جريدة وطنى 30/3/2008م السنة 50 العدد 2114 عن مقالة بعنوان [ لقمص بنيامين كامل:البابا كيرلس لعبدالناصر ... ظهور العذراء بشارة بالانتصار بعد النكسة]
القمص بنيامين كامل كاهن كنيسة مارجرجس بمصر القديمة وسكرتير قداسة البابا مثلث الرحمات الأنبا كيرلس السادس.. أحد الآباء الذين كان لهم نصيب في مشاهدة تجلي العذراء مرات عديدة.. وكان قداسة البابا المتنيح الأنبا كيرلس, قرر تشكيل لجنة من ثلاث آباء - القمص جرجس متي, القمص يوحنا عبدالمسيح, القمص بنيامين كامل - لمشاهدة الظهور وكتابة تقرير.. صورة من التقرير مازال يحتفظ بها القمص بنيامين.. بعض سطوره تقول:
** لقد أسعدنا الوقف الذي فيه اخترتموننا قداستكم لنذهب إلي كنيسة السيدة العذراء بالزيتون, وقد قمنا بالذهاب يوم الثلاثاء الموافق 23 أبريل 1968, وعندما وصلنا أردنا أن نتقصي أولا من أولئك الذين شاهدوا ظهور العذراء, فدخلنا الجراج المواجه للكنيسة, وبدأنا في الحديث مع عمال هذا الجراج التابع لمؤسسة النقل العام, وأكدوا لنا أنهم رأوا العذراء بأنفسهم وبأعينهم في أول ليلة وشوهدت فيها من أربع أسابيع مضت - 2 أبريل - وكان كل واحد منهم يقول إنه ليس هو وحده الذي شاهدها وإنما رأها زملاء آخرون من العمال, وعدد كبير من الناس الذين تصادف مرورهم حينذاك.. وفيما يلي خلاصة أقوالهم:
- مأمون عفيفي مدرب سائق النقل العام ويحمل بطاقة رقم 9937 قسم السيدة زينب.. قال:
كنت ساهرا بالجراح المواجه للكنيسة, وفي الساعة 3.30 بعد منتصف ليلة الثلاثاء 2 أبريل 1968 سمعت خفير الجراج الواقف يصيح بصوت عالي نور فوق القبة فخرجت بسرعة وشاهدت بعيني سيدة تتحرك فوق القبة ويشع منها نور غير عادي فأضاءت ظلمة المكان المحيط بالقبة, ودققت النظر إليها وظل نظري متعلقا بها فتبينت أنها العذراء, ورأيتها تمشي فوق القبة وجسمها شعلة من النور, وكانت تسير في هدوء.
- الخفير عبدالعزيز.. قال:
ما كدت أبصر العذراء جسما نورانيا فوق القبة, حتي أخذت أصيح نور فوق القبة وناديت حسين عواد الذي أسرع ومعه كثير من العمال, وشاهدوا العذراء وهي تتحرك فوق القبة.
- حسين عواد وهو حداد بجراج مؤسسة النقل العام ويحمل بطاقة رقم 33289 الجيزة.. قال:
رأيت السيدة العذراء فوق قبة الكنيسة جسما من النور الوهاج يضئ كالشمس, وكانت العذراء تمسك بيدها ما يشبه غصن الزيتون, وبدأت تتحرك والنور يشع من جسمها إلي جميع الجوانب المحيطة بها, وبدأ النور بعد ذلك في هيئة دائرة تتوسط العذراء, وهذا المنظر لم أشهد مثله من قبل.
- يا قوت علي العامل بجراج هيئة النقل وصف كيف كانت العذراء تسير فوق القبة.. فقال:
إنها كانت جسما نورانيا محلقا في الفضاء, وما كادت قدماها تلمسان سطح القبة حتي تتحركان في هدوء وتحيط بها هالة من الوقار والقداسة, وكان الذين يشاهدونها يقفون في خشوع وهم مأخذون من المنظر الباهر إلي أن غاب المنظر داخل القبة.
* يواصل القمص بنيامين كامل استرجاع ذكرياته عن تجلي العذراء بالزيتون.. يحكي أنه ذات يوم - في بداية الظهورات - كان يجلس في مكتبه بالبطرخانة - وكان وقتئذ سكرتيرا لقداسة البابا مثلث الرحمات الأنبا كيرلس السادس - وإذ بمكالمة تليفونية من سكرتير الرئيس جمال عبدالناصر يطلب إيضاحا لاستفسار الرئيس عن ظهور العذراء.. يقول القمص بنيامين إنه استئذن منه للحظات وذهب إلي قداسة البابا ليجيب شخصيا.. فقال قداسة البابا العذراء عارفة أن إحنا زعلانين علشان النكسة, فجاءت تؤازرنا وتوعدنا - إن شاء الله - بالنصر.. ونقلت كلمات قداسة البابا إلي سكرتير الرئيس الذي أسعدته, وأعرب عن امتنانه بتفسير البابا كيرلس, فشكرته وقلت له: صلوات قداسة البابا مع الرئيس ونحن نشكر متابعتكم لهذه الظهورات.
