حقائق تُنشر لأول مرة عن حادث فتيات "المعادي"
الأقباط متحدون  - 19/07/2010
أخبار وتقارير من مراسلينا
- محافظ "حلوان" رفض صرف تعويضات لكل الضحايا.
- إدارة الحديقة التي بها المركب تنصلت من المسئولية.
- كنيسة مار "مينا" بـ"العمرانية" لجأت للأنبا "بسنتي"؛ ليتوسط للمحافظ لصرف التعويضات.
- اثنتان من الناجيات فقدتا النطق، ولم يأكلن، أو يشربن منذ يوم الخميس.
- الفتيات الناجيات أكدن أنهن قلن للمراكبي بأن المركب بها "خرم"، ومياه؛ إلا أنه أصرّ أن يتحرك بهن.
- أقصي عقوبة للمراكبي الذي قتل (9) فتيات، هي (3) سنوات فقط.
- تحقيقات النيابة أكدت أن المركب دون ترخيص، وغير مصرّح لها بتركيب أفراد.
كتب: مايكل فارس-خاص الأقباط متحدون
في تصريحات خاصة لـ"الأقباط متحدون"، أكد القمص "باهور فرج"- راعي كنيسة مارمينا بـ"العمرانية" بمحافظة "الجيزة"، والتي كانت الفتيات الغارقات من الرحلة التابعة لها، أنه تلقى تليفونًا فى السابعة مساء الخميس من أحد الخدام قال له: "الحق يا أبونا البنات اللي طالعين رحلة فرع الأنبا "ابرام"، المركب غرقت بيهم"، شارحًا أنه لم يتخيل أن يكون الوضع بهذه الصورة، ولكنه ذهب ووجد هذا الحادث الأليم.
وأشار القمص "باهور" إلى أن الفتيات اللواتى غرقن فى مراحل مختلفة تتراوح بين الصف السادس الإبتدائى، والصف الثالث الإعدادى، مؤكدًا أن اتجاه رحلتهن من حديقة النيل في اتجاه المعادي إلى كنيسة العذراء بـ"المعادي".
الناجيات منهارات نفسيًا
وأضاف القمص "باهور": إن اللواتى نجون منهارات نفسيًا، مؤكدًا أنه بعد صلاته لقداس الأحد، ذهب ليصلي علي فتاتين ممن نجون من الحادث، ليفاجأ أن الفتاتين فقدتا النطق، ولا تتحدثان نهائيًا من الصدمة، ولم يأكلن أو يشربن منذ يوم الخميس.
وأكد القمص "باهور": أن إجمالى عدد الأفراد بالرحلة كان (31)، إلا أن (19) فقط قرروا ركوب المركب، وخاف الباقون، وإنه بعد ركوبهم غرق (9) أفراد، ونجا (10)، ذهبت ثلاثة منهن إلى العناية المركزة، وخرجت اثنتان صباح الأحد، أما الثالثة ففي حالة خطرة بسبب المياه التي دخلت الرئة.
وأوضح القمص "باهور" إنه تم انتشال جثتا فتاتين، الأولي "مريم عزيز" من أسفل كوبرى الجامعة، والثانية "مارينا جاد" الأحد من منطقة "شبين القناطر"، حيث أن التيار جرف جثتاهما.
الفتيات نبهن المراكبى إلى وجود خرم بالمركب
وأشار القمص "باهور" إلي أنه استمع للفتيات الناجيات، واللواتى أكدن أنهن قلن للمراكبي أن عددهن كبير، وإنهن طلبن منه أن يقسّم الرحلة علي مرحلتين، إلا أنه رفض. كما أن الخادمة التي ذهبت معهن، أكدت للمراكبى بمجرد أن تحرك المركب مترًا واحدًا، وجود مياه بالمركب، وإنه مخروم، إلا أنه قال لها: "مالكيش دعوة"، واستمرت المركب بعض الأمتار وإذ بالمياه تملأها.
