جريدة وطنى 6/1/2008م السنة 50 العدد عن مقالة بعنوان [ الأديرة المصرية...إيمان وأعمال ] تحقيق:سالي عاطف-إنجي متري-أشرف شوقي
الأنبا صموئيل المعترف
قال نيافة الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير القديس العظيم الأنبا صموئيل المعترف.أن الأنبا صموئيل ولد في قرية دكلو التابعة للبحيرة عام 597م من أبوين تقيين وكان اسم أبيه سيلاسوأمهقسميانيوكانوا غنيين ومحبين لأعمال الخير وعلموا صموئيل المسيحية واهتم والد صموئيل بتعليمه نسخ الكتب حيث إنها كانت الوسيلة الوحيدة لنشر الكتب وبعدما تنيح والديه وهو في عمر 18 عاما ذهب إلي برية شيهيت ليطلب طريق الرهبنة وبالفعل تم ذلك علي يد الأنبا أغاثون وبعد 3 سنوات أصبح صموئيل مرشدا لرهبان برية شيهيت فرسم قسيسا علي كنيسة أنبا مقار واتخذ له القديس يسطس تلميذا ثم رحل مع تلاميذه من جبل النقلون بعد أن أمضي 3 سنوات ونصف ليتجه جنوبا إلي أحد الجبال القريبة من جبل القلمون وهو جبل تاكيناس ويقع في الجانب الشرقي من جبل القلمون بمركز سمبطا محافظة بني سويف ثم أرشده الملاك إلي دير القلمون وهناك وجد كنيسة تغطت بالرمال لأنه لم يدخل فيها أحد منذ وقت طويل فأقام في ذلك المكان أياما كثيرة وهو يجاهد في تنظيفه كما وجد بجوار الكنيسة مساكن قليلة للرهبان وكان يأكل من ثمار النخيل ويشرب من ينبوع ماء كان خاصا بالأنبا أنطونيوس وتعرض دير الأنيا صموئيل لهجوم البربر مرتين ,وتنيح الأنبا صموئيل عن عمر 98 عاما عاش منها 74 عاما راهبا مجاهدا ودفن تحت مذبح كنيسة الأنبا صموئيل في جذع نخلة وتحتفل الكنيسة بتذكاره في 8 كيهك من كل عام ومعني كلمة صموئيل هي اسم الله.
إعادة تعمير الدير
أضاف الأنبا باسيليوس ومن هنا نجد أنه قبل مجيء القديس الأنبا صموئيل المعترف في القرن ال7 الميلادي إلي دير القديس الأنبا صموئيل المعترف حاليا كان الدير يعرف باسم دير السيدة العذراء بجبل القلمون وعبر القرون وجدنا أن برية القلمون المقدسة عاش فيها جماعات من النساك المتوحدين منذ النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي واستمر الدير عامرا بالرهبان حتي القرن السادس عشر الميلادي ثم تعرض إلي فترات من التدهور في أواخر هذا القرن وحتي أواخر القرن ال 17 ولكن يد الله تدخلت في عام 1898 م حيث بدأ الراهب القمص أسحق البراموسي رحلة الجهاد والصبر لإعادة تعمير الدير ثم تبعه رؤساء الدير من بعده القمص عوض ميخائيل الصموئيلي والقمص مينا البراموسي المتوحد قداسة البابا كيرلس السادسوالأنبا مينا الصموئيلي.ففي 12 يناير عام 1898 عوقب 12 راهبا من دير البراموس من قبل البابا كيرلس الخامس ال112 بالذهاب إلي دير أنبا صموئيل والاهتمام بتعميره وإصلاحه وكان من بينهم إ سحق البراموسي وفي ظل الظروف المعيشية القاسية استطاعوا بالفعل بكل جهد وصبر بداية رحلة التعمير.
