Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الأقصر متحفا مفتوحا

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
طريق الكباش
اكتشاف مدينة رومانية بالأقصر
Untitled 1145
Untitled 1146
Untitled 1147

 

الأهرام     عن مقالة بعنوان [ الرئيس يتوج الأقصر متحفا مفتوحا - أفـراح الكـرنك - مصر تشتري تاريخها وتزيل العشوائيات والتعديات البشرية - تحقيق التواصل البصري لكل آثار طيبة‏..‏ وفنون الإضاءة حولت المدينة إلي وهج من السحر ] تحقيق يكتبه‏-‏ريــــاض تـــوفيــــق‏:‏
ساحة الكرنك بعد التطوير
تتناغم الآن المنظومة التاريخية لاكبر أثر تاريخي فوق ظهر الأرض عندما يفتتح الرئيس خلال ساعات ساحة الكرنك قاهر الزمن وقدس الاقداس بعد إنقاذه من جبروت العشوائيات وإعادة ساحته إلي سابق عهدها كما بناها فراعنة مصر ليمتد طريق الكباش ليحقق الوصال بين معابد المدينة وحتي تمتد الرؤية من قلب المعبد العملاق لتري علي مرمي البصر وعبر النيل العظيم عملاقا آخر علي ضفته الغربية شيدته في إبداع أخاذ في قلب الجبل ومن صخوره الملكة حتشبسوت ليكون معبدا مهما ومقرا أبديا لرحلتها إلي العالم الآخر‏..‏ ويفتتح أيضا ما تم خلال رحلة عبقرية للانسان المصري المعاصر لانقاذ تاريخه علي مر‏5‏ آلاف عام من عمر الزمان‏.‏
لقد اشترت مصر تاريخها بأن اشترت عشوائيات الدمار والتعديات البشرية التي هددت أعظم مدينة أثرية فوق ظهر الأرض‏..‏ دفعت الخزانة المصرية مئات الملايين من الجنيهات بكل رضاء في منطقة العمر لتشتري تاريخا بأكمله كاد يتمزق بغدر الزمن وجبروت العشوائيات التي وصلت الي حد تربية الاغنام في ساحة الكرنك وإقامة بيوت تصرف مخلفاتها فوق طريق الكباش وكنوز عمرها‏5‏ آلاف عام من عمر الزمن تغني بها العالم واختارها ملوك الفراعنة لتكون متحفا مفتوحا لعرض روعة الفن المعماري لقدماء المصريين‏.‏
ومهما تكلمت الارقام أو صرحت مستغيثة فإن الصفقة رابحة لكل المقاييس‏..‏ وإنقاذ التاريخ وأمجاده هو أعظم ما سوف تتركه مصر ورجالها الحاكمون الآن لأجيال سوف تأتي بعدنا لتضم في فخر وإعزاز تراث الأجداد وكنوز لن يقهرها الزمن‏.‏
لقد اشترت مصر طريق الكباش وساحات الكرنك ومعبد الأقصر‏..‏ وبيوت كانت مقامة في غفلة من الزمن فوق مقابر ملوك مصر الفرعونية‏..‏ وحديث الارقام هذا قد يكون مهما الي أقصي الحدود حتي لا تتكرر هذه المأساة وتتعرض الآثار لدمار جديد‏...‏وتتعرض خزانة الدولة لنزيف جديد اذا لم نتعلم كيف نحترم آثارنا وكنوز أجدادنا‏!‏
لقد شهدت الاقصر علي امتداد شهور طويلة مضنية عملية بالغة الأهمية قادها بإقتدار فائق اللواء سمير فرج رئيس مدينة الاقصر وبأيد مصرية‏100%‏ لتحقيق الحلم المصري في تحويل عاصمة مصر القديمة الي متحف مفتوح‏.‏

