Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

هل أحب محمد سعيد باشا أحب مصر أكثر من المصريين؟

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مرييت باشا والفراعنة
قصر سعيد باشا حليم
التعليم الكاثوليكى الأجنبى
زوجات سعيد باشا وأولاده
محمد سعيد أحب مصر
قناة السويس وسعيد باشا

Hit Counter

 

[ محمد سعيد باشا أحب مصر أكثر من المصريين]
لمصرى اليوم  تاريخ العدد الجمعة ٢٣ يناير ٢٠٠٩ عدد ١٦٨٥ كتب ماهر حسن
قبل ١٥٥ عاماً، وفى قصره المنيف الذى بناه لنفسه فى بنها، قتل عباس باشا الأول ثالث حكام مصر فى أسرة محمد على باشا بعد محمد على وابنه إبراهيم باشا، وكان مقتله فى الثامن عشر من يناير عام ١٨٥٤ وعمره ٤١ عاماً.
وجاء خلفاً له -فى عام مقتله- محمد سعيد باشا الحاكم الرابع فى الأسرة العلوية، وعمره يوم تولى ٣٢ عاماً، وهو مولود فى الإسكندرية عام ١٨٢٢ وهو أيضاً ابن محمد على باشا المولود فى مصر.
ولذلك كان محمد سعيد باشا محباً للمصريين، كما اعتنى محمد على باشا بتربيته اعتناء فائقاً، بلغ حد التشدد فى المأكل والمشرب والملبس والسلوك، وهناك رسالة نادرة بعثها له أبوه محمد على أثناء دراسته فى الإسكندرية، والرسالة تنطوى على التأنيب والتحذير يقول فى بعض منها: «لقد وصل إلى علمى نبأ عدم التفاتك للدروس وميلك للراحة والرقاد وميلك لمصاحبة القبودانات القديمة الذين لا يدرون شيئاً من الآداب، وترك مجالسة من يكتسب منهم مسلك الإنسانية ، وقد سبق أن نبهنا عليك بدوام الانتباه للمدرس والسير بالمشى والحركة لعدم حصول السمنة «أى البدانة»، والواجب عليك الائتلاف بمن لهم معرفة بالأصول الجديدة العارفين بالحاكم وتعلم الأصول حتى لا يقال إن محمد على سيئ الخلق، وعليك تعظيم كبرائك والتزام التواضع مصداقاً للحاكم وسأحضر للإسكندرية لامتحانك أمام أحد المدرسين».
وفوق هذا فقد دفعه أبوه لأفضل المعلمين، فلما أتم تعليمه ألحقه بسلاح البحرية، وأمر مدرسيه بأن يدفعوا به فى التدريبات القتالية بل شدد أبوه على قائدى البحرية أن يعيش ابنه سعيد بينهم نفس عيشة أقرانه، فلما أتم دراسته العسكرية خدم فى الأسطول المصرى وأصبح قائداً لإحدى البوارج، فلما صقلت خبرته عينه أبوه مساعداً لناظر البحرية «قائد القوات البحرية» وشدد عليه أن يؤدى التحية لقائده ويحترم رؤساءه دون النظر لكونه ابن الحاكم.
وترقى سعيد إلى أن صار قائداً للأسطول خلفاً لعباس ابن أخيه طوسون، وكان سعيد قد استهل حكمه بما يكشف عن ميله للمصريين وكراهيته للأتراك.
وكان أحمد عرابى قد سجل فى مذكراته تحت عنوان «كشف الستار عن سر الأسرار» أن سعيد باشا ألقى خطاباً فى مأدبة أقامها بقصر النيل قال فيها مخاطباً الحاضرين: «إنى نظرت فى أحوال الشعب المصرى من حيث التاريخ فوجدته مظلوماً مستعبداً لغيره من أمم الأرض فقد تعاقبت عليه دول ظالمة كثيرة».. إلى قوله: «وحيث إننى أعتبر نفسى مصرياً فوجب أن أربى هذا الشعب وأهذبه تهذيباً حتى أجعله صالحاً لأن يخدم بلاده خدمة نافعة ، ويستغنى بنفسه عن الأجانب».
