جارى العمل فى هذه الصفحة
الجزء التالى من كتاب السيرة النبوية - تأليف: عبد الملك بن هشام المعافري - المجلد الخامس - 96 / 116
شعر بجير يوم حنين :
وقال بجير بن زهير بن أبي سلمى في يوم حنين :
لولا الإله وعبده وليتم * حين استخف الرعب كل جبان
بالجزع يوم حبا لنا أقراننا * وسوابح يكبون للأذقان
من بين ساع ثوبه في كفه * ومقطر بسنابك ولبان
والله أكرمنا وأظهر ديننا * و أعزنا بعبادة الرحمن
والله أهلكهم وفرق جمعهم * و أذلهم بعبادة الشيطان
قال ابن هشام : ويروى فيها بعض الرواة :
إذ قام عم نبيكم ووليه * يدعون يا لكتيبة الإيمان
أين الذين هم أجابوا ربهم * يوم العريض وبيعة الرضوان
شعر لعباس بن مرداس يوم حنين :
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس في يوم حنين :
إني والسوابح يوم جمع * وما يتلو الرسول من الكتاب
لقد أحببت ما لقيت ثقيف * بجنب الشعب أمس من العذاب
هم رأس العدو من أهل نجد * فقتلهم ألذ من الشراب
هزمنا الجمع جمع بني قسي * وحكت بركها ببني رئاب
وصرما من هلال غادرتهم * بأوطاس تعفر بالتراب
ولو لاقين جمع بني كلاب * لقام نساؤهم والنقع كابي
ركضنا الخيل فيهم بين بس * إلى الأورال تنحط بالنهاب
بذى لجب رسول الله فيهم * كتيبته تعرض للضراب
قال ابن هشام : قوله : تعفر بالتراب : عن غير ابن إسحاق .
عطية بن عفيف النصري يرد على شعر عباس بن مرداس :
فأجابه عطية بن عفيف النصري ، فيما حدثنا ابن هشام ، فقال :
أفاخرة رفاعة في حنين * وعباس ابن راضعة اللجاب
فإنك والفجار كذات مرط * لربتها وترفل في الإهاب
قال ابن إسحاق : قال عطية بن عفيف هذين البيتين لما أكثر عباس على هوازن في يوم حنين . ورفاعة من جهينة .
شعر آخر لابن مرداس في يوم حنين :
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا خاتم النباء إنك مرسل * بالحق كل هدى السبيل هداكا
إن الإله بنى عليك محبة * في خلقه ومحمداً سماكا
ثم الذين وفوا بما عاهدتهم * جند بعثت عليهم الضحاكا
رجلاً به ذرب السلاح كأنه * لما تكنفه العدو يراكا
يغشى ذوي النسب القريب وإنما * يبغى رضا الرحمن ثم رضاكا
أنبيك أني قد رأيت مكرة * تحت العجاجة يدمغ الإشراكا
طوراً يعانق باليدين وتارة * يفرى الجماجم صارما بتاكا
يغشى به هام الكماة ولو ترى * منه الذي عاينت كان شفاكا
وبنو سليم معنقون أمامه * ضربا وطعنا في العدو دراكا
يمشون تحت لوائه وكأنهم * أسد العرين أردن ثم عراكا
ما يرتجون من القريب قرابة * إلا لطاعة ربهم وهواكا
هذي مشاهدنا التي كانت لنا * معروفة وولينا مولاكا
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
إما ترى يا أم فروة خيلنا * منها معطلة تقاد وظلع
أوهى مقارعة الأعادي دمها * فيها نوافذ من جراح تنبع
فلرب قائلة كفاها وقعنا * أزم الحروب فسربها لا يفزع
لا وفد كالوفد الألى عقدوا لنا * سببا بحبل محمد لا يقطع
وفد أبو قطن حزابة منهم * وأبو الغيوث وواسع والمقنع
والقائد المائة التي وفى بها * تسع المئين فتم ألف أقرع
جمعت بنو عوف ورهط مخاشن * ستا وأحلب من خفاف أربع
فهناك إذ نصر النبي بألفنا * عقد النبي لنا لواء يلمع
