Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

ورقة وخديجة والوحى

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
رحلة إلى غار حراء
من هو جبريل؟
ورقة وخديجة والوحى
الوحى المحمدى
New Page 2952
New Page 2953
New Page 2954

Hit Counter

 

 الجزء التالى من السيرة النبوية لابن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام أبي محمد عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري البصري المتوفي عام 213 الموافق لعام 828 م  ستة مجلدات - الجزء الثانى - 18 / 116

يقول المؤلف هنا أن خديجة أسلمت ولكن يوجد شك فى هذا حيث أنها لم تدعى من أمهات المؤمنين , مثلها مثل ماريا القبطية .

 

رقية محمد

 نزول جبريل عليه صلى الله عليه وسلم
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني وهب بن كيسان ، مولى آل الزبير ، قال ‏‏:‏‏ سمعت عبدالله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي ‏‏:‏‏ حدثنا يا عبيد ، كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة ، حين جاءه جبريل عليه السلام ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقال ‏‏:‏‏ عبيد - وأنا حاضر يحدث عبدالله بن الزبير ومن عنده من الناس - ‏‏:‏‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرا ، وكان ذلك مما تحنَّث به قريش في الجاهلية ‏‏.‏‏ والتحنث التبرر ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقال أبو طالب ‏‏:‏‏
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه * وراق ليرقى في حراء ونازلِ

التحنث والتحنف
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ تقول العرب ‏‏:‏‏ التحنث والتحنف ، يريدون الحنيفية فيبدلون الفاء من الثاء ، كما قالوا ‏‏:‏‏ جدف ، وجدث ، يريدون القبر ‏‏.‏‏ قال رؤبة بن العجاج ‏‏:‏‏
لو كان أحجاري مع الأجداف *
يريد ‏‏:‏‏ الأجداث ‏‏.‏‏ وهذا البيت في أرجوزة له ‏‏.‏‏ وبيت أبي طالب في قصيدة له ، سأذكرها إن شاء الله في موضعها ‏‏.‏‏
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني أبو عبيدة أن العرب تقول ‏‏:‏‏ فم ، في موضع ثم ، يبدلون الفاء من الثاء ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ و حدثني وهب بن كيسان قال ‏‏:‏‏ قال عبيد ‏‏:‏‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك يجاور الشهر من كل سنة ، يطعم من جاءه من المساكين ، فإذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره من شهره ذلك ، كان أول ما يبدأ به ، إذا انصرف من جواره ، الكعبة ، قبل أن يدخل بيته ، فيطوف بها سبعا أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته ، ‏حتى إذا كان الشهر الذي أراد الله تعالى به فيه ما أراد من كرامته ، من السنة التي بعثه الله تعالى فيها ؛ وذلك الشهر شهر رمضان ، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حراء ، كما كان يخرج لجواره ومعه أهله ، حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله فيها برسالته ، ورحم العباد بها ، جاءه جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى ‏‏.‏‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ فجاءني جبريل ، وأنا نائم ، بنمط من ديباج فيه كتاب ، فقال ‏‏:‏‏ اقرأ ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ ما أقرأ ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فغتَّني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال ‏‏:‏‏ اقرأ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ ما أقرأ ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال ‏‏:‏‏ اقرأ ؛ قال ‏‏:‏‏ قلت ‏‏:‏‏ ماذا أقرأ ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ فغتني به حتى ظننت أنه الموت ، ثم أرسلني ، فقال ‏‏:‏‏ اقرأ ؛ قال ‏‏:‏‏ فقلت ‏‏:‏‏ ماذا أقرأ ‏‏؟‏‏ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي ؛ فقال ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ اقرأ باسم ربك الذي خلق ‏‏.‏‏ خلق الإنسان من علق ‏‏.‏‏ اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم ‏‏.‏‏ علم الإنسان ما لم يعلم ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فقرأتها ثم انتهى فانصرف عني وهببت من نومي ، فكأنما كتبت في قلبي كتابا ‏‏.‏‏ قال ‏‏:‏‏ فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء يقول ‏‏:‏‏ يا محمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل ؛ قال ‏‏:‏‏ فرفعت رأسي إلى السماء أنظر ، فإذا جبريل في صورة رجل صافّ قدميه في أفق السماء يقول ‏‏:‏‏ يا محمد ، أنت رسول الله وأنا جبريل ؛ قال ‏‏:‏‏ فوقفت أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر ، وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء ، قال ‏‏:‏‏ فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك ، فما زلت واقفا ما أتقدم أمامي وما أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي ، فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مكاني ذلك ؛ ثم انصرف عني ‏‏.‏‏
الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر خديجة رضي الله عنها بنـزول جبريل عليه
وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفا إليها ‏‏:‏‏ فقالت ‏‏:‏‏ يا أبا القاسم ، أين كنت ‏‏؟‏‏ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا لي ، ثم حدثتها بالذي رأيت ، فقالت ‏‏:‏‏ أبشر يا ابن عم واثبت ، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ‏‏.‏‏

