(المصريون): : بتاريخ 28 - 10 - 2008 عن تصريحات للبابا بعنوان [ البابا شنودة يرفض تغيير لائحة انتخاب البطريرك لـ "قلة وعي" الأقباط ] كتبت مروة حمزة
أكد البابا شنودة بطريرك الأقباط الأرثوذكس، أن موقف الكنيسة الرافض للطلاق لغير علة الزنا لن يطرأ عليه أي تغير، مقللاً من الأرقام التي تتحدث عن وجود آلاف المطلقات المسيحيات في مصر، اللاتي يعانين من عدم اعتراف الكنيسة بطلاقهن، والسماح بالزواج لهن ثانية، في الوقت الذي شكا فيه من "اضطهاد" الطلبة الأقباط في كليات الطب، وعدم تعيين المتفوقين منهم في وظائف معيدين، رافضًا تغيير لائحة انتخاب البطريرك والسماح للعوام من الأقباط بالمشاركة في اختياره.
الطلاق والكنيسة
ونفى شنودة في حديثه للإعلامية لميس الحديدي في برنامج "أتكلم" على الفضائية المصرية مساء أمس، أن يكون عدد المطلقات الأقباط في مصر كما قالت يصل إلى نحو مائة ألف مطلقة، وقاطعها بقوله، إن هذا رقم مبالغ فيه، مقدرا عدد المطلقات بأنهن لا يتجاوزن الألفين مطلقة فقط.
وجدد شنودة رفض كنيسته الاعتراف بالطلاق المدني الذي تمنحه المحاكم المدنية في مصر للمسيحيات، موضحا أن الطلاق المدني إذا وقع، وحدث الانفصال بين الزوجين فهو أمر يخصهما ولا يخص الكنيسة، وأن الكنيسة ترفض تزويج المطلقة مدنيًاً، ولو تزوجت مدني بعيدًا عن الكنيسة، فنحن لا نسمح لها بالصلاة في الكنيسة.
وقال إن هذا الأمر يطبق على الطرفين سواء للزوج أو الزوجة التي حصلت على الطلاق بشكل مدني، لأن الطلاق في المسيحية لا يحدث إلا في حالتين الزنا أو تغيير الدين، فنحن مثل الشريعة الإسلامية من ناحية الزواج لابد من وجود الطابع الديني، فالمسلمون عندهم المأذون ونحن عندنا القسيس هو الذي يزوج الأقباط.
ورفض شنودة اتهام الكنيسة بالتعنت في مسألة الطلاق، وأشار إلى أن موقفها تستمده من "حكم الإنجيل"، ولا يصح لكل واحد أن يفسر الدين على أهوائه الشخصية وإلا سيكون الدين ليس فيه ثبات، وعلى كل المسيحيين أن يخضعوا لتعليمات الكنيسة.
كليات الطب والأقباط والتعليم الجامعى والأقباط
من جهة أخرى، شكا البابا مما قال إنه "اضطهاد" يتعرض له طلبة كلية الطب من الأقباط، مشيرا إلى أنه في أحد الأقسام رفضت الكلية تعيين معيدين عندما وجدت أن الذين سيتم تعيينهم من الأقباط، وقال إن هذا الأمر "ليس محض صدفة أبدًا، فكل عام يتكرر هذا الموضوع مع الطلبة المسيحيين في كل الكليات، وهو أمر أصبح ظاهر لنا جميعًا، أصبح تعيين معيدين مسيحيين في الكليات نسبة ضئيلة جدًا، وبالتالي قل المسيحيون في هيئة التدريس والجامعة".
وذكر أسماء عدد من الأقباط تولوا في السابق مواقع داخل كلية الطب، منهم د.نجيب باشا محفوظ كان رئيس قسم النساء والتوليد، ود.المنياوي كان رئيس قسم الجراحة، وغيرهما، وقال إنه بالتأكيد لم يقل ذكاء المسيحيين في هذا الأيام حتى يمكن تفسير عدم تعيينهم بالجامعات، وقال إن هذا الأمر مقصود ومتعمد في كل الكليات والجامعات المصرية، ويتكرر في كل عام.
