الجنرال عبدالله جاك مينو

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

إشاعات عن هجـــوم أنجليزى متوقع

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
إغلاق الجامع الأزهر
مينو وتحديث مصر
الهجوم الإنجليزى
تاريخ حجر رشيد
الحرب مع العثمانيين والإنجليز
الفرنسيين وتغيير مصر
هزيمة الفرنسيين
شروط صلح جديدة
إنسحاب الفرنسيين
الأسطول الفرنسى الغارق

Hit Counter

 

إشاعات عن هجـــوم أنجليزى متوقع

تاريخ الجبرتى .. الثلاثاء 17 من شوال الموافق 3 مارس 1801م

كثرت الأخبار بوصول مراكب إلى ابى قير

تاريخ الجبرتى .. الأربعاء 18 من شوال الموافق 4 مارس 1801م

خرج العديد من الجيش الفرنسى وسافروا إلى الجهة البحرية براً وبحراً .

تاريخ الجبرتى .. الخميس 19 من شوال الموافق 5 مارس 1801م

خرج كثير من جنود الجيش الفرنسى وأتجهوا إلى الشرق , وترددت شائعات عن وصول الجيش العثمانى ووصولهم إلى العريش بقيادة يوسف باشا الوزير , وأخذوا الشيخ السادات إلى القلعة ولم يهينوه .

تاريخ الجبرتى .. الجمعة 20 من شوال الموافق 6 مارس 1801م

أجتمع الديوان , وبدأ الوكيل يقول : " أنه كان يظن أنهم على وشك الحرب , ولكن وردن أنباء أن المراكب التى جاءت إلى الإسكندرية وكان عددها 120 مركب قد عادت , وقالوا له : " ما هذه المراكب ؟ " فقال : " مراكب فيها طائفة من الإنكليز وصحبتهم جماعة من الأروام ليس فيها فيها مراكب كبيرة إلا قليل جداً , وباقيها صغار تحمل ذخيرة " ثم قال : " إن حضرة سارى عسكر قد كان وجه إليكم فرماناً فى شأن ذلك قبل أن يتبين الأمر , وهو وإن كان قد فات موضعة من حيث أنه كان يظن أن هناك حرباً , ولكن من حيث كونه قد برز إلى الوجود , فينبغى أن يتلى على مسامعكم " .. ثم أمر "رفائيل" الترجمان بقراءة ونصة : "

بسم الله الرحمن الرحيم , لاإله إلا الله محمد رسول الله .

من عبدالله جاك مينو سارى عسكر أمير عام جيوش دولة جمهور الفرنسيين فى الشرق مظاهر (ورئيس) جكومتها ببر (بدولة) مصر .

إلى حضرة المشايخ والعلماء وموظفين الديوان  بمصر والقاهرة , إلى الجميع الكبير والصغير , والأغنياء والفقراء , المشايخ والعلماء , وجميعهم الذين يتبعون دين الحق , بمقام السر عسكر عام بمصر فى 14 ونتوز سنة تسع من قيام الجمهور الفرنسى واحد لا ينقسم , ثم كتب تحت البسملة ولفظ الجلالة وتحته :

أن الله هو هادى الجنود , ويعطى النصرة لمن يشاء , والسيف الصقيل فى يد ملاكه , يسابق دائماً الفرنسيين ويحطم أعداؤهم !

** أن الإنكليز الذين يظلمون كل جنس للشر فى كل مكان , فهم ظهروا فى السواحل , فإن تجرأوا للنزول للبر ويضعون أرجلهم فى البر فيرتدوا فى الحال على أعقابهم إلى البحر , والعثمانيين تحركوا كهؤلاء الإنجليز يعملون أيضا بعض الحركات , فإن قدموا إلى هنا ففى الحال سيرتدوا ويتحولوا إلى غبار وعفار البادية .

