Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

زيارة لدير القديسة الشهيدة دميانة فى البرارى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس ستجد تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
زياره لدير الشهيدة دميانة
 احتفالات القديسة "دميانة" بالدقهلية
عيد تكريس دير دميانة
عيد استشهاد القديسة دميانة
سيامة راهبات بدير الشهيدة دميانة
العيد السنوى
Untitled 4337
Untitled 4338

Hit Counter

«المصرى اليوم» تزور دير «القديسة دميانة».. وترصد يوماً فى حياة الراهبات: عندما تناجى «الراهبة» ربها: «لست أنت المحتاج لعبوديتى ولكن أنا المحتاج لربوبيتك»

المصرى اليوم كتب   غادة عبد الحافظ    19/ 11/ 2009
تخلين عن أطماع الحياة، وتجردن من غرائزهن، ورحن ينسجن ويرسمن ويزرعن، ويطهرن أرواحهن وأجسادهن تقربا للرب فى «قلاياتهن» بمصاحبة الوحدة والصمت، مفضلات دير القديسة دميانة الذى قضت «المصرى اليوم» يوما كاملا بداخله، رصدت خلاله قصص تحول راهباته إلى الرهبنة، وبعضاً من أسرار حياتهن اليومية، ومزار جسد الشهيدة دميانة الذى أصبح ملاذا للمسيحيات والمسلمات الراغبات فى الإنجاب والبركة، بعد أن قتلها الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى القرن الرابع الميلادى، ومعها 40 راهبة عذراء ليرهب أهالى القرية ويجبرهم على عبادة أصنامه والكفر بالمسيحية، ولكن ما حدث كان العكس.

تبدأ الراهبات يومهن فى الساعة الرابعة فجرا، حيث يصلين مجتمعات «صلاة تسبحة منتصف الليل»، التى تستغرق ساعتين ونصف الساعة تقريبا، وبعدها تتوجه كل راهبة لغرفتها «القلاية» وتبقى فيها حتى الساعة التاسعة وهى تسمى «فترة صمت»، والقلاية عبارة عن غرفة مساحتها 3 × 3 أمتار، ملحق بها مطبخ صغير وحمام، كما وصفتها الراهبة «الأم مارتيريا»، وبين القلايات يوجد صالون صغير تجتمع فيه بعض الراهبات لفترة قصيرة ثم تخرج الراهبة بعد انقضاء «الصمت» لتعمل كل واحدة منهن فى إحدى الحرف اليدوية فى همة ونشاط.

الأم مارتيريا

أما الأم مارتيريا فتعمل فى الغرفة الخاصة بالأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، رئيس دير القديسة دميانة ومطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى، وبها أجهزة كمبيوتر وماكينة تصوير ومكتبة ملحق بها مكتب للأنبا بيشوى ومطبخ صغير وحمام، وتتولى مهمة تلقى الرسائل والإيميلات الخاصة بالدير والأنبا بيشوى واستقبال رسائل وأوامره للعمل على تنفيذها ويساعدها فى ذلك الأم ايبيفانيا والأم أنطونيا.

بدأ الدير عصر الرهبنة الحديثة فى سبعينيات القرن الماضى عندما زاره قداسة البابا شنودة الثالث مع لفيف من أعضاء المجمع المقدس وقام برهبنة الدفعة الأولى من الراهبات عام 1978،

الراهبة «اليصابات» وشقيقتها الراهبة «مرثا»

ومن أكبر الراهبات بالدير سنا الراهبة «اليصابات» وشقيقتها الراهبة «مرثا» وهى وكيلة دير القديسة دميانة والتى عاشت حياة رهبانية بالصعيد منذ الصغر ثم انتقلت إلى الدير عام 1975 تقريبا.

سن الراهبات بالدير يتراوح بين 20 و86 سنة، ويوجد به نحو 8 راهبات أجنبيات وقبل أن تدخل أى راهبة الدير كراهبة أساسية تظل تحت الاختبار لمدة تتراوح بين سنتين و3 سنوات، للحكم على قبولها الراهبات الأخريات بالدير وقبل دخولها فترة «المعاشرة» تلك، أو الاختبار يسبقها فترة تعارف تقوم خلالها بالتردد على الدير والتعلم من الأمهات الراهبات.

