البابا بطرس الجاولى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

أثيوبيا والبابا بطرس الجاولى - بداية مشكلة دير السلطان

  إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
الشهيد سيدهم بشاى
الأنبا صاربامون
البابا بطرس وأنشاء المكتبات
البابا بطرس وتمرد الأثيوبيين

Hit Counter

 

البابا بطرس الجاولى والحبشة

أرسل الأحباش رسالة إلى البابا بطرس الجاولى يشتكون أن مطرانهم القبطى الأنبا كيرلس الثالث زعموا أنه يعاملهم بقسوة , ولم تلبث أن وردت رساله من المطران يوضح فيها حقيقة الخلاف وهى أن كثير من التعاليم الغربية أنتشرت بين الأحباش نتيجة لنشاط الإرساليات الأجنبية فى البلاد .

فقام البابا بطرس الجاولى بإرسال القمص داود الأنطونى الذى كان فى ذلك الوقت رئيساً لدير الأنبا أنطونيوس (3) وكان يرعى شئون الدير وإحتياجاته ويعمل على إنهاض رهبانه وإيصالهم إلى حالة الكمال الرهبانى فى الفضيلة والتقوى ( وهو الذى صار بطريركاً فيما بعد بإسم البابا كيرلس الرابع)  , وراى البابا بطرس الجاولى أن يستفيد بخبرة ومهارة هذا القائد الكبير فى هذه المهمة الصعبة لما إمتاز به من فضائل كبيرة وبهذه الصفات سيحل المشكلة وأيده برسالتين, وأطاع داود الأنطونى أوامر باباه لخدمة الرب يسوع وطلب ان يصرح له فى اخذ راهب آخر يرافقة فإصطحب قساً راهباً أسمه برسوم ( وقد رسم هذا القس بإسم الأنبا يؤنس على أيبروشية المنوفية) وساراً الأثنين مرسلين منندوبين عن الكنيسة القبطية كما أمر الرب يسوع بإرسالهم أثنين أثنين وحملا كتابا من البابا بطرس للمطران وآخر للقسوس وسائر الشعب الأثيوبى بالأضافة إلى الرسائل التى قد أرسلها البابا إلى الملك كيكار والوزير ساسا جاديس .  

الرسالة الأولى حملها القمص داود الأنطونى إلى أثيوبيا  (4) :

من بطرس عبد الله المدعو بنعمته :

القائم ألان بمشيئته الكرسى المرقسى بالأسكندرية والمدينة الأورشليمية والأقاليم الحبشية والبلاد المجاورة .

سلام الرب القدوس الخاضع لعزته ولجلال عظمته الرئيس والمرؤوس يحل ويتضاغف ويزاد ويترائف , ويشمل ذات الخ الحبيب والمحل الشريف العالى الملكى - ملك ملوك الجيوش النجاشية والحامى بصوارم سلطانه الممالك الحامية الملك البار المحب المختار "كيكار" تاج الأمم النصرانية وفخر بنى المعمودية أدام الله تعالى أيامه وأيد نصرة ورفع أعلامه وشمل محله بالبركات السمائية وسوابخ الأنعام الإلهية بطلبات من قبلت طلباتهم آمين .

أنه فى أبرك وقت وأشرف ساعة قد حضر إلينا فى شهر جمادى الأول سنة 1240 هـ كتابكم المؤرخ فى شهر ربيع الثانى سنة 1237 هـ يتضمن أعتقاد أبنائكم بتجسد أبن الله الكلمة ألزلية بالجسد الذى أخذه من الروح القدس ومن مريم العذراء أنه حكم قولكم الأبن الوحيد بدهن المسحة , وإن أخانا المطران الذى توجه لكم

