عملة ذهبية للإمبراطور فوقاس بالمتحف المسيحى بأثينا

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الامبراطور البيزنطى فوكاس/ فوقا 602-610م

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
لامبراطور موريس 582 – 602 م
الأمبراطور فوقا 602-610 م
للقديس مكسيموس المعترف
Untitled 839

Hit Counter

 

الأمبراطور البيزنطى فوقا أو فوكاس 602-610 م  Flavius Phocas Augustus

الامبراطور البيزنطى فوكاس/ فوقا / فلاسيفوس فوكاس أوغسطس لقبه المؤرخون بالأمبراطور المغتصب لأنه أغتصب عرش الإمبراطورية البيزنطية من الأمبراطور موريس أو موريق Maurice وإعتلى العرش فى 23 نوفمبر 602 م ومات فى 5 أكتوبر 610م

موريس أو موريق Maurice وكانت مدة حكمة من  602-610 م لا يعرف المؤرخون نشاته المبكرة ولكن يعتقد أنه من منطقة تراس Thrace .

وتبدأ قصة ظهورة فى الحياة العامة فى سنة 600 م حيث كان جندياً ثانوياً ( احتياطى) فى الجيش الرومانى الذى كان موجوداً فى البلقان Balkans ثم أصبح قائداً يميل إليه الجند , وأصبح أمبراطوراً وكان يتهدد الأمبراطورية ثلاثة أعداء من ثلاثة إتجاهات من إيطاليا وأسبانيا Italy and Spain التى كانت تسعى للأستقلال ، وغزو من البلقان Balkan  الأفارس بواسطة Slavs' seizure of territory ، وفى البلقان بواسطة  ولكن الأهم غزو الشرق من الفرس ضد الأمبراطورية الساسانية Sassanian Empire 

وعندما كانت آفارس Avars تدافع عن نفسها ضد البيزنطيين أخذوا عدد كبير من الجيش البيزنطى أسرى وطلبوا فدية عنهم , ففوض الجيش لجنة بطلب إرسال الأموال المطلوبة كفدية وكان فوقاس عضو من ضمن الأعضاء المفوضين المرسلين من الجيش بهذا العرض على الحكومة البيزنطية . 

ولكن رفض الأمبراطور موريس دفع الفدية المطلوبة فأدى هذا إلى أن قتل الأفارس الأسرى البيزنطيين فأحدث هذا العمل غضب فى الجيش وفى نفس الوقت قدم فوقاس إلى محكمة عسكرية نالت من شهرته وبالتالى أصبح مهملاً .

  وحدث فى سنة 602 م أن امر الأمبراطور موريس الجيش البيزنطى فى البلقان بوضع خطة عسكرية للهجوم على آفارس , من الجانب الشمالى لنهر الدانوب   وهو جزء بعيد ليس فيه حماية  .

وتمرد قواد الجيش من إديسا إلى أوربا , وتحرك غالبية الجيش فى أتجاه العاصمة البيزنطية , وفى ظرف شهر إنهارت حكومة الأمبراطور موريس , وتنازل الأمبراطور عن العرش وهرب من العاصمة ,  وأعلنت الطائفة الخضراء فى مدينة القسطنطينية فوكاس أمبراطوراًُ , وتوج فى كنيسة القديس يوحنا المعمدان  St John the Baptist  وقامت زوجته لونتيا  Leontia أطلقت عليه لقب المنتصر أوغسطس Augusta .

وكان من الممكن أن ينتهى تمرده إلى هذا الحد ويترك الأمبراطور موريس الهارب الذى لا يشكل أدنى خطر ولجأ إلى مكان دينى  (دير وهى عادة كانت متبعة) للحماية ومكث فى هيكل كنيسة دير خلقيدونيا , ولكن الأمبراطور فوقا أرسل وأحضره بقوة عسكرية متعدياً على حرمة المكان وقتله وقتل أمام عينه أولاده الخمسة أمعاناً فى تعذيبه وتسببه فى مقتل جنود الجيش الأسرى وألقى جثمانه فى البحر , أما راسه فظلت معروضة فى القسطنطينيه قبل أن يسمح بدفنها طبقاً للمراسيم المسيحية .