خلال تلك الفترات تختبر الفتاة نفسها ومدى قدرتها على تحمل حياة الرهبنة وكذلك تختبرها باقى الأمهات لتتأكد أنها تستطيع أن تعيش حياة البتولية والرهبنة والفقر الاختيارى، وتضيف الأم مارتيريا أنه فى حال رفض إحدى الراهبات ينصاع الأنبا بيشوى لرأى راهبات الدير، مشيرة إلى أن قرار الرهبنة صعب ولابد من دراسته جيدا قبل الإقدام عليه ولذلك تعطى الكنيسة تلك الفرصة للفتيات للاختبار والتجربة لأنه لا يمكن الرجوع فى الرهبنة لأن ذلك يعد خطيئة.

وتابعت «أن أفضل قرار أخذته فى حياتى كان قرار الرهبنة ولو عاد بى الزمان لاتخذت نفس الطريق، فقد كنت أفكر بالرهبنة منذ كنت بالمرحلة الإعدادية وحتى تخرجت فى كلية الآداب وكنت أحدث أب الاعتراف عن رغبتى فطلب منى الانتظار حتى أعمل وأحصل على راتب من عملى وأجرب «الحياة الدنيا» وبعدها أقرر إذا كنت سأعتزلها باختيارى أم لا، وعندما تأكد من صدق رغبتى بدأ يوجهنى لأحد الأديرة بالقاهرة وبعدها جئت إلى دير القديسة دميانة يوم الاحتفال بعيد الشهداء (النيروز) ولذلك سميت باسم «مارتيريا» وأنا موجودة بالدير من 24 سنة.

سألت الأم مارتيريا ذات الملامح والروح المفعمة بالحب والإيثار والحزن العميق معا، التى تحاول إخفاءه بابتسامة دائمة تعلو وجهها «ألا تفكرى فى أى شىء دنيوى كالزواج والأمومة مثلا؟»، فأجابت: «إن من ملأ قلبه حب الرب لا يحتاج لأى شىء آخر، والأمومة غريزة طبيعية ولكننا تركناها من أجل الله وتظهر فى معاملاتنا مع أى وافدة تأتى إلينا»، رافضة ما يقوله الناس من أن الرهبنة ضد الطبيعة البشرية، قائلة بإيمان: الرهبنة سمو على الطبيعة البشرية، وليس ضدها وكما يقول القداس «لست أنت المحتاج لعبوديتى ولكن أنا المحتاج لربوبيتك»، وأسعد أوقاتى هو الذى أقضيه فى خلوة داخل «القلاية» والتى تستمر أحيانا لعدة أيام بعد استئذان «سيدنا» الأنبا بيشوى فلا أتكلم أو أختلط مع أحد وكل مايربطنى بالعالم خارج القلاية هو الخروج لحضور الصلاة والقداس فقط وخلالهما لا أتحدث مع أى أحد حتى الراهبات، وخلال فترة وجودى فى الدير غير مسموح بالتحدث بحرية مع كل الراهبات، حيث كانت الراهبات تتحاشى الكلام معى سوى من قلت لها «إن سيدنا قال اتكلموا معاها بحرية».

الراهبة الصينية الأم ثيوليبتى

الراهبة الصينية الأم ثيوليبتى، أراها الأكثر جدلا من بين اللاتى التقيتهن فى الدير، الذى تقيم فيه منذ 11 سنة، وهى من هونج كونج، واسمها بالصينية «أى وا» وتعنى «أنا صينية»، آمنت بالمسيحية أثناء دراستها للصيدلة فى كندا، روت قصتها بلغة عربية مكسرة قائلة «كنت أعتنق الديانة البوذية، وكنت أثناء فترة الإجازة المدرسية أعمل فى خدمة سيدة مسيحية عجوز سمراء، كانت تحدثنى دوما عن المسيحية والحياة الأبدية والمسيح والرب وكنت أسأل نفسى (هو فين ربنا ده)

وفى أحد الأيام جلست بغرفتى أتكلم مع إله السيدة المسيحية وأطلب منه أن يكشف عن نفسه وأن يدلنى إلى الحقيقة وبعد عودتى إلى دراستى انقطع اتصالى بالعجوز لفترة، بعدها حدثتنى عبر الهاتف عن المسيحية فشعرت بشعاع من النار يدخل صدرى ويأخذنى بعيدا إلى أعلى الغرفة بالسقف وصوت يقول لى أنا ربنا وهاآخدك دلوقتى للسما ورفعنى حتى اقتربت من السقف فنظرت إلى الأسفل فوجدت جثتى على السرير ووالدتى تجلس بجوارى تبكى فقلت يارب ليه نسيبها تتعذب أرجوك فوعدنى أنه سوف يأتى بها إلى السماء وعندما أفقت من خيالى وجدتنى مازلت أتحدث مع العجوز على الهاتف وعلمت أن المسيحية حقيقة مؤكدة وتوجهت إلى إحدى الكنائس لأتنصر وأتعمد هناك، وبعدها بعامين جئت إلى دير القديسة دميانة وعشت فيه وكانت أمينتى أن يكون فى أوروبا أديرة حتى أعيش فيها فمنذ دخلت الدير لم أر أحداً من أسرتى وأنتظر وعد الرب برفع والدتى واعتناقها المسيحية مثلى لأتمكن من رؤيتها».

