Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أ

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 2164
Untitled 2165
Untitled 2166
Untitled 2167
Untitled 2168
Untitled 2169
Untitled 2170
Untitled 2171
Untitled 2172
Untitled 2173
Untitled 2174
Untitled 2175
Untitled 2176
Untitled 2177
Untitled 2178

Hit Counter

 

الديانة المرًوية
كلايدي ونترز
ترجمة أسامة عبدالرحمن النور


رغم أن علم الآثار وفر لنا العديد من التفاصيل المثيرة عن الحضارة المرًوية، فإننا لازلنا نعلم القليل للغاية عن شعب مروي ومعتقداتهم الدينية، ذلك لعدم قدرتنا السابقة على قراءة الخط المرًوي (Taylor 1991: 51).

علينا أن نتوصل الى استنتاجات عن ديانة المرًويين لعدم قدرتنا على قراءة النصوص المرًوية. لاحظ ميليت (1984:111) أنه "... بدون بينة الوثائق المكتوبة غير المفهومة لازالت، فإننا نجد أنفسنا في وضع أخرق يدفع للاستنتاج بشأن الديانة المرًوية من واقع السلوك الثقافي، أكثر من، كما يفعل معظم المؤرخون، الذين يصلون الى استنتاجات خول القيم الثقافية من الديانة".

وبما أننا ندرك حالياً الأصل المشترك للمرًوية : التوخاريان، يمكننا الآن أن نتبين ديانة المرًويين المثيرة. تساعدنا النصوص المرًوية في فهم القيم الاجتماعية للمرًويين. تظهر تلك النصوص أن المرًويين أرادوا أن يصبحوا معروفين بورعهم وسخائهم تجاه الآلهة. نتيجة ذلك خلّف المرًويون العديد من الصروح وموائد القرابين التى تعبر عن اخلاصهم لآلهتهم. كٌتبت النقوش المرًوية على المسلات وموائد القرابين لتوضح أن المرًوي المتوفي أراد أن يضمن حياة مباركة في العالم الآخر.

لقد كان المرًويون شديدي الاهتمام بحياة ما بعد الممات. خلفوا في مدافنهم أدب جنائزي وأغراض القبر ليضمنوا لأنفسهم حياة أبدية. دفن ملوك مروي وأفراد النخبة تحت أهرام. احتوت جدران المعابد الصغيرة الملحقة بالأهرام على نقوش بارزة تصور مناظر مصرية ونقوش زخرفية من كتاب الموتى في جبانة البجراوية الشمالية وفي جبل البركل (Yellin 1990). ودٌفن ميسورو الحال من المرًويين في مبان فوقية صغيرة من الطوب. وفي حالات وضعت في المعبد الصغير الملحق مائدة قرابين ومسلة جنائزية (Taylor 1991:53).

تشتمل القرابين الجنائزية على العديد من الموضوعات التى يفترض استخدامها في الحياة الأخرى. نقش المرًويون أو رسموا بالألوان على تماثيل الـ با ba، والمسلات، وموائد القرابين حروف مرًوية كورسيفية. الموضوعات النفعية المستخدمة في الحياة اليومية تم وضعها في المدفن، في حين وضعت تماثيل الـ با ba والمسلات خارج المدفن.

استخدمت موائد القرابين لاراقة الشراب نيابة عن المتوفي بعد دفنه. صنعت الموائد من الحجر الرملي وصممت بشكل إما مستطيل أو مربع. بلغت الواحدة منها 10- 14 بوصة في الطول، مع وسط منخفض محاط بأطراف مرتفعة. تحتوي الموائد والمسلات الجنائزية عادة تصميمات ونقوش محفورة. النقوش بالكتابة المرًوية. التصميمات الأكثر انتشاراً تشمل رغيف خبز، والالهين الجنائزيين أنوبيس ونفثيس.

الأدوات الصنعية الموجودة بالقرب من مدافن الأثرياء المرًويين تضم ثماثيل الـ با ba. صنعت تلك التماثيل عادة على هيئة بشرية مع أجنحة مطوية، ووضعت في العادة أمام المدفن (O'Connor 1993). صنعت بهذه الطريقة لتصور طبيعة الـ با ba الحرة والمتحركة، والتى يفترض فيها أن تصعد الى السماء. يعترف بالـ با ba روحاً تمتلك القدرة على الحركة. جسد مصطلح الـ با ba قدرة روح الشخص المتوفي على الحركة من القبر والتوسل الى الآلهة للسماح لـ الـ خا kha بالعبور الى العالم السفلي ومنحها الحماية.

يشير الخيال الجنائزي المرًوي الى أن الآلهة المرًوية معرفة بالعديد من المعبودات المصرية بما في ذلك آمون، وأوزريس، وايزيس. سادت أربعة آلهة أساسية في الديانة المرًوية : أوزريس، وايزيس، وآمان، وأبادماك. يتحكم أوزريس وايزيس في العالم الجنائزي. تمركزت عبادة المعابد في آمان، وأبادماك، وايزيس.

نعلم من مسلة تانيدأماني بأن آمان (آمون المصريين) تم الاعتراف به الإله الخالق الأعظم ومنجب الملك (Winters, 1999). ويبدو أن ايزيس كانت مسئولة عن منح خا kha الفرد أو شخصيته المجردة الاذن بمغادرة المقبرة الى الجنة. كان أوزريس هو الإله الذى يرشد خا kha الشخص الى واحد من العوالم السفلية المذكورة في الألواح الجنائزية المرًوية.

تتبع النقوش الجنائزية المرًوية الترتيب التالي : 1) التضرع الى ايزيس وايزريس بوصفهما الهي الموت المرويين؛ 2) اسم المتوفي؛ 3) النعي.

الأشكال الروحية المرًوية
بالطبع تحتوي اللغة المرًوية في النصوص الجنائزية على العديد من الكلمات ذات الجذور المشتركة مع المصرية، على سبيل المثال :

مرًوية
مصرية
المعنى
khi خي
khat خات..........................
'جسم، جسم خارجي، روح'
kha خا
ka كا.................................
'الشخصية المجردة للإنسان'
kho خو
khe khu خه خوو..........
'جوهر الروح اللامعة الشفافة'

كان من المفترض أن تقيم الـ خوو khu في السموات عندما يموت الإنسان. هناك ذكر دائم في النقوش المرًوية لـ الـ خي khi؛ خا kha؛ خو kho؛ والـ با ba 'الروح'.

نُظر لـ الـ خا بوصفها القربان الأعلى للمتوفي. يجب أخذها سوياً مع آت ate (المعبر)، الذى يعده كل من ايزيس وأوزريس المؤهل لإعادة الميلاد. كانت آت ateالمعبر الذى يسلكه صعود الـ خا للميلاد المجدد.

نجد في النصوص المرًوية العتيقة ذكر لـ ملو mlo 'القلب الداخلي'. الـ ملو mlo يشار إليها عادة بوصفها ملو ول mlo ol 'القلب الداخلي العظيم'. كان قلب المرًوي المتوفي يوزن لتحديد الخير. تشير النصوص المرًوية الى أن الـ ملو mlo كان يفترض فيه أن يحدد كون ورع الإنسان كافياً ليؤمن لـ خائه kha الهجرة. قد يبدو من نص تانيدأماني أن خير الإنسان يعتقد بوجوده في القلب الداخلي. هجرة القلب الداخلي من المدفن الممتلئ بـ خا kha الإنسان المتوفي، قصد منها الارتفاع بالإنسان الخير الى مصاف مرتبة عليا. يشير هذا الى أن المرًوي المتوفي يفترض فيه أن يكون متحرراً من الإثم ومتمسكاً بقوة بالنظام المقدس إذا كان له/لها أن يدخل الى مملكة أوزريس الأخروية.

