Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

سيدة أوربية تحكى عرس زينب هانم صغري بنات محمد على

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير -

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter


ا السيدة صوفيا لين شاء حظها ان تشهد احتفالات عرس صغري بناته 'زينب هانم'، واستمرت الاحتفالات. بأيامها ولياليها الثماني وسجلت للتاريخ وقائع الحياة داخل الحريم في قصورمحمد علي باشا من خلال الواقع الذي عاشته في مطلع القرن التاسع عشر وسجلته 'صوفيا لين' في تقريرها الأقرب الي التقارير الصحفية.
جريدة الأخبار بتاريخ 7/2/2007 م السنة 55 العدد  17098عن مقالة بعنوان " مصر القديمة تقرير صحفي عن عرس الأميرة زينب " بقلم :جمال بدويتلقت 'صوفيا لين' الدعوة الي العرس قبل يومين من الموعد لبدء الاحتفالات وهي الثامن عشر من ديسمبر 1845 فتوجهت بصحبة صديقتها الانجليزية الحميمة 'مدام ليدر'، وسارتا في الطريق الي القلعة وقد زينت بعدد لا حصر له من الزينات الزجاجية الجديدة المعلقة في فروع الاشجار وكأنها فاكهة. حتي اذا صعدت التل ووصلت الي مدخل القصر: وجدت سائر الحريم الذي لا يتخطاه اي رجل سوي سيد القلعة. واستقبلها جيش من الاغوات والجواري السود، فلما دلفت وجدت سربا من الجواري البيض صحبنها الي الصالون العلوي الكبيرحيث كانت العروس جالسة فوق مجموعة من الوسائد المطرزة بالذهب. وبجوارها اخوها الامير محمد علي اصغر اولاد الباشا وهي في سن الثانية عشرة، وعن يسارها وقفت اختها الأميرة 'نظلة' زوجة محمد بك الدفتردار، واكبر بنات الوالي، وهي تبذر وابلا من العملات الذهبية والفضية المخلوطة بحبات الملح والشعير لدرء عين الحسود. وتزاحم النسوة لالتقاط العملات الذهبية ,  وبعدها غادرت العروس الصالون مثقلة بما ترتديه من ذهب ومجوهرات. وصاحبتها الجواري بالدفوف وصيحات الزغاريد.
ولاحظت صوفيا مسحة من الحزن العميق تكسو وجه العروس، وقيل انها ارغمت علي الزواج من رجل لا تعرفه وهو احمد كامل باشا سكرتير الوالي، وقد خصص لهما الاب قصر الازبكية ليكون مسكنا لهما بعد ان زوده بكل وسائل المتعة والبذخ. ولكن كل ذلك لم يزل الحزن من نفس الاميرة.
وتحدثت صوفيا عن عروس اخري شاركت في الاحتفال دون ان تفصح عن شخصيتها. وكل ما قالته عنها يتركز علي وصف ملابسها ومجوهراتها، وانها القت بنفسها عند قدمي نظلة هانم، ثم اتخذت مجلسها في ركن الشرف.

مجوهرات العروس
ان اهم ما تضمنته تقارير صوفيا: هو وصفها لكنز المجوهرات التي اهديت الي زينب هانم. ويبدو ان ام العروس كانت تشعر بشغف تلك الضيفة الاجنبية لرؤية مجوهرات ابنتها. وبدأت بالهدايا التي قدمت اليها من عند العريس، وفي غرفة مجاورة رأت صوفيا اشياء كثيرة نفيسة وجميلة من مجوهرات وملابس واطقم فضية.. الخ.
وبعد أن أبدت صوفيا اعجابها بهذه الهدايا النفيسة، قيل لها ان نظلة هانم قد أمرت بأن يكون لها شرف رؤية مقتنيات العروس الشخصية المحفوظة في غرفة اخري، حيث امكنها ان تمسكها في يدها وتمعن النظر في الحزام الماسي الذي اهداه الباشا لابنته، وسمعت من مصدر موثوق ان الماس الذي اعطاه الباشا لها تبلغ قيمته 200 الف جنيه استرليني، ان الحزام والعقد فالحزام قيمته اربعون الف جنيه، والعقد 37 الف جنيه، والقرط 12 الفا، والاساور عشرة آلاف جنيه.
اما العقد فمكون من فصوص البرلانتي الكبيرة، وتركيبته من الفضة، ويقال انه لا مثيل له في اوربا، ومما زاد في سعره صعوبة العثور علي الماسة الرئيسية، كما شاهدت صوفيا عددا من الخواتم الماسية الرائعة وكان واحد منها يحتوي علي حجر من البرلانتي ذي حجم مهول، ومن الغريب انه ­باستثناء سبحة من اللؤلؤ­ كانت جميع المجوهرات من الماس، وحلي الرأس الذي يبدو علي شكل اغصان كلها من الماس، وغاية في الفخامة.
وقد اثار اعجابها الشديد تاج رائع الجمال كما وجدت ضمن الاشياء المبهرة ساعتين في اطار مرصعتين بفصوص غزيرة من الماس.
تقول صوفيا: كانت الجواري يتبارين في تقديم جميع الاشياء لأتطلع اليها وكان السؤال دائما: 'هل رأيت هذا؟' و'وهل تفحصت ذاك'. وكان كل شيء في الواقع رائعا بدرجة تفوق اكثر تطلعاتي.