 الأم أنطونيا

الراهبة الهادئة والذكية الأم أنطونيا، أسترالية من أصل مصرى، جاءت إلى الدير منذ 7 سنوات وهى مسيحية من الأصل وكانت تعمل مذيعة أخبار بتليفزيون أستراليا ولها شقيقة واحدة وقامت بزيارة دير الشهيدة دميانة 3 مرات قبل أن تقرر المجىء إلى مصر والعيش داخل الدير واعتزال العالم الخارجى لأسباب لم تفصح عنها. ترفض أنطونيا الحديث عن قصة رهبنتها وتعلل ذلك أنها تتحدث اللغة العربية ولكنها لا تفهمها جيدا وتضحك من نفسها قائلة «أنا غبية وخايبة ومش بأفهم كويس ولما حد يقولى رسالة دايما أنقلها غلط لأنى بأفهمها غلط». وشعرت أن أنطونيا تخفى الكثير من الأسرار عن حياتها فى صندوق مغلق، لا تقبل أن يفتحه أحد.

الراهبة الأم «إيبيفانيا»

الراهبة الأم «إيبيفانيا» شخصية مبتسمة دائما وهى فى الأصل مهندسة كمبيوتر قبل أن تدخل الدير ولكنها فوجئت عند تعاملها مع هذا الجهاز أنه شىء غريب عليها فقد نسيت تماما ما تعلمته بعد أن دخلت الرهبنة منذ سنوات طويلة حيث كان الكمبيوتر الذى درسته بدائيا والآن تضطر لقراءة الكتالوجات قبل أن تقدم على التعامل مع أى جهاز كمبيوتر.

وأضافت مارتيريا أن الراهبات لا يتعاملن بالنقود، فكل احتياجاتهن موجودة داخل الدير ولا يعرفن أيا من العملات الجديدة حيث انقطعت صلتهن بالعالم الخارجى، وتقص موقفاً محرجاً تعرضت له عندما كانت مسؤولة عن شراء بعض مستلزمات الدير وفوجئت بالتاجر يعطيها الباقى «جنيهان» عملة معدنية ولأنها لا تعرفها فاعتقدت أنها 20 قرشا وتعجبت إلا أن السائق أنقذ الموقف قائلا «دى عملة جديدة يا أمنا».

الراهبات فى دير القديسة دميانة يشبهن العاملات فى خلية النحل، تميزهن ملابسهن السوداء، إذ يعملن فى صمت إلا من يسمح لها بالكلام أو التعامل مع المواطنين بشكل مباشر، وكل راهبة فى الدير تعرف مهمتها جيدا ولا تحيد عنها لأنهن يسرن وفق نظام صارم وإن كن يؤدينه بشىء من الحب والخوف من الرب ومن المجهول أحيانا أخرى.

يقوم دير القديسة دميانة على 3 أفدنة، وسط زراعات القرية التى تحمل اسمه فى منطقة بلقاس، التى كانت تسمى بالبرارى فى محافظة الدقهلية، ورغم زحف العمران قرب الدير إلا أن المكان له خصوصية ورهبة، وقيمة دينية خاصة فى نفوس المسيحيين، تعود إلى قصة الشهيدة دميانة التى كانت ابنة حاكم منطقة الزعفرانة والبرلس وهو الوالى مرقص فى نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادى، والزعفرانة هى منطقة الدلتا حاليا، سميت بهذا الاسم لكثرة زراعة الزعفران بها فى عهد الإمبراطور الرومانى «دقلديانوس»،

وكانت دميانة الابنة الوحيدة لأبيها وتعيش حياه مرفهة تعتنق المسيحية وفى أحد الأيام طلبت من أبيها أن يبنى لها بيتا صغيرا بعيدا عن الناس لأنها تريد أن تعيش فيه وتهب نفسها للمسيح. فى البداية رفض أبوها ولكن مع إلحاحها وافق وأنشأ لها الدير بمدينة الزعفرانة التى كانت بمثابة عاصمة لمنطقة البرلس وبها كرسى أسقفى يسكن فيه والدا القديسة، وانضم إليها 40 من العذارى من بنات البلدة،

