Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

هل الفرعونة حتشبسوت قتلت ؟

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف 

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

جريدة الأهرام 15 / 9 /2007م السنة 132 العدد  عن مقالة بعنوان [ تحتمس الثالث بريء من دم حتشبسوت ] بقلم : د‏.‏ زاهي حواس
مازال حديثنا مستمرا عن أسرار المومياوات‏,‏ فلايزال هناك الكثير من المعلومات المهمة التي تتكشف لنا عن مومياوات هؤلاء الذين صاغوا بالعلم والعمل أروع الحضارات الإنسانية‏,‏ من هذه المعلومات أن المخ لم يكن يستخرج من المومياء‏,‏ كما أشار الي ذلك هيرودوت أبوالتاريخ وتبعه العديد من علماء المصريين‏,‏ كذلك اتضح لنا بالأدلة الثابتة أن المومياء الموجودة بقاعة المومياوات الملكية بالمتحف المصري‏,‏ تحت اسم مومياء الملك تحتمس الأول لا تمت إليه بصلة وبالتالي أصبح أمام الفريق المصري المكلف بالعمل بمشروع المومياوات البحث عن المومياء الحقيقية لهذا الملك بين المومياوات المجهولة‏,‏ فربما تكون احداها هي مومياء الملك تحتمس الأول أبوالملكة حتشبسوت‏.‏

وقد تم فحص مومياء الملك تحتمس الثاني الأخ غير الشقيق للملكة حتشبسوت وزوجها‏,‏ واتضح أنه مات في سن الأربعين‏,‏ وكان طوله نحو‏168‏ سم‏,‏ ومازال المخ موجودا برأس المومياء‏,‏ وقد سبب له ما يعرف بضرس العقل آلاما مبرحة في حياته‏,‏ واتضح أيضا أن قلبه متضخم وأن هذا كان وراء وفاته‏,‏ أما مومياء الملك تحتمس الثالث الذي يطلق عليه اسم نابليون العصر القديم‏,‏ وهو ابن الملك تحتمس الثاني من زوجة ثانوية‏,‏ وتولي الحكم بعد وفاة أبيه وأصبحت عمته الملكة حتشبسوت وصية عليه‏,‏ وتشير أغلب كتب التاريخ إلي أنها اغتصبت منه العرش‏,‏ وقد مات هذا الملك وهو يبلغ من العمر نحو خمسين عاما وطوله‏175‏ سم‏,‏ وقد اتضح للدكتور أشرف سليم من خلال صور الأشعة أن المخ أيضا لم يتم ازالته من مومياء الملك‏,‏ وظل منكمشا في قاع الجمجمة ويوجد سوار ذهبي حول المعصم الأيمن للمومياء‏,‏ ونحن نعرف أن الملك العظيم تحتمس الثالث جعل حدود الامبراطورية المصرية تمتد حتي الشلال الرابع جنوبا‏,‏ بالاضافة الي اخضاع العديد من المدن في آسيا للامبراطورية المصرية وقام بسبع عشرة معركة حربية‏,‏ أهمها معركة‏(‏ مجدو‏)‏ وهي المعركة التي مازالت المؤسسات العسكرية في العصر الحديث تقوم بتدريس خططها وأهمها قيامه بمباغتة العدو‏,‏ حيث سلك هو وجنوده طريقا ضيقا وعرا لم يتوقع العدو أن يسلكه المصريون‏,‏ ولذلك كان جيش العدو يستعد لملاقاة الجيش المصري علي مشارف الطرق المتوقع أن يأتي منها‏,‏ وقد أظهرت صور الأشعة أن الملك تحتمس الثالث كان يعاني من مشكلة في التنفس نتيجة وجود التهابات في الأغشية المخاطية‏.‏

