Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

السنة القبطية والزراعة والأعياد القبطية

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
التقويم القبطى والسنة الزراعية
التقويم القبطى وعيد القيامة
حساب الأبقطي
عيد النيروز
خطأ التقويم وعيد الميلاد
نوة الصليب
نجم الشعرى اليمانية
فترة صوم الرسل
التقويم الأثيوبى
عيد‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏القبطية
أعياد الأقباط وتقاليدهم

 

 

 

صممت السنة القبطية وأستعملت فى الزراعة بشكل واسع كما أستعملت فى تقدير الحالة الجوية على مدار السنة وفيما يلى ما ذكره المؤرخ المسلم المقريزى عن زراعة المحاصيل الزراعية تبعاً لشهور السنة القبطية فى كتابه كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الأول  -  22 / 167 فقال : - ويزرع القلقاس مع القصب ولكل فدان عشرة قناطير قلقاس جروية ويدرك في هتور‏.‏
ويزرع الباذنجان في برمهات وبرموده وبشنس وبؤونة ويدرك من بؤونة إلى مسرى‏.‏
وتزرع النيلة من بشنس والزريعة للفدّان ويبة ويدرك من أبيب‏.‏
ويزرع الفجل طول السنة وزريعة الفدّان من قدح واحد إلى قدحين‏.‏
ويزرع اللفت في أبيب وزريعة الفدّان قدح واحد ويدرك بعد أربعين يومًا‏.‏
ويزرع الخس في طوبة شتلًا ويؤكل بعد شهرين‏.‏
ويغرس الكرم في أمشير نقلًا وتحويلًا‏.‏
ويغرس التين والتفاح في أمشير‏.‏
ويقلم التوت في برمهات‏.‏
ويغرس ويبلّ اللوز والخوخ والمشمش في ماء طوبة ثلاثة أيام وهي قضبان ثم يغرس ويحوّل شجرها في طوبة‏.‏
ويزرع نوى التمر ثم يتحوّل وديًا فينقل‏.‏
ويدفن بصل النرجس في مسرى‏.‏
ويزرع الياسمين في أيام النسيء وفي أمشير‏.‏
ويزرع المرسين في طوبة وأمشير غرسًا‏.‏
ويزرع الريحان في برموده‏.‏
ويزرع حب المنثور في أيام النيل‏.‏
ويزرع الموز الشتويّ في طوبة والصيفيّ في أمشير‏.‏
ويحوّل الخيار شنبر في برمهات‏.‏
وتقلم الكروم على ريح الشمال إلى ليال من برمهات حتى تخرج العين منها‏.‏
وتقلم الأشجار في طوبة وأمشير إلا السدر وهو شجر النبق فإنه يقلم في برمودة‏.‏

وتسقي الأشجار في طوبة ماء واحدًا ويسمونه ماء الحياة وتسقي في أمشير ثانيًا عند خروج الزهر وتسقي في برمهات ماءين آخرين إلى أن ينعقد التمر وتسقي في بشنس ثلاث مياه وتسقي في بؤونة وأبيب ومسرى ماء في كل سبعة أيام وتسقي في توت وبابة مرّة واحدة تغريقًا من ماء النيل وتسقي في هتور من ماء النيل بتغريق المساطب ويسقي البعل من الكروم في هتور من ماء النيل مرّة واحدة تغريقًا‏.‏


******************************************************************************

شهور السنة القبطية كما ذكرها المؤرخ المسلم المقريزى فى عصرة فى  المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار   الجزء الثاني  ( 54 و 55 من 167 ) ‏:‏ أن المصريين القدماء اعتمدوا في تاريخهم السنة الشمسية كما تقدم ذكره ليصير الزمان محفوظًا وأعمالهم واقعة في أوقات معلومة من كل سنة لا يتغير وقت عمل من أعمالهم بتقديم ولا تأخير البتة‏.‏

