Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

 تاريخ الآريوسيين إلى الرهبان 

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
4 مقالات ضد الأريوسيين

Hit Counter

 

*** تاريخ الآريوسيين إلى الرهبان (بين سنة 358 - 360 م ) خطاب 53 و 52 و 54

 

1 - الخطاب الأول : أرسل هذا الخطاب إلى المتوحدين ( أى الرهبان الذين يعيشون فى الوحده ) بعنوان [ أثناسيوس : رئيس أساقفة الإسكندرية إلى المتوحدين ] ويقول المتنيح الأب متى المسكين (1) فى ص 282 : " وهنا إشارة واضحة إلى أن إستخدام إصطلاح رئيس الأساقفة بدأ مبكراً ، كما أن الإسم الشائع فى هذا العصر والذى أطلق على الرهبان كام أسم المتوحدين "

والرسائل التى كان يرسلها البابا أثناسيوس كانت دورية للرهبان ويستدل عليها من كتاب حياة باخوم والتى ذكر فيه عن وصول " أرتاميوس" الدوق مع الأسقف الأريوسى إلى دير بافو  بحثاً عن أثناسيوس وأن رئيس الدير أبلغهم أن " الأب أثناسيوس أرسل أمراً للرهبان أن لا يصلوا مع غرباء لهم شركة مع الأريوسيين " وهذا يوضح أن وصول الدوق إلى الدير كان بعد أن وصل لرهبان الدير امر من البابا أثناسيوس أما الدوق أرتاميوس فقد قام برحلته للبجث عن أثناسيوس بين سنة 358 - 360 م من واقع تسجيلات الجدول الفصحى .

وفيما يلى مقتطف يثبت إرتباط هذه القصة بالخطاب :

[ ولكن إذ يوجد أشخاص أريوسيون يجولون فى الأديرة ليس لغرض إلا أن يستغلوا زياراتهم لكم ثم يعودوا ( من الأديرة) ليضلوا عقول البسطاء ، كذلك فإنه يوجد آخرون بينما يؤكدون أنهم لا يقيمون علاقة ( إيمانية) مع آريوس ، إلا أنهم يعطون لأنفسهم حلاً وسطاً بأن يقيموا الصلاة مع هذه الجماعة ، لذلك إضطررت تحت إلحاح إخوة أعزاء لأكتب لكم فى الحال أن تحفظوا الإيمانة المستقيمة بكل إخلاص وبلا أى غش التى يقيمها الرب بنعمته فيكم حتى لا تعطوا للإخوة فرصة للعثرة ... ونحن مرتبطون على وجه الخصوص بالإمتناع قطعياً من إقامة أى شركة مع إناس قد لعنا مبادئهم ! ] (10)  

2 -الخطاب رقم 52 كتب ما بين 358- 360م

[ إلى الذيم فى كل مكان يعيشون الحياة الرهبانية المؤسسين فى الإيمان بالإله والمقدسين فى المسيح ، الذين يقولون هوذا قد تركنا كل شئ وتبعناك ، الإخوة المحبوبين والذين أشتاق إليهم أخديهم تحياتى القلبية فى الرب]

هذا الخطاب  يقول عنها العلماء والمؤرخون من الخطابات الشيقة لقارئها ، وهو وارد فى مجموعة الآباء اللاتين (12)

[ إستجابة إلى سؤال محبتكم التى طالما ألححتم على ، كتبت تقريراً مختصراً عن المعاناة التى جزتها بنفسى والتى جازتها الكنيسة شاجباً بقدر أستطاعتى الهرطقة الملعونة التى خرج بها آريوس المجنون ، مبرهناً كيف أنها غريبة كلية عن الحق ]  [ راجع هذا الخطاب فى كتاب  الأب العلامة متى المسكين (1) الباب الخير]

3 -الخطاب رقم 54 :  " إلى سيرابيون بخصوص موت آريوس "

يقول الأب العلامة متى المسكين (1) ص 283 : [ يبدو من هذا الخطاب أن سيرابيون كان اليد اليمنى لأثناسيوس بين جميع أساقفة مصر ، ولكن لم يستدل على تاريخ ميلاده ولا تاريخ ميلاده ولا تاريخ رسامته أو تاريخ نياحته ، ومن لغة الخطاب يتضح أنه أصغر سناً من أثناسيوس .