المركب غير خاضع لإدارة الجنينة
وكما فجّر القمص "باهور" مفاجأه من العيار الثقيل، حيث أنه علم من مصادر موثوقة، أن هذا المركب كان قد وقع في حادث آخر قبلها- في اليوم السابق للحادثة- ورفض قرار النيابة بتوجيه تهمة القتل الخطأ، وتسائل القمص: كيف توجّه النيابة تهمة القتل عن طريق الخطأ لشخص قتل 9 أفراد؟!! خاصةً وأن المركب تم أخذها من حديقة حكومية لها مدير ولها صيانة. مؤكدًا أن إدارة الحديقة تنصلت من مسئوليتها تجاه الحادث، وإنهم عندما سألوا إدارة الجنينة التابع لها المركب، كان ردهم: "احنا مركبناكمش دول مراكبية سريحة"، معلقًا: كيف تكون هذه المراكب غير خاضعة لإدارة الجنينة، وهي تحمل من شاطئها؟!!. ومشيرًا إلي أن إدارة الجنينة منعت أي زيارات، ولا يُسمح إلا لأهالي الطفلتين اللتان لازالتا تحت المياه.
وأكد القمص "باهور" أن الكنيسة عندما علمت بالحادث، انتدبت القمص "مينا ظريف"، و"وليد نجيب"-المحامي، وهو أحد الخدام، لمباشرة تحقيقات النيابة.
تعويضات الضحايا
وعن التعويضات للحضايا قال القمص "باهور": إنه تحدث إلى محافظ "حلوان" عند تفقده للحادث، مطالبًا إياه بصرف خمسة آلاف لحالة الوفاة، وألف جنيه للناجيات بالنسبة للأربعة حالات الأولي فقط من الحادث، مشيرًا إلى أنه عند ظهور جثث أخري تم انتشالها، وذهب للمحافظ لصرف التعويضات، رد عليه نائب المحافظ: "ملناش دعوة، احنا لينا دعوة بالحالات الأولي اللي طلعت أول يوم"، الأمر الذي اضطره للذهاب للأنبا "بسنتي" لإرساله طرفًا معنا لمحافظ "حلوان".
المركب غير مصرح له بنقل الأفراد
ومن جهة أخري، قال "وليد نجيب"- المحامي: إن الإتهام الموجه للمراكبي هو القتل الخطأ، مشيرًا إلي أنها جنحة تصل عقوبتها لثلاث سنوات حبس، وهي أقصي عقوبة مشددة، بالرغم من تعدد حالات الوفيات؛ مؤكدًا أن معاينة فنية من قبل النيابة العامة قد تمت علي المركب السبت الماضى، لبحث صلاحية المركب، ومدى قدرتها علي تحمل الأفراد، حيث اتضح أن المراكبى يقود المركب دون ترخيص، وغير مصرح له بتركيب أفراد. كما أثبتت أيضُا تحقيقات النيابة وجود خرم بالمركب، تم تنبيهه إليه من قبل الفتيات.
تحقيقات النيابة
وتجدر الإشارة إلى ان "وليد سمير"- مدير نيابة "المعادي"- أمر أمس الأول الأحد - بحبس المراكبي "علي عويس علي" أربعة أيام علي ذمة التحقيقات، حيث تم اتهامه بالقتل الخطأ، وقيادة مركب بدون ترخيص، وتشغيل مركب دون الحصول علي رخصة من الجهات المختصة..وقد أنكر "علي" في تحقيقات النيابة الإتهامات الموجهة إليه، مؤكدًا أن الفتيات المجني عليهن أحدثن هرجًا فور استقلالهن المركب، وجلسن بجانب واحد، فنصحهن بالجلوس علي الجانبين لعدم زيادة الحمولة في منطقة دون الأخري، وهو ما قد يشكل خطرًا علي المركب أثناء سيرها، ويؤدي لحدوث ميل في جانبها، مشيرًا إلى أن هذا هو ما حدث بالفعل، وأدى إلى غرق المركب على حد قوله.