توت‏:‏

بالقبطي هو أيلول وكانت عادة مصر مذ عهد فراعنتها في استخراج خراجها وجباية أموالها إنه لا يستتم استيفاء الخراج من أهلها إلا عند تمام الماء وافتراشه على سائر أرضها ويقع إتمامه في شهر توت فإذا كان كذلك وربما كانت زيادة عن ذلك أطلق الماء في جميع نواحيها من ترعها ثم لا يزال يترجح في الزيادة والنقصان حتى يفرغ توت وفي أول يكون يوم النوروز ورابعه أول أيلول وسابعه يلقط الزيتون وثاني عشره يطلع الفجر بالصرفة وسابع عشره عيد الصليب فيشرط البلسان ويستخرج دهنه ويفتح ما يتأخر من الأبحر والترع وترتب المدامسة لحفظ الجسور وفي ثامن عشره تنقل الشمس إلى برج الميزان فيدخل فصل الخريف وفي خامس عشريه يطلع الفجر بالعوا ويكبر صغار السمك وفي هذا الشهر يعم ماء النيل أراضي مصر وفيه تسجل النواحي وتسترفع السجلات والقوانين وتطلق التقاوي من الغلال لتخضير الأراضي وفيه يدرك الرمان والبسر والرطب والزيتون والقطن والسفرجل وفيه يكون هبوب ريح الشمال أقوى من هبوب ريح الجنوب وهبوب الصبا أقوى من الدبور وكان قدماء المصريين لا ينصبون فيه أساسًا وفيه يكثر بمصر العنب الشتوي وتبذر المحمضات‏.‏

بابه‏:‏

في أوله يحصد الأرز ويزرع الفول والبرسيم وسائر الحبوب التي لا تشق لها الأرض وفي رابعه أول تشرين الأول وفي ثامنه طلوع الفجر بالسماك وهو نهاية زيادة النيل وابتداء نقصه وقد لا يتم الماء فيه فيعجز بعض الأرض عن أن يركبها الماء فيكون من ذلك نقص الخراج عن الكمال وفي تاسعه يكون مجيء الكراكي إلى أرض مصر وفي عاشره يزرع الكتان وفي ثاني عشره يكون ابتداء شق الأرض بصعيد مصر لبذر القمح والشعير وفي ثامن عشره تنقل الشمس إلى برج العقرب ويقطع الخشب وفي تاسع عشره يكون ابتداء نقص ماء النيل ويكثر البعوض وفي حادي عشريه يطلع الفجر بالغفر‏.‏

وفي هذا الشهر تصرف المياه عن الأراضي ويخرج المزارعون لتخضير الأراضي فيبدأون ببذر زراعة القرط ثم بزراعة الغلة البدرية أولًا فأولًا وفيه يستخرج دهن الآس ودهن النيلوفر ويدرك التمر والزبيب والسمسم والقلقاس فيه يكثر صغار السمك ويقل كباره ويسمن الراي والأبرميس من السمك خاصة وتستحكم حلاوة الرمان ويكون فيه أطيب منه في سائر الشهور التي يكون فيها ويضع الضأن والمعز والبقر الخيسية وفيه يملح السمك المعروف بالبوري ويهزل الضأن والمعز والبقر ولا تطيب لحومها وتدر المحمضات وفيه يجب كتابة التذاكر بالأعمال القوصية وفيه يغرس المنثور ويزرع السلجم‏.‏


هاتور‏:‏

في خامسه يكون أول تشرين الثاني ويطلع الفجر بالزبانا في رابعه وفي سادسه يزرع الخشخاش وفي سابعه يصرف ماء النيل عن أراضي الكتان ويبذر في النصف منه وبعد تمام شهر يسبخ وفي ثامنه أوان المطر الموسمي وفي حادي عشره تهب ريح الجنوب وفي خامس عشره تبرد المياه بمصر وفي سابع عشره يطلع الفجر بالإكليل وفي ثامن عشره تحل الشمس برج القوس وفي تاسع عشره يغلق البحر الملح وفي سابع عشريه تهب الرياح اللواقح‏.‏

وفي هذا الشهر يلبس أهل مصر الصوف من سابعه وفيه يكسر ما يحتاج إليه من قصب السكر برسم المعاصر وبراح الغلة في جميع ما يحتاج إليه فيها ويهتم بعلف أبقارها وجمالها بعد بيع شارفها وعاجزها والتعويض عنه بغيره وأفراد الأتبان برسم وقود القنود وترتيب القوامصة لعمل الأباليح والقواديس والأمطار برسم القنود والأعسال وفيه يدرك البنفسج والنيلوفر والمنثور ومن البقولات الإسباناخ والبلسان واختار قدماء المصريين في هاتور نصب الأساسات وزرع القمح وأطيب حملان السنة حمله وفيه يكثر العنب الذي كان يحمل من قوص‏.‏

