من هو الوزير يعقوب بن كلس ؟
قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 97 من 167 ) : " قال ابن عبد الظاهر: الوزيرية منسوبة إلى الوزير يعقوب بن يوسف بن كِلِّس وقال ابن الصيرفيّ والطائفة المنعوتة بالوزيرية إلى الآن منسوبة إليه يعني الوزير يعقوب بن يوسف بن كلِّس أبو الفرج.
كان يهوديًا من أهل بغداد فخرج منها إلى بلاد الشام ونزل بمدينة الرملة وأقام بها فصار فيها وكيلًا للتجّار بها واجتمع في قبله مال عجز عن أدائه ففرّ إلى مصر في أيّام كافور الإخشيديّ فتعلّق بخدمته.
ووثب إليه بالمتجر فباع إليه أمتعة أُحيل بثمنها على ضياع مصر فكثر لذلك تردّده على الريف وعرفت أخبار القرى وكان صاحب حيل ودهاء ومكر ومعرفة مع ذكاء مفرط وفطنة فمهر في معرفة الضياع حتّى كان إذا سئل عن أمر غِلالها ومبلغ ارتفاعها وسائر أحوالها الظاهرة والباطنة أتى من ذلك بالغرض فكثرت أمواله واتسعت أحواله وأعجب به كافور لما خبر فيه من الفطنة وحسن السياسة فقال: لو كان هذا مسلمًا لصالح أن يكون وزيرًا.
فلمّا بلغه هذا عن كافور تاقت نفسه إلى الولاية وأحضر مَنْ عَلَّمه شرائح الإسلام سرًا لمّا كان في شعبان سنة ستّ وخمسين وثلثمائة دخل إلى الجامع بمصر وصلّى وصلاة الصبح وركب إلى كافور ومعه محمد بن عبد الله بن الخازن في خلق كثير فخلع عليه كافور ونزل إلى داره ومعه جمع كثير وركب إليه أهل الدولة يهنئونه ولم يتأخّر عن الحضور إليه أحد فغصّ بمكانه الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات وقلق بسببه وأخذ في التدبير عليه ونصب الحبائل له حتّى خافه يعقوب فخرج من مصر فارًّا منه يريد بلاد المغرب في شوّال سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وقد مات كاوفر فلحق بالمعزّ لدين الله أبي تميم معدّ فوقع منه موقعًا حسنًا وشاهد منه معرفة وتدبيرًا فلم يزل في خدمته حتّى قدم من انلمغرب إلى القاهرة في شهر رمضان سنة اثنين وستّين وثلثمائة فقلّده في رابع عشر المحرّم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة الخراجّ وجميع وجوه الأموال والحِسبة والسواحل والأعشار والجوالي والأحباس والمواريث والشرطتين وجميع ما يضاف إل ذلك وما يطرأ في مصر وسائر الأعمال.
وأشرك معه في ذلك كله عسلوج في جار الإمارة في جامع أحمد بن طولون فقبضت أيدي سائر العمّال والمتضمّنين وجلس يعقوب وعسلوج في دار الإمارة في جامع أحمد بن طولون للنداء على الضياع وسائر وجوه الأموال وحضر الناس للقبالات وطالبا بالبقايا من الأموال ممّا على الناس من المالكين والمتقبّلين والعمّال واستقصيا في الطلب ونظرا في المظالم فتوفّرت الأموال وزيدي في الضياع وتزايد الناس وتكاشفوا أو امتنعا أن يأخذا إلا دينارًا مُعِّزيًا فاتضّع الدينار الراضي وانحطّ ونقص من صرفه أكثر من ربع دينار فخسر الناس كثيرًا من أموالهم في الدينار الأبيض والدينار الراضي وكان صرف المعّزيّ خمسة عشر درهمًا ونصفًا واشتدّ الاستخراج فكان يُستخرد في اليوم نيّف وخمسين ألف دينار معزّية واستخرج في يوم واحد مائة وعشرون ألف دينار معزّية وحصل في يوم واحد من مال تنَيسٍ ودمياط الأشمونين أكثر من مائتين ألف دينار وعشرين ألف دينار وهذا شيء لم يسمعْ قطّ بمثله في بلد.
