Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الخليفة الظافر بأمر الله وأحداث سنة 544 هـ

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
أحداث سنة 544 هـ
أحداث سنة 548 - 549 هـ

المقريزى سنة 544 هـ

*************************************************************************************************************

هذه الصفحة تاريخ الظافر بأمر الله ثامن الخلفاء الفاطميين الشيعة الذين حكموا مصر من سنة 544 هـ  نقلت من كتاب اتعاظ الحنفا - أحمد بن علي المقريزي ج 3 ص 26 لفائدة القارئ الدارس وكعادة الموقع لم نزيد أو ننقص منها وضعناها كما هى ولكننا وضعنا لكل مقطع عناوين للتسهيل على الدارس

*********************************************************************************************************************************

 

  الظافر بأمر الله
أبو المنصور إسماعيل بن الحافظ لدين الله أبي الميمون عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم محمد ابن المستنصر بالله ولد يوم الأحد النصف من ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة وبويع في اليوم الذي مات فيه الحافظ لدين الله وهو كما تقدم يوم الأحد الخامس من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة وعمره سبع عشرة سنة وأربعة أشهر وعشرة أيام بوصية من أبيه له بالخلافة‏.‏
وكان أصغر أولاده وفيهم أبو الحجاج يوسف وأبو الأمانة جبريل وهما أسن منه وركب بزي الخلافة‏.‏
واستوزر الأمير نجم الدين أبا الفتح سليم بن محمد بن مصال بوصية الحافظ بذلك أيضاً ونعت بالسيد الأجل الأفضل أمير الجيوش وخلع عليه خلع الوزارة وهو يومئذ من أكابر الأمراء وهو شيخ لين متواضع‏.‏
فسكن دار المأمون البطائحي‏.‏
وصار أبو الكرم التنيسي من ذوي رأيه‏.‏
وأول ما بدأ به الظافر أنه ركب بعد صلاة العشاء الآخرة بالشمع في القصر ووقف بباب الملك بالإيوان المجاور للشباك وأحضر ابني الأنصاري وهما أبو عبد الله وأبو واستدعى متولى الستر وهو صاحب العذاب وأحضرت آلات العقوبة وضرب الأكبر بحضوره بالسياط إلى أن قارب الهلاك وثنى بأخيه كذلك ثم أخرجا وقطعت أيديهما وسلت ألسنتهما من أقفيتهما وصلبا على بابي زويلة الأول والثاني فأقاما زماناً ثم وضعا‏.‏
وكان سبب قلتها أنهما كانا من الكتاب فنبغا وتوصلا بالحافظ فاستخدمهما في ديوان الجيش فوثبا على رؤساء الدولة وأعيان كتابها وخواص الخليفة من الأستاذين المحنكين مثل الأجل الموفق كاتب الدست وكان موضع سر الخليفة ومحل مشورته في الأمور العظام من أحوال الممالك ومن يليه كالقاضي المرتضى المحنك والخطير ابن البواب وتجرآ على المذكورين وغيرهم مع قلة دربة‏.‏
فكثر حسادهما وعمل عليهما فيما يخرج للأمراء والمقطعين من الخروجات في كل سنة ويشتمل الخرج على نعوت ذلك الأمير فيصير ذلك الخرج إلى عالم الإقطاعات وهو تحته‏.‏
