Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

خطاب يوليوس أسقف روما إلى الأريوسيين

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

 وقرأوا فى المجمع خطاب الأريوسيين فكلف المجمع أسقف روما بالرد على الخطاب الذى أرسله يوسابيوس والأريوسيين (1) , فكتب يوليوس خطاباً يعتبره المؤرخين خطاباً تاريخياً فند فيه إدعاءات الأريوسيين , ويذكر أحد المؤرخين أن يوليوس فند بالتفصيل الدقيق كل إدعاءات الأريوسيين برزانة ووقار يثيران الإعجاب , وقد لوحظ أن خطابه بالرغم من أنه أتسم بالحدة الظاهرة فيه لإر أن روح المحبة كانت تحوى هذه الحدة والمنطق السليم ! , كما أن طابع الرسميات والسياسة التى كانت تكتب بها الخطابات فى ذلك العصر لم تؤثر إطلاقاً على روح الإتضاع التى كانت عنواناً لمحبته الصادقة .

وفيما ياتى نص خطاب يوليوس أسقف روما للأريوسيين (3) والأساقفة الذين لم يحضروا : -

[ يوليوس يهدى التمنيات بالعافية فى الرب ..

إلى الأخوة الأعزاء المحبوبين دانيوس , فلاسيللوس , نارسيوس , يوسابيوس , ماريس , ماكدونيوس , ثيئوذوروس وكل أصدقائهم الذين سبقوا وكتبوا لإبلا من أنطاكية .

لقد قرأت خطابكم الذى بعثتم به إلى مع كاهنى هلبيذيوس وفيلوكسينوس , ودهشت لما وجدت أنه بينما كتبت أنا إليكم بمحبة وإعزاز صادق , رددتم أنتم بغير لياقة وبأسلوب الخصام , حتى أن كبرياء وعجرفة الكاتب تطل من الخطاب بوضوح , ولكن مثل هذه المشاعر لا تتناسب مع الإيمان المسيحى , لأن ما كتب بأسلوب المحبة ينبغى بالمثل أن يجاب عليه بالمحبة وليس بالخصام ؟

ثم الم يكن دليلاً لمحبتى أنى أرسلت كهنتى للمتألمين ( اثناسيوس ) تعاطفاً معهم وللذين كتبوا إلى ( يوسابيوس وجماعته ) أدعوهم للمجئ إلى هنا ؟ حتى يتسنى طرح المواضيع المعلقة لنأخذ حلها سريعاً , ونرتب الأمور بلياقة ، وحينئذ لا يتعرض أخوة لمنا لمزيد من الألم ، وتعتقوا أنتم أيضاً من الشكايات فى حقكم ؟

ولكن يبدو أن هذا شئ فى طبعكم مما دفعنا أن نستخلص حتى من محاولاتكم للظهور بالإطراء علينا ، شعوراً خفياً بالتهكم والإستخفاف لا تزال ترزح تحته نفوسكم ، كما أفصحت عنه عباراتكم .

وحتى الكاهنان اللذان أرسلناهما إليكم , بينما كان ينبغى أن يعودا مسرورين ، عادا مغمومين مما لقياة من معاملتكم .

وأنا نفسى لما قرأت خطابكم تفكرت طويلاً ثم أحتفظت به لنفسى ، ظناً منى أنه بعد هذا كله ربما يحضر بعض منكم ، وحينئذ لا تعود هناك ضروروة أن يظهر هذا الخطاب لئلا إذا عرض على المكشوف فإنه حتماً سيتسبب فى تكدير الكثير من أخوتنا .

ولكن لما لم يحضر أحد أصبح من المحتم أن يعلن هذا الخطاب , وأصارحكم أن الكل إندهشوا ولم يستطيعوا أن يصدقوا قط أنكم أنتم الذين كتبتم هذا الخطاب ، لأنه يعبر عن خصام وليس محبة .

والآن إن كان كاتب هذا الخطاب أراد أن يستعرض ثدراته فى اللغة فهذه المهارات تتناسب بالتأكيد مواضيع اخرى ، أما المور الكنسية فهى ليست ميداناً للبلاغة ، وإنما تحتاج بالحقيقة إلى مراعاة القوانين الرسولية والحذر منتهى الحذر أن لا يحدثمنها عثرة لأحد من الصغار فى الكنيسة ، لأنه بحسب الكلمة التى تتمسك بها الكنيسة : ( خير للرجل أن يعلق فى عنقه حجر رحى ويلقى فى البحر من أن يعثر أحد هؤلاء الصغار )

ولكن إن كان مثل هذا الخطاب قد كتب بسبب أن بعض الأشخاص منكم .. ولا أقول كلكم .. قد تكدر بسبب صغر نفسه تجاة أحد آخر ، فكان من الأفضل أن لا يستسلم بأى حال من الأحوال لمثل هذه المشاعر التى تنم عن غضب ، وبالأقل لا يجعل الشمس تغرب على غيظة , وبالتأكيد لا يعطيها مكاناً يستعرضها فيه كتابه !!؟

ولكن ما الذى حدث هكذا ليكون سبباً فى الغضب ؟ أو بأى كيفية يمكن أن يكون خطابى إليكم قد تسبب فى هذا ؟ ألأنى دعوتكم لتحضروا مجمعاً ؟ وأيضاً وعند هذا كان ينبغى أن تتقبلوا الدعوة بسرور فالذين لهم ثقة باعمالهم ، أو كما يسمونها ، قراراتهم لا يلزمهم أن يغضبوا إن هم طلب إليهم أن تفحص قراراتهم هذه عند الآخرين ، بل بالحرى تكون لديهم الشجاعة على هذا ، لأنهم يرون أن قراراتهم إنما صاغوها بالعدل ، ولا يمكن أن يؤول فحصها إلى العكس !

