قانصوة الغورى

بريشة جينتيلوا بللينى

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic Coptic history

بقلم عزت اندراوس

السلطان الأشرف قانصوة الغورى 1501 - 1516 م

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
اكتشاف‏ ‏قلعة‏ ‏السلطان‏ ‏الغوري‏ ‏بسيناء
مسجد قنصوة الغورى

عندما اكتشف فاسكو دوجاما البرتغالي لطريق رأس الرجاء الصالح‏,‏ ضرب اقتصاد وتجارة مصر المملوكية واقتصاد البندقية ونابولي وجنوا في الصميم‏,‏ فما كان إلا أن وفد علي مصر أمراء من دوقية البندقية عام‏1501‏ م ليعرضوا علي السلطان الغوري فكرة جريئة وهي الاستغناء عن طرق القوافل والنقل عبر النيل بحفر مباشر لقناة تصل بين البحرين الأحمر والأبيض‏.

  ***************************************************************************

 قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار الجزء الثالث ( 041 من 761 ) : " وتولى عوضه الملك الأشرف جان بلاط الأشرفي قايتباي وأتانا خبرة بمنزله الجديدة في العود من المدينة الشريفة في يوم الجمعة سادس عشري ذي الحجة سنة خمس وتسعمائة فكانت مدته ستة شهور وأيامًا ثم خلع في يوم السبت ثامن عشر جمادى الآخرة سنة ست وتسعمائة وتولى الملك العادل طومان باي الأشرفي قايتباي ثم خلع سلخ رمضان من السنة المذكورة فكانت مدته نحو مائة يوم وتولى بعده الملك الأشرف قانصوه الغوري الأشرفي قايتباي مستهل شوال من السنة المذكورة انتهى والله تعالى أعلم بالصواب‏

======================================================================

 

(2) الأخبار الجمعة 13/10/2006 م السنة 55 العدد 16998 فى مقالة بعنوان " افتتاح وكالتي الغوري وابوالدهب الأثريتين بعد الترميم - فاروق حسني: 34 مليون جنيه لترميم الوكالتين وتحويلهما لمنارة ثقافية " كتب علاء عبدالهادي : " افتتح فاروق حسني وزير الثقافة مساء أمس الأول مشروعي ترميم وتطوير مجموعة الغوري ومجموعة ابوالدهب الاثريتين بتكلفة اجمالية 34 مليون جنيه. شهد الافتتاح د. سيد مشعل وزير الدولة للانتاج الحربي وفايزة ابوالنجا وزير الدولة للتعاون الدولي ود. عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة وفاروق عبدالسلام وكيل أول وزارة الثقافة ود. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الاعلي للاثار.
وقال ايمن عبدالمنعم المشرف العام علي مشروع تطوير القاهرة التاريخية ان هاتين المجموعتين من أهم واعظم المجموعات الاثرية الاسلامية المتكاملة في القاهرة التاريخية وقد تم تحويلهما الي منارتين لنشر الفنون الثقافية الرفيعة والتراثية في قلب القاهرة التاريخية.
وقال ان مجموعة ابوالدهب الاثرية تعد من اهم واعظم المجموعات الاثرية في العصور الاسلامية وتتكون من جامع وتكية وسبيل وكتاب وحوض للدواب وقد خضعت هذه المجموعة لمشروع ترميم متكامل استغرق حوالي ستة اعوام بتكلفة بلغت عشرين مليون جنيه. واشار الي ان هذه المجموعة الفريدة انشأها محمد علي ابوالدهب أحد امراء مصر عام 1187 ه وبالمسجد تكية مكون من ثلاثة طوابق انشئت للمتصوفين من الاتراك بالاضافة الي حوض وسبيل ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية والحوض والسبيل يطلان ويعد مسجد ابوالدهب رابع مسجد بمصر وضع تصميمه علي طراز الجوامع العثمانية والمسجد مغطي بقبة مركزية تتبع النمط السلجوقي وله مئذنة مصرية الطراز مكونة من ثلاثة طوابق.
وقال عبدالمنعم ان ترميم مجموعة الغوري استغرق ستة اعوام بتكلفة 14 مليون جنيه تقريبا مشيرا الي ان المجموعة تعد أروع مجموعة متكاملة في العصور الاسلامية انشأها الملك الاشراف ابوالنصر قنصوة الغوري الاشرفي عام 910 ه وهو الملك السادس والاربعون من ملوك المماليك وتتكون المجموعة من مسجد ومدرسة وقبة ووكالة وحماما ومنزلا ومقعدا وسبيلا وكتابا.
ورغم ان مجموعة السلطان الغوري تتكون من اكثر من منشأة لكل منها وظيفة تؤديها باستقلالية تامة عن غيرها الا ان المعمار ابدع في الوصول الي حلول معمارية تسهل الانتقال عبر هذه المنشآت ويمكن تقسيم مجموعة السلطان الغوري الي الواجهة والقبة والخانقاة والفناء والمدافع.

