Home Up حامل الأيقونات / سميح لوقا إيزاك فانوس والأيقونة الأيقونستانز الصور وحامل الأيقونات الجداريات1 المقصورات أصالة الفنون القبطية رسوم الكنائس الجدارية الرموز والرمزية بالفن القبطي أعمدة الكنائس والإنبل الطقس القبطى وشكل بناء الكنيسة طقس منارة وأبواب والجرس راغب عياد | | عن جريدة وطنى بتاريخ 4/3/2007 م السنة 49 العدد 2359 عن مقالة بعنوان " مع آخر حواراته..إيزاك فانوس..والأيقونة القبطي " حوار-ماري منصور ودار بيننا آخر حوار أجراه قبل الرحيل... * الأيقونة كلمة يونانية,فماذا تعني؟! ** هي باللغة القبطيةأيكون,وعندما دخلت الكنيسة أصبحت أيقونة (فن الأيقونوجراف) ومعناها صورة مقدسة مدشنة أي ممسوحة بالزيت المقدس,والفن القبطي هو تجسيد للموضوع وترجمة للاهوت ظهر في الجسد وهو فن مقدس فالكلمة تتحول إلي شكل في عقلك وعلي الفنان الذي يرسم ويشكل أن يتقن نقل الكلمة للناس فبالشكل نخدم المضمون والمضمون هو اللاهوت(وليس سواه),وبهذا الشكل يفهم الناس اسم يسوععمانوئيل(الله معنا). * ما الخصائص الفنية والتقنية التي تميز الأيقونة؟ ** الأيقونة فن توارثنا تقنياته عن الفراعنة وكانوا يبحثون في الجبال والمحاجر حيث وجدوا الأكاسيد الطبيعية التي لاتتغير ألوانها,بالإضافة إلي صفار البيض الممتزج بالخل(ليمنع تجمده) والأيقونة عبارة عن قطعة خشبية ولها تحضير خاص حيث تفرد فوقها قطعة من قماش الكتان أو القطن بالجلاتين,بما يتيح نقلها علي خشبة جديدة بعد مرور سنوات حيث أنها مدشنةوكان الذهب يستخدم في الأيقونة إلا أنه بعد الاضهاد الروماني ومنع الفنانين من استخدامه.أما في الوقت الحالي فهي تصنع بورق ذهب إيطالي وإنجليزي مخلوط بالنحاس ونقوم بتثبيته بطبقة عبارة عن إسبراي سيليلوزي مخفف بالتنر. ما أهمل ملامح الأيقونة القبطية والبعد الرمزي لها؟! يتميز الوجه القبطي بقواعد موروثة ومقاييس خاصة بالأيقونة القبطية في حجم العين المصرية والتي تتميز بأنها لوزية,والفم الصغير والرأس والأذن والرقبة والتفاصيل التشريحية للوجه فمثلا الجسم يتم اختزاله في رسم الأيقونة لحساب الرأس والوجه يتم اختزاله لحساب العينين. أما الرمزية فهي جزء من تكوينات الأيقونة القبطية,فترمز العيون الاسعة إلي أن القديس يري إلي أبعد مما يراه الإنسان العادي والعيون المغلقة ترمز إلي أن القديس يغلق عينيه ليري السماء. * كيف بدأت رحلتك الفنية ؟ ** يولد الإنسان ولديه ميل طبيعي للفنون مثلما يتعلم الكلام يتعلم التخطيط والرسم والمجتمع الناجح يفرز الفنانين,فبالإضافة إلي نشأتي الفنية,جاءت البداية مع دراستي الجامعية. وبعد تخرجي من كلية الفنون التطبيقية عام 1941,التحقت بمعهد التربية للمعلمين ودراسة الفن وتخرجت عام 1946,وقد تدرج منصبي الوظيفي من مدرس رسم إلي موجه أول رسم.وبعد تأسيس معهد الدراسات القبطية عام 1954 قام د.سامي جبرة(عميد المعهد وقتها ومدير معهد الآثار المصرية سابقا) وأستاذي الكبير حبيب جورجي بتشجيعي علي الإلتحاق بالمعهد بعد أن شاهدا أعمالي وكانت حوائط المعهد خالية فبدأت بعمل بعض التجارب الفنية بالمشاركة مع د.رمسيس ويصا واصف. وجاءت نقطة التحول الفني في حياتي بعد حصولي علي منحة دراسية باللوفر بفرنسا من عام 1965 وحتي 1967 من مجلس الكنائس العالمي اشتملت علي دراسة فن الأيقونة وترميمها فقد درست وحصلت علي درجة الدكتوراه علي يد رائد فن الأيكونوجرافي د.