Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

محمد فى يثرب / المدينة

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 3000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
القتال والهجرة ليثرب
هجرة محمد
محمد فى يثرب/ المدينة
الآذان وبلال
عداء اليهود لـ محمد
نصارى نجران
أحداث فى يثرب
وباء فى يثرب
صفحة فهرس السرايا والغزوات

Hit Counter

 

  جارى العمل فى هذه الصفحة

الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلداتي - الجزء الثانى -  134/116

 

موقف آل أبي بكر بعد الهجرة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني يحيى بن عباد بن عبدالله بن الزبير أن أباه عبادا حدثه عن جدته أسماء بنت أبي بكر ، قالت ‏‏:‏‏ لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخرج أبو بكر معه ، احتمل أبو بكر ماله كله ، ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف ، فانطلق بها معه ‏‏.‏‏
قالت ‏‏:‏‏ فدخل علينا جدي أبو قحافة ، وقد ذهب بصره ، فقال ‏‏:‏‏ والله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ كلا يا أبت ‏‏!‏‏ إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فأخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها ، ثم وضعت عليها ثوبا ، ثم أخذت بيده ، فقلت ‏‏:‏‏ يا أبت ، ضع يدك على هذا المال ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فوضع يده عليه ، فقال ‏‏:‏‏ لا بأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، وفي هذا بلاغ لكم ‏‏.‏‏ ولا والله ما ترك لنا شيئا ، ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك ‏‏.‏‏


سراقة بن مالك و ركوبه في أثر الرسول صلى الله و سلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني الزهري أن عبدالرحمن بن مالك بن جعشم حدثه ، عن أبيه ، عن عمه سراقة بن مالك بن جعشم ، قال ‏‏:‏‏ لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى ‏‏ المدينة ، جعلت قريش فيه مائة ناقة لمن رده عليهم ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا ، حتى وقف علينا ، فقال ‏‏:‏‏ والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا علي آنفا ، إني لأراهم محمدا وأصحابه ، قال ‏‏:‏‏ فأومأت إليه بعيني ‏‏:‏‏ أن اسكت ، ثم قلت ‏‏:‏‏ إنما هم بنو فلان ، يبتغون ضالة لهم ؛ قال ‏‏:‏‏ لعله ، ثم سكت ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم مكثت قليلا ، ثم قمت فدخلت بيتي ، ثم أمرت بفرسي ، فقيد لي إلى بطن الوادي ، وأمرت بسلاحي ، فأُخرج لي من دبر حجرتي ، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ، ثم انطلقت ، فلبست لأمتي ، ثم أخرجت قداحي ، فاستقسمت بها ؛ فخرج السهم الذي أكره ‏‏(‏‏ لا يضره ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ وكنت أرجو أن أرده على قريش ، فآخذ المائة الناقة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فركبت على أثره ، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ، فسقطت عنه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ ما هذا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها ، فخرج السهم الذي أكره ‏‏(‏‏ لا يضره ‏‏)‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأبيت إلا أن أتبعه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فركبت في أثره ، فبينا فرسي يشتد بي ، عثر بي ، فسقطت عنه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ ما هذا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها ، فخرج السهم الذي أكره ‏‏(‏‏ لا يضره ‏‏)‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأبيت إلا أن أتبعه ، فركبت في أثره ‏‏.‏‏ فلما بدا لي القوم ورأيتهم ، عثر بي فرسي ، فذهبت يداه في الأرض ، وسقطت عنه ، ثم انتزع يديه من الأرض ، وتبعهما دخان كالإعصار ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنع مني ، وأنه ظاهر‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فناديت القوم ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ أنا سراقة بن جعشم ‏‏:‏‏ انظروني أكلمكم ، فوالله لا أريبكم ، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ‏‏:‏‏ قل له ‏‏:‏‏ وما تبتغي منا ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال ذلك أبو بكر ، قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك ‏‏‏‏
قال ‏‏:‏‏ اكتب له يا أبا بكر ‏‏.‏‏

