Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

العقيدة الدينية فى مصر أثناء الحكم الرومانى

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس هناك تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up
المعابد والآلهة
الإحتفال بوفاء النيل
العبادة الوثنية والسحر
التنبؤ وألأحلام والوحى

Hit Counter

 

  أحتفظ المصريون بآلهتهم الفرعونية وجلب البطالمة الأغريق آلهتهم عندما حكموا وأستوطنوا مصر وعندما أحتل الرومان مصر أحضروا آلهتهم معهم , ولم يفرض محتل على المصريين آلهته بقوة السلاح إلا فى عصور متأخرة عندما إجتاحت المسيحة أقاليم الأمبراطورية الرومانية وأنتشرت فى روما نفسها ورفضت عبادة الأمبراطور كإله والتبخير لآلهة الوثن فأعتبروا المسيحيين فئة مارقه متمردة .

 ولكننا هنا فى فترة مبكرة عن ذلك التاريخ فى القرون الأولى للأحتلال الرومانى يذكر التاريخ أن أحد الشعراء وأسمه جوفينال Juvenal  كان له عدوا مصرياً وأسمه كريسبينوس Crispinus (يعتقد أنه من الأغريق الذين أستوطنوا مصر) قد أصبح ثرياً فى وقت قصير ووصل إلى مركز مرموق فى روما , وقد حاول إغاظة عدوه والتشهير بمصريته , ففى مقطوعته الهزلية الخامسة عشرة نجده يسخر من عالم مجنون (يقصد المصريين) يعبد الحيوانات , ويزعم الشاعر جوفينال أنه أثناء زيارته لمصر عرف الكثير عن هذا العالم أى  عبادة الحيوانات - ويحكى الشاعر جوفينال عن الروح الطائفية التى آثارها إناس مقهورون فى أحدى المدن المصرية قد تعصبوا لإلههم فأغاروا على مدينة أخرى أثناء إحتفالها بإلهها المحلى , وتحولت الكلمات إلى صفعات , وأدت هذه البداية من العنف إلى نشوب شغب على نطاق واسع حفل بوحشية شملت أكل لحوم البشر , ومع أن أمر أكل لحوم البشر بعيد الإحتمال لعده أسباب منها أن المدن كانت بعيدة عن بعضها البعض فربما حدث هذا الأعتداء بين قريتين إذا كان قد حدث وتناقلته الشائعات وأضافت إليه وضخمته فتلقفتها أذن الشاعر الرومانى ليصلى به عدوه المصرى ولكن من وجهة النظر الأخرى فإن أكل لحوم البشر فى نزاع طائفى بين أتباع الآلهة أمر وارد فى حروب بين أتباع الالهة الوثنية خاصة إذا كان الإله الوثنى لا يمنع هذا كما أن التجمهر والغضب الجماعى يمكن أن يتحول إلى أن يكون مأساة وليس لأخلاق المصريين يد فيها .

ولم يعرف ما إذا كان الشاعر جوفينال جادة أم لا وأنقسم علماء التاريخ حيال كتاباته إلى مع أو ضد كتاباته ولم يقتنع أحد الفريقين بأدلة الفريق الآخر .

حقيقة وصف بلوتارخوس وديوكاسيوس أن : " المصريين ذو حساسية مرهفة تجاه عقائدهم المحلية "

وظهرت صورة عامة فى الأحتلال الرومانى فى مصر أن الأرض أتسعت لجميع الآلهة وهم الآلهة المصرية القديمة الوطنية والأغريقية والرومانية , وحدث تقارب بين هذه الالهة فكانت الآلهة المصرية لها نظير مشابه من آلهة الأمم التى أحتلت مصر وأستوطنوا أهلها مصر , وهذه القاعدة أرساها البطالمة حينما نحتت لهم تماثيل وهم فى الشكل الفرعونى وأستمرت آلهتهم الثلاثة قرون الأولى من الميلاد  تعبد فى مصر بعد أن سقط حكمهم وأحتل الرومان مصر , واندمجت هذه الآلهة دون أى أنقسام يذكر , وأحتفظت الآلهة بسماتها المميزة المستقلة ولكنها تحالفت للتوفيق بين المعتقدات المتعارضة وأثرت آلهة الأمم الثلاث مصر بثقافاتها المتعددة وأنعكست على مدرسة الإسكندرية الوثنية فجعلتها ملتقى كل فكر فى البحر المتوسط التى أعتبرت بحيرة رومانية فى ذلك الوقت

ولم يجد الرومان الذين أقاموا فى مصر غضاضة فى التداخل الثقافى المصرى والأغريقى التى وجدوها هناك .