ليونيد أوسبنسكي (وهو من أصل روسي),وأيضا بول أفدوكيموف عالم اللاهوتيات الروسي بباريس,الذي كان متأثرا بالفنون ثم حصلت علي درجة الدكتوراة الثانية عام 1975 من أكاديمية الأرض بفلورنسا حول تأثير التراث المصري في الأيقونة. تقرير مصير حركة فنية: * متي اتخذت قرارك بإحياء فن الأيقونة القبطية بأسلوب معاصر؟! ** بعد أن أنهيت دراستي سألني أستاذي الروسي عن المدارس الفنية التي سأتبعها فقلت له: مع احترامي الشديد لكل المدارس أنا مصري والحضارة تعيش داخلي وأنا سأستقي التراث وأشكل فنا قبطيا معاصرا,وهذا أسعد أستاذي كثيرا فقال لي: هذه أول مرة أري فيها إنسانا يقرر مصير حركة فنية ينتظرها العالم. * عبر السنين سطرت الفرشاة أيقونات العديد من الفنانين كتأريخ لحقب زمنية متعاقبة,فما سر اختفاء فن الأيقونة العريق حتي القرن الثامن عشر؟!. ** الأيقونة جزء من الثقافة القبطية لأن مضمونها هو اللاهوت فهي تعبير عن الفكر اللاهوتي المسيحي الممتد,ومن القرن السادس إلي القرن الثامن عشر لم تكن هناك تجليات فنية للثقافة القبطية وكانت الكنيسة تستعين بالفنانين الأجانب لرسم الصور في الكنائس. * لماذا أشعر أمام أعمالك بأنك ثوري؟! ** لقد حرك السيد المسيح العالم وأعطي حرية للإنسان ولأنني أحببت الفن المصري أشعر بأنني ثوري متمرد علي الأوضاع الموروثة المتبقية من خارج الفكر المصري,وقد كنت ثائرا في بداية علاقتي بالفن القبطي لأنه لم يكن هناك فنانون مصريون يرسمون الأيقونة المصرية القبطية أما الآن فهناك العديد من فناني الأيقونة ولازلت أتساءل كيف نعود نحن للغة المصرية القبطية وتعود لنا هذه اللغة!! العالمية والانتماء * كيف وصلت أيقوناتك إلي العالمية؟! ** قدمت بعض أعمالي بباريس أثناء إعدادي لرسالة الدكتوراة وفي عام 1990 تلقيت دعوة لحضور مؤتمر عن الأديان في العالم من ملياردير كوري,وحدثت حرب في سول بكوريا فقاموا بنقل مكان المؤتمر إلي سان فرانسيسكو بأمريكا وعندما علم أبونا أنطونيوس حنين بتواجدي في أمريكا اتصل بيولم أكن أعرفه وأرسل تذكرتي طائرة لي ولزوجتيأديل فطرنا إلي لوس أنجيلوس وكانت كنيسة السيدة العذراء في باسادينا بلوس أنجيلوس هي أول كنيسة أرسمها في أمريكا.وكنت أمشي في شوارع أمريكا وفي داخلي مصر وأيقونة هروب العائلة المقدسة التي رسمتها هناك هي نتائج الرؤية المصرية التي حملتها معي,ففيها العائلة المقدسة تسير فوق أرض مصر,وكنت حريص علي إظهار البيئة المصرية التي تعيش داخلي فمثلا أبو قردان (أيابوس) كان رمز للخلاص من الشر لأنه يلتقط الديدان من الأرض ليطهرها وينقيها والأيقونة يجب أن تحمل ملامح البيئة المصرية الخالصة. * حصلت علي العديد من الجوائز والتكريمات في مصر والخارج,فما أقربها إلي قلبك؟! ** أنا أعتز بكل تقدير متمثل في جوائز أو تكريمات ومنها الدكتوراه الفخرية التي منحني إياها قداسة البابا شنودة عام 1984,وميدالية ذهبية من معهد الدراسات الشرقية عام 1987 وجائزة تقديرية من أمريكا عام 1996 (لدوره الريادي في الفن القبطي المعاصر),وجائزة من الكنيسة القبطية بلوس أنجيلوس عام 2001,وأحدثها عام 2006 كانت شهادة شكر وتقدير