وغير خاف عليكم أن ألساقفة الذين اجتمعوا فى المجمع الكبير بنيقية ، اتفقوا ، ليس بدون مشيئة الرب ، إن قرارات أى مجمع ينبغى أن تفحص أولاً عند إجتماع أى مجمع آخر ، وذلك لغاية هى أن تكون الأحكام التى عمل بها أمام أعينهم بإستمرار ، حتى عندما تعرض أيه قضية لاحقة يكون فحصها بمنتهى الحذر ، ويصبح الطرفان المختصان بها مقتنعين أن الحكم الذى يتلقيانه إنما يكون صادراً عن عدالة وليس عداوة يحملها القضاة لهم ، فالآن إن كنتم غير راغبين أن تجرى الأمور هكذا فى قضيتكم ، مع أنها أمور ثابتة منذ القدم وروعيت وأمتدحت فى مجمع نيقية الكبير ، فرفضكم هذا غير لائق ، لأنه من غير المعقول أن عادة مرعية فى الكنيسة وتثبتت فى الممجامع ، يمكن لأفراد قلائل أن يلغوها أو يتجاهلوها .

ثم هناك سبب آخر يقطع الفرصة عن إمكانية الغضب فى هذا الأمر ، فالأشخاص الذين ارسلتموهم ومعهم الخطابات ، أقصد مكاريوس القس ومرتيروس وحزقيوس السماسين ، عندما وصلوا هنا ، ووجدوا أنهم غير قادرين على مواجهة حجج الكهنة الذين أرسلهم أثناسيوس ، بل ولأنهم ا{تبكوا وإنكشفوا من كل جانب ، ترجونى هم أنفسهم أن أدعوا إلى مجمع يضم الجميع معاً ، وأن اكتب إلى أثناسيوس أسقف الأسكندرية وإلى يوسابيوس وجماعته حتى تجرى محاكمة عادلة فى حضور كلا الطرفين ، حتى يتسنى لهم أيضاً أن يبرهنوا على كل التهم التى أقيمت ضد اثناسيوس .

لأن مرتيروس وحزقيوس نافضناهما علنا ، وواجههما كهنة أثناسيوس بثقة وثبات عظيم ,غن كنا نريد أن نقول الحق فمرتيروس وحزقيوس أصابهما الفشل والخذلان الكامل ، وهذا مما ساقهما إلى الرغبة فى عقد مجمع ، ولكن حتى لو فرضنا أنهما لم يوافقا على عقد مجمع ، وكنت أنا وحدى الشخص الذى أقترحه - معارضاً فى ذلك الذين كتبوا إلى - ولكن فقط من أجل أخوتنا الذين يشتكون من ظلم وقع عليهم ، فهنا أيضاً وفى هذه الحالة يكون أقتراحى معقولاً وعادلاً ، وموافقاً للكنيسة وأيضاً حسب مسرة الرب .

ولكن وإذ طلب منى الأشخاص (مرتيروس وحزقيوس) اللذين وثقتم انتم فيهما ، وأرسلتموهما ( أى يوسابيوس واتباعه أرسلوهم) لكى ادعوا الإخوة معاً ( إلى مجمع) أصبح هذا فى الواقع مناقضاً للهجوم الذى أبديتموه عندما دعوتكم ، فى حين أنه كان ينبغى أن تظهروا كل الإستعداد للحضور .

 وكل هذه الإعتبارات توضح ان إظهار هذا الغضب من جهة الأشخاص الذين ارادوا أن يعلنوا إستيائهم هو نوع من النزق ، أما رفض الاخرين الذين امتنعوا عن حضور المجمع ، فهو أنر غير مقبول ويثير الشكوك بحسب ظاهرة .

وإن كان كما كتبتم - أن كل مجمع له قوته التى لا تنقض ، وأن اى شخص صدر ضده حكم بسبب أمر ما يصير مرفوضاً ، خصوصاً أن قضيته قد فحصت بواسطة آخرين ، فألآن إفحصوا أيها الأحبة الأعزاء من هو الذى يهين قوة المجامع ؟ ومن هم الذين أستهانوا بأحكام القضاة السابقين ؟

وإن كان ليس لنا الآن أن نسأل ونفتش فيما يختص بحالة كل واحد ، لئلا أبدو كمن يضيق الخناق على طرف معين ، ولكنى أكتفى بهذه الحالة الأخيرة التى حدثت ( قبول الأريوسيين فى الشركة وتعيين غريغوريوس بدل أثناسيوس ) التى كل من يسمعها يقشعر فهى تكفى كبرهان يدل على غيرها مما لا أريد الخوض فيه .