إلى ملك الحبشة ( أثيوبيا) وقد اوضح له فيها العقيدة وسرد بعدها القانون النيقاوى وقال فيها : " هذه هى امانتنا بالأسكندرية من فم أبينا مرقس الإنجيلى إلى يومنا هذا , لم يقل أحد منهم "أن الإبن الوحيد بدهن المسحة" ولا سمعنا أحداً من طوائف النصرانية جميعها يقول " أن الإبن الوحيد من دهن المسحة " بل الجميع يقولون أن الإبن الوحيد مسح ناسوته بلاهوته , كما قال أبونا القديس إغريغوريوس الثيؤلوغوس وصار مسيحاً من أجل اللاهوت إذ كانت هى المسحة البشرية ولم تكن مسحه بفعل منفصل (خارجيه) مثل ما يصير فى فى المسيحيين بل كان من حضوره متصلاً لم بنفصل عن الماسح وصار الفعل بهذه المسحة , ولم يصير الماسح إنساناً ولا الممسوح إلها , وأيضاً نؤمن ونعترف  أن أبن الآب له ميلادان , ميلاد من الآب قبل الدهور وميلاد آخر من القديسة مريم فى آخر الأزمان , وليس ينبغى إذن أن نفهم طبيعتين بل طبيعة واحدة الإله الكلمة المتجسد , ونوؤمن ونعترف مثل المجامع المقدسة الثلاثة النيقاوى والقسطنطينى والأفسسى .

وهذه صورة أمانتنا من المجامع الكنسية المذكورة .

 با لحقيقة أؤمـن . بإله واحـد, االإله الآب, ضابط الكـلّ. خـالق السماء والأرض, ما يرى وما لا يرى . وبرب واحد يسوع المسيح, ابن الله الوحيد, المولود من الآب قـبل كل الدهور, نور  من نور, إله حق من إله حق, مولود غـير مخلوق, واحـد مع الآب فى الجوهـر, الذى به كان كل  شئ, الذى من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء, وتجسّد من الروح القـدس ومن مريم العـذراء, وتأنّس, وصُلِب عـنّا عـلى عهد بيلاطس البنطى, وتألّم, وقُـبر, وقام من بين الأموات فى اليوم الثالث كما فى الكتب, وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين الآب, وأيضًا يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات, الذى ليس لملكه إنقضاء, نعم أؤمن بالروح القدس, الرب المحيى, المنبثق من الآب قبل كل الدهور, نسجد له ونمجده مع الآب والابن, الناطق فى الأنبياء, وبكنيسة واحدة, مقدسة, جامعة, رسولية, واعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا وأنتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى.

هذه هى أمانتنا بالأسكندرية من أبينا مرقس الإنجيلى إلى يومنا هذا ليس لنا تعليم ولا أمانة غيرها وأرسلنا لكم عدة أدراج بها ولم نعلم إذا كانت تصلكم أم لا , أو تصل والمترجمين يغيرونها أم من عدم معرفة اللغة .. وكذلك الجوابات التى تحضر من عندكم لنا لم نعرف لها قاعدة ولا نصا معتدلاً , ونحن غير عارفين لخبطة جواباتكم من المترجمين أو عدم معرفة اللغة فقد عرفناكم السبب الذى صار به الشك لكم ولأجل كمال برهنة كلامنا المتقدم شرحه وأصل لكم الدرج مجموع بالإختصار من كلام آبائنا الرسل والآباء الذين بعدهم عند وصوله عندكم تترجمونه من اللغة العربية إلى اللغة الحبشية وتطلعون عليه عامة الجيوش والعلماء بطرفكم كما هو بعلمنا إن فيهم إناساً ذوى فهم وعلم بالكتب المقدسة عتيقة وحديثة وكتب الأيام ويكون ذلك بحضور اخينا الحبيب المكرم المطران أنبا كيرلس الثالث وهو السادس بعد المائة من مطارنة الحبشة بعد صلحكم معه صلحاً شافياً وتأخذون منه الحل والبركة كقبولنها عندكم لأنه رجل صالح وقديس وذو فهم وعلم بالكتب المقدسة , وتطيلون روحكم ويكون عندكم التأنى فى ترجمة الدرج وجواباتنا الواصلة لكم حتى تفهموا ذلك جيداً إذ كان يضير عندكم وعند العموم الإقتناع بهذا الدرج فإن الله تعالى يهديكم إلى ما يرضيه ويجنبكم عما يغضبه , ويكون لكم عونا ومعينا وحافظاً أميناً , وأن كان لم لم يصر عندكم الإقناع بذلك فميزوا أثنين أو ثلاثة من طرفكم ذوى فهم وعلم بالكتب المقدسة وأرسلوهم ليحضروا طرفنا فنتكلم معهم شفاهياً حتى يقتنعوا بحضور صورة ألمانة , وما يصير بيننا وبينهم من القول وما ينتهى به الكلام يصل لكم به كتاب تفهمون به كل شئ تفصيلاً , والله تعالى يثبتكم ويساعدكم ويدبر أموركم وسلام الرب يحل عليكم والبركة تشملكم .. تحريرياً فى 24 طوبة سنة 1541 ش

