Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأيقونة فى الكنيسة القبطية

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتم

Home
Up
حامل الأيقونات سميح2
حامل الأيقونات بالكنائس1
حامل الأيقونات بالكنائس2
الأيقونة بالكنيسة القبطية

Hit Counter

 

الكتيبة الطيبية 3/8/2008م عن مقالة بعنوان [ الأيقونة بين الأمس واليوم ] الكاتب: أ.د يوسف نصيف

 الله لم يكن له شبه أو مثال ولما تجسد الإله وأخذ طبيعتنا وصار إنساناً أصبح له شبه ومثال – يسوع المسيح – "هو صورة الله غير المنظور" (1كو1: 15) هو "بهاء مجده ورسم جوهره" (عب1: 3).
وقد أمر معلمو الكنيسة برسم صورة السيد المسيح مصلوباً. وقال القديس بطرس السدمنتي عن ترتيب الصلبوت: "فلتكن أيقونة الصلبوت مرتفعة خارج الخورس الأول لأن السيد المسيح تألم خارج المدينة". كذلك يعمل صورة الدفن فوق المذبح لإجراء طقس الدفن، وأيقونة القيامة لزفة البشارة بقيامة السيد المسيح، لأن السيد المسيح أمر بأن نعمل هذا التذكار "إصنعوا هذا لذكري" (لو 22: 19). من أجل هذا رتبت الكنيسة كل الصور اللائقة بتذكارات السيد المسيح وأيضاً صور الملائكة والقديسين تذكاراً لهم مثلما سبق ورتب السيد المسيح تذكار المرأة التي دهنت رجليه بالطيب الغالي الثمن (مت 26: 13).
والأيقونة هي صورة قديس والقديسون أضاءوا العالم بسيرتهم في حياتهم ولا يزال نورهم يضئ بفعل النعمة وسيظل يضئ إلى الأبد.
وأيقونة القديس هي اسمه وامضاؤه الذي تركه على الأرض كشاهد للمسيح فإن كرمتها فأنت تكرمه وتكرم الذي أرسله.
والأيقونة المقدسة التي تراها في الكنيسة قد أجرى لها طقس صلاة خاصة، تُسمى صلاة التكريس أثناء القداس الإلهي، وذلك بالصلاة عليها ودهنها من يد الأسقف بدهن الميرون المقدس الذي هو ختم الروح القدس. وتعطى الأيقونة وقت التكريس نفخة الروح القدس من فم الأسقف أيضاً ليحل فيها ويعمل بها للشفاء واستجابة الصلاة. وبهذا الطقس تكون للأيقونة صفة مقدسة في الكنيسة. ويجب توقيرها وتقديم البخور والعبادة لشخص الله فيها.
والفن القبطي في التصوير التقليدي الكنسي يعتمد على مبدأ لاهوتي هو أن الصورة لا تمثل الشخص الميت، بل الشخص الحي أي روحه. أي أن الأيقونة القبطية هي أيقونة روحانية تعبر عن حالة قيامة حقيقية تمت بالفعل للشخص المصور بصفته قديساً وثقت الكنيسة من قيامته وخلاصه.
والأيقونة هي أداة تعليمية وموعظة إذ بواسطتها يتعلم الإنسان ما ينبغي أن يقدسه ويعبده.
والأيقونات في الكنيسة على حامل الأيقونات وفي الهيكل وعلى جوانب صحن الكنيسة هي جزء لا يتجزأ من العبادة الطقسية. وهناك عاملان أساسيان في الفن الطقسي أعطاهما الله نفسه رعاية وأهمية خاصة أولهما المدلول الروحي وثانيهما الاتفاق الفني . فمن حيث الإتقان الفني نجد أن الله لا يجيز لأي إنسان غير موهوب أو مؤازر بالإلهام الروحي أن يتجرأ على رسم وتصوير المقدسات. إذ أنه قطعاً ليس اجتهاداً شخصياً لأن المقصود من الإتقان الفني هو نقل الإحساس الإلهي للشعب كجزء من العبادة. والأيقونة في الكنيسة هي لملء روح الشعب وتحريك عواطفه وربطها بالعبادة وبالله. وتاريخ تصوير الأشخاص لدى الأقباط يمتد ليلتحم بطقس فرعوني قديم. فقد حرص الفراعنة على رسم صورة دقيقة للشخص العظيم المتوفي سواء كان ملكاً أو كاهناً أو أميراً تعبر عن الملامح الرئيسية للشخص وخاصة وجهه ترسم فوق غطاء التابوت لكي تتعرف روح الشخص على جسد صاحبها في يوم القيامة.
والوجدان القبطي يحمل أثراً عميقاً من هذا الانطباع التقليدي لمعنى الصورة ومدلولها ولكن في نور الحقيقة المسيحية. ولقد تمت القيامة الأولى للأرواح بقيامة يسوع المسيح من الأموات إذ أقامنا معه وأجلسنا معه في السماوات. ولهذا فالصورة التي نرسمها لا نضعها في القبور على التوابيت، بل نضعها أمام أعيننا لأنها لم تعد تنتظر القيامة، بل هي تعبير عن القيامة.