فالأريوسيين الذين بسبب كفرهم وقعت عليهم أحكام الحرمان من الشركة ، بواسطة ألكسندروس المطوب الذكر ، والأسقف السابق للأسكندرية ، هؤلاء لم تنع شركتهم فقط  من الأخوة (الأساقفة) فى كل مكان وحسب , ولكن أوقع عليهم الحرمان كل هيئة المجمع الكبير الذى أجتمع بنيقية ، لأن الذنب الذى أقترفوه لم يكن ذنباً عادياً ، ولا هم أخطأوا فى حق إنسان ، بل ضد ربنا يسوع المسيح نفسه إبن الإله الحى ، ولكن بالرغم من هذا ، فإن هؤلاء الأشخاص الذين صادرهم كل العالم وصاروا وصمة عار فى كل كنيسة ، يقال الآن أنهم قبلوهم فى الشركة ثانية ؟ هذا أمر ما أظنكم تطيقون سماعه بغير سخط ( المؤرخ : هيهات يا اسق روما الطيب ! فهم اريوسيون دماً ولحماً ) فمن من الطرفين إذن الذى يهين قوة المجمع ؟ أليسو أولئك الذين الغوا أصواتالثلثمائة والثمانية عشر ( 318 عضواً فى مجمع نيقية ) وقدموا الكفر على التقوى ؟

إن هرطقة آريوس المجنون قد أدينت وحكم عليها ورفضت من كل هيئة الأساقفة فى كل مكان ، أما الأسقفان أثناسيوس ومارسيللوس فلا يزالا لهما انصار كثيرين يدعمونهما قولاً وكتابة !! .. وفيما يختص بأثناسيوس ، ففى "صور" لم يثبت عليه شئ قط , وفى " مريوط " حيث قيل إن التقارير كتبت هناك ضده لم يكن هو حاضراً ، وأنتم تعلمون أيها الحبة الأعزاء افجراءات التى تتم من طرف واحد ليس لها أى وزن أو إعتبار ( فى القضاء) بل تحمل ذاتها صورة الشك ضدها !!

وعلى أى حال والأمور كما هى ، فلكى نكون مدققين وغير متحيزين لصفكم ولا للطرف الآخر ، كتبنا ندعو هذا وذاك حتى تفحص الأمور كلها فى مجمع , حتى لا يدان البرئ ، ولا يبرئ المدان , فنحن إذاً لسنا الطرف الذى يستهين بالمجمع بل هم الذين فجأة وبلا تعقل ، قبلوا الريوسيين الذين أدينوا إدانة جماعية ، وهذا كان تحدياً لقرارات القضاة ، وإن كان الجزء الأعظم من هؤلاء القضاة قد رحلوا وصاروا مع المسيح إلا أن بعضهم لا يزال يعيش فى حياة التجارب ساخطين على الذين إستهانوا باحكامهم .

كما أن المور التى حدثت بعد ذلك فى الأسكندرية أخبرنا بها رجل يدعى " كاربونس " كان قطع من الشركة بواسطة ألكسندر بسبب الأريوسية ، أرسله غريغوريوس مع آخرين محروميين ايضاً من الشركة بسبب الهرطقة على أنى علمت أيضاً بالموضوع من الكاهن مكاريوس والشماسين مرتيروس وحزقيوس ، هؤلاء - وقبل أن يحضر كهنة أثناسيوس - أستحثونى أن أرسل خطابات لواحد أسمه بستوس فى السكندرية ، ومع أنه فى نفس الوقت كان الأسقف أثناسيوس هناك ، فلما حضر كهنة اثناسيوس الأسقف ، أخبرونى ان بستوس أريوسى وانه مقطوع من الشركة بواسطة الأسقف الكسندروس ومن مجمع نيقية ايضاً ، وانه رسم بعد ذلك بواسطة واحد يدعى سكوندوس ، كان المجمع الكبير قد قطعه من الشركة لكونه أريوسياً أيضاً ، هذه الحقيقة لم يستطع مرتيروس وزملاءه ان يناقضوها ، ولا أستطاعوا أن ينكروا أن بستوس أخذ رسامته من سكوندوس .

الآن وبعد هذا أنظروا من يكون هو الملام بالعدل ، هل أنا الذى لم يستطيعوا أن يحملونى على الكتابة لبستوس الأريوسى ، أم هؤلاء الذين قدموا لى نصيحة لكى أهين المجمع الكبير فأخاطب الكفرة وكأنهم اتقياء ؟

ثم أكثر من هذا .. لم أسمع مكاريوس القس الذى أرسله يوسابيوس إلى هنا مع مارتيروس والباقيين بالمقاومة التى ابداها كهنة أثناسيوس ، إنصرف ليلاً بالرغم من مرضه / مع أننا كنا نتوقع ظهوره ( فى الصباح) مع مرتيروس وحزقيوس مما جعلنا تعتقد أن رحيله كان بسبب الخجل الذى أصابه بسبب إفتضاح امر بستوس لأنه مستحيل أن تقبل الرسامة التى أجراها سكوندوس الأريوسى من وجهة نظر الكنيسة الجامعة ، لأن هذا يحسب إمتهاناً للمجمع وللأساقفة الذين عقدوه ، إن كانت القرارات التى صاغوها فى حضرة الرب بإجتهاد بالغ وعناية ، تنحى هكذا جانباً كأنها بلا قيمة .

فإن كان كما كتبتم : ان قرارات كل المجامع يتحتم أن يكون لها نفس القوة ، طبقاً للسابقة التى حدثت فى حالة نوفاتيان وبولس السموساطى ، فبالأولى جداً أن احكام الثلثمائة (318 اسقف فى نيقية ) لا يعمل بخلافها !!! ويقيناً أنه لا يجوز لأفراد قلائل أن يلغوا مجمعاً عاماً ! لأن الأريوسيين هراطقة ، وقد صدرت ضدهم الأحكام ( كيرلس السموساطى ونوفاتيان) من هو الذى يكون قد اشعل نار التفرقة ! هل نحن ؟ الذين تعاطفنا بكل شعورنا مع الآم الخوة وتصرفنا فى كل شئ بحسب القانون ، أم أولئك الذين بروح الخصام والنزاع وبمخالفة القانون طرحوا جانباً أحكام الثلمائة ؟ وإمتهنوا المجمع من كل ناحية؟ لأن الأريوسيين لم يقبلوا فقط فى الشركة بل واساقفة منهم أيضاً صار شغلهم الشاغل الإنتقال من مكان لمكان ( يقصد هنا يوسابيوس الذى أنتقل من اسقفية بريتوس إلى نيقوميديا ثم إلى القسطنطينية )   

