Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الخليفة  الفائز يحكم مصر من سنة 549 - 555 هـ

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

المقريزى سنة 549 - 555 هـ

*************************************************************************************************************

هذه الصفحة تاريخ الظافر بأمر الله ثامن الخلفاء الفاطميين الشيعة الذين حكموا مصر من سنة 549 - 555 هـ  نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 3 ص 27 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع لم نزيد أو ننقص منها وضعناها كما هى ولكننا وضعنا لكل مقطع عناوين للتسهيل على الدارس

*********************************************************************************************************************************************************

 

وإقامة الفائز من بعده وهو صغير وقيل له قد اختلت أحوال الدولة بمصر‏.‏
سنة خمسين وخمسمائة
فيها مضى الأسطول إلى ميناء صور فملكها وأخربها وأحرقها وعاد مظفراً بعدة مراكب فيها حجاج من النصارى وغيرهم وبعدة كبيرة من الأسرى وبغنائم جزيلة‏.‏
وفيها خرج على الصالح الأمير الأوحد بن تميم والي إخميم وأسيوط وجمع جمعاً موفوراً فسير إليه الصالح عدة من العسكر فكانت بينهما عدة وقائع أسفرت عن قتله الأوحد في يوم الأربعاء سابع عشر رجب‏.‏
وفيها قدم الفقيه نجم الدين عمارة بن أبي الحسن علي اليماني الحكمي في شهر ربيع الأول برسالة قاسم بن فليتة أمير الحرمين فأحضر في قاعة الذهب من القصر يوم السلام وقد جلس الخليفة الفائز وحضر الوزير الملك الصالح طلائع بن رزيك والأمراء على العادة فأدى الرسالة وأنشد‏:‏ الحمد للعيس بعد العزم والهمم حمداً يقوم بما أولت من النّعم لا أجحد الحق عندي للرّكاب يدٌ تمنّت اللّجم فيها رؤية الخطم قرّبن بعد مزار العزّ من نظري حتى رأيت إمام العصر من أمم ورحن من كعبة البطحاء والحرم وفداً إلى كعبة المعروف والنّعم فهل درى البيت أني بعد فرقته ما سرت من حرمٍ إلاّ إلى حرم حيث الخلافة مضروبٌ سرادقها بين النّقيضين من عفوٍ ومن نقم وللإمامة أنوارٌ مقدّسةٌ تجلو البغيضين من ظلم ومن ظلم وللمكارم أعلامٌ تعلّمنا مدح الجزيلين من بأس ومن كرم وللعلا ألسنٌ تثنى محامدها على الحميدين من فعل ومن شيم وراية الشّرف البذّاخ ترفعها يد الرّفيعين‏:‏ من مجدٍ ومن همم أقسمت بالفائز المعصوم معتقداً فوز النجاة وأجر البرّ في القسم لقد حمى الدّين والدّنيا وأهلهما وزيره الصّالح الفرّاج للغم اللاّبس الفخر لم تنسج غلائله إلاّ يد الصّنعين‏:‏ السّيف والقلم وجوده أوجد الأيّام ما اقترحت وجوده أعدم الشاكين للعدم قد ملّكته العوالي رقّ مملكةٍ تعير أنف الثّريا عزّة الشّمم أرى مقاماً عظيم الشأن أوهمني في يقظتي أنها من جملة الحلم يومٌ من العمر لم يخطر على أملى ولا ترقّت إليه رغبة الهمم ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها عقود مدح فما أرضى لكم كلمى ترى الوزارة فيه وهي باذلةٌ عند الخلافة نصحاً غير متّهم فكان الصالح يستعيد أبياتها في حال الإنشاد مراراً والأمراء والأستاذون يذهبون في الاستحسان كل مذهب‏.‏
ثم أفيضت عليه خلع الخليفة المذهبة ومنح له الصالح خمسمائة دينار وأخرجت إليه السيدة الشريفة بنت الحافظ مع الأستاذين خمسمائة دينار أخرى وحمل المال معه إلى منزله وأطلقت له من دار الضيافة رسوم جليلة وتهادته أمراء الدولة إلى منازلهم للولائم‏.‏
واستحضره الصالح للمجالسة ونظمه في سلك أهل المؤانسة وانثالت عليه صلاته وعمره ببره‏.‏
وصار يحضر في الليل عنده مع الشيخ الجليل أبي المعالي ابن الحباب والشيخ الموفق ابن الخلال وأبى الفتح محمود بن قادوس والمهذب أبي محمد الحسن بن الزبير وولد الصالح مجد الإسلام رزيك وصهره الأجل المظفر الأمين سيف الدين حصن المسلمين ذي الفضائل والمناقب يمين أمير المؤمنين أبي عبد الله الحسين بن الأمير فارس الدولة أبي الهيجاء الفائزي الصالحي وأخيه فارس المسلمين بدر بن رزيك وقريبه عز الدين حسام وضرغام وعلي بن الزبرد ويحيى بن الخياط ورضوان بن جلب راغب وعلي هوشات ومحمد بن شمس الخلافة‏.‏
وهؤلاء أهل مجلس الليل‏.‏
وأنشده يوما وهو في القبو من دار الوزارة قصيدة منها‏:‏
وزوروا المقام الصّالحيّ فكلّ من ** على الأرض ينسى ذكره عند ذكره
ولا تجعلوا مقصودكم طلب الغنى ** فتجنوا على مجد المقام وفخره
ولكن سلوا منه العلا تظفروا بها ** فكلّ امرئ يرجى على قدر قدره
فرمى إليه الخريطة فوجد فيها خمسمائة دينار وخمسين رباعياً‏.‏
ومدحه في شعبان بقصيدة فدفع إليه الخريطة فإذا فيها ثلاثة وسبعون دينارا‏.‏
ثم لما عزم على الرجوع ودع الخليفة والصالح بن رزيك بقصيدة فأوسعاه إكراماً وإنعاماً ورسم أن يكون تسفيره خمسمائة دينار كما كانت وفادته وبعثت إليه السيدة مثل ذلك وخلع عليه للسفر ودفع له الصالح مائة دينار‏.‏
وكتب له إلى ناصر الدولة والي قوص بمائة إردب من القمح وحملها من مال الديوان إلى مكة‏.‏
وكتب له كتاب إلى محمد بن عمران صاحب عدن ببراءته من ثلاثة آلاف دينار وإسقاطها عنه‏.‏
وسار في شوال إلى مكة فتسلم القمح من قوص وحمل معه إلى مكة من مال الديوان‏.‏
ولما وقف صاحب عدن على الكتاب أبرأه من الثلاثة آلاف دينار وأسقطها عنه فسير إلى الصالح بقصيدة من عدن يشكره على ذلك فلما وقف عليها قال‏:‏ قد فرطنا فيه حين تركناه يخرج من عندنا ولقد كان إمساكه للخدمة والصحبة أولى‏.‏
فيها مات الفقيه أبو المعالي مجلى بن جميع بن نجا المخزومي القرشي الأرسوفي الشافعي صاحب كتاب الذخيرة في الفقه‏.‏

سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
فيها نزع السعر ووقع الغلاء بديار مصر فلحق الناس منه شدة‏.‏

سنة اثنين وخمسين وخمسمائة
فيها كان انفساخ الهدنة بين الفرنج وبين المصريين فشرع الصالح في النفقة على العساكر وعربان البلاد للغارة على بلاد الفرنج‏.‏
فأخرج سريةً في سابع عشر جمادى الأولى وأتبعها بأخرى في رابع عشر جمادى الآخرة فوصلت الأولى إلى غزة ونهبت أطرافها ثم سارت إلى عسقلان فأسرت وغنمت وعادت مظفرة غانمة‏.‏
ثم ندب سرية ثالثة فمضت إلى الشريعة فأبلت بلاءً حسنا وعادت ومؤيدة‏.‏
وسير المراكب الحربية فانتهت إلى بيروت وأوقعت بمراكب الفرنج وأسرت منهم وغنمت‏.‏
وسير عسكراً في البر إلى بلاد الشوبك فعاثوا فيها وغاروا ورجعوا بالغنائم في رجب ومعهم كثير من الأسرى‏.‏
ثم سير الأسطول إلى عكا فأسروا نحواً من سبعمائة نفس بعد حروب كثيرة وعاد الأسطول في رمضان‏.‏
وجهز سريةً فغارت على بلاد الفرنج وعادت بالغنائم في رمضان‏.‏
ثم بدأت سرية في أول ذي القعدة وأردفها بأخرى في خامسه فوصلت غاراتهم إلى أعمال دمشق وعادوا غانمين‏.‏
وفيها قدم رسول نور الدين محمود صاحب دمشق‏.‏
وفيها كسرت مراكب للفرنج فيها الحجاج منهم على ثغر الإسكندرية فقبض عليهم نائب الثغر وجهزهم‏.‏
وفي سلخ ذي الحجة قبض الصالح على الأمير ناصر الدولة ياقوت والي قوص وعلى أولاده واعتقلهم من أجل أنه بلغه عنه أنه كاتب أخت الظافر وقصد القيام على الصالح وأخذ الوزارة‏.‏
وكان ناصر الدولة في ولاية قوص من أيام عباس ولما استدعى أهل القصر طلائع من الأشمونين لم يجسر على الحركة حتى كتب إلى ناصر الدولة يعلمه بذلك ويستدعيه ليكون له الأمر فأعاد جوابه يظهر الزهد في ذلك وأنه تركه من أيام الخليفة عن قدرة ظناً منه أن طلائع لا يصلح ولا يتم له ما يريد من مقاومة عباس فخاب رجاؤه‏.‏
ولم يزل به الصالح حتى أودعه السجن ولم يزل به حتى مات فيه في رجب من الآتية‏.‏
وفيها أحضر إلى القاهرة رجل كامل الأعضاء سريع الحركة طوله من رأسه إلى قدمه أربعة أشبار وله عدة أولاد فدخل على الصالح حتى رآه‏.‏
في هذه السنة زلزلت الشام زلازل عظيمة أخربت حصن شيزر وأكثر حماة وبعض كفر طاب وأفامية وزلزلت في حلب وغيرها من البلاد وكانت بدمشق خفيفة لم تخرب شيئا ودامت مدة بأرض الشمال‏.‏
وفيها سقطت دار بخط سوق وردان من مدينة مصر هلك بها جماعة من سكانها من جملتهم امرأة ترضع ولداً أخرجت من تحت الردم ميتة وأخرج الطفل ابنها في ثاني يوم وهو حي فسلم إلى من ترضعه وعاش حتى بلغ مبالغ الرجال‏.‏
واتفق أيضا في هذه السنة أن السديد أبا النقباء صالحاً كان يخدم في عمالة الرباع السلطانية بمصر ومما يجري فيها دار ابن معشر عند فم السد الذي يفتح كل سنة عند كسر الخليج إذا كان وفاء النيل فإذا كان قرب الوفاء رسم بمرمة هذا الدار فرممت وأسكنت في موسم الخليج فيتحصل من أجرتها في يوم وليلة ما يتحصل من أجرة سنة كاملة‏.‏