من ثم فإن الـ ملو ول mlo ol تم الاعتراف بها مرشداً الى المعبر العظيم (آت ate) لإحياء مجدد للمتوفي. كانت الـ ملو ول mlo ol الهادي، المرسل قبل الـ خا kha، لتأمين إعادة ميلاد الشخص المنتقل الى الحياة الأخرى. كان هذا ضرورياً ذلك لأنه إذا ما كانت خا kha وملو ول mlo ol الفرد مليئة بالـ نانى n(a)ne الخير، فإنه/انها يضمن روحاً ممنوحة حياة مجددة ويعاد مولده.

يبدو أن وظيفة كبرى لـ الـ شخ ëkh تمثلت في دعم الخير. كانت الـ شخëkh بالتالي تقوم عادة بتقديم القرابين للآلهة المرًوية.

يبدو من النصوص الجنائزية المرًوية أن الـ خو kho، ستظل مع الجثمان حتى يتعفن، من ثم تذبل نهائياً، وتغادر المدفن وتطارده. عادة ما يتوسل المتوفي الى ايزيس وأوزريس مرافقة هذه الـ خو kho وتأمين سلامة وصولها الى واحد من عوالم الحياة الأخرى المرًوية.

يوجد أيضاً في العديد من النقوش الجنائزية ذكر لـ الـ با ba أو بى be. لقد ترجمت المصطلح با ba 'روح'. توحد الـ با ba مفهوم الـ خا kha والـ خى/خو khe/kho. المكان الأفضل للعثور على هذا المصطلح في الأدب الجنائزي المرًوي يضم مسلتي تانيدأماني في كل من أرمينا غرب وكارانوج.

تقوم الـ با ba، والـ آم am، والـ خا kha في مسلة تانيدأماني، على سبيل المثال، بأدوار محددة. في النصوص المرًوية القديمة عنى مصطلح آم جوهر الروح (Winters, 1999). في النصوص المرًوية المتأخرة والانتقالية لا يوجد سوى ذكر قليل لـ آم am. حلت محله الـ خا kha.

في السطر 146 من مسلة تانيدأماني نكتشف أن الـ شخëkh جسم الروح والـ خا kha، تم عتقهما من الجسم لحماية روحه. خلال الانعتاق كان على الـ شخëkh دعم الخير. ويفترض أيضاً أن تكون قرباناً للآلهة المرًوية.

كان على جسم روح الملك تعزيز الخير في موقع الدفن. على سبيل المثال كان على با ba تانيدأماني البقاء في جبل البركل (مسلة تانيدأماني السطران 33-34) على مدى فترة تستمر خلالها في خدمة آمان، في حين مثلت تعويذة بركات للحجاج الذين يزورون المدفن. وفقاً لمسلة تانيدأماني، السطر 139، كانت الـ با ba هدية لآمان (Winters, 1999). قد يفسر هذا وضعية الموضوعات المرًوية المنحوتة مثل تماثيل الـ با ba والألواح الجنائزية خارج المدافن المرًوية (Adams 1977: 377-378). يحتمل أن الوضع خارج المدفن ساعد محاولات الـ با ba اللانهائية للهروب. لم تعد الـ با ba، في النصوص المرًوية المتأخرة، مضطرة للبقاء في المدفن. في تلك النصوص المتأخرة يبدو واضحاً أن الـ با ba تراجعت الى بانى b(a)ne.

الآلهة
كانت العديد من الآلهة المرًوية قد عُبدت في مصر. تضم تلك الآلهة ايزيس، وأوزريس، وماش، وبس، ونفثيس، وأنوبيس. آلهة مرًوية أخرى كانت ذات أصول مرًوية. تضم تلك الالهين أبادماك وسبوميكر. يعتقد بأن سبوميكر قد اعتُرف به إلهاً خالقاً عند بعض المرًويين الجنوبيين. كان الإله-الأسد أبادماك إلهاً محارباً.

نجد في مسلات المرًويين وموائدهم القرابينية ذكراً للخصائص المختلفة لآلهتهم. لكن هناك نصان مقدسان يوفران لنا معلومة هامة عن الآلهة المرًوية، والتى سنناقشها فيما بعد.

آمان
كان الإله الرئيس لدى المرًويين هو آمون أو آمان. عبد الكوشيون الإله آمان منذ عهد أسرة كرمة. عبادة آمان طويلة الأمد في كوش قد تفسر وضعه العالي على امتداد الإمبراطورية المرًوية (O'Connor 1993:79). قد يفسر هذا تأسيس معابد ضخمة لآمان في كل من جبل البركل ومروي. كان مركز عبادة آمان في نبتة. ارتبط آمان الإله المخفي بالملكية المرًوية وكنتيجة وجدت معابد له في مدينة مروي، ونبتة، وكوة.

يعتقد ميليت (1984:116-117) بأن الملك المرًوي اعترف به بوصفه " وسيطاً أعلى موثوق وذو امتياز للآلهة أكثر من اخوتهم أو خدمهم". من جانب ثان يشير النقش المرًوي بوضوح الى أن الملك المرًوي والعامة كلهم يعترفون بكونهم ش ë 'عبد'، 'نصير' الآلهة.

كانت نبتة المركز الديني الرئيس للكوشيين. وكان جبل البركل المرافق لموقع نبتة والجبل المقدس لمدينة نبتة في الآن معاً. عُرف بكونه المقر المقدس الجنوبي للإله آمون. وعد جبل البركل المركز الأقصى جنوباً لعبادة آمون في شمال أفريقيا. نقب رايزنر هذه الصخرة البارزة بين 1913 - 1916.

عبد الكوشيون آمان لأزمان طويلة. عبد أهل المجموعة الثالثة في كرمة آمون منذ فترة طويلة سابقة لتشييد معبد آمان في جبل البركل. دُفن الكثيرون من الملوك المرًويين في جبل البركل بعد 300ق.م.(1) سمى المصريون جبل البركل دو و اب dw w}b 'الجبل المقدس'. شيد المصريون في قدم جبل البركل معبد آمون الكبير في القرن الخامس عشر ق.م.

اعترف الكوشيون بـ آمان إلهاً خالقاً رئيساً، وإلهاً للشمس، ومنجباص للملك. الى جانب آمان عبد الكوشيون الإلهين المصريين ايزيس وأوزيريس. أشرفت الإلهة ايزيس على طقوس المسخ، في حين افترض أن يقود أوزيريس الميت الى الجنة(2).

أشير الى آمان أيضاً بـ آماني وAmnpe أو آمانابى Amanape. مصطلح آمانابى من الجائز احتمالاً ترجمته آمن ب - نى Amn p-ne أو 'آمان أساس (الخير)'. سمي المرًويون هذا الإله عادة بـ أماني . تم الاعتراف به في نقوش أرمينا غرب إلهاً خالقاً للكوشيين والداعم لكل وجود (Trigger 1970). واعترف المرًويون بآمان إلهاً 'يحث' الإنسان على الخير. كما وعد آمان مرشداً الى إعادة الميلاد. اعتقد المرًويون بأن آمان امتلك القدرة لجعل ال، س النصير، الشفيع، رمز الشرف. في نقش أرمينا غرب (Trigger 1970) نرى الفقرة التالية:
Si ye qo wi-ne nt-ne Amni se-ne-a bo y'القنوع بأن يعيش أبداً خانعاً لأماني، (الذى) يسند (الآن) كل الوجود'.

ايزيس وأوزيريس
أكثر الآلهة شهرة في النصوص المرًوية هما ايزيس وأوزيريس. وفي ألواح القرابين نجد أيضاً الإلهة نفثيس والإله أنوبيس وهما يسكبان السوائل للمتوفي الراحل.