 فالآن إن كنتم حقاً تؤمنون أن كل الأساقفة لهم نفس السلطان بالتساوى ، وأنكم لا تعتبرونهم بمقتضى عظم مدنهم - كما تؤكدون - فكان ينبغى أن الذى أستؤمن على مدينة صغيرة أن يبقى فى المكان الذى أستودع غليه ، وليس بإزدراء للأمانة ينتقل إلى مكان آخر لم يوضع قط تحت سلطانه ، محتقراً ما اعطاه له الرب وبالأكثر إلى الإستحسان ( المجد9 الباطل الذى للناس .

كان ينبغى أذاً ايها الحباء الأعزاء أن تحضروا ولا تمتنعوا حتىنصل لنهاية الموضوع ، لن هذا هو ما يتطلبه التعقل ، ولكن ربما كان المانع من مجيئكم هو الميعاد الذى كان تحدد لعقد المجمع ، لأنكم فى خطابكم تشكون أن المدة التى تبقت بعد تحديد الميعاد قصيرة جداً (3)

ولكن هذا يا احبائى مجرد إعتذار لأن اليوم المحدد لو كان إقتطع شيئاً من فترة الرحلة لكانت الفترة المتبقية تعتبر فعلاً قصيرة ، ولكن لأنه كان هناك نية لعدم المجئ ظهرت بحجز حتى كهنتى إلى شهر يناير ، من هنا أصبح المر مجرد أعتذار وذلك بسبب عدم الوثوق من قضيتهم ذاتها ، وإلا .. كما سبق وقلت , لكانوا اسرعوا فى المجئ ، غير مهتمين بطول الرحلة أو بقصرها ، إن كانوا واثقين من عدالة ومعقولية قضيتهم .

ثم ربما كان ايضاً المانع من مجيئكم هو الظروف ، لأنكم أيضاً تعلنون ذلك فى خكابكم أنه ينبغى علينا أن نضع فى الإعتبار حالة الشرق ( بداية حرب الفرس ) فكان الواجب ألا نستحثكم هكذا للحضور!

ولكن إن كنتم كما تقولون - لم تحضروا بسبب هذه الظروف ، الم يكن من الواجب عليكم أنتم ان تضعوا هذه الظروف فى إعتباركم مسبقاً وأن لا تصنعوا هذا الإنقسام وهذه الأحزان والويلات فى الكنائس ؟

ولكن بما ان الأمر قد وقع ، فالأشخاص الذين تسببوا فى هذه الأمور ليس لهم أن يلزموا الظروف ، بل الملامة تقع عليهم من جهة تصميمهم على رفض حضور المجمع !

وأنا متعجب كيف أستطعتم أن تكتبوا هذه الفقرة من خطابكم التى تقولون فيها : " إن ما كتبته كتبته بمفردى ، وكتبته ليس لجميعكم وإنما ليوسابيوس وجماعته فقط " إن هذه الشكوى تكشف عن أن الأمر هو إستعداد لإلتقاط أخطاء أكثر منه إعتباراً للحق ، فأنا لم اتلق خطابات ضد اثناسيوس إلا من مرتيروس وحزقيوس وزملائهما ، فكان على بحكم الضرورة أن اكتب إلى الذين اشتكوا ضد اثناسيوس ، وبناء عليه ، فإما كان على يوسابيوس وزملاءه أن لا يكتبوا إلى وحدهم من دونكم جميعاً ، وإما أصبح عليكم أنتم الذين لم أكتب إليكم أن لا تغضبوا إن كنت كتبت فقط إلى الذين كتبوا إلى .

فإذا كنتم ترون انه كان من الواجب أن اوجه خطابى إليكم جميعاً ، كان الواجب عليكم أنتم قبلاً أن تكتبوا معهم ، فالآن بحسب العقل كتبت إلى الذين كتبوا إلى يخبرونى بالأمور.

وإن كنتم تكدرتم أيضاً بسبب أنى بمفردى كتبت لهم ( أى ان أسقف روما كتب الدعوة بصفته الشخصية ) فمن المناسب بالأولى أن تغضبوا لأنهم كتبوا بمفردهم إلى !

ولكن فى هذا الأمر أيضاً يا احباء ، يوجد سبب حسن وليس بدون تعقل تم هذا ، غير أنه يلزم أن تعلموا أنه بالرغم من أنى أنا الذى كتبت ، إلا أن الآراء التى عرضتها لم تكن لى وحدى بل آراء آساقفة كل إيطاليا وكل النواحى هنا وفى الواقع انا الذى لم اجعلهم يكتبون جميعاً لئلا يرى الآخرون أن المزيد من القوة فى العدد .

وعلى اى حال فقد اجتمع جميع الأساقفة فى اليوم المحدد وأتفقوا على هذه الاراء التى كتبتها بالتالى إليكم لأخبركم بها وهكذا ايها الحباء الأعزاء ، فبالرغم من أنى كتبت بمفردى إلا انه يلزم أن تتأكدوا أن هذا هو رأى الكل ، وأى إعتذارات أكثر من هذا تصبح بلا اى معنى بل وضد العدل وتثير الشك الذى يزعمة بعضكم بسلوكه .