فزنا برايته وأورث عقده * مجد الحياة وسودداً لا ينزع
وغداة نحن مع النبي جناحه * ببطاح مكة والقنا يتهزع
كانت إجابتنا لداعى ربنا * بالحق منا حاسر ومقنع
في كل سابغة تخير سردها * داود إذ نسج الحديد وتبع
ولنا على بئري حنين موكب * دمغ النفاق وهضبة ما تقلع
نصر النبي بنا وكنا معشرا * في كل نائبة نضر وننفع
ذدنا غداتئذ هوازن بالقنا * والخيل يغمرها عجاج يسطع
إذ خاف حدهم النبي وأسندوا * جمعا تكاد الشمس منه تخشع
تدعى بنو جشم وتدعى وسطه * أفناء نصر والأسنة شرع
حتى إذا قال الرسول محمد * أبني سليم قد وفيتم فارفعوا
رحنا ولولا نحن أجحف بأسهم * بالمؤمنين وأحرزوا ما جمعوا
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
عفا مجدل من أهله فمتالع * فمطلا أريك قد خلا فالمصانع
ديار لنا يا جمل إذ جل عيشنا * رخي وصرف الدار للحي جامع
حبيبة ألوت بها غربة النوى * لبين فهل ماض من العيش راجع
فإن تبتغي الكفار غير ملومة * فإني وزير للنبي وتابع
دعاني إليهم خير وفد علمتهم * خزيمة والمرار منهم وواسع
فجئنا بألف من سليم عليهم * لبوس لهم من نسج داود رائع
نبايعه بالأخشبين وإنما * يد الله بين الأخشبين نبايع
فجسنا مع المهدي مكة عنوة * بأسيافنا والنقع كاب وساطع
عدنية والخيل يغشى متونها * حميم وآن من دم الجوف ناقع
ويوم حنين حين سارت هوازن * إلينا وضاقت بالنفوس الأضالع
صبرنا مع الضحاك لا يستفزنا * قراع الأعادي منهم والوقائع
أمام رسول الله يخفق فوقنا * لواء كخذروف السحابة لا معض
عشية ضحاك بن سفيان معتص * بسيف رسول الله والموت كانع
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى * مصالاً لكنا الأقربين نتابع
ولكن دين الله دين محمد * رضينا به فيه الهدى والشرائع
أقام به بعد الضلالة أمرنا * وليس لأمر حمه الله دافع
وقال عباس بن مرداس أيضاً في يوم حنين :
تقطع باقي وصل أم مؤمل * بعاقبة واستبدلت نية خلفا
وقد حلفت بالله لا تقطع القوى * فما صدقت فيه ولا برت الحلفا
خفافية بطن العقيق مصيفها * وتحتل في البادين وجرة فالعرفا
فإن تتبع الكفار أم مؤمل * فقد زودت قلبي على نأيها شغفا
وسوف ينبيها الخبير بأننا * أبينا ولم نطلب سوى ربنا حلفا
وأنا مع الهادي النبي محمد * وفينا ولم يستوفها معشر ألفا
بفتيان صدق من سليم أعزة * أطاعوا فما يعصون من أمره حرفا
خفاف وذكوان وعوف تخالهم * مصاعب زافت في طروقتها كلفا
كأن النسيج الشهب والبيض ملبس * أسوداً تلاقت في مراصدها غضفا
بنا عز دين الله غير تنحل * وزدنا على الحي الذي معه ضعفا
بمكة إذ جئنا كأن لواءنا * عقاب أرادت بعد تحليقها خطفا
على شخص الأبصار تحسب بينها * إذا هي جالت في مراودها عزفا
غداة وطئنا المشركين ولم نجد * لأمر رسول الله عدلا ولا صرفا
بمعترك لا يسمع القوم وسطه * لنا زجمة إلا التذامر والنقفا
ببيض تطير الهام عن مستقرها * ونقطف أعناق الكماة بها قطفا
فكائن تركنا من قتيل ملحب * وأرملة تدعو على بعلها لهفا
رضا الله ننوي لا رضا الناس نبتغي * ولله ما يبدو جميعا وما يخفى
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
ما بال عينك فيها عائر سهر * مثل الحماطة أغضى فوقها الشفر
