| Encyclopedia - أنسكلوبيديا موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history بقلم عزت اندراوس رحلة إلى غار حــراء |
إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلفأنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل |
عن العربية بتاريخ لجمعة 7 أبريل 2006م، 09 ربيع الأول 1427 هـ عن مقالة بعنوان " صاعدون إلى قمة جبل النور بعد رحلة شاقة يروون لـ"العربية.نت" تفاصيل دقيقة لغار حراء وأسرار المكان الذي بدأ منه الإسلام صاعدون إلى قمة جبل النور بعد رحلة شاقة يروون لـ"العربية.نت" المرحلة الأولي وهي أصعبها وعورة ومشقة، تبدأ من عند لوحة كبيرة وضعتها هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" تنهي القادم عن أخذ شيء من تراب الجبل أو زرعه أو حجارته، وتؤكد فيه أنه لم تشرع الزيارة إليه أو الصلاة فيه. وهي مكتوبة بثلاث لغات، العربية والأوردو والإنجليزية، لكن بعض القادمين استغلوا فرصة عدم توفر المرشدين، ولعله بسبب المشقة في صعود الجبل، فلم يفوتهم أن يسجلوا عليها أسماءهم وتاريخ قدومهم، كتذكار لمن جاء بعدهم. ومن الطريف هنا ما رواه صاحب (فوات الوفيات) في ترجمة طويس بن عبد الله المدني المغني المتوفى سنة 92 هـ وكان يضرب به المثل في الحذق والغناء، وأيضا في الشؤم قوله: صعد طويس يوما على جبل حراء فأعياه وسقط كالمغشي عليه تعبا!. فقال: يا جبل.. ما أصنع بك؟ أشتمك لا تبالي.. أضربك لا يوجعك، ولكن يا شماتتي بك يوم تبقى كالعهن المنفوش. المرحلة الثانية في الثلث الثاني، تبدو الوعورة أخف وأرحم، ومما يسهل المشقة وجود صخور طليت باللون الأبيض كعلامات تدل القادم إلى أسهل الطرق صعودا من خلال الصخور المتقاربة التي أشبه ما تكون بعتبات حجرية غير متناسقة. ويزداد الإقبال إلى جبل النور في المواسم الدينية، لاسيما موسم الحج. حيث يعج بكثرة مرتاديه ومن كل الجنسيات، رجالا ونساء وأطفالا، ويشهد على ذلك كثرة ما نقش على حجارة الجبل علي طول الطريق من أسماء القادمين وبمختلف اللغات، لكنه لا يخلو من القادمين طوال أيام السنة، خصوصا من العالم الإسلامي . وحسب المشاهدة، وفي خلو الرقيب، يلتزم القادمون بالأدب الإسلامي في هذا المقام، ولا يصرفون عليه شيء من التقديس كتقبيل الحجارة أو البكاء عندها والتمسح فيها، ويحرصون على خلع أحذيتهم عند الغار، وإعطاء الفرصة بأريحية واضحة لكل قادم بالدعاء في جوف الغار دونما جلبة أو مزاحمة. ولكن ما يؤخذ عليهم عدم الالتزام بنظافة الجبل، وكثرة الكتابات على الحجارة خصوصا داخل الغار بشكل يشوه المكان ولا يحترم خصوصيته ووضع صدقات مالية تحت الحجارة. المرحلة الثالثة وفي الثلث الأخير صعودا، وهو أيسر المراحل الثلاث، تجد فيه درجا معبدا بطريقة عشوائية، قام بعمله متطوعون تقربا إلى الله بفعلهم. ولا تلبث أن تلقى عددا منهم في ثنيات الصعود وهم يهمون بتكسير الحجارة، وتشذيبها ورصها على هيئة درج صخري مغطى بالإسمنت، يتسع أحيانا إلى أربعة من الرجال دفعة واحدة. وتلحظ تحت حجارة