جريدة وطنى بتاريخ 17/8/2008م السنة 50 العدد 2434 عن خبر بعنوان [ اكتشاف قلعة السلطان الغوري بسيناء] تحقيق - ميرفت عياد
كثيرا ما اكتشف الأثريون بمناطق القناة العديد من القلاع الحربية والحصون التي تعود إلي تاريخ الفراعنة منها قلاع حورس والطريق الحربي العروف باسمه, وقلعة ثارو, ومؤخرا اكتشفت بعثة الآثار المصرية قلعة حربية جديدة للسلطان قنصوه الغوري بمنطقة سهل الطينة بشمال سيناء ترجع إلي العصر المملوكي ذلك العصر الذهبي 1250-1516 في العمارة الإسلامية في مصر خاصة العمارة الحربية...إن بناسء القلاع والتحصينات العسكرية كان منذ عهد الفراعنة حيث كان ينظر المصريون القدماء إلي مدن القناة علي أنها من أكثر الحدود التي ينبغي أن تكون آمنة لمصر وامتد هذا في العصور التالية. ولأهمية هذا الموضوع التقت وطني مع عدد من المسئولين.
قال فرج فضة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار إن مدينة الطينة تقع جنوب شرق بورفؤاد وشمال شرق القنطرة وإلي الجنوب من البحر المتوسط. وقد ذكر علي مبارك أنها كانت من أعظم مدن مصر وكانت تعرف في العصر الفرعوني باسم بيلوز ومعناها الطينة ومن ثم أطلق عليها العرب إبان الفتح الإسلامي لمصر اسم الطينة. وذكر المؤرخ ابن إياس في عام 1517 أن السلطان الغوري أنشأ قلعة بها أبراج وجامع بمدينة الطينة علي ساحل البحر المالح, كما ورد ذكرها أوائل القرن الثامن عشر الميلادي حيث نفي إليها أحد وزراء الدولة العثمانية.
وأوضح فضة أن مدينة الطينة تعد ميناء مهما علي ساحل البحر المتوسط حيث تم العثور فيها علي جميع أنواع العمارة الإسلامية من عسكرية واستراتيجية ومدنية وصناعية.. حيث تم اكتشاف قلعة السلطان الغوري والتي تتكون من بناءين متداخلين علي شكل ثماني الأضلاع أحدهما خارجي ويوجد علي يمين مدخله الرئيسي حجرة الحراسة, وعلي يساره بوابة التحصين الداخلي أما المثمن الداخلي للقلعة فيقع علي منسوب أعلي من المثمن الخارجي ويتكون من طابقين بهما خمس قاعات ودورة مياه, ويغلق مدخله باب ضخم من الخشب المصفح بالحديد والمسامير. ونظرا لعدم وجود أي وسيلة دفاعية بالنسبة للمثمن الداخلي ووجود سلمين علي يمين ويسار الداخل يوصلان للطابق الثاني فإنه من المرجح أن تكون وسيلة الدفاع في هذا المثمن الداخلي تكمن في الطابق الثاني حيث يوجد برج به فتحات لصب المواد الملتهبة وستة أبراج مزودة بفتحات لرمي السهام علي الأعداء إذا ما اقتحموا المثمن الخارجي.
ومن جانبه أضاف دكتور محمد الششتاوي, مدير عام التوثيق الأثري لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار, أن أعمال الحفر أسفرت أيضا عن العثور علي ستة خزانات أحدها كان بالطرف الغربي للقلعة ومساحته 20*15 مترا ومبني بالطوب الأجر, ويوجد في طرفه الشمالي حوض متصل بالخزان بواسطة فتحة تؤدي إلي مجري المياه. تم الكشف عن خمسة خزانات للمياه في كتلة معمارية واحدة مختلفة الأشكال والأحجار وأسلوب التغطية. وعثر شرق الخزان علي مجموعة من الأفران لحرق الفخار, والمطاحن لطحن الحبوب وعصر الزيتون, كما تم الكشف أثناء عملية الحفر عن مجموعة من المساكن ومسجد تبلغ مساحته 10*8 أمتار وله بابان أحدهما في الطرف الشمالي والآخر مقابل له ويطل علي داخل المثمن الخارجي للقلعة.
أشار دكتور الششتاوي إلي أنه بعد العديد من الدراسات الأثرية والهندسية والتاريخية استقر الرأي علي ترميم المثمن الخارجي واستكماله حتي منسوب 2.5 متر للحفاظ علي الأنماط المعمارية والوظيفية للقلعة, وترميم المثمن الداخلي باستخدام نفس مواد البناء الأصلية الموجودة بالموقع أو مواد مماثلة لها, واستكمال وإعادة بناء مدخل المثمن الداخلي وقاعتين به كنموذج لباقي القاعات, هذا إلي جانب إزالة الأملاح السطحية المترسبة علي الجدران وإعادة طلائها وترميم الخزانات الأرضية وإعادة الطلاء كما كان, وترميم مسجد العرب من الداخل والخارج وإعادته علي النسق القديم.
السلطان قنصوة
ترجع قلعة الغوري إلي السلطان قنصوة الغوري التركي الجنسية والمولود عام 850هـ/1446م والذي تملكه السلطان قايتباي وأعتقه وعينه في العديد من الوظائف إلي أن نودي به ملكا علي مصر عام 906هـ/1501م وظل في ملك مصر إلي أن قتل عام 922هـ/1519م بموقعة مرج دابق شمال حلب وهو علي رأس جيشه يقاتل السلطان سليم.
الجدير بالذكر أن في عصر السلطان الغوري ازدهرت الفنون والعلوم وراجت سوق الأدب والموسيقي إلي جانب اهتمامه بفنون العمارة التي ازدهرت في عصره.