 

الخـــــــــاتم الذى ختم به البابا بطرس الرسالة التى كتبها وأرسلها للحبشة وعليها : بطرس بطريرك الكرازة المرقسية

 

خطــــاب البابا بطرس الجاولى إلى كيرلس الثالث مطران الحبشة

حضر لنا جواب من أخينا "كيكار" سلطان الجيش يعرفنا فيه عن المتمسكين به فى أعتقادكم فى المسحة وغيرها وأنكم حمتموهم بسبب ذلك ويطلب مطران عوضكم يقول بإعتقاده , فأرسلنا رد الجواب ودرج الأمانة بما فيه الكفاية عن رده من أعتقاده حكم الدرج الذى أرسلناه لكم سابقاً وعرفناه فى الجواب أن يصطلح معكم ومع كل القائمين فى هواه وبعد الصلح الشافى يترجمون درج الأمانة من اللغة العربية إلى اللغة الحبشية ويقرأونه عليكم ويفهمون مضمونه , فإن كان يقنعهم هذا فالرب يبارك وإن لم يقتعهم فليرسلوا جماعة من طرفهم لتأخذوا الأمانة منا مشافهة , وأما أنتم يا أخانا فيحتاج الحال ان تحالوهم ولا تقسوا عليهم بشئ لا هم ولا غيرهم لأن الناحية التى أنت تقيم فيها تشكو منكم بسبب الحرم والسفه والشتيمة والضرب وكامل الذى أخبرناكم فى جواب الوزير فيحتاج الحال يا أخانا أن تحالل الجميع ولا يخرج من فيك حرم إلى أحد بل بالبركة والدعاء الصالح وتهذيب أخلاقك معهم وتطول روحكم عليهم فى كامل الأمور الديانة والأمانة ولا يكون بالغطرسة والفطانة والحروم بل يكون بالملاطفة والسياسة لأن أبانا القديس كيرلس لما أنحرف أهل المشرق فى أمانتهم بسبب لغتهم وعدم فصاحتهم فى المنطق ودربة اللسان وعرف ابونا القديس أنحرافهم بعدم المعرفة مال معهم فى رأيهم وعرفهم أن أمانتهم على الصحيح , ولما ركنوا إليه وزال نفورهم منه صار ابونا القديس يجذبهم إليه قليلاً قليلاً إلى أن عرفهم غلطهم فإعترفوا له بالشكر إنه صار خلاصهم بيده وكذلك أنتم يا أخانا تمشى على موجب جوابنا هذا أحسن من الكلام الذى يصلنا كثيراً والله تعالى يعينك ويساعدك ويدبر أمورك ويجعل خلاصهم على يديك ويكون سعيك وكلامك مرضيين لديه ويجعل منك ربنا العمارة والثمرة

تحريرياً فى 24 طوبة سنة 1541 ش -

الخـــــــــاتم الذى ختم به البابا بطرس الرسالة التى كتبها وأرسلها للحبشة وعليها : بطرس بطريرك الكرازة المرقسية

