مسجدان .. المسجد الأدنى .. وهو المسجد الذي اعتمرت منه عائشة .. والمسجد الأقصى المفضى إلى الأكمة الحمراء" (7) وفي (خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي ج 1 ص 280 ـ 286) [الباب السابع فيما يعزى إليه صلى الله عليه وسلم من المساجد التي صلى فيها في الأسفار والغزوات]: "مسجد بالجعرانة" وهو المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى فأما المسجد الأدنى الذي على الأكمة فبناه رجل من قريش وأتخذ الحائط عنده". (8) وفي (مسند أبي يعلى ج 12 ص 359) "عن أم سلمة أنها سمعت رسول الله يقول من أهلَّ بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو وجبت له الجنة" (تعليقي: وهنا نرى ارتباط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام، ألا يمكن أن محمدا كان يحكي عن أن الإسراء حدث المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالجعرانة)
{{==== {الربع} ===(باقي 1.8ق [ساعة و8ق]}}
(16) المضيف: هذه أدلة على وجود مسجد بالجعرانة بالجزيرة العربية بإسم المسجد الأقصى، ولكن ما الذي يمنع أن يكون محمد قد أسرى به إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وليس بمسجد الجعرانة؟
الإجابة: هذا سؤال منطقي جيد، وللرد عليه يلزم أن أفجر عدة قضايا: (1) هل جاء نص في القرآن عن موقع المسجد الأقصى أنه بالقدس؟ (2) هل ذهب محمد بالجسد إلى المسجد الأقصى في ليلة الإسراء؟ (3) هل دخل محمد أو صلى بالمسجد الأقصى بالقدس في الإسراء؟ (4) هل المسجد الأقصى مسجد إسلامي بني في عهد محمد؟ (5) أم أنه اسم قصد به هيكل سليمان؟ (6) ما هي أسباب نزول الآية الأولى من الإسراء
(17) المضيف: هل تقصد أن هذه الأمور تنفي وجود المسجد الأقصى ببيت المقدس في زمن محمد؟
الإجابة: هذا بالفعل ما يستنتج من هذه الأمور، ولذلك دعني أناقش كل قضية على حدة؟ (1) القضية الأولى: هل جاء نص في القرآن عن موقع المسجد الأقصى أنه بالقدس؟ (2) كلا. لم يرد ذكر نص صريح بالآية اليتيمة التي تتكلم عن الإسراء (سورة الإسراء 1) "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (3) وتحديد المكان ببيت المقدس هو اجتهاد مفسرين، لا يعتد به، فأقوال المفسرين متضاربة، والمجتهد يقول أي شيء وهو يعلم أنه سيثاب عليه حتى ولو كان اجتهاده خطأ، كما جاء في (مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 198) "إذا .. َاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وإذا .. َاجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ" (وقد ورد هذا النص في ما يزيد عن 600 مرجعا تراثيا)
(18) المضيف: عندك حق، وماذا عن القضية الثانية التي أثرتها وهي: هل ذهب محمد بالجسد إلى المسجد الأقصى أم بروحه في ليلة الإسراء؟
الإجابة: هذه بالفعل قضية هامة، فقد تضاربت الأقوال حولها، ولنرى بعض المراجع التي تعرضت لذلك: (1) جاء في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن تفسير الطبري ج 15 ص 16) "قال آخرون بل أسري بروحه ولم يسر بجسده، كان معاوية بن أبي سفيان إذا سئل عن مسرى رسول الله قال كانت رؤيا من الله .. وكانت عائشة تقول ما فُـقد جسد رسول الله ولكن الله أسرى بروحه" (2) وجاء في (تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 447) "كانت عائشة تقول: ما فُـقد جسد رسول الله ولكن الله أسرى بروحه. وقال هذا حذيفة بن اليمان ينكر أن يكون رسول الله صلى فى المسجد الأقصى ويحلف على ذلك. وهذا معاوية وعائشة يذكران أن مسرى الرسول من مكة إلى المسجد الأقصى إنما كان مسرى روحه دون جسده، وأن الذى رُوى عن النبي من إخباره عما عاين من الأنبياء .. إنما كان ذلك كله رؤيا نوم لا رؤيا يقظة". (3) وجاء في (شرح صحيح البخاري لابن بطال ج 10 ص 773) "ذكر ابن فورك عن الحسن قال: عُرج بروح النبي، وأما جسده فكان فى الأرض، وهو اختيار محمد بن إسحاق صاحب السير .. ومن حجة الذين قالوا : أسرى بروحه دون جسده قول أنس فى حديث الإسراء، قال حين أسرى به: (جاءه ثلاثة نفر وهو نائم فى المسجد الحرام) .. (حتى أتوه ليلة أخرى فيما يَـرى قلبه، وتنام عينه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم) فذكر النوم فى أول الحديث، وقال فى آخره: (فاستيقظ وهو فى المسجد الحرام) [ويعلق المرجع قائلا]: وهذا بيّن لا إشكال فيه، وإلى هذا ذهب البخارى"
(19) المضيف: الحقيقة إن عندك حجج لا تقاوم، فهل تذكر لنا أيضا بعض تلك البراهين المفحمة؟