كهيك‏:‏

أوله الأربعينات بمصر ويدخل الطير وكره وفي سادسه بشارة مريم بحمل عيسى عليهما السلام وفي سابعه أول كانون الأول وفي عاشره آخر الليالي البلق وأولها أول هاتور وفي حادي عشره أول الليالي السود ويدخل النمل الأحجرة وفي ثالث عشره يطلع الفجر بالشولة وتظهر البراغيث ويسخن باطن الأرض وفي سادس عشره يسقط ورق الشجر وفي سابع عشرة تنقل الشمس إلى برج الجدي فيدخل فصل الشتاء ويزرع الهليون في حادي عشريه يكون آخر الليالي البلق وفي ثاني عشريه عيد البشارة وفي ثالث عشريه تزرع الحلبة والترمس وفي سادس عشريه يطلع الفجر بالنعائم وفي ثامن عشريه يبيض النعام وفي تاسع عشريه الميلاد‏.‏
وفي هذا الشهر يزرع الخيار بعد إغراق أرضه وفيه يتكامل بذر القمح والشعير والبرسيم الحراثي وفيه يستخرج خراج البرسيم بدار الوجه القبلي وفيه ترتب حراس الطير وفيه كسر قصر السكر واعتصاره واستخدام الطباخين لطبخ القنود وفيه يكون إدراك النرجس والمحمضات والفول الأخضر والكرنب والجزر والكراث الأبيض واللفت وفيه يقل هبوب ريح الشمال ويكثر هبوب ريح الجنوب وفيه يجود الجدا ويكون أطيب منها في جميع الشهور التي يكون فيها وفيه نزرع أكثر حبوب الحرث ولا يزرع بعده في شيء من أرض مصر غير السمسم والمقاثي والقطن‏.‏


طوبه‏:‏

في ثالثه ابتداء زراعة الحمص والجلبان والعدس وفي سادسه أول كانون الثاني وفي تاسعه يطلع الفجر بالبلد وعاشره صوم الغطاس وحادي عشره الغطاس وفي ثاني عشره يشتد البرد وفي رابع عشره يرتفع الوباء بمصر ويغرس النخل وفي سابع عشره تحل الشمس أول برج الدلو ويكثر الندى ويكون ابتداء غرس الأشجار وفي العشرين منه يكون آخر الليالي السود وحادي عشريه الليالي البلق الثانية وفي ثاني عشريه يطلع الفجر بسعد الذابح‏.‏
وفي ثالث عشريه تهب الرياح الباردة وفي رابع عشريه تفرخ جوارح الطير وفي خامس عشريه يكون نتاج الإبل المحمودة وفي سابع عشريه يصفو ماء النيل وفي ثامن عشريه يتكامل إدراك القرط‏.‏
وفي هذا الشهر تقلم الكروم وينظف زرع الغلة من اللبسان وغيره وينظف زرع الكتان من الفجل وغيره وفيه تبرش ا لأراضي أول سكة برسم الصيافي والمقاثي والقطن والسمسم وينتهي برشها في أول أمشير وفيه تسقى أرض القلقاس والقصب وتشق الجسور في آخره وفيه تستخرج أراضي الخرس ويكسر القصب الراس بعد إفراز ما يحتاج إليه من الزريعة وهو لكل فان طين قيراط طيب قصب راس وفيه يهتم بعمارة السواقي وحفر الآبار وابتياع الأبقار وفيه يظهر اللوز الأخضر والنبق والهليون وفيه أيضًا يكون هبوب ريح الجنوب أكثر من هبوب الشمال وهبوب الصبا أكثر من هبوب الدبور وفيه يكون الباقلا الأخضر والجزر أطيب منهما في غيره وفيه يتناهي ماء النيل في صفائه ويخزن فلا يتغير في أوانيه ولو طال لبثه فيها وفيه تطيب لحوم الضأن أطيب منها في سائر الشهور وفيه تربط الخيول والبغال على القرط من أجل ربيعها و بطوبه يطالب الناس بافتتاح الخراج ومحاسبة المتقبلين على الثمن من السجلات من جميع ما بأيديهم من المحلول والمعقود‏.‏