وفى أحد الأيام بدأ الإمبراطور دقلديانوس يدعو الناس إلى نبذ المسيحية والسجود لأصنامه وبطش بالعديد من رجاله وبالأهالى ممن رفضوا أوامره وضعف والد دميانة وأعلن إيمانه بأصنام الإمبراطور خوفا من بطشه وعندما سمعت دميانة الخبر استاءت من أبيها وطلبت زيارته وعنفته على خطيئته وتركه «لديانة الله» من أجل أصنام صنعها الإمبراطور وأعادت أباها إلى رشده وإلى إيمانه وأعلن كفره بأصنام الإمبراطور فقتله الأخير وأخبره رجاله أن سبب انقلاب مرقص عليه هو ابنته دميانة التى تسكن القصر وتدعو الناس للتمسك بالمسيح فحاول استمالتها لصفه بالإغراءات والهدايا

وعندما فشل قرر تعذيبها والعذارى الأربعين لإجبارهن على الإيمان بدينه الجديد وحتى يتبعه باقى أهالى البلدة الذين تمسكوا بإيمان القديسة دميانة وظل يعذبهن 3 سنوات أذاقهن خلالها أشد أنواع العذاب ومع ذلك تمسكن بإيمانهن مما دفع العديد من الأهالى للإيمان بدين دميانة الصابرة على العذاب ويكفرن بدين الإمبراطور الظالم، فأشار أحد قواد الإمبراطور عليه بقتل دميانة بالسيف للتخلص منها ومن الدين المسيحى فوافق واصطحب دميانة والعذارى الأربعين إلى ساحة القصر وقطع رقابهن جميعا فى نفس المكان،

وبعد استشهاد القديسة دميانة مع العذراى دُفنت أجسادهن فى المكان الذى تعبدت فيه وسمى بالأرض الحمراء لأن الأرض ارتوت من دمائهن وكان لموت القديسة والعذارى أثر عكسى لأبناء البلدة الذين تمسكوا بالدين المسيحى الذى بقى ومات الإمبراطور وظل القصر مكانا مقدسا، إلى أن جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الملك قسطنطين وبنت مقبرة خاصة بهن وكنيسة على هذه المقبرة وذلك أثناء قيامها ببناء كنيسة القيامة بأورشليم.

تتلاحم منازل قرية دميانة، بداخلها مسلمون ومسيحيون، يقابلك فى شوارعها القس يتدلى من عنقه الصليب وشيخ الجامع تعلو رأسه العمامة الملفوفة بشال القماش الأبيض، والمكرسات بملابسهن المميزة والمحجبات المسلمات.

الدير من الداخل

 فى مدخل الدير الخارجى يوجد بوابة حديدية كبيرة تفصل الدير عن العالم الخارجى، تفتح أبوابها من الصباح الباكر وحتى الساعة العاشرة مساء، ولا تفتح إلا للضرورة، وعلى اليمين فور دخول الدير يوجد مبنى المطرانية الخاص بإدارة شؤون الإبراشية وبه 4 قساوسة ينادونهم بالآباء ويوجد بالمبنى سكن الأنبا بيشوى الذى يأتى إليه على فترات ليطلع على كل صغيرة وكبيرة من السكرتارية الخاصة،

ويقول القس ديسقورس شحاتة سكرتير الأنبا بيشوى إن المطرانية بها مكاتب إدارية لإدارة شؤون الدير والإبراشية ومباشرة أعمال الكنائس ويتم تخصيص سكن للقساوسة خارج مبنى الدير، وفى واجهة مبنى المطرانية يوجد ورشة ومعرض للأثاث الخشبى من منتجات الدير ويخصص جزء منه لإعانة فقراء الكنيسة على توفير أثاث الزواج والباقى يباع لصالح الدير وبجواره توجد الكنيسة الكبرى التى أنشئت عام 1935 وهى مفتوحة للجمهور المسيحى فى أى وقت وهى مزينة بالزجاج المعشق والأيقونات.

مزار دير الشهيدة دميانة يتوسطه قبة عالية محمولة على أربع أكتاف صليبية حيث يوجد قبر القديسة دميانة وهو مزار مفتوح لكل الزوار لأخذ البركة، معلق بجوار القبر أنشودة للقديسة يرددها الزوار للتبرك بروحها وتمجيدها.