** فأنتم يا اهالى ومملكة مصر المحروسة , أنى انا أخبركم , أن تسلكوا فى طريق الخائفين الله , وتبقوا آمنين فى بيوتكم , ومقيمين كما كنتم فى أعمالكم وأغراضكم , فحينئذ لا خوف عليكم , ولكن إن كان واحد منكم يسلك للفساد والضلال لكم بالعداوة ضد دولة الجمهور الفرنسى ... فأقسمت بالله العظيم وبرسوله الكريم أن رأس ذلك المفسد ترمى فى تلك الساعة , فتذكروا فى كل موقع حين محاصرة مصر الأخيرة , وجرى دماء آباؤكم وأولادكم فى كل مملكة مصر , وخصوصاً مصر المحروسة , وخواسكم أنتهبوا تحت الغارات وطرحوا عليكم فردة قوية غير المعتاد , فأدخلوا فى عقولكم وأذهانكم كل ما قلت لكم ألان , والسلام على كل من هو فى طريق الخير , فالويل ثم الويل على كل من يبعد من طريق الخير " 

 

ممضى خالص الفؤاد

(وهذه صورة لتوقيع الجنرال الفرنسى المسلم الذى تزوج لأمرأة مسلمة لكى يحكم مصر)

 

وحدث أن تناقش الشيوخ فى مجلس الديوان (يمثل مجلس الشعب أو البرلمان اليوم) مع الوكيل وذلك لما أشيع أنه توجد مراكب وصلت غلى ابى قير وشحنت الغلال فقلت الغلال فى مصر زأرتفعت أثمانها فى مصر فتفاوضوا فى هذا الأمر وأنه لا بد من قيام الحكام بزجر الباعة وطواف المسئولين من المحتسب وشيخ البلد على موانئ السواحل .

ولما قرئ الفرمان السابق قال بعض الحاضرين من الشيوخ : " العقلاء لا يسعون إلى فساد , وإذا تحركت وقامت فتنة لزموا بيوتهم " فقال الوكيل : " ينبغى للعقلاء ولأمثالكم نصح المفسدين فإن البلاء والعقاب يعم المفسد وغيره أى يعن الكل " فقال بعضهم : " : " هذا ليس بجيد .. بل العقاب لا يكون إلا على المذنب فقط  , قال تعالى : " كل نفس بما كسبت رهينة " وقال آخر من شيوخ المجلس : " ولا تزر وازرة وزر أخرى " فقال الوكيل : المفسدون فيما سبق أهاجوا الفتنة فعمت العقوبة , والمدافع أنطلق منها النيران لا تفرق بين هذا وذاك فهى ليس لها عقل حتى تميز بين المفسد والمصلح فإنها لا تقرأ القرآن " وقال آخر : "المخلص نيته تخلصة"

وقال الوكيل : " أن المصلح من يشمل صلاحه الرعية , فإن صلاحه فى حد ذاته يخصه فقط , ولكن الثانى أكثر نفعاً"

وفى عصر ذلك اليوم ورد فرمان (رسالة أو امر ) من سارى عسكر عبدالله مينو إلى وكيل الديوان فأرسل خلف الشيخ إسماعيل الزرقاوى وأستدعاه وسلمه إليه وامره ان يطوف به على مشايخ الديوان فى بيوتهم ليقرأونه , وقد كتب ليجيب على المناقشة التى حدثت وهذه صورة البيان الذى كتبه عبدالله مينو :

بسم الله الرحمن الرحيم , لاإله إلا الله محمد رسول الله .

من عبدالله جاك مينو سارى عسكر أمير عام جيوش دوبة جمهور الفرنسيين فى الشرق مظاهر (ورئيس) جكومتها ببر (بدولة) مصر .

إلى حضرة المشايخ والعلماء وموظفين الديوان  بمصر والقاهرة.. أدام الله تعالى فضائلكم , وألهمكم الحكمة الواجبة لأجراء فرائضكم , أرسل لحضراتكم يا مشايخ والعلماء الكرام , نداء جديداً .. خطاباً إلى جميع اهالى مملكة مصر, لا شبهه لدينا من متابعتكم وتنبيههم لما هو مقيد  (القرارات المتفق عليها) , أن هذا التنبيه هو هدفكم , إنما حضراتكم ههنا رجال دولة الجمهور الفرنسى , فليبقى فى عقولكم وأذهانكم كل ما وقع العقاب فى مصر الأخير , تفهموا بناء على ذلك , كيف هو واجب عليكم لراحتكم قيادة وضبط الناس , لأنه إن كان أحدا من صغارهم يفعل شيئاً فيقع على رؤوسكم والكبار أيضاً ,  وقد وردنا اخبار من فرنسا أنه تم الصلح مع أمبراطور النمسا , وأن قيصر روسيا قام بالحرب ضد الدولة العثمانية والسلام . "