الإجابة: (4) جاء في (كتاب الشفا للقاضي عياض ج 1 ص 535) "فصل: هل كان الإسراء بالروح أو بالجسد؟ قال: اختلف السلف والعلماء : هل كان إسراءٌ بروحه أو جسده؟ على ثلاث مقالات : فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح، وأنه رؤيا منام، مع اتفاقهم أن رؤيا الأنبياء حق روحي، وإلى هذا ذهب معاوية. و حُكى عن الحسن، وإليه أشار محمد بن اسحاق، وبرهانهم قوله تعالى: وما جعلنا الرؤيا [يذكر أنها مجرد رؤيا] التي أريناك إلا فتنة للناس. و ما حكوا عن عائشة: ما فَـقَـدْت جسد رسول الله. و قوله: بينا أنا نائم. و قول أنس: وهو نائم في المسجد الحرام . . . ثم قال في آخرها : فاستيقظت وأنا بالمسجد الحرام" (5) وجاء في (تفسير القرطبي ج 10 ص 208) "هل كان إسراء بروحه أو جسده، اختلف في ذلك السلف والخلف فذهبت طائفة إلى أنه إسراء بالروح ولم يفارق شخصه مضجعه وأنها كانت رؤيا رأى فيها الحقائق ورؤيا الأنبياء حق. ذهب إلى هذا معاوية وعائشة وحُـكي عن الحسن وبن إسحاق"
(20) المضيف: ماذا يعني أنه ذهب بروحه وليس بجسده؟ هل معنى ذلك أنه كان نائما، وما رآه كان مجرد حلم؟
الإجابة: هذا ما جاء بالمراجع الإسلامية، وقد أوضحت ذلك في إجابة السؤال السابق، وأضيف أيضا، أن هذا ما قال به الكثيرون ومنهم الجهمية، وما كان من الفقهاء إلا رموهم بالكفر كعادتهم مع من يقول كلمة الحق التي لا تأتي على هواهم، فقد جاء في كتاب (التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي ج 1 ص 99) "أنكروا الإسراء: أي أن يكون رسول الله أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وأنكروا الرؤيا وزعموا أنها أضغاث أحلام .. وهذا إجماع كلام الجهمية"
(21) المضيف: ماذا تقول الكتب الإسلامية عن المكان الذي أسري بمحمد منه؟
الإجابة: لقد اختلفوا في الموضع الذي منه بدأ الإسراء اختلافا كثيرا (1) فقيل أنه كان في الحجر، إذ جاء في: (جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري ج 15 ص 3) "عن الحسن بن أبي الحسن قال رسول الله بينما أنا نائم فيالحجر جاءني جبريل فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه فجلست فلم أر شيئا فعدت لمضجعي، فجاءني الثالثة فهمزني بقدمه فجلست فأخذ بعضدي فقمت معه فخرج بي إلى باب المسجد فإذا دابة بيضاء بين الحمار والبغل .." (2) أو كان عند أم هاني، كما في (جامع البيان عن تأويل آي القرآن الطبري ج 15 ص 2) "قد ذكر لنا أن النبي كان ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان نائما في بيت أم هانئ ابنة أبي طالب، ذكر عن أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى النبي أنها كانت تقول ما أسري برسول الله إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة .. وقال آخرون بل أسرى به من المسجد وفيه كان حين أسرى به. (3) أو في بيته بمكة، أو في الحطيم كما جاء في (تفسير البغوي ج 3 ص 93) "عن أنس بن مالك قال أبو ذر إن رسول الله قال: فُـرج عني سقف بيتيوأنا بمكة .. وقال مالك بن صعصعة إن نبي الله حدثهم عن ليلة أسري به قال: بينما أنا في الحطيم وربما قال في الحجر بين النائم واليقظان" (4) أو في أماكن أخرى كثيرة متضاربة كما في (الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة للأصبهاني ج 1 ص 535) "المعترضون قالوا: لم يأت ذكر العروج في القرآن، وإنما أتى فيه ذكر الإسراء إلى المسجد الأقصى، وقالوا: روي في بعض الأخبار أنه حين أسري به كان في بيت أم هانئ وفي بعضها أنه كان بين الصفا والمروة. وفي حديث أبي ذر : فرج سقف بيتي وأنا بمكة. وفي حديث أنس: أسري برسول الله من مسجد الكعبة. وفي حديث مالك بن صعصعة قال: قال النبي بينما أنا نائم عند البيتالحرام" (5) [تعليقي] ترى مدى الاختلافات الكثيرة، وعدم اليقين، مما يشكك في حقيقة الإسراء، بحسب القاعدة التي تقول: إذا تضاربت الأقوال دل ذلك على فقدان المصداقية]
(22) المضيف: هذه أدلة قوية تضرب أكذوبة الإسراء. ونأتي إلى النقطة الثالثة التي أثرتها عن: هل دخل محمد المسجد الأقصى بالقدس أو صلى به في الإسراء؟
الإجابة: هذه أيضا نقطة مثيرة: (1) فقد جاء في (سنن الترمزي ج5 ص 307) و(سنن النسائي الكبرى ج 6 ص 376) و(أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 2 ص 102) "عن زر قال: قلت لحذيفة [واحد من الصحابة] هل صلى رسول الله في بيت المقدس؟ قال: لا. قلت بلى. قال: أنت تقول ذلك يا أصلع؟ قلت: القرآن بيني وبينك، فقال حذيفة: هات ما في القرآن. فقرأت "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" قال: [هل ورد في هذه الآية أنه] صلى فيه؟ قلت: لا. قال: لو صلى فيه لكتب عليكم الصلاة فيه، كما كتب عليكم الصلاة في المسجد الحرام" [وجاء في] كتاب (الرد على الجهمية للدارمي ج 1 ص 110) قائلا: فلم يصلِّ فيه ولو صلى فيه لكانت سنَّة، إسناده حسن" (2) وجاء أيضا في: (تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 445) "قال حذيفة لزر بن حبيش .. قرأ حذيفة "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" .. وكذا قرأ عبد الله قال: وهذا كما يقولون إنه دخل المسجد فصلى فيه ثم دخل فربط دابته، قلت: والله قد دخله. قال: من أنت؟ فإنى أعرف وجهك ولا أدرى ما اسمك؟ قلت زر بن حبيش. قال: ما علمك بهذا؟ قلت من القرآن، وقلت "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ( سورة الإسراء 1). فنظر إلى فقال: يا أصلع هل ترى دخله؟ قلت: لا والله. قال حذيفة: أجل والله الذى لا إله إلا هو ما دخله ولو دخله لوجبت عليكم الصلاة فيه" (3) وكذلك جاء في (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار الطبري تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 447) "وذلك أنه لا ذكر فى القرآن أن رسول الله صلى فى المسجد الأقصى"
(23) المضيف: لا أحد يعرف عن هذه الحقائق ولا هذه المراجع من عامة المسلمين، فهل تذكر لنا المزيد من المراجع عن نفي دخول محمد للمسجد الأقصى أو الصلاة فيه؟
الإجابة: (4) جاء في كتاب (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار للطبري ـ تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 448) "أنه لا خبر فيه من الله تعالى عن رسوله على أنه صلى فيه، ولا أنه نزل عن البراق، ولا أنه لم ينزل عنه، ولا أنه ربطه، ولا أنه لم يربطه" [تعليقي: وعلى هذا القياس لم يحدد القرآن أيضا مكان المسجد الأقصى هل في القدس أم في الجعرانة؟ (5) وجاء أيضا في (التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب لفخر الدين الرازي ج 20 ص 59) "أنه وصل إلى حد الْمَسْجِدِ الاْقْصَى، فأما أنه دخل ذلك المسجد أم لا فليس في اللفظ دلالة عليه" (6) وجاء عن ربط الدابة في (شرح مشكل الآثار لابن سلامة الطحاوي ج 12 ص 543) "قال حذيفة: قيل أنه ربط الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء. قال حذيفة أوَ كان يخاف أن تذهب؟ وقد أتاه الله بها؟"
(24) المضيف: شيء مضحك حقيقة، وهل تعرض المؤرخون المسلمون لتحديد تاريخ الإسراء؟
الإجابة: نعم، وكعادتهم في كل شيء فقد اختلفوا أيضا في تحديد تاريخ ما يسمى بالإسراء. (1) فقد جاء في (دلائل النبوة للبيهقي ج 2 ص 354)"عن ابن شهاب قال أسري برسول الله إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة" (2) وفي (تفسير القرطبي ج 10 ص 210) "قد اختلف العلماء في تاريخ الإسراء أيضا وقال بن شهاب: 1ـ كان ذلك بعد مبعث النبي بسبعة أعوام. 2ـ ورَوى عنه الوقاصي قال: أسري به بعد مبعثه بخمس سنين، 3ـ ورَوى عنه يونس بن بكير قال: صلت خديجة مع النبي [على اعتبار فض الصلاة قد تحدد في قصة الإسراء والمعراج، فيكمل المرج قائلا]: وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام لأن خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بثلاث وقيل بأربع. 4ـ وقال أبو بكر محمد بن علي بن القاسم الذهبي في تاريخه: أسري به .. بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا" (وكالعادة نرى الاختلافات والتضارب في كل شيء، مما يفقد القصة مصداقيتها)
{{==== {النصف} ===(باقي 45ق [ساعة إلا ربع]}}
(25) المضيف: كل المعلومات بخصوص الإسراء ملخبطة، مما يدل على عدم صدقها، نأتي الآن إلى النقطة الرابعة التي أثرتها في بداية حديثنا الخاصة بالمسجد الأقصى ببيت المقدس الذي أسري بمحمد إليه، ماذا يقول المسلمون عنه هل كان مسجدا إسلاميا؟
الإجابة: (1) لقد رسخ في ذهن الجميع أنه كان مسجدا إسلاميا، وأن المسجد الأقصى الحالي ببيت المقدس كان موجودا منذ محمد وهو الذي ذهب إليه في الإسراء. (2) ولكن هذا تفكير ساذج فعلا، يثبت جهل المسلمين بتاريخ المسجد الأقصى. (3) فالمسجد الأقصى هذا لم يكن قد بني بعد لسبب بديهي وهو أن الإسلام لم يكن قد دخل القدس في ذلك الحين، ليقوم أحد المسلمين ببنائه، (4) وإنما المفاجأة التي قد يجهلها الكثيرون هي أن المسجد الأقصى قد بني في عهد عبد الملك بن مروان بعد موت محمد بأكثر من 75 سنة. فقد جاء في كتاب (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص107) "بدأ في عهد عبد الملك بن مروان بناء المسجد الأقصى وقبة الصخرة سنة 66 هـ ـ 72 هـ، وتم في عهد الوليد بن عبد الملك سنة86 هـ". (5) فمن هذا نرى أن المسجد الأقصى تم بناؤه سنة 86 هـ، بينما مات محمد سنة 11 هـ أي بعد موت محمد بـ 75 سنة! (6) [تعليقي] أفهمتم يا أحبائي المسلمين أن الإسراء لم يحدث في المسجد الأقصى الذي بالقدس؟.