عد أوزريس عند المرًويين بوصفه صانع الحسنات. وكان أيضاً مرشداً الى العالم الآخر للمرًويين.

قد يبدو أن wos-i(ايزيس) كانت مسئولة عن منح خا Kha الشخص المتوفى حق الرحول الى الجنة في حين راقبت هى على جوانب أخرى من مسخ الملك المروي الى خا kha، با Ba، خي khi، آم Am.

كانتwos مسئولة عن هجرة الشخص المتوفي. كانت ايزيس هى التى تصرح بإعادة إحياء الراحل. نكتشف في مسلة أرمينا غرب رقم 1، الوجه ب، السطرين 14-15 (Trigger 1970) أن
(14) Te s-ne Wos p e y ke /أو/ "ايزيس تجلب الإحياء الجديد، وتضع أساسه، وتمنح التصديق".
(15) S-ne-l qe te h no ne-i hre "الإحياء الجديد لمنح الخا مجدداً، بحق وشرف".

يقدم نقش تمثال نبتة رقم 75 بعض المعلومات المثيرة عن ايزيس. صنع تمثال نبتة رقم 75 من جرانيت أسود. يصور هذا التمثال ايزيس على العرش وهى ترعى هورس (3). هذه القطعة المرَّوية موجودة في متحف برلين (2258№).


1. ALE E QE S-NE E QE E TER.
2. TK Ŝ W-NE SOH-NE ATe RE.
3. KE-B E-NE TeNE KEL HENEL.
4. TeM WI-NE S E Y-S-NE-I D I.
5. PQ ODE NE-I PL-E-TO NENO-B.
6.TeNE KL NE I PL MK L-TONE.
7. ATER LK-E BO KE TEM OTE.
8. TO E W-NE EK-TE R L-TE E TE.
9. Ŝ D TeM OTE NE WOŜ NE-TE W-NE.
10. W E O I TE LO-NE-TE NEK EL.
11. S S N S LI-NE-L NO.
12. KED D-NE ATeR-E ŜB.
13. TeL-NE Te W WI-NE PL-E.
14. Te S-NE WOŜ PE Y KE.
15. S-NE-L QE Te H NEI HRE.
16. S-NE KE K-NE...WOŜ QO.
17. Ŝ-NE AB ENE...TO.

ترجمة نص نقش تمثال نبتة رقم 75
(1) أمنحي تجديداً مشرفاً (أيا ايزيس) لبعث الحياة مجدداً. أمنحي تجديداً- وهبي تشييد(ها). (2) أعكسي في الشفيع (و) أنيري السعادة الأفضل (على) الطريق الصحيح بحق. (3) أرغب (يا شفيع) في أن توهب إعادة الميلاد مدوية في Henel هنيل(4). (4) (الخير) يأتي الى الوجود كموضوع لاحترام (الشفيع). أمنحي البعث وجوداً مجدداً. أذهبي (الآن) وأمنحيه تصديقاً. (5) أظهري الروعة ووجهي (يا ايزيس)- ستبدأين في (صنع المعجزات) بكثرة. (6) النصير الطيب سيمضي للقضاء على اللاوجود. (7) البطل الذى يشاهد الجميع. أعملي (الآن) لحمل الاستحسان(5)
حول أصل عبادة آمون في النوبة وتطورهااليانورا كورماشيفا Eleonora Kormysheva

ستركز المناقشة على موضوعين: أصل أشكال آمون التشبهية بالإنسان وبرأس الكبش في المعابد النوبية، والسمات الأساسية لعبادة آمون في مملكة مروى كنتيجة لتطور هذه العبادة.

أ- آمون المشبه إنساناً
التمثيل التشبهى الإنساني لآمون المحتفظ به في الآثار الكوشية حتى نهاية مملكة مروى كان نتيجة استعارة هذا الشكل من التصوير الايقوني الطيبى. كان إدخال هذه الصورة نتاج الهيمنة المصرية على كوش في المملكة الحديثة. الإبقاء على هذه الصورة، حتى في الأيقونات المروية المتأخرة، يمكن تفسيره بالذهنية الدينية والتقاليد المحافظة.

يمكن التشديد بأن الصورة التشبهية بالإنسان لآمون مع الصفات النبتية المحددة مثل آمون النبتي أو آمون الجبل المقدس، منحت بشكل مصري خالص. تؤكد تلك الصور أن المصريين أرادوا أن يخلقوا في كوش (بخاصة في جبل البركل) عبادة روح (كا) آمون الطيبى، وأنهم عدوا آمون النبتي واحداً من الأشكال التعبدية لآمون بوصفه إله الدولة في مصر.

ب- الظهور الايقوني لآمون الكبشى الرأس يبدو مرتبطاً بالنوبة؛ جذوره من الممكن تتبعها بوضوح في الرسوم الصخرية للصحراء. مع ذلك فإن أكثر الإشكالات أهمية ترتبط بظهور آمون كبشي الرأس في الأيقونات في المعبد الرسمي، والتي كان عليها أن تعكس إدخالاً رسمياً لمثل هذه الصورة في منظومة الدولة الثيولوجية. انطلاقا من وجهة النظر هذه فإن تماثلات آمون الكبشى الرأس مع قرص الشمس والصل على الرأس، كما هو الحال في أبى سمبل، لا بدَّ من مناقشتها بصورة خاصة. أشكال مماثلة توجد في كوة. أصبحت هذه الصورة لاحقاً واحدة من التماثلات الممكنة لآمون في المعابد السودانية القديمة.

حقيقة كون أن آمون قد عد في النوبة كاءً (روحاً) لآمون في طيبة إنما تدعم الفكرة القائلة بأن عبادته كانت تواصلاً منطقياً لعبادة آمون في مصر. على كل فإن آمون في مصر فيما قبل الأسرة الثامنة عشر كان مرتبطاً بالأوزة أو الحيَّة لكن ليس بالكبش أبداً. الكشف في مقابر كرمة عن قرابين حملان، ونعاج، وكباش متوجة بموضوعات كروية أو بريش نعام بدأت تشير إلى أن تلك الحيوانات قد تكون ألهمت الشكل الجديد لآمون. تشير تلك الحقائق إلى أن شكلاً ما من التأويل المصروى قد بدأ بعيد تأسيس الصلات الثابتة بين مصر وكوش، وقوىَّ ونتج خاصة في تصوير آمون برأس كبش.

آخذين في الحسبان أنه قبل الاحتلال المصري قد وجدت عبادة كبش محلية في النوبة (بخاصة في كرمة) فإنه يجوز الافتراض بأن سبب ظهور آمون كبشى الرأس يكمن في التحام عبادة آلهة رئيسة، تحديداً آلهة مصر وكوش. يمكن لهذا الالتحام أن يكون قد تم عبر التفكر الترابطي: أي من خلال علاقة الكبش بالماء والشمس والتي لا تتناقض مع المبادئ الأساسية للتركيب الديني الفلسفي المصري بشأن آمون. هذه العملية التوفيقية يمكن أن تكون بهذا القدر أو ذاك طويلة المدى وأدت إلى خلق أشكال جديدة لآمون. بظهوره في الأيقونات الرسمية منذ الرعامسة أصبح آمون كبشي الرأس أحد تماثلات آمون في كل من كوش ومصر.

ج- تطور عبادة آمون
بعد إدخاله إلى النوبة، اقتنى آمون سمات جديدة ما كانت معروفة من قبل. ففي أبى سمبل يستطيع المرء ملاحظة صل ضخم أمام آمون، وهو ما لم يلاحظ أبداً في مصر. أصبح الصل الضخم سمة نوبية مميزة لآمون. ونمت لتصبح جزءاً من رمز خاص يمثل الجبل المقدس وذروته. العديد من الأشكال الخاصة الأخرى تمَّ خلقها في النوبة كما سنوضح.