 

خطاب البابا بطرس الجاولى إلى وزير أثيوبيا (حاكم تيجرى بأثيوبيا)

إنه فى أبرك وقت وأشرف ساعة حضر لنا جوابكم , واحد صحبه محمد الجبرت والثانى صحبة ولدنا يعقوب القبطى , وقرأناهما وفهمنا ما فيهما :

وصار عندنا فرح زيادة وقدمنا التمجيد والشكر لله الذى أعطاكم "سلاسى silasy" نسأله تعالى أن يكون لكم عونا ومعيناً , وأرسلت أيضاً تعرفنا أن نرسل لكم جانب ماء من ماء الأردن , فهى واصلة إليك صحبة محمد الجبرت , وأيضاً أرسلت تعرفنا أن الواصل لكم أبونا دميان عرفكم عما يجرى مع أبينا المطران , والحال يا ولدنا أن ولدنا القس دميان المذكور حصل له لطف من الله تعالى فى بندر السويس وغاب عقله ولما حضر عندنا وقابلنا ما عرفنا منه كلاماً جملة . فسألنا محمد الجبرت وقلنا له : " : " أى شئ جرى من المطران ؟ " فالمذكور عرفنا أن المطران طيب فى جميعه غير ان عنده حرارة دينية فقط , فكان المناسب منكم أن تحبونا عما يجرى منه تفصيلاً لكى نرد له الجواب بما فيه الكفاية , ولكن ما صار مباركاً ونحن قد أرسلنا له جواباً بالتقريط عليه أن يكون وإياكم حالة واحدة وكذلك أنتم تكونون مع المذكور حالة واحدة لأنه يا ولدنا وصلنا جواب من السلطان يعرفنا بأن نعمل له مطرانا على رأيه وأعتقاده , فأرسلت له جواباً ودرجاً بالأمانة التى لنا , وأما إرساله لنا أن نعمل له مطراناً على رأيه فهذا غير ممكن وبخلاف العادة من قديم الزمان وإلى الآن , فإن كان يا ولدنا حصل من اخينا المطران شئ حادث فأرسلوا وإعلمونا بما حصل تفصيلاً ونحن عند حضور جوابكم لنا بما يصير نرسل نخاطبه وأما أنت يا ولدنا فلا يكن فى بالكم شئ وهذا الشئ من قديم الزمان ولم يغير أحد القوانين السابقة عما سلف , والرب يكون معكم

تحريرياً فى 10 برمهات سنة 1541 ش

الخـــــــــاتم الذى ختم به البابا بطرس الرسالة التى كتبها وأرسلها للحبشة وعليها : بطرس بطريرك الكرازة المرقسية

 

خطاب البابا بطرس الجاولى إلى القس داود الأنطونى

 

البركة الكاملة والنعمة الشاملة إلى ذات ولدنا الحبيب الكاهن المؤتمن القمص داود رئيس دير أبينا العظيم أنطونيوس كوكب البرية بارك الرب عليك بأفضل البركات الروحية وجزيل الخيرات السماوية والنعم الإلهية .

تعلم أن سابق تاريخه أرسلنا لكم ولحضرات أخينا المطران أنبا سلامة مطران الحبشة ثلاثة خطابات مضمونها أن الآن بعد توجهكم بمدة وردت خطابات من القدس أحدها من جناب أخينا المطران داود مطران طائفة الأرمن بالقدس ووكيل دير مار يعقوب والثانى من أولادنا الكهنة المقيمين هناك المندوبين من طرفنا يخبروننا فيها بخصوص قضية مفتاح كنيسة الملاك ( أى الكنيسة الموجودة فى دير السلطان) الذى أخذه الحبش وأرسلنا نعرفكم ونعرف أخانا المطران عن ذلك بأنه صار اعمال الدولة المذكورة على يد سعادة متصرف القدس وحضرة القاضى بالمدينة ذاك الطرف وأعيان مدينة القدس وميخائيل وكيل عن الجيش وبحضور حضرة المطران المشار إليه أولادنا الكهنة المقيمين هناك من طرفنا , وصار ما صار , وأخيراً أخذ مفتاح الكنيسة المتقدم ذكره من الحبش وأستلمه أولادنا الكهنة كما كان مثل الأول بأمر سعادة المتصرف حضرة القاضى .

