Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

وحـــدة فى الإيمان أم تنازل عن الإيمان

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس  هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

القسطنطينية تتنازل عن الإيمـــــــــــــــان الأرثوذكسى

جرت وحدة فى الإيمان بين الكنيسة الأرثوذكسية فى القسطنطينية وأعلنت الوحدة من القسطنطينية رسميّاً في كانون الأول 1452 م وهم تنازلوا عن إيمانهم   فى سبيل مساعدة أرضية , وبهذه الوحدة قسموا مدينة القسطنطينية , وخسروا كل شيئ .. خسروا مدينتهم القسطنطينية وخسروا إيمانهم وهم فى ذلك شابهوا الأبن الضال الذى أشتهى الخرنوب , ونحن عندما نقرأ التاريخ نشعر بالفخر كأقباط لأن الكنيسة القبطية أستطاعت أن تحتفظ بالإيمان فى أشد الأيام ظلمة وقسوة ولم تطلب المساعدة من أحد متكلة على حماية الرب يسوع .

 مرقص أسقف أفسس 1444 م

عن سير القديسين – السنكسار، وسائر الاعياد في الكنيسة الارثوذكسية ، الارشمندريت الراهب توما بيطار

 مرقص أسقف أفسس لمع نجم هذا الأسقف في وقت من أصعب الأوقات التي مرّت بالامبراطوريّة البيزنطيّة. وضعها الاقتصادي كان شقيّاً والغزاة الأتراك على الأبواب. كان أمام الامبراطوريّة أحد خيارين: إما السقوط في أيدي الاتراك وإما الاستسلام للاّتين. هؤلاء عرضوا المساعدة المالية والعسكرية في مقابل إعلان الوحدة بين الكنيسة الاروذكسية والكنيسة الكاثوليكية. هذا عنى، في ذلك الزمان، خضوع الأرثوذكسية للبابويّة.
وُلد مرقص في كنف عائلة تقيّة في القسطنطينية حوالي العام 1239 م. درس على خيرة المعلّمين وكان لامعاً. أضحى، منذ سنّ مبكّرة، استاذاً في المدرسة البطريركية. ترك كل شيء وهو في السادسة والعشرين وترهّب في دير صغير قريب من نيقوميذية. انتقل الى دير بإسم القديس جاورجيوس في القسطنطينية بعدما اشتدّت وطأة الأتراك على تلك الناحية. وضع عدداً من المؤلّفات العقائديّة في خط القديس غريغوريوس بالاماس. كتب عن الصلاة. علمُه وفضله لفتا الامبراطور يوحنا الثامن باليولوغوس إليه. كان الامبراطور في صدد الإعداد لمجمع كبير بشأن الوحدة مع الكنيسة اللاتينية آملاً في الحصول على دعم البابا وأمراء أوروبا بالمقابل. جُعل مرقص أسقفاً على أفسس وضُمّ الى الوفد البيزنطي ممثّلاً بطاركة أورشليم وانطاكية والإسكندرية. كان في عداد الوفد البيزنطي الأمبراطور والبطريرك يوسف الثاني وخمس وعشرون أسقفاً. أبحر الوفد الى إيطايا بهمّة وحماس. كان يؤمَل أن تتحقق الوحدة المرتجاة بسرعة. وصل أعضاء الوفد إلى فرّاري. تبيّن، شيئاً فشيئاً، إنهم أدنى الى المساجين ولم يسمح لهم بمغادرة المدينة. افتتحت جلسات المجمع. جدول الأعمال تضمن البنود التالية: انبثاق الروح القدس، المطهر، الخبز الفطير والتكريس بكلمات التأسيس وحدها أو باستدعاء الروح القدس، وأوليّة البابا. عولجت، بدءاً، المسائل الأقل تعقيداً. طُرح موضوع المطهر. تكلّم مرقص عن الفريق الأرثوذكسي. قال: "لا شك أنّه يمكن لنفوس الموتى أن تنتفع وحتى للمدانين أن يتنيّحوا نسبياً بفضل صلوات الكنيسة ورأفة الله التي لا حد لها. أما فكرة العقاب قبل الدينونة الأخيرة والتطهير بالنار المحسوسة، فغريبة تماماً عن تراث الكنيسة".