فرمها في هذه السنة وأسكنها على العادة وسكن في بيت تحتاني منها فامتلأت جميعها حتى لم يبق فيها ما يسع أحداً فسقطت وهلك جميع من فيها إلا هو فإنه أخرج بعد يومين من تحت الردم فيه رمق فبرأ وعاش مدة طويلة ثم طلع يوما وهو عجل إلى منزل سكناه بحارة الروم من القاهرة اندقت ساقه في درجة وحدث بها خدش يسير فمات منه‏.‏
في المحرم جهز الصالح أربعة آلاف وأمر عليهم شمس الخلافة أبا الأشبال ضرغاماً للغارة على بلاد الفرنج فساروا في صفر إلى تل العجول وحاربوا الفرنج في النصف منه فانهزموا من المسلمين هزيمة قبيحة عليهم‏.‏
وسير عسكراً في آخر في شعبان فواقعوا الفرنج على العريش وعادوا ظافرين بعدة غنائم ما بين خيول وأموال‏.‏
وفيها قدم رسول الملك العادل محمود بن زنكي وقدمت رسل الفرنج يسألون في الصلح ورسول صاحب قسطنطينية يسأل إسعافه بمراكب نجدةً له على صاحب صقلية‏.‏
وفيها خرجت من القاهرة سرية إلى بيت جبرين وعادت غانمة‏.‏
وسار الأسطول في يوم الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر فانثنى إلى تنيس في الثامن من شعبان وأقعل منه إلى بلاد الفرنج‏.‏
وفي سادس عشري ربيع الآخر قدم أسطول الاسكندرية وقد امتلأت أيدي الغزاة بالغنائم‏.‏
وفي ربيع الآخر سار عسكر إلى وادي موسى فنزل على حصن الدميرة وحاصره ثمانية أيام وتوجه إلى الشوبك وأغار على ما هنالك وأقام أميران على الحصار وعاد بقية العسكر‏.‏
وفي التاسع من جمادى الأولى سار عسكر إلى القدس فخرب وعاد بالغنائم‏.‏
وورد الخبر بوقعة كانت على طبرية كسر فيها الفرنج وانهزموا فأخذ الصالح في النفقة على طوائف العسكر وكان جملة ما أنفقه فيها مائة ألف دينار‏.‏
فلما تكامل تجهيزهم سير خمس شوال في الخامس من شعبان فتوجهت لسواحل الشام وظفرت بمراكب من مراكب الفرنج وعادت بكثير من الغنائم والأسرى في الثاني والعشرين من رمضان‏.‏
وخرج العسكر في البر وقد ورد الخبر بحركة متملك العريش يريد الغارة على أطراف البلاد فلما بلغه سير العسكر لم يتحرك ورجع العسكر‏.‏
وجهز رسول محمود بن زنكي بجواب رسالته ومعه هدية فيها من الأسلحة وغيرها ما قيمته ثلاثون ألف دينار ومن العين ما مبلغه سبعون ألف دينار تقويةً له على جهاد الفرنج‏.‏
وكتب إلى الصالح كتابا ضمنه قصيدة يحرضه فيها على قتال الفرنج فوصلت إليه في سادس عشر من شهر رمضان ولبس نور الدين خلعة الملك الصالح طلائع وانقضت السنة في تجهيز العساكر في البر والبحر ومسيرها وعودها بالغنائم الكثيرة والأسارى العديدة منهم أخو القمص صاحب قبرص فأكرمه الصالح وبعث به إلى ملك القسطنطينية‏.‏
وكثرت الغنائم من الفرنج بالقاهرة حتى امتلأت الأيدي بها‏.‏
وقال الصالح في هذه الغزوات عدة قصائد مطولة‏.‏
وفيها مات القاضي المفضل كافي الكفاة محمود بن القاضي الموفق إسماعيل بن حميد القاضي المعروف بابن قادوس في سابع المحرم فحضر الصالح إلى داره بمصر ومشى في جنازته حتى صلى عليه ومضى إلى تربته عند مسجد الأقدام بالقرافة‏.‏
وكان من أماثل المصريين وأعيان

