Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

البابا بطرس وغريغوريوس الناطق بالإلهيات ومكسيموس

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

**********************************.

ما كتبته بوتشر (1) عن غريغوريوس النزنيزى

" ومن مشاهير الرجال الذين عبق أعمالهم وسطع ضوء فضائلهم فأنار أعماق الظلام التى غطت أواخر الجيل الرابع هو غريغوريوس النزنيزى ، صحيح أنه لا علاقة له بتاريخ مصر ولكن إرتباطه ببطريرك الإسكندرية وعلاقته الوثيقة معه يدفعنا لذكر بعض ما أشتهر به من الفضائل , غريغوريوس هذا هو أبن غريغوريوس أسقف نزينزن فى كبادوكيا وكان قد تعلم فى أثينا فى نفس المدرسة التى تعلم فيها الإمبراطور يوليانوس الجاحد وياسيليوس أسقف قيصرية ، وكانت ميوله متجهة للرهبنة ولكنه لم يستطع أن يترك والديه لأنهما أصبحا طاعنين فى السن لذلك كان يعيش معهما وكان يعيش عيشة الزهد والنسك معتولاً كل عمل دنيوى مع أنه كان يعمل وكيلاً لأبيه فى الأسقفية ، ثم حدث أن دفعه اباه بالرغم عنه أن يقبل وظيفة كهنوتية وهو فى سن السادسة والثلاثين من عمره ، وكان هدف أبيه من ذلك هو ترشيحة لرتبة الأسقفية التى لا يمكنه أن ينالها إذا ظل علمانياً ، وفى سنة 372 صمم أبوه وباسيليوس أسقف قيصرية على تعيينه أسقفاً لساسيما وهى بلدة صغيرة تابعة لـ كبادوكية ثم فوجئ أن أدعى مطران تيانا انها واقعة ضمن حدود إبروشيته ، ولكن غريغوريوس رفض رآسة أسقفية البلدة ولم يمارس أعمال الإيبروشية التى تعين لها ولم يتداخل فى أعمالها للخلاف على حودها وتداخلها مع أبروشية اخرى مع انه رسم اسقفاً لها  إلا انه ظل يساعد اباه إلى ان مات ابوه سنة 374م وله من العمر مائة سنة ثم توفيت امه عقب وفاة ابيه حينما كانت جاثية تتناول العشاء الربانى  .

وكان لغريغوريوس أخ واخت ماتا قبل موت أبيهما فاصبح هو وحيداً فى هذا العالم ، وظل سنتين يباشر اعمالة فى إدارة الإبروشية التى عهدت إليه بعد موت ابيه منتظراً تعيين خلف له ولكنه رأى أن وجوده جعل الناس تظن أنه طامع في منصب الأسقفية راض بحملها الثقيل ، لذلك ترك مكانه وعمله فى الأسقفية وذهب إلى دير شلوسيا حيث عاش فيه زاهداً وناسكاً لمدة ثلاث سنوات .   
وفى سنة 379م رفع إليه مسيحو القسطنطينية المستقيمو الرأى عريضة ممهورة بإمضاء عدد كبير من ألأساقفة ومصدق عليها من بابا الإسكندرية يلتمسون منه فيها : أن يحضر إلى العاصمة القسطنطينية ويعمل على مساعدتهم فى ضيقاتهم من الأريوسيين ، وكان فى القسطنطينية طائفة أريوس قوية ولكن كان هناك ست طوائف دينية أخرى متباينة المبادئ متباينة الأفكار وكانت جميعها هراطقة تنادى بتعاليم غير صحيحة منها الطائفة المانوية وطائفة توفانيان .

أما غريغوريوس فقد لبى الدعوة وسافر إلى القسطنطينية حبث اتخذ لنفسه بيتاً معتزلاً وبدء يعلم الناس أن يسلكوا بالتقوى والعفاف وأن يبتعدوا عن المماحكات الدينية الفارغة وهى تعاليم كان قد أهمل الأخذ بها زمناً طويلاً ، ولمحبة الناس له بنوا كنيسة إكراماً له سميت " كنيسة القيامة" وظل غريغوريوس لأكثر من سنة يمارس فيها أشق الأعمال وأتعبها .

مكسيموس السائح

وفى هذه الأثناء وفد على القسطنطينية رجل أسمه مكسيموس وهو من سواح (راهب يعيش فى البرارى ليس له دير ولا يقيم فى مكان) الأسكندرية ، وله تاريخ يدهش الألباب ، وكان مسيحياً أرثوذكسياً ولكنه كان فيلسوفاً مشاكس شرساً ، وإدعى أن عنده الإيمان القويم ويؤمن بدين الحق ، ولكن أعدائه قالوا عنه : " انه جلد بالسياط ونفى ليس لأجل إيمانه بل لأجل سوء تصرفاته ، ومن المحتمل أن مكسيموس هذا كان مفرط الذكاء قوى الحجة حتى أنه حاول بجهد التأثير على البابا بطرس بابا الأسكندرية الـ 21 وكذلك على غريغوريوس بطريرك القسطنطينية ، وقد وصفه المؤرخون بأنه شاب ليس حسن المنظر له شعر طويل أشقر تسترسل جدائله مستشذرات إلى أسفل حتى تغطى منكبيه ، وقال عن نفسه انه صار صديقاً مكيناً لغريغوريوس ، وأخلص غريغوريوس الضمير له وخدع بكلامه المملوء رياء والمداهنة ، وطوال هذه الفترة ظل مكسيموس يبث الدسائس عند البابا بطرس بطريرك الأسكندرية الـ 21 والذى كان له ثقة عمياء فيه ايضاً وذلك لكى يطرد غريغوريوس ويأخذ لنفسه رئاسة القسطنطينية .

