Home Up مسلة تحوتمس بلندن حامل أختام الملك تحتمس الثالث | | جريدة الأهرام بتاريخ 26/1/2008م السنة 132 العدد 44245 عن مقالة بعنوان [المسلة المصرية مازالت تبهر البريطانيين ] كتب : طارق الشيخ مسلة الفرعون المصري تحتمس الثالث الشهيرة في الأدبيات الغربية بـإبرة كليوباترا أصبحت مثار اهتمام البريطانيين في الآونة الأخيرة بعد ان تقدم شخص غامضرفض الإعلان عن اسمه الي احدي صالات المزادات البريطانية بأرشيف من الصور والوثائق التاريخية المتعلقة بعملية نقل المسلة المصرية الي بريطانيا خلال القرن الـ19 وهو الحدث الذي احيط بالكثير من المصاعب والغموض وسقط خلاله الكثير من الضحايا. وكانت شركةهامبتون وليتل وودقد اعلنت ان قاعات المزادات التي تشرف عليها في ديفون ببريطانيا ستعرض خلال النصف الثاني من شهر يناير2008 ارشيفا نادرا من المذكرات المكتوبة بخط اليد والصور الخاصة بوايمان ديكسون وهو احد المسئولين البريطانيين الذين وقعت علي عاتقهم مسئولية نقل المسلة المصرية الشهيرة الي بريطانيا في عام1877. وقد شمل الارشيف ـ الذي قدرت قيمة محتوياته مبدئيا( قبل انعقاد جلسة البيع) بمبلغ يتراوح بين10 و20 الف جنيه استرليني ـ صورا توضح كيف تم استخدام وسيلة مبتكرة في ذلك الوقت لنقل المسلة التي قدر طولها بـ21مترا(68 قدم)ووزنها بـ180طنا تقريبا علي متن حاوية اسطوانية الشكل بطول93 قدما صممت خصيصا لنقل المسلة ليتم قطرها بواسطة السفينة التي ابحرت بها من ميناء الأسكندرية المصري الي الجزر البريطانية. وقد احيطت قصة تلك المسلة علي وجه التحديد بالكثير من الغموض والاساطير نظرا لغرابة الاحداث التي اكتنفت عملية نقلها الي بريطانيا. فالمسلة المصرية المصنوعة من الجرانيت يعود تاريخ نحتها الي3500 عام مضت وتحديدا في عهد الفرعون المصري تحتمس الثالث ـ عام1860 ق.م. تقريبا ـ الذي سجل عليها انجازاته وتم نصبها في مدينة هليوبوليس وبعد موت تحتمس اكمل رمسيس الثاني ما عليها من نقوش مسجلا جانبا من الانتصارات التي حققها. وبعد قرون تم نقلها الي مدينة الاسكندرية في عهد البطالمة وبقيت هناك الي ان تعرضت للسقوط حيث طمرت تحت الرمال وهو ما ادي لحسن الحظ الي حماية ما عليها من نقوش من الأثر الضار للعوامل الجوية. وبعد قرون وتحديدا في عام1819 م قرر محمد علي باشا,حاكم مصر في ذلك الوقت,اهداء المسلة الي بريطانيا احياء لذكري انتصار اللورد نيلسون عام1798 م والسير ابركرومبي علي الفرنسيين اثناء احتلالهم لمصر عام1801 م مما أسرع بجلائهم. وقد سعدت بريطانيا بتلك الهدية الي الحد الذي دفع احد لورداتها الي تمويل عملية نقل المسلة الضخمة الي البلاد ونجح بالفعل في جمع مبلغ كبير في ذلك الوقت قدر بـ15الف جنيه استرليني. وخلال العقود التالية بحث خيرة خبراء بريطانيا عن سبل نقل تلك الهدية الي ان تمكنوا من تصميم الحاوية الخاصة التي حملتها من الاسكندرية عام1877 م في طريقها الي بريطانيا ولكن عند خليج بسكاي هبت رياح عاتية هددت السفينة القاطرة للحاوية بالغرق وتم ارسال6 من البحارة المتطوعين لانقاذ البحارة المتواجدين علي متن الحاوية ولكن انتهت المحاولة بغرق المتطوعين قبل ان ينجح بحارة الحاوية في الانتقال الي السفينة القاطرة.. وخوفا من التعرض للغرق فصل القبطان السفينة عن الحاوية وتركها مع المسلة لتواجه مصيرها وسط العاصفة الهائلة. وبعد عدة ايام ووسط ذهول البريطانيين تم العثور علي الحاوية الضخمة وعلي متنها المسلة المصرية امام سواحل شمال اسبانيا وقد رست في ثبات وهدوء! ونقلت المسلة الي لندن وتم نصبها عند جسر فيكتوريا علي ضفاف نهر التيمز بوست مينيستر في لندن عام1879 م ومازالت هناك حتي اليوم. ومن غرائب القدر انه لم تمر سنوات قليلة علي وصول الهدية المصرية الي بريطانيا حتي خرج اسطول الامبراطورية متوجها الي الأسكندرية لغزو مصر واحتلالها لمدة جاوزت70 عاما!! ومن الجدير ذكره ان هناك3 مسلات مصرية شهيرة تحمل اسما رمزيا هوإبرة كليوبتراوهي موزعة علي كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.حيث تقبع احداها في ويستمنستر بالعاصمة البريطانية لندن وتقبع واحدة بميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس وهي المسلة التي يتردد ان محمد علي باشا قد اهداها الي ملك فرنسا لويس فيليب في عام1826 والذي قام بدوره بنصبها في باريس عام1833. وهناك المسلة الموجودة بسنترال بارك بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية وهي المسلة التي يتردد ان الخديو اسماعيل قد اهداها للولايات المتحدة عقب افتتاح قناة السويس عام1869 بهدف تعميق العلاقات التجارية بين الدولتين وقد تمت اجراءات الاهداء الرسمية في عهد الخديو توفيق عام1879 وتم نصبها في سنترال بارك عام1881. |