صورتان أساسيتان لآمون- التشبهية الإنسانية ورأس الكبش- سارت عبر التاريخ القديم للمدنية السودانية. عُدَّ آمون كبشي الرأس معبوداً محلياً؛ في حين اقتنى آمون الشبيه بالإنسان خصائص مصرية. صورتان تمَّ التمييز بينهما ثيولوجياً.

عبادة آمون في النوبة تم تطويرها عبر استعارة العديد من الأفكار والسمات الايقونية من الثيولوجيا المصرية؛ لكنه على كل ومع مرور الوقت تم نسيان الأصل المصري لآمون، واختفت الكثير من أشكاله المصرية وخلقت العديد من الصور الايقونية الجديدة في المعابد والبيئة السودانيَّة القديمة.

التشابه القوى بين صور آمون في مصر والنوبة كانت سبباً للتأثير المتبادل وللإحلال المتبادل القادم من الجانبين. مارس آمون الكوشى تأثيراً على عبادة آمون في مصر. أتاح الخلق الجديد إمكانية تركيب نظام ميثولوجي جديد عكس نزعات تطور الدولة السودانية القديمة.






رد مع اقتباس
khalil eisa
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى khalil eisa
البحث عن المشاركات التي كتبها khalil eisa
قديم 02-24-2009, 09:01 AM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
khalil eisa
إحصائية العضو






آخر مواضيعي

0 رحيل الدكتور شريف خيرى
0 انسحاب عروة والهندى واخرون
0 "انتصار" حزب وهزيمة وطن!!
0 الصور الاكثر اثارة في العالم
0 الشعب لو اكل برسيم .. حيرفسنا
0 سيسى الالغاء لا التاجيل
0 مناصب خارج العملية الانتخابية
0 ظاهرة التكفير في ميزان العقل و الدين
0 مصر تضع يدها على 3 مليون فدان
0 ساعه من اجل الارض

khalil eisa غير متواجد حالياً


وسام القلم اللامع وسام القلم المميز

افتراضي

المعابد والعبادات في كوش في عصر المملكة الحديثةروبرت موركوت Robert Morkot

تتناول هذه الورقة عدداً من الموضوعات المتصلة بالدين في النوبة في عصر المملكة الحديثة. المعابد النوبية تمت الإشارة إليها كثيراً في المناقشات حول عبادة الملك في المملكة الحديثة، لكن عموماً (وبشرعية) بحسبانها توفر مادة لتأملات أوسع حول الموضوع. تطور عبادة الملك والمعبودات المرافقة في النوبة ما كانت تطوراً داروينياً في خط مستقيم؛ إنها كانت سلسلة من الاستجابات للزمان والمكان مرتبطة كذلك مع التطورات داخل مصر نفسها. أطوار مختلفة يمكن تحديدها كالتالي:

الطور 1: كاموس- امنحوتب الأول
أ‌- إعادة احتلال النوبة السفلى- تشييد هياكل مكرسة لآلهة حورس المحلية في القلاع
ب‌- التوسع جنوباً إلى ما وراء الشلال الثاني وخلق معبود جديد، هورس سيد النوبة

الطور 2 : الحكم المشترك لتحتمس الثالث وحتشبسوت، الحكم المنفرد لتحتمس الثالث، وحكم امنحوتب الثاني
أ‌- معابد جديد داخل القلاع وخارجها وإدخال المعبد المزدوج لآمون-رع و رع-هاراختى
ب‌- إدماج هورس سيد النوبة مع آمون-رع- هورس الثور.

الطور 3 : امنحوتب الثالث وتوت-عنخ-آمون
أ‌- عبادة "الصورة الحية لنبماترا" إلى جانب عبادة آمون في صلب مع ارتباطات قمرية وفيضانية محددة، وعبادة مماثلة لتوت-عنخ-آمون في فرس.

الطور 4 : أيى وحورمحب
أ‌- خلق عبادة هورس جديدة: هورس مها

الطور 5 : ستى الأول والفترة المبكرة لحكم رمسيس الثاني
أ‌- عبادة ملك مصممة على امنحوتب الثالث في عكشة وعمارة.

الطور 6 : الفترة المتأخرة لحكم رمسيس الثاني
أ‌- عبادة الملك إلى جانب ثلاثية الدولة الرسمية آمون-رع، رع-حاراختى، بتاح-تاتجينان. انتشار الأشكال المقدسة للحاكم.

لدى التأمل في معابد النوبة في عصر المملكة الحديثة والمعبودات المصورة على جدرانها، تنشأ سلسلة من التساؤلات:
1. هل يشير وجود أسلوب مصري للمعبد دائماً إلى استقرار "استعماري" مصري؟
2. هل تمَّ إدماج الأشكال الدينية المحلية أو أنها أهملت كلياً من جانب إدارة نائب الملك؟ عموماً كان هناك افتراض بأن المصريين أهملوا الأشكال الدينية المحلية في النوبة، رغم أن المصريين في آسيا الغربية قد دمجوا المعبودات المحلية، بخاصة هاتور (سيدة بيبلوس). المعبودات المحلية النوبية، على سبيل المثال، ميكت مشهودة من فترة إلى فترة، كما ويوجد تبنى واضح لمعبودات محلية مثل ايزيس العقرب، قرين هورس (بوهين). يبدو أن التأثير كان محدوداً. إلا أنه على كل إذا عددنا عبادة أمنحوتب الثالث الأسدية بوصفها تبنياً لعبادة كوشية (احتمالاً من كرمة بالتحديد)؟ هناك تشابهات قوية بين آمون امنحوتب في صلب وأبادماك، لكن هل يمكن عد ذلك "ميراثاً"، "عودة للقديم" أو صدفة.

معرفتنا بالأشكال الدينية المحلية في النوبة لا زالت محدودة. آلهة هورس في النوبة يفترض عموماً أنها كانت من خلق المملكة الوسطى، لكنه غير واضح عما إذا كانت أية من المعبودات النوبية قد تم امتصاصها. في المملكة الحديثة ارتبطت آلهة هورس بمناطق النوبة السفلى الثلاث: باكى، وميام، وبوهين. بحلول مرحلة الرعامسة كانت قد عبدت في شكل ثلاثية، مماثلة لثلاثية الدولة المصرية آمون-رع، ورع-هاراختى، وبتاح-تاتجينان. مع التوسع جنوباً إلى ما وراء الشلال الثاني في الأسرة الثامنة عشر المبكرة، تم خلق هورس، سيد النوبة، لكنه أدمج مع آمون- رع في أواسط الأسرة الثامنة عشر. في أواخر الأسرة الثامنة عشر والأسرة التاسعة عشر، عد آمون-رع في النوبة إلى الجنوب من الشلال الثاني معبوداً رئيساً. أنظر مدينة هابو سقف الحافة حيث صور آلهة مصر بدءاً من آمون يتبعه آلهة هورس في النوبة.
3- هل اختلفت وظيفة عبادة الملك، وهى واحدة من الأشكال الدينية السائدة، في النوبة عنها في مصر؟
4- ما هو دور النخب المحلية في الهيراركية الدينية في النوبة؟
5- ما هو الميراث الديني للمملكة الحديثة الذى بقى في الدولة الكوشية؟ عادة ما عدت عبادة آمون في جبل البركل المحرك لميراث عبادة آمون بالنسبة لمملكة كوش المتأخرة نبتة- مروى. كان هناك تشديد على المعابد بوصفها "أضرحة شقيقة" لأضرحة طيبة (مماثلة للأديرة المسيحية) تستقبل التعاليم الخاصة بالعبادات والكهنة من الأمكنة المقدسة خلال الفجوة الفاصلة بين المملكة الحديثة- نبتة. لا توجد بينة تؤكد ذلك. أكثر صروح المملكة الحديثة أهمية في جبل البركل هو معبد ستى الأول- رمسيس الثاني والذي يمكن مقارنته بصورة عامة بصروح النوبة السفلى، مثل جرف حسين. ليست هناك بينة نصية واضحة على أن آمون داخل جبل في أبى سمبل يمثل جبل البركل. يشار إلى آمون النبتي في منزل الميلاد في أبى سمبل. على كل ليست هناك بينة دالة على أي من الميراث أو التجديد في العصر النبتى.