تاريخ الجبرتى .. السبت 21 من شوال الموافق 7 مارس 1801م

تنفيذا للأوامر السابقة أجتمع مشايخ الديوان ببيت الشيخ عبدالله الشرقاوى , وحضر الأغا والوالى والمحتسب , وأحضروا مشايخ الحارات وكبراء الأخطاط (الأحياء) ونصحوهم وأنذروهم وأمروهم بضبط من هم تحت أيديهم من الشعب وأن لا يغفلوا رقابة العامة وحذروهم وخوفوهم من العاقبة وما يترتب من قيام الغوغاء بعمل ما يؤدى إلى مزيد من سفك الدماء , وأنهم هم المسؤوليم عن ذلك كما أن الذين فوقهم مسؤولين عنهم فالعاقل يحافظ على  مسئولياته - وأنه لم يبقى على الشعب إلا رسوم قليلة وأنفض المجلس على ذلك .

وقد أورد الجبرتى الكثير من طريقة معالجة الفرنسيين لمرضى الطاعون وفصلهم عن أهله وعائلته وإذا مات تحرق ثيابه ولا يدخل بيته أحد إلا بعد اربعة أيام وكثير من الإجراءات الأخرى , ولكن أهالى مصر هالهم هذه الأفعال وأستبشعوها , وأخذوا فى الهرب والخروج من مصر إلى القرى , ولخوفهم من وقوع فتنه وتمرد مثل ما حدث سابقاً ووردت أخبار بمجئ مراكب غلى أبى قير , وبدأ الفرنسيين فى الستعداد والتأهب ونقل أمتعتهم إلى القلعة .

تاريخ الجبرتى .. الثلاثاء 24 من شوال الموافق 10 مارس 1801م

قبضوا على حسن أغا المحتسب , وحبسوه فى القلعة فى البرج الكبير مع شخص آخر يخدمه (خادمه)

الشيخ السادات .. وسأل موكل به ‘ن ذنبه وجرمه الذى حبس بسببه فقال له : " حبس لأعدم تكرار ما حدث لأنه مثير للفتن فى البلاد ولإهاجة العامة , وبغضه الفرنسيين لما سبق له منهم الإيذاء" .

 الشيخ البكرى والسيد أحمد الزرو ذهبا إلى قائممقام والى سارى عسكر وتكلما فى شأن المحتسب , فأجابهما بأن هذا ليس شغلكما " وقالوا للسيد أحمد : " أنك رجل تاجر وذاك أمير وليس من جنسك (من طبقتك) حتى تتشقع فيه (لتتوسط فيه ) فقال : " أننا محتاجون إليه لمساعدتنا فى الحصول على المليون , ولا نعرف ذنب أو أنه فعل شيئاً يستحق حبسه لأنه نشط فى خدمة الفرنسيين " فقالا على لسان الترجمان : " الله يعلم ذنبه وسارى عسكر , وهو أيضاً يعلم ذلك من نفسه " ولما سجنوه لم يعطوا وظيفته لأحد , فكان كتخدا يركب مع الأغا وأمامهم الميزان ونوبة الحسبة .

 تاريخ الجبرتى .. الخميس 26 من شوال الموافق 12 مارس 1801م

أرسل كبير الفرنسيين وطلب إجتماع رؤساء الديوان والتجار فحضروا إلى منزلة , وأخبرهم أنه سيسافر إلى الوجه البحرى , وسيترك بمصر قائمقام "بليار" وكتيبة من الجيش والكتبه والمهندسين , وأوصائهم أن يحكموا البلاد , وكان يريد أن يحبسهم كرهائن لعدم إطمئنانه إليهم , وأستشار من حوله , فكان رأيهم تأخير هذه الفكرة , وسافر ولم يرجع من سفرة إلى مصر .

أجتمع الوكيل "فوريه" مع مشايخ الديوان وأخبرهم أنه حضر إلى خليج ابى قير ونزل مجموعة من الإنجليز , ومعهم جنود من المالطيين , فى المنطقة الرخوة بين سلسلوين من الماء وأن الفرنسيين يحاصرونهم من كل جهة.