«بيت الخلوة»، هو مكان خاص يتم فيه استضافة الفتيات المسيحيات للتعلم والتذكر والفضفضة أحيانا من مشكلات يعانين منها فى العالم الخارجى ولا يبحن بها إلا للمقربات من الراهبات ويتم تدريبهن على ضبط النفس ومواجهة مشاكل الحياة بصلابة أكبر. وأكدت الأم مارتيريا أن الفتيات يتعلمن فى بيت الخلوة التعاليم الصحيحة للدين المسيحى ودراسات خاصة فى الكتاب المقدس بالإضافة لتعلم الترانيم والألحان الدينية.

أما أكثر الأماكن إثارة وغموضا فكان سكن «الراهبات» الذى يفصله عن العالم الخارجى وباقى الأماكن بالدير بوابتان الأولى صغيرة تفصل حرم الدير عن باقى الملحقات به يليها بوابة «جرار» هى مدخل الدير ويتم إغلاقها بشكل محكم يمنع دخول أو خروج أحد من الدير، والمبنى على شكل حرف «L» مكون من 6 طوابق فى الدور الأرضى منه غرف للاستقبال تسمى «الصالون» والمطبخ وغرفة اجتماعات يلتقى فيها الأنبا بيشوى بأعضاء الإبراشية بالإضافة لغرفة التليفون والمطبخ والأسانسير وكذلك معرض لمنتجات الراهبات وأسفله يوجد بدروم به مخازن الدير.

وفى الطوابق العليا يوجد سكن الراهبات حيث يوجد نحو 80 راهبة و50 أخرى تحت الاختبار أو طالبات الرهبنة وهو المكان الوحيد المسموح فيه للراهبات بالتحرك بحرية وغير مسموح لأحد بالدخول إليه إلا بإذن مسبق من الأنبا بيشوى حيث علق تحذيرات بغرفة التليفون تؤكد أنه «غير مسموح لأى راهب أو قس الدخول لمقابلة أى من الراهبات إلا بإذن شخصى من الأنبا بيشوى» بصفته رئيسا للدير،

مع نيافة ألأنبا بيشوى

وأثناء جلوسنا معه بدأ الأنبا بيشوى يفسر الأسود الذى يميز ملابس الراهبات قال الأنبا بيشوى: «إنه دليل على الوقار والاحترام وذلك ردا على ما يشيعه البعض من أن الرهبان والراهبات يلبسن الأسود حدادا على ضياع الدولة القبطية من مصر وتحولها إلى الإسلام» لافتا إلى أن القضاة والمحامين يرتدونه فى ساحة القضاء كما يرتديه العلماء والدارسون عند الحصول على الدكتوراه، فالمسألة ليس لها أى بعد سياسى أو دينى.

فى مبنى الراهبات

وفى مبنى الراهبات رافقتنى الأم مارتيريا إلى كل الأماكن عدا غرف الراهبات الخاصة والمسماة «بالقلاية» وقالت «إن دخول هذه الغرف يحتاج إلى إذن مسبق من سيدنا»- تقصد الأنبا بيشوى- والمبنى يحتوى على كنيسة للراهبات لإقامة الصلاة بالإضافة لغرف الورش اليدوية والتى تعمل بها الراهبات خلال اليوم وتضم ورش حرق على الخشب والأعمال الفنية والتطريز والرسم على الزجاج وصناعة الزجاج المعشق وصناعات جلدية وصناعة الأيقونات وهى أكثر الصناعات التى يتم تصديرها للخارج وتقوم الكنيسة بالتعاقد على الطلبيات التى تنفذها الراهبات، وفى المبنى تنعزل الراهبات عن العالم الخارجى الذى لايربطهن به سوى أخبار قليلة يحملها الضيوف والوافدون إلى المكان ولا تملك الراهبات الحق فى السؤال عما يحدث أو لماذا لأنهن يؤمن بأنه ليس لهن الحق فى أى شىء وأن الرب ييسر لهن جميع أمور حياتهن.

وتقول الراهبات إنه ليس لديهن أسرار ولا مشاكل حتى يبحن بها، وأنهن يلجأن إلى الحديث مع الرب والفضفضه إليه لأنه الأكثر أمانا لهن.

ورغم الحياة الصارمة والأوامر داخل الدير إلا أن علاقته بالراهبات لها طابع خاص يمكن أن نسميها علاقة عشق روحى فيتنافسن فى إرضائه وتنفيذ أوامره وعندما يلتقين به يقمن بتقبيل يده ومنهن من تسجد أمامه إمعانا فى إظهار الطاعة والتسليم، وعندما يتحدثن عنه فى غيابه يحمل الحديث الكثير من الحب والاحترام. أما هو- الأنبا بيشوى- فيقابلهن باللين والود الممزوج بالجدية وأحيانا يداعبهن بتسميتهن بأسماء كوميدية.
 

This site was last updated 12/27/09