Home Up العلامة يسي عبد المسيح الأثرى كمال الملاخ قلم جرئ ومسعد صادق المليونير ساويرس جورجي فنان قباب العمارة القبطية د. يوسف بطرس غالى فكرى مكرم عبيد الدكتور باهور أقلاديوس لبيب الفنان الإسكندري عزيز يوسف ماجد عطية والصحافة د. لويس عوض بولس عياد عياد لليان تاتشر الفنان العالمى جورج البهجورى الدكتور القبطى / نجيب محفوظ الدكتور نجيب زكي بطرس | | جريدة وطنى بتاريخ 23/9/2007م السنة 49 العدد 2387 [ في الذكري السابعة لرحيل صاحب القلم الجريء... مسعد صادق في مواجهة القهر ومصادرة الحريات ] بقلم الكاتبة / إيفا رومانى تواكب هذه الأيام الذكري السابعة لرحيل الأستاذ مسعد صادق الذي لم يتوقف أبدا عن الكتابة, بالرغم مما واجهه من قهر ومعاناة ومصادرة للحريات في فترات مختلفة من حياته الصحفية التي بدأها في عام 1935 محررا في صفحةالثقافة العامةبجريدة كوكب الشرقوفي سنة 1936 اشترك مع سلامة موسي في تحرير جريدة مصراليومية, ثم تولي من بعده رئاسة تحرير الجريدة لعدة سنوات متتالية, وفي عام 1939 اشترك مع الكاتب الصحفي توفيق حبيب الذي كان يحرر باب علي الهامش بجريدة الأهرامفي تلك الفترة في تحرير مجلة التوفيق وفي عام 1941 اشترك مع كل من الكابتنين محمد علي حمادة وفرج جبران في تحرير مجلة الشعلة بعد ذلك بعام واحد تم قيده بجدول أعضاء نقابة الصحفيين, وكان قد شارك قبلها في سلة الاجتماعات التي كانت النقابة تعقدها بصفة دورية من أجل الدعوة إلي إنشائها وفي مايو عام 1948 دعي إلي النقابة للحصول علي نصيبه من المصروفات السرية التي كانت توزع في ذلك الحين علي الصحفيين الأعضاء بالنقابة, ولكنه رفض أن تمسها يده, وفي يناير عام 1952 قام مسعد صادق بتأليف هيئة الوحدة الوطنية التي كان من أبرز أعضائها اللواء كامل رزق الله,أحمد مظلوم,الشيخ محمد قطب ,ويوسف طحان ,حسن منصور واختير سكرتيرا عاما للمنظمة وقد أشادت جميع الصحف القومية في هذا الوقت بنشاطها في دعم وتوثيق حركة الوحدة الوطنية, ثم أصدر في يونيه عام 1952 جريدة الفداءالتي شارك بالكتابة في عددها الأول أبرز رجال الفكر والثقافة والقادة السياسيين في تلك الفترة ومنهم مكرم عبيد باشا,وإبراهيم عبد الهادي باشا والكاتب الصحفي سلامة موسي,ميريت بطرس غالي, الدكتور لويس دوس بالإضافة إلي مجموعة من كبار قادة رجال الإعلام والصحافة في مصر,وفي 15 يناير سنة 1953 .اعتقل مسعد صادق مع عدد كبير من الكتاب والصحفيين, حيث أمضي حوالي شهرين تقريبا في سجن الأجانب وفي السجن الحربي, وأفرج عنه في 15 مارس من نفس العام دون أن يتم التحقيق معه أو توجه إليه أي اتهامات مباشرة, ثم واصل رسالته الصحفية عقب خروجه من المعتقل مباشرة فأصدر جريدة النيلوبعد تعطيلها أصدر جريدة المستقبل ثم أصدر جريدة الفداء الجديد بعد تعطيل جريدة المستقبل وقام بتطويرها حيث ابتكر فيها بعض الأبواب الجديدة التي تناقلتها عنه صحف أخري عديدة, وفي عام 1955 أصدر قرارا وزاريا من وزارة الإرشاد برفع اسمه مع عدد من زملائه من جدول أعضاء نقابة الصحفيين,وأعادته لجنة الجدول في أول اجتماع رسمي لها عقد برئاسة المستشار الدكتور مختار عبد الله,ثم اختير عضوا للجنة الشكاوي بنقابة الصحفيين.