إسلام سراقة بن جعشم
قال ‏‏:‏‏ فكتب لي كتابا في عظم ، أو في رقعة ، أو في خزفة ، ثم ألقاه إلي ، فأخذته ، فجعلته في كنانتي ، ثم رجعت ، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان ، حتى إذا كان فتح مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفرغ من حنين والطائف ، خرجت ومعي الكتاب لألقاه ، فلقيته بالجعرانة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدخلت في كتيبة من خيل الأنصار ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فجعلوا يقرعونني بالرماح ويقولون ‏‏:‏‏ إليك إليك ، ماذا تريد ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته ، والله لكأني أنظر إلى ساقه في غرزه كأنها جمارة ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فرفعت يدي بالكتاب ، ثم قلت ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، هذا كتابك لي ، أنا سراقة بن جعشم ؛ قال ‏‏:‏‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يوم وفاء وبر ، ادنُهْ ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فدنوت منه ، فأسلمت ‏‏.‏‏ ثم تذكرت شيئا أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فما أذكره ، إلا أني قلت ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، الضالة من الإبل تغشى حياضي ، وقد ملأتها لإبلي ، هل لي من أجر في أن أسقيها ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ، في كل ذات كبد حرّى أجر ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ ثم رجعت إلى قومي ، فسقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتي ‏‏.‏‏

تصويب نسب عبدالرحمن الجعشمي
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ عبدالرحمن بن الحارث بن مالك بن جعشم ‏‏.‏‏

طريق الهجرة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فلما خرج بهما دليلهما عبدالله بن أرقط ، سلك بهما أسفل مكة ، ثم مضى بهما على الساحل ، حتى عارض الطريق أسفل من عسفان ، ثم سلك بهما على أسفل أمج ، ثم استجاز بهما ، حتى عارض بهما الطريق ، بعد أن أجاز قديدا ، ثم أجاز بهما من مكانه ذلك ، فسلك بهما الخرار ، ثم سلك بهما ثنية المرة ، ثم سلك بهما لقفا ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ لفتا ‏‏.‏‏ قال معقل بن خويلد الهذلي ‏‏:‏‏
نزيعا محلبا من أهل لفت * لحي بين أثلة والنحام
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم أجاز بهم مدلجة لِقْف ثم استبطن بهما مدلجة محاج - ويقال ‏‏:‏‏ مجاج ، فيما قال ابن هشام - ثم سلك بهما مرجح محاج ، ثم تبطن بهما مرجح من ذي العضوين - قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ العَضَوين - ثم بطن ذي كشر ، ثم أخذ بهما على الجداجد ، ثم على ‏الأجرد ، ثم سلك بهما ذا سلم ، من بطن أعداء مدلجة تعهن ، ثم على العبابيد ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ العبابيب ؛ ويقال ‏‏:‏‏ العثيانة ‏‏.‏‏ يريد ‏‏:‏‏ العبابيب ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم أجاز الفاجَّة ؛ ويقال ‏‏:‏‏ القاحة ، فيما قال ابن هشام ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ثم هبط بهما العرج ، وقد أبطأ عليهما بعض ظهرهم ، فحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من أسلم ، يقال له ‏‏:‏‏ أوس بن حجر ، على جمل له - يقال له ‏‏:‏‏ ابن الرداء - إلى المدينة ، وبعث معه غلاما له ، يقال له ‏‏:‏‏ مسعود بن هنيدة ، ثم خرج بهما دليلهما من العرج ، فسلك بهما ثنية العائر ، عن يمين ركوبة - ويقال ‏‏:‏‏ ثنية الغائر ، فيما قال ابن هشام - حتى هبط بهما بطن رئم ، ثم قدم بهما قباء ، على بني عمرو بن عوف ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين ، حين اشتد الضَّحاء ، وكادت الشمس تعتدل ‏‏.‏‏

قدومه صلى الله عليه وسلم قباء
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن عبدالرحمن بن عويمر بن ساعدة ، قال ‏‏:‏‏ حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا ‏‏:‏‏ لما سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، وتوكفنا قدومه ، كنا ‏نخرج إذا صلينا الصبح ، إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا ، وذلك في أيام حارة ‏‏.‏‏ حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، جلسنا كما كنا نجلس ، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت ، فكان أول من رآه رجل من اليهود ، و قد رأى ما كنا نصنع ، وأنَّا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فصرخ بأعلى صوته ‏‏:‏‏ يا بني قيلة ، هذا جدكم قد جاء ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو في ظل نخلة ، ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه ، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ، وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر ، حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام أبو بكر فأظله بردائه ، فعرفناه عند ذلك ‏‏.‏‏