(26) المضيف: يا للهول، فهذا يؤكد أن المسجد لم يكن موجودا وقت الإسراء. أليس كذلك؟
الإجابة: هذه حقيقة مؤكدة. وهناك حقيقة أخرى في المراجع الإسلامية تؤكد بالفعل أن المسجد الأقصى لم يكن موجودا في زمن محمد (1) هذه الحقيقة جاءت في كثير من المراجع ذكرت كلها في كتاب (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص94) وهي عن دخول عمر بن الخطاب القدس سنة [15 أو 16 أو 17 هـ] هذا ما قاله مجير الدين، والطبري، وابن الجوزي، والمسعودي وغيرهم (2) وفي (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص96 ـ 98) يحكي عن صلاة عمر خارج كنيسة القيامة، قائلا: "كان اول عمل قام به عمر بن الخطاب بعد فتحه بيت المقدس ان زار كنيسة القيامة. ولما كان في داخل الكنيسة حان وقت الصلاة فاشار عليه البطريرك ان يصلي داخل الكنيسة، ولكن عمر أبي وخرج من الكنيسة، وصلي في مكان قريب منها لجهة الجنوب. وبعد أن أتم صلاته قال للبطريرك: "لو أقمت الصلاة في كنيسة القيامة، لوضع المسلمون عليها الأيدي من بعدي" [تعليقي] لو كان المسجد الأقصى موجودا في ذلك الحين لذهب عمر بن الخطاب ليقيم الصلاة فيه، (3) بل حدث ما هو أغرب من ذلك كما يقول (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص98) أن عمر بن الخطاب طلب من البطريرك أن يدله على مكان يبني فيه مسجدا للمسلمين [يعني ما كانش فيه] فدله البطريرك على منطقة الهيكل" [وتستمر الحكاية] وذهب الاثنان معا إلى منطقة الهيكل يرافقهما عدد من الصحابة والقسوس وقادة الجيش [يعني شهود كثيرين] (ويضيف المرجع) وكان المكان مهجورا بالمرة ينعق فوقه بوق الخراب، ولم يكن فيه إلا الأطلال الباقية من عهد الرومان، ولم يكن على الصخرة [التي قدم إبراهيم ابنه عليها] أي نوع من البناء، لا بل كانت الصخرة مغطاة بالزبل والأقذار، إذ كان سكان المدينة قد اتخذوها مزبلة. [وتقول الرواية]: فدهش عمر وراح ينضح التراب بكفيه، وينقله بثوبه، وتبعه الصحابة .. فأمر عمر ببناء مسجد في ذلك المكان". (4) [تعليقي] هذا يؤكد أكذوبة أن محمدا ذهب إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، حيث ثبت لنا بالدليل والبرهان أنه لم يكن هناك مسجد في هذه المنطقة في زمن محمد.
(27) المضيف: ربما لم يكن المقصود بالمسجد الأقصى أنه مسجد إسلامي، بل هيكل سليمان. فما رأيك؟
الإجابة: هذا الرأي وارد بالفعل، فقد دعت المراجع الإسلامية هيكل سليمان بالمسجد الأقصى، كما جاء في (1) (تفسير القرطبي ج 4 ص 137) "وأما المسجد الأقصى فبناه سليمان عليه السلام كما خرَّجه النسائى. صحيح من حديث عبد الله بن عمرو" (2) وجاء في (شرح مشكل الآثار لابن سلامة الطحاوي ج 1 ص 109) "َبَانِي الْمَسْجِدِ الأَقْصَى هو دَاوُد وَابْنُهُ سُلَيْمَانُ عليهما السلام"
(28) المضيف: فما المانع أن يكون محمد قد أسرى به إلى هيكل سليمان هذا؟
الإجابة: (1) المفاجأة الكبرى: هي أن هيكل سليمان هذا لم يكن موجودا أيضا في أيام محمد إذ كان الرومان قد هدموه تماما، وأسوق بعض الأدلة على ذلك من الكتب الإسلامية. جاء في (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص 64) " قيل ان جنديا رومانيااحرق الهيكل دون امر من تيطس. رفعه جندى اخر علي اكتافه والقى بالنار من نافذة من نوافذ الهيكل الشمالية سقط الهيكل الي الحضيض (سنة 70 ميلادية)" (4) وجاء في (التحرير والتنوير لابن عاشور ج 15 ص 17) "قد انتاب الهيكل، التخريب ثلاث مرات: أولاها: حين خربه بختَنَصّر ملكُ بابل سنة 578 ق م. ثم جدده اليهود تحت حكم الفُرس. الثانية : خربه الرومان في مدة طيطوس (سنة 70م) وأكمل تخريبَه أدريانوس سنة 135م، فلم تبق منه إلا أطلال .. والثالثة الملكة هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين ملككِ الروم (بيزنطة) .. وأمَرَت بأن يجعل موضعُ المسجد الأقصى مرمَى أزبال البلد وقُماماته فصار موضعُ الصخرة مَزْبلة تراكمت عليها الأزبال فغطتها" (5) وهكذا نستطيع أن نفهم ما أوردته سابقا عن قصة عمر بن الخطاب في دخوله القدس كما جاءت في (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص98) "أن عمر بن الخطاب طلب من البطريرك أن يدله على مكان يبني فيه مسجدا للمسلمين، فدله البطريرك على منطقة الهيكل" وذهب الاثنان معا إلى منطقة الهيكل يرافقهما عدد من الصحابة والقسوس وقادة الجيش وكان المكان مهجورا بالمرة ينعق فوقه بوق الخراب، ولم يكن فيه إلا الأطلال الباقية منعهد الرومان، ولم يكن على الصخرة أي نوع من البناء، لا بل كانت الصخرة مغطاة بالزبل والأقذار، إذ كان سكان المدينة قد اتخذوها مزبلة". (6) [تعليق] وهذا كله يكشف كذب الإسراء إذ نقرأ شيئا مضحكا في أقوال محمد عن المسجد الأقصى.