فذكرا في أحد الخروجات كلاماً طريفاً ليؤخذ عليه خطهما ليوقف عليه الخليفة حتى يتبين له جهلهما وهو‏:‏ حبطست حبطست وفي النهر قد غطست بغلالة أرجوان صفراء بزعفران‏.‏
فمشى عليهما ذلك وترجما الخرج بخطهما وخرج من أيديهما فأحضر إلى الأجل الموفق ابن الحجاج كاتب الدست فأخذه ودخل به إلى الخليفة الحافظ وقال‏:‏ يا مولانا الأمثال مضروبة بحفظ ديوان هذه الدولة ومن يتولاها فكيف لو ظفر بهذا الخرج مخالف لها يقصد التشنيع عليها‏.‏
فقال له الحافظ‏:‏ يا مولاي الموفق هبهما لي‏.‏
فقال‏:‏ يا مولانا كلنا مماليكك‏.‏
وخرج ولم يبلغ الأعداء منهما ما أرادوا فزاد أمرهما في الدولة على الخليفة والاستعلاء على الناس‏.‏
وأراد الأكبر منهما أن يدخل على الخليفة ويخرج ظاهراً ليراه الناس فجدد له ديواناً سماه ديوان الترتيب وجمع فيه من يخدم في ترتيب الأعمال صفقة صفقة وأن يكون أميرهم بجار يقرر له وهذا الترتيب يقال له في غير هذه الدولة صاحب البريد فكان يكاتب متولى هذا الديوان بالأخبار بمطالعات تصل إليه مترجمةً بمقام الخليفة فيعرضها من يده ويجاوب عنها بخطه‏.‏
فورد كتاب بعض أصحاب الترتيب بقضية فأجابه بكلام وأراد الاستشهاد بآية من كتاب الله تعالى فحرفها وقالها على غير ما أنزلت ووقع الجواب للموفق فأخذ في كمه مصحفاً ودخل إلى الخليفة ومعه جواب ابن الأنصاري وقال‏:‏ يا مولانا هذا كتاب الله تعالى قد حضر إلى مقامك وهو المنزل على جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو إليك جناية ابن الأنصاري عليه فخذ بحقه لهذه الجنايات والحمد لله إذ وقع هذا الكتاب إلى المملوك دون غيره فإن المملوك لم يزل يتتبع هذه الأمور لئلا يقع عليها أعداء الدولة فيشيعوا ذلك في الدول المخالفة لها‏.‏
فقال له الحافظ‏:‏ أنا أعلم منك هذا وأعلم من المذكورين ما ذكرت وقد كنت سألتك فيهما مرة وهذه الثانية فإن لهما علينا خدمة‏.‏ قال‏:‏ العفو يا مولانا‏.‏
وانصرف ولم ينل منهما غرضاً‏.‏
فأمر الحافظ ابن الأنصاري الأكبر أن يمضى إلى الأجل الموفق ويخدمه في داره‏.‏
وكان يومئذ ديوان المكاتبات مقسوماً بين أبي المكارم ابن أسامة وبين الموفق إلا أن ابن أسامة لا يلتفت لأمر الديوان لكثرة شغله بدنياه فاستناب ابنه أبا المنصور عنه وكان يحلق بأبيه في الاشتغال بأمر دنياه عن النيابة فصار اعتماد الخليفة في الديوان بأجمعه على الأجل الموفق وكان ينفذه ولا يشق ابن أسامة لما أسلفه من الخدم السابقة‏.‏
ثم لما مات أبو المكارم أسامة وكان في الظن أن ابنه أبا المنصور يستخدم مكانه سبق ابن الأنصاري وسأل الحافظ فاستخدمه في النصف من ديوان المكاتبات فقط شريكا للموفق فيه وانفرد الموفق بالإنشاء‏.‏
ونعت ابن الأنصاري بالقاضي الأجل سناء الملك وأمره الحافظ بخدمة الموفق وأن يقنع معه بمجرد الرتبة‏.‏
فشق ذلك على الموفق وصبر على ضر‏.‏
وقرر أبو المنصور بن أسامة في ديوان الترتيب مكان ابن الأنصاري‏.‏
