Home Up الخلافة العجمية ولاة العباسيين بمصر البابا مينا 1 ال 47 البابا يوحنا 4 الـ 48 مرقس 2 ال 49 البابا يعقوب الـ 50 البابا سيمون1 الـ51 البابا يوساب الـ 52 البابا خائيل البابا قزما الـ 54 جرائم العباسيين ضد الشيعة الغزو وقبائل العرب مقياس النيل New Page 4156 مشاهير وعظماء وقديسى القبط New Page 4158 New Page 1573 | | البابا مرقس الثانى البطريرك الـ 49 هروب مرقس من الإختيار الإلهى - توصيه البابا يوحنا1: وصى البابا يوحنا قبل أن يموت بأن يتولى بعده مرقس رتبه الباباويه ، فعاد الأسقفان ميخائيل أسقف أقفها وجرجه أسقف منف الى مصر اللذان سمعا الوصيه ، وأخبرا الشعب والأساقفه المجتمعون فى مصر فقالوا:" نحن سمعنا ان أبانا يوحنا ذكر إسم القس مرقس أنه يجلس من بعده0" فقال كل الموجودين فى فم واحد " هو مستحق بالحقيقه " فكتب المجتمعين كتابا الى ميخائيل أسقف مصر ذكروا فيه أنهم وافقوا على رأى واحد هو ترشيح القس مرقس ليكون أبا لهم وذكروا السبب أنهم علموا أن الله رشحه منذ زمن لنوال هذه الخدمه ، وقالوا أيضا أنهم عرفوا أن البابا السابق قد أعلمه بذلك 0 وعلم مرقس بالكتب التى كتبت من أجل ترشيحه ، فحزن جدا ثم نهض وهرب الى دير أبى مقار فى وادى هبيب ، وكان بعض أباء الدير تنبأوا بانه مستحق لهذه الخدمه ، أما ميخائيل أسقف مصر فأرسل بإحضار كبار الأقباط وذهبوا الى الوالى ، وكان الجمع كبيرا فلم يستطع الدخول الى الوالى إلا الأسقف وبعض الرؤساء ووقف الباقيين فى الخارج ، وسألوا الوالى أنهم إتفقوا على إقامه بطريركا عوضا عن الذى إنتقل ، فقال ما هو إسمه قالوا مرقس ، فأمر أن يكتب إسمه فى الديوان ، وأذن لهم فى إقامته ، وعندما خرجوا من عنده ، بلغهم نبأ هروب مرقس ، وكان ميخائيل أسقف بابليون قائم مقام ومتولى إداره الكنيسه لحين رسامه البابا الجديد ، فأرسل فى الحال الأستقفه والكهنه الى الدير ، وأمرهم أن يقيدوه ويمضوا به الى الإسكندريه ليرسم هناك ن وفى اليوم التالى من أمشير وهو عيد الأب لنجينوس وكان يوم وصوله الى الإسكندريه يوم أحد ، ووسم على الكرسى المرقسى وشهد الشعب بأنه مستحق فقرأ الأكساكسيس الذى يطلق عليه اللوغس وأكمل صلاه القداس واتم كل شئ وبعد أسبوع من نوال هذه الرتبه ، وكانت جمعه الرفاع مضى الى دير الزجاج ليتعكف فيه على الصلوات فى أيام الصيام المقدس فلما وصل إليه تسلم كتابا من ميخائيل أسقف مصر يقترح عليه أن يحضر الى مصر بعد عيد الفصح ليسلم على الوالى ، ويقول ساويرس إبن المقفع ص215: " كان ذلك تدبير من الله لإن بعض الكنائس كانت مهدمه والشعب كان حزينا لذلك0" وبعد إحتفالات عيد القيامه ذهب الأب البطريرك الى الفسطاط ، فخرج شعب مصر والأسقف ميخائيل بالأناجيل والصلبان والمجامر ولقوه بالألحان والتراتيل وفرح عظيم وظلوا يهتفون بصوت عظيم قائلين: " نعم وحسن وصولك إلينا يا مرقس إبن مرقس0" ومضى النهار وكان المساء فذهب الى منزله ليستريح ، وفى الصباح