مطرانية‏ ‏الجيزة‏ ‏تتشح‏ ‏بالسواد‏ ‏بعد‏ ‏فقد‏ 9 ‏من‏ ‏بناتها
أسر‏ ‏الضحايا‏ ‏تتحدث‏ ‏إلي‏ ‏"وطني" 19/7/2010م متابعة: عماد‏ ‏خليل
النيابة‏ ‏تأمر‏ ‏بحبس‏ ‏صاحب‏ ‏المركب‏ ‏بتهمة‏ ‏الإهمال - اتشحت‏ ‏مطرانية‏ ‏الجيزة‏ ‏بالسواد‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏شيعت‏ ‏كنيسة‏ ‏الملاك‏ ‏سوريال‏ ‏ومارمينا‏ ‏الفتيات‏ ‏الأربع‏ ‏ضحايا‏ ‏حادث‏ ‏غرق‏ ‏مركب‏ ‏نيلي‏ ‏بمنطقة‏ ‏المعادي‏ ‏الخميس‏ ‏الماضي‏.‏ ترأس‏ ‏الصلاة‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏أسقف‏ ‏عام‏ ‏الجيزة‏ ‏والقمص‏ ‏مينا‏ ‏ظريف‏ ‏راعي‏ ‏الكنيسة‏ ‏وعدد‏ ‏من‏ ‏الآباء‏ ‏الكهنة‏.‏
صرح‏ ‏نيافة‏ ‏الأنبا‏ ‏ثيئودوسيوس‏ ‏أن‏ ‏عدد‏ ‏ضحايا‏ ‏الحادث‏ ‏الأليم‏ ‏بلغ‏ ‏تسع‏ ‏فتيات‏ ‏تم‏ ‏الصلاة‏ ‏علي‏ ‏أربع‏ ‏منهن‏ ‏هن‏ ‏من‏ ‏تم‏ ‏العثور‏ ‏علي‏ ‏جثثتهن‏ ‏وفي‏ ‏انتظار‏ ‏انتشال‏ ‏جثث‏ ‏الخمس‏ ‏الأخريات‏. ‏وأشار‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الرحلة‏ ‏التي‏ ‏تعرضت‏ ‏للحادث‏ ‏تابعة‏ ‏لخدمة‏ ‏إعدادي‏ ‏حيث‏ ‏قامت‏ ‏الفتيات‏ ‏باستقلال‏ ‏أتوبيس‏ ‏من‏ ‏أمام‏ ‏الكنيسة‏ ‏بالعمرانية‏ ‏وتوجهن‏ ‏إلي‏ ‏كنيستي‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏بالمعادي‏ ‏ومارجرجس‏ ‏بكوتسيكا‏, ‏وعقب‏ ‏الزيارة‏ ‏تجمع‏ ‏أفراد‏ ‏الرحلة‏ ‏بحديقة‏ ‏النيل‏ ‏بكوتسيكا‏. ‏وطالب‏ ‏نيافته‏ ‏الجهات‏ ‏المختصة‏ ‏بالإشراف‏ ‏علي‏ ‏المراسي‏ ‏والمراكب‏ ‏النيلية‏ ‏وعدم‏ ‏السماح‏ ‏للمراكب‏ ‏المتهالكة‏ ‏بالتواجد‏, ‏وأشار‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏شنودة‏ ‏كلفه‏ ‏بنقل‏ ‏التعازي‏ ‏لأهالي‏ ‏الضحايا‏ ‏ورعاية‏ ‏المصابات‏ ‏حتي‏ ‏مثولهن‏ ‏للشفاء‏.‏
وطني‏ ‏التقت‏ ‏بالقمص‏ ‏مينا‏ ‏ظريف‏ ‏راعي‏ ‏كنيسة‏ ‏الملاك‏ ‏سوريال‏ ‏ومارمينا‏ ‏الذي‏ ‏قال‏: ‏الرحلة‏ ‏كانت‏ ‏تابعة‏ ‏لخدمة‏ ‏إعدادي‏ ‏فتيات‏ ‏فرع‏ ‏الأنبا‏ ‏إبرآم‏, ‏وقوامها‏ 32 ‏فتاة‏ ‏و‏5 ‏مشرفات‏, ‏تحركت‏ ‏الرحلة‏ ‏في‏ ‏تمام‏ ‏الخامسة‏ ‏مساء‏.‏