منزله عليه الصلاة و السلام بقباء
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون - على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف ، ثم أحد بني عبيد ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ بل نزل على سعد بن خيثمة ‏‏.‏‏ ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن هدم ‏‏:‏‏ إنما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس الناس في بيت سعد بن خيثمة ‏‏.‏‏ وذلك أنه كان عزبا لا أهل له ، وكان منزل ‏ الأعزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين ، فمن هنالك يقال ‏‏:‏‏ نزل على سعد بن خيثمة ، وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة ‏‏:‏‏ بيت الأعزاب ‏‏.‏‏ فالله أعلم أي ذلك كان ، كلا قد سمعنا ‏‏.‏‏

منزل أبي بكر بقباء
ونزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف ، أحد بني الحارث بن الخزرج بالسنح ‏‏.‏‏ ويقول قائل ‏‏:‏‏ كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير ، أخي بني الحارث بن الخزرج ‏‏.‏‏

منزل علي بن أبي طالب بقباء
وأقام علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها ، حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها ، لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل معه على كلثوم بن هدم ‏‏.‏‏

من فضائل سهل بن حنيف
فكان علي بن أبي طالب ، وإنما كانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين يقول ‏‏:‏‏ كانت بقباء امرأة لا زوج لها ، مسلمة ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل ، فيضرب عليها بابها ، فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فاستربت بشأنه ، فقلت لها ‏‏:‏‏ يا أمة الله ، من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة ، فتخرجين إليه فيعطيك شيئا لا أدري ما هو ، وأنت امرأة ‏مسلمة لا زوج لك ‏‏؟‏‏ قالت ‏‏:‏‏ هذا سهل بن حنيف بن واهب ، قد عرف أني امرأة لا أحد لي ، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ، ثم جاءني بها ، فقال ‏‏:‏‏ احتطبي بهذا ، فكان علي رضي الله عنه يأثر ذلك من أمر سهل بن حنيف ، حتى هلك عنده بالعراق ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني هذا ، من حديث علي رضي الله عنه ، هند بن سعد بن سهل بن حنيف ، رضي الله عنه ‏‏.‏‏

بناء مسجد قباء
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس ، وأسس مسجده ‏‏.‏‏
خروج الرسول صلى الله و سلم من قباء وذهابه إلى المدينة
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة ‏‏.‏‏ وبنو عمرو بن عوف يزعمون أنه مكث فيهم أكثر من ذلك ، فالله أعلم أي ذلك كان ‏‏.‏‏ فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف ، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانُوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة ‏‏.‏‏
اعتراض القبائل له صلىالله عليه وسلم تبغي نزوله عندها
فأتاه عتبان بن مالك ، وعباس بن عبادة بن نضلة في رجال من بني سالم ابن عوف ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا ‏رسول الله ‏‏.‏‏ أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة ؛ قالوا ‏‏:‏‏ خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة ، لناقته ‏‏:‏‏ فخلوا سبيلها ، فانطلقت حتى إذا وازنت دار بني بياضة ، تلقاه زياد بن لبيد ، وفروة بن عمرو ، في رجال من بني بياضة ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ‏‏:‏‏ هلم إلينا ، إلى العدد والعدة والمنعة ؛ قال ‏‏:‏‏ خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ‏‏.‏‏ فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بني ساعدة ، اعترضه سعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، في رجال من بني ساعدة ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة ؛ قال ‏‏:‏‏ خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ، فانطلقت ، حتى إذا وازنت دار بني الحارث بن الخزرج ، اعترضه سعد بن الربيع ، وخارجة بن زيد ، وعبدالله بن رواحة ، في رجال من بني الحارث بن الخزرج ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، هلم إلينا إلى العدد والعدة والمنعة قال ‏‏:‏‏ خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ‏‏.‏‏ فانطلقت ، حتى إذا مرت بدار بني عدي بن النجار ، وهم أخواله دنيا - أم عبدالمطلب ، سلمى بنت عمرو ، إحدى نسائهم - اعترضه سليط بن قيس ، وأبو سليط ، أُسيرة بن أبي خارجة ، في رجال من بني عدي بن النجار ، فقالوا ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، هلم إلى أخوالك ، إلى العدد والعدة والمنعة ؛ قال ‏‏:‏‏ خلوا سبيلها فإنها مأمورة ، فخلوا سبيلها ، فانطلقت ‏‏.‏‏