سنة أربع وخمسين وخمسمائة
في شهر ربيع الأول في خامسه قدم رسول الفرنج بهدية لطلب الهدنة‏.‏
وقدم رسول نور الدين يخبر بأنه متوجه نحو بلاد الفرنج وأشار بإخراج عسكر نحوهم فخرجت سرية إلى غزة‏.‏
وعاد رسول نور الدين وهو الحاجب محمود المسترشدي وصحبته الأمير عز الدين أبو الفضل غسان بن محمد بن جلب راغب الآمري وكانا قد توجها إلى نور الدين في السنة الخالية وخرجا من دمشق في نصف صفر‏.‏
فندب الصالح العساكر للغارة وأنفق في ستة آلاف وخمسمائة فارس فساروا في سادس جمادى الأولى‏.‏
وتوجه الأسطول في البحر وذلك أن ملك القسطنطينية أراد غزو بلاد ابن لاون صاحب أرمينية فبعث يعلم نور الدين بذلك فكتب نور الدين يستنجد الملك الصالح على الفرنج فأنجده بذلك‏.‏
وفي سلخ جمادى الآخرة عاد العسكر غانما‏.‏
وفي هذه السنة خرج الأمير عز الدين أبو المهند حسام ابن الأمير الأسد جلال الدين فضة وهو ابن أخت الملك الصالح على عسكر لقتال طرخان بن سليط بن طريف والي الإسكندرية وقد جمع العربان وغيرهم وخلع طاعة الصالح‏.‏
فيها توفى أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الفضل بن منصور بن أحمد بن يونس ابن عبد الرحمن بن الليث بن المغيرة بن عبد الرحمن بن العلاء بن الحضرمي في شهر رمضان بالإسكندرية‏.‏
وقد حدث فسمع منه السلفي وهو آخر من حدث عن الخيال‏.‏
ومولده لست بقين من ربيع الآخر سنة ست وستين وأربعمائة‏.‏
وتوفى الفقيه أبو الحسن وحشي بن عبد الغالب العادلي السعدي بمنية زفتى وأخذ عن الطرطوشي وغيره‏.‏
وتوفى بمصر أبو القاسم عبد السلام بن مختار اللغوي سمع من بركات وغيره وقرأ على العقبى‏.‏
وله مدائح في الصالح بن رزيك وكان متصدراً بالجامع العتيق‏.‏