وذكرت جريدة الأهرام بتاريخ 113/10/2006 م السنة 131 العدد 43775 بعنوان : " ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية الانتهاء من تجديد‏3‏ مجموعات أثرية اسلامية بقلب العاصمة تكلف ترميمها‏45‏ مليون جنيه " كتبت ـ مشيرة موسي
وتضم مجموعة محمود بك أبو الدهب‏(1733‏ ـ‏1774)‏ جامعا وحوضا وسبيلا وتكسية تكلف ترميمها‏20‏ مليون جنيه ووتمثل هذه المجموعة نقلة مهمة بين عمارة العصر المملوكي المعروفة بضخامة وفخامة مبانيها وعمارة العصر العثماني المشهود لها بدقة زخارفها ولين خطوطها‏.‏
وعانت هذه المجموعة العديد من المشاكل منذ زلزال‏1992‏ م حيث تصدعت العديد من القباب الضحلة المحيطة بقبة المسجد وأوشكت علي الانهيار فضلا عن أعمال الحفر خلسة التي قام بها الأهالي أسفل الحائط الجنوبي للمسجد مما أدي الي تآكل اساساته وظهور شروخ كبيرة مما عرض المسجد لخطر الانهيار‏.‏
وأدت عملية الترميم الي العديد من الاكتشافات الأثرية داخل المجموعة أهمها العثور علي صهريج مجموعة محمد بك أبو الذهب والذي يتميز بتخطيطه وعمارته وساقية المجموعة ونظام الصرف الصحي الذي يعود للقرن‏18‏ ومغطس لحمام من العصر المملوكي أسفل مسجد أبو الدهب مما يؤكد أن القاهرة مدينة متعددة الطبقات أما خان الزراكشة فقد أنشيء عام‏1474‏ م ومباني الخان من طراز عمائر السلطان قايتباي‏(‏ الرابع الأخير من القرن التاسع الهجري‏)‏ وتكلف ترميمه حوالي‏10‏ ملايين جنيه‏.‏
والخان كلمة فارسية معناها منزل أوسوق واستخدمت للدلالة علي بناء يتكون من عدد من الحجرات تحيط بفناء مكشوف واطلق علي هذا الخان الزراكشة‏,‏ نسبة الي زراكشة المعادن ونقشها وأنه كان مقرا لزراكشة هذه الصناعة بالقرب من سوق الكفتين‏.‏
ويعد خان الزراكشة من أجمل المباني علي شارع الأزهر وكان يطلق من قبل علي حارة الباطنية قبل أن يشق البارون امبان شارع الأزهر ليصل ضاحية مصر الجديدة الحديثة آنذاك بالقاهرة في‏12‏ دقيقة كزمن لرحلة الترام‏.‏ وتم شق شارع الأزهر ببراعة وتم تفادي ازالة أي أثر بالمنطقة وخلق تكوين عمراني جديد وغير مألوف فأصبح لدينا واجهة مميزة تشرف عليه تبدأ بمجموعة الغوري فخان الزراكشة مجموعة محمد بك أبو الدهب وأخيرا الجامع الأزهر الشريف‏.‏ أما مجموعة السلطان الغوري والتي تضم قبة وخانقاه ومقعدا وسبلا ومتابا ومنزل السلطان قنصوه الغوري فتعد تحفة معمارية شامخة قاوم جزء كبير منها الزمن وتعد حجر زاوية بين شارع المعز لدين الله وشارع الأزهر‏.‏ وعانت هذه المجموعة من مشكلة المياه الجوفية التي حولت صحن المجموعة وحواصلها الي بركة للأوبئة التي انتشرت بالمكان‏.‏
وتسبب قيام لجنة حفظ الآثار بانشاء قبة خرسانية في حدوث أربعة شروخ كبيرة بالقبة معرضة المبني كله للتدمير‏,‏ وقد تمت ازالة هذه القبة الخرسانية وانشاء أخري خشبية للحفاظ علي المبني‏.‏ وأنشأ السلطان الغوري هذه المجموعة عام‏1505/1504‏ في نفس توقيت اكتشاف رأس الرجاء الصالح مما أثر علي الحالة الاقتصادية في مصر واقيم جامع السلطان الغوري علي أنقاض بيوت هدمت برضاء أهلها أو بدون رضاهم وتم في ذلك الوقت فرض الضرائب علي المواطنين مما جعلهم يقاطعون الصلاة في الجامع واطلقوا عليه الجامع الحرام‏.‏
*******************************************************************************************************