ثم شارك في العام نفسه تحريريا في جريدة وطني منذ تأسيسها في ديسمبر عام 1958 وظل يكتب بها منذ صدور عددها الأول حتي وفاته في 25 ديسمبر عام 2000,وفي مارس سنة 1966 منحته نقابة الصحفيين شهادة تقدير موقع عليها من الأستاذ حافظ محمود نقيب الصحفيين في ذلك الوقت, جاء نصها كالآتـي:مجلس نقابة الصحفيين يسجل لكم في سجل الشرف ما قد تم من خدمات في أسبوع العيد المئوي للصحافة الوطنية. ثم أصدر كتابا بعنوانحينما احتوتني الجدران السميكةوكان ذلك عام 1975 وهو يحتوي علي مجموعة من مذكراته الشخصية أثناء فترة اعتقاله بالسجن الحربي في الفترة من 15 يناير عام 1953 حتي 15 مارس من نفس العام. قالوا عنه: في 10 يونية عام 2000 قامت نقابة الصحفيين أثناء الاحتفال السنوي بيوم الصحفي بتكريم 38 صحفيا فازوا جميعا بجوائز مسابقة النقابة,ومنحت جائزة النقابة التقديرية للكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل عن إسهاماته المتنوعة الصحفية بالعديد من المقالات السياسية التي كانت في فترة ما محل اهتمام المحللين السياسيين العالمين والمحليين, وحصل علي درع النقابة كل من مسعد صادق الصحفي بجريدة وطني كمال نجيب مستشار رئيس تحرير جريدة الأهرام وذلك باعتبارها من أقدم الأعضاء الصحفيين المقيدين بجدول النقابة منذ عام .1942 ومن أشهر رجال السياسة والاقتصاد الذين كتبوا عن مسعد صادق مكرم عبيد باشا الذي كتب يقول في أول عدد صدر من جريدة الفداءفي يونية عام 1952:أيها الوطن اعلم أنك بالفداء إنما تضحي حياتك في سبيل بلدك..فتنزل بجسدك إلي أعماق اللحد وتسمو بروحك إلي آفاق المجد وكتب إبراهيم عبد الهادي باشا عنه يقول:لايفزعك ماتراه من مظاهر بعيدة عن القومية أو الأحداث المخزنة فإنها عوارض لاتلبث أن تزول لأن الباطل لايقف علي قدميه طويلا وكل مايتعارض مع القومية باطل,ونحن أبناء سعد تربينا علي الإيمان بهذه العقيدة فهكذا نشأنا ,وهكذا نعرف أن طرح الوطنية لايمكن أن يقوم إلا علي أسس من القومية يتساند فيها الجميع بعقيدة وطنية واحدة منبثقة من قلب واحد..وشعار الوطن عندنا هو العدل والكرامة..فالعدل يقتضي أن نكون قوميين, والكرامة تدعونا أن نكون وطنيين لافرق في الوطن بين دين ودين آخر. وكتب فريد أنطون وزير التموين الأسبق يقول:تابعت النشاط الصحفي الذي يبذله الأستاذ مسعد صادق ولايمكني أن أخفي مدي تقديري لجهاده وإعجابي بمثابرته بالرغم مما تحمله من تضحيات لابد منها لكل من يحمل رسالة الفداء وقد أثمرت رسالته كثيرا من الآثار جزيلة النفع بعيدة المدي . أما نقيب المحامين الأسبق كامل يوسف صالح فمدحه قائلا:عرفت الأستاذ مسعد صادق من كلماته وأحببته من كتاباته واعتبرته الصوت الصادق الذي يدافع عن شئوننا-طالما اختلفت في الرأي معه,ولكني كنت دائما أحترم رأيه لأنني أؤمن بأنه صادر من أعماق قلبه, وأنه لايخط بقلمه إلا ما يؤمن به حقا وصدقا, وهو علي قدرة عجيبة للصمود في وجه الأخطاء, مايكاد يكبو حتي ينهض واقفا علي قدميه أشد مايكون صلابة وأقوي مايكون إيمانا إنه صوت صارخ في البرية. وقال راغب إسكندر بك المحامي أحد أعضاء الوفد القدامي الذين شاركوا في الحركة الوطنية بقيادة سعد زغلول للأستاذ مسعد صادق منزلة كبيرة في نفسي لغيرته وإخلاصه وقد أختلف معه أحيانا في بعض أرائه, ولكن الاختلاف لم ينقص من تقديري له وإعجابي بقلمه. ومن رواد وأقطاب العلم والفكر والأدب الذين أشادوا بمجهوداته وكتاباته الدكتور إبراهيم المنياوي باشا نقيب الأطباء الأسبق فكتب يقول:عرفت الأستاذ مسعد صادق منذ سنوات طويلة فعرفت فيه مثال الكاتب الوطني الصادق, وخبرت فيه صلابة في الحق وتفانيا في التضحية, وانتصافا للمظلوم, لقد طبع علي الدعوة إلي المساواة القومية وآمن بالإصلاح إيمانا عميقا, فلا يمكن لأية قوة أن تثنيه عن عزمه. لقد كتب في بعض الأحيان متحاملا علي وأني أشهد هنا بأنه كان مخلصا في حملته لقد تابعت ما يكتب في مختلف الصحف فوجدت فيه نموذجا لحرية الفكر والشجاعة في الحق, ولم أعرف عنه يوما أنه أحني رأسه لتهديد أو وعيد ولا استمالة وعدو لا إغراء. وكتب حبيب المصري باشا أحد أقطاب الصحافة قائلا:الأستاذ مسعد صادق أديب ممتاز وكاتب قدير له أسلوب خاص في الكتابة لايخفي علي أي إنسان تتبع مقالاته