Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

الأمبراطور أدريانوس والمسيحة

 هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up

 

 المؤرخة أ . ل . بتشر (1) لها رأى عن بعض الشخصيات الذين آمنوا فى الكنيسة الأولى لمصر فقالت : كان كربوكراتيس وباسيليدس وفالنتينيان وجميعهم مصريو الجنسية يتفنون فى هذا الوقت فى ألباس القواعد الدينية ثوب المجاز والرمز مجتهدين فى إذاعة تعليمهم ومذهبهم بالأسكندرية .. نعم قد عد هؤلاء الثلاثة بعد موتهم من الهراطقة , ولكن لا يوجد برهان صريح على أن الكنيسة أثناء حياتهم حكمت على أى منهم بالهرطقة , وربما كان ذلك لأنهم كانوا يؤمنون بالحقائق الجوهرية فى الإيمان المسيحى , وإنما أثموا لمحاولتهم مزج أسرار الديانة الوثنية المصرية وغوامض رموزها بقواعد الإيمان المسيحى البسيطة .

ولا شك أنهم أقترفا خطأ فقد كان من الأولى بهم عدم التعرض والخوض فى مباحثات التوحيد والتثليث , وأمر خلق العالم وتركيبه ( وهى من أنواع الفلسفة اليونانية والوثنية ) وما إلى ذلك من المباحث والمشاكل العويصة فى الوقت الذى كانت الحضارة فى مهدها الأول , وكان من الأولى أن تخصيص ذوى الفكر السليم ومن حصلوا على التربية المؤهلة لذلك لمزاولة هذا النوع من البحث كما كانت العادة عند كهنة المصريين القدماء على ما أرشدتهم إليه حكمتهم ونجابتهم .

على أننا لا نخال ما بلغ الأمبراطور الرومانى أدريانوس (117 - 135 م ) من أمر الدين المسيحى لذلك العهد إلا نتيجة أفكار هؤلاء المتطفلين كما يظهر من الخطاب التالى (2) :-

من أدريانوس قيصر إلى سرفيانوس القنصل - سلام

إما بعد .. فإن مصر التى أطنبت لى فى مدحها أيها العزيز , قد وجدت أهلها على درجة أهلها على درجة عظيمة من الخفة والطياشة وقلة الحزم , ويصدقون كل ما يقال لهم , ويطيرون مع كل ريح تهب , فالذين يعبدون سيرابيس مسيحيون والذين يدعون أنفسهم اساقفة ( معلومة غير دقيقة تدل على أن مصدر هذه المعلومات لا يعرف شيئاً عن المسيحية فى هذا الوقت لأنه لم يكن يوجد إلا أسقفاً واحدا فقط فى مصر ) وأنك لا ترى رئيساً لليهود أو سامرياً أو شيخاً للمسيحيين إلا وكان رياضياً وعرافاً ومشعوذاً , بل ان البطريرك نفسه لما جاء إلى مصر ( بطرك ألقبط وسم على مدينة الأسكندرية وهو يعنى أنه ترك كرسية ليكرز فى مدينة مصر ) قال بعضهم أنه يهبد الآلهة سيرابيس , وقال ىخرون أنه يعبد المسيح .

أما المصرى بطبيعته فهو ميال للمشاغبات والفتن غير حقود , أما من حيث أفراده فهو شعب وافر الثراء آخذ بأسباب النجاح قلما ترى فيه رجلاً عاطلاً من عمل يرتزق منه ما يسد به حاجته ومعيشته , فبعضهم يصب (يصنع)  الزجاج وبعضهم يصنع الورق , وبعضهم ينسج الكتان وهلم جراً , بحيث ترى العرج والأعمى وحتى الأكتع منهم يشغلون أوقاتهم فيما يلائم أحوالهم من الأعمال الصناعية هرباً من الكسل والبطالة .

أما إلههم فهو "لا شئ " وهو الذى يعبده المسيحيون واليهود وكل الأمم على السواء , وإننى لأتمنى لو كان هذا الشعب أطيب أخلاقاً مما أرى كما هو شأن الأفراد فى أمة كبيرة وكثيرة العدد كالآمة المصرية يجدر بها أن تكون صاحبة المقام الأول فى بلادها .