الغورى او المتولى وفتوى حرب المسلمين ضد المسلمين

الأهرام 26/5/2007م السنة 131 العدد 44000 عن مقالة بعنوان " مصر‏..‏ بين دعاوي الخلافة والدولة المدنية‏(2‏ ـ‏3)‏ " بقلم‏:‏ د‏.‏ رفعت السعيد

كان سلطان مصر في هذا الزمان قنصوه الغوري‏,‏ وكان يقوم كل عام بالواجب المصري القديم برعاية الأماكن المقدسة سواء في مكة أو المدينة أو القدس‏.‏ وكانت حاكم مصر يشرف بنفسه علي صناعة كسوة الكعبة وتسفيرها مع ركب المحمل‏.‏ وأتي البريد إلي قنصوه بأن الخليفة العثماني يحشد حشوده لغزو مصر فوجه رسالة إلي السلطان سليم الأول جاء فيها علمنا أنك جمعت عساكرك وأنك عزمت علي تسييرهم علينا فتعجبت نفسنا غاية التعجب لأن كلنا والحمد من سلاطين أهل الإسلام‏,‏ وتحت حكمنا مسلمون موحدون‏.‏
فرد السلطان سليم في كذب سافر يعلم الله وكفي به شهيدا أنه لم يخطر ببالنا طمع في أحد سلاطين المسلمين أو في مملكته‏,‏ أو رغبة في إلحاق الضرر به فالشرع الشريف ينهي عن ذلك‏(‏ ابن إياس ـ بدائع الزهور في وقائع الدهور ـ الجزء‏2‏ ـ ص‏124).‏
لكن سليم الاول كان رغم ذلك مصمما علي غزو مصر ولم يكن ينتظر سوي فتوي تبيح له ذلك فكيف يغزو بلدا يسمي سلطانه نفسه خادم الحرمين الشريفين ويقوم بكسوة الكعبة ويحتضن الأزهر الشريف‏.‏ وأخيرا جاءت الفتوي علي يد قاضي عسكر الأناضول كمال باشا زاده‏.‏ واستند فيها إلي الأية الكريمة ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وتمضي الفتوي لتقول أن الأرض هي مصر لأنها وردت في أية قرآنية مشيرة إلي مصر‏.‏ أما عبادي الصالحون فهم طبعا العثمانيون‏.‏
وقد كان‏,‏ فقد سارع مفتي الأستانة هو أيضا ليؤيد فتوي قاضي العسكر‏,‏ فأصدر مفتي الأنام شيخ الإسلام فتوي بوجوب غزو مصر لأن أهلها قطاع طرق والحرب والقتال ضدهم غزو وجهاد‏,‏ والمقتول في هذه الغزوة شهيد ومجاهد‏..‏ وتقترب الجيوش العثمانية من مصر فيرسل سليم الأول إلي حاكمها أنذاك طومان باي رسالة يقول فيها إن الله قد أوحي إلي بأن أملك الأرض والبلاد من الشرق إلي الغرب كما ملكها الإسكندر ذو القرنين‏,‏ وأنا خليفة الله في أرضه وأنا أولي منك بخدمة الحرمين الشريفين وبدأ سليم الأول جرائمه في مصر بشنق طومان باي علي باب زويلة‏.‏ ولم يغفرها له المصريون ويظلون حتي الآن يطلقون علي هذه البوابة بوابة المتولي وهو أحد أسماء طومان باي ولم يزالوا يقرأون الفاتحة كلما مروا بالبوابة‏.‏
ولم تكن هذه الشراسة والغطرسة مقصورة علي تعامل العثمانيين مع شعب مصر بل شملت كل شعوب المناطق التي احتلوها‏,‏ وشملت أيضا الهيئة التركية الحاكمة ذاتها فالدولة العثمانية كانت دولة طبقية بمعني الكلمة‏..‏ فالهيئة العثمانية الحاكمة بأكملها من أصغر موظف وحتي الصدر الأعظم‏(‏ رئيس الوزراء‏)‏ كانت بكل أعضائها عبيدا للسلطان ويطلق عليهم المصطلح التركي قولار‏,‏ أي العبيد ومفردها قول أي العبد ويقصد به عبد السلطان‏,‏ وكانت هذه هي تسميتهم جميعا في الأوراق الرسمية‏(‏ د‏.‏ عبد العزيز الشناوي ـ الدولة العثمانية ـ الجزء الأول ـ ص‏9).‏