وأسم سيرابيون غير وارد فى اساقفة مصر الذين حضروا مجمع صور سنة 335م ولكن اسمه وارد فى قائمة الكهنة فى نفس المدة ! لذلك ليس من المستبعد أن يكون أثناسيوس قد رسمه على مدينة تمويس الهامة بين 337- 339م .

وقد اختير رئيساً لبعثة السلام الخطيرة التى أرسلها اثناسيوس سنة 353م لمفابلة قسطنطين فى ميلان لتوضيح كيف تجرى الأمور فى مصر؟ ولكن البعثة عادت بدون أن يصرح لها بمقابلة الإمبراطور .

ولسبب ما مجهول لدينا لا نجد اسمه مدوناً ضمن أسماء الأساقفة الذين واجهوا النفى سنة 356- 357م ولا الأساقفة " المعترفين" فى إجتماعهم بقيادة اثناسيوس سنة 362م بالأسكندرية ، ولكن تذكر سجلات البابا اثناسيوس أنه ظل يراسل سيرابيون مدة نفيه الثالث الإختيارى وكتب له عدة خطابات عقائدية على أعلى درجة من الأهمية   

وكان سيرابيون صديقاً وسفيراً للقديس أنطونيوس وقد أم رتلميذيه عند موته أن يسلما سيرابيون جلد الغنم الآخر الذى كان يلبسه بعد أن اوصى بإعطاء البابا اثناسيوس جلد الغنم والثوب اللذين كان يلبسهما .

وقد ظل سيرابيون جيا حتى سنة 368 م (11) وهذا الخطاب يقص خبر موت آريوس وقد استقاه أثناسيوس من الكاهن مكاريوس الذى كان موفداً إلى القسطنطينية آنذاك ، ورأى الحوادث وشارك فيها بينما كان أثناسيوس فى تريف فى المنفى .

وهذا الخطاب له صلة اساسية بالكتاب المعروف بأسم " تاريخ الأريوسية " حيث يقول فى مقدمة الخطاب : ( قرأت رسائل قداستكم التى ترجونى أن أعرفك عن الحوادث التى تجرى حالياً فى ما يخصنى كذلك تسألنى عن أن أعطيك تفصيلات عن هذه الهرطقة المتناهية فى الكفر إلى ألريوسيين التى من أجلها قد عانيت انا هذه الألام ، كذلك تسألنى عن الكيفية التى مات بها آريوس)

وقد اقتصر البابا فى الرد على ذكر موت آريوس فقط ، وبالنسبة للسؤالين ألآخرين فإنه كتب رسالة مطولة إلى الرهبان بعثها إليه يشرح فيها بإستفاضة عن السؤالين وسماها : " الرسالة إلى الرهبان " .. أو " تاريخ الأريوسية إلى الرهبان " أو كما تسمى حتى اليوم : " إلى الرهبان"

تاريخ الأريوسية أو الرسالة إلى الرهبان

ويبدأ هذا التاريخ من بداية قبول آريوس فى الشركة فى مجمع " التدشين" فى اورشليم ( وهو الذى عقد على أثر إنفضاض مجمع صور سنة 335م كما ذكر فى ( دفاع أثناسيوس ضد الأريوسيين 84 )

وقد قصد البابا أثناسيوس من كتابته أن يكمل كتابه كتابه فى دفاعه ضد ريوسيين ليكون الأثنين عملاً كاملاً  حيث بدأ كتابه بالأمبراطور قسطنطين حيث بنتهى بدخول الأمبراطور قسطنطيوس فى الخلاف القائم وتبنيه الأريوسية ، وقد كتبه أثناسيوس فى مخابئة حيث كان يكثر التنقل من مغارة إلى مغارة ومن مكان إلى آخر وبلا شك فقد عكس هذا الكتاب الحالة النفسية لأثناسيوس وضيقه من نذالة مضطهديه جميعاً إمبراطوراً وأساقفة أريوسيين وخصيانا يخدمون فى البلاط ، فيوجد فى الكتاب عبارات شديدة المرارة أخذها عليه رجال التاريخ ، ولكن الذى يكتب فى المنفى هارباً مختفياً ليس له مكان ثابت يضع فيه رأسه مهاناً مطارداً مذلولاً من أجل الأنجيل والحق جعله يكتب كتابات رائعة ما زالت محفوظة لنا حتى اليوم .