الإمبراطور فوقا واللاخلقيدونيين

وبعد أن فوقاس ثار على موريقي واغتصب العرش (602- 610)، وعاد يضطهد الرافضين لمجمع خلقيدونية وهم الأنطاكيين والمصريين ، فحماهم ابرويز إمبراطور الفرس وسار على المغتصب منتقماً لموريقي حليفه (608)، فقطع الفرات واحتلّ سورية وتقدم حتى أبواب بيزنطية (609)، ثم دخل دمشق واورشليم (614) ونقل منها عود الصليب الى قطسيفون، وتابع الى مصر فاتحاً (618)، وبسط حكمه على كل آسيا الغربية، مدة عشر سنوات كاملة (611- 722)

عملة برونزية قيمتها فلس Follis  للأمبراطور البيزنطى فوقاسPhocas الذى حكم بين سنة 602-610  م والعملة قطرها 34 ملم وتزن 11.1  جرام وجه العملة يصور الأمبراطور يلبس درعاً وعلى رأسه التاج ويمسك الرتبة العسكرية وصليب ، والوجه ألاخر من العملة كلمة  ANNO  وحروف كبيرة من XXXX  وعلى اليمين سنة الحكم وأسفل كلمة CON      


وأصبح الامبراطور البيزنطى فوكاس/ فوقا مقبولاً من الشعب فى بداية حكمة حيث قلل الضرائب التى فرضها الإمبراطور موريس السابق أثناء حكمه والتى أستعملها فى حماية الإمبراطورية والحروب الكثيرة التى خاضها , وهناك وثائق لخطابات من البابا جريجورى الأول تمدح الأمبراطور فوقاس , خاصة لأعطاء الكنيسة مساحة من ألأراضى الزراعية وأصلاحها للكنيسة ألأيطالية وسيسلى ولبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر ( الكنيسة الملكية)  , وهذا الأصلاح مبنى على تخصيص قساوسة يديرون المزارع الكبيرة بأنفسهم وإلغاء جميع العقود  لأستغلال المزارعين المؤجرين  للأرض , ولم يخص هذا القانون الكنيسة ولكن الملاك بصفة عامة , فتحول ألاف المؤجرين إلى فقراء بائسين  ,  وقل دخل ملاك الأراضى , وإحتاجت الكنيسة الى النقود لدفعها إلى المستشفيات الخيرية والأيتام والمحتاجين والفقراء وخدماتها الأجتماعية الأخرى فقد تركت لرجال الدين بلا مصدر مالى .
ووجد الأمبراطور فوكاس نفسه يواجه معارضة شديدة  مؤيدة من الشعب  , وحدثت ثورة شعبية  لم تحدث من قبل فى القسطنطينية منذ نشأتها . فأمر بالتعامل مع المعارضة الجماهيرية  بالبطش والوحشية فقتل ألألاف من الشعب الثائر حتى يقى حكومته من الإنهيار , وكان الأباطرة لهم كتبه والمؤرخين يسجلون فى كتبتهم الأحداث التاريخية ولكن لم لم تبقى لنا كتابات من عصرة  , وكل ما وصلنا كا كتب من خلفائه فى الحكم وهم بلا شك يسجلون الأحداث السيئة التى أدت إلى نهاية حكمه  , حتى آخر كلماته التى قالها حرفوها

 وكان " عمود فوقاس هو آخر ذكرى أقيمت فى الساحة العامة الرومانية لتخليده"

 

 

 

عملة ذهبية للأمبراطور فوقاس الذى حكم بين 602 - 610 م 

PHOCAS 602-610 AD.

 

 

 

الأمبراطور البيزنطى فوقاس وبابا روما

وفى حكم فوقاس كان البيزنطيين ذو سيادة على روما 
وكان البابا فى روما هو الشخصية الرئيسية فى المدينة , وكان الأمبراطور فوقاس يميل إلى دعم وجهة نظر البابا فى العديد من الخلافات اللاهوتية المثيرة للجدل فى هذا الوقت  , ولهذا كان يتمتع بعلاقة جيدة مع البابا فى عصره .

وقام الإمبراطور البيزنطى فوقاس بإعطاء معبد البانثيوم Pantheon إلى البابا بونيفاس الرابع Boniface IV لتحويلها إلى كنيسة  , وتدخل لأعادة سماراجدس Smaragdus إلى مدينة إكسارتشات من رافانا  Exarchate of Ravenna  , وفى مقابل خدمات الأمبراطور فوقاس أقام  عمود فوقاس "Column of Phocas"  تخليداً لأعماله  .