فاستمرّ الأمر على ذلك إلى المحرّم سنة خمس وستّين وثلثمائة.
فتشاغل يعقوب عن حضور ديوان الخراج وانفرد بالنظر في أمور المعزّ لدين الله في قصره وفي الدور الموافق حضور ديوان الخراج وانفرج بالنظر في أمور المعزّ لدين الله في قصره وفي الدور الموافق عليها وبعد ذلك بقليل مات المعزّ لدين الله في شهر ربيع الآخر منها وقام من بعده في الخلافة ابنه العزيز بالله أبو منصور نزار ففوّض ليعقوب النظر في سائر أموره وجعله وزيرًا له في أوّل المحرّم سنة سبع وستّين وثلثمائة.
وفي شهر رمضان سنة ثمان وستّين لقبه بالوزير الأجلّ وأمر أن لا يخاطبه أحد ولا يكاتبه إلاّ به وخلع عليه وحمل ورسم له في محرّم سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة أن يبدأ له في مكاتباته باسمه على عنوانات الكتب النافذة عنه وخرج توقيع العزيز بذلك.
وفي هذه السنة اعتقل في القصر وردّ الأمر إلى خير بن القاسم فأقام معتقلًا عدّة شهور ثم أطلق في سنة أربع وسبعين وحمل على عدّة خيول وقرىء سجلّ بردّه إلى تدبير الدولة.
ووهبه خمسمائة غلام من الناشئة وألف غلام من المغاربة ملّكه العزيز رقابهم فكان يعقوب أوّل وزراء الخلفاء الفاطميين بديار مصر.
فدبّر أمور مصر والشام والحرمّيْن وبلاد المغرب وأعمال هذه الأقاليم كلّها من الرجال والأموال والقضاء والتدبر وعمل له إقطاعًا في كلّ سنة بمصر والشام مبلغها ثلثمائة ألف دينار واتسعت دائرته وعظمت مكانته حتّى كتب اسمه على الطُرُز في الكتب وكان يجلس كلّ يوم ي داره يأمرن وينهي ولا تُرفع إليه رقعة إلا وقَع فيها ولا يُسأل في حاجة إلا قضاها ورتب في داره الحجّاب نوبًا وأجلسهم على مراتب وألبسهم الديباج وقلّدهم السيوف وجعل لهم المناطق ورتب فرسَيْن في داره للنوبة لا تبرح واقفة بسروجها ولجمها لهم بُرْد ونصب في داره الدواوين فجعل ديوانًا للعزيزية فيه عدّة كتّاب وديوانًا للجيش فيه عدّة كتاب وديوانًا للأموال فيه عدّة كتّاب وعدّة جهابذة وديوانًا للخراج وديوانًا للسجلات والإنشاء وديوانًا للمستغلات وأقام على هذه الدواوين زمانًا وجعل في داره خزانة للكسوة وخزانة للمال وخزانة للدفاتر وخزانة للأشربة وعمل على كلّ خزانة ناظرًا وكان يجلس عنده في كلّ يوم الأطبّاء لينظروا في حال الغلمان ومن يحتاج منهم إلى علاج أو إعطاء دواء ورتّب في دار الكتّاب والأطبّاء يقفون بين يديه وجعل فيها العلماء والأدباء والشعراء والفقهاء والمتكلّمين وأرباب والأطبّاء يقفون بين يديه وجعل فيها العلماء والأدباء والشعراء والفقهاء والمتكلّمين وأرباب الصنائع لكلّ طائفة مكان مفرد وأجرى على كلّ واحد منهم الأرزاق والّف كتبًا في الفقه والقراءات ونصب له مجلسًا في داره يحضره في كلّ يوم ثلاثاء ويحضر إليه الفقهاء والمتكلّمون وأهل الجدل يتناظرون بين يديه.
