Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

من هو الراهب داود المقارى؟

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
من هو الراهب داود المقارى؟
وديع سعيد يصبح راهباً
بطلان رهبنة داود المقارى
داود المقارى لعالم أفضل

Hit Counter

 

من هو الراهب داود المقارى؟

الراهب داود المقارى هو من رشح فى إنتخابات البطريركية أمام الأنبا يوساب وفاز الأنبا يوساب 85 صوتاً وهى أغلبية ضئيلة مقارنة بأصوات المنتخبين والتى من المفروض أن يحصل الفائز بالمنصب بالغالبية العظمى كما أن فوزه كان بطرق ملتوية  فقد حدث إضراب فى المواصلات مما منع المنتخبين من الحضور للإدلاء بأصواتهم كما أن المجموعة المناصرة للأنبا يوساب أحضرت من هم سيدلون لصالح الأنبا يوساب بأصواتهم بعربات الجيش كما صرفوا مبالغ مالية وزوروا فى الأصوات فقد كانوا يعطون أصوات الذين أرسل لهم خطابات ليحضروا الإنتخاب وأرسلوا أنهم لم يتمكنوا لأشخاص آخرين لينتخبوا الأنبا يوساب ، ولولا الأغراض الشخصية لأعيدت الإنتخابات ولكن الرب يسمح بهذا التخطى لأنه يحترم حرية الإنسان ولكن من لا يأخذ ماليس له كمن يحضن جمر نار فى حضنه وهذه المرة الثالثة التى يقع فيها زعماء القبط فى إنتخاب مطراناً فلم يتعلموا من الأخطاء السابقة بل أنهم أتهموا الراهب داود المقارى بأنه ترهب ليحصل على المنصب الباباوى مع أن قرارات مجمع نيقية حددت أن من يرشح للمنصب الباباوى يجب أن يكون بتــولأ وتجاوزا نسميه راهباً لأن الراهب لا يحصل على رتبة كهنوتية . 

حياة وأعمال الراهب داود المقارى

 وفيما يلى تاريخ حياة وأعمال وصفات الراهب داود المقارى :-

ولد الراهب داود المقارى بأسم وديع سعيد فى 26 يوليو سنة 1894م من والدين تقيين متمسكين بالعقيدة الأرثوذكسية محبين للكنيسة القبطية فى وقت إنتشر فيه الغزو البروتستانتى الذى أتخذ من مدينة أسيوط مركزا لهم لهذا يعتبر أقباط أسيوط هم أكثر مسيحى مصر تمسكا بعقيدة الجدود والآباء .

وأتم  وديع سعيد دراستى الإبتدائية ثم الثانوية ثم أشتغل موظفاً فى وزارة الصحة  ثم سافر للسودان سنة 1914م وهناك ساعد وساهم فى بناء كنيسة قبطية وكان وثيق الصلة بفاديه لايحب أن يشغله شاغل عنه وفى زحمة مطال وظيفته والخدمة كلن يجد الوقت ليخلوا فيه إلى نفسه ويناجى سيده المسيح .

وعاد وديع للقاهرة  1921م حيث أنضم للخدام بكنيسة مار جرجس بالقللى وفى هذه الفترة أنتسب لكلية الحقوق فجمع بين الوظيفة والتلمذة والخدمة الكنسية ودأب على الدراسة بهمة وصبر ومثابرة وعزيمة قوية لا تعرف الملل فحصل على ليسانس الحقوق سنة 1927م وفى نفس سنة تخرجه أشترك فى تأسيس جمعية السلام الخيرية التى نشأت فى القللى ثم أنتقلت إلى شبرا بعد ذلك .

وأشترك أيضاً وديع فى جمعية أبناء الكنيسة وفى هذه الجمعية ظهرت الطاقة الروحية والتى لم تبرز إلا بدايتها الأولى فى هذه المرحلة وظلت تنموا حتى نضجت وظل يعمل بها حتى آخر نسمة فى حياته خادما للرب يسوع .