ذهب البطريرك ومعه الأسقف ميخائيل وباقى الأساقفه الى دار الوالى وإستأذنوا للدخول إليه فأمر بالدخول وإجتمعوا معه فلما سلم على الوالى وتكلم معه ودعا للوالى فتعجب الوالى من حلاوه لفظه وكلامه الممتلئ نعمه من الله فجعل الله فى قلب الوالى رحمه ، وأمره أن يجلس وساواه فى المخاطبه فباركه البابا مرقس قائلا:" أن الله يرفع سلطانك ويسعد أيامك ويوفق رعيتك ببقائك ، وخرج من عنده بسلام ، ولما رأى الأساقفه محبه الوالى للأقباط إقترح ميخائيل الأسقف أن يطلب البابا بناء كنائس وإعاده بناء ما تهدم منها ، فعاد البطرك الى الوالى وسلم عليه فأكرمه وأجلسه وقال له: " قد قلت لك بالأمس أنى سأحقق كل ما تطلب ولم تطلب منى شيئا فمهما كان طلبك فسأحققه لمحبتى لك فقال البطرك: " الرب يحفظ أيامك ويزيد فى رفعتك وسلطانك وتعلم انهم لم يولوا عبدك على مال أو خراج بل على الأنفس والبيع ورغبتى هى أن لنا كنائس هدم الظالم بعضها قبل وصولك الى مصر فلما هدم ديارالرب قطع حياته من على الأرض فإن رأى رأيك فيها أن تسمح بإعاده بنائها لنصلى فيها وندعى لجلالتك والأمر لك" فأمر الوالى بعمارتها0 وإعاده بنائها وأرسل البابا مرقس رساله الشركه الأخويه الى أخيه فى الخدمه الرسوليه للجالس على الكرسى الأنطاكى 0 وحمل الرساله أسقف تنيس وأسقف القلزم من أساقفه الكنيسه الكرازه المرقسيه كانا يتكلمان اللغه اليونانيه بطلاقه ولا توجد مخطوطه تعرفنا شيئا عن حياتهما ، وقد قوبل الأسقفين بحفاوه بالغه ، وقرأ البطريرك الأنطاكى رساله المحبه الأخويه التى تسلمها من أخيه المصرى على مسامع شعبه ومكث الأسقفان عده أيام ، عادا بعدها الى مصر يحملان رد البطرك الأنطاكى بدوام الوحده بين الكنيستين ، البحث عن الضال: وأعظم أعمال هذا البابا هو بحثه عن الضالين ، وتقول أيريس حبيب المصرى فى كتابها عن الكنيسه القبطيه ج2 ص405 ان هذا البابا كان يصلى ليل نهر بدموع غزيره قائلا: " أيها الآب السمائى ، أنت النور الذى يفوق كل إدراك ، وأنت هيأت لنا سبيل الخلاص ، ولعظم محبتك ذهبت فى طلب الضال ، فتوغلت فى البريه باحثا عن الخروف الواحد الذى تاه ، وحينما وجدته دعوت الجند السماوى ليفرحوا برجوعه ، الآن ياسيدى : أنظر الى أولادك الذين زاغوا عن الحق ، وحرك قلوبهم للتوبه والرجوع الى أمهم الكنيسه الأرثوذكسيه الجامعه الرسوليه0" فحركت قلب إبراهيم رئيس هذه الجماعه وحركت قلب أبيه الروحى جرجه الى الأيمان الحقيقى بعد أن ظلوا بعيدين ومنعزلين منذ القرن الرابع الميلادى حيث كثرت البدع والهرطقات ، وقابلهم مرقس البابا بشاشه ومحبه وإكرام ، وأعلنا رغبتهما فى الوحده والرجوع الى الكنيسه القبطيه ، ولكن تدقق الكنيسه القبطيه فى الداخلين الى الإيمان ولا تدع الناس يدخلون الى الدين افواجا بدون معرفه أغراضهم وأهدافهم فتتحقق من أفكارهم ، فقال البطريرك لهم فقال لهم: " أن وظيفه الأسقفيه لم يحصلا عليها من الكنيسه القبطيه ، وكذلك لا تعترف الكنيسه