من اللجنة الدولية للترميم بالمجلس الدولي للمتاحف في سبتمبر عام 2006. * بوصفك استشاري ورئيس قسم الفن بمعهد الدراسات القبطية,كم عدد رسائل الدكتوراه التي ناقشتها في مجال الفنون القبطية المعاصرة؟! ** لا أذكر العدد وإن كان من أبرزها رسالة الباحث البريطاني خريج معهد الدراسات القبطيةاستيفان لارينيه ورسالة الباحثة البريطانيةجاكلين إسكوت حيث كان قداسة البابا شنودة الثالث يرأس لجنة المناقشة وغيرهم كثيرون وفي الكلية الملكية للفن القبطي بلندن ناقشت العديد من الرسائل. * وماذا عن إبداعاتك الفنية؟! ** لقد تنوعت أعمالي بين الأيقونة القبطية المعاصرة والموزاييك في الولايات المتحدة الأمريكية والفاتيكان وإنجلترا وكندا ومصر. ومن بين هذه الأعمال كنيسة مارمرقس بنيو جرسي والكنيسة الأرثوذكسية بلندن (وهي أول كنيسة أرثوذكسية بأورباوكنيسة القديسين بطرس وبولس بكاليفورنيا والقديسة العذراء بلوس أنجيلوس. ومن بين الأعمال التي أعتز بها لوحة جدارية عملاقة للكاروز القديس مرقس الرسول بالكاتدرائية,وكذلك قمت بتصميم وتنفيذ لوحة موزاييك في محطة مصر وهي موجودة حتي الآن أمام صالة الدرجة الأولي.وأيضا رسم جداري بمتحف الركائب الملكية بالقلعة وتمثل حفل افتتاح قناة السويس ويظهر فيها الخديو إسماعيل باشا والملكة أوجيني وملك فرنسا وفرديناند ديليسبس. * ما هي السمات التي ينبغي توافرها في فنان الأيقونة الذي يستلهم إبداعه من التراث؟ - الموهبة شرط أساسي,وبالإضافة إليها يجب أن يكون الفنان دارسا للاهوت والطقوس والعقائد الأرثوذكسية وعلي دراية باللغة القبطية. * كيف يمكن للعامة تذوق الأيقونة القبطية كفن تشكيلي معاصر؟ الأيقونة لها أبعاد ومقاييس خاصة في تناول التعاليم الكنسية وقصص حياة القديسين والشهداء ويمكن لأي متلق قراءتها وإن كانت الرمزية تحتاج لمعرفة الحضارة المصرية والقبطية لمزيد من الاستفادة. * هناك بعض الأيقونات تفتقر للحياة بالرغم من التقنية العالية فبماذا تنصح تلاميذك الذين يسيرون علي نفس الدرب؟ ** نحن أحفاد الحضارة المصرية القديمة وأبناء التراث القبطي حيث لم يكن المصمم للأعمال الخالدة والمنفذ لها مجرد مهندس يضع طوبة فوق أخري لكنه كان ضليعا في الفلسفة الإلهية,وعندما نشاهد المعابد التي أنشأها المهندس المصري القديس نجد فيه مدارس فنية عريقة.ولو كان هناك تقليد أعمي لما كانت هناك حضارة. وأنا بالتأكيد ضد تقليد الأيقونة ودائما ما أنصح تلاميذي بالاستقلالية وحرية التعبير,لأن المبدع غير المقلد. من كلمات الراحل د.إيزاك فانوس: - قد تذوب الشمعة حرقا ولكن ستبقي الأيقونة أبدا - نحن ذاهبون لنوقد الشمعة أمام أيقونة الشهيد لقد انتصر الخير..هلم نرنم لقد انتصرت الحياة وعادت من جديد لتملأ الوجود بالنور..هلم نرنم بإيقاع السلام..هلم نزرع..هلم نرد الوجود مملوءا بالورود.. - قال الشهيد إني ذاهب نحو المعلق علي خشبة إن الطريق مفتوح..منير..طريق الانتظار أصبح محطة الوصول. - هيا يا أمي نرنم للشهيد هيا نوقد الشموع هيا بلا رجوع..لأننا وصلنا لمحطة الوصول.. * لقد وصل المبدع العالمي د.إيزاك فانوس إلي محطة الوصول وترك مدرسة لأرقي مستويات الفنون التشكيلية وتراثا إبداعيا تعليميا منارة للأجيال بعد أن قرر مصير حركة فنية في العالم. |