عين تأوبها من شجوها أرق * فالماء يغمرها طوراً وينحدر
كأنه نظم در عند ناظمة * تقطع السلك منه فهو مئتثر
يا بعد منزل من ترجو مودته * ومن أتى دونه الصمان فالحفر
دع ما تقدم من عهد الشباب فقد * ولى الشباب وزار الشيب والزعر
واذكر بلاء سليم في مواطنها * وفي سليم لأهل الفخر مفتخر
قوم هم نصروا الرحمن واتبعوا * دين الرسول وأمر الناس مشتجر
لا يغرسون فسيل النخل وسطهم * لا تخاور في مشتاهم البقر
إلا سوابح كالعقبان مقربة * في دارة حولها الأخطار والعكر
تدعى خفاف وعوف في جوانبها * وحي ذكوان لا ميل ولا ضجر
الضاربون جنود الشرك ضاحية * ببطن مكة والأرواح تبتدر
حتى دفعنا وقتلاهم كأنهم * نخل بظاهرة البطحاء منقعر
ونحن يوم حنين كان مشهدنا * للدين عزا وعند الله مدخر
إذ نركب الموت مخضرا بطائنه * والخيل ينجاب عنها ساطع كدر
تحت اللواء مع الضحاك يقدمنا * كما مشى الليث في غاباته الخدر
في مأزق من مجر الحرب كلكلها * تكاد تأفل منه الشمس والقمر
وقد صبرنا بأوطاس أسنتنا * لله ننصر من شئنا وننتصر
حتى تأوب أقوام منازلهم * لولا المليك ولولا نحن ما صدروا
فما ترى معشراً قلوا ولا كثروا * إلا قد أصبح منا فيهم أثر
وقال عباس بن مرداس أيضاً :
يا أيها الرجل الذي تهوي به * وجناء مجمرة المناسم عرمس
إما أتيت على النبي فقل له * حقاً عليك إذا اطمأن المجلس
يا خير من ركب المطي ومشى * فوق التراب إذا تعد الأنفس
إنا وفينا بالذي عاهدتنا * والخيل تقدع بالكماة وتضرس
إذ سال من أفناء بهثة كلها * جمع تظل به المخارم ترجس
حتى صبحنا أهل مكة فيلقا * شهباء يقدمها الهمام الأشوس
من كل أغلب من سليم فوقه * بيضاء محكمة الدخال وقونس
يروي القناة إذا تجاسر في الوغى * وتخاله أسداً إذا ما يعبس
يغشى الكتيبة معلما وبكفه * عضب يقد به ولدن مدعس
وعلى حنين قد وفى من جمعنا * ألف أمد به الرسول عرندس
كانوا أمام المؤمنين دريئة * والشمس يومئذ عليهم أشمس
نمضي ويحرسنا الإله بحفظه * والله ليس بضائع من يحرس
ولقد حبسنا بالمناقب محبسا * رضي الإله به فنعم المحبس
وغداة أوطاس شددنا شدة * كفت العدو وقيل منها : يا احبسوا
تدعو هوازن بالأخاوة بيننا * ثدي تمد به هوازن أيبس
حتى تركنا جمعهم وكأنه * عير تعاقبه السباع مفرس
قال ابن هشام : أنشدني خلف الأحمر قوله : وقيل منها يا احبسوا .
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس أيضاً :
نصرنا رسول الله من غضب له * بألف كمي لا تعد حواسره
جملنا له في عامل الرمح راية * يذود بها في حومة الموت ناصره
ونحن خضبناها دما فهو لونها * غداة حنين يوم صفوان شاجره
وكنا على الإسلام ميمنة له * وكان لنا عقد اللواء وشاهره
وكنا له دون الجنود بطانة * يشاورنا في أمره ونشاوره
دعانا فسمانا الشعار مقدما * وكنا له عونا على من يناكره
جزى الله خيرا من نبي محمداً * وأيده بالنصر والله ناصره
قال ابن هشام : أنشدني من قوله : وكنا على الإسلام . إلى آخرها ، بعض أهل العلم بالشعر ، ولم يعرف البيت الذي أوله : حملنا له في عامل الرمح راية ، وأنشدني بعد قوله : وكان لنا عقد اللواء وشاهره ، ونحن خضبناه دما فهو لونه .