مبرك الناقة بدار بني مالك بن النجار
حتى إذا أتت دار بني مالك بن النجار ، بركت على باب مسجده صلى الله عليه وسلم ، وهو يومئذ مِرْبد لغلامين يتيمين من بني النجار ، ثم من بني مالك بن النجار ، وهما في حجر معاذ بن عفراء ، سهل وسهيل ابني عمرو ‏‏.‏‏
فلما بركت ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل ، وثبت فسارت غير بعيد ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به ، ثم التفتت إلى خلفها ، فرجعت إلى مبركها أول مرة ،‏ فبركت فيه ، ثم تحلحلت وزمَّت وألقت بجرانها ، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد رحله ، فوضعه في بيته ، ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسأل عن المربد لمن هو ‏‏؟‏‏ فقال له معاذ بن عفراء ‏‏:‏‏ هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو ، وهما يتيمان لي ، وسأرضيهما منه ، فاتخذه مسجدا ‏‏.‏‏

بناء مسجد المدينة و مساكنه صلى الله عليه و سلم
قال ‏‏:‏‏ فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُبنى مسجدا ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه ، فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين في العمل فيه ، فعمل فيه المهاجرون والأنصار ، ودأبوا فيه ، فقال قائل من المسلمين ‏‏:‏‏ ‏لئن قعدنا والنبي يعمل * لذاك منا العمل المضلِّل
وارتجز المسلمون وهو يبنونه يقولون ‏‏:‏‏
لا عيش إلا عيش الآخره * اللهم ارحم الأنصار والمهاجره
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ لا عيش إلا عيش الآخرة ، اللهم ارحم المهاجرين والأنصار ‏‏.‏‏

عمار والفئة الباغية
قال ‏‏:‏‏ فدخل عمار بن ياسر ، وقد أثقلوه باللبن ، فقال ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، قتلوني ، يحملون علي ما لا يحملون ‏‏.‏‏ قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفض وفرته بيده ، وكان رجلا جعدا ، وهو يقول ‏‏:‏‏ ويح ابن سمية ، ليسوا بالذين يقتلونك ، إنما تقتلك الفئة الباغية ‏‏.‏‏
ارتجاز علي بن أبي طالب في بناء المسجد
وارتجز علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ ‏‏:‏‏
لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأب فيه قائما وقاعدا
و من يُرى عن الغبار حائدا
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سألت غير واحد من أهل العلم بالشعر ، عن هذا الرجز ، فقالوا ‏‏:‏‏ بلغنا أن علي بن أبي طالب ارتجز به ، فلا يُدرى ‏‏:‏‏ أهو قائله أم غيره ‏‏‏‏
ما كان بين عمار و أحد الصحابة من مشادة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأخذها عمار بن ياسر ، فجعل يرتجز بها ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ فلما أكثر ، ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يعرض به ، فيما حدثنا زياد بن عبدالله البكائي ، عن ابن إسحاق ، وقد سمَّى ابن إسحاق الرجل ‏‏.‏‏


وصاة الرسول صلى الله عليه وسلم بعمار
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية ، والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لأنفك ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ وفي يده عصا ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال ‏‏:‏‏ ما لهم ولعمار ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار ، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي ، فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يُستبق فاجتنبوه ‏‏.‏‏

من بنى أول مسجد
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وذكر سفيان بن عيينة عن زكريا ، عن الشعبي ، قال ‏‏:‏‏ إن أول من بنى مسجدا عمار بن ياسر ‏‏.‏‏
 

الرسول ينزل في بيت أبي أيوب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب ، حتى بُني له مسجده ومساكنه ، ثم انتقل إلى مساكنه من بيت أبي أيوب ، رحمة الله عليه ورضوانه ‏‏.‏‏

من أدب أبي أيوب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني يزيد بن أبي حبيب ، عن مرثد بن عبدالله اليزني ، عن أبي رهم السماعي ، قال ‏‏:‏‏ حدثني أبو أيوب ، قال ‏‏:‏‏ لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، نزل في السفل ، وأنا وأم أيوب في العلو ، فقلت له ‏‏:‏‏ يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك ، وتكون تحتي ، فاظهرْ أنت فكن في العلو ، وننزل نحن فنكون في السفل ؛ فقال ‏‏:‏‏ يا أبا أيوب ، إنّ أرفق بنا وبمن يغشانا ، أن نكون في سفل البيت ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفله ، وكنا فوقه في المسكن ؛ فلقد انكسر حُبّ لنا فيه ماء ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ، ما لنا لحاف غيرها ، ننشف بها الماء ، تخوفا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء فيؤذيه ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ وكنا نصنع له العشاء ، ثم نبعث به إليه ، فإذا رد علينا فضله تيممت أنا وأم أيوب موضع يده ، فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة ، حتى بعثنا إليه ليلة بعشائه وقد جعلنا له بصلا أو ثوما ، فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم أر ليده فيه أثرا ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فجئته فزعا ، فقلت ‏‏:‏‏ يا رسول الله ، بأبي أنت وأمي ، رددت عشاءك ، و لم أر فيه موضع يدك ، وكنت إذا رددته علينا ، تيممت أنا وأم أيوب موضع يدك ، نبتغي بذلك البركة ؛ قال ‏‏:‏‏ إني وجدت فيه ريح هذه الشجرة ، وأنا رجل أُناجَى ، فأما أنتم فكلوه ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فأكلناه ، ولم نصنع له تلك الشجرة بعد ‏‏.‏‏