يرجع نقش كاريمالا بعض سوء طالع كوش إلى الهفوات تجاه عبادة آمون والتي تم استعادة الاهتمام بها من جانب ملك (غير مسمى). إذا بقى أي "ميراث" لعبادة آمون بعد المملكة الحديثة، فإن ذلك في الغالب ما يكون بقاء كوة مركزاً. نقوش تهارقا من كوة تسجل تكريس الملك الارا لآمون كوة. أعمال تشييد هائلة في البركل تبدأ في عهد بيَّا (أو كاشتا). شيد تهارقا في كوة، واحتمالا في تبو، وصنم. معبد صنم كرس لآمون-رع الثور، سيد النوبة، في شكله المتأخر.


منقول من موقع اركمانى

كان قدماء المصريين يطلقون علي بلاد النوبة بلاد كوش Kush التي تقع من جنوب أسوان وحتي الخرطوم حيث يعيش شعب النوبة ، وحيث قامت ممالك إمتد نفوذها علي وادي النيل بمصر حتي البحر الأبيض المتوسط شمالا . ويرجع تاريخ النوبة للعصر الحجري في عصر ماقبل التاريخ. ففي منطقة الخرطوم وجدت آثار حجرية ترجع لجنس افريقي يختلف عن أي جنس افريقي موجود حاليا .وفي منطقة الشخيناب شمال الخرطوم وجدت آثار ترجع للعصر الحجري الحديث من بينها الفخاروالخزف .وكان النوبيون الأوائل يستأنسون الحيوانات .
وفي شمال وادي حلفا بمنطقة خور موسى وجدت آثار تدل علي أن الإنسان في هذه الفترة كان يغيش علي القنص وجمع الثمار وصيد الأسماك .وكانت الصحراء هناك سافانا أصابها الجفاف في فترة لاحقة . حيث كان النوبيون يمارسون الزراعة .(أنظر : نباتة. دوائر الحجر). وقد قامت حضارة منذ 10 آلاف سنة في منطقة خور بهان شرقي مدينة أسوان بمصر (الصحراء الآن)، وكان مركزها في مناطق القسطلووادي العلاقي حيث كان الأفراد يعتمدون في حياتهم على تربية الماشية إلا أن بعض المجموعات نزحت ولأسباب غير معروفة جنوبا وتمركزت في المناطق المجاورة للشلال الثاني حيث اكتسب أفرادها بعض المهارات الزراعية البسيطة نتيجة لاستغلالهم الجروف الطينية والقنوات الموسمية الجافة المتخلفة عن الفيضان في استنبات بعض المحاصيل البسيطة ، مما أسهم في استقرارهم هناك و قيام مجتمعات زراعية غنية على مستوى عال من التنظيم في منطقة القسطل . وهذا يتضح من التقاليد في المناطق الشمالية من النوبة . وكانت متبعة في دفن الموتى وثراء موجودات المدافن مما يدعو إلى الاعتقاد بوجود ممالك قوية و مع بدايات توحيد ممالك مصر العليا في مملكة واحدة متحدة واجهت النوبة قوة لا تقهر في الشمال بدأت تهدد وجودها واستقرارها . وبازدياد نفوذ وهيبة المملكة المصرية المتحدة اتجهت أطماعها جنوبا صوب النوبة ، في الوقت الذي بدأت فيه المجموعة الأولى تفقد قوتها العسكرية والاقتصادية مما جعلها عاجزة عن تأمين حدودها الشمالية التي بدأت تتقلص تدريجيا نحو الجنوب ، وقد بدا علامات الضعف والتدهور واضحة في آثار هذه الفترة مما دفع بعض العلماء إلى الاعتقاد بوجود مجموعة أخري تعرف باسم " المجموعة الحضارية الثانية " تلت المجموعة الأولى وكانت أضعف منها نسبيا . وبحلول عام 2900 ق.م أصبحت النوبة السفلى بكاملها تحت السيطرة المصرية وخلت تماما من سكانها بعد تراجعهم جنوبا إلى منطقة النوبة العليا ليختلطوا بحضارة كرمة الوليدة ، وظلت النوبة السفلى بعد ذلك مهجورة لعقود طويلة وانقطعت أخبارها خاصة بعد تعرض آثارها ومدافنها الملوكية للحرق والتدمير من قبل جيوش المملكة المصرية . في نفس الوقت الذي كانت تشهد فيه منطقة أخرى من النوبة ميلاد حضارة جديدة ظهرت بوادرها في منطقة مملكة كرمة 3000 ق.م. – 2400 ق.م. )(مادة). وسيطرت مصر مابين 1950 ق.م وحتي 1700 ق.م. حيث كانت النوبة على امتداد تاريخها الطويل عرضة للاعتداءات المصرية على أطرافها الشمالية . وكان من أهم أسباب هذه الاعتداءات الرغبة في تامين الحدود الجنوبية و تأمين طرق التجارة التي كانت تربط مصر بإفريقيا عبر بلاد النوبة ، بالإضافة إلى الأطماع المصرية في ثروات المنطقة المختلفة . لهذا تعددت المناوشات المصرية على حدود النوبة منذ عهود ما قبل الأسر في مصر ، واستمرت على امتداد التاريخ النوبي ، وكانت تنتهي في أحيان كثيرة باحتلال أجزاء منها ، خاصة منطقة النوبة السفلى .
وأول محاولة فعلية لاحتلال النوبة كانت في عهد الأسرة المصرية الثانية عشر عندما غزا المصريون النوبة حتى منطقة سمنة وبنوا فيها العديد من الحصون والقلاع لتأمين حدودهم الجنوبية. ومنذ ذلك التاريخ خضعت النوبة للنفوذ المصري لما يقرب من 250 عاما تمكنت خلالها من الاحتفاظ بخصائصها وهويتها الثقافية. وانتهت هذه السيطرة الأولي عندما تفككت المملكة المصريةالوسطى,وضعفت قوتها مما شجع مملكة كرمة على مد نفوذها شمالها وضم كل منطقة النوبة السفلى في عام 1700 ق.م. وكان عصر السيطرة المصرية الثانية منذ 1550 ق.م. وحتي 1100 ق.م. بعد طرد الهكسوس على يد أحمس مؤسس الأسرة الثامنة عشر حيث تجددت الأطماع المصرية في بلاد النوبة ، وتوالت المحاولات لغزو أطرافها الشمالية ، إلى أن تم إخضاع النوبة بكاملها حتى الشلال الرابع في عهد " تحتمس الثالث " وظل حتي 550 م. وعرف بحضارة إكس . عندما بدأت الثقافة النوبية في التغير اثر دخول مجموعات بشرية جديدة لوادي النيل حيث دفن الملوك في مدافن ضخمة مع قرابين من الرعايا والأحصنة والحمير والجمال وغيرها من الحيوانات . وأخبارهم غامضة لا يعرف عنها إلا القليل.
وقامت مملكتان في منطقة النوبة هذا العصر وهما مملكة البليمي (عند الإغريق) وهم قبائل سكنت شرق النيل وحتى البحر الأحمر وكان العرب يطلقون عليهم البدجا ومملكة النوباديين و هم القبائل المعروفة بالنوبة الآن. وقد سيطر النوباديين على معظم مصر والنوبة السفلى لدى تفكك الدولة الرومانية ، لكنهم اخرجوا منها فاكتفوا بالسيطرة على النوبة السفلى جنوب أسوان. وتمتيزت البليمي بنوع من الفخار ، وتوجد آثارهم الآن في منطقة كلابشة .بعد انهيار مملكة مروي عام 300 م قامت مملكة النوباديين عام 375 م قرب الحدود السودانية المصرية .استمر النوباديين في عبادة الآلهة المصرية القديمة ، كما استخدموا الرموز الفرعونية في الكتابة . واتحد النوباديين مع البليمي لمقاومة الغزو المسيحي القادم من الشمال .ووجدت آثار ثراء دلت عليه موجودات معابدهم في القسطل وبلانة والمتألفة من المجوهرات والسيوف الأفريقية والتيجان والأسلحة . وكان المعبود الأول في النوبة هو الإله ابيدماك وهو مصور في آثارهم برأس أسد .وكانت الصناعة الأساسية في مروي (مادة ) هي صناعة الحديد، وقد دلت الحفريات على الأفران التي كانت مستخدمة في صهر الحديد .