صغيرة صدقات مالية، من عملات مختلفة، كمشاركة من القادمين الذين عرفوا مشقة الطريق وذاقوا وبال وعورته، ومكافأة لهؤلاء المتطوعين على حسن صنيعهم، ورغبة في أن يواصلوا ما بدأوه من عمل نافع يخفف المشقة على من جاء بعدهم. وتتعدد في هذا الجزء الاستراحات الخشبية المظللة بالصفيح لاتقاء حرّ مكة وشمسها اللاهبة، وتقدم فيها المرطبات الباردة والماء والمشروبات الساخنة كالشاي والقهوة. وفيها مصليات صغيرة مفروشة بقطع من السجاد الصناعي المستهلك، ويباع فيها أيضا هدايا بسيطة من سبح وأحجار كريمة وخواتم وعدادات يدوية تحصي تهليل المتعبد وتسبيحه. جمل بكامل زينته فوق قمة الجبل ويتملكك العجب حين تفاجأ برؤية "جمل" واقفا على جرف شاهق في هذا العلو من الجبل، وهو بكامل زينته، وهو مهيأ للتصوير فقط يعمل عليه نفر من الباكستانيين الذين يكسبون قوتهم من ظهر هذا الحيوان البائس. والصورة الفورية مع جمل الزينة هذا بعشرة ريالات، أما إذا كانت لك رغبة بتصويره بكاميرتك الخاصة فخمسة ريالات تكفي. وهذا نوع من الاستغلال التجاري لأهل الآفاق من ذوي الحيل في الارتزاق!. في أعلى الجبل لن ترى قط منظرا لمكة المكرمة بكل هذا البهاء والجمال. أحياء سكنية مبثوثة عبر الأودية والبطاح وسفوح الجبل. يغلب عليها لون البياض مما يزيدها ألقا وجمالا. وفي الأعلى مصلى لا يتسع إلا لإمام وثلاثة مصلين فقط بجانب استراحة صغيرة تبيع الماء والقهوة والشاي، وتهب عليك من كل الجهات نسمات باردة تنسيك رويدا رويدا مشقة الصعود. مدخل باب غار حراء يقع غار حراء على اليسار من قمة جبل حراء وهو عبارة عن فجوة بابها باتجاه الشمال، طوله أربع أذرع، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع الذراع، يتسع للرجل البدين ويقف فيه الرجل الفارع ويتسع لبضعة رجال يصلون ويجلسون والداخل للغار يكون متجهاً للكعبة مباشرة، ويتسع الغار لخمسة أشخاص جلوساً وارتفاعه قامة متوسطة. ويستطيع من فيه أن يشرف على الكعبة لانحناء فيه، كما يمكنه رؤية الجبال المحيطة بالمنطقة، وقد عُرف الغار بهذا الاسم قديماً. على مرمى بصرك إلى الأسفل تشاهد الغار، وللوصول إليه لابد من النزول عبر عتبات إلى مدخل الغار، وتفاجأ أن المدخل عبارة عن صخور كبيرة متراصة بعضها فوق بعض بينها فجوة صغيرة شديدة الضيق بطول نحو ثلاثة أمتار تجتازها بشكل إفعواني يتناسب مع تكوين الصخور الغريبة، وهي مسننة ومدببة كأنها مزلاج والداخل عبرها بمثابة المفتاح. ومن غريب ما يروى أنه مهما كان حجم الداخل طولا وعرضا، فإنه لن يعجز عن الدخول، وهذا من أسرار المكان حسب العارفين به. ما أن تدلف المدخل العجيب، حتى ترى صخرة مستوية تكفي لجسد إنسان متمدد على يسار الداخل، لها باحة ضيقة، وكل هذا المكان مغطى بسقف الجبل، حماية للقاطن فيه من برد الليل وحر النهار، والأمطار الموسمية، وعلى بعد خطوات باحة صغيرة مفتوحة تشاهد منها السماء وتطل منها على الأودية على الجانبين الغربي والجنوبي من الجبل، ولا تتجاوز مساحتها الكلية ستة أمتار مكعبة فقط، وفي اتجاه