إن الدراسات سواء الأثرية أو تلك التي أجريت علي مومياء الملكة حتشبسوت تثبت بما لا يدع مجالا للشك‏,‏ أن الملكة حتشبسوت لم تقتل بيد الملك تحتمس الثالث‏,‏ حيث ان الأشعة أثبتت أنها ماتت بمرض السرطان‏,‏ وفي الحقيقة وقبل التوصل الي هذه الحقائق العلمية‏,‏ سوف نجد أن كل الأدلة الأثرية تلتقي مع الدليل العلمي المستقي من دراسة المومياوات‏,‏ أن الملكة حتشبسوت لم تغتصب الحكم‏,‏ بل وضعت مقاليد الحكم في يدها حتي تستطيع أن توطد سلطان مصر علي العالم الخارجي‏,‏ في الوقت الذي كان تحتمس الثالث فيه طفلا صغيرا تولته الملكة بالإعداد والتدريب ليكون ملكا علي مصر عندما يقدر علي ذلك‏,‏ وبالنظر الي صور وآثار الملكة حتشبسوت يتضح أنه لم يتم تحطيمها ومحوها بالكامل‏,‏ وكان تحتمس الثالث ورجاله قادرين علي ذلك اذا ما أرادوا‏!,‏ والمؤكد أن عملية التهشيم ومحو الاسم لم تكن أبدا بالعمل المنظم‏,‏ ولم يتم بأوامر ملكية بدليل أن ما تم محوه هو ما كان من السهل الوصول إليه‏,‏ فلو كان هناك أمر ملكي بمحو ذكراها لاتخذت الوسائل التي تكفل الوصول الي كل صورها ونقوشها بمحوها‏,‏ كما تم في عصر الملك اخناتون من محو ذكر الإله آمون وكلمة آلهة‏.‏

واذا تتبعنا المناظر الخاصة بعصر الملكة حتشبسوت فسوف نجد أن صورها ونقوشها واسمها سليمة علي الآثار في جميع أنحاء مصر‏,‏ خاصة في الدير البحري‏,‏ وفي مقابر الموظفين الذين خدموا الملكة وخليفها علي العرش ـ الملك تحتمس الثالث‏,‏ وكذلك علي مسلتها التي لاتزال قائمة في الكرنك‏,‏ وقد ثبت أخيرا أن الجدار والمدخل الذي بني حول المسلة لم يكن من عمل تحتمس الثالث لكي يخفي المسلة واسم الملكة وألقابها المسجلة عليها‏,‏ بل كان من عمل الملكة نفسها‏,‏ وهو ما أثبتته حفائر البعثة المصرية ـ الفرنسية العاملة بالكرنك‏,‏ بل وعثروا في نفس الموقع علي خرطوش الملكة حتشبسوت مجاورا لخرطوش الملك تحتمس الثالث‏,‏ ولذلك لابد أن نستبعد أن الملك تحتمس الثالث قد عمل علي محو اسم الملكة حتشبسوت من التاريخ‏,‏ لأنه هو الذي أمر بأن يتم تحنيط جثمان الملكة ودفنها في تابوت جميل من حجر الكوارتزيت الأحمر سجل عليه اسماؤها وألقابها‏,‏ وموجود الآن بالمتحف المصري‏,‏ وقد تحدث بعض علماء المصريات عن عصر الملكة حتشبسوت ومنهم من حاول أن يشير الي أن الملكة أزاحت تحتمس الثالث عن عرش البلاد ونصبت نفسها ملكة علي مصر‏,‏ بل وكانت أيضا تعد ابنتها الأميرة نفرورع لتخلفها علي العرش‏,‏ فكان علي تحتمس الثالث أن يتخلص ليس فقط من الملكة‏,‏ بل ومن الأميرة نفرورع‏,‏ كذلك وقد حاولوا أن يعضدوا هذا الرأي من خلال النقش المسجل علي معبد حتشبسوت الجنائزي بالدير البحري‏,‏ ويصور الأميرة نفرورع وقد وضع اسمها في خرطوش ملكي‏.‏

وهنا نود أن نشير الي بعض الحقائق المهمة والخاصة بهذه الفترة المهمة من تاريخ مصر‏,‏ والذي تولت فيه ولأول مرة امرأة العرش في فترة مزدهرة من تاريخ مصر‏,‏ حيث إن السيدات الثلاث اللائي حكمن مصر تولين في فترة ضعف وليس فترة قوة‏,‏ ونحن نعرف أن القانون الإلهي في مصر القديمة يؤكد ضرورة أن يتولي العرش رجل‏,‏ كما بدأ أوزير الحكم ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا دون امرأة ـ إيزيس ـ لأنها التي استطاعت أن ترممه وتعيده للحياة وتربي ابنها ـ حورس‏(‏ الملك‏)‏ ـ الذي استطاع أن يقهر الشر ويتولي الحكم‏,‏ أي ان الرجل لايمكن أن يحكم بدون امرأة‏,‏ وقد حاولت الملكة حتشبسوت أن تؤكد للشعب أن هذا لم يكن قرارها‏,‏ ولكنه قرار الإله آمون وصورت علي جدران معبدها بالدير البحري قصة مولدها الإلهي‏,‏ حيث جاء الإله آمون وقابل أمها التي بشرت بعد ذلك بحملها ابنه الإله ـ حتشبسوت‏,‏ وقد تشبهت حتشبسوت بالملوك الرجال‏,‏ وهناك بعض تماثيلها الموجودة بمتحف المتروبوليتان بنيويورك يظهرها بالهيئة الملكية الكاملة‏,‏ وعلي ذلك يمكننا أن نلخص الحقائق التاريخية التالية‏:‏