وتظل العلاقة المصرية العثمانية علاقة خصومه‏,‏ وإن كان الجمهور الذي يهتف من أعماقه بهلاك العثماللي يواصل خضوعه للخليفة العثماني باعتباره خليفة المسلمين‏.‏ أنه ذات التناقض الذي وجد فيه المصريون أنفسهم وهم يخوضون غمار الثورة العرابية‏.‏ فمنذ البداية حاول عرابي ألا يستثير السلطان العثماني لكنه في ذات الوقت حاول أن يحافظ لمصر علي سيادتها‏..‏ ويروي ولفريد بلنت أكد لي عرابي نحن جميعا أبناء السلطان نعيش كأفراد أسرة واحدة في بيت واحد‏,‏ كل منا له إقليم من الإمبراطورية‏,‏ له حجرة مستقلة في المنزل‏,‏ وهي حجرة خاصة بنا نتصرف فيها وفقا لإرادتنا ويجب ألا نسمح لأحد بأن يعبث بسيادتنا وعلي وضعنا المستقل‏(‏ التاريخ السري للاحتلال البريطاني في مصر ـ الطبعة الإنجليزية ـ ص‏170)‏ ويكتب صابونجي إلي بلنت رسالة أكثر وضوحا أن العرابيين يتملقون السلطان ويعلنون ولاءهم له كخليفة للمسلمين لكن الحقيقة هي أن السلطان لا يعنيهم في شيء وحين يحسون بقوتهم سيعلنون إقامة حكومة جمهورية‏(‏ بلنت ـ ص‏47).‏
وكان السلطان هو أيضا يكره عرابي ويسعي لإفشال ثورته لكنه يحاول خداعه وتملقه فقد أصبح عرابي زعيما ذا نفوذ كبير في إرجاء أقاليم عديدة‏.‏
لكن العلاقة المصرية بموضوع الخلافة تظل ملتبسة‏.‏ ففي مطلع القرن العشرين وعندما تأسس الحزب الوطني شهد وبعد فترة من تأسيسه صراعا حادا بين تيارين الشيخ جاويش ينتمي للخلافة ويؤكد إن إضاعة الخلافة إضاعة للذات ومحمد فريد يؤكد مصرية مصر ويشكو في مذكراته من أن الشيخ جاويش كان يعترض علي أعضاء الحزب الذين يضعون علي صدرهم دبوسا كتبت عليه عبارة مصر للمصريين ويقف إلي جانب الدعوة المصرية كثير من الكتاب ومنهم مثلا عبد القادر أفندي حمزة ومنصور فهمي وغيرهما‏.‏
أما قاسم أمين فيهاجم الخلافة بشدة قائلا أنها نظام يقوم علي أساس خليفة أو سلطان غير مقيد‏,‏ يحكم موظفين غير مقيدين‏,‏ وربما يقال أن هذا الخليفة يستمد سلطته من الشعب الذي بايعه‏,‏ لكن هذه السلطة التي لا يتمتع بها الشعب إلا بضع دقائق هي سلطة لفظية أما في الحقيقة فالخليفة هو وحده صاحب الأمر والنهي‏.‏ أن من أسباب نكبتنا أننا نسند حياتنا علي التقاليد التي لم نعد نفهمها ونحافظ عليها فقط لأنها أتت من الماضي‏.‏
أما الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده فقد رفض من الأساس فكرة وجود خليفة يحكم باسم السماء وقال أن السيادة قسمان‏:‏ سيادة عليا يختص بها الله تعالي‏,‏ وسيادة أقل درجة يختص بها الشعب وعليه ممارستها‏.‏ ومن هذه السيادة تكتسب الأمة شرعية دورها كمصدر للسلطة‏.‏ أما الحاكم فيكتسب سلطته من الشعب‏(‏ الشيخ محمد عبده ـ الأعمال الكاملة ـ جزء‏2‏ ـ ص‏139)‏ ثم هو يقول جازما ومن الضلال القول بتوحيد الإسلام للسلطتين المدنية والدينية‏,‏ فهذه الفكرة خطأ محض ودخيلة علي الإسلام‏,‏ ومن الخطأ القول أن السلطان هو مقرر الدين وواضع أحكامه ومنفذها ثم يعلو صوته مؤكدا ليس في الإسلام ما يسمي عند قوم بالسلطة الدينية أو المؤسسة الدينية بوجه من الوجوه‏,‏ ولم يعرف المسلمون في عصر من العصور تلك السلطة الدينية‏(‏ المرجع السابق ـ ص‏125).‏ وتمضي المعركة سجالا لتأتي ثورة‏1919‏ فتحسم الأمر لصالح الدولة المدنية ولصالح شعار جديد الدين لله والوطن للجميع‏.
*********************************