ورسائله ولو خفي اسمه وله طابع خاص كذلك هو طابع الصدق والصراحة ومواجهة قومه بما يعتقده حقا في غير مواربة ولا مداورة فهو كتلة ملتهبة من الأعصاب يحترق في سبيل رأيه وعقيدته ويؤمن إيمانا راسخا بأن الحياة عقيدة وجهاد وبأنه رسالة يجب علي المرء أن يؤديها كاملة, وأن يؤدي عنها حسابا لضميره ونحن بلاشك في أشد الحاجة إلي هذا الطراز من الكتاب, وإلي هذا الأسلوب الصادق الصريح الأمين من الكتابة التي تخاطب القلب والروح والإيمان الوطني وتنفذ مباشرة إلي الصميم. وكتب الدكتور منصور فهمي باشا عميد كلية الآداب حينما كان مديرا لدار الكتب تعقيبا علـي مقاله عن الدار في صفحة الثقافة العامة بجريدة كوكب الشرق عام 1935:أؤيد كل كلمة صادقة كتبتها من أجل رواد الثقافة, ومن أجل تيسير الاطلاع والتحصيل لطلاب العلم والمعرفة, وقال فؤاد إبراهيم جرجس باشا:الأستاذ مسعد صادق يؤمن بقوله الحق ويقولها حتي علي نفسه ولو كان الجميع يسلكون سبيله في التضحية والفداء لاستقامت الأمور وقال الدكتور أوريس دوس الأستاذ بكلية الطب بجامعة عين شمس سابقا:لقد وزنته بموازيين محنتنا الماضية المشتركة فوجدته صادقا وتحققت من نقاء صفحاته تاريخيا.وكتب موريس دوس بك المحامي:أتابع مقالاتكم القيمة وكنت دائما أشعر بقوة عقيدتكم وشدة تعلقكم وحبكم للأمة والوطن وقد تأكد اليقين عندي أنك الصحفي الحق الذي يبحث عن الحقيقة ليعليها, وعن الباطل ليهدمه سواء عنده معرفته للأشخاص أو جهله بهم.ولايسعني إزاء ما كتبتم في الماضي عن كل شيء وفي كل موضوع إلا تقديم جزيل الشكر لكم والاعتراف بفضلكم وبمتانة أخلاقكم, واسأل الله أن يكثر في ميدان الصحافة أمثالكم وهنيئا لكم نهجكم القيم . وكتب الدكتور شفيق إسكندر إنها لجرأة منك منتظرة يدل عليها ماكنت تكتب بقلمك يوميا في جريدة مصر جرأة منك أن تبدأ عملا خشي أغنياؤنا هو له وخافوا متاعبة فكنت بجرأتك أشجع منهم بمالهم ونفوذهم. وقال عنه الدكتور نصيف سيدهم في الحفل الذي أقامته أسرة تحرير الفداء عند افتتاحها:إن الأستاذ مسعد صادق كاتب من أقدر كتابنا وأرسخهم عقيدة في كياننا القومي ومن أشدهم إيمانا وأقومهم سبيلا في تحقيق الوحدة القومية التي ينشدها كل من تشربت نفسه بحب مصر ورقيها وله في ذلك جولات صادقة بمقالاته التي كان فيها إنسانا ناطقا بما يحمل في قلوب المصريين أجمعين من الآمال المنشودة والآلام المكبوتة, لقد شرع قلمه الجبار في أكثر المناسبات القومية فكان مصريا حميما وقوميا مخلصا لبلاده وقومه لقد كان في مواقفه بطلا وطنيا قام بواجبه وكان في كل جولاته صاحب القلم العف والرأي السديد, وأضيف إلي ماقلته نزاهته المطلقة فهو من الصحفيين الذين لايعرضون أقلامهم في سوق المزايدة وكتب الدكتور بشارة رزق :لم أحسدك يوما حين تزاحم حولك أفواج المعجبين بسحر بيانك لأنني من أشدهم هياما بهذا السحر بل اشفقت عليك يوم أن طالعت أول عدد من صحيفتك الفداء ورأيت إلي مجهود جبار, عبء فضي قمت به حتي اخرجتها للناس سجلا شاملا ونبعا صافيا يرتوي منه كل من برح به الطمأ لسماع صرخة مدوية من قلمك الجريء توقظ الغافلين عن آلامنا المكبوتة وآمالنا المرجوة لهذا يحق لي أن أهنئك من صميم قلبي, بل بالأحري إن أهنيء الوطن الذي ضحيت في سبيله بكل ماتملك من وقت وجهد ومال,ونصبت نفسك فاديا له مما يعاني...يحدوك الإخلاص ولا تنقصك الجرأة والصراحة وهذا الحب هو أسمي مراتب التضحية والفداء. هذه الكلمات كلها كانت مسجلة علي الصحف في حينها...وهكذا اتسمت بصماته التي سطرها بقلمه في أية صحيفة من الصحف التي حررها أو رأس تحريرها مثل مصر اليومية الشعلة,النيلالفداءالمستقبل,وطني,الفداء الجديد بالجرأة ولم يركب أية موجات سائدة حتي توفي في 25 سبتمبر عام .2000 |