فالقديسون إنما نرسمهم باعتبارهم أحياء الآن كأرواح مباركة فعين المؤمن تتأمل الأيقونة وكأنها تلمح فعلاً صورة السيد المسيح أو العذراء أو أحد القديسين. والأيقونات في الكنيسة تمثل حضور القديسين، وذلك لأن أرواحهم حية وموجودة في الاحتفال بسر الإفخارستيا. وهم يشكلون الكنيسة المنتصرة ومجمع المؤمنين الذين لم يتوقف حبهم للكنيسة المجاهدة، أي أن المؤمنين الذين مازالوا يجاهدون، رغم إنفصالهم عن هذا العالم.
وعندما يتحرك الكاهن في الكنيسة رافعاً البخور أمام الأيقونات فهو لا يكرم الأيقونة ذاتها ولكن روح القديس الذي تمثله.
ومن خلال الأيقونات نناقش جميع مشاكل الحياة كبيرها وصغيرها مع أرواح القديسين حيث أنها تمثل حضورهم. ومن السمات الأساسية للحياة المسيحية القبطية أن المؤمن يتشفع بالقديسين في أوقات الخطر والضيق لأنهم مصدر عزاء وشجاعة في الحياة الروحية في هذا الكون بقداستهم وبركاتهم.
إن أيقوناتهم تذكرنا بفضائلهم العديدة ولذا اهتمت الكنيسة القبطية بتصوير الشهداء والقديسين متسربلين بالنعمة والوقار. وتعلم وجوب احترام الأيقونات لما تحمله من معان مقدسة، إما بإيقاد الشموع أو بانحناء الرأس.وهذا الإكرام يقدم لصاحب الأيقونة.
والأيقونات هي في الواقع كلمات مصورة، وقد وضعت في الكنيسة أمام أولادها بوصفها إنجيلاً مرئياً مصوراً. ولها معنى لاهوتي عميق، وتهدف إلى الوقوف بالإنسان وجهاً لوجه مع الله. وأكمل وأجمل أيقونة هي التي صنعها الله بنفسه."فخلق الله الإنسان على صورته" (تكوين 1 : 26 – 27).
أما عن حضن الآب في الكنيسة فهو مبدأ إيماني أساسي عن وجهة نظر الكنيسة القبطية وفي عقيدتها، ويعتبر حضن الآب المكان الذي يمثل الوجود الإلهي حيث يظهر الله في صورة إنسان جالساً على العرش فوجود السيد المسيح في سر الإفخارستيا شيء مستمر. "السموات هي عرشي والأرض موطئ قدمي" (إشعياء 66: 1).
ونحن نرى في حضن الآب العديد من المعاني التي تظهر تكوينها بعدة تفسيرات منها الصعود الإلهي والمجيء الثاني للسيد المسيح في اليوم الأخير، والديان الذي سيحكم في آخر الأيام. وحضن الآب يحتوي كل هذه الرموز التي تنطبق على العقيدة القبطية والتي تعتبر ظهور السيد المسيح من خلال الطقوس شيئاً طبيعياً وهو أن يسكن الله في وسط الناس.وأن وجود الله في وسط الناس هو ذلك الجمال الذي يفتن أرواح البشر ويسحرها.
والواقع أن الجمال الفاتن الذي للسيد المسيح إنما يحتاج إلى إيمان روحي ديني لاستيعابه ذلك لأن جمال الابن الكلمة إنما هو صورة الله الآب مصدر الجمال والذي يتم الإفصاح عنه عن طريق الروح القدس روح الجمال. فنحن هنا بصدد جمال ثالوثي نتأمله من خلال الكلمة المتجسد أي السيد المسيح الذي قال :"من رآني فقد رأى الآب".
والفنان القبطي هو الذي يستطيع أن يكشف لنا عن كمال الوجود ويساعدنا من خلال فنه على تأمل مظاهر الوجود مثاليتها. وهو الذي يستطيع أن يعطينا الفرصة لكي نرى طبيعة أخرى ويكشف لنا عن طبيعة خافية علينا.
وتوضح إحدى المخطوطات وتؤكد على ضرورة أن يصلي رسام الأيقونة حتى يحل الله في أعماقه وأن يكون لديه خوف الله لأن رسم الأيقونات فن إلهي وصل إلينا عن طريق الله ذاته.
ويجب على رسام الأيقونة أن يمارس صوماً خاصاً وهو صوم العين أي أن يتدرب على ألا تبصر عيناه إلا ما هو مقدس.
وفي العهد القديم تدخل الله بنفسه وملأ رجلاً يهودياً فناناً موهوباً من روحه وحكمته وآزره بالفهم والمعرفة لكي يعمل في الصور والنقوش إذ أنه دعا بصلئيل بن أوري بن حور من سبط يهوذا ليعمل في كل صنعة من المخترعات ... وكل عمل النقاش والحائك الحاذق والطراز (خر 35: 30 -35).

 

This site was last updated 09/11/08