وفى منتصف القرن الماضى أكتشف نقش بصحراء مصر الشرقية على طول الطريق القديم الذى يمتد من قفط  على النيل إلى ميناء على البحر الأحمر يرجع تاريخه إلى السنة 11 م يعطينا مثالاً واضحاً عن هذا التوافق بين الالهة وهو كما يلى : " 

كان بوبليوس جوفينتيوس روفوس Publius Juventius Rufus وكان يعمل نقيباً فى الجيش السابق للفرقة الثالثة وحاكم مناجم جبل برنيكى  Berenike ومديراً مسئؤلاً عن مناجم الزمرد والياقوت وأنتاج اللؤلؤ وكل المعادن فى مصر ونحن نعرف ان عمال المناجم كانوا من المجرمين والمتمردين على الإمبراطورية الرومانية , قام معتوقه (أعتق) أجاثانوس   بتخصيص هذا الضريح فى منطقة أوفيات Ophiate للإله  بان Pan ذلك الإله بان (2) العظيم بأسم بوليوس جوفنتيوس الخير  .

وقد حلل علماء الاثار هذا النقش فوجدوا أن مقدم الهبة له أسم أغريقى فهو عبد محرر , وقد كرم وليه وسيدة السابق الذى أعتقه من العبودية وهو رومانى ذو منصب هام , والنص باللغة اليونانية محفور على لوحة مصرية  بالطريقة المصرية من حيث الشكل والزخرفة المحلية , والإله بان روح الصحراء بقفرها وعزلتها التى تملآ نفس الناس بالرعب ويظهر بأسمه الإغريقى ولكنه مصور الإله العظيم بالشكل الرومانى .

أعياد الرومان وإحتفالاتهم الدينية

وبالأضافة إلى أعياد آلهة المصريين والأغريق سجلت أوراق البردى وغيره مما وجد على المعابد أن أضيفت أيام ميلاد وأعتلاء العرش لكل الاباطرة كأشخاص مقدسين مثل أنطينوس الذى كان يحبه هادريان وألقى بنفسه فى النيل كان عيده (30 نوفمبر ) وكانوا يعيدون لـ ماركيانا وماتيديا أخت وأبنه تراجان ( فى شهر أغسطس و 4 يوليو) ويعيدون لــ جيرمانيكوس قيصر ( 24 مايو ) وبالطبع يوليوس قيصر (12 يوليو )

وكان عندما تأتى أنباء بإرتقاء أمبراطور جديد العرش فكان يقدم كل سكان الأقاليم يؤدون يمين الولاء للحاكم الجديد المرسل من الأمبراطور  أثناء مراسم الأحتفال بحضوره والقرارات التى أصدرها ولاة مصر فى مناسبتين من مناسابت الأحتفالات الرومانية بالأمبراطور ويرجع تاريخ هذه البرديات إلى : -

" الأمبراطور (كلوديوس ) المنتمى لأسلافه ذهب للألتحاق بهم كإله طاهر , والأمبراطور الذى توقعه العالم وتمناه تم تعيينه , (صاحب ) العبقرية الفذة فى العالم ومصدر البركة للعالم نيرون قيصر تم تنصيبه , ولذا وجب علينا أن نرتدى الأكاليل ونضحى بالثيران تقرباً لكل الآلهة (التاريخ) "

مانتينيوس سابينوس   إلى حاكمى أقليم السبع نوملت وأقليم أرسينوى , بعد التحية .. لقد أمرت بأن يلحق بهذه الوثيقة نسخة من المرسوم الذى أرسلته إلى المدينة الأشهر الأسكندرية حتى تعلموا جميعاً وتقيموا أحتفالاً لعدة أيام وإلى اللقاء ( التاريخ مدون )

نسخـــة من المرســــوم (بردية )

: " عليكم يا أهل الأسكندرية أن تحتفلوا بمناسبة الأعتلاء السعيد للعرش لسيدنا الأمبراطور بوبليوس هلفيوس برتيناكس أوغسطس   وزوجته فلادلفيا  تيتيانا أوغسطا  عليكم أيضاً بتقديم قربان عام والصلاة جماعة داعيين بدوام ملكه وكل أفراد أسرته , وعليكم أن ترتدوا الأكاليل لمدة 15 يوماً أبتداء من اليوم  