(29) المضيف: وما هو هذا الشيء المضحك في أقوال محمد؟
الإجابة: (1) رغم أننا وجدنا بالدليل والبرهان أن المسجد الأقصى بالمفهوم الإسلامي أو هيكل اليهود، لم يكن لهما وجود على الإطلاق، (2) فبالمفهوم الإسلامي لم يبنِ أحد من المسلمين مسجدا في بيت المقدس إلا عمر بن الخطاب بعد وفاة محمد بسنين، ولم يكن اسمه المسجد الأقصى، (3) وأما المسجد الإسلامي الذي دعي بالمسجد الأقصى فقد بناه الوليد بن عبد المللك في الدولة الأموية بعد موت محمد بما يزيد عن 70 سنة كما رأينا، (4) أقول أنه بالرغم من كل هذا فنقرأ أن محمدا عندما سألوه عن أوصاف المسجد الأقصى هذا أعطى لهم أوصاف ما رآه في المسجد الأقصى، ولست أدرى من أين أتى بهذه الأوصاف اللهم أن تكون من تصوراته المحضة. (5) وهذا كلامه كما جاء في المراجع الإسلامية (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار الطبري ـ تهذيب الاثار مسند ابن عباس ج 1 ص 450) "انطلق بى جبريل حتى دخلنا المدينة من بابها اليمانى فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته ودخلنا المسجد من باب فيه تميل الشمس والقمر" (6) وأيضا جاء في (تفسير البغوي ج 3 ص 96) ما قاله القرشيون عندما قال محمد لهم خبر إسرائه إلى المسجد الأقصى: "وفي القوم من قد أتى المسجد الأقصى قال: هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد الأقصى قال نعم قال فذهبت أنعت وأنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت. قال: فجيء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع دون دار عقيل فنعت المسجد وأنا أنظر إليه فقال القوم أما النعت فوالله أصاب" (7) وجاء في سنن النسائي الكبرى ج 6 ص 377) "قال رسول الله إني أسري بي الليلة قالوا إلى أين قال إلى بيت المقدس. قالوا ثم أصبحت بين أظهرنا قال نعم فمن بين مصدق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب [كانوا يعتبرونه أبو لمعة] وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد. فقالوا هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد فقال رسول الله: فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت [بدأ يلبخ] قال فجيء بالمسجد حتى وضع أمامي، قال فنعت المسجد وأنا أنظر إليه. وقد كان مع هذا حديث فنسيته أيضا. فقال القوم أما النعت فقد أصاب". (فيديو الشيخ) (8) [تعليق] كيف يصف مكانا لا وجود له كما أثبتنا، أما شهادة القوم بأنه أصاب، فذلك أيضا من قصص التلفيق. فلا مسجد رأى ولا إسراء حدث.
(30) المضيف: ذكرت في المرجع الأخير أن من الناس من وضع يده على رأسه مستعجبا للكذب. فهل شك أتباع محمد أنه كذاب؟
الإجابة: (1) سؤال رائع: فإن ما ذكرته في المرجع السابق هو عن رأي أهل قريش الذين لم يتبعوا محمد (2) ولكن جاء في كثير من المراجع الإسلامية عن رد فعل المسلمين أنفسهم بأن منهم من ارتد عن محمد بسبب هذه الكذبة الواسعة. (3) فقد جاء في (المستدرك على الصحيحين للنيسابوري ج 3 ص 65) "عن عائشة قالت لما أُسري بالنبي إلى المسجد الأقصى أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناس ممن كانوا قد آمنوا به" (4) وجاء في (تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله من الأخبار للطبري ج 1 ص 412) "فلما رجع رسول الله حدَّث قريشا أنه أُسرى به قال: فارتد ناس كثيرون بعد ما أسلموا" (5) وجاء في (تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم ج 2 ص 300) "لما أخبرهم محمد عن قصة تلك الليلة أنكروا. وروى الزهري عن عروة قال: إنه لما أسري بمحمد إلى المسجد الأقصى أخبر الناس بذلك، فارتد ناس كثيرون ممن كانوا قد صدَّقوه فكذَّبوه" (6) وجاء في الكثير أيضا من الكتب ولكني سأكتفي بـ (تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج 3 ص 22) "عن عائشة قالت لما أسرى برسول الله إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك، فارتد ناس مما كانوا آمنوا به"
(31) المضيف: كلمتنا من مراجع أهل السنة، فهل يؤمن الشيعة بالإسراء أيضا؟
الإجابة: نعم يؤمن الشيعة بنفس ما يؤمن به السنة بخصوص قصة الإسراء والمعراج، وهذا واضح في عديد من مراجعهم منها: (1) (بحار الأَنوار ج 18 ص 283و410). (2) (الطبرسي في تفسير مجمع البيان إجماع علماء الشيعة على جسمانية المعراج ج6 ص395). (3) (علم اليقين للمولى محسن الكاشاني ج 1 ص489) (4) (نوادر الاخبار للفيض الكاشاني 16) (5) (حق اليقين لعبد الله شبر ج 1 ص 126) (6) (عقائد الامامية للزنجاني ج1 ص 60) (7) (كتاب جنة المأوى لكاشف الغطاء 284) (8) (تفسير الميزان لمحمد حسين الطباطبائي ج3 ص13، وج19 ص 27 ـ 32) (9) (الصحيح من سيرة النبي الاعظم للسيد جعفر مرتضى العاملي ج 3 ص 5 ـ 50) وليس من داع لإعادة نفس الكلام الذي ذكرناه سابقا كما جاء في كتب السنة.
(32) المضيف: واضح أن خيال محمد كان واسعا حتى ألف حكاية الإسراء والمعراج هذه، فهل توافقني؟
الإجابة: (1) الواقع أنه فعلا كان صاحب خيال واسع جدا حتى سرح بالبدو بكلام أشبه بألف ليلة وليلة وكلية ودمنة. (2) ولكن الواقع أيضا أن محمدا اقتبس قصة الإسراء والمعراج من حكايات سليمان الفارسي، فهي حكاية مشهورة عند الزرادشتية، في كتاب الأساطير الفارسية المسمى "أرتاويراف نامك" والمكتوب باللغة البهلوية (أي اللغة الفارسية القديمة) منذ 400 سنة قبل الهجرة، في أيام أردشير بابكان ملك الفرس. (3) وتقول الأسطورة أن شاباً من أهل زرادشت اسمه "أرتاويراف" [محمد، خذ بالك لو وضعنا أسماء القصة المحمدية في مكان القصة الفارسية سنجد التطابق بين الأسطورتين] ذهبت روحه إلى السماء. ووقع على جسده سُبات. (4) فعرج إلى هناك بقيادة وإرشاد ملاك اسمه "سروش" [جبريل] فجال من طبقة إلى أخرى وترقى بالتدريج إلى أعلى فأعلى [المعراج]. (5) ومن عبارات كتاب "أرتاويراف نامك" في (فصل 7 فقرة 1-4) قال أرتاويراف [يقابله محمد]: "وقدمت القَدَمَ الأولى حتى ارتقيت إلى طبقة النجوم.. ورأيت أرواح أولئك المقدسين [الأنبياء في أسطورة محمد] الذين ينبعث منهم النور كما من كوكب ساطع. ويوجد عرش [نفس الإسم في أسطورة محمد] باهر رفيع زاهر جداً. ثم استفهمت من سروش المقدس [سماه محمد جبريل] .. عن المكان، وعن الأشخاص".
