جريدة وطنى 29/7/2007م السنة 49 عن مقالة بعنوان [ ترميم وتوثيق مدرسة أم السلطان شعبان ] تحقيق:ميرفت عياد
في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية الذي بدأ عام 1998 لإنقاذ الآثار التي أضيرت في زلزال 1992, ومن ضمن الآثار التي قام المجلس الأعلي بترميمها مدرسة أم السلطان شعبان بمنطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة لما لهذه الآثار من قيمة تاريخية ودينية حيث إنها ترجع إلي العصر المملوكي الغني بالآثار الإسلامية والمزدهر بفنون العمارة من قباب ومقرنصات وواجهات مزخرفة,ولأهمية هذا الآثر كان لنا هذا التحقيق.
قال ''عبد الخالق مختار'' مدير عام منطقة جنوب القاهرة للآثار الإسلامية والقبطية :إن مدرسة أم السلطان شعبان تتكون من مجموعة أثرية كبيرة تشمل كتابا وسبيلا,وتشتمل هذه المدرسة علي مدخل عظيم متأثر بالعمارة السلجوقية التي تعني بزخارف المداخل ومكتوب علي جانبي باب المداخل النص التأسيسي لإنشاء هذه المدرسة.
وللمدرسة أربعة إيوانات متعامدة يتوسطها صحن مكشوف وحليت أعناب الأبواب بزخارف مذهبة,كما غطيت الأبواب بالمقرنصات,ويكتنف إيوان القبلة قبتان متماثلتان,البحرية منها أكبر قليلا من القبلية,وهما مختلفتان في مظهرهما عن القباب المملوكية من حيث الاهتمام بزخرفة جدرانها وتعدد مقرنصاتها,وبالقبتين شباكان يفتحان علي إيوان القبلة,ويعتبران من النماذج الجميلة للنجارة العربية حيث إنهما مصنوعان من الخشب المجمع علي هيئة أشكال هندسية,وبإحدي هاتين القبتين دفنت السيدة خوند بركة وابنتها,وبالقبة الثانية دفن السلطان شعبان.
وبصدر إيوان القبلة يوجد وزرة رخامية يتوسطها محراب مكسو بالرخام الملون,ومنبر خشبي بسيط أقامه أحد أمراء الجراكسة وهو ليس من عصر الإنشاء,ويدل سقف إيوان القبلة المحلي بالنقوش المذهبة علي ما كانت عليه باقي أسقف الإيوانات الأخري من جمال وبهاء.
وأشار إلي أن مدرسة أم السلطان شعبان أضيرت في زلزال 1992 لذلك قام المجلس الأعلي للآثار بترميم جميع الأحجار والأرضيات الحجرية والأسقف والأبواب الخشبية وأثناء أعمال الترميم تم الكشف عن المدخل الرئيسي للمدرسة بسلمه المزدوج وأرضيته المملوكية التي كانت مغطاه بمستوي الشارع,وكذلك تم الكشف عن دورة المياه الأثرية وحوض شرب الدواب الأثري الموجود أسفل الكتاب,كما تم رفع جميع التعديات علي المدرسة وإزالة المدرسة الابتدائية المستغلة لمدرسة أم السلطان شعبان الأثرية.
ومن جانبه أضاف ''طه صابر'' مدير منطقة آثار الخليفة أن مدرسة أم السلطان شعبان ترتبط بشخصيتين عظيمتين هما ''خوند بركة'' وابنها الملك الأشرف ''شعبان بن حسين'' الذي تولي حكم مصر سنة 764هـ/1363م بعد قضائه علي الأتابك يلبغا العمري,وفي عصره راج سوق العلم والعلماء,وبسبب تآمر الأمراء عليه اغتيل في عام 778هـ ودفن في قبة هذه المدرسة,ومن المأثور عنه أنه طلب من الأشراف في مصر والشام تمييز عمائمهم بعلامة خضراء تعظيما لقدرهم.
وأوضح أن ''خوند'' هي كلمة تركية تعني ''سيدة'' وكانت خوند بركة زوجة الأمير ''ألجاي اليوسفي'' وإحدي أشهر سيدات العصر المملوكي وكانت تتمتع بالأبهة والفخامة وبعد موتها دفنت في قبة مدرستها.
===================================================================
المـــــــــــراجع
(1)