في بداية العام الهجري ٩٠٨ (١٥٠٣ ميلادي).. اقترح الأمير المملوكي قائد الجيوش قايت الرجبي علي آخر سلاطين المماليك ـ قنصوه الغوري ـ أن يفرض علي الناس ضريبة جديدة توازي عشرة أضعاف الضريبة السائدة - آنذاك - حتي يتسني له سداد مكافآت المماليك الباهظة نظير مساندتهم للسلطان ليتربع علي عرش مصر..
وما إن بدأ السلطان الغوري في تطبيق هذه الضرائب حتي اضطربت أحوال الناس بالقاهرة.. وضاق بهم الخناق.. فلا هم بقادرين علي سداد الضرائب الباهظة.. ولا هم علي استعداد لتحمل العذاب والجلد ودق المسامير في أطرافهم في سجن «المقشرة» الرهيب.. وتعطل البيع والشراء وأغلقت الدكاكين أبوابها..
وأخذ الناس يتجمعون في المساجد.. وينزلون اللعنات علي الأتابكي قايت الرجبي.. فنزل من القلعة فتجمع الناس حوله وبدأت ثورة الجياع باعتراض موكبه وشكوا له ارتفاع الضريبة وارتفاع الأسعار واختفاء البضائع وإغلاق الدكاكين فلم يستمع لكلامهم.. فانهالوا عليه بالطوب والحجارة.. حتي أصابوه هو ومن معه.. فاستل أمراء المماليك سيوفهم وطاردوا الناس.. ولكن الناس ازدادت ثورتهم..
وتجمعوا في الشوارع واتسعت أعمال العنف وشاع السلب والنهب.. وانطلقت ثورة الجياع فلم يستطع أن يوقفها أحد.. ولم يهدأ الحال إلا بعد نزول السلطان إلي الشارع ومعه عدد كبير من المماليك فقتل ثلاثة من العامة.. وقبضوا علي ١٤ مواطنا أمر الوالي بقتلهم في الحال بالسيوف.. ولكنه في اليوم التالي أمر السلطان بتخفيض الضريبة لسبعة أضعاف بدلا من عشرة.. ولكن لم يهدأ الحال وقامت ثورة الجياع مرة أخري بعد شهرين بشكل أشد ضراوة.. فأمر السلطان بتخفيضها مرة أخري لتصبح ضعفين بدلا من سبعة أضعاف.

********************************

الحرب المصرية البرتغالية

الحرب المصرية البرتغالية في القرن السادس عشر أو العكس باعتبار أن المصريين بقيادة المماليك كانوا يدافعون عن مصالح المسلمين قبالة السواحل الهندية، جرت بين عامي 1505 – 1517، وانتهت بخسارة المسلمين لطرق تجارة التوابل التي كانت تحت نفوذهم لزمن طويل.
كانت تلك المعارك البحرية بين مماليك مصر والبرتغال صراعا على المستقبل. البرتغال كانت في ذلك الوقت دولة بحرية قوية بطموح وشهية كبيرتين للاستكشاف والسيطرة على مناطق جديدة في جميع أنحاء العالم وخاصة تلك التي تمر بمحاذاتها طرق التجارة الرئيسة. ودار ذلك الصراع تحديدا من أجل كسر شوكة المسلمين وانتزاع سيطرتهم المطلقة على منافذ المحيط الهندي.
كيف انتقم البرتغاليون من المصريين لمقتل نجل نائب الملك؟.. صفحة منسية من حرب غير متكافئة
حين وصلت أساطيل البرتغاليين مطلع القرن السادس عشر إلى المحيط الهندي، كان العرب أسياد التجارة هناك ببنية تحتية راسخة لتجارة التوابل منذ القرن الخامس عشر، وكانت موانئهم تنتشر على ساحل شرق إفريقيا وعلى السواحل الهندية ذاتها، وكان أكبرها في "كاليكوت" التي تعرف حاليا باسم "كوزيكود" وتوجد بولاية "كاريلا" الهندية.