{{==== {النصف} ===(باقي 23ق [ثلث +]}}
(6) وبعد هذا ورد في فصل 11: "وأخيراً .. أخذني الملاك من يدي وأتى بي إلى جوهر زردشت السامي [سدرة المنتهى في أسطورة محمد]. وقال: هذا أورمزد [الله في أسطورة محمد]. ثم أني أردت أن أسلِّم عليه، فقال لي: السلام عليك يا أرتاويراف. مرحباً أنك أتيت من ذلك العالم الفاني إلى هذا المكان الباهي الزاهر. ثم أمر سروش المقدس [جبريل] قائلاً: احمل أرتاويراف [محمد] وأره العرشوثواب الصالحين [الجنة] وعقاب الظالمين [جهنم]. (7) وقال: يا أرتاويراف المقدس العبد الأمين [يا محمد]، يا رسول عبدة أورمزد [عباد الله]، اذهب إلى العالم المادي وتكلم بالحق للخلائق حسب ما رأيت وعرفت. من يتكلم بالاستقامة والحق أنا أسمعه وأعرفه. تُكلِّم أنت الحكماء. ولما قال أورمزد [الله] هكذا وقفت باهتاً لأني رأيت نوراً ولم أرَ جسماً، وسمعت صوتاً وعرفت أن هذا هو أورمزد". (8) هذه هي الأسطورة التي عربها محمد، وخالت على السذج حتى اليوم. ولست أدرى كيف يغيب المسلمون عقولهم؟.
(33) المضيف: سبق أنك تكلمت في برنامج أسئلة عن الإيمان عن هذا وذكرت أن الهنود عندهم قصة مماثلة، فهل تذكرها لنا أيضا؟
الإجابة: نعم (1) في كتاب يُدعى "إندر لوكا كمتم" (يعني السياحة إلى عالم إندره) قال فيه الهنود إن "إندره" هو إله الجو، وذُكر فيه أن شخصاً اسمه "أرجنة" [مثل محمد] وصل إلى السماء وشاهد قصر إندره السماوي وهو قصر في بستان، وفيه ينابيع أبدية [تجري من تحتها الأنهار] تروي النباتات الخضراء النضرة الزاهية. وفي وسط ذلك البستان السماوي شجرة تسمى "بكشجتي" [تمثلها سدرة المنتهى وأوراقها مثل آذان الفيل]. (2) وبالمناسبة تعتقد الزرادشتية أيضا بوجود شجرة تُسمى "حوابة" (ومعناها مروية بماء رائق فائق). تأتي المياه من الأنهار إلى الشجرة فتنبت هناك كل النباتات على اختلاف أنواعها [مثل جنة محمد] (3) والواقع أن الأسطورة الفارسية أسبق من الهندية، وأثرت في كل من الثقافة الهندية والعربية. فوجد الإسراء والمعراج في الإثنين كما رأينا.
(34) المضيف: لعل أحباءنا المسلمين يدرسون ويفحصون كل هذه المراجع ليعرفوا الحق. وهل بقي شيء في الموضوع تريد أن تكلمنا عنه؟
الإجابة: بقي أن أفجر أيضا قضية خطيرة بخصوص آية (الإسراء 1) "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا .." وأسباب نزولها. (1) فمعلوم أن هذه السورة لم يكن اسمها سورة الإسراء، بل سورة بني إسرائيل، كما جاء في (صحيح البخاري ج 4 ص 1741) "سُورَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أي الإسراء" (2) فهل فكر المسلمون لماذا تغير اسمها؟ (3) فالسورة تتكلم عن تاريخ بني إسرائيل وأنبيائهم، فمن أين أتت الآية الأولى فيها؟ (3) الواقع أن للموضوع قصةخطيرة، ربما يسمعها المشاهدون لأول مرة أيضا.
(35) المضيف: اليوم ملئ بالمعلومات الجديدة فما هي هذه القصة؟
الإجابة: (1) الواقع أن قصة آية الإسراء الأولى من سورة بني إسرائيل ترتبط بقصة بناء المسجد الأقصى الذي ورد في تلك الآية (سورة بني إسرائيل 1) "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" (2) وسر بناء المسجد الأقصى بالقدس يرتبط بثورة عبد الله بن الزبير [وهو ابن أخت عائشة وقد كان حاكما لمكة في عهد الدولة الأموية](3) وهذه بعض المراجع لتوضيح الثورة: ففي مرجع (أيام العرب في الإسلام لمحمد أبو الفضل ابراهيم ص 418) يقول: "بعد مقتل الحسين أخذ عبد الله بن الزبير يدعو لنفسه بمكة" [أي أراد أن ينفصل بالحجاز وينادي بنفسه خليفة] (4) وفي (مختصر تاريخ العرب لسيد أمير علي ص 81 ) "عين عبد الملك الحجاج بن يوسف الثقفي ليقارع ابن الزبير المتحصن في مكة فجهز له جيشاً قوياً. رمى الحجاج الكعبة بالمنجنيق وألْحق بها خسائر فادحة، وتم احتراق الكعبة بسبب القصف.. (5) وفي (الكامل في التاريخ لابن الأثير المجلد الرابع ص 309) "لم يكتفِ الحجاج بقتل الزبير، بل قطع رأسه وصلب جثته المعطرة بالمسك. ولكي يذهب الرائحة الزكية، صلب إلى جانبه كلبا ميتا ونسورا" (6) لهذا جاء في (المفصل في تاريخ القدس لعارف العارف ص 108 و109) "ذهب بعض المؤرخين ومنهم اليعقوبي سنة 260 هـ، الي ان الغاية من بناء المسجد .. هي الاستعاضة عن الكعبة بسبب ثورة عبد الله بن الزوبير الذى ثار علي الامويين واعلن استقلاله في الحجاز (61 هـ) [ويضيف المرجع] فأراد عبد الملك بن مروان ان يصرف الناس عن الكعبة، خشية أن يأخذهم ابن الزوبير عند الحج بالبيعة. .. ومنعهم عبد الملك بن مروان عن الحج بالمرة. (7) [وجاء بنفس المرجع] "إن المسلمين ضجوا عندما أدركوا الغاية التي يرمي إليها وهي صدهم عن الحج، فقالوا: أتمنعنا عن حج بيت الله الحرام وهو فرض من الله؟ فقال لهم ألم يحدثنا ابن شهاب الزهري أن النبي قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، والمسجد الأقصى. [ولنسمع هذه العبارة ذات الدلالات]: ثم ذكر لهم أنه أسري بالنبي إلى هذا المكان" (8) واعتزم بناء المسجد" [ليحجوا إليه] (9) من هنا نستطيع أن نفهم تحويل النظر من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما جاء في نص الآية الأولى من سورة بني إسرائيل، وتسمية السورة كلها بسورة الإسراء. (10) وهناك قضية أخرى مرتبطة بهذا الموضوع.