تعودت أن أعبد الآلهة وليس الماشية

وكان الرومان عندهم حساسية من عبادة الحيوانات فى مصر , وسخر الرومان من تقديس المصريين للحيوانات , فعندما أراد أوكتافيوس مشاهدة مصر بعد أن غزاها والتعرف على عادات مصر وآلهتها رفض زيارة أبيس قائلاً لأنه : " تعودت أن أعبد الآلهة وليس الماشية " أما أحتقار الشاعر الرومانى جوفينال لآلهة مصر من الحيوانات فكان أكثر عنفاً نظراً لعدائة لشخص أغريقى مصرى فقال : " من ذا الذى لا يعرف الوحوش التى تعبدها مصر المخبولة !! فقسم يقدس التمساح (3) ,, وقسم آخر يقف فى خشوع أمام أبى منجل ملتهم الثعابين .. والبعض يبجل القطط , وهناك من يبجلون الأسماك وهناك مدينة كاملة تبجل الكلب "

ونادرا ما أتجه الفكر الأغريقى ممثلاً فى الفلاسفة الذين إلتزموا العقلانية ورجاحة الفكر ما أعتبروا أن هذه العبادات كانت تتم فى أصلها على الرغبة فى التقرب إلى هذه المخلوقات الأو الطيور إما لأنها ترمز إلى النعمة أو الفائدة التى تعطيها هذه المخلوقات إلى الإنسان أو لتهديدها للوجود الإنسانى , وكان كثير من الأغريفيين سواء المتوطنون مصر أو الزائرون وكذلك لارومان يأتون لرؤية الأهرام والابيرنث يعدلون من برامج زياراتهم لكى يروا كهنة الآلهة المصرية وهم يطعمون التمساح فالتمساح كان إله المصررين الحارس س وكان أسمه سوبك Sobk ( وأسمه بالحروف فى اللغة اليونانية Souchos ) وكان لكل قرية فى مقدورها أن تقيم معبداً لهذا الإله التمساح , وكان يستشار بوصفه الوحى المحلى " (4) 

نظام العمل فى المعابد الأغريقية والمصرية

ولم يستطع المصريين أختراق طبقة الصفوة فى المجتمع الأغريقى إلا بعد الأنهيار الأقتصادى , وفى أعمال المعابد فطبقة الكهنة المميزة أجتماعياً وحكومياً وقد اختلف نظام الكهنة للمصريين عنها عند الأغريق , فطبقة الكهنة عند المصريين كان وراثى أما الأغريق فقد كان منصب الكاهن فى مدنهم مفتوحاً لكل أنسان

الخدمة والكهنة والعمل فى المعابد الأغريقية

 وقد كتب خطيب أثينا ايزوقراطيس Isocrates إلى نيوكوكليس Nikokles ملك قبرص .

 ولم تتدخل الحكومة الرومانية فى الأمر لأنها كانت تعتبر هذا النوع من الديانات من العادات الثقافية , بل على العكس فإنها شجعت عليها بإعتبارها مساعدة لسياستها الطبقية التى تصقل المواطن بما يريده الحكم .

 وتقرر المادة 86 من قواعد الخزانة الخاصة Privy Purse ( وهى القسم الإدارى الذى خصصه أوغسطس للأشراف على الشئون الدينية فى مصر : " يسمح للأفراد العلمانيين بالخدمة فى الأحتفالات المعابد الأغريقية " 

وفى مدن وعواصم المحافظات التى تكثر فيها الأغلبية الإغريقية كانت معابد الآلهة الأغريقية ليس لها كهنوت , ولذا نجد أن العاملين بالخدمة فى معابدهم من إداريون وأعمال الصيانة وخدمة الآلهة من العلمانيين , وكان رئيس مجموعة العمل فى هذه المعابد يحمل لقباً رفيعاً وهو " الكاهن الرئيس " وكان حامل هذا اللقب هو أحد الموظفيين من طبقة الحكم العليا فى المحافظة - وكان يكلف أو يتطوع بهذا العمل لمدة سنة وبعد قيامه بها لمدة سنة كان يحتفظ بلقب " الكاهن الرئيس" بقية حياته كباقى الوظائف الشرفية أثناء الحكم الرومانى فى مصر , وكان الأغنياء هم فقط الذين يستطيعون التقدم إلى هذه الوظائف الشرفية لأنهم هم وحدهم القادرين على الصرف من ثروتهم الخاصة على العمل فى هذه الوظيفة , والحقيقة أنهم كانوا يسعون للحصول على هذه الوظائف الشرفية كانت تتعلق بالمكانة الأجتماعية التى سيحصلون عليها بمناداة الناس لهم بهذا اللقب لهم مدى الحياة أكثر من النداء الدينى.