وتجند ابن الأنصاري الأصغر وتأمر في يوم واحد وخلع عليه بالطوق ورتب في زم الإمرية وهي إمرة طوائف الأجناد‏.‏
فكثر الأعداء وتعددت الحساد واشتغل الناس بهما وأطلقوا الألسنة بذمهما فكان يقال‏:‏ هذا الأمير الطاوي ابن الأنصاري‏.‏
ولج الناس بالكلام فيهم وهم عاجزون عنهم حتى مات الحافظ فكان من أمرهما مع ابنه الظافر ما تقدم ذكره‏.‏
وفي يوم الثلاثاء رابع شعبان اجتمع كثير من السودان وعدة من المفسدين ببعض القرى فخرج إليهم الوزير ابن مصال فنازلهم حتى كسرهم‏.‏
وكان الأمير المظفر سيف الدين معد الملك ليث الدولة علي بن إسحاق بن السلار واليا على البحيرة والإسكندرية وكان ابن زوجه ركن الإسلام عباس والي الغربية‏.‏
فلم يرض ابن السلار بوزارة ابن مصال وخرج من الإسكندرية إلى ربيبه بالغربية واتفقا على القيام وإزالة ابن مصال‏.‏
فبلغه ذلك فأعلم به الخليفة الظافر فجمع الأمراء في مجلس الوزارة وبعث إليهم زمام القصور يقول‏:‏ هذا نجم الدين وزيري ونائبي فمن كان يطيعني فليطعه ويمتثل أمره‏.‏
فقال الأمراء‏:‏ نحن مماليك مولانا سامعون مطيعون فرجع الزمام بهذا الجواب‏.‏
فقال أمير من الأمراء شيخ يقال له درى الحرون وهو أحد أشرار القوم ومن رفقة ابن السلار‏:‏ إن سمع مني ما أقول قلت‏.‏
فقال له الوزير‏:‏ قل‏.‏
قال‏:‏ مولانا صلوات الله عليه يعلم وأنت تعلم أن ما في الجماعة من يضرب في وجه ابن السلار بسيف وأولهم أنا فإن كان مولانا يقتل جميع أمرائه وأجناده فالأمر لله وله‏.‏
فلما سمع الجماعة ذلك قاموا وخرجوا من القصر وشدوا على خيولهم وساروا يريدون ابن السلار‏.‏
فلما غلب الظافر عن دفعه أعطى ابن مصال مالاً كثيرا وأمره أن يعمل لنفسه ما يرى فيه الخيرة وهو يساعده‏.‏
وسار ابن السلار فرأى ابن مصال أنه لا طاقة له به فخرج إلى جهة الصعيد وعدي إلى الجيزة ليلة الثلاثاء رابع عشر شعبان عندما سمع بوصول المظفر‏.‏
وقدم ابن السلار إلى القاهرة في يوم الأربعاء خامس عشر شعبان فوقف على القصر وسير إلى الظافر وإلى من يدبره من النساء يعلم بحاله‏.‏
فجرت بينه وبين أهل القصر مراجعات كثيرة آخرها أنه فتح له أبواب القصر وخلع عليه خلع الوزارة ونعت بالسيد الأجل أمير الجيوش شرف الإسلام كافل وبقي يحقد على الظافر ميله مع ابن مصال وفي نفس الخليفة نفور منه أيضا‏.‏ وسكن دار الوزارة‏.‏
وجمع ابن مصال كثيراً من السودان ومن العربان ولواتة وغيرهم وانضم إليه بدر بن رافع مقدم العربان وسار بهم‏.‏
فندب ابن السلار ربيبه المظفر أبا منصور ركن الدين عباس بن أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس في عسكر فنزل بركة الحبش‏.‏
وقدم ابن مصال أمامه الماجد في عسكر فطرق عباساً على حين غفلة وقتل من عسكره كثيراً وانهزم جماعة وثبت عباس حتى أتته النجدة من الغد فكر على أصحاب ابن مصال وقاتلهم فلم يفلت منهم إلا من سبحت به فرسه في النيل وأخذ الأمير الماجد نسيب ابن مصال وضربت عنقه‏.‏
فسار ابن مصال إلى بلاد الصعيد بجميع الأجناد والعربان‏.‏