أشار‏ ‏القمص‏ ‏مينا‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏الخطأ‏ ‏يرجع‏ ‏لصاحب‏ ‏المركب‏ ‏الذي‏ ‏قام‏ ‏بالسماح‏ ‏للفتيات‏ ‏باستقلال‏ ‏المركب‏ ‏من‏ ‏الحديقة‏ ‏والتي‏ ‏ليس‏ ‏لها‏ ‏مرسي‏ ‏علي‏ ‏النيل‏ ‏وغير‏ ‏مصرح‏ ‏بدخول‏ ‏مراكب‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏المنطقة‏ ‏وبمجرد‏ ‏دخول‏ ‏المركب‏ ‏في‏ ‏المياه‏ ‏وركوب‏ ‏الفتيات‏ ‏كان‏ ‏موتور‏ ‏المركب‏ ‏عطلانا‏ ‏وبدأ‏ ‏صاحب‏ ‏المركب‏ ‏بالتجديف‏ ‏يدويا‏ ‏وعندما‏ ‏لاحظت‏ ‏إحدي‏ ‏الخادمات‏ ‏وجود‏ ‏ماء‏ ‏في‏ ‏القاع‏ ‏طلبت‏ ‏منه‏ ‏الرجوع‏ ‏ولكنه‏ ‏طالبهن‏ ‏بالانتقال‏ ‏للجانب‏ ‏الأيمن‏, ‏وأدي‏ ‏ذلك‏ ‏لغرق‏ ‏الفتيات‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏متنها‏ 23 ‏بنت‏.‏ التقينا‏ ‏بأهالي‏ ‏الضحايا‏, ‏وقالت‏ ‏والدة‏ ‏الطفلة‏ ‏مريم‏ ‏عزيز‏: ‏ابنتي‏ ‏عمرها‏ 11 ‏عاما‏ ‏وذهب‏ ‏إلي‏ ‏الرحلة‏ ‏مع‏ ‏الكنيسة‏ ‏وهي‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏فرح‏ ‏بمصاحبة‏ ‏بنت‏ ‏خالتها‏ ‏ماري‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏في‏ ‏زيارة‏ ‏لنا‏ ‏وأتت‏ ‏من‏ ‏أسيوط‏ ‏خصيصا‏ ‏لتلقيا‏ ‏حتفهنا‏.‏
أما‏ ‏رانيا‏ ‏عاطف‏ ‏التي‏ ‏ذهبت‏ ‏للرحلة‏ ‏النيلية‏ ‏لم‏ ‏تستطع‏ ‏الاحتفال‏ ‏بحصولها‏ ‏علي‏ ‏مجموع‏ ‏كبير‏ ‏في‏ ‏الشهادة‏ ‏الإعدادية‏ ‏وقالت‏ ‏والدتها‏: ‏لم‏ ‏تسمع‏ ‏رانيا‏ ‏كلام‏ ‏أخيها‏ ‏الذي‏ ‏رفض‏ ‏ذهابها‏ ‏للرحلة‏ ‏حتي‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تدفع‏ ‏الاشتراك‏ ‏إلا‏ ‏صباح‏ ‏يوم‏ ‏الخميس‏ ‏وأنها‏ ‏تشعر‏ ‏بحزن‏ ‏كبير‏ ‏خاصة‏ ‏أن‏ ‏والد‏ ‏رانيا‏ ‏متوفي‏ ‏منذ‏ ‏عامين‏ ‏فقط‏.‏
ذهبنا‏ ‏للدكتور‏ ‏صبري‏ ‏زغلول‏ ‏والد‏ ‏مارينا‏ ‏صبري‏ ‏إحدي‏ ‏الضحايا‏ ‏وقال‏: ‏تلقيت‏ ‏اتصالا‏ ‏من‏ ‏ناجي‏ ‏والد‏ ‏يوستينا‏ ‏ناجي‏ ‏إحدي‏ ‏الناجيات‏ ‏وذلك‏ ‏في‏ ‏تمام‏ ‏التاسعة‏ ‏مساء‏ ‏وقال‏ ‏إن‏ ‏المركب‏ ‏غرق‏ ‏فذهبت‏ ‏معه‏ ‏إلي‏ ‏حديقة‏ ‏النيل‏ ‏وكانت‏ ‏هناك‏ ‏عمليات‏ ‏إنقاذ‏ ‏واسعة‏ ‏ولكني‏ ‏لم‏ ‏أجد‏ ‏مارينا‏ ‏فقالوا‏ ‏لي‏ ‏هناك‏ ‏مصابات‏ ‏في‏ ‏مستشفي‏ ‏المبرة‏ ‏فذهبت‏ ‏مسرعا‏ ‏ووجدت‏ ‏جثمان‏ ‏مارينا‏ ‏في‏ ‏مشهد‏ ‏لم‏ ‏أكن‏ ‏أتمني‏ ‏أن‏ ‏أراه‏.‏ وطالب‏ ‏د‏. ‏صبري‏ ‏زغلول‏ ‏بمحاسبة‏ ‏المسئول‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الحادثة‏ ‏البشعة‏.‏
من‏ ‏جانبه‏ ‏قال‏ ‏وليد‏ ‏سمير‏ ‏وكيل‏ ‏نيابة‏ ‏المعادي‏: ‏أمرت‏ ‏النيابة‏ ‏برئاسة‏ ‏أحمد‏ ‏دعبس‏ ‏بحبس‏ ‏صاحب‏ ‏المركب‏ 4 ‏أيام‏ ‏علي‏ ‏ذمة‏ ‏التحقيقات‏ ‏بتهمة‏ ‏التسبب‏ ‏في‏ ‏مقتل‏ ‏الطالبات‏ ‏عن‏ ‏طريق‏ ‏الإهمال‏ ‏في‏ ‏وجود‏ 23 ‏فتاة‏ ‏رغم‏ ‏أن‏ ‏المركب‏ ‏لا‏ ‏يسع‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ 15 ‏فردا‏.‏