موقع الدير
يقع دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون بقرب النهاية الشمالية لوادي المويلح المتداخل مع المنخفض الكبير الذي يشمل محافظة الفيوم ووادي الريان ووادي المويلح هو واد طويل يبدأ من غرب النيل في مقابل مدينة الفشن ويأخذ اتجاها جنوبيا شرقيا ثم اتجاها شماليا إلي شمالي غرب حوالي 20كم حتي يختفي منخفض الريان الكبير ويحيط بالدير من الجهتي الشمالية والشرقية جبل القلمون الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 280 مترا من الجهة الغربية وجبل الغاليون ويصل ارتفاعه في المنطقة المواجهة للدير حوالي 102 مترا أما الدير فيقع في منطقة ارتفاعها من 30:38 مترا ويقع الدير علي خط أفقي واحد مع مدينة ببا ويمكن الوصول إليه عن طريق مدينة مغاغة 177 كم جنوب القاهرة أو عن طريق مدينة الفيوم.
أصل فلمون
هي كلمة يونانية تعني بوص وهو الاسم الأصلي لهذا الوادي حيث يكثر فيه نبات البردي ومازالت هذه النباتات تنمو داخل الدير ويتضمن الدير حاليا عدة كنائس مختلفة هي كنيسة الأنبا صموئيل والسيدة العذراء وكنيسة الأنبا ميصائيل السائح وتعود لعام 1905 كما تقع علي بعد 5كم مغارة الأنبا صموئيل المعترف علي قمة جبل فلمون وتبلغ مساحة الدير حوالي 82 فدانا.
زراعة وتعمير
يوجد بالدير الآن مائة راهب يعملون ويزرعون ويعمدون حيث تم استصلاح حوالي عشرة أفدنة من أراضي الدير بسبب تواجد أربعة عيون للمياه أثنان منهما غير صالحين للشرب فتستخدم مياههم في الزراعة والغسيل أما الباقية فصالحة للشرب ومن هنا بدأت زراعة البقول والفاكهة والزيتون والبلح كما تم الاستعانة بالخبراء في مجال الترميم حيث تم ترميم سقف مجموعة من القلالي القديمة المصنوعة من جريد النخيل وإنشاء مكتبة تضم المخطوطات النادرة للدير وإقامة مخبز لصناعة الخبز للرهبان والزائرين إلي جانب المضيفة وقلالي جديدة للرهبان كما يوجد بالدير صناعات البوص والعسل الأسود ومخللات الزيتون ولايقوم الرهبان بكل الأعمال التعميرية والإنتاجية لأنها كثيرة وتتطلب قسطا كبيرا من الجهد للقيام بها لذلك يتم استئجار العمال من البلدان المجاورة ودفع أجور جيدة لهم نظرا لعنايتهم بالمحاصيل وحصادها وتثبيت الطلمبات والآلات الأخري وصيانة المباني للمحافظة عليها وأيضا الاستعانة بالشباب للطبخ والتنظيف وخدمة الكنائس وصناعة ملابس الرهبان بجانب وجود خدمة صحية متميزة بالدير تخدم القري المجاورة والرهبان نظرا لوجود أباء رهبان كانوا في الأصل خريجي كليات طب وصيدلية وأسنان بجانب وجود رهبان حاصلين علي شهادات زراعية ساهموا في النهضة الزراعية بالدير وأيضا أطباء بيطريين عملوا جاهدين في تربية الدواجن والماشية وبالتالي أدي كل هذا لنهضة عمرانية أدت بالتالي لاكتفاء الدير ذاتيا من جميع احتياجاته فعند زيارة الدير ستجد كل ماتحتاجه ومن هنا نجد أن دير الأنبا صموئيل المعترف الذي هجر في القرن ال17 أصبح عامرا الآن وهو شعلة في الإنتاج تشع بنورها في قلب الصحراء.
دير الأنبا إبرآم بالفيوم
قال الأنبا أبرأم أسقف الفيوم. إن دير الأنبا إبرآم ذكره عثمان النابلسي في قائمة أديرة الفيوم 1245 ميلادية كما ذكرته مصادر تاريخية أخري وتولاه الأنبا إبرآم عام 1881 حيث تم بناء الكنائس وبداية تعمير الدير وإدخال فكرة الإنتاج كما تم تجديد كنائس أخري .