بهذه برتبتهما وهى غير قانونيه ، لهذا فعند الإنضمام سوف تأخذون رتبه كاهن بسيط فقبلوا وإنضموا الى الكنيسه ولما رأى أتباعم أن رؤسائهم أنضموا الى الأقباط إنضموا هم أيضا ، وكان هناك فرح عظيم فى الشعب ، وأعاد البطريرك تكريس كنائسهم وجعلها ملائمه لطقوس وصلوات الكنيسه القبطيه ، ورمم البطريك القبطى كنيستهم الرئيسيه على نفقته الخاصه ، وجملها وزينها بالنقوش القبطيه ففرح شعبها فأطلقوا عليها " كنيسه البطريرك " تقديرا لمحبتهم وشكرهم للبابا القبطى وعندما تنيح البابا يوحنا السابق تنيح بعده بسنتين بطريرك الأروام اليونانيين بوليشان ، وحدث ان رجلا إسمه يوسطاثيوس كانت مهنته ناسج للكتان ( صانع أنسجه من القماش) عثر على كنز من المال فى ضريح قديم ( قبر) فوهب الكنز الى الكنيسه الملكيه ، ولما رأى الشعب ذلك إختاره ليكون بطريركا عليهم ، وصار يوسطاثيوس بطريركا0 وفى تلك الأيام كان هناك قيما يخدم البطريركيه وكان مملوءا حسدا ونميمه وكان يكره كاتبا للبابا وكان يذكر عنه كل سوء لكى يطرده البابا ويستولى على العمل بمفرده ، فكان البابا يردعه بكلام طيب ، وفى يوم 16من شهر طوبه وكان البابا يريد عمل تذكار نياحه البابا يوحنا السنوى فأخبره القيم الشرير بكلام على الكاتب ، فقال البابا له الآن قد عسر دائك وجربناك فى كل شيئ لخلاص نفسك وانت لا تكف بل تزداد سوءا فظلمك يكون على هامتك0 " وكانت هناك صوره القديسه العذراء مريم تحتضن السيد المسيح ، فنظر إليها القيم وأشار بإصبع يده اليمنى وقال: " إن كنت قلت كذبا فيما ذكرته فهذه الصوره تنتقم منى0" ولم يكد يتم كلامه حتى سقط على جانبه الايمن التى مدها الى الصوره وانفلج الى يوم وفاته فلما نظر الشعب الإعجوبه خافوا جميعا من كلام البابا الذى كان مثل كلام الأنبياء 00وكان البابا القبطى مرقس يفتقد الشعب فحدث أثناء زياراته أنه مر على بلدا تسمى اغروه وكانت تسمى قبل ذلك اغرا فخرج الكهنه والشعب للقائه بالألحان والتراتيل فخرج مع الناس انسان به روح شيطان فصرعه امام الناس وخنقه حتى خرج الزبد من فمه ( رغاوى بيضاء من فمه) فلما رآه البطريرك حزن عليه وتحنن وإمتلأ من الروح القدس وقال لهم قدموه الى فرسم علامه الصليب وقال: "الرب يسوع المسيح الكلمه الوحيده من الآب الذى أخذى الشياطين وعتق خليفته منهم ، أنت الذى عرفوك الشياطين ، وأنت الذى ألقيتهم فى قمر الجحيم فصرخوا وقالوا ما لنا ولك يايسوع المسيح ابن الله أتيت لتهلكنا قبل الوقت الذى نعذب فيه ، أنت الآن ياسيدى يسوع المسيح إصرف هذا الشيطان النجس وأخرجه من هذا الرجل0" فلما قال هذا سقط الرجل على الأرض وإنقطع حسه وظل ساكنا من الحركه كأنه نائم وقام بعد ساعه وقد خرج منه الشيطان بصلواته فسجد على قدميه وشكر الله على ماناله من نعمه وقال له: " البابا لا تعد تخطئ فينالك أكثر فالذى حل بك انك كنت تتناول من المقدسات بجهل فإحفظ نفسك من الكلام الباطل0" 00فى الوقت الذى كان هذا البابا