وكان رفاعة الطهطاوى آنذاك فى السودان فأمر سعيد بعودته هو ورفاقه، لكن كراهية سعيد للأتراك لم تمتد للفرنسيين والأوروبيين عموماً، وكان يجد فى بيت نائب القنصل الأطعمة الدسمة والمكرونة التى كان يحرمها عليه أبوه محمد على، وكان ابن القنصل هو «فرديناند ديلسبس» وتوطدت العلاقة بينه وبين سعيد، ولما كان سعيد فى فرنسا أثناء دراسته توطدت العلاقة أكثر ولم يكد سعيد باشا يتولى حتى أرسل له ديلسبس تهنئة من باريس كان رد سعيد عليها أن يبعث إليه يستضيفه، بل ذهب بنفسه إلى الإسكندرية ليكون فى استقباله، إلى أن قام ديلسبس بمفاتحة سعيد بمشروعه التاريخى وهو حفر قناة ملاحية تصل بين البحرين الأبيض والأحمر، فمنحه سعيد بسهولة الامتياز العظيم حتى أن ديلسبس فى مذكراته تحدث باستخفاف عن قبول سعيد بهذا المشروع العملاق بسهولة.
وكان التفويض الكامل والامتياز الذى يمتد ٩٩ عاماً قد وقع فى ٣٠ نوفمبر من نفس العام ١٨٥٤.وفى عهد سعيد أيضاً تم تطهير ترعة المحمودية التى كانت على وشك أن تطمر، وهى القناة الملاحية النيلية الواصلة من فرع رشيد عند مدينة المحمودية وتصب فى الإسكندرية، وفى عهده أيضاً جرى تنظيم القضاء وتم تعيين المصريين فى المناصب الإدارية الكبرى.
وكان من أعظم إصلاحاته أنه حول الجيش المصرى إلى نعمة بعدما كان نقمة، فأنقص سنوات التجنيد وجعلها سنة واحدة وجعل التجنيد إجبارياً وعاماً للمصريين دون استثناء لأبناء المشايخ والعمد واعتنى بشؤون الجيش وألبس الجنود أفضل الملابس واهتم بطعامهم وشرابهم وزاد فى عدد أفراده.
وفى عام ١٨٥٨ أصدر اللائحة السعيدية التى قضت بتمليك الأرض للفلاحين وحرص على التخفيف عن الفلاح وأسقط عنه الضرائب المتأخرة وجعل اللغة العربية لغة المعاملات فى الحكومة، وأنشأ خط سكة حديد القاهرة - السويس فى ١٨٥٨، ومن قراراته اللافتة أنه كان يرفض أن يستقبله الناس إثر عودته من أى سفر بالاحتفالات والزينة.
وهناك رسالة نادرة وطريفة.. بعث بها سعيد من الإسكندرية التى وصل إليها عائداً من أوروبا، وكان يهم بالعودة إلى القاهرة بعد أيام فكتب إلى نائبه فى القاهرة إسماعيل باشا رسالة تتضمن أمره العالى جاء فى بعض منها: «نظراً للأخبار الواردة لطرفى من محافظ الإسكندرية من أن هناك استعدادات جارية تتعلق بإقامة زينة واحتفالات عند عودتى، نحيطكم علماً أنى لا أريد أن يتحمل أى شخص مصاريف زائدة ولا أرغب فى أن الأهالى والمستخدمين «الموظفين» يكلفون أنفسهم مصاريف التزلف إلىّ، أما ذاتكم الشريفة إذا تفضلتم بالحضور لاستقبالى فأكون ممنوناً ومحظوظاً جداً».
لكن يظل هناك أمران مهمان حدثا فى عهد سعيد، إذ أرسل تجريدة «فرقة عسكرية» إلى حرب المكسيك ليشارك فيها استجابة لنداء نابليون الثالث، الذى طلب منه أن يساعده فى حربه بالمكسيك، وبالفعل دعمه سعيد بحملة من الجنود السودانيين عددها ١٢٠٠ مقاتل يقودها البكباشى «المقدم» خير الله محمد السودانى والصاغ «الرائد» محمد أفندى الماسى،
كان ذلك فى عام ١٨٦٣ ولأن الأمور كانت مستقرة فى السودان فى ظل إدارة الحكومة المصرية لها فقد تشجع الأوروبيون على القيام برحلات استكشافية لمنابع النيل، وكان من هؤلاء المستكشفين صمويل بيكر والتقى رحالين كانا اكتشفا بحيرة فيكتوريا وتابع صمويل سيره حتى اكتشف بحيرة أخرى سماها بحيرة «ألبرت» وأكد هذا زوج الملكة فيكتوريا التى سميت البحيرة الأولى على اسمها.
وبعد ثلاثة أسابيع فقط من إرساله الحملة المصرية على المكسيك أدركت المنية محمد سعيد باشا ولم يكن قد تجاوز الثانية والأربعين من العمر حكم منها ثمانى سنوات وتسعة أشهر وستة أيام، فى الثامن عشر من يناير عام ١٨٦٣، ولعلنا فى حاجة لاستحضار بعض المقولات التى قالها سعيد باشا والتى تقوم مقام الحكمة المأثورة ومما قاله: «أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة» و«الأمة التى لا تقدر مفكريها لا تساوى شيئاً بين الأمم».