ليالي معبد الأقصر
‏*‏ وكان نصيب معبد الأقصر ازالة جميع العشوائيات الموجودة أمام الساحة والتي كانت تحجب الرؤية عن المعبد بتكلفة‏20‏ مليون جنيه ليستطيع السائحون القادمون لزيارة الأقصر عن طريق محطة القطار رؤية المعبد من بوابة المحطة‏.‏
وعاد طريق الكباش
وأخيرا يتحقق الآن الحلم القديم الذي راود ذهن الأثريين في جميع أنحاء العالم والعاشقين للحضارة المصرية القديمة حيث سيستطيع السائحون السير في معبد الأقصر إلي معبد الكرنك عبر طريق الكباش فمنذ أكثر من‏5‏ آلاف عام قام ملوك مصر الفرعونية في طيبة ببناء طريق الكباش‏(‏ طريق أبو الهول‏)‏ ذلك الطريق الذي كان يربط بين معبدي الأقصر والكرنك لتسيير به المواكب المقدسة للملوك والآلهة في احتفالات أعياد الأوبت من كل عام فكان يسير الملك يتقدمه علية القوم من الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة خلف الزوارق المقدسة التي كانت تحمل تماثيل الآلهة‏,‏ بينما يصطف أبناء الشعب علي جانبي الطريق يرقصون ويلعبون في بهجة وسعادة‏..‏

بدأ بناء هذا الطريق الملك امنحوتب الثالث الذي بدأ تشييد معبد الأقصر‏,‏ ولكن النصيب الأكبر في تنفيذ هذا الطريق يرجع إلي الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية‏(‏ أخر أسرات عصر الفراعنة‏)‏ يوجد علي طول الطريق البالغ طوله‏2.72‏ كم وعرضه‏700‏ متر‏1200‏ تمثال كانت هذه التماثيل تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي تقام علي هيئتين الأولي تتخذ شكل جسم أسد ورأس انسان فالأسد أحد رموز إله الشمس والثانية علي شكل جسم كبش ورأس كبش وهو رمز من رموز الإله خنوم أحد الآلهة الرئيسية في الديانة المصرية القديمة وهو الإله الخالق الذي صنع البشرية علي عجلة الفخراني ـ طبقا لديانة المصرية‏(‏ قديمة ـ كانت تحيط بهذه الكباش أحواض زهور ومجاري للمياه لريها ويتوسطه أرضية مستطيلة أبعادها‏120‏ في‏230‏ سم من الحجر الرملي لتسهيل السير عليه وبين كل تمثال وتمثال فجوة تقدر بـ‏4‏ أمتار بالاضافة الي ما ذكرته الملكة حتشبسوت علي جدران مقصورتها الحمراء بالكرنك‏.‏
‏*‏ وامتدادا لعمليات الإنقاذ السريع للآثار المهددة في الأقصر تم الحفاظ علي تمثالي ممنون العملاقين عن طريق نزع ملكية‏85‏ فدانا حولهما كانت المياه الجوفية التي تنتج من زراعتها بالقصب تتسرب اليهما‏.‏
إنقاذ الكرنك
لقد انتهت الأقصر من تنفيذ أكبر مشروع ثقافي لحماية أكبر أثر في العالم وهو مشروع تطوير الساحة الأمامية لمعابد الكرنك الذي يعد بمثابة سجل متكامل للحضارة المصرية القديمة والأحداث السياسية والعسكرية والدينية حيث حرص ملوك وفراعنة مصر القديمة تسجيل أهم الأحداث والبطولات خلال‏2500‏ عام بدأت منذ عام‏2100‏ ق‏.‏م حتي عصر الدولة الوسطي وحتي القرن الرابع بعد الميلاد وعند دخول المسيحية مصر‏.‏
هذا الأثر المهم تم تطوير الساحة الأمامية له وتجميلها وإزالة جميع العشوائيات الموجودة في المنطقة المحيطة بالمعبد وفتح الطريق أمامه ليعود المشهد كما كان منذ‏5‏ آلاف عام ليقف الفرعون في مواجهة معبد الكرنك ليري معبد الملكة حتشبسوت في البر الغربي التي تعمدت بناءه في حضن الجبل في مواجهة معبد الكرنك‏.‏ بلغت التكلفة الاجمالية لهذا المشروع‏85‏ مليون جنيه لتقوم تنفيذه إدارة المشروعات القوات المسلحة ويضع التصميم المعماري له أساتذة من كلية الهندسة جامعة عين شمس ليكون مشروعا مصريا خالصا استغرق العمل به‏18‏ شهرا حيث تضمن المشروع إزالة جميع العشوائيات الموجودة حول المعبد والتعديات التي شوهت رؤية العبد والتي كانت تضم مساكن عشوائية وبازارات خشبية عشوائية مقامة فوق حرم المعبد وعربات حنطور في نفس المكان مع الأتوبيسات السياحية التي لم تكن تجد مكانا للانتظار وحيوانات ضالة ودورات مياه لا تليق بالاستخدام الآدمي وملعب كرة واستراحات الفرنسيين ومخازن للآثار‏.‏
كما أثبتت الاكتشافات الأثرية المختلفة التي وجدت بعد إزالة جميع العشوائيات حول المعبد علي أهمية هذا المشروع فمثلا منطقة البازارات الخشبية التي تمت إزالتها والبيوت التي خلفها وجد أسفلها سد عظيم شيده قدماء المصريين لحماية المعابد من أثر الفيضان حيث يصل طوله إلي‏250‏ مترا وعرضه‏2‏ متر و‏60‏سم كما قام بتشييد بلوكات ضخمة وكذلك تم الكشف عن حمام بطلمبي شعبي به مداخل علي هيئة حيوان الدولفين المائي‏.‏