خديجة رضي الله عنها تخبر ورقة بن نوفل حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
ثم قامت فجمعت عليها ثيابها ، ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدالعزى بن قصي ، وهو ابن عمها ، وكان ورقة قد تنصر وقرأ الكتب ، وسمع من أهل التوراة والإنجيل ، فأخبرته بما أخبرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه رأى وسمع ؛ فقال ورقة بن نوفل ‏‏:‏‏ قدوس قدوس ، والذي نفس ورقة بيده ، لئن كنت صدقتيني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ، وإنه لنبي هذه الأمة ، فقولي له ‏‏:‏‏ فليثبت ‏‏.‏‏
فرجعت خديجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقول ورقة بن نوفل ، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره وانصرف ، صنع كما كان يصنع بدأ بالكعبة فطاف بها ، فلقيه ورقة بن نوفل وهو يطوف بالكعبة فقال ‏‏:‏‏ يا ابن أخي أخبرني بما رأيت وسمعت ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال له ورقة ‏‏:‏‏ والذي نفسي بيده ، إنك لنبي هذه الأمة ، وقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ، ولئن أنا أدركت ذلك اليوم لأنصرن الله نصرا يعلمه ، ثم أدنى رأسه منه ، فقبل يافوخه ، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منـزله ‏‏.‏‏

تثبت خديجة رضي الله عنها من الوحي
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير ‏‏:‏‏ أنه حُدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ أي ابن عم ، أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قالت ‏‏:‏‏ فإذا جاءك فأخبرني به ‏‏.‏‏
فجاءه جبريل عليه السلام كما كان يصنع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة ‏‏:‏‏ يا خديجة ، هذا جبريل قد جاءني ؛ قالت ‏‏:‏‏ قم يا ابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ؛ قال ‏‏:‏‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عليها ؛ قالت ‏‏:‏‏ هل تراه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قالت ‏‏:‏‏ فتحولْ فاجلس على فخذي اليمنى ؛ قال ‏‏:‏‏ فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على فخذها اليمنى ؛ فقالت ‏‏:‏‏ هل تراه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ‏‏.‏‏ قالت ‏‏:‏‏ فتحول فاجلس في حجري ؛ قالت ‏‏:‏‏ فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس في حجرها ؛ قالت ‏‏:‏‏ هل تراه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ نعم ؛ قال ‏‏:‏‏ فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها ، ثم قالت له ‏‏:‏‏ هل تراه ‏‏؟‏‏ قال ‏‏:‏‏ لا ؛ قالت ‏‏:‏‏ يا ابن عم ، اُُثبت وأبشر ، فوالله إنه لملك وما هذا بشيطان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وقد حدثت عبدالله بن حسن هذا الحديث ، فقال ‏‏:‏‏ قد سمعت أمي فاطمة بنت حسين تحدث بهذا الحديث عن خديجة ، إلا أني سمعتها تقول ‏‏:‏‏ أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها ، فذهب عند ذلك جبريل ، فقالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ إن هذا لملك وما هو بشيطان ‏‏.‏‏ ‏

ابتداء تنـزيل القرآن

متى نزل القرآن
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ فابتدىء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنـزيل في شهر رمضان ، بقول الله عز وجل ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إنا أنزلناه في ليلة القدر ‏‏.‏‏وما أدراك ما ليلة القدر ‏‏.‏‏ ليلة القدر خير من ألف شهر ‏‏.‏‏ تنـزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ‏‏.‏‏ سلام هي حتى مطلع الفجر ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ حم والكتاب المبين ‏‏.‏‏ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ‏‏.‏‏ فيها يفرق كل أمر حكيم ‏‏.‏‏ أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر ‏‏.‏‏

تاريخ وقعة بدر
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين ‏‏:‏‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون ببدر يوم الجمعة ، صبيحة سبع عشرة من رمضان ‏‏.‏‏
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم تتامّ الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏.‏‏ وهو مؤمن بالله مصدق بما جاءه منه ، قد قبله بقبوله ، وتحمل منه ما حمله على رضا العباد وسخطهم ، والنبوة أثقال ومؤنة ، لا يحملها ولا يستطيع بها إلا أهل القوة والعزم من الرسل بعون الله تعالى وتوفيقه ، لما يلقون من الناس وما يرد عليهم مما جاءوا به عن الله سبحانه وتعالى ‏‏.‏‏
قال ‏‏:‏‏ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمر الله ، على ما يلقى من قومه من الخلاف والأذى ‏‏.‏‏
 