وشرع ابن السلار يجهز عباساً فجهزه في جيش كثيف وبادر بالخروج خوفاً من الاجتماع على ابن مصال فسار إلى دلاص ومعه طلائع بن رزيك وهو أحد المقدمين فبرز إليه ابن مصال وواقعه عدة وجوه فانجلت الوقائع عن قتل ابن مصال وبدر بن رافع مقدم العربان في يوم الأحد التاسع عشر من شوال‏.‏
ويقال إنه بلغت عدة القتلى سبعة عشر ألفا‏.‏
فعاد عباس وقد قوي ومعه رأس ابن مصال إلى القاهرة فطيف بها على قناة القاهرة ومصر يوم الخميس ثالث عشري وكان ابن مصال من أهل برقة‏.‏
وخدم أولاً في البيدرة والصيد هو وأبوه فتقدم في الخدم حتى نال الوزارة‏.‏
واتفق أنه مر في وزارته مرةً فقالت له امرأة كانت تعرفه في حال فقره‏:‏ سليم ووزرت فقال لها‏:‏ نعم‏.‏
قالت‏:‏ والله ما وزرت وبقي أحد‏.‏
فضحك وأمر لها بصلة‏.‏
وكان العادل ابن السلام منذ استقر في الوزارة أخذ ينظر في أمر الأجناد المعروفين بالنهضة والعزم وزاد في أرزاقهم وتفقد خزائن السلاح وحفظ النواميس وشد من مذهب أهل السنة فقدم عليه الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي فأكرمه وبنى له مدرسة بالإسكندرية‏.‏
وقدم عليه مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ فأكرمه‏.‏
إلا أنه كان يستوحش من الظافر وخائفاً على نفسه فأخبر بأن ينتدب رجالا يمشون في ركابه بالزرد والخوذ نحو الستمائة ويجعلهم نوبتين بزمامين في كل يوم نوبة وأوهم أن الخليفة خبأ له قوماً يغتالونه بالقصر‏.‏
فنقل جلوس الخليفة من القاعة التي يدخل إليها من الدهاليز المظلمة إلى الإيوان في البراح والسعة‏.‏
فكان إذا دخل إلى الخليفة يدخل ومعه أولئك الذين انتدبهم كلهم فيجلس الخليفة في الشباك بالإيوان ويجلس هو من خارجه ومع هذا يبالغ في الخدمة ويظهر الطاعة ولا يخل بها في قول ولا فعل‏.‏
وكان للخليفة غلمان نحو الخمسمائة رجل يقال لهم صبيان الخاص وفيهم من هو أمير فبلغ ابن السلار أنهم قد تحالفوا وتعاقدوا على أن يهجموا عليه وهو في داره ليلاً ويقتلوه‏.‏
فلما كان في سادس عشري رمضان أغلق القاهرة والقصور وأحاط بصبيان الخاص وقتلهم وفر منهم عدة فكتب إلى الولاة بقتل من ظفر به منهم‏.‏
وأخذ يتبعهم حتى أتى على أكثرهم‏.‏
وأصل هذه الطائفة التي كانت تعرف بصبيان الخاص أن من مات من الأمراء والأجناد وعبيد الدولة وله ولد فإنه يحمل إلى حضرة الخليفة ويودع في أماكن مخصوصة ويؤخذ في تعليمه أنواع الفروسية من الرمي وغيره ويقال لهم صبيان الخاص‏.‏
وأخذ ابن السلار في الاحتفال بأمر عسقلان وسد خللها وحمل إليها من الغلال والأسلحة شيئا كثيرا‏.‏
وولي عضد الدولة ناصر الدين نصر بن عباس ربيبه مصر بشفاعة جدته أم عباس وكان فيه جرأة فاستدناه الخليفة الظافر وقربه واختص به‏.‏
وفيها قتل الموفق أبو الكرم محمد بن معصوم التنيسي في يوم الجمعة الرابع من شوال وكان يتولى نظر الديوان‏.‏
