عبود باشا كان مالكا‏(4000‏ فدان‏)‏ وتحالف أسرتي البدراوي وسراج الدين كان مساهما كبيرا في انشاء بنك القاهرة برغم اتساع ملكياتهم العقارية‏,‏ ولو قارن أحد أسماء العائلات التي خضعت للاصلاح الزراعي ثم أسماء الذين خضعوا لقوانين التأميم لاكتشف وجود كثير من الأسماء مشتركة في القائمتين‏.‏ وما يعنينا هنا هو انعكاس ذلك علي الشاب المتقد حماسا مصطفي كامل وأنينه المستمر من أنه لا يجد نصيرا‏.‏
وقد بحث عن نصير للخلافة‏.‏ والنصير الأقرب هو الخلافة العثمانية فهي تناوئ الاحتلال البريطاني وهي قبل هذا وذاك تحرك الحنين والمشاعر المشتركة لدي المسلمين‏,‏ ولعل الشيخ عبدالعزيز جاويش كان أحد النماذج لأصحاب هذه المشاعر وهذا الانحياز‏,‏ فكثيرا ما كان يصرخ في وجوه الجميع إضاعة الخلافة إضاعة للذات‏,‏ بل إنه وبعد تأسيس الحزب الوطني ووفاة مصطفي اختلف كثيرا مع محمد فريد‏,‏ وكان يندد بكل من يرفع شعار مصر للمصريين‏,‏ مؤكدا لا وطنية في الإسلام‏.‏ ووجد الشاب مصطفي كامل مرفأ له في أحضان الخلافة‏.‏

************************

العميل العثمانى
يقدم فى مناهج التعليم المصرى على أنه زعيم وطنى كان يناضل الاحتلال الانجليزى، وفى الواقع أنه كان ينادى بخروج الانجليز لصالح أن تبقى مصر تابعة للخلافة العثمانية من آجل ما سماه السلطان عبد الحميد الجامعة الإسلامية. كان مصطفى كامل يحصل على أموال منتظمة من تركيا ومنحوه الباشوية تقديرا لجهوده فى خدمة المحتل العثمانى. ومن أبشع سقطاته الاخلاقية أنه أيد ابادة الأرمن عام 1915 وأتهمهم أنهم خانوا الخلافة،هذا هو مصطفى كامل مع صديقه العميل العثمانى الآخر المدعو محمد فريد الذى كتب كتابا يمجد فيه الدولة العثمانية كلما نظرت إلى هذا الكتاب فى مكتبتى أتعجب ممن يطلقون عليه زعيما....عملاء الإستعمار العثمانى فى مصر مصطفى كامل ومحمد فريد يجب حذفهم فورا من مناهج التاريخ فى مصر.............................مجدى خليل

 رجال البلاط العثماني ومصطفى كامل

 ويشير محمد فريد في مذكراته حضر الفاضل مصطفي كامل أفندي الوطني الغيور من الأستانة يوم الأحد‏5‏ نوفمبر‏1896‏ بعد أن أقام بها نحو أسبوعين وأحسن العثمانيون لقياه وأهداه السلطان علبة سجاير من الذهب مرصعة بالألماس‏,‏ وهذا دليل علي ارتياح مولانا الخليفة عن عمله ومساعيه‏(‏ محمد فريد ـ مذكرات يوم‏7‏ نوفمبر‏1896) وهكذا التقي الطرفان إذ جمعهما العداء المشترك للاحتلال والولاء الإسلامي لسدة الخلافة‏.‏
وبينما كان مصطفي في باريس‏(‏ يوليو‏1899)‏ اتصل به سفير تركيا ليبلغه رغبة السلطان في رؤيته مرة أخري فوصل الأستانة لينعم عليه السلطان بالنيشان المجيدي الثاني ‏,‏ ثم أتبعه بالأول فانهالت عليه الصحف المأجورة تكيل له التهم‏(‏ أحمد رشاد ـ مصطفي كامل‏,‏ حياته وكفاحه ـ ص‏151).‏
وقد ربط البعض بين هذه الزيارة بالذات وبين صدور جريدة اللواء‏,‏ فما أن عاد مصطفي كامل من الأستانة في أوائل سبتمبر حتي بدأ علي الفور في استعدادات إصدار اللواء‏,‏ فأعد لها دارا واختار محرريها ومترجميها ومراسليها وبعد ثلاثة أشهر صدر العدد الأول من اللواء في‏2‏ يناير‏1900,‏ وهاجت الصحف الاحتلالية متهمة اللواء بأنها صدرت بتمويل عثماني‏.‏
وكان محمد فريد معه في نفس الخط والخطة ونقرأ في مذكراته‏:‏ لا خلاص لمصر من استيلاء الانجليز عليها إلا بتقوية عري التابعية للدولة العلية أو بجعل مصر مضمونة من كافة الدول‏,‏ لكن الأولي لحفظ نفوذ الإسلام هو التابعية للخلافة المحمدية‏(‏ مذكرات محمد فريد ـ تاريخ مصر من ابتداء‏1891‏ مسيحية ـ ص‏120).‏
وكان يدعمهما الشيخ عبدالعزيز جاويش الذي أكد أن طريق مصر الوحيد هو تعزيز وحدة العالم الإسلامي ممثلة في الدولة العثمانية والعمل علي بقاء هذه الوحدة ومقاومة تمزيقها إيمانا منه بأن في تمزيقها ضياعا للوطن كله وتمكينا للنفوذ الأجنبي من التهامه‏(‏ أنور الجندي ـ عبدالعزيز جاويش ـ ص‏83).‏
ويصرح لجريدة لاكلير الفرنسية‏:‏ ومحصلة القول إن البحث في المسائل الشرقية علي مبدأ الدين من أكبر الوسائل لتوليد الأحقاد والضغائن ومنع توطيد السلام العام‏(‏ علي فهمي كامل بك ـ سيرة مصطفي كامل ـ ص‏351).‏
ثم هو ينفي عن نفسه أي تعصب ديني قائلا‏:‏ إن المسلمين والأقباط شعب واحد مرتبط بالوطنية والعادات والأخلاق وأسباب المعاش ولا يمكن التفريق بينهما مدي الأبد‏(‏ فتحي رضوان ـ مصطفي كامل ـ ص‏256).‏
***************************

المــــــــــــراجع

(1) جريدة الأهرام  السبت 5 /4/2008م السنة 132 العدد 44315 عن مقالة بعنوان [  مصطفي كامل‏..‏ مائة عام علي مصر المصريين‏[2‏ ـ‏3]‏
‏بقلم : د‏.‏ رفعت السعيد