يوم عاشوراء الفرعونى : وكان يحتفل الفراعنة فى اليوم العاشر من شهر طوبة حيث كان غرض الأحتفال هو يوم نثر بذار القمح فى الأرض لزراعتها للسنة اتلالية وكانوا يأخذون المتبقى ويسلقونه ويضعون عليه عسل النحل ويأكلونه - ويقال أنه نفس اليوم الذى يحتفل فيه اليهود بعيد عبورهم البحر الأحمر

أمشير‏:‏

في أوله تختلف الرياح وفي خامسه يطلع الفجر بسعد بلع وفي سادسه يكون أول شباط وفي تاسعه يجري الماء في العود وحادي عشره أول جمرة باردة وسادس عشره تحل الشمس بأول برج الحوت وفي سابع عشره يخرج النمل من الأحجرة وفي ثامن عشره يطلع الفجر بسعد السعود وفي العشرين منه ثاني جمرة فاترة وفي ثالث عشريه تقلم الكروم وخامس عشريه يفرخ النحل وسابع عشريه ثالث جمرة حامية ويورق الشجر وهو آخر غرسها وفي آخره يكون آخر الليالي البلق‏.‏
وفي هذا الشهر يقلع السلجم ويستخرج خراجه وفيه يثنى برش الصيافي وتبرش أيضًا ثالث سكة وفيه يعمل مقاطع الجسور وتمسح الأراضي ويرقد البيض في المعامل أربعة أشهر آخرها بشنس وفيه يكون ريح الشمال أكثر الرياح هبوبًا وفيه ينبغي أن تعمل أواني الخزف للماء لتستعمل فيه طول السنة فإن ما عمل فيه من أواني الخزف يبرد الماء في الصف أكثر من تبريد ما يعمل في غيره من الشهور وفيه يتكامل غرس الشجر وتقليم الكروم وفيه يدرك النبق واللوز الأخضر ويكثر البنفسج والمنثور‏.‏
ويقال‏:‏ أمشير يقول للزرع سير ويلحق بالطويل القصير وفيه يقل البرد ويهب الهواء الذي فيه سخونة ما وفي أمشير يؤخذ الناس فيه بإتمام ربع الخراج من السجلات‏.‏


برمهات‏:‏

أول يوم منه يطلع الفجر بالأخبية وفي خامسه يحضن دود القز وسادسه يزرع السمسم وثاني عشره يقلع الكتان ورابع عشره يكون أول الأعجاز ويطلع الفجر بالفرغ المقدم وفي سادس عشره تفتح الحيات أعينها وفي سابع عشره تنقل الشمس إلى برج الحمل وهو أول فصل الربيع ورأس سنة الجند ورأس سنة العالم وفي العشرين منه يكون آخر الإعجاز وثاني عشريه نتاج الخيل المحمودة وثالث عشريه ويظهر الذباب الأزرق وخامس عشريه تظهر هوام الأرض وسابع عشريه يطلع الفجر بالفرغ المؤخر وفي آخره يتفرق السحاب‏.‏

وفي هذا الشهر تجري المراكب السفرية في البحر الملح إلى ديار مصر من المغرب والروم ويهتم فيه بتجريد الأجناد إلى الثغور كالإسكندرية ودمياط وتنيس ورشيد وفيه كانت تجهز الأساطيل ومراكب الشواني لحفظ الثغور وفيه زرع المقاثي والصيفي ويدرك الفول والعدس ويقلع الكتان وتزرع أقصاب السكر في الأرض المبروشة المحتارة لذلك البعيدة العهد عن الزراعة ويأخذ المقشرون في تنظيف الأرض المزروعة من القش في وقت الزراعة ويأخذ القطاعون في قطع الزريعة ويأخذ المزارعون في رمي قطع القصب وفيه يؤخذ في تحصيل النطرون وحمله من وادي هبيت إلى الشونة السلطانية وفيه يكون ريح الشمال أكثر الرياح هبوبًا وفيه تزهر الأشجار وينعقد أكثر ثمارها وفيه يكون اللبن الرائب أطيب منه في جميع الشهور التي يعمل فيها وفي برمهات يطالب الناس بالربع الثاني والثمن من الخراج‏.