وكرس وقته وجهده فى الخدمة ولم يتزوج حتى يعطى كل وقته وحياته لأبناء يسوع الذى يحبه ووهب بتوليته لرئيس الكنيسة فكان يذهب إلى عمله بوزارة الصحة صباحاً ويعود ثانية بعد الظهر إلى مقر جمعية أبناء الكنيسة حيث يظل ساهراً فى البحث والدراسة وتفتيش الكتب حتى ساعة متأخرة من الليل ولا يعطى لجسده راحة ولا لعينه نعاساً حتى يكون قد جلس مع الرب يسوع ويكون الإرهاق قد نال منه .

وكون هو وزملاؤه جوقة من الشمامسة للخدمة فى الكنائس المختلفة وبخاصة فى الأحياء الفقيرة ولكى يعطوا الشعب متعة الصلاة كانوا يطبعون برنامج زيارتهم الشهرى ويوزعونه بالكنائس التى سيصلون بها . 

طبعة جديدة من الخولاجى (صلوات القداس)

ورأى وديع سعيد أنه من الضرورى طبع الخولاجى طبعة جديدة لمتابعة صلوات القداس الإلهى بدقة فأصدر كتاباً ضخماً يتضمن القداسات الثلاثة وعدداً غير قليل من صلوات "القسمة" (1) التى يصلى بكلماتها فى مناسبات معينة وتضمن الكتاب بايا للألحان وملحقاً لصلوات الأجبية (2)  وقد طبعت هذه الطبعة بحيث كانت صقحاتها فى عامودين أحدهما قبطى (مكتوب باللغة القبطية) والعامود المجاور (باللغة العربية) وقد أفرحت هذه الطبعة كل من يعرفون القرآءة باللغة القبطية وتحمس الكثيرين لدراستها وأهم ما صنعته هذه الطبعة أن الكثيرين تذوقوا صلوات القداس .

كتابة العهد الجديد باللغة القبطية

وقام وديع سعيد بكتابة العهد الجديد ابللغة القبطية وعلى الطريقة العلمية الحديثة : أى أنه وضع له هوامش ومراجع ، كما أشار إلى عدة نسخ مقارناً بعضها البعض ، وكان هذا العمل دراسة أكاديمية ناجحة قام بها مصرى قبطى للمرة الأولى فى القرن العشرين بعد مرور قرون من مخطوطات أوريجانوس والآباء فى العصور المسيحية الأولى وقد علق على عمل وديع المستشرق الألمانى والتر تيلل بقوله : " إن هذا الكتاب مفرح ، ونسخة ممتازة تخدم الأقباط وأحبائهم ، ويسعدنى أن أقول إننى أهديت نسخة منه إلى مكتبة جامعة اليابان المسيحية حينما كان المسئولون هناك يسعون إلى تجميع الكتب من كافة بلاد العالم " .

كتابة العهد القديم باللغة القبطية - أول آلة كاتبة باللغة القبطية فى مصر

ثم قام وديع سعيد بطبع ما تمكن من كتابته من العهد القديم ومهد لها بتكويسن لجنة للتوراة وطبع أسفار موسى الخمسة باللغة القبطية أيضاً وكان يريد طبع العهد القديم كله ولكنه لم يتمكن لأنه أراد أن يصنع آله كاتبه باللغة القبطية لتسهل له مهام الكتابة فبذل الجهد الجهيد ونجح فى تحقيق هذه الأمنية العظيمة بعد أن أنتجت فى ألمانيا .

وكان وديع سعيد هو المحرك لزملاءه ولم تعوذهم الهمة ولم ينقصهم الصبر والتفانى فى نشر المعرفة المسيحية ولم يثنهم عدم اللتشجيع وإنما أعوزتهم المادة فكانوا ينتظرون حتما بتجمع لديهم المال ما يكفى لبدء مشروع جديد وقد يغيرون خططهم أو يتبعون مشروعا ما ثم يتبعونه بمشروع أخر