 تاريخ الجبرتى .. الجمعة 27 من شوال الموافق 13 مارس 1801م

رجع الجيش الذى توجه إلى جهة الشرق بحمولتهم وأثقالهم وكانوا معهم سارى عسكر الشرقية "رينيه" وكانوا عندما وصلوا إلى الصالحية أرسلوا هجانة إلى العريش لأكتشاف الجيوش التى ستهاجمهم فلم يجدوا أحداً وتأكدوا انه لا يوجد هجوم من الناحية الشرقية ولم يأت أحد مطلقاً , وأصل هذه الأخبار والإشاعات أن سارى عسكر رينيه قائد القليوبية والشرقية أن عربان الموبلح شاهدوا مراكب أنجليزية بالقلزم , فأرسل هذه الأخبار إلى مينو وقال له فى رسالته ان يتوجه إلى الإسكندرية مع جيش ويحصن هذه النواحى خوفا من هجوم أنجليزى متوقع , وأن رينيه سوف يدافع عن منطقة الشرق فأجابه سارى عام عسكر أن الإنجليز لن يأتوا من هذه الناحية وأنهم يأتون من ساحل الشام , وأمره بالإرتحال إلى الصالحية ويرابط فيها , وأرسل إليه ثانياً بنفس ما تضمنته الرسالة الأولى وحثه على تحسين ثغور الإسكندرية .

وترددت كثير من الرسائل بينهم ومضت ايام , وفى أثنائها سمعوا أخبار عن تردد مراكب أنجليزية على سواحل الإسكندرية ورجوعها ثانية .

فكتب سارى عسكر مينو خطاباً إلى رينيه يقول له فيه أنهم ظهروا ليوهمونا أنهم سيهاجمون من الإسكندرية ثم أختفوا وحثه على الذهاب إلى الصالحية فأمتثل للأمر أخيراً ورحل وكتب غليه يقول : ط إنهم لا يريدون إلا ثغر الإسكندرية فلا تغتر لأن الريح لم يسعفهم فرجعوا واننى رحلت أمتثالاً للأمر , ويشير عليه بالذهاب إلى الإسكندرية ويقبل نصيحته فلم يستمع وتأخر عن الذهاب .

ورحل رينية إلى منطقة البركة ولم يستعجل فى الذهاب ثم أنتقل إلى الزوامل ثم إلى بلبيس , وفى كل يوم ووقت يرسل إليه سارى عسكر عام مينوا يستعجله بالذهاب إلى الصالحية وهو يتلكأ فى الرحيل , ثم أخيراً أرسل رساله إلى رينية يقول له فيها أنه : " ورد أخبار بأن يوسف باشا الوزير يتحرك بجيش إلى القدوم ويتحتم عليك الرحيل غلى الصالحية " , فعندما وصلته الرسالة جمع رينيه سوارى عسكره وعرض عليهم الأمر وسفه رأي مينو بأن هذا الخبر لا أساس له من الصحة , وأنا أعلم أننا لن نصل إلى الصالحية حتى يأتينا خبر والأمر بالرجوع ثانية والذهاب إلى الإسكندرية ولا نستفيد من السفر إلا التعب والمشقة (خاصة حمولات المدافع والأسلحة والذخيرة ) وأرتحلوا معاً فى غير عجلة فوصلوا إلى القرين فى ثلاثة أيام , وإذا بمراسلة سارى عسكر مينو يأتى برسالة يقول له فيها أن الإنجليز وصلوا إلى أبى قير وأنزلوا عساكرهم إلى , وحدث قتال مع أمير الإسكندرية ومن معه من الفرنسيين , وتغلبوا عليهم , وأستعجله فى الرجوع والذهاب إلى الإسكندرية .

فقال رينية : " هذا ما كنت أخمنه وأظنة " وأرتحل راجعاً ومر على أمبابة بعسكرة أما سارى عام عسكر مينو فقد سبقه إلى الإسكندرية .

 تاريخ الجبرتى .. الأربعاء 3 من ذو القاعدة الموافق 18 مارس 1801م

امر وكيل الديوان أعضاء الديوان بأن يكتبوا لسارى عسكر مينو مكتوباً باسلام فكتبوا ما أمروا به .

 تاريخ الجبرتى .. السبت6 من ذو القاعدة الموافق 21 مارس 1801م

توفى محمد أغا مستحفظان بمرض الطاعون .. مرض يوم السبت وتوفى ليلة الأحد , فوضعوه فى نعش وخرج به الحمالون لا غير وأمامه الطرادون , ولم يعملوا مشهداً ولا جماعة , وأغلقوا داره على ما فيها ولم يعطوا وظيفته لأحد , ولكنهم أذنوا لعبد العال ان يركب بدلاً منه , وذلك بمساعدة نصر الله النصرانى ترجمان القائمقام , وأصبح عبد العال أغات مستحفظان ومحتسباً .