وزمن كتابة تاريخ الأريوسية يمكن تحديده فى آخر فصوله حيث يذكر سقوط ليبريوس فهو لا يتعدى سنة 357م ولكنه بدأه بعد أن أنتهى عن رسالة دفاعه عن هروبه .

وهذا الكتاب يدرك الأنسان بمجرد قراءته مدى خطورة المؤامرة التى يدبرها أساقفة أجتمعوا معاً ضد الإيمان وضد أثناسيوس الأسقف الذى يقاومهم حماية للإيمان وضد الشعب الذى يناصر أسقفه ضد هؤلاء الهراطقة وذلك فى قرارات وقوانين أصدروها فى مجامع هذا عددها ، ثم يختم عليها إمبراطور الدنيا قسطنطيوس ويأمر عشرة كونتات (رؤساء أقاليم) بتنفيذها ويؤيدهم ولاة البلاد ومفتشى البوليس وقضاة والجيش !!

ولم يكن أثناسيوس مخطئاً حينما خرج عن وقاره المعتاد ووصف الإمبراطور بما هو شائع عنه فمرة يصفه بأنه يعبد خصيانة ، ومرة أخرى يصفه بأنه عديم الإنسانية حتى للمقربين إليه ، ومرة ثالثة بأنه رجل مزيف الشخصية ، ورابعة بأنه غشاش فى معاملاته ، وقال عنه أنه أقسى من بيلاطس فى حكمه على البرئ , وأطلق عليه أنه اشنع من آخاب فى مناصرته للأنبياء الكذبة ، وأنه أعتى من فرعون فى إذلاله لشعب بنى إسرائيل ، وأنه جاهل بالكتاب المقدس ، ، نصير الهراطقة الذين خرجوا عن مقررات مجمع نيقية  عدو المسيح لأمهاجمته الإيمان الصحيح .

أنه بلا شك أن كل وصف الأوصاف التى أطلقها البابا اثناسيوس على الأمبراطور قسطنطيوس وراءه سبب أو اكثر ، وانه لم يرى بعينية إنحدار فى الإيمان فحسب ولكنه رأى إنهيار فى كل القيم والمعايير الأخلاقية فالخصيان يحكمون القصر ويتحكمون فى مقاليد ودقائق أمور الإمبراطورية ويسيطرون على الأساقفة والمجامع ويضعون قراراتها مسبقاً وفرضها على المجتمعين وإن لم يوقع ينفى ، وإنقلبت موازين العدالة الرومانية وتحكم فيها العبيد وزيف القضاء الرومانى ، وباتت مصائر شعوب الإمبراطورية يلهوا بها عدينى الفهم وقليلى الحكمة ، واطلق الأريوسيين الشهوات للعنان وأصبحت الخدع والأساليب الملتوية من سمة العصر حتى صار الكل فى خطر وليس الدين فحسب .

وبالرغم من أثناسيوس كان بمفرده إلا انه يمثل عقل الثورة الدينية السلمية ضد نظام وقف بكل قوته لمناصرتة الهراطقة وقد تنسم شعب مصر نسيم المقاومة فاعجب الجميع بالبابا اثناسيوس ، وقام يزود لا عن مصر بل عن كرامة وحق الإنسان فى حرية التعبير المدنية الرومانية والخلاق والعدالة فى ربوع الإمبراطورية .

وظل هذا ألسقف المصرى الأعزل يزأر بالنقمة على 300 أسقف الأريوسيين الذين تلاعبوا بالأمبراطور وبالأمبراطورية الرومانية ، وكانت نتيجة مقاومة هذا السقف المصرى الضعيف الذى التحف بقوة الرب يسوع فأكملت قوته أستطاع أن يقلق الأمبراطور فى مضجعه وهد كيانه وألغى هيبته فى قلوب رعيته فى كل أنحاء الدنيا ، ونظر المسيحيين فى العالم إلى 300 من الأساقفة ورؤساء الأساقفة وألوف الكهنة  الأريوسيين من كل أقطار الأرض نظرة تدنى .

ولم يلبث أنه بعد أكمل اثناسيوس كتاب دفاعاته بل وكتبه ورسائلة باللغة اليونانية إلى انه ترجمت إلى اللغة اللاتينية قتداولها الناس فى الإمبراطورية الرومانية ، وما أن بدات سنة 362م إلا والأريوسية بدأت تعانى من التصدع حتى أنتهى بها إلى الإضمحلال ، وكان السبب ضربات أثناسيوس وكان يستمد قوته من المنطق الموجود فى الكتب المقدسة ويسند كتاباته بتقليد الاباء وقرارات مجمع نيقية ، كانت محبته للشعب بل ولكل من يقابله هى الثقة التى جعلت كتابته تنتشر بسرعة النار فى الهشيم فى أرجاء الإمبراطورية الرومانية .