أثناء حكم الأمبراطور فوكاس بدأت الحدود ألأمامية التقليديه من الحدود  والامبراطوريه الرومانيه الشرقيه ( الأمبراطورية البيزنطية) في الانهيار. أما البلقان فقد كانت لعده سنوات تحت هجمات تشن من قبائل الافار والسلاف Avars and Slavs بعد صدور أمر بأنسحاب الجيش من منطقتهم فى نهر الدانوب Danube.  وظلت قوات الأعداء تتقدم حتي بلغت مشارف اثينا Athens

الحرب بين الفرس وجنود الأمبراطور البيزنطى فوكاس
وفى الشرق .. كانت الحاله خطيره. كان الأمبراطور موريس قد ساعد  الملك الفارسي شوسرويس الثاني Chosroes II للجلوس علي العرش قبل سنوات  خلال الحرب الاهليه في بلاد فارس. وكانت بينهم معاهدة .. الان ، واستغل الأمبراطور الفارسى قتل صاحبه وحميه الإمبراطور موريس ووجد عذراً علي الخروج عن المعاهده مع الامبراطوريه للثأر لقتل صديقه الأمبراطور موريس . وردت الى البلاط  الفارسى أنباء كاذبة ان ابن موريس  ثيودوسيوس هو المرشح أن يصبح أمبراطوراً حتى يوافق عليه الشعب البيزنطى كأمبراطور. واستفاد الأمبراطور الفارسى ايضا من الصعوبات والأنقسامات في الجيش الروماني الشرقى ووذهب بقواته إلى نارسيس Narses لمساعدة قواد الفرق البيزنطية الذين رفضوا أن يحكمهم فوقاس كأمبراطور جديد

وحاصرت قواتهم فرق الجيش الموالية للأمبراطور فوكاس فى يديسا. وكان هدف الحمله الفارسية أن تصبح جزء من حرب الاستنزاف التي خاضها شوسرويس ضد القوات البيزنطيه الموالية لفوكاس بينما هم يحاربون فى حصون في شمال وادي الرافدين ، وفى سنة 607 م سيطر الفرس  علي الخليج والفرات .

 وفي سنة 608 م ، واسقفا (أسقف ودوق وحاكم فى نفس الوقت ) من افريقيا وابنه أسمهما هيراكليوس ، قاما ب الثوره ضد الأمبراطور فوقاس  وأول شئ فعلاه أنهما أصدرا عمله رسما فيها الأثنان كقناصل (ولكن ليس أباطره) بالملابس الفخمه بدون اذن منه . وكان رد فعل فوقاس بإصدار أمراً بأعدام الأسقف  ،  والامبراطوره كونستانتينا ex-Empress Constantina وثلاث بنات. ونيسيتاس Nicetas ابن اخي هيراكليوس الأكبر   ، وكانت مصر فى ثورة ضد الأمبراطور فوكاس فأرسل إليها قوات لغزو مصر من البر وقمع المتمردين عليه. وفى نفس الوقت بدا الشاب هيراكليوس علي الابحار غربا مع قوه من الجيش عن طريق  قبرص وصقليه. ومع اندلاع الحرب الاهليه بدا اعمال عنف في المناطق الفلسطينيه وسوريا. وارسل القائد العام للجيش بونوسوس لقمع الاضطرابات وإستعاده أحتلال مصر. بونوسوس تعامل مع المدن الشرقيه بقسوه شديدة ظلت تذكر بعد قرون عديدة تالية . وقد أخذ كل الجيش الشرقي  معه الي مصر ،  وقد فاز بنصر صعب بعض نيسيتاس بعد القتال. و استغل الفارسيين هذه الصراعات والحرب الأهلية الداخلية وأحتلوا جزء كبير من المقاطعات الشرقيه ووصلت قواتهم إلى الاناضول Anatolia . 
فى سنة610 م أصبح الشاب هيراكليوس على مشارف مدينة القسطنطينيه Constantinople ، وكان معظم الجيش الموالي للأمبراطور فوكاس أما قد نزلت به الهزيمه او إرتد وهرب. وذهب بعض الشخصيات الهامة البيزنطيه فى المدينة الي الاجتماع بهيراكليوس ، والترتيب له لتتويجه إمبراطوراً . عندما وصلا الي العاصمه ، وكسكوبيتورس Excubitors (حراس القصر الأمبراطورى ) ومعهم صفوه الحرس الامبراطوري الخاص برءاسه  المونسنيور / بريسكوس Priscus  صهر الأمبراطور فوكاس الذى فر الي هيراكليوس ، ودخل هيرقل المدينه دون مقاومه جديه. واعتقل فوكاس وقدم إلى هيراكليوس ، الذي سأله و/ "هل هذا .. كيف حكمت بالبؤس ؟ / " ... فوكاس اجاب /" وهل انت سوف تحكم افضل؟ / "غضب هيراكليوس شخصيا ، وقطع رأس فوكاس فى الحال وقطع جسم فوكاس قطعا  وأمر بالطواف بهم فى القسطنطينية، ثم امر بحرقها 
**************************************

