Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

المسرح القومي بدأ كفرقة برئاسة خليل مطران.. وأول عروضه مسرحية أهل الكهف

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

المصرى اليوم   تاريخ العدد الجمعة ١٧ اكتوبر ٢٠٠٨ عدد ١٥٨٧ عن مقالة بعنوان [ الأزبكية ومسارحها (٢-٢) المسرح القومي بدأ كفرقة برئاسة خليل مطران.. وأول عروضه «أهل الكهف» ] كتب ماهر حسن
كانت أزمة المسرح المصري قد بلغت ذروتها في الثلاثينيات إثر اضطرار أغلب مديري الفرق للتوقف عن العمل وتسريح أعضائها، بسبب الكساد الاقتصادي والخسائر الكبيرة، التي منيت بها هذه الفرق، خصوصاً في ظل مواجهتها منافسة غير متكافئة مع دور اللهو والسينما، في هذه الأثناء ولمواجهة هذه الأزمة وفي التاسع والعشرين من أغسطس عام ١٩٣٥م صدر قرار وزير المعارف بإنشاء الفرقة القومية المصرية،
جاء القرار استجابة لقرارات اللجنة الوزارية لترقية المسرح المصري برئاسة الدكتور حافظ عفيفي باشا وعضوية نخبة من رجال الفكر والأدب الذين عكفوا علي دراسة شؤون التمثيل والوصول إلي اقتراحات للارتقاء بالمسرح المصري، وكان علي رأس هذه الاقتراحات تأسيس الفرقة القومية التي أسندت رئاستها لشاعر القطرين خليل مطران وعلي إثر الإعلان عن تأسيس هذه الفرقة قام المسؤولون بدعوة مديري ورؤساء وأعضاء الفرق المنحلة للانضمام إليها، وقررت وزارة المعارف إعانة سنوية لهذه الفرقة قيمتها ١٥ ألف جنيه، لتغطية رواتب الفنانين والإداريين ومتطلبات الإنتاج وإيجار مسرح دار الأوبرا،
حيث لم يكن هناك مسرح مخصص لهذه الفرقة، لكي تقدم عليه عروضها وافتتحت هذه الفرقة نشاطها المسرحي في ديسمبر من عام ١٩٣٥م، علي خشبة مسرح دار الأوبرا القديمة، وقدمت مسرحية «أهل الكهف» لتوفيق الحكيم، وإخراج زكي طليمات وبطولة عزيزة أمير وعمر وصفي وزكي رستم وعباس فارس ومنسي فهمي وزكي طليمات، وتوالت العروض المسرحية للفرقة فقدمت الملك «لير وتاجر البندقية» لشكسبير «وأندروماك» لراسين،
وعلي مدي ٧ موسم مسرحية قدمت الفرقة نحو ٥٥ عرضاً بينها ١٣ نصاً من تأليف مصريين هم محمد الوادي وطاهر حقي وأمير الشعراء أحمد شوقي وإبراهيم رمزي وفرح أنطون.
واهتمت اللجنة العليا لهذه الفرقة بإيفاد أعضاء الفرقة لبعثات خارجية كان منهم فتوح نشاطي ومحمد متولي وحلمي رفلة وصالح شيبي وسراج منير.
وفي موسم عام ١٩٤١ ـ ١٩٤٢م انتقلت هذه الفرقة بعروضها إلي مسرح الأزبكية، الذي صار مقراً لعروضها مع السماح لها بتقديم بعض العروض علي خشبة مسرح دار الأوبرا.
وفي أغسطس ١٩٤٢م صدر قرار بحل الفرقة القومية وتشكيل فرقة جديدة من أعضائها، وأطلق عليها اسم «الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقي»، وتم استبعاد عدد من الأعضاء القدامي منها، وأسندت إدارتها إلي مدير عام الفنون الجميلة بوزارة المعارف «محمد بك حسن» وتم تعيين زكي طليمات مديراً فنياً لها.