وأستخرجنا عنها أعلامات شرعية وصار عرض تلك القضية إلى الأسيتانة العليا لأجل أستخراج فرمان سلطانى عن ذلك لتقويتهم لأجل عدم القيل والقال فى الآواخر يا ولدنا صرف فى شأن ذلك خسارة كبيرة مبلغ 50 ألف قرش بمائة كيس فمبلغ مقدارها 500  2 فرانسة والسبب فى ذلك هم الجيش وذلك صار أمن أخينا المطران المبدى ذكره ومن أولادنا الكهنة بغير علمنا ولا خاطبونا عن ذلك قبل الشروع فى أعمال هذه القضية ولكن لعله خير خصوصاً يا ولدنا أن أولادنا الحبش الذين يحضرون من بلادهم إلى القدس وخلافه من قديم الزمان ونحن حاملون ثقلهم فى المصاريف التى تصرف عليهم سنوياً عن كل سنة 5000 قرش وكسور فصار جملة الذى يصرف عليهم والذى صرف عليهم نحو 200ألف قرش وكسور فى مدتنا نحن فقط , فصار جملة الذى صرف عليهم والذى صرف الان فى هذه القضية مبلغ 500 كيس وزيادة فضلاً عن مأكولاتهم ولوازم موتاهم وكسوتهم وسفرياتهم فى الذهاب والإياب .

فيقتضى الأمر يا ولدنا أنكم تفهمون أولادنا "جذدمات أوبيه Jesdamat O biah" و " رأس عالى " وباقى اولادنا الذين أرسل لهم الخطابات ومن تفهموهم بمعرفتكم بذلك وتفهموهم جيداً لأجل أن يصير أولاً معلومهم بذلك المبلغ المقدم ذكره الذى صرف على الحبش لينظروا معاملتنا أياهم .

ولكى يتحقق لدى الجميع وتبطل بذلك الفتنة بالقول إننا لم نعامل أولادنا الحبش مثل أولادنا القبط بل يعلم للجميعأنه صائر منا الإلتفات والمعاملة للحبش فى كل لوازمهم وثانياً : إياك أن يرسلوا لنا شيئاً وكذا يبقى فى علمهم ما عملوه وما صرف عليهم حتى ينظروا لهم طريقة فى حق الذى يحصل منهم الأمور الغير مرئية , ومن الآن فصاعداً تنبهون على كل من يحضر لهذا الظرف من أولادنا الحبش لزيارة القدس وخلافة لا يحضر من ذلك الطرف إلا بورفة من حاكمه ويكون عليها ختم حضرة أخينا المطران أنبا سلامة ولذا يكون معروفاً

الخـــــــــاتم الذى ختم به البابا بطرس الرسالة التى كتبها وأرسلها للحبشة وعليها : بطرس بطريرك الكرازة المرقسية

 

كيف رسم البابا بطرس الجاولى الأنبا كيرلس الرابع مطرانا لأثيوبيا ؟

وبعد مدة كان البابا بطرس الجاولى فى دير الأنبا أنطونيوس وصل إلى القاهرة وفد موفد من أمبراطور اثيوبيا "يوعاز الثانى Yoaz " مؤلف من كهنة ورهبان أثيوبيين , وكانوا يحملون خطاباً إلى محمد على باشا حاكم مصر وحمل معه هدية إليه وخطاباً آخراً إلى البابا بطرس الجاولى يطلبون فيه رسامة مطران جديد لهم بدل المتنيح الأنبا مكاريوس الثالث .