من تأليفه: كتاب في القراءات وكتاب في الأديان - وهو كتاب الفِقه واختصره - وكتاب في آداب رسول الله )وكتاب في علم الأبدان وصلاحها في ألف ورقة وكتاب في الفقه ممّا سمعه من الإمام المعزّ لدين الله والإمام العزيز بالله.
وكان يجلس في يوم الجمعة أيضًا ويقرأ مصنّفاته على الناس بنفسه وفي حضرته القضاة والفقهاء والقرّاء وأصحاب الحديث والنّجاة والشهود فإذا فرغ من قراءة ما يقرأ من مصنّفاته قام الشعراء ينشدون مدائحهم فيه.
وكان في داره عدّة كتّاب ينسخون القرآن الكريم والفقه والطبّ وتب الأدب وغيرها من العلوم فإذا فرغوا من نسخها قُوبِلت وضَبطت وجعل في داره قرّاء وأئمة يصلّون في مسجد داره وأقام بداره عدّة مطابخ لنفسه ولجلسائه ولغلمانه وحواشيه وكان ينصب مائدة لخاصّته يأكل هو وخواصّه من أهل العلم ووجوه كتّابه وخواصّ غلمانه ومن يستدعيه عليها وينصب عدّة موائد لبقيّة الحجّاب والكتّاب والحواشي.
وكان إذا جلس يقرأ كتابه في الفقه الذي سمعه من المعزّ والعزيز لا يُمنع أحد من مجلسه فيجتمع عنده الخاص والعامّ ورتّب عند العزيز بالله جماعة لا يخاطبون إلا بالقائد وأنشأ عدّة مساجد ومساكن بمصر والقاهرة وكان يقيم في شهر رمضان الأطعمة للفقهاء ووجوه الناس وأهل الستر والتعفّف ولجماعة كثيرة من الفقراء وكان إذا فرغ الفقهاء والوجوه من الأكل معه يُطاف عليهم بالطِّيب.
ومرض مرّة من علّة أصابت يده فقال فيه عبد الله بن محمد بن أبي الجرع: يد الوزير هي الدنيا فإن ألمت رأيت في كلّ شيء ذلك الألما تأمّل الملك وانظرْ فرط علّته من أجله واسأل القرطاسَ والقلما وشاهدِ البِيضَ في الأغماد حائمة إلى العدا وكثيرًا ما روينَ دما وأنفس الناس بالشكوى قد اتّصلت كأنّما أشعرت من أجله سقما هل ينهض المجد إلا أن يؤيّده ساق يقدِّم في إنهاضه قَدَما لولا العزيز آراء الوزير معًا تحيّفتنا خطوبٌ تشعِبُ الأُمَما فقل لهذا وهذا أنتما شرف لا أوهَنَ اللهُ ركنَيْه ولا أنهدما كِلاكُما لم يزلْ في الصالحات يدًا مبسوطة ولسانًا ناطقًا وفما ولا أصابكما أحداثُ دهرِكما ولا طوى لكما ما عشتما عَلَما ولا انمحتْ عنك يا مولاي عافيةٌ فقد محوتَ بما أوليتني العدما وكان الناس يفتون بكتابه في الفقه ودرّس فيه الفقهاء بجامع مصر وأجرى العزيز بالله لجماعة في رقاع المرافق عين والمتظلّمين ويوقع بيده في الرقاع ويخاطب الخصومَ بنفسه.
وأراد العزيز بالله أن يسافر إلى الشام في زمن ابتداء الفاكهة فأمر الوزير أن يأخذ الأهبة لذلك فقال: يا مولاي لكلّ سفر أهبة على مقداره فما الغرض من السفر فقال: إنّي أريد التفرّج بدمشق لأكل القَراصِيا. فقال: السمع والطاعة.