كان من أبرز ملامح خطة الفرقة الجديدة أن عروضها لم تقتصر علي المسرحيات الكلاسيكية المترجمة والمسرحيات الاجتماعية، لكنها اهتمت بالطابع الغنائي وقدمت الفرقة في الأربعينيات أعمال جيل من المؤلفين الموهوبين والصاعدين آنذاك مثل «عزيز أباظة» في مسرحيات تاريخية شعرية ومحمود تيمور وعلي أحمد باكثير، وحظيت هذه الأعمال بتقدير الأدباء والمفكرين.
وبدءاً من عام ١٩٤٧م التحق بالفرقة خريجو معهد فني التمثيل، الذي كان قد افتتح عام ١٩٤٤م، وفي عام ١٩٥٠م شكل عميد المعهد ومدير الفرقة «زكي طليمات» من خريجي المعهد فرقة جديدة باسم المسرح الحديث، التي أحيت ٣ مواسم إلي جانب عروض الفرقة المصرية.
وخلال فترة الأربعينيات تناوب علي إخراج عروض الفرقة المصرية زكي طليمات وفتوح نشاطي.
وفي الخمسينيات انضم إليهما المخرجان الشابان العائدان من بعثة إلي فرنسا «حمدي غيث» و«بيل الألفي» كما أتيحت فرص إخراج أعمال مسرحية لجيل من خريجي المعهد مثل عبدالرحيم الزرقاني، ونور الدمرداش وسعيد أبوبكر، وفي عام ١٩٥٣م تم دمج الفرقتين «المصرية للتمثيل والموسيقي» و«المسرح الحديث»، في فرقة واحدة تم تسميتها «الفرقة المصرية الحديثة»،
وأسندت إدراتها للفنان يوسف وهبي حتي أكتوبر عام ١٩٥٦م، حيث تولي شؤون الفرقة «أحمد حمروش»، الذي وضع خطة طموحاً فنياً وإدارياً للنهوض بالفرقة وأولي رعاية خاصة لأعمال المـؤلفين الشباب الذين عبروا في كتاباتهم عن حركة المجتمع وقضاياه، ومن هؤلاء الشباب آنذاك كان سعد الدين وهبة، ونعمان عاشور وألفريد فرج ولطفي الخولي الذين قادوا تيار الواقعية النقدية الجديد في المسرح المصري، واتسعت الخطة المسرحية لمسرحيات حديثة مترجمة من الشرق والغرب لكتاب كان علي رأسهم «برتولد بريخت»، و«سارتر»، و«وآرثر ميلر»، و«برنارد شو»،
وعرفت الفرقة آنذاك باسم فرقة المسرح القومي، الذي كان رائد التجريب والتحديث في المسرح المصري ومنذ عام ١٩٥٦م، تم تقديم أعمال الكتاب الشباب، الذين أشرنا إليهم فقدم نعمان عاشور «عيلة الدوغري»، و«الناس اللي فوق»، وقدم ألفريد «سقوط فرعون»، و«حلاق بغداد»، و«سليمان الحلبي»، وقدم يوسف إدريس «ملك القطن وجمهورية فرحات»، و«الفرافير» وقدم سعد الدين وهبة «المحروسة»، و«السبنسة» و«كوبري الناموس»، وقدم ميخائيل رومان «الدخان»، فضلاً عن أعمال توفيق الحكيم «الأيدي الناعمة» و«السلطان الحائر»، و«شمس النهار»، و«الطعام لكل فم».
كما انطلقت صحوة مسرحية شعرية، كان فارسها عبدالرحمن الشرقاوي، «الذي قدم «الحسين ثائراً» و«مأساة جميلة» وغيرهما.
وتبعه في نفس المضمار صلاح عبدالصبور، ونجيب سرور، وعلي أثرهما جاءت أعمال فوزي فهمي، «عودة الغائب»، و«الفارس والأسيرة»، و«لعبة السلطان»، ثم «ست الملك» لسمير سرحان، و«رابعة العدوية» ليسري الجندي، الذي قدم أكثر من عمل للفرقة، كان أحدثها «الساحرة» وتعاقبت أجيال المؤلفين والمخرجين والممثلين.

This site was last updated 04/15/15