فضلا عن إنشاء الجمعيات الخيرية التي تساهم في خدمة الشعب ومازالت إلي الآن بعضها يعمل كما اهتم القديس المتنيح الأنبا إبرآم بإنشاء المدارس ومنها 7 مدارس للمرحلة الابتدائية والإعدادية لتعليم الجميع أما الآن فيقدم الدير أكثر وأكثر ليصبح أشهر الأديرة في الإنتاج والتعمير فهو يضم العديد من المباني والخدمات والكنائس منها كنيسة السيدة العذراء وكنيسة أبي سيفين وهي من أقدم كنائس الدير وتم إزالتها وإعادة بناؤها عام 1960 بجانب إنشاء بيت لخلوة الشباب وتكميلا لمسيرة القديس العظيم الأنبا أبرآم في العمل الاجتماعي افتتحت مدرسة الأنبا ابرام للغات عام 2002 للمرحلتي الابتدائية والإعدادية بكافة امكاناتها التعليمية الحديثة كما يوجد بالدير مدينة صناعية تمثل العديد من الأعمال ويعمل بها عدد كبير من الشباب للقضاء علي البطالة في الفيوم منها مبني كامل لعمل القربان لجميع كنائس الفيوم ومبني المشغل اليدوي لعمل كل مستلزمات الكهنة والكنائس ويعمل به عدد كبير أيضا من المكرسات بجانب قسم خاص لملابس الأفراح والخطوبات ومصنع لتصنيع المخلل بأنواعه المختلفة بالطرق الحديثة ومصنع لتصنيع الجبن علي أعلي مستوي من التقنية والجودة بالإضافة إلي مبني للسجاد والنول اليدوي يعمل به فتيات القري المجاورة للدير ومبني للصناعات الصدفية وتصنيع كل مستلزمات الكنائس من حامل أيقونات ومنحليات وكراسي مذبح مطعمة بالصدف والأبانوس وأيضا عمل صلبان بيد مطعمة للأساقفة ويتم الاعتماد علي الخامات الجيدة المستوردة من الخارج .
أضاف الأنبا ابرام أن المنطقة الصناعية بالدير تحتوي أيضا علي مبني خاص لتصنيع الشمع بكل مقاساته وأنواعه التسويقية علي كافة الكنائس والأديرة بمصر كما يوجد مبني خاص لورشة النجارة للكفاية الذاتية للدير من اثاثات وأعمال خشبية أخري يحتاج لها الدير بالإضافة إلي مبني خاص لمطبعة الدير حيث يتم المطبوعات من كتب ومجلدات ورسم علي الزجاج وحرق علي الخشب وغيرها من نشاطات الطباعة وبذلك يعمل الدير دون توقف نحو التنمية والإنتاج والتعمير وتوفير فرص عمل للشباب والشابات.
كما أوضح الأنبا ابرأم أن الدير يقع علي مساحة 5كم جنوب مدينة الفيوم وأن المنطقة الصناعية يوجد بها مباني للخدمات والمؤتمرات والخلوات يجتمع فيها الشباب من كافة الايبارشيات كل عام حيث يتم فيها المهرجانات وهي لجميع الفئات والمراحل العمرية والعائلات وأيضا الملاعب كما يوجد أيضا بيت للمكرسات ومضيفة ومكتبة كبري تضم أقدم وأندر الكتب كما تسع المضيفة أكثر من 200 فرد بالإضافة إلي وجود متحف قبطي بالدير يضم العديد من القطع الأثرية التي ترجع إلي القرنين السادس والثامن عشر من مخطوطات أثرية وشمعدانات قديمة وإيقونات ويعمل بالمتحف والدير عدد كبير من الخحبراء الأجانب لترميم الأيقونات وحمايتها من العوامل الجوية كما يتم فتحه للدراسات والاستكشافات العلمية.
**************************
+ الكرازة السنة 37 العددان1-2 16ينابر2008
قام نيافة الأنبا باسيليوس وبعض رهبان دير الأنبا صموئيل المعترف بزيارة المقر الباباوى فى دير الأنبا بيشوى بمناسبة عيد الميلاد فى يناير 2009م