أما أنا فقد منحتهم كل شئ ورددت إليهم إمتيازاتهم القديمة بل زدتهم عليها زيادة تذكر بالشكر " أ . هـ

على أن الأمبراطور أدريانوس قد صار فيما بعد يعرف كثيراً عن حقائق المسيحية أى أكثر مما كان وقت كتابة خطابه السابق , مما كان فى وقت كتابه خطابه السابق فقد حدث أنه تمكن من قراءة رسالتين قدمتا له فى أواخر عمره من تأليف بعض أساتذة المسيحية فى إيضاح حقيقة وأصول المسيحية , ويقال أن صاحب إحدى الرسالتين ومرسلها هو قوادراتوس , أما الثانية تنسب إلى لايرستيدس .

 غير أن هذا غير مؤكد لأن الأول عاش إلى زمن أندريانوس بدليل قوله فى رسالته المذكورة : " حسبما رواه يوسيبيوس الذى قرأها بنفسه " ما نصه " أن بعض الأشخاص الذى صنع فيهم ربنا يسوع المسيح آيات الشفاء , لا يزالون أحياء " ولذا يكون كاتب الرسالة من المرجح أن أحد أعضاء الكنيسة بأثينا أو الأسكندرية أو روما , وإذا ثبت ذلك فلا يلزم الجمع بين قوادراتوس هذا وأسقف بأثينا المسمى بنفس الأسم المعاصر لأدريانوس .

أما أسيتيدس مؤلف الرسالة الثانية فكان فليسوفاً مسيحياً من مدينة أثينا , وقد عثر على رسالته فى أحد المدافن المصرية من عهد قريب بعد أن فقددت نسخها الأخرى لعدة قرون .

هل آمن أدريانوس بالمسيحية ؟

وأشاع بعض المؤرخين أن أدرانوس شيد فى أواخر عمره هياكل بدون أصنام أو تماثيل على نية تكريسها لعبادة المسيح فيما بعد , وقد لا يخلوا هذا القول من الصحة فيما يتعلق بتشييده المعابد , ولكن لا يوجد دليل يعول عليه فى إثبات تلك النية لأدريانوس .

موت الأمبراطور أدريانوس

وقد توفى الأمبراطور ادريتانوس بعد مغادرته مصر بثلاث سنوات , وبموته كانت نهاية ملكه , ونهاية 1460 سنة المقدرة لدورة الشعرة اليمانية وفى نهايتها يوافق بداية السنة المدنية مع السنة الدينية عند المصريين

المذهب الغنوسطى

ومن آثار المذهب الغنوسطى فى هذا العصر ( المائة سنة الثانية) والتى كانت ظاهرة فى هذا الوقت على بعض المصكوكات المستعملة فى عهد الأمبراطور أدريانوس 117 - 135 م فقد تنوعت وتعدد أشكالها وكثر عددها إلى درجة لم يسبق لها مثيل فى عهد ما قبله وأيضا ما بعده , فقد كان لكل أقليم من اقاليم مصر نقود خاصة به منها ما كان منقوشاً عليه يعض رموز المذهب الأغنوسطى , ومنها ما رسم عليه بعض التماثيل المصرية , ومنها ما يمثل رأس أنطينوس المتأله ( الذى أفتدى مولاه ورمى نفسه فى النيل وأصدر أدريانوس مرسوماً بتأليهه )

==========

المــــــــــــراجع

(1) كتاب تاريخ ألأمة القبطية - أ . ل . بتشر صدر فى 1889م - الجزء الأول ص 49 - 52

(2) يذكر بعض المؤرخين أن هذا الخطاب كتب لغير أدريانوس لما فيه من عبارات وكلمات لم تكن موجوده فى عصره , إما كتب قبل هذا الوقت أو بعده ولكن رأيهم يحتاج إلى بحث .

This site was last updated 10/19/13