وكان بدء هذه الدسائس أنه قال لبطرس مرة انه أخطأ خطأ كبير بتعينه غريغوريوس فى القسطنطينية تعيين غير رسمى ، وأن نقل غريغوريوس من ساسيما التى لم يقبل الوظيفه بها كان غير قانونى أيضاً ، ومن ناحية اخرى أتهم غريغوريوس بخشونة الأخلاق وفظاظة الطباع وقال ان أهالى القسطنطينية المهذبين يأنفون من طباعه ويتزمرون ، فمال البابا بطرس ميلاً شديداً إلى سماع هذه الإتهامات ونوى على إرسال وفد من الأساقفة إلى القسطنطينية مزودين بأومر مقتضاها تعيين مكسيموس بدلاً من غريغوريوس .

 

فلما وصل الوفد إلى القسطنطينية كان غريغوريوس مريضاً ، ولكن من فرط محبته لمكسيموس لم يتأخر عن إظهار فرح صداقته له فقام من فراشه وسار مع الوفد الإسكندرى ليلاً إلى الكنيسة حيث بدؤا بإقامة الإحتفال لرسامة مكسيموس .

وكان من المحتم قانونياً قص ضفائر الشعر المسترسلة على رأس مكسيموس قبل أن يلبس القلنسوة ، وهى القوانين التى نادى أثناسيوس بإبطالها قبل ذلك الوقت ببضع سنوات قائلاً : " أن عادة قص الشعر قبل الرسامة كانت خاصة بالكهنة الوثنيين "

وقبل أن يتم الإحتفال فى اليوم التالى كانت شمس الصباح قد أشرقت  فهب أهالى القسطنطينية من نومهم وذهبوا غلى الكنيسة ليعرفوا ماذا يعمل فيها ، فهجم علي الكنيسة العامة وطردوا المحتفلين منها ولكن كان مكسيموس قد قص شعره فى حانوت (دكان) أحد المزمرين ، لذلك لم يقدر على البقاء فى القسطنطينية لأجل هياج الشعب ضده فهرب قاصداً تسالونيكى وهناك قابل ثيؤدوسيوس وطلب منه الإسعاف والمدد ومساعدته فرفض  ثيؤدوسيوس مساعدته والإعتراف بسلطته ، فعاد ورجع إلى الإسكندرية وطلب من البابا بطرس أن يستخدم سلطته ونفوذه لتعضيده ، ولكن كان البابا بطرس قد وصلته أخبار اخلاق صديقة مكسيموس وإنزاح عن عينيه الستار الذى أسدله مكسيموس فرفض أن يصغى إليه بل انه طلب من الوالى أن ينفيه من الإسكندرية فنفاه من ألأسكندرية .

ودخل الإمبراطور ثيودوسيوس إلى القسطنطينيةرسمياً فى سنة 380 م .

وفى سنة 381 شكل مجمعاً عاماً ليبحث عن الطرق المؤدية إلى سلام دائم فى الكنيسة ، وليبت فى الحكم فى موضوع بطريركية القسطنطينية بنوع خاص التى لم تكن مستقرة لأنها كانت تعج بطوائف وأفكار وهراطقة عديدة ، وقد إستقر الرأة بإعادة إنتخاب غريغوريوس فى رئاسة بطريركية القسطنطينية ولكنه أستقال لكثرة الإنشقاقات بها ورغبة منه فى السلام ، وقد كانت إستقالته قبل إنفضاض جلسات المجمع .

ثم رحل إلى نزينزن فى سنة 383م وظل يمارس عمله فى رئاسة هذه الإبروشية إلى أن تعين أسقفاً فيها بدلاً منه بناء على طلبه .

ثم إعتزل العمل فى الخدمة العامة للشعب المسيحى وإنكب على الدرس والتعليم والتحصيل والكتابة الستة شهور الأخيرة التى بقيت من حياته .

إحتمال مسز بوتشر

وقالت مسز بوتشر : " يحتمل أنه فى آخر سنى حياته سار على الخطة التى سار عليها أمبروز وثيئوفيلس فى مصر فى انه استعمل نفوذه الشخصى فى إستماله الإمبراطور ثيئودوسيوس نحو التحيز والتشيع إلى فريق دون عن الآخر بدلاً من أن يحمله على إيقاف سير الشحناء والبغضاء التى سرت بين تلك الشيع المتعددة .     

******************************
المــــــــــــــــراجع

(1)  كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 295 - 297

 

 

This site was last updated 05/25/08