الملكة حتشبسوت بدأت حياتها بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية علي عرش تحتمس الثالث‏,‏ الذي صور كملك منذ لحظة وفاة أبيه‏,‏ وعندما أعلنت حتشبسوت نفسها ملكا علي مصر وتحولت من‏(‏ هي‏)‏ الي‏(‏ هو‏),‏ ظل تحتمس الثالث يصور بجوارها كملك مشارك في الحكم وكتب اسمه في خرطوش ملكي بجوارها علي جدران المقصورة الحمراء بالكرنك‏,‏ وقد انشأت حتشبسوت تحتمس الثالث كملك وأرسلته الي منف ليقود الجيش المصري للحفاظ علي الامبراطورية المصرية‏,‏ وهو ما كان يفعله ملوك ذلك العصر مع أبنائهم الذين يخلفونهم‏,‏ هذا في الوقت الذي قامت فيه الملكة بتزويج ابنتها الأميرة نفرورع من الملك تحتمس الثالث وقد صورت الأميرة كزوجة ملكية ترتدي تاج الإلهة نخبت وهو التاج الذي كانت الزوجات الملكيات يرتدينه منذ الدولة القديمة‏,‏ وذلك علي جدران معبد أمها الملكة حتشبسوت‏,‏ أما اسمها الذي وضع في خرطوش‏,‏ فقد اكتسبته الملكات في الدولة الحديثة‏,‏ ولدينا أمثال للملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني والذي وضع اسمها في خرطوش وهي لم تتول الحكم‏,‏ ولذلك فإن تصوير الأميرة نفرورع بهذه الهيئة علي جدران معبد أمها هو اعتراف رسمي من الملكة حتشبسوت بأن تحتمس الثالث هو الملك الذي سيخلفها علي عرش مصر‏,‏ وهو دليل علي عدم وجود أي حقد أو كراهية بين الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث‏,‏ ولذلك فالأدلة تؤكد أن تدمير بعض آثار الملكة حتشبسوت قد تم في نهاية عهد الملك تحتمس الثالث وابنه الملك أمنحتب الثاني وان هذا لم يتم بعلم الملك‏,‏ وقد يكون تم عن طريق بعض أفراد العائلة الملكية الذين لم يعجبهم أن تكون الملكة حتشبسوت ملكا علي مصر‏.‏

إن التاريخ دائما ما يعاد كتابته عن طريق الاكتشافات الأثرية الحديثة وعن طريق استخدام العلم والتكنولوجيا في قراءة المومياوات الملكية‏,‏ وهنا نود أن نشير الي أنه من المحتمل جدا حدوث بعض الأخطاء في نسب المومياوات في أثناء نقلها في الأسرة‏21‏ علي يد كهنة آمون‏,‏ وذلك من مقابرها الأصلية الي مقابر أو خبايا مجاورة حيث وضعت بعض المومياوات في توابيت غير توابيتها بعد أن استبدلت لفائفها التي ربما يكون اللصوص قد وصلوا إليها ومزقوها للحصول علي ما يزين هذه المومياوات من حلي وتمائم ثمينة‏,‏ وعلي ذلك يعد مشروع المومياوات من أهم المشروعات العلمية التي يضطلع بها فريق مصري متكامل يضم المتخصصين في جميع المجالات اللازمة لدراسة المومياوات‏,‏ لتكون المرة الأولي التي يقوم فيها مصريون بالكشف عن أسرار المومياوات‏,‏ بعد أن كان هذا الموضوع بالذات حكرا علي الأجانب‏,‏ ونحن نلعب دور المتفرج ونهلل لأنهم علماء فينا‏..‏ آن الأوان لكي يسمع العالم رأي المصريين‏..‏ علي أن يبتعد عنهم أصدقاء الإله ست‏..‏ إله الشر‏.

 

This site was last updated 09/21/10