إسلام خديجة بنت خويلد
وقوفها بجانبه صلى الله عليه وسلم
وآمنت به خديجة بنت خويلد ، وصدقت بما جاءه من الله ، ووازرته على أمره ، وكانت أول من آمن بالله وبرسوله ، وصدق بما جاء منه ‏‏.‏‏ فخفف الله بذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، لا يسمع شيئا مما يكرهه من رد عليه وتكذيب له ، فيحزنه ذلك ، إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها ، تثبته وتخفف عليه ، وتصدقه وتهون عليه أمر الناس ، رحمها الله تعالى ‏‏.‏‏
تبشير الرسول لخديجة ببيت من قصب
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ وحدثني هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال ‏‏:‏‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ أمرت أن أُبشِّر خديجة ببيت من قصب ، لا صخب فيه ولانصب ‏‏.‏‏ ‏قال ابن هشام ‏‏:‏‏ القصب ههنا ‏‏:‏‏ اللؤلؤ المجوف ‏‏.‏‏

جبريل يقرىء خديجة السلام من ربها
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ وحدثني من أثق به ، أن جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فقال ‏‏:‏‏ أقرىء خديجة السلام من ربها ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏‏:‏‏ يا خديجة ، هذا جبريل يقرئك السلام من ربك ، فقالت خديجة ‏‏:‏‏ الله السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبريل السلام ‏‏.‏‏
 

فترة الوحي ونزول سورة الضحى
قال ابن إسحاق ‏‏:‏‏ ثم فتر الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من ذلك ، حتى شق ذلك عليه فأحزنه ، فجاءه جبريل بسورة الضحى ، يقسم له ربه ، وهو الذي أكرمه بما أكرمه به ، ما ودعه وما قلاه ، فقال تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ والضحى والليل إذا سجى ‏‏.‏‏ ما ودعك ربك وما قلى ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ يقول ‏‏:‏‏ ما صرمك فتركك ، وما أبغضك منذ أحبك ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وللآخرة خير لك من الأولى ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لما عندي من مرجعك إلي ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ ولسوف يعطيك ربك فترضى ‏‏)‏‏ من الفُلْج في الدنيا ، والثواب في الآخرة ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ ألم يجدك يتيما فآوى ‏‏.‏‏ ووجدك ضالا فهدى ‏‏.‏‏ ووجدك عائلا فأغنى ‏‏)‏‏ يعرفه الله ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ، ومنِّه عليه في يتمه وعيلته وضلالته ، واستنقاذه من ذلك كله برحمته ‏‏.‏‏

تفسير ابن هشام لمفردات سورة الضحى
قال ابن هشام ‏‏:‏‏ سجى ‏‏:‏‏ سكن ‏‏.‏‏ قال أمية بن أبي الصلت الثقفي ‏‏:‏‏
إذ أتى موهنا وقد نام صحبي * وسجا الليل بالظلام البهيم
وهذا البيت في قصيدة له ، ويقال للعين إذا سكن طرفها ‏‏:‏‏ ساجية ، وسجا طرفها ‏‏.‏‏
قال جرير بن الخطفى ‏‏:‏‏
ولقد رمينك حين رحن بأعين * يقتلن من خلل الستور سواجي
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏ والعائل ‏‏:‏‏ الفقير ‏‏.‏‏ قال أبو خراش الهذلي ‏‏:‏‏
إلى بيته يأوي الضريك إذا شتا * ومستنبح بالي الدريسين عائل
وجمعه ‏‏:‏‏ عالة وعيل ‏‏.‏‏ وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها في موضعها إن شاء الله ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الذي يعول العيال ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الخائف ‏‏.‏‏ وفي كتاب الله تعالى ‏‏:‏‏ ‏‏(‏‏ ذلك أدنى ألا تعولوا ‏‏)‏‏ ‏‏.‏‏ وقال أبو طالب ‏‏:‏‏
بميزان قسط لا يخس شعيرة * له شاهد من نفسه غيرُ عائل
وهذا البيت في قصيدة له سأذكرها أن شاء الله في موضعها ‏‏.‏‏ والعائل أيضا ‏‏:‏‏ الشيء المثقل المعيي ‏‏.‏‏ يقول الرجل ‏‏:‏‏ قد عالني هذا الأمر ‏‏:‏‏ أي أثقلني وأعياني ، قال الفرزدق ‏‏:‏‏
ترى الغر الجحاجح من قريش * إذا ما الأمر في الحدثان عالا
وهذا البيت في قصيدة له ‏‏.‏‏

‏‏(‏‏ فأما اليتيم فلا تقهر ‏‏.‏‏ وأما السائل فلا تنهر ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي لا تكن جبارا ولا متكبرا ، ولا فحاشا فظا على الضعفاء من عباد الله ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏ وأما بنعمة ربك فحدث ‏‏)‏‏ ‏‏:‏‏ أي بما جاءك من الله من نعمته وكرامته ‏من النبوة فحدث ، أي اذكرها وادع إليها ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ما أنعم الله به عليه وعلى العباد به من النبوة سرا إلى من يطمئن إليه من أهله ‏‏.

======================================================================

This site was last updated 12/16/10