وذلك أن ابن السلار لما كان في بداية أمره من جملة الصبيان الحجرية دخل يوماً على الموفق بن معصوم برسالة وأعادها عليه مراراً وأغلظ له في القول فنفرت منه نفس ابن معصوم‏.‏
فكتب له مرة منشور بإقطاع وجاء به إلى ابن معصوم ليثبته‏.‏
فلما رآه تغافل عنه وأهمل أمره إهانةً له وكراهة فيه فقال له ابن السلار وقد تكرر سؤاله وهو يعرض عنه‏:‏ ما تسمع فقال له الموفق‏:‏ كلامك ما يدخل في أذني أصلاً‏.‏
فولى ابن السلار وخرج من غير أن يكتب له‏.‏
وصرف الدهر ضرباته وصار ابن السلار وزيراً وابن معصوم ناظر الدواوين فلما دخل عليه قال له‏:‏ يا قاضي ما أظن كلامي يدخل أذنك فتلجلج وقال‏:‏ عفو السلطان‏.‏
فقال‏:‏ قد استعملت العفو بخروجي من عندك‏.‏
وأشار لبعض خدمه فأحضر مسمارا حديدا عظيم الخلقة وقال‏:‏ والله هذا أعددته لك من ذلك الوقت‏.‏
وأمر به فجر وضرب المسمار في أذنه حتى نفذ من الأخرى وحمل إلى باب زويلة الأوسط ودق المسمار في خشبة وعلق عليها ميتا ثم أنزل بعد أيام‏.‏
وفيها رمي برأس سعيد السعداء الخادم من القصر في سابع عشر شعبان ثم أخرج وصلب بباب زويلة من ناحية الخرق‏.‏
وهو هذا الذي تنسب إليه دويرة سعيد السعداء التي هي اليوم خانقاه برحبة باب العيد‏.‏
وفيها قتل تاج الرئاسة ابن المأمون البطائحي في رابع عشر صفر‏.‏
وفيها مات أبو الحسن علي بن الحسن البيساني والد القاضي الفاضل عبد الرحيم ابن علي وكان قاضي بيسان والناظر فيها ومولده في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسمائة سنة خمس وأربعين وخمسمائة فيها أغار جمع كثير من الفرنج على الفرما ونهبوها وحرقوها وأخربوها في رجب سنة ست وأربعين وخمسمائة فيها جهز أبو منصور علي بن إسحاق المعروف بالعادل ابن السلار المراكب الحربية بالرجال والعدد وسيرها في ربيع الأول إلى يافا فأسرت عدةً من مراكب الفرنج وأحرقوا ما عجزوا عن أخذه وقتلوا خلقا كثيرا من الفرنج بها‏.‏
ثم توجهوا إلى ثغر عكا فأنكوا فيهم وساروا منه إلى صيدا وبيروت وطرابلس فأبلوا بلاءً حسنا وظفروا بجماعة من حجاج الفرنج فقتلوهم عن آخرهم‏.‏
وبلغ ذلك الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي ملك الشام فعزم على قصد الفرنج ومحاربتهم في البر ولو قدر ذلك لقطع الله دابر الفرنج لكنه اشتغل بإصلاح أمور دمشق‏.‏
وعاد الأسطول مظفرا بعد ما أنفق عليه العادل ثلثمائة ألف دينار‏.‏ وسبب مسير الأسطول تخريب الفرنج للفرما‏.‏
وفيها قطع العادل بن السلار جميع الكسوات المقررة للناس في الدولة فعم ذلك الأمراء والدواوين سنة سبع وأربعين وخمسمائة فيها صرف ابن السلار أبا الفضائل يونس عن القضاء وكان من الأعيان النزهين الأنفس الكبيرين الهمم العظيمين القدر لم يشرب قط ماء النيل بل ماء الآبار ولم يأكل خبز السلطان‏.‏
وقرر عبد المحسن بن محمد بن مكرم من بعده ثم صرفه وولى بعده بدر بن ثمال بن نصير وقيل بل الذي تولى بعده أبو المعالي محمد بن جميع ابن نجا الدسوقي الشافعي‏.

 

This site was last updated 02/28/12