وحكم بعده ابنه هرمز الرابع (579-589) ولكن قائده بهرام قوبين خلعه وأعلن نفسه وصياً على كسرى الثاني ابن هرمز (589)، ثم أعلن نفسه ملكاً بعد عام واحد من ذلك الوقت. ولما بلغ كسرى سن الرشد طالب بعرش أبيه؛ فرفض بهرام طلبه، ففر كسرى إلى هيرابوليس في سوريا الرومانية؛ وعرض عليه الإمبراطور اليوناني موريس أن يعيده إلى ملكه إذا انسحب الفرس من أرمينية. ووافق كسرى على هذا الطلب؛ وشهدت طيسفون ذلك المنظر العجيب الفذ منظر جيش روماني يُجلس على العرش ملكاً فارسياً (596).
كسرى يقتل أعداد هائلة من المسيحيين
وبلغ كسرى أبرويز (الظافر) درجة من السلطان لم يبلغها ملك آخر من ملوك الفرس منذ أيام خشيارشاي، ومهد السبيل لسقوط دولته؛ ذلك أنه لما قتل فوفاس موريس وجلس مكانه على العرش أعلن أبرويز الحرب على المغتصب (306) انتقاماً لصديقه؛ ولكن الواقع أن الحرب لم تكن إلا تجديداً للنزاع قديم. وكانت الدولة البيزنطية قد مزقها الشقاق والتحزب، فلم تجد جيوش الفرس صعوبة في الاستيلاء على دارا، وأميدا، والرها، وهيرابوليس، وحلب، وأباميا، ودمشق (605-613). وزاد هذا النصر من حماسة أبرويز فأعلن الحرب الدينية على المسيحيين، وانضم 26.000 من اليهود إلى جيشه، ونهبت جيوشه المتحدة في عام 614 أورشليم، وقتلت 90.000 من المسيحيين ، وأحرقت كثيراً من كنائسها ومن بينها كنيسة الضريح المقدس، وأخذ الصليب الحق، وهو أعز أثر على المسيحيين، إلى بلاد الفرس. وأرسل أبرويز إلى هرقل Heraclius الإمبراطور الجديد رسالة دينية قال فيها: "من كسرى أعظم الآلهة وسيد الأرض كلها إلى هرقل عبده الغبي الذليل: إنك تقول إنك تعتمد على إلهك، فلم إذن لم ينقذ أورشليم من يدي؟". واستولى جيش فارس على الإسكندرية في عام 616، ولم يحل عام 619 حتى دخلت مصر كلها في حوزة ملك الملوك، وهو ما لم يحدث لها منذ أيام دارا الثاني. وفي هذه الأثناء كان جيش فارسي آخر يجتاح آسية الصغرى ويستولي على خلقيدون (617)؛ ولبثت تلك المدينة في أيدي الفرس عشر سنين وهي التي لم يكن يفصلها عن القسطنطينية إلا مضيق البسفور. وكان أبرويز في هذه السنين العشر يدمر الكنائس، وينقل ما فيها من الآثار الفنية والكنوز إلى بلاد الفرس ويفرض على آسية الغربية من الضرائب الفادحة ما ينضب منه معينها وما أعجزها عن مقاومة غزو العرب الذي لم يكن بينها وبينه وقتئذ إلا نحو جيل من الزمان.

ثم ترك كسرى تصريف الحرب لقواده، وعاد لينقلب في اللهو والترف في قصره بدستجرد (على بعد نحو ستين ميلاً من طيسفون)؛ وقضى وقته بين الفن والحب. وجمع المهندسين، والمثالين، والمصورين، ليجعل عاصمته الجديدة أعظم شأناً من عاصمته القديمة، ولينحت صوراً مشابهة لشيرين أجمل زوجاته الثلاثة آلاف وأحبهن إلى قلبه. وشكا الفرس قائلين إنها امرأة مسيحية، وادعى بعضهم أنها قد أدخلت الملك في دينها، وسواء كان هذا أو لم يكن فقد سمح لها والحرب الدينية دائرة رحاها أن تنشئ كثيراً من الكنائس والأديرة. ولكن بلاد الفرس التي عمها الرخاء لكثرة ما أفاء عليها من الأسلاب والأرقاء، كان في وسعها أن تغفر لمليكها لهوه وترفه، وفنه، وتسامحه الديني، وترحب بفتوحه وترى فيها النصر النهائي على بلاد اليونان والرومان، ولأهورا مزدا على المسيح. لقد جوزي الإسكندر أخيراً على فعلته، وانتقم الفرس من اليونان لهزائمهم في مرثون، وسلاميس، وبلاتية، وأربيلا.
هجوم هرقل على الفرس
ولم يكن باقياً للإمبراطورية البيزنطية إلا عدد قليل من الثغور الأسيوية وقليل من أرض إيطاليا، وأفريقية، وبلاد اليونان، وأسطول لم يهزم بعد، وعاصمة محاصرة جن جنونها من الرعب واليأس. ولبث هرقل عشر سنين ينشئ جيشاً جديداً ودولة جديدة من أنقاض الجيش القديم والدولة القديمة. فلما تم له ذلك لم يحاول عبور البسفور إلى خلقيدون بل تجنب ذلك العمل الكثير النفقة والمشقة، وأبحر بأسطوله إلى البحر الأسود ثم اخترق أرمينية وهاجم بلاد الفرس من خلفها، ودمر كلورمية Clorumia مسقط رأس زرادشت، كما ضرب كسرى من قبل مدينة أورشليم، وأطفأ نارها المقدسة الخالدة (624). وسير إليه كسرى الجيوش يتلو بعضها بعضاً، ولكن هرقل هزمها جميعاً، ولما تقدم اليونان فر كسرى إلى طيسفون. وآلم قواده ما كان يوجهه إليهم من إهانات فانضموا إلى النبلاء وخلعوه، ثم سجنوه ولم يطعموه إلا الخبز القفار والماء، وذبحوا ثمانية عشر من أبنائه أمام عينيه، وانتهى أمره بأن قتله ابن من أبنائه يدعى شيروى (628).

******************************************

المـــــــــــــــــــــراجع

(1) فى سنة 404 م أصبحت مدينة إكسارتشات من رافينا  Exarchate of Ravenna  عاصمة الأمبراطورية الغربية تحت حكم هوناريوس  Honorius ومع ميناءها المطل على البحر الأدرياتيكى Adriatic تمتعت بدفاع جيد , وظلت عاصمة حتى أضمحلت فى سنة 476 م , ثم أصبحت أودوسير Odoacer عاصمة , ثم أوستروجوثوس Ostrogoths أثناء حكم الأمبراطور ثيؤودوريك Theodoric , وبقيت عاصمة مملكة أوستروجوثيك Ostrogothic Kingdom , وفى سنة 540 م فى نهاية حرب الجلوثيك Gothic War فيما بين سنتى 535 - 552 م أحتلت رافينا بالقائد البيزنطى الشهير بيليساريوس Belisarius وبعد أحتلالها سنة 539 م أصبحت مقعد لأسقف حاكم عليها .

وبعد غزو لومبارد بدأ فى سنة 568 م أصبحت مقعدا لأسقفية تحت حكم الأمبراطور البيزنطى موريس سنة 582 - 602 م , وظلت هذه المدينة مركز سلطة وقوة البيزنطيين فى أيطاليا من القرن السادس الميلادى حتى سنة 751 م حتى قتل لومبارد آخر دوق بواسطة أعداء الأمبراطور