بدأ الاحتكاك بالرومان عندما احتل قيصر مصر بعد هزيمة كليوباترا في العام 30 بعد الميلاد ، عندما أرسل قائده بترونيوس لمنطقة النوبة بهدف السيطرة على مناجم الذهب في عام 24 ميلادية ، إلا أن الملكة النوبية أماني ري ناس تصدت له وتمكنت من إلحاق هزائم متلاحقة بجيشة في أسوان والفنتين . ولكن تفوق الجيوش الرومانية لم يمكنها من الصمود طويلا ، فانسحبت إلى الجنوب ليحتل الرومان النوبة السفلى بينما ظلت النوبة العليا تحت سيطرة مملكة مروي . كره النوبيون الرومان ، ووجد تمثال لراس القيصر اوغسطس مدفونا تحت عتبة أحد المعابد بعد عقد اتفاق مع الرومان في مصر أمكن للنوبة الاستمرار في مناطق أسوان ، مما أدى إلى تسهيل التجارة وانتقال الثقافة والفنون النوبية لمصر . ( أنظر : مروي . نباتة . كرمة .) وفي النوبة تطورت عبادة الإله آمون إلي أشكال آمون التشبهية بالإنسان وبرأس الكبش في المعابد النوبية ولاسيما في مملكة مروي (مادة) حيث ظهر التمثيل التشبيهى الإنسانى لآمون في الآثار الكوشيَّة حتى نهاية مملكة مروى نتيجة اقتباس هذا الشكل من التصوير الإيقونى له في طيبة بمصر ولاسيما عندما كانت كوش خاضعة للملكة الحديثة المصرية . وظهرت هذه الصورة البشرية للإله آمون في الأيقونات المروية المتأخرة . و تؤكد هذه الصور حرص المصريين علي أن يوجدوا بكوش في جبل البركل عبادة روح (كا) آمون الطيبى، وأنهم إعتبروا آمون النباتي واحداً من الأشكال التعبدية لآمون طيبة بوصفه إله الدولة في مصر. وعد آمون في النوبة كاءً (روح) لآمون في طيبة إنما تدعم الفكرة القائلة بأن عبادته كانت تواصلاً منطقياً لعبادة آمون في مصر. وفي النوبة ظهرت أيقونات Icons لآمون الكبشى الرأس ولاسيما في أيقونات المعبد الرسمى مما يدل أنه أصبح إلها رسميا في عبادات النوبة . لهذا ظهرت تماثيله في شكل آمون الكبشى الرأس مع قرص الشمس والصل على الرأس في أبى سمبل و المعابد السودانية القديمة.وكان آمون في مصر قبل ظهور الأسرة 18 بها ،مرتبطاً بالأوزة أو الحيَّة لكن ليس بالكبش أبداً. الكشف في مقابر كرمة عن قرابين حملان، ونعاج، وكباش متوجة بموضوعات كروية أو بريش نعام بدأت تشير إلى أن تلك الحيوانات قد تكون ألهمت الشكل الكبشي الجديد لآمون . فقبل الإحتلال المصرى ظهرت عبادة محلية للكبش في النوبة ولاسيما في كرمة (مادة) .وظهور آمون كبشى الرأس يرمز لإتحاد آله مصر آمون مع إله كوش الكبش .وهذا الإتحاد أدي إلى خلق أشكال جديدة لآمون. فظهرت في الإيقونات الرسمية والتماثيل منذ حكم الرعامسة في شكل آمون كبشى الرأس في كل من كوش ومصر. وتطورت عبادة آمون بعد دخولها للنوبة. ففي معبد أبوسمبل يلاحظ صل ضخم امام آمون .وهذاالشكل لم يلاحظ في المعابد المصرية . وأصبح الصل الضخم سمة نوبية مميزة لآمون في البيئة السودانية . و ظل آمون الكبشي معبودا محليا للنوبة ، بينما ظل آمون البشري معبودا بمصر الفرعونية .وعبادة آمون في النوبة تمَّ تطويرها عبر إستعارة العديد من الأفكار والسمات الإيقونية من الثيولوجيا المصرية؛ لكنه على كل ومع مرور الوقت تمَّ نسيان الأصل المصرى لآمون، وإختفت الكثير من أشكاله المصرية ووضع العديد من الصور الإيقونية الجديدة لآمون كوش (مادة) الكبشي في المعابد والبيئة السودانيَّة القديمة.والتشابه القوى بين صور آمون في مصر والنوبة كانت سبباً للتاثير المتبادل وللإحلال المتبادل القادم من الجانبين. مارس آمون الكوشى تأثيراً على عبادة آمون في مصر. أتاح الخلق الجديد إمكان تركيب نظاماً ميثولوجياً جديداً عكس نزعات تطور الدولة السودانية القديمة. ومن ثم نجد أن العبادة بالنوبة كانت مرتبطة بتطور العبادات الفرعونية بمصر .لهذا مرت بمراحل مختلفة . ففي عهد أمنوحتب الأول أعاد إحتلال النوبة السفلي وشيد هياكل بالقلاع المصرية للإله حورس Horus ولما توسع بعد الشلال الثاني أوجد معبودا جديدا سماه حورس سيد النوبة . وأيام حكم حتشبسوت وتحتمس الثالث وأمنحوتب الثاني أدخلت معابد جديدة بالقلاع وخارجها ومن بينها المعبد المزدوج لآمون – رع ،و رع – حارختي . وتم إدماج حورس سيد النوبة مع آمون – رع . وغيرها من الآلهة الإندماجية التي صورت مراحلها علي المعابد المصورة ، وفي عهد رمسيس الثاني انتشرت صور لعبادة الملك وبجواره الآلهة الثلاثة الرسمية آمون – رع ، و رع - حاراختى، وبتاح - تاتجينان ، مع إنتشار الأشكال المقدسة للحاكم. . ففى أواخر الأسرة 18 والأسرة 19، اعتبر آمون-رع في النوبة بجنوب الشلال الثانى معبوداً رئيساً, حيث صورت آلهة مصر وآمون في المقدمة و يتبعه آلهة حورس في النوبة. وتعتبر الأربع مدن الكوشية الرئيسية القديمة مدنا حضارية حيث كان يمارس بها الطقوس الدينية.
ينقسم النوبيين الحاليين إلى الكنوز، و الفديجا، و أيضا نوبيين جبال النوبة. وكان اهل قرية الجنينة والشباك وهي من أهم القراى النوبية التي شاركت في حل العديد من المشاكل بين البلاد وبين المجتمعات وذلك كان يحدث قديماً قبل الهجرة كما كانت الجنينة والشباك تتحدث اللغة النوبية وكانو مشهورين بلشعر النوبي شعر المدح و شعر الزم كثير من انواع الشعر

إهرامات النوبة


المنطقة من حوض نهر النيل التي تعرف بالنوبة والواقعة في الحدود الحالية للسودان كانت موطن ثلاث ممالك كوشية حكمت في الماضي: الأولى بعاصمتها كرمة (2400-1500ق.م.)، وتلك التي تمركزت حول نبتة (1000-300ق.م.) ، واخرها مروي (300 ق.م. - 300م).

