Home Up عودة لأحتلال آل عثمان New Page 1789 New Page 1790 New Page 1791 New Page 1792 أتاتورك ونهاية العثمانيين منزل عمر الملطى وأخوه معاهدة لوزان سبيل الأمير عبد الله العثماني كتابة تاريخ الإحتلال العثمانى آخر ورثة الإمبراطورية العثمانية New Page 3146 New Page 3147 New Page 3148 New Page 3149 New Page 3150 | | جريدة الأهرام 29/11/2007م السنة 132 العدد 44187 عن مقالة بعنوان [ لزيادة التواصل بين مصر وتركيا - المطالبة بمشاركة مصرية تركية في لجنة لاعداد دراسة - لتاريخ مصر في العصر العثماني ] تحقيق: د. هالة أحمد زكي تنتهي اليوم فعاليات أفضل المحاورات الثقافية المصرية التركية التي بدأت يوم الاثنين الماضي واستمرت لأيام بالمجلس الاعلي للثقافة في مؤتمر مصر في العصر العثماني والذي تبنته وزارة الثقافة المصرية ومركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية أرسيكا باسطنبول ونعتبره بداية كبيرة وموفقة لا تحتمل نوعا من المجاملات الدبلوماسية والثقافية باختيار هذا الموضوع الذي يحتمل وجود وجهات نظر مختلفة وقراءات جديدة في فترة تاريخية مصرية شديدة الحساسية يعتبرها الكثير من المصريين وحتي يومنا هذا صفحة مطوية من تاريخ بلادهم لم يكن لمصر خلالها نصيب كبير من التحضر في ظل وجود الحكم العثماني في مصر التي اعتبرت احدي ولاياته. فكثيرا ما طالعتنا كتب التاريخ بما يصف هذا العصر بالركود واعتبر الأمر محسوما في تقييم هذه الفترة التاريخية المهمة التي امتدت لقرون ظهرت الدولة العثمانية فيها كأكبر قوة مؤثرة اجتماعيا وسياسيا وثقافيا في العالم الاسلامي. فهل يمكن أن تعتبر قراءتنا التاريخية نوعا من المصالحة أم التصحيح الفعلي أو تنقية أجواء أم دفعة جديدة للعلاقات تكون فيه مصر وتركيا الاكثر ترشيحا لتواصل اقتصادي وثقافي أكبر؟ في البداية يقول د. أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة المؤتمر الاسلامي التركي الاصل والمصري النشأة ان الغرض هو دراسة هذه الفترة بروح منهجية وواقعية. فالحكم العثماني الذي امتد ثلاثة قرون قد ترك أثرا مهما علي النظم القانونية والثقافية والاقتصادية في مصر وانطلاقا من هذا النظام التقليدي شرع محمد علي في عمله علي هدي من حركة التجديد التي كان يجري تنفيذها آنذاك في اسطنبول واستطاع باسلوبه العلمي أن يخلق في مصر طرازا خاصا به من التجديد. ولهذا أدعو إلي تكوين لجنة لاعداد دراسة موسوعية لتاريخ مصر في العصر العثماني يشترك فيها مؤرخون مصريون وأتراك. يتفق علي أبو شادي الامين العام للمجلس الاعلي للثقافة في أن مصر في العصر العثماني لاتزال تحتفظ لدينا بصورة نمطية ولاتزال في حاجة إلي دراسات تكشف مدي التأثير والتأثر في تلك الحقبة التي امتدت لأربعة قرون الا ثلاث سنوات وكانت تقيم تاريخيا بين مؤيد ومعارض. كما ان الامر يتسع للكثير من الدراسات الاجتماعية والسيكولوجية والسياسية تدرس الحالة المصرية في هذه الفترة التي قد تغيب عنها الباحثون. ويشير د. خالد أرن مدير عام مركز أبحاث التاريخ والفنون والثقافة الاسلامية أرسيكا باسطنبول إلي أن هذه الحقبة العثمانية في تاريخ مصر والتي امتدت من عام1517 إلي1914 احتلت فيها مصر مكانة متميزة في الدولة العثمانية فبالعودة إلي الارشيف العثماني الذي يملك قدرا كبيرا من الوثائق يبلغ عددها نحو مائة مليون وثيقة وثلاثمائة وخمسة وستين ألف دفتر يخص أربعين دولة تبدو مصر صاحبة النصيب الأكبر حيث يمكن العثور في محفوظات الأرشيف علي الانترنت علي اربعين ألف مادة أرشيفية تمثل مائتي ألف وثيقة عن مصر بشكل مبدئي هذا مع الوضع في الاعتبار اننا قمنا بوضع هذا الرقم كبداية لنقل المحفوظات الارشيفية علي الانترنت. كما لا يمكن ان ننسي ان مصر كانت أكثر البلدان التي أصدرت كتبا باللغة التركية خارج منطقة الاناضول. وقد قدمت مصر والمصريون خدمات جليلة للثقافة التركية. ولدينا في أرسيكا مجلس ادارة تمثل فيه مصر الآن. كما ان هذا المؤتمر نتبني عقده كل عامين أو ثلاث سنوات كاقتراح سنقدمه إلي مجلس ادارة المركز في الاجتماع القادم. وقبل عامين كانت هناك ندوة في بلاد الشام في العصر العثماني وقد حظيت بمشاركة مصرية وجاء الاقتراح بتنظيم مؤتمر في مصر. ويؤكد المؤرخ الكبير د.