********************************

إكتشافات اثرية ترجع لعصر هرقل

وطنى 29/ 6/2008م السنة 50 العدد 2346 عن خبر بعنوان [ في‏ ‏اليونان:اكتشافات‏ ‏أثرية‏ ‏تؤرخ‏ ‏لحقبة‏ ‏هرقل]
كشفت‏ ‏أعمال‏ ‏التنقيب‏ ‏عن‏ ‏الكنوز‏ ‏الأثرية‏ ‏في‏ ‏موقع‏ ‏بناء‏ ‏قرب‏ ‏مدينة كافالا‏ Kavala ‏اليونانية‏ ‏عن‏ ‏اكتشافات‏ ‏أثرية‏ ‏رائعة‏ ‏تؤرخ‏ ‏لسنوات‏ ‏من‏ ‏تاريخ‏ ‏الإمبراطورية‏ ‏الرومانية‏.‏حيث‏ ‏تم‏ ‏الكشف‏ ‏عن‏ ‏هيكلين‏ ‏عظميين‏ ‏بشريين‏ ‏و‏16‏هيكلا‏ ‏عظميا‏ ‏لخيول‏.‏ويعتقد‏ ‏الخبراء‏ ‏بأن‏ ‏الاكتشافات‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏مقبرة‏ ‏رومانية‏ ‏للسكان‏ ‏الأغنياء‏,‏حيث‏ ‏إن‏ ‏دفن‏ ‏البشر‏ ‏بالقرب‏ ‏من‏ ‏خيولهم‏ ‏كانت‏ ‏عادة‏ ‏منتشرة‏ ‏بين‏ ‏الأثرياء‏.‏
وتتضمن‏ ‏الاكتشافات‏ ‏المهمة‏ ‏الأخري‏ ‏أربع‏ ‏عملات‏ ‏معدنية‏ ‏برونزية‏ ‏تؤرخ‏ ‏للقرن‏ ‏الرابع‏ ‏الميلادي‏,‏بالإضافة‏ ‏إلي‏ ‏عربتين‏ ‏ذوي‏ ‏عجلات‏(‏من‏ ‏المحتمل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏قد‏ ‏تم‏ ‏استخدامهما‏ ‏في‏ ‏المعارك‏ ‏أو‏ ‏الصيد‏)‏والتي‏ ‏تحمل‏ ‏تصويرا‏ ‏بارزا‏ ‏لبطولات‏ ‏ومآثر‏ ‏هرقل‏.

**************************

كان فوقا يريد أن يكون راهباً ولكنه فضل العالم

 كان فوقاس يريد أن يكون راهباً ولكنه لم يف بوعدة طبقاً للمصادر التاريخية ولكنه كان السبب فى تأسيس دير اللافرا بجبل آثوس ( جبل آثوس هو إحدى شبه جزر خالكيذيكي الثلاث في بحر إيجيه. وشبه جزيرة آثوس هي أكثرهم شرقاً: طولها 60 كيلومتراً وعرضها يتراوح بين 8 و 12 كيلومتر) : في العام 963 م باشر القدّيس أثناسيوس الآثوسي* (يعيّد له في 5 تموز) بتأسيس دير اللافرا. هذا الأخير كان راهباً أخذ نذوره في لافرا كيميناس على يد رئيس الدير هناك، القدّيس ميخائيل مالينوس (Michel Maleinos ) (يعيّد له في 12 تموز)، عم الأمبراطور نيقيفوروس فوقاس. أثناسيوس وفوقاس كانا صديقين حميمين. وقد طلب فوقاس من أثناسيوس أن يؤسّس ديراً في جبل آثوس قرب المنسك الذي كان يقيم فيه طلباً للوحدة. وعد فوقاس القدّيس بأنه سوف يلحق به ليترهب هناك. رغم تحفّظ القدّيس أثناسيوس بادىء الأمر، باشر بإنشاء الدير. في سيرته أنه سيّج أرض الدير ومن ثم أخذ ببناء كنيسة الدير الأساسية، "الكاثوليكون"، وبعد ذلك أنشأ القلالي. كل هذا لم يكن ليحصل لولا تبرّعات الأمبراطور فوقاس الذي لم يفِ بوعده أن يصير راهباً مما حمله على التعويض عن ذلك بالأموال للبناء والمؤن لأول ثمانين راهباً في الدير.دير اللافرا لديه كنوز كثيرة من ذخائر قدّيسين إلى تاج الأمبراطور نيقيفوروس وثيابه الليتورجية (Sakkos) وصواني كنسية وأغلفة للكتاب المقدّس وغيرها..

**************************************************

الجزء التالى منقول من كتاب : الديارات - المؤلف : الشابشتي - مصدر الكتاب : الوراق - وقد تمت كتابة هذا الكتاب في ليلة صباحها يوم الخميس، السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وستمائة. كتبه : عبد الحليم بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن عربي الدمشقي المعروف جده بالنحوي.