وكان ذلك من جملة النوادر !! فإن عبدالعال هذا كان من اسافل العامة , وأنه ,  كان أجيراً لبعض نصارى الشوام بخان الحمزاوى يخدمه , ثم توسط له مصطفى أغا بسبب معرفته للنصارى المترجمين , وأصبح يتقدم ويترقى حتى حصل على رتبه اغا فجعله كتخدا ومشيره فلما تولى محمد أغا جعله معه كما كان مع مصطفى أغا ولما توفى ترك له المنصب ولم يهتم الفرنسيين بتعيين أحد لأنشغالهم بما هو أهم من الطاعون والحروب .

 

حجز بعض المشايخ من مشايخ الديوان وآخرين من كبار أهل مصر

 

 تاريخ الجبرتى .. الثلاثاء 9 من ذو القاعدة الموافق 24 مارس 1801م

وردت اخبار عن وصول العثمانيين إلى غزة وأن مقدمتهم وصلت إلى العريش , وقد جاء الهجانة بهذا الخبر .

وفى عشاء تلك الليلة طلبوا المشايخ للأجتماع فى الديوان ولما كمل عددهم حضر فوريه وكيل الديوان وبصحبته آخر من الفرنسيين من أتباع القائممقام , فتكلم فوريه كلاماً كثيراً ليزيل ما فى فكرهم من أوهام كقوله : " أنه يحب المسلمين ويميل بطبعه إليهم وخصوصاً العلماء وأهل الفضائل , ويغتم لغمهم ويحزن لأحزانهم , ويفرح لفرحهم , ولا يحب لهم إلا الخير , وسياسة الأمور وتيسيرها تقتضى خلاف ما يريده الإنسان , وأن سارى عسكر مينو وضع بعض الأوامر , وأمرهم بتنفيذ بنودها كل بند فى وقته , وعند سفره قصد أن يعوق المشايخ وأعيان الناس , ويتركهم فى الحبس رهينة عن المسلمين , فلما ظهر له أن الذين نزلوا إلى أبى قير ليسوا مسلمين , وإنما هم أنجليز ومالطيين وهم أعداء الفرنسيين والمسلمين أيضاً فى نفس الوقت وليسوا من أهل ملتهم حتى يخشوا من ميلهم إليهم , فينضموا إليهم , وبلغنا أن يوسف باشا الوزير قائد الجيش العثمانى يتحركوا من ناحية الشرق , فلزمت الأوامر الحربية حجز بعض الأعيان لأن هذا من قوانين الحرب عندنا وعندكم , ولا يحدث أى تكدير للحياة العامة , ولكم الإكران والإعزاز أينما كنتم , وكان الوكيل معهم يعلل ويجد سبباً إذا تضايق أحدهم فى كل وقت وكل يوم , وأنتهى الكلام وأنفض المجلس وأتفقوا على حجز أربعة مشايخ هم : الشيخ الشرقاوى , والشيخ المهدى , والشيخ الصاوى , والشبخ الفيومى , فأصعدوهم إلى القلعة فى الساعة الرابعة من الليل مكرمين , وأجلسوهم بجامع سارية , ونقلوا إلى مكانهم الشيخ السادات , وأستمر المشايخ الخمسة فى المسجد 

أما الأربعة الباقيين من الديوان وهم : البكرى والأمير والسرسى وكاتبه أن يباشروا عملهم وضبط البلاد , ويجتمعون مع شيخ البلد دائماً , وقالوا أن المشايخ المحجوزين لا خوف عليهم من الضرر وهم معززون مكرمون , وسمحوا لكل شيخ خادماً بقضى طلباتهم وما يحتاجه من بيته ينزل من القلعة ويطلع إليها ولا يمنع من الدخول أو الخروج من القلعة .

وحجزوا أيضاً أبراهيم أفندى كاتب البهار وأحمد بن محمود محرم وحسين قرا أبراهيم ويوسف باشجاويش تفكجيان وعلى كتخدا يحى أغات الجراكسة , ومصطفى أغا أبطال وعلى كتخدا النجدلى ومحمد أفندى سليم ومصطفى أفندى جمليان ورضوان كاشف الشعراوى وغيرهم .

أما المشايخ الباقيين فقد الذين لم يحجزوا أن يمارسوا أعمالهم فى ضبط الأعمال فى مصر وحكمها ويترددون على قائممقام "بليار" ويخبرونه بدقائق الأمور التى قد تنشأ منها فتن أو تمرد .

وأهمل جمع الديون وكان الباقى الثلث , وكذلك كسرة الفردة الجزية , وتنفس الناس الصعداء من نسيان هذه الأحمال الثقيلة التى فرضت عليهم .