مقابلة مع الأميرة

 وبعد قليل جاءت جارية تخبرني ان سمو الاميرة تريدني ان اري اشياء اخري، وطلبت مني ان اتبعها الي الطابق السفلي، وبطبيعة الحال وافقت، وتبعتها من خلال ممرات ودهاليز، ونزلنا عددا لا يحصي من الدرجات حتي انتهي بنا المطاف الي ممر امام باب مغلق، ونادت الجارية لمن بداخل الحجرة واعلنت وصولي، وجاء الرد من الداخل: 'فلتدخل السيدة صوفيا بمفردها، وعودي انت ادراجك لم يعجبني ان افقد مرشدتي، ولكن لم يكن هناك سبيل للتراجع، وكان املي الوحيد الا تنتهي رحلتي بمغامرة غير متوقعة.
انفتح الباب ببطء شديد، وحذر بالغ، فوجدت في الغرفة ثلاثة اشخاص، اعرف اثنتين منهن، واحدة امينة الصندوق والاخري رفيقة حميمة لها، وتنتمي امينة الصندوق الي فصيلة من البشر يتميزون بجاذبية اضاءة ساحرة دون ان اي نوع خاص من جمال الوجه، مسكنها في قصر الدوبارة الذي يعرف الان بقصر النيل، وجاءت الي القلعة بمناسبة الاحتفالات مع مئات من اقرانها في معية نظلة هانم التي لا تتواجد ابدا بالقلعة الا لمثل هذه المناسبات حينما يفوضها والدها الباشا للاشراف علي مراسم الاحتفالات.
لقد طلبت الاميرة نظلة من امينة الصندوق ان تكشف عن باقي الكنوز وكانت الحجرة رواسعة والارض مغطاة الي منتصفها بأغلفة الملابس المنزلية وملابس الركوب، وكانت هذه الاغلفة في حد ذاتها رائعة، اذ انها من القطيفة الحمراء او الكشمير وكلها مطرزة وذات حواف من خيوط الذهب، وكانت احداها مطرزة باللؤلؤ، رأيت عشرين منها منشورة علي الارض فوق سلات مستديرة وعليها اغطية للقهوة والشربات، وكانت هناك سجادة للصلاة مطرزة ومعها ازارات من الكشمير خصصت لاستخدام محمد علي باشا عندما يزور العروس. وشاهدت غطاء سرير من الساتان مطرزا بخيوط الذهب غاية في الجمال.

إحتفال على الطريقة الأوربية
اما هدية أم العروس فكانت عبارة عن صندوق صغير رصع كله بالماس ولكني لا اعلم كيف يستخدم. وبينما كنت مشغولة بفحص هذه الاشياء المبهرة الغريبة: دخلت جارية ودعتني للانضمام الي باقي السيدات الاوروبيات اللاتي حضرن لتوهن، فتأهبت لطريق الرحيل الطويل، ووجدتهن يحطن بنظلة هانم التي جلست في منتصف الديوان العلوي تهيمن علي المراسم وبعد قليل قامت سموها وتبعتها جاريتان تحملان ذيل فستانها وقادتنا الي صالون آخر لتناول طعام العشاء لمائتي شخص بطريقة اوربية كاملة، وليس فيها شيء يوميء لنا بالشرق سوي ثمار الموز، فالاطباق والشوك والسكاكين وفوط المائدة منسقة علي الطريقة الاوربية، بداخل كل منها الخبز كما نفعل في اوربا، وكان العشاء يتكون من وجبات باردة.
ولم تجلس نظلة هانم علي رأس المائدة ذات الطول الشاسع، بل جلست في وسط احد الجانبين، وتلقي بعض النظرات من طرفي عينيها علي ضيوفها، وتمزح احيانا علي الواقفات خلف مقعدها. وكان مجلسي قريبا منها، وعلي يساري زوجة سعيد باشا تلك الفتاة الجذابة ذات الوجه الرائع والقوام الفاره الاهيف. وهي غاية في الرشاقة في سلوكها. وكان أميز صفاتها طبيعة سمحة تشع فتضيء محياها المعبر الساحر. لقد تم زواجها في العام الماضي '1844' من سعيد باشا ابن محمد علي، وما اتمناه أن يصون هذه الجوهرة.

غناء ورقص
ولم يمض وقت طويل حتي دخلت غرفة الحريم الموسيقية وعزفت مقطوعات مرحة. وبعدها قادتنا نظلة هانم الي حجرة مجاورة وطلبت من الضيفات ان يجلسن، وشاهدنا عددا من العروض الراقصة من فتيات تركيات واوربيات، ثم دخلت امرأتان من 'العوالم' المصريات وتعتبران احسن مطربتين في مصر.. وعزفت الجوقة بعض الالحان العربية الجميلة و لكن العالمتين لم تصاحباها بالغناء، بل قامتا بالرقص علي الطريقة العربية، ولقد قام عديد من الرحالة بوصف الرقص الشرقي، لهذا يكفيني ان اقول انه مثير للاشمئزاز الي اقصي حد. وكانت تلك نهاية اليوم الاول في احتفالات الاميرة زينب.
 

======================================================================

 

 

 

 

 

Home

This site was last updated 05/10/07