والآن وإن كان ما قلناه يكفى للتدليل على اننا لم نقبل أخوينا أثناسيوس ومرسيللوس لا بإستعجال ولا كأنه بغير وجه حق ، غير أننا نج من اللائق أن نعرض الأمر امامكم بإختصار : كان يوسابيوس وأتباعه قد كتبوا فى السابق ضد اثناسيوس وجماعته كما كتبتم أنتم الآن بعد ذلك ولكن عدداً كبيراً من اساقفة مصر (مائة اسقف) والأقاليم الأخرى كتبوا لصالحة .

أما من جهة ما كتبتموه أنتم ضد اثناسيوس ، فهو أولاً : يتعارض بعضه مع بعض , وثانياً : إن ما كتبتموه فى البداية لا يتفق مع ما كتبتموه اخبراً ، بل وفى كثير من النقاط نجد أن الكتابات الأخيرة ترد على الكتابات الأولى ، والكتابات الأولى توقع الكتابات الأخيرة فى الإتهام ! فهنا تعارض حادث فى الخطابات ولا يوجد فيها اى غثيات يبرهن على صدق الوقائع المذكورة . لذلك وبالتالى إن كنتم تريدون أن تصديق ما كتبه الاخرين لصالح اثناسيوس أيضاً وبالأخص إذا أخذنا فى الإعتبار أنكم تكتبون عن الأمور من بعيد ، وأما هم يكتبون من نفس الموقع ، وانهم عارفون بأثناسيوس وكل الحوادث الحادثة عندهم ومختبرون لسلوك هذا افنسان يؤكدون بإيجابية أنه كان فريسة للإدعاءات والأكاذيب على طول المدى .

فمثلاً قيل فى أول الأمر أن اسقفاً يدعى أرسانيوس قد انهى أثناسيوس على حياته ، ولكننا علمنا أخيراً أنه حى وليس هذا فقط ، بل وأنه على حسن علاقة وصداقة مع أثناسيوس !

كذلك يؤكد اثناسيوس أيضاً أن التقارير التى كتبت فى مريوط كانت من طرف واحد فقط ، لأنه لا الكاهن مكاريوس كان موجوداً وهو الطرف المتهم ، ولا أسقفه نفسه أى أثناسيوس ، هذا علمناه ليس من فم اثناسيوس نفسه فقط بل ومن التقارير التى حملها غلينا مرتيريوس وحزقيوس ، إذ لما قرأناها وجدنا أن أسخيراس صاحب افتهام كان حاضراً هناك ، أما مكاريوس واثناسيوس فلم يكونا حاضرين ، وحتى لما اراد كهنة أثناسيوس أن يرافقوهم لم يسمح لهم ! فالآن أيها ألحباء إذا كان التحقيق أريد له ان يسير بامانة ، كان يستلزم أن لا يكون صاحب افتهام حاضراً وحده ، ولكن كان يستدعى حتماً وبالضرورة أن يكون المتهم حاضراً أيضاً ، خصوصاً  وأن كلا الطرفين مكاريوس واسخيراس كانا فى " صور" معاً قبل التحقيق ، فكان يلزم أن لا يذهب صاحب افتهام وحده إلى المريوطيين بل ومعه المتهم أيضاً ، حتى إما أن تثبت التهمة عليه شخصياً وهو موجود ، وإلا فى حالة عدم ثبوت التهمة عليه يكون له الحق فى إثبات بطلان الإتهام !

فالآن وإذ لم يكن سير المور كذلك ، بل ذهب صاحب افتهام وحده هناك ، يرافقة جماعة طعن أثناسيوس فى لياقتهم ، أصبحت الإجراءات بحسب الشكل متلبسة بالشك ! ..

هذا وقد اشتكى اثناسيوس من جهة الأشخاص الذين إختيروا للذهاب إلى المريوطيين أنهم ذهبوا ضد رغبته ، لأن ثيؤجونيوس وأورساكيوس وفالنس ومكدونيوس الذين ارسلوا ، هم أصحاب سلوك مشكوك فيه ، وهذا أوضحه ليس بتأكيدات من عنده فقط ولكن من خطاب ألكسندر الذى كان اسقفاً على تسالونيكى ، الذى أرسل خطاباً إلى ديونيسيوس الكونت الذى تعين لرئاسة المجمع ، والذى فيه أوضح بكل بيان أن هناك مؤامرة تدبر على قدم وساق ضد اثناسيوس .

وقد قدم لنا اثناسيوس أيضاً وثيقة اصلية ، كلها بخط صاحب افتهام إسخيراس نفسه ، التى يستشهد بالرب العظيم على نفسه أنه ليس هناك أى كأس كسر ولا مائدة قلبت ، ولكن الحقيقة أن بعض الشخاص حرضوه ليخترع هذه الإتهامات ، والأكثر من ذلك أنه عندما وصل كهنة المريوطيين ، هؤلاء أكدوا بالفعل أن اسخيراس لم يكن كاهناً فى الكنيسة الجامعة ، وأن مكاريوس الكاهن لم يقترف مثل هذه الإساءة التى أتهموه بها ، وكذلك فإن الكهنة والشمامسة الذين حضروا إلينا شهدوا بتحقيق كامل فى صالح اثناسيوس مؤكدين بإصرار أن شيئاً من كل هذه الأمور التى اقاموها ضد اثناسيوس لم يكن صحيحاً أو سادقاً ، ولكنه كان فريسة للمؤامرات .   