يعمل العجائب باسم المسيح فإنه ظل مريضا 12 سنه متوجعا من مرضه وكان يشكر المسيح قائلا: "أشكرك ياربى وإلهى إذ جعلتنى مستحقا لهذه الألام مثل لعازر المسكين0" كنيسه مخلص العالم: طلب الشعب القبطى فى الإسكندريه من البابا أن يأذن لهم ببناء كنيسه على إسم "مخلص العالم " فقال لهم: " إن هذا العمل قد يثير حسد الخلقدونيين والمسلميين فيشتكونا للوالى بحجه اننا تعدينا حدودنا " فأجابوه قائلين: " ستكون صلواتكم حصنا حصينا لنا حتى نكمل بنائها0 " فأذن لهم بالبناء ، وفى الحال شرعوا فى البناء ، وزاد فرح الشعب عندما كان البناء يرتفع يوما بعد يوم ، فكانوا يبذلون جهدهم فى همه ونشاط ، وكان البابا يشترك مع الشعب ويعمل بيديه فى الأوقات التى بين الصلوات الكنسيه ( المعروفه بالأجبيه وهى سبع صلوات ) وكان نشاط الشعب يتضاعف عندما يرى راعيه وكبيره يعمل بيديه معهم ، وإختار أمهر الفنانيين الأقباط والصناع لنقش الكنيسه وزخرفتها ، ورأى الشعب عمل يديه كنيسه مخلص العالم آيه فى الجمال تليق بالمسيح مخلص العالم ، وفى يوم 17 من شهر توت إحتشد الشعب القبطى بتكريس كنيسه مخلص العالم وبدأ الصلاه بها ، ولم ينسى الأقباط أن يفرحوا الفقراء والمعوزين معهم فى هذه المناسبه فأجزلوا لهم العطاء وإمتدت الموائد التى جهزها وأعدها الأغنياء بنفسهم وإشترك كل الشعب صغيرهم وكبيرهم فقيرهم وغنيهم البابا والشمامسه يأكلون على مائده واحده ، يسمى الأقباط هذا النوع من الموائد ( أغابى أى طعام المحبه) وتقول أيرس حبيب المصري فى تاريخ الكنيسه ج2 ص407 : " فكان يوما فاضت فيه السعاده ، وتشارك الجميع الود حتى أنهم أحسوا بأنهم لمحوا قبسا من بهاء الفردوس0 "
بناء الكنائس التى هدمت (فصل) وشهدت سيرة البيعة وأخبار أنبا مرقس الجديد الـ 49 فى عدد البطاركة : أن البيع(الكنائس) التى بفسطاط مصر بنيت وأمر بعمارتها فى نظره (عهده) بعد هدمها أولاً فى بطريركية يوحنا الــ 8 فى العدد - مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى - الجزء الثانى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 29 مصر وعدم الإستقرار: وكان هرون الرشيد هو خامس الخلفاء فى الأسره العباسيه وأعظمهم فى الشهره ، إزدهرت فيه العلوم ونمت حركه الترجمه من مختلف اللغات ( حيث كانت الكثير من الكتب والمخطوطات كانت فى حوذه الأهالى بعد حرق العرب كلا المكتبتين الفارسيه والمصريه ) الى اللغه العربيه وكانت حركه هذه الترجمه هى أساس الحضاره فى العالم لأن العالم الغربى قام بترجمه هذه الكتب من العربيه الى اللغات الغربيه ، وعندما نتكلم عن مصر فى الحكم العباسى فإن تعين الولاه وعزلهم كان سريعا لتخوف العباسيين من سيطره الولاه على الحكم ، وقد ساعد هذا النظام على طول مده حكم العباسيين ، إلا أنه أضر بمصر ضررا إقتصاديا كبيرا فإتحدت سياسه الولاه فى التنكيل بالأقباط بالقسوه والبطش على الأقباط ، ولم يهتم الولاه بمصر بتطهير الترع وإنشاء