الأهرام عن خبر بعنوان [ بعد66 عامامن زراعتـها: حـــدائق الشـيطان في دائـرة الإزالـة! بدء تطهير33 ألف فدان من حقول الألغام بمطروح
.. والمستثمرون يطالبون بالإسهام مقابل حق انتفاع ] مطروح ـ من عاطف المجعاوي
مشروعات الدولة علي الساحل الشمالي الغربي لمصر, وتحديدا في صحراء العلمين, معطلة منذ66 عاما بسبب وجود ملايين الألغام المنتشرة تحت ترابها منذ الحرب العالمية الثانية في عام1942.
فحدائق الشيطان ـ كما يطلق عليها ـ تكشف يوميا عن وجهها القبيح فتثير الرعب في نفوس كل من يحاول اجتيازها.. الإحصائيات تشير إلي وجود ما لا يقل عن19 مليون لغم في هذه المنطقة, تقف حائلا أمام إمكان استصلاح3 ملايين فدان قابلة للزراعة, ليس ذلك فقط, ولكنها تعوق الاستفادة من أكثر من600 مليون طن من الثروات المعدنية وعلي رأسها البترول, وكذلك تجمد الاستفادة من مشروع منخفض القطارة كثاني أكبر مشروع لتوليد الكهرباء بعد السد العالي.
حلم إزالة الألغام الذي راود الجميع منذ ذلك التاريخ بدأ يتحقق علي أرض الواقع لأول مرة من خلال مشروع متكامل لتطهير33 ألف فدان كمرحلة أولي.
يقول أحمد عامر العجني, المنسق الميداني للأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي بمطروح, إنه بالاتفاق بين الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام التابعة لوزارة التعاون الدولي ووزارة الدفاع, حيث تم إجراء مناقصة دولية لتوريد مكتشفات للألغام وقامت إحدي الشركات الإيطالية بتوريد تلك المكتشفات إلي مصر, وستقوم وزارة الدفاع خلال الشهر المقبل بالبدء الفعلي في الإزالة والتطهير لمناطق الألغام في العلمين لأول مرة منذ66 عاما, وهذه الخطوات التنفيذية في إزالة الألغام تعد حصادا للجهود الكبيرة التي قامت بها وزارة التعاون الدولي من خلال اللجنة القومية لإزالة الألغام من الساحل الشمالي الغربي بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة, وقد تم وضع خطة تنمية لمناطق الألغام بعد تطهيرها قام بإعدادها خبراء من وزارة التخطيط والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وأقرها مجلس الوزراء عام2005 تتكفل بإنفاق60 مليار جنيه مصري بهدف توفير384000 فرصة عمل جديدة تكون بمثابة نواة لاجتذاب مليون ونصف المليون مواطن.
ويبدو أن بدء عمليات إزالة الألغام قد فتح شهية المستثمرين, فهم بدورهم يطالبون بالإسهام في إزالة الألغام من منطقة الساحل الشمالي الغربي مقابل الانتفاع بعد تطهيرها, حيث عرض عدد من المستثمرين في اجتماع مجلس أمناء الاستثمار لمحافظة مطروح الذي يعقد برئاسة الدكتور إبراهيم كامل رغبة المستثمرين في المشاركة في إزالة الألغام والاستفادة من الأراضي بعد تطهيرها في الزراعة.
ويقول السيد محمد محرم مدير الإدارة العامة للاستثمار بمحافظة مطروح إنه تقدم بالفعل للإدارة العامة للاستثمار بالمحافظة561 مستثمرا بطلبات لتطهير نحو مليون فدان من الأراضي الموجودة بها الألغام في جميع مناطق المحافظة مقابل الانتفاع بتلك الأراضي بعد التطهير في الزراعة, وذلك بالتنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية لإزالة هذه الألغام بتمويل من المستثمرين.
ويقول بلال أحمد بلال, عضو مجلس الشعب عن دائرة مطروح, إن الذكري الـ66 لمعركة العلمين تمر اليوم ومازالت هذه الألغام التي خلفتها الحرب العالمية علي أرض الواقع في مناطق عديدة منها العلمين وأم الخوابير والمريد والمناصب وحلق الضبع وأبو دويس والحميمات ورأس الحكمة وبراني والسلوم.
ويضيف أن مشروعات كبري للدولة لم تكتمل وتجمدت بالفعل بسبب وجود هذه الألغام مثل مشروع منخفض القطارة, ثاني أكبر مشروع لتوليد الكهرباء بعد السد العالي.
ويضيف أن وجود الألغام قد أدي إلي توقف مشروع توسيع وامتداد مدينة العلمين, حيث إن هذا الامتداد قد يصل إلي مناطق الألغام, وهناك مشروعات أخري مثل التنقيب عن البترول في أراضي العلمين ومشروعات المحاجر والمناجم.
ويؤكد السيد سعد خليل محافظ مطروح أن الخطوات التنفيذية التي سوف تجري العام الحالي في إزالة الألغام عن طريق التنسيق بين المحافظة ووزارة التعاون الدولي ووزارة الدفاع لتطهير33 ألف فدان كمرحلة أولي هي خطورة تعد بكل المقاييس حلما وانفراجة كبري في طريق حل مشكلة الألغام بمطروح التي ظلت66 عاما وراح ضحيتها الكثير من الأبرياء, وتعطلت بسببها مشروعات تنموية كبري بالمحافظة, حيث تضم المحافظة أكثر من600 مليون طن من الثروات المعدنية و4,8 مليار برميل بترول و13,4 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي وإمكانات هائلة للتنمية السياحية والزراعية والصناعية.
وفي النهاية, يجب ألا تؤخذ الطلبات التي تقدم بها المستثمرون المصريون لإزالة الألغام مقابل الاستفادة من الأراضي بعد تطهيرها مأخذ السلبية, خاصة أن هؤلاء المستثمرين قادرون علي تمويل وتطهير نحو مليون فدان في وقت قياسي.. ولكن المطلوب فقط هو التحرك السريع!!