**************************************************

 

الكتاب الرابع العصور المظلمة 566 - 1095 الباب الثامن عشر العالم البيزنطي 565-1095 الفصل الأول
هرقل
إذا حولنا الآن نظرنا من الجانب الشرقي للنزاع الدائم بين الشرق والغرب، شعرنا من فورنا بالعطف على دولة عظيمة تنتابها محنتان في وقت واحد: تمزقها الانقسامات في الداخل، ويهاجمها الأعداء من جميع الجهات في الخارج. فقد كان الآفار والصقالبة يعبرون نهر الدانوب ويستولون على أراضي الإمبراطورية وبلدانها، وكان الفرس يستعدون لاجتياح آسية الغربية؛ وخسر القوط الغربيون أسبانيا، واستولى اللمبارد بعد ثلاث سنين من موت جستنيان على نصف إيطاليا (568). وفشا الطاعون في جميع أنحاء الإمبراطورية في عام 542 وعاد إليها مرة أخرى في عام 566؛ وعمتها المجاعة في عام 569؛ وعطلت الحروب، والهمجية، والفقر، وسائل الاتصال، ووقفت في سبيل التجارة، وقضت على الآداب والفنون.
وكان لفاء جستنيان أباطرة أولى قوة وكفاية، ولكن المشاكل التي واجهتهم لم يكن في وسع أحد أن يتغلب عليها إلا رجال من طراز نابليون يتلو بعضهم

(14/428)

صفحة رقم : 4963 قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> العصور المظلمة -> العالم البيزنطي -> هرقل
بعضا مدى قرن كامل دون انقطاع. وقاتل جستنين الثاني (565-578) الفرس الساعين إلى التوسع قتال الأبطال؛ ولم تكد الآلة تضن على تيبيريوس الثاني بكل ما لديها من الفضائل، ولكنها اختصرته بعد حكم عادل قصير. وهاجم موريق الآفار الغزاة بشجاعة ومهارة، ولكنه لم يلق من الأمة إلا قليلا من التأييد، فقد كان آلاف من أبنائها يدخلون الأديرة فرارا من الخدمة العسكرية؛ ولما أن نهى الموريق الأديرة عن قبول أعضاء جدد فيها إلا بعد زوال الخطر عن الدولة نادى الرهبان بسقوطه. وتزعم قوقاس الذي عمر مائة عام ثورة قام بها الجيش والعامة على الأشراف والحكومة (602)، وذبح أبناء موريق الخمسة أمام عينيه؛ وأبى الإمبراطور الشيخ على مربية أصغر أبنائه أن تنجيه من القتل بأن تستبدل ابنها هي به؛ فلما قطع رأسه علقت الرؤوس الستة لتتمتع بها أعين الشعب وألقيت جثثهم في البحر. وذبحت الإمبراطورة قسطنطينة، وبناتها الثلاث، وكثير من الأشراف، وكان مقتلهم مصحوبا في العادة بضروب من التعذيب، بعد محاكمة أو بغير محاكمة، فسملت أعينهم، واقتلعت ألسنتهم من أفواههم، وبترت أطرافهم، وارتكبت الفظائع التي تكررت فيما بعد أثناء الثورة الفرنسية.
وأفاد كسرى الثاني من هذا الاضطراب، وجدد الحرب القديمة حرب الفرس واليونان، وعقد قوقاس الصلح مع العرب، ونقل الجيش البيزنطي كله إلى آسية، ولكن الفرس هزموه في كل واقعة التقوا بها فيها، واستولى الآثار على جميع الأراضي الزراعية الواقعة خلف القسطنطينية إلا قليلا منها، دون أن يلقوا مقاومة، واستغاث أشراف العاصمة بهرقل إمبراطور أفريقية اليوناني، ودعوه لينقذ الإمبراطورية وينجي أملاكهم. لكنه اعتذر محتجا بكبر سنه، وأرسل إليهم ابنه. وجهز هرقل الأصغر عمارة بحرية، جاء بها إلى البسفور.
صفحة رقم : 4964

(14/429)

قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> العصور المظلمة -> العالم البيزنطي -> هرقل
وخلع قوقاس، وعرض جثة للمغتصب المبتورة الأطراف أمام الشعب، ونودي به إمبراطورا (610)..
وكان هرقل خليقا باسمه ولقبه، فقد شرع بعزيمة سميه الهرقل الأسطوري يعيد تنظيم الدولة المحطمة، وقضى عشر سنين يعمل لإحياء روح الشعب المعنوية، ويعيد قوة الجيش، وينظم موارد الخزنة، ووهب الأرض الزراع على شريطة أن يؤدي أكبر أبناء الأسرة الخدمة العسكرية. وفي هذه الأثناء استولى الفرس على أورشليم (614)، وتقدموا إلى خلقدون (615)؛ ولم ينقذ عاصمة الدولة وأوربا إلى الأسطول البيزنطي. ولم يمض بعد ذلك إلا قليل حتى زحفت جحافل الآفار على القرن الذهبي، وأغاروا على أرباض العاصمة، وقبضوا على آلاف من اليونان واتخذوهم أرقاء. وكانت نتيجة خسارة الأراضي الخصبة الواقعة خلف القسطنطينية مضافة إلى خسارة مصر أن انقطعت واردات الحبوب على المدينة، وأرغمت الحكومة على قطع إعانات الغذاء عن الأهلين (618)، وفكر في هرقل في يأس أن ينقل جيشه إلى قرطاجنة، وأن يأمل منها استرجاع مصر. ولكن الأهلين والقساوسة منعوه من المسير، ورضي البطريق سرجيوس أن يقرضه ثروة الكنيسة اليونانية بفائدة، ليمول بها حربا مقدسة يستعيد بها أورشليم(3). ولهذا تصالح هرقل مع الآفار ثم زحف آخر الأمر لقتال الفرس.
وكانت الحروب التي أعقبت هذا الزحف آيات في التفكير والتنفيذ. فقد واصل هرقل الحرب على أعدائه ست سنوات، هزم فيها كسرى عدة مرات، وحاصر في أثناء غيابه جيش من الفرس، وجحافل من الآفار، والبلغار والصقالبة مدينة القسطنطينية (626)؛ فسير هرقل جيشا هزم الفرس في خلقدون، ومزقت حامية العاصمة وعامتها بتحريض البطريق جحافل البرابرة. ودق هرقل أبواب طيسفون، وسقط كسرى الثاني، وطلبت فارس الصلح، وردت
صفحة رقم : 4965
قصة الحضارة -> عصر الإيمان -> العصور المظلمة -> العالم البيزنطي -> هرقل

(14/430)

كل ما كان كسرى قد استولى عليه من الإمبراطورية اليونانية، وعاد هرقل ظافرا إلى القسطنطينية بعد أن غاب عنها سبع سنين.
ولم يكن هرقل خليقا بمصيره الذي جلله العار في سن الشيخوخة. فبينما هو يبذل ما بقي لديه من نشاط في إصلاح شئون الإدارة بعد أن هد المرض قواه إذا انقضت قبائل العرب على بلاد الشام (634)، وهزمت جيشا يونانيا منهوك القوى، واستولت على بيت المقدس (638)، ثم استولت على مصر بينما كان الإمبراطور يعاني سكرات الموت (641). وكانت فارس وبيزنطية قد جرت كلتاهما الخراب على الأخرى بحروبها العوان. وواصل العرب انتصاراتهم في أيام قنسطانس Constans الثاني (642-668)؛ وظن قنسطانس أن لا نجاة للإمبراطورية، فقضى آخر سني حياته في الغرب ثم قتل في سرقوسة. وكان ابنه قسطنطين الرابع بجنونوتس Pognonotus أقدر منه أو أسعد حظا. ولما أن حاول المسلمون مرة أخرى في خلال السنين الخمس الحاسمة (673-678) أن يستولوا على القسطنطينية أنقذت أوربا "التار الإغريقية" التي ورد ذكرها وقتئذ لأول مرة. وكان هذا السلاح الجديد، الذي يعزى اختراعه إلى كلسنيوس Calcinius السوري من نوع قاذفات اللهب المستخدمة في هذه الأيام، فهو مزيج حارق من النفط، والجير الحي، والكبريت، والزفت، يلقي على سفن العدو أو جيوشه في سهام ملتهبة، أو يصب عليها من أنابيب، أو يقذف في صورة كرات من الحديد مغطاة بالكتان ونسالته المغموسة في الزيت، أو يوضع في قوارب صغيرة وتشعل وتوجه إلى العدو. وأفلحت الحكومة البيزنطية في الاحتفاظ بسر هذا المزيج مدى قرنين من الزمان، وكان إفشاؤه يعد خيانة للوطن وإثما دينيا؛ غير أن المسلمين كشفوا آخر الأمر هذا السر، واستخدموا "النار الإسلامية" في حرب الصليبيين. وظل هذا السلاح أكثر ما يتحدث عنه الناس في العصور الوسطى في العالم كله إلى أن اخترع البارود.
صفحة رقم : 4966

 

 

 This site was last updated 11/04/09