المصارف ، فجدبت الأرض ونقصت اليد العامله ، ولم تعد الأرض تعطى محصولا جيدا ، فكان وبالا على المصريين ، حصاد شحيح ، وجزيه باهظه ، وعندما مات هرون الرشيد أوصى بالخلافه لولديه الأمين والمأمون ، وكان المأمون أكبر من الأمين ولكنه كان إبن جاريه ، أما الأمين فكانت أمه حره ، فأصبح الأمين خليفه لهذا السبب ، فقامت الحرب بينهم وظلت الحرب قائمه لمده خمس سنين ، وأخيرا إنتصر المأمون فى الحرب بسبب فساد الأمين وأهوائه وشهواته ( راجع مقال مصر والخلافه العباسيه) ، وقتل الأمين وأصبح المأمون خليفه ، وذكر شمس الدين المؤرخ أنهم عينوا لحكم مصر ثمانيه ولاه فى مده خمس سنوات ، ولكنهم لم يطأوا أرض مصر وبالتالى خلا منصبهم ، فمن إذا كان يدير حكم مصر فى هذه الفتره ؟ وعند الرجوع الى أقوال المؤرخين المسلمين فى هذه الفتره يجدها متضاربه مبهمه متناقضه ، وأصبحت مصر لقمه سائغه للطامعين ، وهدفا للغزاه ، ولم تبلى مصر إقتصاديا فقط بل أنه ظهر بوادر الشغب والإضطراب نتيجه للإنقسام بين السنيين والشيعه ، اى بين الأسره العباسيه(أصحاب الحكم الفعلى العباسيين) ، والأسره العلويه 00 كما نشط الخوارج ( الذين خرجوا على النبى وثاروا على رسالته) وكان لهم مناصرين وفئه قويه فى مصر ، احدثوا كثيرا من الفوضى والإضطراب وأحدثوا شغبا فى مصر ، تحالفت العوامل السابقه جميعها للفتك بالمصريين ، أقباطا ومسلمين (راجع تاريخ مصر فى العصور الوسطى ستانلى لاين بوول ص31) وكما عودنا التاريخ أن تدور المعارك بين الحاكم الفعلى والمتمردين على أرض مصر ، ولكن إختلف الأمر إختلافا بسيطا وهو أن كلا من الاخوين الأمين والمأمون أرسل كل منهما واليا يحكم مصر بإسمه فأرسل المأمون واليا ، وأرسل الأمين واليا آخر هو شيخ قبيله قيس التى أسكنها الولاه فى الحوف الشرقى منذ زمن وكانت مناوئه للحكومه ومصدر دائم للتمرد ، فدارت المعارك الطاحنه على أرض مصر ، وكان لذكاء الأمين فى تعيين واليه من قبيله قيس الغلبه والنصر على أتباع المأمون ، وفى هذه الحقبه من عدم الإستقرار أرسل إمبرلطور القسطنطينيه أسطول لغزو دمياط أملا فى إسترجاع مصر الى إمبراطوريته 00 ولم يقتصر تفكك مصر فى هذه الحقبه عند هذا الحد بل أنه إنتهز أحد الخوارج فرصه عدم وجود رئاسه فعليه فى البلاد فأعلن نفسه واليا على مصر وكان يسمى عبد العزيز الجروى وحكم من شنطوف حتى الفرما والشرقيه ومصر وبلبيس وقام رجل آخر إسمه السرى بن الحكم حكم من مصر الى أسوان وإستوليا على الخراج أما الشمال فقد إستولى عليه قبيلتين هما لخما وجذاما وهما قبيلتين كانتا متحابتين فنهب بعضهن بعضا ومنطقه حكمهم كانت غربى مصر وحول الإسكندريه ومريوط والبحيره فضايقوا الأقباط فى مدينه الإسكندريه فإستغاثوا بالله وسألوه لكى يخلصهم إلا أنه كان فى تلك الأيام فى دير الزجاج غربى الإسكندريه كان فيه راهبا كبيرا فى السن إسمه يؤنس فقال لأهل إسكندريه: " أراكم قلقين من أجل هذه الأمه ، بل أنه ستجئ أمه من الغرب تهلك هذه الأمه مدينه الأسكندريه بغير رحمه وينهبون كل ما فيها0" تاريخ البطاركه 0ساويرس بن المقفع ص225**ويذكر أيضا إلياس الأيوبى فى تاريخ مصر الإسلاميه ص104:- وحدث ان 15000 من الأندلسيين قاموا بالتمرد على الخليفه الأموى بالأندلس ، ولكنهم فشلوا فى ثورتهم وتمردهم وأنهزموا وطردهم الخليفه الأموى من بلاده وأمر بنفيهم ، ووجدوا فى مصر ملجأ آمنا ومن المعتقد أنهم أحضروا أسلحتهم معهم ، وأنهم جائوا بالمراكب عن طريق البحر إلى الأسكندريه ، وعندما شعروا بأنه ليس هناك قوه تردعهم ، عاثوا فى الأرض فسادا ، فأضرموا النار فى البيوت وتحرشوا بالمصريين ، وإستعملوا مراكبهم فى الإنقضاض على الجزر الآمنه والأهالى الآمنين اليونانيون يسلبون وينهبون ويخطفون الرجال والنساء والأطفال وكان من بينهم رهبان يونانيين وعذارى ويبيعونهم فى أسولق الإسكندريه ، وذلك قبل ظهور القراصنه بعهد بعيد ، فقام البابا القبطى بشراء اليونانيين ويكتب لهم صكا بالعتق والحريه بمجرد دفع ثمنهم وكان يخيرهم بين أمرين إما أن يدفع لهم أجر سفرهم الى بلادهم ثانيه ، ومن إختار أن يمكث فى وادى النيل سلمه الى معلمين او الى أسره قبطيه تعوله إذا كان طفلا ، وهكذا قام البابا بإنقاذ اليونانيين من العبوديه ويقال أنه فك سته آلاف يونانى من العبوديه ولم يذكر المؤرخيين أى شيئ فعله البطريرك الملكى اليونانى خريستوفر الذى جاء بعد يوسطاثيوس ربما لأنه كان كبيرا فى السن ولا يستطيع الحركه، وزاد الأندلسيون صلفا بإزدياد قوتهم وغناهم السريع بالخطف والقتل وبيع العبيد ، ورأوا أنهم قوه فهاجموا الإسكندريين وسقط العديد من القتلى فى شوارع الإسكندريه ، وكان هناك شيخا من الأندلسيين جاء مع والديه منذ صباه وتربى ونما فى الإسكندريه ، كان ماكرا خداعا وكان يتوسط فى اى نزاع بين الأندلسيين وقبيله لخم وإتفق كلا من الأندلسيين وأفراد قبيله لخم فى التخلص من الوالى وكان قائد الأندلسيين فى الإتفاق هو الشيخ المذكور ، فقتلوا الوالى فى 19 بؤونه سنه530ش وحكموا الإسكندريه وفى اليوم التالى إنقسم إخوه الشيطان فى السيطره على المدينه وأصبح الإخوه أعداء ، ودارت الحرب بين الفريقين فى شوارع الإسكندريه ، وكان النصر حليف للأندلسيين ، أما أهل الإسكندريه لكرههم للأندلسين خرجوا بسيوفهم وقتلوا كل من وجدوه أمامهم منهم ، فلما عرف الأندلسيين ما فعله أهل الإسكندريه دخلوا المدينه بقوه كبيره وصاروا يقتلون المسلميين والمسيحيين واليهود أى فى كل المواضع التى وجدوا فيه أصحابهم المقتوليين ، أما المسلميين فعندما إقترب الأندلسسين من مواقعهم وكانوا علموا بما يفعله الأندلسيين حملوا جثثهم وطرحوها أمام كنيسه المخلص التى بناها البابا مرقس ، وظهر شيخ من فوق أسطح أحد المنازل وقال للأندلسيين: " أنا رأيت صاحب ÷ذه الكنيسه وقد قتل أصحابكم0 " فأضرمو النار فى الكنيسه وعلت النارجدا وإمتدت للمساكن المجاوره ، ويقول إبن المقفع أن الشيطان