أما بالنسبة لمرض الطاعون فقد تساهلوا فى أمر الحجر الصحى والتصريح بالدفن وعدم الكشف عليهم , وأصبحوا يتساهلون ويصدقون الناس فى مرض من يموت منهم .. وذلك لكثرة أشغالهم وحركاتهم تحصنهم ونقل أمتعتهم إلى القلعة وحملهم الذخائر إلى القلعة ليلاً ونهاراً على الجمال والحمير , والطاعون ممسك فيهم ويموت منهم كثيرين كل يوم .

 تاريخ الجبرتى .. الخميس 11 من ذو القاعدة الموافق 26 مارس 1801م

أفرج الفرنسيين عن الشيخ سليمان الفيومى  وانزلوه من القلعة ليكون الشيوخ لاذين يمارسون أعمالهم وأمرهم الوكيل بالتقيد والحضور إلى الديوان كعادتهم , فكانوا يذهبون إلى الديوان ويتحدثون مع بعضهم , ولا يرد عليهم فى تساؤلاتهم إلا فى القليل منها , ثم ينصرفون إلى منازلهم , وأمروا الشيخ أحمد العريشى بالحضور فى الديوان وهو لم يكن من أعضاء الديوان وذلك حفظا للقانون .

إخلاء مبنى الديوان الذى يحكم مصر من الأثاث 

 تاريخ الجبرتى .. السبت 13 من ذو القاعدة الموافق 28 مارس 1801م

نقل الكمثارى "فوريه" وكيل الديوان أمتعته إلى القلعة وصعد إليها ولم ينزل , وأرسل إلى الشيخ سليمان الفيومى أمراً بأن ينقل فراش المجلس ويحتفظ به فى داره ... ففعل كما أمر ولم يتركوا إلا الحصر كما أمر بحضور شيوخ الديوان كعادتهم فكانوا يأتون بسجاجيدهم ويفرشونها ويجلسون عليها ثم ينصرفون كعادتهم .

 تاريخ الجبرتى .. الأحد 14 من ذو القاعدة الموافق 28 مارس 1801م

نقل الفرنسيين حسن أغا المحتسب من برج القلعة إلى جامع سارية ليكون بصحبة المشايخ , وكذلك فوريه الوكيل جعل مسكنه الجامع , وقال لهم أنه يقصد أن يتودد إليهم ويتسامر معهم كما أن القلعة ضاقت بساكنيها وإزدحامها بالفرنسيين وكثرة ما نقلوه إليها من الأمتعة والذخائر والغلال والأحطاب , مع ما قاموا بهدمه منها , ولضيقها سدوا أبواب الميدان الذى أمامها وضموه إلى القلعة فكانوا ينزلون إليه ويصعدون منه من باب السبع حدرات .

 تاريخ الجبرتى .. الجمعة 19 من ذو القاعدة الموافق 3 أبريل 1801م

 ورد خطاب من الجنرال عبدالله مينو من الإسكندرية مؤرخ بتاريخ 13 ذى القعدة 28 مارس 1801 م وصورته

بسم الله الرحمن الرحيم , لاإله إلا الله محمد رسول الله .

من عبدالله جاك مينو سارى عسكر أمير عام جيوش دولة جمهور الفرنسيين فى الشرق مظاهر (ورئيس) جكومتها ببر (بدولة) مصر .

إلى حضرة المشايخ والعلماء وموظفين الديوان  بمصر والقاهرة , إلى الجميع الكبير والصغير , والأغنياء والفقراء , المشايخ والعلماء أدام الله فضائلكم .

ورد لنا مكتوبكم العزيز , ورأينا بسرور كل ما فعلتم لنا , وثبت فى فكرنا صدق محبتكم لنا ولعساكر دولة جمهور الفرنسيين , ودمتم حضراتكم , وكافة أهالى مصر , بالحمية والإستقامة المعهوده فيكم , والمعروفة عن فضائلكم أن الله يهدى كما يشاء .. فما النصرة إلا منه , ووضعت عليه أعتمادى وما توفيقى إلا به وبرسوله الكريم عليه السلام الدائم , وإن أبتغيت النصرة فما هو إلا لسهولة خيراتى إلى بر مصر وسكان ولاتها وخير أمور أهلها , والله تعالى يكون معكم , ويكرم وجوهكم بالسلامة .

الحرب بين الفرنسيين والإنجليز

This site was last updated 10/02/08