تلاحق المهاجرين إلى الرسول صلى الله عليه و سلم بالمدينة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وتلاحق المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق بمكة منهم أحد ، إلا مفتون أو محبوس ، ولم يوعب أهل هجرة من مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أهل دور مُسمَّون ‏‏:‏‏ بنو مظعون من بني جمح ؛ وبنو جحش بن رئاب ، حلفاء بني أمية ؛ وبنو البكير ، من بني سعد بن ليث ، حلفاء بني عدي بن كعب ، فإن دورهم غلقت بمكة هجرة ، ليس فيها ساكن ‏‏.‏‏
 

أبو سفيان يعتدي على دار بني جحش ، و القصة في ذلك
ولما خرج بنو جحش بن رئاب من دارهم ، عدا عليها أبو سفيان بن حرب ، فباعها من عمرو بن علقمة ، أخي بني عامر بن لؤي ؛ فلما بلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم ، ذكر ذلك عبدالله بن جحش لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ ألا ترضى يا عبدالله أن يعطيك الله بها دارا خيرا منها في الجنة ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ بلى ؛ قال ‏‏:‏‏ فذلك لك ‏‏.‏‏
فلما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، كلمه أبو أحمد في دارهم ، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال الناس لأبي أحمد ‏‏:‏‏ يا أبا أحمد ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره أن ترجعوا في شيء من أموالكم أُصيب منكم في الله عز وجل ، فأمسك عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال لأبي سفيان ‏‏:‏‏
أبلغ أبا سفيان عن * أمر عواقبه ندامه
دار ابن عمك بعتها * تقضي بها عنك الغرامه
وحليفكم بالله رب * الناس مجتهد القسامه
اذهب بها ، اذهب بها * طُوّقتها طوق الحمامه
انتشار الإسلام و من بقي على شركه من أهل المدينة
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول ، إلى صفر من السنة الداخلة ، حتى بُني له فيها مسجده ومساكنه ، واستجمع له إسلام هذا الحي من الأنصار ، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهلها ، إلا ما كان من خطمة ، وواقف ، ووائل ، وأمية ، وتلك أوس الله ، وهم حي من الأوس ، فإنهم أقاموا على شركهم ‏‏.‏‏ ‏

أول خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبدالرحمن - نعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل - أنه قام فيهم ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال ‏‏:‏‏
أما بعد ، أيها الناس ، فقدموا لأنفسكم ‏‏.‏‏ تَعْلَّمُنَّ والله لَيُصعقن أحدكم ، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ، ثم ليقولن له ربه ، وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ‏‏:‏‏ ألم يأتك رسولي فبلغك ، وآتيتك مالا وأفضلت عليك ‏‏؟‏‏ فما قدمت لنفسك ‏‏؟‏‏ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم ‏‏.‏‏ فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإن بها تجُزى الحسنة عشر أمثالها ، إلى سبع مئة ضعف ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‏‏.‏‏
 

خطبته الثانية صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى ، فقال ‏‏:‏‏
إن الحمد لله ، أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ‏‏.‏‏ إن أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى ، قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وأدخله في الإسلام بعد الكفر ، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس ، إنه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبوا ما أحب الله ، أحبوا الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره ، ولا تقس عنه قلوبكم ، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي ، وقد سماه الله خيرته من الأعمال ، ومصطفاه من العباد ، والصالح من الحديث ؛ ومن كل ما أوتي الناس الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، إن الله يغضب أن يُنكث عهده ، والسلام عليكم ‏‏.‏‏

