Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

فشل الوحده مع سوريا

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إستقالة عبد الحكيم عامر
Untitled 2062
Untitled 2063
Untitled 2064
Untitled 2065

Hit Counter

 

وثيقة نادرة: محضر اجتماع مجلس الوزراء برئاسة عبدالناصر بعد فشل «الوحدة» بأيام (١-٢)
المصرى كتب ماهر حسن ١٥/ ٥/ ٢٠١٠
رغم مرور ما يقرب من نصف قرن على فشل مشروع الوحدة بين مصر وسوريا، فإن الجدل لا يزال متجدداً حول هذا المشروع وفى كل مرة يثار فيها هذا الجدل يلقى كل طرف مسؤولية فشل الوحدة على الطرف الآخر.
كانت أحدث المحطات وأكثرها جدلاً فى مراجعة مشروع الوحدة ما قاله قائد الانفصال عبدالكريم النحلاوى، للإذاعى أحمد منصور، على قناة الجزيرة وأثار جدلاً خلافياً واسعاً لايزال دائراً إلى الآن، غير أن هناك واقعة تاريخية تمثل مراجعة أمينة لفشل مشروع الوحدة، وهى الجلسة التى عقدها عبدالناصر، لمجلس الوزراء وترأسها ولم يكتف فيها بمراجعة مشروع الوحدة وإنما كانت أشبه بمراجعة للأوضاع الداخلية فى مصر أيضاً وتم توثيقها فى وثيقة نادرة، عقدت الجلسة يوم ١٩ أكتوبر عام ١٩٦١.
تكتسب هذه الوثيقة أهميتها من كونها أول اجتماع لمجلس الوزراء الذى ترأسه الرئيس عبدالناصر، بعد فشل مشروع الوحدة مع سوريا، وقد بدا عبدالناصر مجروحاً معنوياً وسيطر على نبرته طابع الأسى لما جرى، واتسم خطاب عبدالناصر بطابع عدائى للنظام السورى، بعد الانقلاب، لكنه ظل يؤكد محبته للشعب السورى ومحبة السوريين له.
كان من الواضح أن هذه الجلسة عقدت دون وجود جدول أعمال مسبق لها فكانت الجلسة جامعة بين البوح ورجع الأسى ومراجعة آثار وتجليات ما حدث فى الداخل والخارج، وشارك عبدالناصر فى هذا الاجتماع عبدالمحسن أبوالنور وعزيز صدقى وعبدالوهاب البشرى وفتحى الشرقاوى وحسين ذو الفقار صبرى وعبداللطيف البغدادى وعبدالحكيم عامر وكمال الدين حسين وكمال الدين رفعت وعبدالمنعم القيسونى. وتم توثيق هذا الاجتماع فى نحو ٣٨ صفحة مكتوبة على الآلة الكاتبة وهو على هذا محضر اجتماع ضخم نكتفى بالإشارة لبعض مواضع مهمة منه على حلقتين، على أنه يعكس ما نعرض له هنا للملامح السياسية الدقيقة لتلك الفترة ولاسيما أن فشل مشروع الوحدة حدا بعبدالناصر، لتقديم ما يشبه المراجعة الشاملة للمشروع الناصرى وفق النسق الاشتراكى.
واستهل عبدالناصر الاجتماع بقراءة مطولة للموقف بين مصر وسوريا وبعض من ملامح الداخل لفترة زادت على النصف ساعة لتبدأ مداخلات وتعقيبات الحاضرين. قال عبدالناصر: يعتبر هذا الاجتماع أول اجتماع بعد عام ١٩٥٨ على أساس المرحلة التى مرت منذ هذا التاريخ حتى الآن، والمشاكل التى صادفتنا فى نظام الحكم منذ قيام الوحدة وتشتيت الجهود فى تحديد نظام الحكم أثناء الوحدة، لقد كان نظام الحكم عند قيام الوحدة هو تكوين مجالس تنفيذية ثم تطور إلى تشكيل الحكومة المركزية وتكوين مجلس تنفيذى لكل إقليم، وتطور النظام أخيراً إلى تشكيل الحكومة الموحدة، وكنا نشعر بوجود صعوبات أثناء كل تنظيم وكنا نحاول التغلب عليها، وأراد الله أخيراً أن نرجع مرة أخرى إلى حكومة مصر.