القبلة تشاهد غار حراء. والغار عبارة عن تجويف صخري صغير داخل حجارة عظيمة رصت بعناية إلهية واضحة كالمظلات الشمسية باتجاه القبلة تعلوها في الجانب الأيمن فتحتان صغيرتان تجددان هواءه، ويأنس الناظر من إحداها برؤية منارات المسجد الحرام وهي شامخة في عنان السماء، كأنها تخاطب الغار وتطمئنه بالنداء الخالد.. الله أكبر. وتشم في الغار الطيب والمسك والعنبر الذي يحمله الزائرون، وتقاس مساحته بالسنتيمترات طولا وعرضا، غرفة مبيت وباحة ومصلى ويواصل المضواحي وصفه لقصة صعوده ودخوله الغار فيقول: ليس هناك فيما أعلم، مكان مهيأ للاعتكاف والعزلة بأفضل من هذا الغار، فهو أشبه بمسكن صغير يشتمل على غرفة للمبيت، وباحة للنقاهة، ومصلى للتبتل والعبادة. هو مكان اختباء محمد والفرار هربا من قريش لمعتقده الجديد. صعوبة شديدة في الوصول إلى الغار ويشير الدكتور احمد خليل إلى تفاصيل زيارته لجبل النور فيقول: أثناء زيارتي للغار مؤخرا بكرت للخروج لها بعد صلاة الفجر، وبدأت في صعود شاق ليس سهلا أو قصيرا. كان معظم الطريق قد تم تعبيده إن صح هذا التعبير على أيدي متطوعين عبر القرون، ومع هذا التعبيد فإن الوصول إلى الغار على قمة الجبل لا يتيسر إلا بصعوبة شديدة, ويقع الغار على قمة الجبل، أمامه منعزلان فيختفى طريق الدخول إليهما بين صخور ضخمة متلاصقة لا تظن العين العابرة أنه يمكن المرور من خلاله. الجزء الأعلى من جبل النور شديد الوعورة والانحدار إلا من الجهة الشرقية، ويوجد غار حراء دون قمة الجبل بنحو عشرين مترا، ولابد للوصول إليه من الوصول للقمة أولا ثم الهبوط إلى موقع الغار، وقد صادفتني استراحة بدائية فى طريق الصعود، يستظل الصاعدون من الشمس الساخنة رغم الصباح، ويروون العطش بالمياه المعدنية، ويشترى من يرغب صورا لمعالم إسلامية أخرى. وعلى مدار السنوات يتم تعبيد بدائى بواسطة متطوعين يعتمدون على صدقات الصاعدين إلى الغار كما يبدو من قمة الجبل، وأمامه شرفة شبه طبيعية ربما ساهم في نحت السور الصخري إلى اليمين المتطوعون على مر القرون حماية للزائرين. وبعد النزول الحاد على درجات إلى غار حراء من القمة، وبعد هبوط الدرجات المنحدرة يجد الإنسان نفسه وكأنما وصل إلى نهاية طريق، فهناك صخور ضخمة متلاصقة إلى اليمين، ومنحدر الجبل الحاد إلى اليسار والأمام. ويضيف: وقفت حائرا مترددا لدقائق قبل أن أجد شخصا خارجا من شق ضيق بين صخرتين، يسمح بالكاد وبصعوبة بمرور شخص متوسط البنية، وإذا هذا الشق يؤدى إلى ممر يضيق ويتسع وينتهى بفتحة خفيضة ينحنى المار للخروج منها، ليجد نفسه قى مظلة طبيعية ثم الرحبة أمام غار حراء. والغار إلى اليسار صخور متقاربة لا تظن العين العابرة أنها تؤدى إلى مكان آخر، ففي نهاية الممر بقعة اختارها النبي لتعبده وتأمله قبل البعثة، وكرمها الله بجعلها المكان الذي فيه أول نزول القرآن الكريم، المكان المرادف لزمان ليلة خير من ألف شهر . ======================================================================
|
This site was last updated 12/05/09