سنة خمس وخمسين وخمسمائة
فيها خرج إسماعيل المعروف بروق من القاهرة في ليلة الخميس حادي عشر المحرم ولحق بأخيه طرخان والي الإسكندرية وقد جمع لحرب الصالح فخرج إليه المظفر عز الدين حسام والأمير مجد الخلافة أسد الدين ورد على عسكر ولحقهم المظفر سيف الدين حسين‏.‏
وقد برز إسماعيل من الإسكندرية في جموعه وخيم على دمنهور وتلقب بالملك الهادي فطرقه العسكر فهرب واختفى بالجيزة فقبض عليه في سابع عشره‏.‏
وعاد العسكر في ثالث عشريه فهرب طرخان من معتقله في رابع ربيع الآخر وظفر به في سادسه فصلب على باب زويلة‏.‏
ثم ضربت رقبة إسماعيل في ثامنه وصلب إلى جانب أخيه‏.‏
وكان أبو طرخان فرانا فترقى طرخان في أيام الفتن حتى ولاه الصالح الإسكندرية في سنة ثلاث وخمسين‏.‏
وقال الشعراء في صلبه عدة قصائد‏.‏
وفيها مات الخليفة الفائز بنصر الله ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من رجب ومولده يوم الجمعة لتسع بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة فكان عمره إحدى عشرة سنة وستة أشهر وستة أيام منها مدة خلافته ست سنين وخمسة أشهر وستة عشر يوماً‏.‏
ولم يلتذ بالخلافة ولا رأى فيها خيراً فإن أباه لما قتل وبكر عباس إلى القصر وفحص عن الخليفة الظافر وقتل أخويه وابن عمه لينفي عن نفسه وابنه التهمة دعي إلى القصر واستدعى ابن الظافر هذا وحمله على كتفه وله من العمر نحو الخمس سنين ووقف به في صحن القاعة وأمر الأمراء فدخلوا عليه‏.‏
فلما مثلوا بالقاعة قال لهم‏:‏ هذا ولد مولاكم وقد قتل أبوه وعماه والواجب إخلاص الطاعة لهذا الطفل‏.‏
فقالوا بأجمعهم‏:‏ سمعنا وأطعنا وصاحوا صيحة اضطرب منها الطفل وداخله من تلك الصيحة مع ما شاهده من رؤية عمه والخدام وهم في دمائهم ما خبل وركب في الأعياد مغرراً به وخطب عنه قاضي القضاة وهو معه على المنبر‏.‏
وقطع الخليج في أيامه في الليل واعتذر عن ذلك بأن النيل عدا وقطع الجسر إلى غير ذلك من التحويزات‏.‏
ثم وزر الصالح بعد عباس واستبد بجميع الأمور وليس له معه أمر ولا نهي ولا تعود كلمة‏.‏
فدبرت عمة الفائز في قتل الصالح وفرقت في ذلك نحو خمسين ألف دينار‏.‏
فبلغ ذلك الصالح فأمسكها وقتلها بالأستاذين والصقالبة سراً والفائز في واد آخر من الاضطراب والاختلال‏.‏
ونقل كفالته إلى عمته الصغرى وطيب قلبها وراسلها‏.‏
 

 

This site was last updated 11/17/13