ظهر فى شكل الشيخ لحسده من بناء كنيسه للمسيح وكذلك لقتل المؤمنيين الأقباط الأبرياء ، فقتلوا الأندلسين كثيرا من الأقباط وصار البابا مرقس يبكى وينوح ويصلى بدموع ليلا ونهارا ولم يقدر أحد أن يجلسه على كرسيه أو أن يجلسه على حصير بل طرح نفسه على الأرض (ساويرس بن المقفع ص227) فى مزله ليعينه الله فى هذه التجربه وقام ليلا بعد صلاه نصف الليل ومعه تلميذين وتفقد المدينه التى ملكها الإعداء ، وظل هاربا لمده خمس سنيين من مكان الى آخر حتى لا يعرف الأمم التى إحتلت الإسكندريه مكانه ، وسمع الإرخن مقاره بن النبراوى من كرسى سمنود بضيق البابا فقام ومضى الى عبد العزيز حاكم منطقه المشرق وقال له أن الأب بطريرك الأقباط هرب من الإسكندريه وأن الأمم التى إستولت على الإسكندريه إستولوا على ما له وجاء وسكن تحت ظل الله وظلك فرجائى أن تكتب له كتابا ليكون فى موضعا آمنا 0وأرسل الى البابا لكى يحضر ويقيم عنده ، ثم بلغ البابا وهو فى ضيافه مقاره فى مدينه نبروه أن بطريرك أنطاكيه قد إنتقل الى مساكن النور وجلوس ديونيسيوس على الكرسى الأنطاكى ، فبعث إليه برساله الشركه وأصبحت مصر متفككه فأغارت على وادى النطرون قبائل البربر فهدموا الدير وقتلوا كل من كان فيه من الرهبان فعاد البابا مرقس الى حزنه ، وبكى بكاء مر على الأديره وساكنيها من الرهبان ، وأصبحت حياه هذا الخادم الأمين سلسله من الأحزان والبكاء المستمر على رعيته ، فقد إنقضى زمان أفراح مصر وإنهدمت أديره وادى هبيب (وادى النطرون) وقدس القديسين صار خرابا ومساكن للسباع الضاريه ، ومساكن الأباء المباركيين الذين رقدوا فى الرب فى صلاه مستمره ، صارت مأوى للبوم والغربان ومغائر للثعالب فلم يفتر البابا المحب عن البكاء ليلا أو نهارا فى صلاه غير منقطعه ونظر الله الى صبر البابا القبطى على البلايا والأحزان وفى 17 من شهر برموده وكان يوم احد الفصح ظهر إعلانا من الله فى المنام قائلا: " افرح أيها المجاهد فقد وهبك السيد المسيح أن يعرفك أن فى يوم قيامته المقدسه سوف ينقلك الى مساكنه الأبديه كن مستعدا للقائه وهذه هى العلامه أن عنما تتناول من الأسرار المقدسه ، يقبل الله روحك إليه0" فلما إستيقذ رجل الله المبارك وإننى أعتقد أنه قص عليهم ما رآه فى المنام ثم قال: " للأساقفه أسرعوا لتتموا القداس ولكنهم لم يريدوا فراقه0" ولما رشم علامه الصليب بدأوا الصلاه ولما إنتهى القداس أحضروا السرائر فتناول من الأسرار ثم قال لهم: " أنا أودعكم جميعا فى الرب وفتح فاه وأسلم الروح ، فكفنوه وهم فى حزن شديد على رحيل هذا الملاك ووضعوه فى تابون من الخشب ووضعوه فى كنيسه نبروه حتى نقل الى مدينه الإسكنريه بعد ذلك بزمان وقد جلس على الكرسى المرقسى 20 سنه 17 يوما وتنيح فى 22 من برموده 535ش وقال السنكسار : " في مثل هذا اليوم (22 من برمودة ) من سنة 535 ش (17 أبريل سنة 819 م ) تنيح الأب المغبوط مرقس التاسع والأربعين من باباوات الكرازة المرقسية "
|