وخرج فاستدعى جميع أرباب الحَمام وسألهم عمّا بدمشق من طيور مصر وأسماء من من هي عنده وكانت مائة ونيّفًا وعشرين طائرًا ثمّ التمس من طيور دمشق التي هي في مصر عدّة فأحضرها وكتب إلى نائبه بدمشق يقول: إن بمشق كذا وكذا طائرًا وعرّفه أسماء مَن هي عنده وأمره بإحضارها إليه جميعها وأن يصيب من القراصيا في كلّ كاغِدة ويشدّها على كلّ طائر منها ويسرْحها في يوم واحد فلم يمضِ إلا ثلاثة أيّام أو أربعة حتّى وصلت الحمائم كلّها ولم يتأخر منها إلا نحو عشر وعلى جناحها القَراصِيا فاستخرجها من الكواغد وعلمها في طبق من ذهب وغطّاها وبعض بها إلى العزيز بالله مع خادم وركب إليه وقدّم ذلك وقال: يا أمير المؤمنين قد حضّرنا قبالك القراصيا ههنا فإنْ أغناك هذا القدر وإلا استدعينا شيئًا آخر فعجب العزيز بالوزير وقال: مثلك يخدم الملوك يا وزير واتفق أنه سابق العزيز بين الطوير فسبق طائر الوزير يعقوب طائرَ العزيز فشقّ ذلك على العزيز ووجد أعداء الوزير سبيلًا إلى الطعن فيه فكتبوا إلى العزيز أنه قد أختار من كلّ قل لأمير المؤمنين الذي له العلي والمثل الثاقب طائرك السابق لكنّه لم يأتِ إلاّ وله حاجب فأعجب العزيز ذلك وأعرض عما وشي به ولم يزل على حال رفيعة وكلمة نافذة إلى أن ابتدأت به علّته يوم الأحد الحادي والعشرين من شوّال سنة ثمانين وثلثمائة ونزل إليه العزيز بالله يعوده وقال له: وددت أنّك تُباع فابتاعك بمالي أو تفدي فأفديك بولدي فهل من حاجة توصي بها يا يعقوب فبكى وقبّل يده وقال: أمّا فيما يخصّني فأنت أرعى بحقّي من أن أسترعيك إياه وأرأفُ على من أن أوصيك به ولكنّي أنصح لك فيما يتعلّق بك وبدولتك سالِمِ الروم ما سالموك واقنع من الحمدانية بالدعوة والشكر ولا تُبقِ على مفرج بن دعقل إنْ عرضت لك فيه فرصة.
عندما قاربه الموت قال : " لا يغلب اللهَ غالبٌ "
قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 97 من 167 ) : " وانصرف العزيز فأخذته السكتة وان في سياق الموت يقول: لا يغلب اللهَ غالبٌ ثمّ قضى نحبه ليلة الأحد لخمس خلون من ذي الحجّة فأرسل العزيز بالله إلى داره الكفن والحوط وتولّى غسله القاضي محمد بن النعمان وقال: كنت واللهِ اغسلُ لحيته وأنا أرفق به خوفًا أن يفتح عينه في وجهي.
وكفّن في خمسين ثوبًا ثلاثين مثقلًا يعني: منسوجًا بالذهب ووشي مذهبًا وشرب ديبقي مذهبًا وحقّة كافورًا وقاروري مسكِ وخمسين مِنًا ماء ورد وبلغت قيمة الكفن والحنوط عشرة آلاف دينار.
وخرج مختار الصقلبيّ وعليّ بن عمر العدّاس والرجال بين أيديهم ينادون لا يتكلّم أحد ولا ينطق وقد اجتمع الناس فيما بين القصر ودار الوزير التي عرفت بدار الديباج ثمّ خرج العزيز من القصر على بغلة والناس يمشون بين يديه وخلفه بغير مظلّة والحزن ظاهر عليه حتّى وصل إلى داره فنزل وصلّة عليه وقد طرح على تابوته ثوب مثقل ووقف حتّى دفن بالقبّة التي كان بناها وهو يبكي ثمّ أنصرف.
قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار - الجزء الثالث ( 98 من 167 ) : " وسُمع العزيز وهو يقول: واطول أسفي عليك يا وزير والله قو قدرت أفديك بجميع ما أملك لفعلت.
وأمر بإجراء غلمانه على عادتهم وعتق جميع مماليكه وأقام ثلاثًا لا يأكل على مائدته ولا يحضرها من عادته الحضور وعمل على قبره ثوبان مثقلان وأقام الناس عند قبره شهرًا وغدا الشعراء إلى قبر فرثاه مائة شاعر أجيزوا كلّهم وبلغ العزيزَ أنّ عليه ستّة عشر ألف دينار دَيْنًا فأرسل بها إلى قبره فوضت عليه وفرّقت على أرباب الديون وألزم القرّاء بالمقام على قبره وأجرى عليهم الطعام وكانت الموائد تُحضَر إلى قبره كلّ يوم مدّة شهر يحضر نساء الخاصّة كلّ يوم ومعهنّ نساء العامّة فتقوم الجواري بأقداح الفضّة والبلّور وملاعق الفضّة فيسقين النساء الأشربة والسَوابق بالسكّر ولم تتأخّر نائحة ولا لاعبة عن حضور القبر مدّة الشهر وخلّف أملاكًا وضياعًا قياسير ورباعًا عينًا وورقًا وأواني ذهبًا وفضّة وجوهرًا وعنبرًا وطِيبًا وثيابًا وفرشًا ومصاحف وكتبًا وجواري وعبيدًا وخيلًا وبغالًا ونوقًا وحُمُرًا وإبلًا وغِلالًا وخزائن ما بين أشربة وأطعمة قُوِّمت بأربعة آلاف ألف دينار سوى ما جهّز به ابنته وهو ما قيمته مائتا ألف دينار وخلّف ثمانمائة حظيّة سوى جواري الخدمة فلم يتعرّض العزيز لشيء ممّا يملكه أهله وجواريه وغلمانه وأمر بحفظ جهاز ابنته إلى أن زّوجها وأجرى لمن في داره كلّ شهر ستمائة دينار للنفقة سوى الكسوة والجِرايات وما يحمل إليهم من الأطعمة من القصر وأمر بنقل ما خلّفه إلى القصر فلمّا تمّ له من يوم وفاته شهر قطع الأمير منصور بن العزيز جميع مستغلاّته وأقرّ العزيزُ جميعَ ما فعل الوزير وما ولاّه من العمّال على حاله وأجرى الرسوم التي كان يُجريها وأقرّ غلمانه على حالهم وقال: هؤلاء صنائعي.
وكانت عدّة غلمان الوزير أربعة آلاف غلام عُرفوا بالطائفة الوزيريّة وزاد العزيز أرزاقهم عمّا كانت عليه وأدناهم وإليهم تُنسب الوزيريّة فإنّها كانت مساكنهم.
واتّفق أنّ الوزير عمَر قبّة أنفق عليها خمسة عشر ألف دينار وآخر ما قال: لقد طال أمر هذه القبّة ما هذه قبّة هذه تربة.
فكانت كذلك ودفن تحتها وموضع قبره اليوم المدرسة الصاحبيّة واتّفق أنّه وجد في داره رقعة مكتوب فيها: احذروا من حوادث الأزمانِ وتوقّوا طوارقَ الحِدثان قد أمنتمْ رِيب الزمان ونمتمُ رُبَّ خوفٍ مكمن في الأمان فلمّا قرأها قال: لا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم ولم يلبث بعدها إلا أيامًا يسيرة ومرض فمات