إن السنوات الثلاث ونصف السنة، مدة الوحدة، كانت مليئة بالصعاب بالنسبة لأوضاع الجمهورية بإقليميها، لدرجة أننا إذا تقدمنا خطوة إلى الأمام رجعنا خطوات إلى الخلف وباستعراض أيام الوحدة يوضح لنا هذا أن أول يوم للعمل بالوحدة لم يكن شيئاً جديداً عما ورد فى التاريخ أيام الهكسوس منذ ٥ آلاف عام مضت كان يوجد صراع للقوى فى هذه المنطقة من العالم، وأيام صلاح الدين الأيوبى كانت الوحدة فى عهده أربع سنوات فقط، كما قامت وحدة فى القرن الماضى نتيجة مؤتمر لندن عام ١٨٤٠ وقيل آنذاك إن على مصر أن تلزم حدودها.
وأضاف: عندما قامت الوحدة جوبهت بعدم الموافقة من عناصر متعددة وهى: أولاً الدول الغربية بواسطتها تم الاتحاد العربى الهاشمى بين العراق والأردن من أجل الوقوف فى وجه الاتحاد بين مصر وسوريا لأنها والحكام الموجودين فى هذه المنطقة من العالم، كانوا يرون فى الاتحاد العربى السورى أنه ضد مصالحهم وأنه يؤثر على وجودهم علاوة على الإجراء الذى اتخذه الملك سعود ضد الوحدة ثم من العناصر السياسية الرأسمالية والأقليات (التركمان والأكراد) وأقليات لا عدد لها ولا حصر ومن المعسكر الشرقى والشيوعية العربية أيضاً. وضحينا فى سبيلها. لقد كنا نعتقد أن الوحدة لا يمكن أن تتم بهذه السهولة وإذا بدأت فستبدأ معها المتاعب وقبلنا الاتحاد بناء على طلب المسؤولين فى سوريا.
وتابع عبدالناصر: ضحت مصر عام ١٩٥٨ بالكثير لتنقذ سوريا من الضياع والانهيار الحتمى الذى كانت معرضة له ولم يكن بداً من قبول الاتحاد وتمت الوحدة ثم بدأت العناصر الموجودة التى طلبت الوحدة كل منها تريد استخدام الوحدة لتحقيق أهدافها، الرأسماليون والبعثيون ورجال الجيش أيضاً وقد رفضنا أن تكون الوحدة مطمعاً أو مغنماً وكانت لنا مبادئ سياسية نسير عليها وطبعاً كانت توجد مدافع مصرية لا حصر لها سواء من الرجعية العربية أو من الملوك أو من الذين يخافون من انتشار المد العربى بما يؤثر على حكمهم ووجودهم ويؤثر على الصهيونية وإسرائيل والاستعمار بمن فى ذلك السياسيون القدامى.
واستطرد عبدالناصر: «هذا ما حدث حتى ٢٨ سبتمبر ١٩٦١ حيث عادت الأمور فى سوريا إلى ما كانت عليه سنة ١٩٥٨ بل إلى أسوأ مما كانت عليه عام ١٩٥٨ حيث كانت سوريا دولة صديقة قبل هذا التاريخ والآن أصبحت سوريا معادية لوجود الحكومة الحاضرة والعناصر التى تحكمها معادية أيضاً، والذى يحكم سوريا الآن الملك سعود والملك حسين وأمريكا وإنجلترا أى المعسكر الغربى وأصبحت اليوم إذاعة سوريا وصحافتها ضدنا وتهاجمنا بعد أن كانت معنا، لأن الأجهزة الحاكمة أرادت لها هذا لأن الشعب أمام الدبابات والإرهاب لم يكن له رأى أو صوت واضح.