وقد حصر المؤرخون هذه الموافق التاريخية التى وقفها اثناسيوس ضد ألمبراطور قسطنطيوس فى كتابه هذا فى فصول ( 9, 30، 34، 40، 46، 51، 53، و 67- 70 و 74 و 80)

وذكر فى فصول هذا الكتاب كيف إستقبله الشعب إستقبالاً رائعاً فى عودته من المنفى الثانى وما لازمه من تأثير أخلاقى وحماس روحى فى وسط الشعب ( فصل25) وفيه توعية الشعب والأساقفة والحكام بأن الإضطهاد فى جوهرة مهما كان ، هو غريب عن النفس البشرية وخاصة فهى أيضاً غريبة عن روح الكنيسة (فصول29و 23 و 67)

وفى (فصل63) لا ينسى فى محنته مناصرة الفقراء وخدمتهم بروح التعاطف والتركيز عليهم لأنه فضلاً عن الوصايا الإنجيلية فهى غريزة إنسانية شريفة .

كما يسجل المحاورة الجريئة والشجاعة من كل خوف أو جبن أو رياء التى دارت بين اسقف قرطبة والإمبراطور المتحكم والمتسلط فى شئون ليست له ، والتى تحسب له كنموذج لقائد كنيسة ورئيسها لما ينبغى أن تكون عليه المواجهة لأساقفة العالم وألاف من الكهنة وليس هؤلاء فحسب بل فى مواجهة السلطة الحاكمة في ما يختص بتداخل السلطات الحاكمة فى الحدود الدينية ، فكل منهما حد لا يتعداه الواحد نحو الآخر .

ثم يسرد ما حدث بين هوسيوس اسقف قرطبة ( البالغ من العمر 100سنة) والإمبراطور :

[ فإذا أردت أن تضطهدنى (أسقف قرطبة) فأنا على أتم إستعداد لإحتمال كل شئ دون أن أريق دماً بريئاً ( أى يحكم على أثناسيوس بالنفى والعزل) أو أخون الحق وأنا لا أوافق على سلوكك بالكتابة لى بالتهديد وبهذه اللهجة ، فأوقف متاباتك بالتهديد لى !! إن الرب وضع فى يدك اإمبراطورية أما نحن فقد إئتمنا على القيام بمهام شئون الكنيسة ، فكما أن الذى يحاول أن يسرق الإمبراطورية من بين يديك يحسب مقاوماً للتدبير الإلهى ، هكذا بالمثل يلزم أن تخشى أنت أيضاً على مثل هذا التعدى ، لأن بأخذك الأحكام وقضايا الكنيسة لنفسك تصير متهماً بذنب عظيم ، فإنه مكتوب : " أعط ما لقيصر لقيصر وما لإله للإله " فكمتا هو مسموح لنا ان نمارس قوانين الدولة كذلك أنت يا سيدى لا نملك السلطان أن تحرق بخور (فصل45) ( كذلك الفصول 34 وما بعدها فصل 76)

وفى (فصل40) وصف روعة إتحاد النفوس فى ألفة الحق الواحد ومرارة إبتعاد النفوس (بالنفى) التى تعاهدت بالحب فى ظل الإيمان المستقيم . 

وفى ( فصل 41و 45) إلتمس البابا اثناسيوس العذر لمن خانوا الحق ووقعوا على الوثيقة ضد ألإيمان وضد اثناسيوس برقة وحياة وأدب .

وفى ( فصل 47) وصف عزاء الرب ومناصرته لخدامه الذين أجبروا على البقاء فى النفى مبتعدين.

وفى ( فصل 79) يصف أثناسيوس بإحساسة الميتافيزيقى تقابل الأرواح معاً فى السماء ، بعد أن تكون قد عانت وعبرت الضيقة العظمى فى الدفاع عن الحق ، وكأنهم بلغوا معاً شاطئ السلام ودخلوا الفرحة العظمى بعد رحلة نوء فى بحر العالم المضطرب . 

 

 

*****************************

المــــــــــــــــراجع

 

 

This site was last updated 05/27/08