أما بخصوص موضوع رسامة اثناسيوس ، فكل أساقفة مصر وليبيا كتبوا خطاباً ( إلى الأساقفة فى جميع أنحاء العالم) محتجين على هذا الإدعاء موضحين ان رسامة اثناسيوس كانت قانونية وبمقتضى الأصول الكنسية الدقيقة ، وان كل إدعاءاتكم ضده كانت باطلة ، فلا قتل أقترف ولا أى كأس أنكسر ، بل أن كل هذا محض أفتراء ، وقد أوضح لنا اثناسيوس من التحقيقات التى تمت من طرف واحد ، وكتبت فى مريوط ، ان احد الموعوظين بسؤاله قال : انه كان موجوداً مع إسخيراس أثناء إقتحام مكاريوس الذى أرسله اثناسيوس للمكان ! وآخرون بسؤالهم قال أحدهم أن غسخيراس كان موجوداً فى غرفة صغيرة ، والآخر قال إنه كان راقداً خلف الباب إذ كان مريضاً فى هذا الوقت ، أى عند مجئ مكاريوس هناك .

فمن هذه المحاضر المتعلقة به تسوقنا مجريات الحوادث لهذا السؤال : كيف يتسنى لرجل مريض راقد خلف الباب أن يقوم ويقود الخدمة والتقدمة ؟ ثم كيف يمكن أن تكون هناك صعيدة تقدم فى وجود موعوظين ؟ لأنه إذ كان هناك موعوظين حاضرون ، فهذا يعنى أنه لم يكن وقت تقديم صعيدة .

هذه التوضيحات أوضحها لنا الأسقف أثناسيوس كما سبق وقلت ، الذى أوضح لنا من هذه التقارير أيضاً التأكيدات بأن إسخيراس لم يكن كاهنا فى الكنيسة الجامعة على الإطلاق ، ولم يظهر ككاهن قط وسط إجتماعات الكنيسة ، لأن إسخيراس هذا لم يأت ذكره أسمه بين قسوس ميليتيوس المعزولين ، حتى بين الكشوف التى تسجلت بأسماء الميتيين المنشقين الذين سمح لهم ألكسندر (البابا 19) بالعودة بناء على صفح المجمع الكبير عنهم ، وهذا بحد ذاته يعتبر أقوى حجة على كون إسخيراس ليس كاهناً حتى بين المليتيين وإلا ذكر إسمه معهم .

وبجوار هذا قد اوضح اثناسيوس أن إسخيراس لإتخذ الكذب وسيلة له فى نواح أخرى ، فقد أدعى أيضاً أن بعض الكتب أحرقت عندما أقتحم مكاريوس المكان ، كما يقولون ، ولكنه أفحم بواسطة بعض الشهود الذين استحضرهم هو ليشهدوا له ، الذين اثبتوا عليه كذبه .

والآن لما انكشفت لنا هذه المور وظهر شهود كثيرون فى صالحاً ( أى أثناسيوس) كما أثبت هو برائته أكثر فأكثر ، فما الذى كان ينبغى علينا أن نعمله ؟ وما الذى كان يتطلبه منا قانون الكنيسة إلا أن نبرئة وبالأكثر نقبله ونعامله كأسقف كما عملنا .

وأكثر من هذا وبعد هذا كله ، ها هو ما زال مقيماً هنا سنة وستة أشهر مترقباً وصولكم وكل من تختارونه للمجئ وبحضوره هذا يكون قد وضع كل واحد فى موضع خجل لأنه كان لا يمكن أن يحضر غذا لم يكن واثقاً من قضيته ، على أنه لم يأت من نفسه بل بدعوة منا فى خطاب ، كما كتبت إليكم ، ثم بعد ذلك كله لا زلتم تتذمرون أننا تعدينا القوانين .

والآن أنظروا من يكون منا الذى تعدى القوانين ؟ هل نحن الذين قبلنا هذا الإنسان بناء على برهان براءته الواضح ، أم أولئك الذين وهم فى أنطاكية على بعد 36 محطاً يعينون رجلاً غريباً ليكون أسقفاً ويرسلونه غلى الإسكندرية بقوة عسكرية الأمر الذى لم يحدث حتى عندما أرادوا أن ينفوا أثناسيوس إلى بلاد الغال ، وهم لم يصنعوا ذلك آنئذ لأنه لم تثبت إدانته فى شئ ، لذلك لما عاد وجد بطبيعة الحال كرسى كنيسته فى إنتظاره لم يشغله أحد .

وإلى الآن لا أفهم تحت أى بند أو علة يمكن ان نضع هذه التصرفات التى حدثت ؟

ففى المقام الأول .. إن كان يلزم أن نتكلم عن الحق - لم يكن من الصواب عندما كتبنا ندعوا لعقد المجمع أن يشترك أى شخص فى قراراته ، وبالتالى لم يكن من المناسب أن مثل هذه التصرفات غير العادية تنسب أصلاً للكنيسة ، لأنه أى قانون فى الكنيسة أو أى تقليد رسولى يجيز هذا : أن تكون كنيسة كالإسكندرية فى سلام وأساقفة كثيرون فى غتحاد مع أسقفها اثناسيوس ، ثم يرسل إلى مدينتهم رجل مثل غرغوريوس ، غريب عن المدينة لم يعتمد فيها ، غير معروف لديهم ، لم يطلبه لا كهنة المدينة ولا أساقفتها ولا علمانيوها ، يختارونه فى أنطاكية ليرسل إلى الإسكندرية ، يرافقة لا كهنة ولا شمامسة من الإسكندرية ولا أساقفة من مصر ولكن عساكر ؟ هكذا اخبرونا الذين حضروا إلينا مشتكيين مما حدث !!