التقويم القبطى

وكان يداعبهم حلم جديد هو طباعة تقويم قبطى بطرقهم الفريدة وساندتهم النعمة الإلهية فحققوا هذا الحلم ، وقد كتبوا فى أعلا التقويم أسم الجمعية بالقبطية وبالعربية وتحته أيقونة من تلك الأيقونات القديمة ذات الطابع المصرى القبطى القديم والأصيل ، ووضعوا على كل من جانبى الأيقونة كشفاً بالأعياد وتواريخها : أحدهما للأعايد القبطية المسيحية وثانيهما للأعياد الحكومية والعامة ، أما الوريقات التى تحمل التاريخ اليومى فعليها التاريخ المسيحى العام والقبطى والهجرى ، وتضمن أيضاً قراءات مختارة التى تقرأ فى الكنيسة لتذكار شهيد أو شهيدة أو قديس (السنكسار) أو فى أى قداس خاص ، ، وأختاروا آية بحيث يحفظها الناس ويرددونها ويستبشرون بها فى يومهم فكان هذا التقويم هو معيشة يومية مع الرب يسوع ونشر التراث القبطى ووسيلة لتوعية الشعب القبطى .

 مجلة بالإنجليزية

ورأى أنه إن شاء الإستزادة  من معرفة التراث القبطى فعلية أن يتقن الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية ، فدأب على دراسة هذه اللغات بلا هوداة وأصدر مجلة بالإنجليزية اسمها "The Lights" (وهي ترجمة اسم المجلة التي كان يُصدرها باللغة العربية: ”الأنوار“)، كان يشرح فيها عقائد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالإنجليزية لمنفعة المنضمين للكنيسة القبطية خارج مصر.

وديع سعيد يحصل على دبلوم فى العلوم الإقتصادية والسياسية والإجتماعية

 وفى بداية الثلاثينيات وفى خلال الخدمات الوفيرة ومع عمله فى وزارة الصحة أستطاع أن يحصل فى سنة 1932 م على دبلوم العلوم الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وأستكمل الدراسة بأن نجح فى السنة التالية فى الجزء الأول من الدكتوراة فى القانون العام .

 وأصبحت حياته عجيبة فكان كل من يعرفه يسأله سؤالاً واحداً .. من أين يأتى هذا الموظف الأمين بالوقت اللازم لتكملة هذه الإنجازات فى الخدمات الدينية وهذه الدراسات المتباينة فى الجامعة؟ !!

ترجمة تعاليم ألآباء ونشرها

وكان نشأة وديع سعيد فى أسيوط أمانه يحملها على كتفه فكان عليه أن يترجم وينشر أقوال الآباء وتعاليمهم لتكون سلاحاً فى مواجهة دعاه التبشير الغربيين من البروتستانت والإنجيلين الذين يبشرون المسيحين ويتركون المسلمين فقام وديع بنشر تفسير رسالة رومية ومقالات ذهبى الفم وكان يريد إستكمال ترجمه ونشر باقى أقوال وتعاليم الآباء ولكنه لم يتمكن من ذلك.

وديع عضواً بمجلس إدارة جمعية المحبة

وأنتخبه بعض مريديه لعضوية مجلس إدارة جمعية المحبة ولعضوية ملجأ الأيتام القبطى أيضاً ، ثم طولب بوضع " مشروع القانون العام للجمعيات الشماسية" فنفذ الطلب

أمانته فى عمله الحكومى

وكان لأمانته فى عمله الحكومى أن رؤساؤه أستمروا يرقونه حتى وصل إلى درجة مدير مكتب وكيل وزارة الصحة ورئيس قلم الرخص الطبية .

*****************************

المراجع

(1)  صلوات القسمة يصلى بها الكاهن أثناء تقسيمه الجسد المقدس تهيئة لأعطائه للمتناولين

(2) وهى الصلوات السبع التى رتبها الآباء لتلاوتها يوميا مرتبة حسب ساعات النهار والليل ، وكلمة "أجب" معناها لغوياً "ساعة" بالقبطية ، أى أنها صلوات " الساعات" ويقصد بها ساعات الصلوات التى رتبها الآباء.  

(3)  قصة الكنيسة القبطية وهى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية التى أسسها مار مرقس البشير - الكتاب السادس أيريس حبيب المصرى - مكتبة المحبة طبعة 1985م

This site was last updated 07/07/10