(36) المضيف: ماذا تريد أن تقول عن هذه القضية الأخرى؟
الإجابة: (1) كلنا يعلم أن عصر الدولة الأموية كان عصر التدوين، تدوين الأحاديث كما هو واضح من (صحيح البخاريج 1 ص 36كتاب العلم باب كيف يقبض العلم) و(فتح الباريلابن حجر العسقلاني ج1 ص 157) "بدأ التدوين .. من السنة الأخيرة من القرن الأول أو السنة الأولى من القرن الثاني" (2) وفي كتاب (أضواء على الصحيحين للشيخ محمد صادق النجمي ص 45) يقول عن الخطوة الأولى في تدوين الحديث:"كان وضع الحديث بعد رسول الله هو في عهد خلفاء بني أمية" (3) وتساؤلي هو: هل تم تلفيق هذه الآية، وما يرتبط بها من روايات للبرهنة على أن محمدا جعل للقدس منزلة أعظم من مكة، ففيها بحسب الروايات أَمَّ الأنبياء، ومنها عرج إلى السماء (3) ألا يخدم هذا هدف حكام بني أمية لتحويل الحج من مكة إلى القدس خوفا من ثورة عبد الله بن الزبير وأمثاله، وأيضا من أجل دخل الحج المادي؟ (4) إيتونا بمخطوطات القرآن المكتوبة في عهد محمد على الحجر والعسب لنرى هل يوجد بها آية الإسراء هذه، أم أنها وضعت في عهد بني أمية؟
(37) المضيف: هذه حقائق مخفاة عن عامة المسلمين. ولكن عندي سؤال: هل بالفعل منزلة المسجد الأقصى أعظم من منزلة الحرم المكي؟
الإجابة: لا يوجد ذلك في كل أقوال محمد، بل العكس هناك أقوال كثيرة له تدل على أن منزلة المسجد الأقصى أقل من المسجد الحرام منها: (1) ما جاء في (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 2 ص 103) "عن عبد الله بن أبي الهذيل قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وخطبنا بالروحاء يقول لا تشد الرحال إلا إلى البيت العتيق" (2) وجاء في (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 2 ص 103) "حدثنا ابن معبد أن ميمونة زوج النبي قالت سمعت رسول الله يقول صلاة في مسجدي هذا [بالمدينة] أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة" (3) وأيضا (أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 2 ص 101) "عن عطاء قال إن رجلا نذر أن يصلي في بيت المقدس فقال له النبي ها هنا يعني في المسجد الحرام قال ابن المقريء ليصل بمكة" (4) وأيضا (المجموع للنووي ج 8 ص 365) "لما روى جابر رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس ركعتين ، فقال : صل ههنا ، فأعاد عليه فقال : صل ههنا ثم أعاد عليه فقال : شأنك ولأن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في بيت المقدس ، فسقط به فرض النذر" (5) [تعليق] هذه هي قصة المسجد الأقصى التي تمركزت حولها الحروب وراح ضحيتها الملايين. أليست هذه أكبر عملية نسخ في التاريخ، وأفظع خدعة إسلامية، وأشنع تزوير للحقائق: أسطورة سادت 14 قرنا عن المسجد الأقصى والإسراء والمعراج، شاءالله أن يكشفها اليوم. فتفكروا يا أحبائي المسلمين.
(38) المضيف: قلت في بداية الحديث أن عندك بعض الملاحظات والتوصيات، فتفضل.
الإجابة: أشكرك. (1) رأينا أيها الأحباء سبب الحروب الطاحنة التي تشعل الشرق الأوسط بل وتشغل العالم كله، من أجل قضية المسجد الأقصى، الأمر الذي يمكن التفاوض الموضوعي بشأنه بناء على الوثائق والتاريخ. (2) ولكن هل حقا تريد الأطراف المتورطة في الحروب سلاما؟ (3) أم أنهم ينتفعون من اشتعال الحروب، كتجارة رابحة للسلاح، أو تحصيل الأموال الطائلة من التبرعات والمنح والهبات، (4) ولْتُجَـز رقبة السلام على مذبح الجشع، ليتخضب بدماء البسطاء الذين، هم على أمرهم مغلوبين، أو الدراويش المخدوعين بوهم حور العين وأنهار الخمر والولدان المخلدين، في جنان الجنس والمجون والعهر المصون. (4) أما آن الأوان لأن يستفيق ضمير كل إنسان على مطلب السلام بكل أبعاده، ليعيش العالم آمنا مستقرا. (5) لذا فإني أقترح الأتي: 1ـ أن يُدرس موضوع قضية المسجد الأقصى دراسة علمية متعمقة، لأنها أساس المشكلة. 2ـ ليتعرف كل طرف من الأطراف المتعادية على حقوقه القانونية 3ـ ويكون ذلك تحت إشراف دولي برعاية هيئة الأمم المتحدة، ليجنبوا المنطقة، بل والعالم كله ويلاتِ الحروب، حتى يسود السلام المنشود. 4ـ ومن أجل ذلك سوف نترجم هذه الحلقة إلى اللغات الحية ونرسلها إلى الأمم المتحدة.