تشييع ضحية جديدة في حادث المركب الغارق.. واستمرار البحث عن المفقودات
الدستور  19/07/2010 إبراهيم قاسم وأحمد سعيد
وسط حالة من الحزن والأسي شيعت أسرة ميريهان منير جثة نجلتهم التي تم انتشالها أمس الأول من أسفل كوبري الجامعة والتي لقيت مصرعها غرقاً في حادث انقلاب مركب نيلي أمام حديقة النيل بطرة بعد تسرب المياه إليه، الذي أسفر عن مصرع 10 فتيات وإصابة 9 آخريات كن علي متنه في نزهة نيلية نظمتها كنيسة مارمينا بالعمرانية.
بين ترانيم صلاة الجنازة في كنيسة مارمينا بالعمرانية وصراخات والدة ميريهان منير وصلت سيارة إسعاف تحمل جثة الفتاة بعد أن تم انتشالها بواسطة فرق الإنقاذ والضفادع البشرية من أسفل كوبري الجامعة، حيث تم الصلاة عليها داخل الكنيسة وسط حشد من أهالي وجيران المجني عليها الذين اتشحوا بالسواد حزناً علي فراقها والذين ظلوا يرددون قولهم: «الرب يرحمها.. الرب معها» وقد تحرك المشيعون للجنازة إلي مقابر العائلة بمنطقة السيرة لدفنها وسط أجواء من الحزن والأسي التي خيمت علي جميع الحاضرين خاصة والدتها وجدتها.
أكد المهندس طلعت سريال ـ أحد أقارب المتوفاة ـ أن ما حدث للفتيات الـ 19 اللاتي كن يستقللن المركب الغارق لا يرضي أحداً ويعد مأساة كبيرة أصابت الجميع، ثم تساءل عن التقصير الذي أدي إلي الحادث، وعن المسئولين الذين تركوا المركب يعمل دون ترخيص، مشيراً إلي الإهمال من جانب المسطحات المائية التي من المفترض أن تقوم بالتفتيش علي تلك المراكب.
وأضاف: إنه لا يريد تعويضاً مالياً لأسرة الضحية ولا يريد أي شيء من المسئولين سوي محاسبة الجاني وسلامة بناتهم اللاتي لم تفعلن شيئاً في هذه الدنيا سوي الخروج للتنزه ثم عودتهن داخل نعوش.
أما مينا بولي فيقول إن المأساة كبيرة علي الجميع ولابد من محاسبة المسئولين الذين تركوا بناتها تصعدن إلي ذلك المركب المتهالك، وكذلك محاسبة المسئول الأول عن الحادث وهو قائد المركب، حيث قام بتحميله أكبر من حمولته الأساسية والذي أدي إلي تسرب المياه إلي المركب وغرقه.
وأضاف: إن الطمع والجشع اللذين سيطرا علي قائد المركب مقابل حفنة من المال هو من أضاع تلك الضحية وغيرها من زميلاتها اللاتي لم تتجاوز أعمارهن الـ 13 عاماً.