فاحضر محمد على كبار المعلمين وكتاب الدولة وأطلعهم على خطاب الوفد الأثيوبى وطلبهم وشدد عليهم برسامة المطران المطلوب , وإرساله إلى أثيوبيا سريعاً كطلب إمبراطورهم ولما لم يكن البابا موجوداً فى القاهرة فنقل كبار الأقباط طلب الأثيوبيين إلى الأساقفة الموجودين وهم الأنبا إخرستوذولوس مطران الكرسى الورشليمى والأنبا أثناسيوس أسقف أبو تيج , وبدورهم نقل الأنبا أثناسيوس طلب الوفد الأثيوبى فى خطاب إلى قداسة البابا بطرس يعرفة بضرورة أصطحاب من سيرُسم لأن القسس والرهبان الذين فى مصر هربوا لسماعهم الخبر , وأوصى حامل الخطاب أن يسلمه سراً إلى البابا بطرس الجاولى , فسافر الوفد ومعه الرسائل , وأستلم قداسة البابا بطرس الجاولى  الخطاب ولما قرأه وعرف بطلب المبراطور الأثيوبى تكلم البابا مع الوفد سراً ومع عرب الدير قائلاً : " إنى سأقصد أحد القسس الرهبان وسأقول له : " أركب الهجين وأنزل معى " فإن قبل الركوب ولم يخالف الأمر فلا يتعرضله أحد , وإن خالف فأمسكوه وقيدوه ةأربوه على الهجين .

وفى اليوم التالى أستعد البابا للرحيل من الدير وبعد أن ركب مطيته قال للقس مينا الأنطونى  أركب وتعال معى , فركب القس مينا فى الحال ولم يخالف البابا حتى وصلوا إلى مصر القديمة وحدث أنهم قبل أن يصلوا إلى دير الطين بالقرب من مصر القديمة عرف القس مينا الأنطونى أنه سيصبح أسقفاً فإصطنع مشكلة مع البدوى وتعارك معه قاصداً الهرب , فلما أتضحت نيته وفطن البدوى والقس شنودة (تلميذ البابا بطرس الجاولى )  لخطة مينا النطونى للتماص من رسامته أسقفاً توضاعاً منه أما البابا بطرس الجاولى فقد أمرا بأن يهجما عليه ويقيداه بالحبال وأركباه حماراً إلى أن وصل إلى المقر الباباوى بالأزبكية وهو مكتف ومربوط بالحبال ثم حبسوه فى المندرة ,وأرسل إلى منزل المعلم جرجس أبو ميخائيل الطويل ليحضروا قيد حديد من عنده ليقيدوا ذلك الراهب خوفاً من هربه .

وفى يوم الأحد 20 أغسطس سنة 1815 م نزل قداسة البابا ببدلته الكهنوتية وفى يده اليمنى صليب وفى الأخرى عصا الرعاية وبصحبته الآباء الأساقفة الحاضرين معه إلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية وأبتدئ فى طقس الرسامة وبعد قراءة الرسائل صعد الآباء الأساقفة والشمامسة لأحضار القس مينا الأنطونى ففكوا قيد رجليه ورسموه أسقفاً على أثيوبيا ودعوه الأنبا كيرلس الرابع وبعد نهاية القداس الإلهى تقبل التهانى لحين تجهيز كل ما يحتاجه للسفر , كما قام الأنبا بطرس الجاولى بإختيار الكهنة والرهبان الذين سيصحبوه إلى أثيوبيا

 وركب البابا والأنبا كيرلس والوفد الذى سيرافقة والأساقفة إلى دير الأنبا رويس وزودوه بالكتب الكنسية والملابس الكهنوتية وكان دير الأنبا رويس آنذاك نقطة الخروج من القاهرة لمن ينبغى السفر جنوباً (1) .

وفى 18 سبتمبر سنة 1818 م غادر الأنبا كيرلس القاهرة ومعه الوفد المرافق له , وكانت مدة رئاسته مليئة بالمشاكل مع الأثيوبيين حتى قام سيبغيدس Sebgheds بقتله فى مدينة عدوه فى 6 مسرى الموافق 11 أغسطس يوم ألحد عيد العذراء سنة 1816 م الموافق 1532 ش .