قال ابن إسحاق : وقال عباس بن مرداس أيضاً :
من مبلغ الأقوام أن محمدا * رسول الإله راشد حيث يمما
دعا ربه واستنصر الله وحده * فأصبح قد وفى إليه وأنعما
سرينا وواعدنا قديداً محمداً * يؤم بنا أمراً من الله محكما
تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا * مع الفجر فتيانا وغابا مقوما
على الخيل مشدودا علينا دروعنا * ورجلا كدفاع الأتي عرمرما
فإن سراة الحي إن كنت سائلا * سليم وفيهم منهم من تسلما
وجند من الأنصار لا يخذلونه * أطاعوا فما يعصونه ما تكلما
فإن تك قد أمرت في القوم خالدا * وقدمته فإنه قد تقدما
بجند هداه الله أنت أميره * تصيب به في الحق من كان أظلما
حلفت يمينا برة لمحمد * فأكملتها ألفا من الخيل ملجما
وقال نبي المؤمنين تقدموا * وحب إلينا أن نكون المقدما
وبتنا بنهي المستدير ولم يكن * بنا الخوف إلا رغبة وتحزما
أطعناك حتى أسلم الناس كلهم * وحتى صبحنا الجمع أهل يلملما
يضل الحصان الأبلق الورد وسطه * ولا يطمئن الشيخ حتى يسوما
سمونا لهم ورد القطا زفة ضحى * وكل تراه عن أخيه قد أحجما
لدن غدوة حتى تركنا عشية * حنينا وقد سالت دوافعه دما
إذا شئت من كل رأيت طمرة * وفارسها يهوي ورمحا محطما
وقد أحرزت منا هوازن سربها * وحب إليها أن نخيب ونحرما
شعر ضمضم بن الحارث في يوم حنين :
قال ابن إسحاق : وقال ضمضم بن الحارث بن جشم بن عبد بن حبيب بن مالك بن عوف بن يقظة بن عصية السلمي في يوم حنين ، وكانت ثقيف أصابت كنانة بن الحكم بن خالد بن الشريد ، فقتل به محجنا وابن عم له ، وهما من ثقيف :
نحن جلبنا الخيل من غير مجلب * إلى جرش من أهل زيان والفم
نقتل أشبال الأسود ونبتغي * طواغي كانت قبلنا لم تهدم
فإن تفخروا بابن الشريد فإنني * تركت بوج مأتما بعد مأتم
أباتهما بابن الشريد وغره * جواركم وكان غير مذمم
تصيب رجالاً من ثقيف رماحنا * وأسيافنا يكلمنهم كل مكلم
وقال ضمضم بن الحارث أيضاً :
أبلغ لديك ذوي الحلائل آية * لا تأمنن الدهر ذات خمار
بعد التي قالت لجارة بيتها * قد كنت لو لبث الغزي بدار
لما رأت رجلا تسفع لونه * وغر المصيفة والعظام عواري
مشط العظام تراه آخر ليله * متسربلا في درعه لغوار
إذ لا أزال على رحالة نهدة * جرداء تلحق بالنجاد إزاري
يوما على أثر النهاب وتارة * كتبت مجاهدة مع الأنصار
وزهاء كل خميلة أزهقتها * مهلاً تمهله وكل خبار
كيما أغير ما بها من حاجة * وتود أني لا أؤوب فجار
شعر أبي خراش يرثي ابن عمه زهير بن العجوة :
قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة ، قال : أسر زهير بن العجوة الهذلي يوم حنين ، فكتف ، فرآه جميل بن معمر الجمحي ، فقال له : أأنت الماشي لنا بالمغايظ ؟ فضرب عنقه ؛ فقال أبو خراش الهذلي يرثيه ، وكان ابن عمه :
عجف أضيافي جميل بن معمر * بذي فجر تأوي إليه الأرامل
طويل نجاد السيف ليس بجيدر * إذا اهتز واسترخت عليه الحمائل
تكاد يداه تسلمان إزاره * من الجود لما أذلقته الشمائل
إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا * ومستنبح بالي الدريسين عائل
تروح مقرورا وهبت عشية * لها حدب تحتثه فيوائل
فما بال أهل الدار لم يتصدعوا * وقد بان منها اللوذعي الحلاحل
فأقسم لو لاقيته غير موثق * لآبك بالنعف الضباع الجيائل
وإنك لو واجهته إذ لقيته * فنازلته أو كنت ممن ينازل
لظل جميل أفحش القوم صرعة * ولكن قرن الظهر للمرء شاغل
فليس كعهد الدار يا أم ثابت * ولكن أحاطت بالرقاب السلاسل
وعاد الفتى كالشيخ ليس بفاعل * سوى الحق شيئا واستراح العواذل
وأصبح إخوان الصفا كأنما * أهال عليهم جانب الترب هائل