وأشار إلي أن دور الأمن والمسطحات المائية كان ضعيفاً حيث إن الصيادين وأهالي منطقة طرة هم من قاموا بإنقاذ الضحايا وانتشال 4 جثث، وعندما حضر الأمن ترك باقي المفقودات لساعات طويلة حتي جرف التيار الجثث إلي مناطق بعيدة من مكان الحادث، حيث تم انتشال جثة في القناطر الخيرية وجثة أخري أمام مستشفي السلام الدولي وثالثة أسفل كوبري الجامعة.
انتقلت «الدستور» إلي مستشفي السلام الدولي حيث ترقد عبير جمال إحدي الناجيات من الحادث التي أكدت أنها كانت في رحلة مع زميلاتها بالمدرسة ـ المرحلة الإعدادية ـ التي قامت بتنظيمها كنيسة مارمينا بالعمرانية، وعندما وصلن إلي حديقة النيل بطرة طلبن الخروج في نزهة نيلية بالمركب، وما أن صعدن علي متن المركب وجدن أعدادهن تفوق حمولة المركب الأساسية لذلك طلبن من سائق المركب تقسيمهن إلي فريقين إلا أنه أكد لهن أن العدد غير زائد.
وتستطرد: إنهن ركبن المركب مع المشرفات علي الرحلة إلا أنهن شاهدن الماء تخرج من بين أقدامهن وعندما حذرنا السائق من وجود تسرب للمياه أكد لهن أن المركب سليم ويعبر النيل يومياً، وهو ما جعلهن يشعرن بالطمأنينة، وما هي إلا دقائق حتي امتلأت المركب بالمياه وطلب منهن السائق أن ينتقل إلي الناحية الأخري، وهو ما جعل المركب يميل ولم تدر بنفسها أو بزملائها اللاتي كن معها.وأضافت أنها كانت تعاني ضيقاً في التنفس وسرعة في ضربات القلب ولخطورة إصاباتها تم نقلها إلي العناية المركزة التي ظلت بها لمدة يومين من ناحية أخري، تعيش أسر الفتيات الثلاث المفقودات حتي الآن حالة من الترقب والحزن داخل حديقة النيل بطرة والتي لم يغادروها حتي الآن في انتظار استخراج جثث بناتهم.
وقال الباباوي شحاتة إبراهيم ـ عم الطفلة دميانة عطية «8 سنوات» وإحدي المفقودات ـ إنه ظل هو وأسرة الفتاة بالحديقة لمدة ثلاثة أيام متواصلة في انتظار انتشال جثة الطفلة.وأشار إلي أنه لا يستطيع المغادرة إلي منزله أو تغمض عيناه ونجلة شقيقه بالنيل فهو ينتظر حتي يتم انتشالها، مضيفاً أن المسئولين أهملوا في البحث عنها وتسببوا في ضياع جثتها، حيث قاموا بالاستعانة بغطاس واحد يتجاور عمره الـ 65 عاماً للبحث عن 6 فتيات مفقودات، وهو ما تسبب في ضياع الجثث بعد أن جرفها التيار، علاوة علي أن الحديقة خالية تماماً من أطواق النجاة أو وسائل الإنقاذ المفترض وجودها في أي حديقة تطل علي مياه النيل، وهو ما زاد من الكارثة، ثم اختتم كلامه بقوله: «لنا الله مفيش غير ربنا هو اللي هيجيب حقنا.. إحنا نسكت علشان يتكلم الله».
فيما باشرت نيابة المعادي تحقيقاتها الموسعة حول الحادث برئاسة وليد سمير وتحت إشراف المستشار محمد غراب، حيث تم الاستماع إلي أقوال باقي المصابات اللاتي أكدن أن المتهم الرئيسي بالتسبب في إصاباتهم هو سائق المركب الذي دفعه جشعه والاستهتار بأرواح البشر لمقتل 10 فتيات وإصابة 9 آخريات وكشفت المعاينة التصويرية للمركب الذي تم استخراجه وجود ثقب بجسد المركب من الأسفل بطول 60 سم وعرض 25 سم وهو المتسبب في اندفاع المياه إلي سطح المركب وغرقه، ومن المقرر أن تقوم اللجنة الهندسية المنتدبة من الهيئة العامة للملاحة بمعاينة المركب صباح اليوم لإعداد التقرير النهائي حول أسباب الحادث، وعما إذا كان به وسائل أمان من عدمه.