رسامة الأنبا سلامة مطرانا لأثيوبيا ..

فإضطر قداسة البابا بطرس الجاولى أن يرسم راهباً أخر بدل الأسقف الذى قتلوه وأسمه أبونا أندراوس الأنطونى بأسم الأنبا سلامة سنة 1841 م , ولم تنتهى الإضطراب الناجم من عدم صحة العقيدة المسيحية غى أثيوبيا وعندما ذهب الأنبا سلامة  إلى أثيوبيا رأى شعب اثيوبيا يسلكون بما يخالف روح الكتاب المقدس ولما أراد تصحيح عقيدتهم رفضوا نصائحة وعاندوه وأصروا أن هذا هو أعتقادهم وأعتقاد أجدادهم ولا يجب أن يغيروا عوائد آبائهم . ولما تم ضم السودان إلى مصر طلب النجاشى من البابا بطرس رسم بعض من الكهنة , وكان فى ذلك الوقت على الحدود الحبشة ولبعد المسافات كلف الأنبا سلامية بأختيار الصالح لرسمهم كهنة فرسم الأنبا سلامة العدد المطلوب من العلمانيين الأقباط هناك على الطقس القبطى فلم يرضى عليهم الكهنة الأثيوبيين الذين كانوا معه ولم يعترفوا بهم , وأكثروا الأقاويل على الأنبا سلامة للنجاشى فيؤذوروس فإزداد الخلاف إتساعاً

وأخيرا لما لم يتعظ الأثيوبيين هددهم بسلطانه الكنسى , أما هم فأرسلوا الشكاوى إلى البابا بطرس الجاولى فأرسل إلى الأنبا سلامة بضرورة معاملة الشعب بالرفق واللين وأن يتجنب كل ما يؤدى إلى الشقاق , ولما وصلت التوصية إليه وفيها شكوى الأثيوبيين بأن الأنبا سلامة حادا فى معاملته وقاسياً فبرأ نفسه من تلك التهم وشرح ما يراه فى أحوالهم وقال : " إن موضوع الخلاف عقائدياً فكيف أتساهل فيه ؟!! .

ووصل رد الأنبا سلامة مطران اثيوبيا فسًر البابا برده وثباته ولكنه كان يخشى أن تنفلت الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة المرقسية بعد أن ظلت أبنتها من سنة 330 م , وكان البابا بطرس الجاولى قد شاخ وكان  أبونا داود الأنطونى قد أمتدت إقامته فى أثيوبيا وأرسل معه عدة خطابات بإنهاء مسألة دير السلطان "دير الملاك" بأورشليم فطلب القمص داود الأنطونى بمقابلة النجاشى شخصياً , ويقول بعض المؤرخين أنه لم يتمكن من تسوية الخلاف , ويقول البعض الاخر أنه أضطر إلى البقاء فى أثيوبيا أكثر من سنة وبضعة أشهر إلى أن نجح فى إظهار الحق , ولم يعد إلى القاهرة إلا بعد نياحة البابا بطرس الجاولى .

وفى ايام هذا البطريرك ظهرت مشكلة دير السلطان فدافع عنها البابا بطرس الجاولى كتراث ثمين للأقباط على مر الأجيال وفند مزاعم الأثيوبيين , وقام بالرد على الأنبا صموئيل مطران النجليكان بالقدس الذى أستعان به الأثيوبيين لتأييد إدعاتهم , مبيناً وجهة نظره واحقية الأقباط فى ملكية هذا الدير فى هذه القضية التى أختلقها المتمردون

,  والثاني فى سنة 1833 م

***************

المـــــــــــراجع

(1) كامل صالح نخلة " سلسلة باباوات ... " الحلقة الخامسة ص 123 - 125)

 

This site was last updated 09/26/09