فلا تحسبي أني نسيت لياليا * بمكة إذا لم نعد عما نحاول
إذ الناس ناس والبلاد بغرة * وإذ نحن لا تثنى علينا المداخل
شعر مالك بن عوف يعتذر عن فراره يوم حنين :
قال ابن إسحاق : وقال مالك بن عوف وهو يعتذر يومئذ من فراره :
منع الرقاد فما أغمض ساعة * نعم بأجزاع الطريق مخضرم
سائل هوازن هل أضر عدوها * وأعين غارمها إذا ما يغرم
وكتيبة لبستها بكتيبة * فئتين منها حاسر وملأم
ومقدم تعيا النفوس لضيقه * قدمته وشهود قومي أعلم
فوردته وتركت إخوانا له * يردون غمرته وغمرته الدم
فإذا انجلت غمراته أورثنني * مجد الحياة ومجد غنم يقسم
كلفتموني ذنب آل محمد * والله أعلم من أعق وأظلم
وخذلتموني إذ أقاتل واحداً * وخذلتموني إذ تقاتل خثعم
وإذا بنيت المجد يهدم بعضكم * لا يستوي بان وآخر يهدم
وأقب مخماص الشتاء مسارع * في المجد ينمى للعلى متكرم
أكرهت فيه ألة يزنية * سمحاء يقدمها سنان سلجم
وتركت حنته ترد وليه * وتقول ليس على فلانة مقدم
ونصبت نفسي للرماح مدججا * مثل الدرية تستحل وتشرم
شعر لرجل من هوازن يذكر سلام قومه بعد الهزيمة :
قال ابن إسحاق : وقال قائل في هوازن أيضاً ، يذكر مسيرهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مالك بن عوف بعد إسلامه :
أذكر مسيرهم للناس إذ جمعوا * ومالك فوقه الرايات تختفق
ومالك مالك ما فوقه أحد * يوم حنين عليه التاج يأتلق
حتى لقوا الباس حين الباس يقدمهم * عليهم البيض والأبدان والدرق
فضاربوا الناس حتى لم يروا أحداً * حول النبي وحتى جنه الغسق
ثمت أنزل جبريل بنصرهم * من السماء فمهزوم ومعتنق
منا ولو غير جبريل يقاتلنا * لمنعتنا إذن أسيافنا العتق
وفاتنا عمر الفاروق إذ هزموا * بطعنة بل منها سرجه العلق
شعر امرأة من جشم ترثي أخوين لها أصيبا يوم حنين :
وقالت امرأة من بني جشم ترثي أخوين لها أصيبا يوم حنين :
أعيني جودا على مالك * معا والعلاء ولا تجمدا
هم القاتلان أبا عامر * وقد كان ذا هبة أربدا
هما تركاه لدى مجسد * ينوء نزيفا وما وسدا
شعر زيد بن صحار في هجاء قريش :
وقال أبو ثواب زيد بن صحار ، أحد بني سعد بن بكر :
ألا هل أتاك أن غلبت قريش * هوازن والخطوب لها شروط
وكنا يا قريش إذا غضبنا * يجيء من الغضاب دم عبيط
وكنا يا قريش إذا غضبنا * كأن أنوفنا فيها سعوط
فأصبحنا تسوقنا قريش * سياق العير يحدوها النبيط
فلا أنا إن سئلت الخسف آب * ولا أنا إن ألين لهم نشيط
سينقل لحمها في كل فج * وتكتب في مسامعها القطوط
ويروى : الخطوط ، وهذا البيت في رواية أبي سعد .
قال ابن هشام : ويقال : أبو ثواب زياد بن ثواب . وأنشدني خلف الأحمر قوله : يجيء من الغضاب دم عبيط ، وآخرها بيتا عن غير ابن إسحاق .
عبدالله بن وهب يرد على شعر ابن أبي ثواب :
قال ابن إسحاق : فأجابه عبدالله بن وهب رجل من بني تميم ، ثم من بني أسيد ، فقال :
بشرط الله نضرب من لقينا * كأفضل ما رأيت من الشروط
وكنا يا هوازن حين نلقى * نبل الهام من علق عبيط
بجمعكم وجمع بني قسي * نحك البرك كالورق الخبيط
أصبنا من سراتكم وملنا * بقتل في المباين والخليط
به الملتاث مفترش يديه * يمج الموت كالبكر النحيط
فإن تك قيس عيلان غضابا * فلا ينفك يرغمهم سعوطي
شعر خديج بن العوجاء في يوم حنين :
وقال خديج بن العوجاء النصري :
لما دنونا من حنين ومائه * رأينا سوادا منكر اللون أخصفا
بملمومة شهباء لو قذفوا بها * شماريخ من عزوى إذن عاد صفصفا
ولو أن قومي طاوعتني سراتهم * إذن لما لقينا المعارض المتكشفا
إذن ما لقينا جند آل محمد * ثمانين ألفا واستمدوا بخندفا