وحتى ولو فرضنا أن اثناسيوس كان قد وضع فى موضع الإتهام كمجرم بواسطة المجمع ، فهذا التعيين الذى حدث ( تعيين غريغوريوس) ليس صحيحاً أيضاً ولا ينبغى أن يكون ، لأنه غير جائز شرعاً وضد القانون الكنسى ، لأن الأساقفة الكنيسة ذاتها هم الذين ينبغى أن يرسموا واحداً على هذه الكنيسة نفسها من نفس كهنتها ومن ذات الإكليروس الذى للكنيسة ، وهكذا لا تطرح جانباً القوانين المسلمة من الرسل .

وأنا اشسأل لو كانت هذه الإساءة قد أقترفت ضد أى واحد فيكم ، أما كنتم تتعجبون منها وتستنكرونها مطالبين بالعدالة ضد مرتكبى هذا التعدى على القوانين .

أيها ألحباء الأعزاء نحن نتكلم بالصدق أمام الرب معلنين ان هذا الإجراء لا هو دينى ولا قانونى ولا كنسى !

ثم ايضا التقارير التى وردت بخصوص سلوك غريغوريوس أثناء دخوله المدينة تظهر بوضوح الدوافع الخلاقية وراء تعيينه ، فبينما الوقت وقت سلام كما اخبرنا الذين اتوا من الإسكندرية ، وأيضاً كما وصف الأساقفة الحال فى خطابهم ، وإذا النار تشتعل بالكنيسة ، والعذارى يتعرين ، والرهبان يداسون تحت الأقدام , والكهنة وكثير من الشعب يجلدون ويعذبون ، والأساقفة يطرحون فى السجن (4) وجماعات من الشعب ينقلون من مكان لمكان ، والأسرار المقدسة التى أتهموا مكاريوس سابقاً بخصوصها ، فقد أختطفها الوثنيين وألقوها على الأرض ، وهذا كله ليخبروا بعض الناس على قبول غريغوريوس ، أليس مثل هذا السلوك يظهر بوضوح حقيقة أولئك الناس الذى يتعدون القوانين .

لأنه لو كان هذا التعيين ( تعيين غريغوريوس) قانونياً لما غحتاج غريغوريوس إلى إستعمال أعمال غير قانونية ليجبر هؤلاء على الخضوع له ، الذين يقاومونه بمقتضى القانون ! وأنتم وبالرغم من كل هذا الذى حدث تكتبون قائلين إن كل شئ هادئ فى الأسكندرية والسلام يعم مصر ، والحقيقة تماماً هكس ذلك ، إلا إذا كان السلام قد تغير معناه كلية عندكم وصار عكس ما هو ، حتى أنكم تدعون هذه الأعمال سلاماً !!

( ثم يذكر يوليوس أسقف روما يعض السطور عن الأسقف مارسيللوس وأحداث فى بلاد أخرى ثم يرجع مرة إخرى لموضوع أثناسيوس)

 والآن وانتم ذو أحشاء رحمة ، أنتبهوا لتصححوا ، كما قلت لكم سابقاً ، هذه المتناقضات التى أقترفت ضد القوانين ، حتى يمكن لكل إنحراف حدث يتصحح بغيرتكم ، ولا تكتبوا أنى فضلت الشركة مع مارسيللوس وأثناسيوس عليكم ، لأن مثل هذه الشكوى لا تفصح عن سلام بل تشير إلى حسد وخصام بين الأخوة ، ومن أجل هذا أنا كتبت ما كتبته غليكم حتى تعلموا أننا تصرفنا ليس بدون عدل عندما قبلناهما فى الشركة حتى ننهى على هذا النزاع ، لأنكم لو كنتم حضرتم إلى هنا وأثبتم هذه التهم ضدهم ولم يستطيعوا هم أن يقيموا الدليل المعقول لبراءة قضيتهم ، لكان يحق لكم أن تكتبوا ما كتبتموه ، ولكن إذ نرى أننا تصرفنا بحسب القانون وليس بدون عدل ، كما قلت سابقاً ، فى قبولنا الشرمة معهم ، فإنى أتوسل إليكم بحق المسيح ألا تنسبوا فى تمزيق أعضاء المسيح إلى نصفين ولا تركنوا إلى المحاباة , ولكن جدوا فى أثر سلام الرب ، لنه ليس مقدساً ولا عادلاً ، انه لكى نرضى مشاعر صغيرة لقلة من الأشخاص ، نطرح آخرين لا لوم عليهم ، وبذلك نحزن الروح .

ولكن إذا كنتم تعتقدون أنكم قادرين على أن تثبتوا شيئاً ضدهم وتواجدهم بالخطأ وجهاً لوجه ، فليحضر منكم من يشاء ، لأنهم هم أيضا قد وعدوا ا،هم على أستعداد أن يقيموا الحجة على كل ما قدموه من التقارير إلينا .

لذلك ارجوا أن تعطونا رأياً أيها الحباء الأعزاء ، حتى نستطيع ان نكتب إليهم وللأساقفة الذين سيجتمعون ، حتى يمكن إدانة المتهمون فى حضرة الجميع ، ولا يسود الإرتباك على الكنيسة هكذا ، ويكفى ما قد حدث , نعم يكفى بالتأكيد أن تصدر الوامر بنفى الأساقفة فى حضرة اساقفة ، الأمر الذى لا يليق لى أن أتكلم عنه اكثر من ذلك ، لئلا أظهر كأنى أضيق الخناق على الذين حضروا فى هذه المناسبات , ولكن إن كان ينبغى أن نقول الجق ، فالأمور ما كان ينبغى أن تشط هكذا بعيداً ، وما كان يليق أن يسمح لمثل هذه المشاعر الصغيرة أن تصل إلى هذا الحضيض .