الرسول صلى الله عليه و سلم يوادع اليهود وكتابه بين المسلمين من المهاجرين و الأنصار
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار ، وادع فيه يهود وعاهدهم ، وأقرهم على دينهم وأموالهم ، وشرط لهم ، واشترط عليهم ‏‏:‏‏
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم ، بين ‏المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ، ومن تبعهم ، فلحق بهم ، وجاهد معهم ، إنهم أمة واحدة من دون الناس ، المهاجرون من قريش على ربعتهم يتعاقلون بينهم ، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو ساعدة على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو الحارث على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو جشم على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو النجار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو النبيت على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وبنو الأوس على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولى ، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين ؛ وإن المؤمنين لا يتركون مُفْرَحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ المُفْرح ‏‏:‏‏ المثقل بالدين والكثير العيال ‏‏.‏‏ قال الشاعر ‏‏:‏‏
إذا أنت لم تبرح تؤدي أمانة * وتحمل أخرى أفرحتك الودائع
وأن لا يحالف مؤمن مولى مؤمن دونه ؛ وإن المؤمنين المتقين على من بغى منهم ، أو ابتغى دسيعة ظُلم ، أو إثم ، أو عدوان ، أو فساد بين المؤمنين ؛ وإن أيديهم عليه جميعا ، ولو كان ولد أحدهم ؛ ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ، ولا ينصر كافرا على مؤمن ؛ وإن ذمة الله واحدة ، يجير عليهم أدناهم ؛ وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس ؛ وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة ، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم ؛ وإن سلم المؤمنين واحدة ، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله ، إلا على سواء وعدل بينهم ؛ وإن كل غازية غزت معنا يُعقب بعضها بعضا ؛ وإن المؤمنين يُبيء بعضهم على بعض بما نال دماءهم في سبيل الله ؛ وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدي وأقومه ؛ وإنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ، ولا يحول دونه على مؤمن ؛ وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضى ولي المقتول ، وإن المؤمنين عليه كافة ، ولا يحل لهم إلا قيام عليه ؛ وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة ، وآمن بالله واليوم الآخر ، أن ينصر مُحْدثا ولا يُؤويه ؛ وأنه من نصره أو آواه ، فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ، ولا يؤخذ منه صرف ‏ولا عدل ؛ وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء ، فإن مرده إلى الله عز وجل ، وإلى محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ؛ وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم ، وللمسلمين دينهم ، مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم وأثم ، فإنه لا يُوتِغُ إلا نفسه ، وأهل بيته ، وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف ؛ وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف ؛ وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف ؛ وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف ؛ وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف ؛ وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف ؛ إلا من ظلم وأثم ، فإنه لا يُوتغ إلا نفسه وأهل بيته ؛ وإن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم ؛ وإن لبني الشُّطَيبة مثل ما ليهود بني عوف ، وإن البر دون الإثم ؛ وإن موالي ثعلبة كأنفسهم ؛ وإن بطانة يهود كأنفسهم ؛ وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم ؛ وإنه لا ينحجز على نار جرح ؛ وإنه من فتك فبنفسه فتك ، وأهل بيته ، إلا من ظلم ؛ وإن الله على أبر هذا ؛ وإن على اليهود نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم ؛ وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة ؛ وإن بينهم النصح والنصيحة ، والبر دون الإثم ؛ وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه ؛ وإن النصر للمظلوم ؛ وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين ؛ وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة ؛ وإن الجار كالنفس غير مُضار ولا آثم ؛ وإنه لا تجُار حُرمة إلا بإذن أهلها ؛ وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخُاف فساده ، فإن مرده إلى الله عز وجل ، ‏وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبره ؛ وإنه لا تجُار قريش ولا من نصرها ؛ وإن بينهم النصر على من دهم يثرب ، وإذا دُعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه ، فإنهم يصالحونه ويلبسونه ؛ وإنهم إذا دُعوا إلى مثل ذلك فإنه لهم على المؤمنين ، إلا من حارب في الدين ، على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قِبَلَهم ؛ وإن يهود الأوس ، مواليهم وأنفسهم ، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة ‏‏.‏‏ مع البر المحض ‏‏؟‏‏ من أهل هذه الصحيفة ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ ويقال ‏‏:‏‏ مع البر المحسن من أهل هذه الصحيفة ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وإن البر دون الإثم ، لا يكسب كاسب إلا على نفسه ؛ وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره ؛ وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم ، وإنه من خرج آمنٌ ، ومن قعد آمن بالمدينة ، إلا من ظلم أو أثم ؛ وإن الله جار لمن بر واتقى ، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏

This site was last updated 11/07/10