وقبل ٢٨ سبتمبر كانت المدافع مصوبة إلى دمشق وأصبحت الآن مصوبة إلينا فى القاهرة. هذه نقطة يجب أن نشعر بها ونحس بها إحساساً كاملاً وأعتقد اليوم أننا نمر بفترة من أدق الفترات التى نمر بها لأن جميع القوى ضدنا والمكاسب التى حققناها والشعبية التى حصلنا عليها تجعل جميع محطات الإذاعة وجميع وسائل الإعلام الممكنة لهم ضدنا ومركزة للهجوم علينا، استخدمت ضدنا هذه الوسائل فى لبنان بقصد التشهير بنا وأننا وصلنا إلى حالة من الانهيار وأن دعوتنا قد فشلت فهم يشوهون كل الأمور لتحقيق أغراضهم».
وأضاف: «إننا نعتبر نقطة البداية من اليوم فمن المشاكل التى قابلناها والأمور التى مرت بنا السلبية واللامبالاة التى وجدت فى بعض العناصر نتيجة خطأ أساسى كنا نمارسه، وهو الاهتمام بالخطة ومشروعات العمل فقط دون الاهتمام بالعمل السياسى التنظيمى أو تطوير كل أمورنا السياسية حتى نعبئ كل القوى فى جانبنا، لقد أقمنا فى سوريا «سد الرستن» وأقمنا مشاريع كثيرة جداً مثل سد الفرات وخطوط السكك الحديدية وغيرها ولكن هل هذا يكفى؟ إننا لم نكن ننبه الناس إلى ما نعمله من أجلهم وإذا لم ننظم أنفسنا تنظيماً سياسياً يعبئ جميع الجهود فى الناحية السياسية كما عبأناها فى الناحية الاجتماعية فإن ذلك سيؤدى إلى وجود حالة لامبالاة لدى الناس تجعلهم سلبيين».
وتابع: «إننا لا نفترض بأى حال أن أعداءنا غافلون عنا هناك بعض الناس الذين سيحاولون أن يعبئوا هذه القوى فى الاتجاهات المضادة لنا كما حدث بالنسبة لسوريا وسيكون هناك انتهازيون وأناس لهم أطماع وأعتقد أننا إذا لم نتلاف هذا الخطأ فى مصر فسنقابل صعوبات فى المستقبل، كل المدافع وجميع الجهود موجهة اليوم إلى القاهرة وسيزيد تركيزها على القاهرة.ولقد كانت لنا بعض تصورات خاطئة فى بعض الأمور وقد أظهرتها حوادث سوريا، منها التصور الأساسى والاعتقاد بأننا يمكن أن نقيم تنظيماً شعبياً يجمع كل الفئات وكل الطبقات،
وكنا نقول إننا نهدف إلى القضاء على الصراع الطبقى فى إطار من الوحدة الوطنية وفى إطار سلمى لكن نوايا الآخرين والحوادث أثبتت غير ذلك، مأمون الكزبرى مثلاً كان عضواً بارزاً فى الاتحاد القومى فى دمشق وكان رئيساً لنقابة المحامين وكنت أراه يشيد بالوحدة وكذلك عدنان القوتلى كان يشيد وكذلك الأمر بالنسبة لعصاصة وهم من الضباط الذين قاموا بالحركة الانفصالية».
وأوضح عبد الناصر: «النحلاوى مثلاً كان يعمل مع المشير عبدالحكيم عامر، شخص كان يبدو عليه أنه من أخلص الناس الذين يمثلون الوطنية والإخلاص و«عصاصة» كان يبدو أيضاً من أحسن العناصر الوطنية ولكننا نسينا أمرا آخر، فإننا إذا فتحنا دفتر دليل تليفونات دمشق فسنجد صفحتين باسم (عصاصة) و(النحلاوى) وهذا يدل على أنهما من طبقة الرأسمالية،
وقد أخذنا نحن بالمظهر الذى كان يبدو أمامنا بالنسبة لهما وهذا نتيجة «الطيبة» التى كنا نسير بها، وكان اتجاهنا دائماً إلى حسن النية وليس سوء النية، ولكن «الكزبرى» و«عصاصة» و«النحلاوى» والآخرين جمعتهم المصالح المشتركة وعمليات الصراع الطبقى الموجودة فى البلد، لقد كانوا يخدعوننا حتى يجدوا فرصة الانقضاض علينا.

This site was last updated 05/16/10