انتقل البحث، بعد أسابيع، الى مسألة الفيليوكوي، أي انبثاق الروح القدس من الآب والإبن. مرقص كان واضحاً وحازماً. سبعة أشهر من المباحثات انقضت دون نتيجة. نقل البابا إفجانيوس الرابع المجمع الى فلورنسا. بيصاريون، أسقف نيقية، وإيسيدوروس أسقف كييف وسواهم كانوا مع الوحدة بأي ثمن. سعوا في الكواليس الى إقناع الفريق الأرثوذكسي بأن اللاتين ليسوا على خطأ فيما يختص بإنبثاق الروح القدس. زعموا أن العقيدة هي إيّاها، لكن اللاتين يعبّرون عنها بلغتهم وبطريقتهم الخاصة. اللاتين ضغطوا. كان الأرثوذكس في وضع صعب للغاية، لا سيما ومصير القسطنطينية والأمبراطورية البيزنطية في خطر والأتراك على الابواب. الاستعداد لدى الأكثرين كان الى التمييع والتساهل والتخفّي وراء كلامية تترك للجميع أن يفسّروا الأمور، كلاّ حسب هواه وعلى طريقته. المهم أن تتحقق الوحدة ولو كلاميّاً. هذا كان الجو المسيطر. كل الأرثوذكس بدوا مستعدّين للتنازل والرضوخ للأمر الواقع تحت ستار الوحدة إلاّ مرقص. ثبت على موقفه ولم يتزحزح. لسان حاله كان: "لا مسايرة في مسائل الإيمان!" قرّر أن ينسحب ويتالّم بصمت. أخيراً وقّع الجميع مرغمين اتفاق الوحدة المزعومة كما رغب فيه اللاتين. وحده مرقص امتنع. فلما علم البابا إفجانيوس بالأمر هتف: "أسقف أفسس لم يوقّع، إذاً لن نحقّق شيئاً!" دعا مرقص إليه وأراد الحكم عليه. تدخّل الأمبراطور وعاد الوفد إلى القسطنطينية بعد سبعة عشر شهراً من الغياب.
في القسطنطينية، رفض الشعب المؤمن الوحدة المزعومة. الشعب، عند الأرثوذكس، هو حافظ الإيمان. اعتُبر مرقص بمثابة موسى جديد وعمود الكنيسة. خرج عن صمته. كان همّه أن يعيد اللحمة الى الكنيسة الأرثوذكسية. سعى إلى ذلك بالكتابة والوعظ والصلاة والدموع. البيزنطيون الوحدويون استمرّوا ولو نبذهم أكثر الشعب. قال مرقص: "انا مقتنع أني بقدر ما أبتعد عن الوحدويين بالقدر نفسه أدنو من الله وجميع قدّيسيه. وبقدر ما أقطع نفسي عنهم بقدر ذلك أتّحد بالحقيقة". كان الصراع صعباً: أكثر السلطة الكنيسة في مواجهة أكثر الشعب المؤمن. لجأ مرقص الى جبل آثوس. قُبض عليه في الطريق وأودِع الإقامة الجبرية في جزيرة ليمنوس بأمر الأمبراطور. أُطلق سراحه سنة 1244م. عاد الى ديره ليواصل المعركة الى آخر نَفَس. رقد في الرب في ٢٣ حزيران 1444م. سلّم مشعل الأرثوذكسية، قبل موته، لتلميذه جاورجيوس سكولاريوس الذي اضحى أول بطريرك على المدينة بعد سقوطها في يد الاتراك بإسم جنّاديوس.

بقي فريق الوحدويين يأمل في وصول المعونات من الغرب وأعلن الوحدة من القسطنطينية رسميّاً في كانون الأول 1452م. لكن التوقعات خابت فسقطت القسطنطينية بيد الأتراك في ٢٩ أيار 1453م وسقطت معها وحدة الزيف والقهر.
 

This site was last updated 09/07/10