(39) المضيف: هل يمكن أن تلخص لنا موضوع حلقة اليوم؟
الإجابة: بكل سرور لقد تكلمنا أولا: (1) عن السلام والحروب (2) وخصوصا الحروب الدينية (3) وبؤرة الحروب الدينية في الشرق الأوسط (4) هي الخلاف حول أحقية المسجد الأقصى. ثانيا: لمعرفة هذه الأحقية ناقشنا (1) أين يوجد المسجد الأقصى الذي أسري بمحمد إليه؟ أفي القدس أم في الجعرانة بالحجاز؟ (2)وهل ذهب محمد فعلا إلى المسجد الأقصى ليلة الإسراء؟ أم كان حلما ليليا؟ أم أن الإسراء حكاية مأخوذة من أسطورة فارسية؟ (3) متى بني المسجد الأقصى بالقدس؟ أليس بعد موت محمد بما يزيد عن 70 سنة؟ (4) منزلة المسجد الأقصى الضعيفة في الإسلام (5) ملاحظات وتوصيات بدراسة الموضوع عالميا دراسة علمية
(40) المضيف: شكرا جزيلا أبونا ونرجو بالفعل سلاما لكل العالم. هل يمكن أن تقدم لنا تأملا روحيا.
الإجابة: إن كنت قد قمت بعرض هذه القضية من أجل السلام بين الشعوب، فهدفي الأساسي هو سلام القلوب، وتمتع الإنسان بالسلام مع الله أولا، ومع نفسه ثانيا، حتى يستطيع أن يكون له سلام مع الآخرين.
أولا: حالة الإنسان فاقد للسلام: (1) يقول الكتاب المقدس: (اش48: 22) "لا سلام قال الرب للاشرار" ثانيا: المسيح واهب السلام: (1) (يو14: 27) "سلاما اترك لكم سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم اعطيكم انا لا تضطرب قلوبكم و لا ترهب" ثالثا: كيف ننال السلام: بالتوبة والمجيء إلى المسيح: (1) (لو7: 50) "فقال للمراة ايمانك قد خلصك اذهبي بسلام". آمين. وإني أدعو كل المشاهدين أن يرفعوا دعاء إلى الله أن يجنب العالم الحروب، ويعطي سلاما للشعوب، وأوجه حديثي لكل من يرغب أن يسلم حياته للمسيح رئيس السلام أن يفتح قلبه الآن ويطلب منه أن يشرق بالنور في حياته، ويعرفه الحق الذي يحرره من الظلام. قل له أنا أفتح قلبي لك يارب، فتفضل واملأني بروحك وسلامك، إني أثق أنك تقبل كل من يقبل إليك، وأشكرك لأنك قبلتني. آمين.

*************************************

 كتابخانه تبيان > الحج > فقه الحج > أدنى الحل مواقيت العمرة المفردة لمن كان بمكة >
2 ـ الجعرانة :
ضبطها « بكسر الجيم وإسكان العين المهملة وتشديد الراء المهملة المفتوحة » كما عن الجمهرة . وعن الأصمعي والشافعي : « بكسر الجيم وإسكان العين وتخفيف الراء . قيل العراقيون يثقلونه والحجازيون يخففونه » وحكي عن ابن ادريس : بفتح الجيم وكسر العين وتشديد الراء أيضاً ، فالراء فيها تخفف وتشدّد لاستعمالين موثقين .
وهي موضع بين مكّة والطائف من الحِلِّ ، بينها وبين مكّة ثمانية عشر ميلا على ما ذكره الباجي ، وتقع شمال شرقي مكة المكرمة ، وفيها علما الحدّ ، ومنها أحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)لعمرته الثالثة على ما نصت عليه الروايات ، وفيها مسجده الذي صلّى فيه وأحرم منه ، عند مرجعه من الطائف بعد فتح مكة ، ويقع هذا المسجد وراء الوادي بالعدوة القصوى ويعرف بالمسجد الأقصى لذلك ، ولوجود مسجد آخر بُني من قبل أحد المحسنين يعرف بالمسجد الأدنى . وبالقرب من مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)بئر واسعة عذب ماؤها . وهي اليوم قرية صغيرة تبعد عن مكة في الشمال الشرقي لها بحوالي أربعة وعشرين كيلو متراً ، وفيها المسجد الذي أقامته الحكومة السعودية محرماً ، شرقي أرض المسجد القديم دونما فصل بينهما ..16 ولكن مؤلف معجم معالم الحجاز ذكر عن الجعرانة : « ومن قال : إنها (الجعرانة) بين مكة والطائف فقد أخطأ ، فهي شمال مكة ، مع ميل إلى الشرق ولا لزوم في ذكر الطائف في تحديدها أبداً ، إذ هي لا تبعد عن مكة بأزيد من (29) كيلو متراً »17 .
الجعرانة وموقعها الجغرافي :
ذكر مؤلف مختصر معجم معالم مكّة التاريخية أن « جبل الستار يقع قُرب الجعرانة من الجنوب ، وهو الجبل الذي يُشرف على علمي طريق نجد من الشمال ، والذاهب من مكة الى نخلة يجعل الستار على يساره عن قرب ، والجعرانة ـ اليوم ـ قرية صغيرة في صدر وادي سَرِف »18 .

http://www.tebyan.net/index.aspx?pid=31143&BookID=25859&PageIndex=3&Language=2

 

This site was last updated 11/04/16