تفتيش البابا
وحول ما إذا كان شعر بالضيق من تفتيشه في مطار هيثرو بلندن العام الماضي، أجاب البابا بالنفي، مفسرا الموقف بأن الهيئة التي تتولى الإشراف على المطار كانت جديدة ولم يعرفني أحد من الموظفين، وكان من ضمنهم شخص هندي صمم على تفتيشي من اجل الأمن لأن حوادث كثيرة حدثت بالمطار، وتدخل السفير المصري لإقناعه بعدم تفتيشي إلا أنه رفض وأصر وانتهى الموقف بأن دخلت حجرة صغيرة وخرجت منها دون تفتيش.
ميزانية الكنيسة
ولدى سؤاله عن ميزانية الكنيسة، أجاب البابا ضاحكًا: لو قلت لك على الخزانة سنبقى حزانه، نحن نصرف من عند الله، فهناك ناس يدفعون العشور للكنيسة وهناك آهل الخير وهم كثيرون يتبرعون للكنيسة، وهناك كنائس غنية وأخرى فقيرة حسب المكان التي توجد فيه إذا كانت محافظة غنية أم فقيرة، ولكل كنيسة إدارة وأمين صندوق يشرف على أموالها.
لائحة البطريرك
وبرر شنودة عدم السماح للمواطنين المسيحيين بالمشاركة في الانتخابات الخاصة بالبطريرك، لأن عامة الشعب ليس لديهم الإدراك الكافي للمشاركة في مثل هذه الانتخابات، وأنا أؤمن بمقولة هامة وهي: "الديمقراطية تعطى للشعب بقدر نضوجه".
وعندما قاطعته الحديدي، متسائلة: معنى هذا أن الشعب المسيحي غير ناضج للمشاركة في هذه الانتخابات؟ أجاب البابا: لا ليس لهذه الدرجة ولكن ممكن يشاركوا في أمور أخرى غير اختيار البطريرك، لأن هناك قطاعا كبيرا منهم لا يعرف شيء عن المرشح ولا عن قوانين الرتبة فلا يعرف كيف يختار، وممكن يكون هناك تأثير على اختياراتهم من أي جهات.
وأبدى رفضه لتغيير اللائحة التي يجرى على أساسها انتخاب بطريرك الأرثوذكس، وقال أنا مقتنع بهذه اللائحة ولا حاجة لتغيرها، وهذه الأمور تحدث داخل الكنيسة الكاثوليكية أيضًا، حيث نجد أن الذي يختار البابا هو مجمع الكرادلة المكون من 150 شخصا، حتى البطاركة ليس لهم حق اختيار البابا، أم بالنسبة لنا فمجموعة الأساقفة والمطران هم الذين يختارون البطريرك لأن لهم درجة نضوج كبيرة تؤهلهم، لذلك فلا يصح أن كل شخص يختار البطريرك.
ولدى سؤاله عما إذا كان يتدخل في اختيار البطريرك؟ نفى البابا شنودة ذلك، وساق موقف الخليفة عمر بن الخطاب، عندما قال وهو على فراش الموت بعد تعرضه للطعن لمن طلب منه أن يرشح خليفته: لا أستطيع أن أتحمل مسئولية من يأتي بعدي حيًا أو ميتًا، وتابع البابا: أنا كذلك لا أتدخل في الاختيار وأترك الأمر للأساقفة.
وعندما سألته الحديدي: هل أنت رجل ديمقراطي، قال: أتمنى أن أكون كذلك، وفي نهاية الحوار سألته: إذا كان قد شاهد فيلم "حسن ومرقص" ورأيه في عادل إمام في دور القسيس، فأجاب: الفيلم أعجبني وعادل إمام صديقي وبينه وبيني محبة كبيرة.
Encyclopedia - أنسكلوبيديا