***********************

وفاة رابع حكام الأسرة العلوية (محمد سعيد باشا)
المصرى اليوم كتب ماهر حسن ١٨/ ١/ ٢٠١١
كان محمد سعيد باشا هو رابع حكام مصر من الأسرة العلوية، وقد حكمها فى الفترة من ٢٤يوليو ١٨٥٤ إلى ١٨ يناير ١٨٦٣ أى على مدى ثمانى سنوات ونصف السنة وقد جاء خلفا لعباس حلمى الأول وهو مولود فى ١٨٢٢ واختار له والده السلك البحرى فدربه على فنون البحرية ولما أتم دراسته انتظم فى خدمة الأسطول، وترقى حتى صار فى أواخر عهد أبيه القائد العام للأسطول وتُوفى فى مثل هذا اليوم ١٨ يناير ١٨٦٣ عن عمر يناهز الواحد والأربعين ليجىء الخديو إسماعيل خلفا له على الأريكة الخديوية، وسعيد هو الابن الرابع لمحمد على باشا وأمه هى عين الحياة قادين، تلقى سعيد تعليمه فى باريس، ومما جرى فى عهده من أعمال وأحداث تأسيس البنك المصرى فى عام ١٨٥٤. كما منح فرديناند دليسيبس الموافقة على حفر قناة السويس.
ومن مساوئ عهده وسياساته أن قام بإغلاق المدارس العليا (الكليات) التى أنشأها والده محمد على باشا، وقال بعد إغلاقها: «أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة». غير أنه قام بتخفيض الضرائب على الأراضى الزراعية، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين ومنحهم حق تملك الأرض وذلك طبقًا للقانون الذى أصدره فى ٥ أغسطس ١٨٥٨ كما قام بتطهير ترعة المحمودية التى حفرها أبوه وأتم خط السكة الحديد بين القاهرة والإسكندرية والذى بدأ العمل فيه عباس حلمى الأول كما اهتم بالملاحة التجارية الداخلية والخارجية، فأنشأ شركتين للملاحة إحداهما نيلية أسسها عام ١٨٥٤، والأخرى بحرية أسسها عام ١٨٥٧ كما قام بتقصير مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل فى نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين
كما أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين وأصلح مجلس الأحكام وقام بعدة تغييرات فى هيكله وأصلح القضاء الشرعى ومنع نقل الآثار المصرية وأمر بجمعها فى مخازن أعدت لها فى بولاق وفى عهده خاضت مصر حربين لا ناقة لها فيهما ولا جمل، الأولى حرب القرم حيث أرسل نجدة إلى الجيش العثمانى واستطاعت الدولة العثمانية وحلفاؤها التفوق على الروس وإبرام معاهدة باريس عام ١٨٥٦ أما الثانية فكانت حرب المكسيك: بسبب ميوله نحو إمبراطور فرنسا نابليون الثالث التى جعلته يلبى دعوته حينما طلب منه أن يمده بقوة حربية مصرية لتعاون الجيش الفرنسى بهذه الحرب.

 

 This site was last updated 01/19/11