******************************
جريدة وطنى 30/3/2008م السنة 50 العدد 2114 عن مقالة بعنوان [راهب روسي في الزيتون - ظهور العذراء كان إشارة البدء لتخلص روسيا من الإلحاد ]
تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأن القدير قد صنع بي عظائم هكذا قالت السيدة العذراء مريم والدة الإله منذ نحو ألفي عام.. ومازالت كلماتها ترددها من بعدها كل الأجيال عندما تفتح صفحات الكتاب المقدس عند الإصحاح الأول من إنجيل معلمنا لوقا.. بل نعيشها يوما بعد يوم ونحن نشهد توافد الناس من أقاصي المسكونة, ومن كل الأمم والشعوب, يتباركون بها ويطوبونها عند قباب كنيستها التي تجلت فوقها منذ أربعين عاما.. ففي أبريل العام الماضي - 2007 - طرق باب الكنيسة في منتصف إحدي الليالي الأب القمص فارسينوفي القادم من روسيا ليتبارك من مزار السيدة العذراء وليسمع بأذنيه قصة ظهورات العذراء.
* آباء الكنيسة قالوا لي:
** اعتدنا استقبال الوفود والرحلات من فرنسا وإيطاليا وأمريكا تأتي عطشي كي ترتوي من بركات العذراء, أما أن يأتي وفد من روسيا فهذا كان يستحق وقفة.. ليس لمجرد أنها أول مرة, ولكن لأنه من المعروف أن روسيا كانت ترزح تحت نير الحكم الشيوعي منذ عام 1917 - أي منذ 90 سنة - والحكم الشيوعي حكم معاد لجميع الأديان.. وكان إخوتنا الأرثوذكس يعانون من اضطهاد البلاشفة الحكام, وكانت المدارس تعلم الأطفال أن التدين تخلف لأنه إيمان بالخرافات.. وكانت مقاومة هذا الاتجاه في حاجة إلي معونة من السماء.. في حاجة إلي معجزة.. وجاءتهم المعجزة بالظهور النوراني للسيدة العذراء مريم في أبريل 1968.
* أضاف آباء الكنيسة:
** لهذا سعدنا جدا بقدوم الأب الراهب الروسي إلي مصر.. جاء ممتلئا شوقا ليسمع عن تجلي العذراء.. وكنا نحن أيضا ممتلئون شوقا لنسمع منه ونتعلم كيف يعمل الله في كنيسته وفي شعبه.. واجتمعنا علي حب العذراء التي ترينا كل يوم جديدا من العجائب.. وكانت لنا جلسات مطولة ممتلئة نعما وبركات وتأملات عن العذراء ومكانتها في العهدين القديم والجديد, وعن محبتها التي تملأ القلوب وتجذب الشعوب نحو كنيستها في الزيتون.. مجئ الأب الروسي الذي يخدم في كنيسة علي بعد 300 كيلو مترا شمال موسكو قاطعا عشرات الآلاف من الأميال ليشاهد كنيستنا المباركة - قبابها وأيقونتها وليصلي أمام هيكلها المقدس تمجيدا للعذراء - أشعرنا بالبركات التي تتدفق حولنا وفينا وننعم بها منذ تجلي العذراء سنة 1968 وحتي الآن.
* وعن معرفة الآب فارسينوفي بتجليات العذراء بالزيتون قالوا لي:
** إنه سمع أنباء الظهور من الإذاعة البريطانية BBC ولكن في هذا الوقت لم يكن مسموع بالمجاهرة بالأديان في روسيا, وكان المسيحيين مضطهدين, إلي أن كان اجتماع مجلس الكنائس العالمي في سويسرا عام 1971, وكان يحضره وفد من الكنيسة الروسية من بينهم الأب فارسينوفي الذي التقي في هذا الاجتماع بوفد الكنيسة القبطية برئاسة الأنبا شنودة, وتحدث معهم عن ظهورات العذراء, وحصل علي نبذة تتحدث عن تجليات العذراء وما كتبته الصحف مدعوما بالصور التي التقطت للظهور.. وأحس الأب فارسينوفي أنه يملك كنزا, ودخل به روسيا في وقت كان غير مسموح فيه بدخول أوراق دينية, وترجم النبذة إلي اللغة الروسية, وكانت تلك النبذات سلاحا لمقاومة الإلحاد وإثبات الإيمان الأرثوذكسي.
* معلومات كثيرة استقصاها الآباء كهنة الزيتون من الأب فارسينوفي.. ذكروا لي من بينها:
** اعتبر الأب فارسينوفي أن ظهور العذراء في مصر نصرة للمسيحية, وكون مع بعض الآباء الروس جماعة أطلقوا عليها إخوان الزيتون اتخذوا من موضوع ظهور العذراء مجالا لمحاربة الإلحاد في روسيا في ذلك الوقت, بعد أن أثبتوا للشعب الروسي - بهذا الظهور - أن الله موجود.. ولهذا فالأب فارسينوفي مهتم جدا بظهور العذراء في كل مكان, وخصوصا في الزيتون, فهو يري في ظهورها تجميع لكل أحبائها وجذبهم للمسيح.. ولهذا كرس حياته لإصدار كتاب بالروسية عن ظهور العذراء في الزيتون لوجود علاقة مؤكدة لديه بين ظهور العذراء في مصر وانتهاء عصر الإلحاد في روسيا.