كل من هذه الممالك تأثرت ثقافيا ، إقتصاديا ، سياسيا وعسكريا بالإمبراطورية المصرية الفرعونية الواقعة في الشمال ، كما أن هذه الممالك الكوشية تنافست بقوة مع تلك التي في مصر، وذلك لدرجة انه خلال الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديمة ، سيطر ملوك نبتة على مصر الموحدة ذاتها، وحكموا كفراعنة الأسرة الخامسة والعشرين.

سيطرة نبتة على مصر كانت قصيرة نسبيا. وإنتهت بالسيطرة الآشورية في 656 ق.م. ، ولكن تأثيرها الثقافي كان هائلا، وأدى هذا الإلتئام إلى نشاط فوق إعتيادي في بناء الأهرامات والذي إستمر في المملكة اللاحقة ، مملكة مروي.


بني حوالي 220 هرما في ثلاث مناطق من النوبة كأضرحة لملوك وملكات نبتة ومروي . أول الأهرام بنيت في منطقة الكرو . وتشتمل على أضرحة الملك قشطة وإبنه بيا ، ومعها أضرحة لاحقيه شاباكا، شاباتاكا وتنوتاماني ، وأهرام 14 ملكة.

أهرام نبتة لاحقة بنيت في نوري ، على الضفة الغربية لنهر النيل في النوبة العليا. هذه المقبرة ضمت قبور 1 ملكا و 52 ملكة وأمير/ة. أقدم وأكبر أهرام نوري يعود للملك النبتي وفرعون الأسرة الخامسة والعشرين ، الفرعون تاهاركا.

أكثف مواقع بناء الأهرام النوبية هو مروي ، الواقعة بين الرافد الخامس والسادس لنهر النيل، على مسافة حوالي 100كم شمال الخرطوم. وخلال الفترة المرويّة دفن أكثر من أربعين ملك وملكة هناك.

تناسب أبعاد اهرام النوبة يختلف بشكل ملحوظ عن الصروح المصرية التي أثرت عليها: فبنيت بمدرجات لحجارة وضعت بشكل أفقي، وتتراوح ما إرتفاعاتها بين ستة وبين ثلاثين مترا، ولكنها ترتفع من قاعدة صغيرة نسبية نادرا ما تزيد عن الثماني امتار عرضا. مكونة بذلك أهراما طويلة تنحدر بزاوية 70 درجة تقريبا. لمعظمها مذابح مستوحاة من المصريين عند ثواعدها. وعند المقارنة فإن الأهرام المصرية بذات الإرتفاع لديها قاعدة تزيد بخمسة أمتار على الأقل، وتنحدر بزوايا تتراوح بين أربعين وخمسين درجة.

سلبت جميع الأضرحة الهرمية في النوبة في العصور الغابرة، ولكن النقوش المحفوظة على حدران معابد الأضرحة تكشف ان نزلاء هذه المقابر كانت مومياءات محنطة ، مغطاة بالجواهر وموضوعة في توابيت مومياء خشبية. ولدى إستكشافهم من قبل علماء الآثار في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين، وحد في بعض الأهرام أقواس وأرياش سهام، خواتم إبهام رماة ، ألجمة أحصنة ، صناديق خشبية وأثاث، فخاريات وآنية من زجاج ملون ومعدن. والعديد من المصنوعات اليدوية الأخرى تشهد بتجارة نشطة بين المرويين ومصر والعالم الإغريقي (الهلنستي).