رءوف عباس أن المشكلة الحقيقية هي ان العصر العثماني أقل عصور التاريخ المصري حظا في مجال التاريخ فأربعة قرون لابد أن يكون لها تحليلاتها السياسية والثقافية وماهو موجود من وثائق يفوق الحصر ولكنه يحتاج لإعادة إكتشاف فهناك ظروف خاصة احاطت بهذا العصر وهو وقوعه بين عصرين استقطبا الكتابة التاريخية وهما عصر الدولة المملوكية وعصر محمد علي باشا وقد نجحت مصر خلالهما في لعب دور الدولة الاقليمية الكبري. وقد انبهر فريق من المؤرخين باصلاحات محمد علي باشا وكان هناك ميل إلي تفسيرها في سياق المؤثرات الغربية التي حملت بذور الحداثة فحركت الركود الذي عانته مصر في العصر العثماني. وهو اتجاه روج له المستشرقون وتأثر بهم فريق من المؤرخين الرواد الذين صاحبوا انشاء الجامعة المصرية. فلم يلقوا بالا للعصر العثماني واذا ارادو واقرءته لجأوا للجبرتي ومعاصريه وعمموه علي العصرالعثماني بأكمله وكأن مصر كانت عاجزة عن الحركة. ولكن المؤرخين المصريين ظلوا يعانون القلق من هذه النظرة السطحية وبدأوا يولون اهتماما مثل محمد شفيق غربال ثم جاء تلميذه أحمد عزت عبد الكريم ليعيد النظر في العصر العثماني من خلال سجلات المحاكم الشرعية والروزنامة والحجج والأوقاف. ويعتقد الباحث التركي فاضل بيات أن مصر كانت بالفعل لها خصوصيتها كدولة مستقلة وأن الدولة العثمانية قد تفهمت هذا منذ البداية. فبعد انتصار السلطان سليم الأول ودخوله مصر لم يستقر المقام للجيش العثماني الا بعد عدة أشهر وقد حافظ المماليك علي وجودهم الفعلي في مرافق الحياة المختلفة. ويتفق معه الباحث التركي قدري ببلدرم الذي يعطي لمصر مكانة مستقلة ثقافية حيث ان الكثير من النقاد العرب أمثال جرجي زيدان وفي العصر العثماني إفساد اللغة العربية وآدابها. ويستعرض د. صبري العدل موقف علماء الأزهر من دراسة العلوم العقلية والتطبيقية في العصر العثماني كقراءة في كتابات الشيخ أحمد الدمنهوري. الذي ولد بدمنهور عام1689 وتولي مشيخة الأزهر عام1768 وحتي وفاته في عام1776 حيث شكل الاشتغال بالعلوم التطبيقية ودراستها جدلا واسعا بين علماء الأزهر خلال العصر العثماني. وتقدم محكمة الإسكندرية ـ كما قال د.ناصر إبراهيم ـ صورة واضحة للممارسات القضائية داخل المحكمة الشرعية, حيث كان لوكلاء الدعاوي دور فعال في عرض القضايا والدعاوي المختلفة, وقد أقبل عليهم الأهالي واعتبروهم ضرورة للوصول إلي الحقوق. وقد اقتنع السكندريون بأهمية دورهم داخل أروقة المحكمة واحترفت عائلات هذه المهنة مثل عائلة سليمان قنيد, وعائلة موسي السعران, وابراهيم البرجي, وعمر العباس, وخليل المصري. ويشرح د. سيد عشماوي دور الشائعات والأراجيف في مصر العثمانية, حيث انتشر ما يثير الفضول والدهشة والمبالغة والتهويل والمغالاة والتضخيم. وعن دور مؤسسة الوقف التي تعطي ضرورة أخري للمجتمع المصري, يعبر د. ستان معروف أوغلو عن أهمية الأوقاف ودورها في تمويل المؤسسات ذات الخدمات الدينية والاجتماعية والتعليمية في المجتمعات العثمانية, سواء في الأناضول أو الولايات العربية تحت الإدارة العثمانية, حيث كانت تمول هذه المؤسسات من ريع وعائدات الأراضي والأملاك الخاصة بالدولة أو الأغنياء, والموقوفة لتمويل المصاريف اللازمة لتلك المؤسسات. |