الخدمة والكهنة والعمل فى المعابد الوطنية المصرية 

وكان الكثير من المعابد قد ظل باسماء الآلهة المصرية الوطنية إلا أن بعض المعابد الأخرى قد أطلق عليها أسماء آلهة أغريقياً - وكانت الخدمة فى هذه المعابد تقوم بها مؤسسة دينية تتكون من كهنوت وراثى يعاونه عدد كبير من المساعدين من مختلفى الدرجات ويساهم العلمانيين بالخدمات التى لا تمس الطقس الوثنى .

وقد لاحظ هيروديت أن المصريين أن " المصريين لا يحتفلون إحتفالاً واحداً فى السنة , كما يفعل الأغريق , ولكنهم كانوا يحتفلون إحتفالات متعددة لنفس الإله ففى قرية سكنوبايو نيسوس Soknopaiou Nesos (جزية الإله التمساح)

 

================

المـــــــــــــــــراجع

(1)  راجع أنسكلوبيديا ويكيبيديا الإله بان Pan صديق الرعاة وحامى الأغنام والماعز شكله خليط بين الأنسان والماعز له قرون وذقن وحوافر ماعز  بين فى كتابات اليونانيين غير معروف وضعه الإلهى ففى بعضها هو أبن زيوس Zeus  كبير الآلهة اليونانية وعموماً هو أبن هرميس Hermes وفى بعض الأحيان مع دريوب Dryope , ويعتقد أنه له علاقة بالجنس بين الرجال (لواط) ويعتقد المؤرخون أنه علم الرعاه الناى أصبحت بعض الآلات الموسيقية القادمة مع البطالمة والرومان كالناى والقيثارة والربابة تجذب إليها المصريين ، وإن كان ذلك لم يمنع من إستمرار إستخدام الآلات المصرية الأخرى كالهارب والخشخيشة. كما ظهرت فى هذا العصر آلات جديدة لم تكن معروفة من قبل كالجلاجل البرونزية وناى الإله بان .

(2) SB 10173 a = SEG XX no. 760

(3) الإله سوبك (التمساح) : وهو إله أقليم الفيوم الأقليم رقم 21 من اقاليم مصر فى العصر الفرعونى - وأطلق قدماء المصريين على أقليم الفيوم  اسم Mc rt pht وتعنى الشجرة السفلى أطلق أسم مير وير على أقليم الفيوم وتعنى البحر العظيم حيث كانت مياة نهر النيل تغمر منخفض الفيوم , ثم اطلق عليها سيدت أو شيدت Sdt Sdt أى أرض البحيرة المستخلصة أو المستقطعة أو بلغة العصر الحديث التى جففت من مياة البحيرة وأستزرعت , وتغير أسمها فى العصر البطلمى والرومانى فأسموها  " كركوديل بولى " و كروكوديل يعنى تمساح الذى كان يتكاثر فى البحيرة هناك , وأشتهر سكان أقليم الفيوم بعبادة الإله سوبك ٍSobk - وكان يطلق على الفيوم أيضاً أسم " بر سوبك " أما أسم أرسينوى فقد أطلق على الفيوم تكريما لـ آرسينوى أخد بطليموس الثانى فلادلفيوس  , أما أسم الفيوم فقد جاء من الأسم الديموطيقى (فى العصر القبطى) Py - ym  " بي - يم " ومعناها البحيرة أو اليم  , وتحورت إلى فيوم وبعد الغزو العربى الإسلامى لمصر أضيفت إليها الـ فأصبحت الفيوم .

(4) وهذه الجمل مقتبسة من

dio cassius, Roman Hi tory, Bk 51, ch 16 and Juvenal, Satires 15 Verses 1-8

والتقرب إلى الحيوانات والطيور سواء أكانت أليفة أو مفترسة بالتقديس وجعلهم آلهة يمثل ظاهرة عامة ويمكن ملاحظتها بسهولة فى المجتمعات البدائية والمتخلفة .

   

This site was last updated 12/28/09