وسام القلم اللامع وسام القلم المميز

افتراضي مشاركة: الهة وادى النيل

نبتة


نبتة Nabta النوبية منذ 6000سنة منطقة رعوية تسقط بها الأمطار الصيفية . و ترعي بها الماشية حتي منذ 4899ستة عتدما إنحسرت عنها الأمطار . أكتشف بها دوائر حجرية (مادة)أنظر ميجوليثية. وقد قام بالمنطقة مجتمعات سكانبة من بينها قرية كان يمدها 18بئر بالمياه تحت سطح بلاطات بناء ميجوليثي كبير عبارة عن تمثال يشبه بقرة نحت من صخرة كبيرة . وكانت تتكون القرية من 18بيتا. وبها مدافن كثيرة للمواشي حيث عثر علي هياكلها في غرف من الطين . وهذا يدل علي أن السكان كانوا يعبدون البقر . ووجد مواقد كانت تستعمل . وعظام غزلان وأرانب برية وشقف فخار وقشربيض نعام مزخرف . لكن لايوجد مدافن أو مخلفات بشرية في نبتة . وهذل يدل أن البدو كانوا رحلا يأتون لنبتة كل صيف حيث الماء والكلأ.والزواج والتجارة وإقامة الطقوس الدينية. (747ق م - 200 ق م ) :بحلول العام 900 ق م كانت المملكة المصرية القديمة قد تفككت إلى ممالك صغيرة وضعفت شوكتها ففقدت سيطرتها على المناطق النوبية التي دخلت عصرا مظلما لا يعرف عنه حاليا إلا القليل . بدأت بعد ذلك في منطقة نبتة بالنوبة العليا بوادر حضارة جديدة تمثلت في قيام مملكة وليدة عرفت فيما بمملكة " كوش " أو " نبتة " .تأسست مملكة نبتة على يد الملك النوبي كاشتا مؤسس هذه الدولة عندما نجح في استرداد عرش بلاده من الإمبراطورية المصرية وأقام دولة نوبية كانت عاصمتها في مدينة نبتة بالقرب من الشلال الرابع . وظهرت في المنطقة كقوة لا يستهان بها . كانت تجاور هذه المملكة في الجنوب مملكة مروي النوبية ، وفي الشمال الإمبراطورية المصرية الممزقة نتيجة الصراعات الداخلية . خلف "كاشتا" على العرش ابنه بيا الذي كان يطلق عليه عانخي. تمكن من توحيد قطري وادي النيل بعد أن استنجد به المصريون لحماية طيبة في الجنوب من خطر الملك الشمالي تفنخت . استجاب بايا لطلب المصريين وحرر مصر كلها ليتوحد وادي النيل للمرة الأولى في التاريخ . تولىإبنه شبتاكا العرش بعده عرش نبتة وتصدى للزحف الآشوري عندما أرسل جيوشه للشام لمساندة حكام سوريا وفلسطين الذين استنجدوا به ، إلا أنه هزم وعاد إلى مصر . وخلفه أخوه الأصغر وشهدت المماكة إستقرارا بسبب إنشغال الآشوريين بحروبهم الداخلية .فوجه جهوده لبناء وتعمير مصر . لكن الآشوريين هاجموا شمال مصر فانسحب لطيبة تاركا الشمال للآشوريين . وظل بطيبة حتي وفاته عام 663 ق.م. واستطاع خافه إبن أخيه تاهوت أماني إساعلدة الأراضي المصرية لمملكة نبتة . ، إلا أن الملك الآشوري اشور بن بعل سرعان ما تمكن من استعادة منف ثم توغل جنوبا نحو طيبة التي انسحب منها تاهوت إلى كوش وظل بها حتى توفي في عام 653 ق.م . وبانسحابه كآخر ملوك الأسرة 25من مصر ينتهي حكم النوبة لمصر ، والذي استمر لمدة85 – 100سنة . واستمرت مملكة نبتة في ازدهارها في الجنوب بعد انسحاب آخر ملوكها من مصر ، وكانت تسير علي النهج المصري حيث كان آمون معبود الدولة الرسمي كما اتخذ ملوكها الألقاب الفرعونية وشيدوا مقابرهم علي الطريقة المصرية وزينوها بالرسوم المصرية والنقوش الهيروغليفية . وبدأت حدودها الشمالية تتعرض للاعتداءات المصرية المتكررة ، مما حدا بملوك نبتة إلى تحويل العاصمة من نبتة لمروي في الجنوب بعيدا عن الخطر المصري . لكن انتهت المحاولات المصرية المتكررة باحتلال الأجزاء الشمالية من النوبة حتى الشلال الثاني في عهد الملك المصري بساماتيك الثاني . وضعفت مروي وتفككت نتيجة لكارثة بيئية ناتجة عن النفايات الصناعية من مناجم الحديد ، وأخيرا جاءها عيزانا وهي في أقصى حالات الضعف فدمر ما تبقى منها عام 350 م مملكة نبتة 760( ق م - 653 ق م).لاشك أن الإحتلال المصري الطويل للسودان قد أثار الوعي القومي ونبه أهل السودان الأصليين إلي أهمية بلادهم وكثرة خيراتها ، فإستغلوا أول سانحة لاحت لهم وهي تدهور الإمبراطورية المصرية ، فنجح "كشتـا " أول عظماء الملوك في كوش في إسترداد إستقلال بلاده ، و إقامة عاصمة لمملكتة في " نبتـه " الواقعة أسفل الشلال الرابع . وتمكن "إبن كشتـا وخلفه " الملك بعانخي " من إحتلال مصر وإخضاعها عام 725 ق. م ،وأسس دولة إمتدت من البحر المتوسط حتي مشارف الحبشة . وهكذا صارت كوش قوة لا يجهلها أحد . ولكن عندما غزا مصر الأشوريون وإستخدموا الحديد كسلاح مؤثر في ذلك الوقت أجبروا كوش علي الرجوع إلي الوراء داخل حدوده ا . هذا وقد حكم الكوشيون مصر لمدة ثمانين عامـاً . وقد سارت المملكة علي النهج المصري في كل مظاهر الحياة والحضارة ، فقد كان "آمون " معبود الدولة الرسمي ، وإتخذ ملوكها الألقاب الفرعونية ، وشيدوا مقابرهم علي الطريقة المصرية وزينوها بالرسوم المصرية والنقوش الهيروغلوفية . ثم يأتي القرن السادس قبل الميلاد فتنقل كوش عاصمتها إلي مروي من نبتـة ، وفي مروي نجد الأهرام الملوكية ، كما نري المعابد ومنها " معبد الشمس " ، الذي تسامع به الناس في كل ركن من أركان العالم المعروف . وتُرى في مروي أكوامـاً عالية هي أثار فضلات الحمم التي كانت تخرج من أفران صهر الحديد . وصارت مروي عاصمة جديدة لكوش خمسة قرون قبل ميلاد المسيح عليه السلام وثلاثة بعد ميلاده ، وهي تنشر النور حولهـا من عقائد وأفكار وقدرات فنية . وكانت كوش أكثر الحضارات التي نشأت في أفريقيـا تميزاً بطابعها الأفريقي . ولكنها إستفادت كثيراً من مظاهر الحياة من حولها . وشواهد هذا بيّنة في معابد النقعة ، فعلى الجدار الخلفي من معبد الأسد نقش الأقدمون أسد اً إلهـاً له أربعة أزرع ، وثلاثة رؤوس ، ويظن العلماء أن هذا النوع من الفن تسرب إلي هذه البلاد من الهند . وعلي مسافة قريبة من هذا المعبد يقوم بناء يظهر فيه التأثير الروماني ، إضافة إلي ذلك هنالك أثاراً كثيرة تبين أن حضارة كوش كانت غربلة أفريقية للأراء والأساليب والمعتقدات ، تأخذ منها مـا ينفعها وتضيف إليها مـا إبتدعته . وتُوجد في قبور كوش الملكية والشعبية معابدُُ تاريخيةً تمتد لألف عام ، يأتي بعدها الخطر من جنوب الجزيرة العربية ، عندمـا هاجر قوم من هناك إلي داخل الحبشة ، وأنشأوا دولة أكسوم التي قويت وإستطاعت أن تحول بين كوش وشرق القارة الأفريقية والمحيط . وبالتدريج تمكنت هذه الدولة من قـهر كوش عندمـا قام " عيزانا " أول ملك مسيحي لها بـغزو كوش وتحطيم عاصمتها مروى عام 350 م وبعد عصر مملكة مروى( 350 ق م- 0 ) مرت علي السودان فترة غامضة لا يُعرف عن أخبارها الأ النذر اليسير ، فقد جاء البلاد قوم لم يكتشف الأثريون بعد إلي آى جنس ينتمون ويسميهم علماء الأثـار " المجموعة الحضارية " . ويمتد عصرهم من سقوط مروي في القرن الرابع الميلادي إلي القرن السادس ، ومن أثارهم المقابر التي وُجدت في أماكن كثيرة في شمال السودان . فلقد قامت علي أنقاض مروي ثلاثة ممالك نوبية . فكانت في الشمال مملكة النوباطيين التي تمتد من الشلال الأول إلي الشلال الثالث وعاصمتها " فرس" . ويليها جنوبـاً مملكة المغرة التي تنتهي حدودها الجنوبية عند "الابواب " التي تقع بالقرب من كبوشية جنوب مروي القديمة ، وهذه المملكة عاصمتها " دنقلة العجوز " ، ثم مملكة علوة وعاصمتها " سوبا " التي تقع بالقرب من الخرطوم . إتحدت مملكتا النوباطيين والمغرة فيما بين عامي 650- 710 م وصارتا مملكة واحدة ، ومكًن إتحادهما من قيام مقاومة قوية ضد غارات العرب من ناحية ، وإنهاء الصراع السياسي الديني من ناحية أُخري ، مما ساعد علي التطور الثقافي . وصلت النوبة قوة مجدها وأوج قوتها في القرن العاشر الميلادي وكان ملك النوبة المدافع الأول عن بطريق الإسكندرية . ولما إعتلي عرش النوبة ملك يُدعي " داود " عام 1272 م قام النوبيون بهجومٍ علي " عيذاب " المدينة المصرية علي ساحل البحر الأحمر . وكان هذا أخر عمل عسكري لدولة النوبة . حيث دخلت مملكة النوبة في عهد المؤامرات وإستمر الحال هكذا إلي أن إنهزم " كودنيس " عام 1323 م أخر ملك علي مملكة دنقلا المسيحية (710 م - 1317 م) ، وإنتهت الدولة المسيحية ، وصارت البلاد مفتوحة أمام العرب وإنتشر الإسلام بالسودان في القرن السابع الميلادي (اتفاقية البقط بين عبد الله بن أبى السرح والنوبة 31 هـ). أمـا مملكة علوة فلا توجد معلومات تاريخية عنها .وسقطت هذه المملكة عام 1504 م علي يد سلطنة الفونج . وكان محمد علي قد أرسل الجيوش للسودان، وأسقط مملكة الفونج عام 1821م

This site was last updated 02/23/11