الصدام بين البرتغاليين والمصريين:
وصل أسطول برتغالي بقيادة دون بيدرو كابرال إلى كاليكوت في عام 1501، حيث أقام البرتغاليون ميناء لهم ومرافق للتخزين، مقابل وعود بتقديم المساعدة العسكرية لحاكم كاليكوت، زامورزين.
سرعان ما ضاق السكان المحليون بالوافدين الجدد، وانفجر صدام بين الطرفين انتهى بمقتل العشرات من البرتغاليين، وردا على ذلك انتقم "دون بيدرو كابرال" من العرب واستهدف سفنهم التجارية.
الأسطول البرتغالي في رده الانتقامي استولى على 10 سفن تجارية عربية وقتل 600 من بحارتها، كما قام بحملة قصف استهدف خلالها "كاليكوت" ذاتها لمدة أسبوعين.
بعد تلك العمليات العسكرية المدمرة، تراجعت بشكل ملموس تجارة التوابل بين الهند وأوروبا برا عبر مصر وتركيا والبندقية، ما أدى على ارتفاع اسعارها.
كان ذلك الارتفاع في أسعار التوابل في صالح البرتغاليين الذين واصلوا عمليات نقل التوابل عن طريق البحر. وسعيا منهم لفرض هيمنة واحتكار كاملين، بدأ البرتغاليون في الاستيلاء على السفن التجارية العربية وإغراقها في المحيط الهندي.
كيف انتقم البرتغاليون من المصريين لمقتل نجل نائب الملك؟.. صفحة منسية من حرب غير متكافئة
في ذلك الوقت تمكن البرتغاليون من تقويض سيطرة العرب على تجارة التوابل الهندية ونقلها عبر البحر الأاحمر بشكل شبه كامل.
بأمر من السلطان قانصوه، وهو الملك الأشرف الذي تولى بين عامي 1501 – 1516، شن الأسطول المصري حملة ضد البرتغاليين بمساندة من الإمبراطورية العثمانية والبندقية.
اندلعت الحرب البحرية المصرية البرتغالية، وتمكن أسطول مصري وهندي مشترك في مارس 1508، على الرغم من تفوق البرتغاليين في السلاح، من هزيمة الأسطول البرتغالي في معركة "تشاول" في شمال غرب الهند.
انتهت تلك المعركة البحرية بمقتل لورنس دي ألميدا، ابن نائب الملك البرتغالي في الهند فرانسيسكو دي ألميدا، وجرى أسر العديد من البرتغاليين.
صمم البرتغاليون على الانتقام على تلك الهزيمة المذلة، ونجحوا في ذلك بعد عام من ذلك، حيث هزم الأسطول البرتغالي بقيادة فرانسيسكو دي ألميدا في 3 فبراير 1509، الأسطول المصري وحلفاءه من إقليمي كاليكوت وغوجارات الهنديين في معركة تسمى "ديو".
تلك المعركة كانت غير متكافئة بشكل كبير، وجرت بين أسطول لدولة أوروبية يتكون من سفن كبيرة مزودة بمدفعية قوية، في مقابل سفن تجارية عربية خفيفة.
البرتغاليون بعد المعركة استولوا على الرايات العربية، وأرسلوهم إلى لشبونة، وقام الأدميرال فرانسيسكو دي ألميدا، انتقاما لمقتل نجله بإعدام جميع الأسرى.
بعد معركة "ديو"، سقطت أهم طرق التجارة في الشرق الإسلامي في يد البرتغاليين، وأصبحت تحت سيطرة المسيحيين لأول مرة.
خلى الجو للبرتغاليين وأصبحوا يتحركون بحرية كاملة لتحقيق المزيد من التوسع، ما أدى إلى إقامة الهند البرتغالية، وهي مستعمرات تابعة للتاج البرتغالي على طول الساحل الغربي لشبه جزيرة هندوستان.
المصدر: RT

 

 

This site was last updated 04/28/23