أيها الأحباء .. إن قرارات الكنيسة لم تعد بعد بحسب الإنجيل ، ولكنها تميل فقط إلى النفى والموت , ولنفترض ، كما تؤكدون ، أن هناك أخطاء ثابتة على هؤلاء الأشخاص ، فالأمر كان يقتضى أن لا تدار هذه القضية ضدهم بخلاف القانون ، وإنما بمقتضى قانون الكنيسة ، فكان ينبغى أن تكتب عريضة وترسل لنا جميعاً ، حتى يتسنى للجميع أن يصدروا حكماً عادلاً ، لأن الذين كابدوا الألم هم أساقفة وكنائس ذات شهرة ليست عادية ، فقد قادها الرسل وحكموا فيها بأشخاصهم .

ولماذا لم تخبرونا بشئ فيما يختص بكنيسة السكندرية على الخصوص ؟ أم تجهلون أن العادة جرت أن يكتب لنا اولاً ، وبعد ذلك يمكن أن نمرر من هنا قراراً عادلاً ، فإن كان أى شك مثل هذا قد أستقر على الأسقف هناك ( الإسكندرية ) كان يلزم أن ترسل إشارة إلى الكنيسة هنا ( روما) لأنه بعدما أهملتم فى أن تخبرونا وتصرفتم بمقتضى سلطانكم كما أردتم ، الآن تريدون أن تحصلوا على موافقتنا فيما قررتموه ، مع أننا لم نتهمه بشئ على الإطلاق ، لم تكن قوانين بولس هكذا ... ولا كانت هكذا تقاليد الآباء تسير ، هذا إجراء مخالف وممارسة غريبة ، أتوسل إليكم ليكن إستعدادكم للإحتمال معى ، فما أكتبه أكتبه للصالح العام ، لأن ما استلمناه من بطرس الرسول هذا أفيدكم به ، على لم أكن أكتب لكم هذا لولا أنها أمور تقلقنا ، ، والأساقفة ينزعون من كراسيهم ويطرحون فى النفى بعيداً ، وغيرهم من نواحى غريبة يحتلون أماكنهم ، وآخرون بالغدر والخيانة هوجموا ، والشعب يبكى ويكتئب من اجل الذين إنتزعوا منهم بقوة ...

أسألكم أن تكفوا عن هذا ، بل أن تعلنوا الأشخاص الذين يأتون هذه الأمور ، تعلنوهم كتابة حتى لا تمتهن الكنيسة هكذا ، ولا يعود أسقف أو كاهن يهان ، ولا يرغم احد على أن يعمل شيئاً لا يقره لئلا نصير أضحوكة بين الوثنيين ، بل وفوق هذا لئلا نثير غضب الرب علينا .

لأن كل واحد منا سوف يعطى حساباً فى يوم الدينونة عن الأشياء التى صنعها فى حياته ، فليتنا جميعاً نكون مأسورين لفر الرب حتى تستعيد الكنائس أساقفتها الخصوصيين ونسر بالأكثر فى المسيح يسوع ربنا الذى به يليق المجد للآب إلى الأبد آمين .

إنى أصلى أن تكونوا معافين فى الرب أيها الإخوة الأعزاء المحبوبين والمشتاق جداً إليهم . 

 

مجمع سرديكــــــا

فى عام 343 م عقد مجمع فى سرديكا ( صوفيا عاصمة بلغاريا ) على حدود المملكتين , غير أن ألأساقفة الأريوسيين من الشرق أنسحبوا ليجتمعوا فى مدينة فيلوبوليس بتراسيا , مقابل سرديكا , تقع فى حدود مملكة الشرق , حيث حرموا أثناسيوس ويوليوس أسقف روما ومن قبلوا أثناسيوس فى الشركة , أما مجمع سرديكا فحرم أحدى عشر أسقفاً أريوسياً .

ومنع أمبراطور الشرق القديس البابا أثناسيوس من دخول الإسكندرية , ولكن عناية الرب قد بددت شر الأريوسيين , فقد ذكر بعض المؤرخين أن قسطنطس أرسل أسقفين شيخين إلى أخيه إمبراطور الشرق , وفى رحلتهما عند أنطاكية فحرض الأريوسيين أمرأة فاسدة أن تدخل حجرة أحدهما , ولكنها وجدته شيخاً طاعناً فى السن وقوراً فإنزعجت وصرخت فإجتمع الشعب وأعلنت بصراحة خطة الأريوسيين , حينئذ أدرك قسطنطينوس حيل الريوسيين وشرهم , فأصدر أمراً بعودة الأساقفة المنفيين إلى كراسيهم , وأرسل ثلاث رسائل إلى القديس أثناسيوس , وقام ألأخير بزيارة الإمبراطور قبل عودته إلى الإسكندرية .  

 

==================

المــــــــــــــــراجع

(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م  ص  156 -

(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى

(3) من بداية الصيف (شهر مايو) حتى بداية الشتاء ( ديسمبر)

(4) يرجح أن هذه الأخبار الحديثة بالنسبة لما حمله أثناسيوس الذى وصل إلى روما قبل 18 شهراً من اخبار معه أتى بها جماعة من الكهنة وصلوا إلى روما قبل إنعقاد المجمع مباشرة ، أما صربامون وبوتامون فهما أسقفان معترفان من أساقفة مصر الذين كانا أعضاء فى مجمع نيقية ، وقد حضرا مجمع صور للدفاع عن أثناسيوس ، وقد عانى الأول من النفى .. والثانى ضرب حتى الموت على يد غريغوريوس ( راجع Hist. Arian. 12)

 

 

 

 

 

Home

This site was last updated 09/19/08