وقد تضمن المشروع إنشاء مركز للزوار ومجموعة من البازارات ذات الطابع المعماري المميز وبناء أماكن انتظار الأتوبيسات السياحية وإنشاء مجمع تجاري ومبان إدارية بديلة لتلك التي سيتم إزالتها لإفراغ الساحة وكافيتريات ومطاعم تقدم الطعام المصري المميز لجذب السائحين بالاضافة إلي بناء مركز الزوار ومركز ثقافي يحكي تاريخ عمل البعثات الفرنسية العاملة في معبد الكرنك منذ عام‏1828‏ ومنطقة خدمات ونقطة اسعاف ودورات مياه علي أعلي مستوي‏.‏

تعويضات للأهالي
أما بالنسبة للتعويضات الخاصة بالاهالي وأصحاب البازارات فقد تم إتباع المبدأ الذي كان أساس تنفيذ جميع عمليات التعويض في مشروعات تطوير الأقصر وهو أولا توفير المبالغ اللازمة للتعويضات والتي وصلت في مشروع الكرنك إلي‏17‏ مليون جنيه مركز الاستعلامات السياحي

وفي إطار تسهيل حركة السائحين وتوفير جميع الخدمات لهم أثناء زيارتهم لمدينة الأقصر تم إنشاء مركز الاستعلامات السياحي الذي سيقوم بتوفير جميع البيانات والخدمات التي يحتاج إليها السائح خلال زيارته للأقصر حيث يستطيع السائح الحصول علي جميع المعلومات التي يحتاج إليها من مواعيد القطارات ورحلات الطيران والحجز بها مع إمكانية الحجز بالفنادق المختلفة ومشاهدة صور حية لها وأيضا توضيح كيفية زيارة المناطق الأثرية المختلفة بالأقصر مع إمكانية الحصول علي خرائط سياحية لمدينة الأقصر مدرج بها جميع البيانات الخاصة بالمناطق الأثرية والمزارات المختلفة بالأقصر والفنادق والمستشفيات وغيرها من الخدمات التي يحتاج إليها‏.‏

نادي التجديف الدولي
بعد توقف دام لأكثر من‏15‏ عاما يعود سباق الأقصر الدولي للتجديف مرة أخري ضمن أجندة الاحداث الرياضية الدولية بعد ان انتهت الأقصر من تنفيذ مشروع إنشاء نادي التجديف الدولي الذي تم بناؤه في موقع متميز علي كورنيش النيل بالأقصر له طابع معماري مميز علي شكل مركب فرعوني ويتكون من ثلاثة طوابق وصلت تكلفة بنائه إلي‏15‏ مليون جنيه قامت بتنفيذه إدارة المشروعات بالقوات المسلحة ويوجد به أماكن مخصصة لانتظار قوارب التجديف علي شاطيء النيل وصالة جمانزيوم وغرف تغيير ملابس اللاعبين ومطاعم وقاعة للاجتماعات ومصعد كهربائي مخصص للمعاقين‏.‏

أين يا أطلال
وتمضي الرحلة في أحضان مصر القديمة لكل شموخها وعظمتها‏..‏ وكأني بالشاعر الفنان أحمد فتحي الذي جلس يوما في رحاب الكرنك وتحرك في وجدانه وهج الشعر لتخرج كلمات تغني بها الموسيقار محمد عبد الوهاب وملأت الدنيا عشقا وهياما بمعابد مصر وأطلال تاريخها‏:‏

ها هنا الوادي وكم من ملك

صارع الدهر في ظل الكرنك

أين يا أطلال جند الغالب

أين آمون وجند الراهب
 

 

This site was last updated 07/01/11