برموده‏:‏

في سادسه أول نيسان وفي عاشره يطلع الفجر بالرشاء وفي ثاني عشره يقلع الفجل وفي سابع عشره تحل الشمس أول برج الثور وفي ثالث عشريه يطلع الفجر بالشرطين وهو رأس الحمل وأول منازل القمر وفيه ابتداء كسار الفول وحصاد القمح وهو ختام الزرع‏.‏  وفي هذا الشهر يهتم بقطع خشب السنط من الخراج الذي كان بمصر في القديم أيام الدولة الفاطمية والأيوبية ويجر إلى السواحل لتيسر حمله في زمن النيل إلى ساحل مصر ليعمل شواني وأحطابًا برسم الوقوع في المطابخ السلطانية وفيه يكثر الورد ويزرع الخيار شنبر والملوخيا والباذنجان وفيه يقطف أوائل عسل النحل وينفض بزر الكتان وأحسن ما يكون الورد فيه من جميع زمانه وفيه يظهر البطن الأول من الجميز وفيه تقع المساحة على أهل الأعمال ويطالب الناس بإغلاق نصف الخراج من سجلاتهم ويحصد بدري الزرع‏.‏

 

بشنس
:‏ في خامسه تكثر الفاكهة وسادسه أول أيار وفيه طلوع الفجر بالبطين وثامنه عيد الشهيد وتاسعه انفتاح البحر المالح ورابع عشره يزرع الأرز وثامن عشره تحل الشمس أول برج الجوزاء وفيه يطيب الحصاد وفي تاسع عشره يطلع الفجر بالثريا وفيه زراعة الأرز والسمسم ورابع عشريه يكون عيد البلسان بالمطرية ويزعمون أنه اليوم الذي دخلت فيه مريم إلى مصر‏.‏
وفي هذا الشهر يكون دراس الغلة وهدار الكتان ونفض البزر والنقاوي والأتبان وحملها وفيه زراعة البلسان وتقليمه وسقيه وتكريم أراضيه من بؤونة إلى آخر هاتور واستخراج دهنه بعد شرطه في نصف توت وإن كان في أوله فهو أصلح إلى آخر هاتور وصلاح أيامه أيام الندى ويقيم في الندى سنة كاملة إلى أن يشرب إعكاره وأوساخه ويطبخ الدهن في الفصل الربيعي في شهر برمهات فيعمل لكل رطل مصري أربعة وأربعون رطلًا من مائة وفي هذا الشهر أكثر ما يهب من الرياح الشمالية وفيه يدرك التفاح القاسمي ويبتدي فيه التفاح المسكي والبطيخ العبدلي ويقال‏:‏ إنه أول ما عرف بمصر عندما قدم إليها عبد الله بن طاهر بعد المائتين من سني الهجرة فنسب إليه وقيل له العبدلي وفيه أيضًا يبتدئ البطيخ الجربي والمشمس والخوخ الزهري ويجني الورد الأبيض وفيه تقرر المساحة ويطالب الناس بما يضاف إلى المساحة من أبواب وجوه المال كالصرف والجهبذة وحق المراعي والقرط والكتان على رسوم كل ناحية ويستخرج فيه إتمام الربع مما تقررت عليه العقود والمساحة ويطلق الحصاد لجميع الناس‏.‏


بؤونة‏:‏

في ثانية يطلع الفجر بالدبران وفي خامسه يتنفس النيل وفي تاسعه أوان قطف النحل وفي حادي عشره تهب رياح السموم وفي ثاني عشره عيد ميكائيل فيؤخذ قاع النيل وفي ثالث عشره يشتد الحر وفي خامس عشره يطلع الفجر بالهنعه وفي عشريه تحل الشمس أول برج السلطان وهو أول فصل الصيف وفي سابع عشريه ينادى على النيل بما زاده من الأصابع وفي ثامن عشريه يطلع الفجر بالهقعة‏.‏
وفي هذا الشهر تسفر المراكب لإحضار الغلال والتبن والقنود والأعسال وغير ذلك من الأعمال القوصية ونواحي الوجه البحري وفيه يقطف عسل النحل وتخرص الكروم يستخرج زكاتها وفيه يندى الكتان ويقلب أربعة أوجه في بؤونة وأبيب وفيه زراعة النيلة وبالصعيد الأعلى وتحصد بعد مائة يوم ثم تترك وتحصد في كل مائة يوم حصدة ويحصل في أول كيهك وطوبة وأمشير وبرمهات ويطلع في برمودة وتحصد في عشرة أيام من أبيب وتقيم في الأرض الجيدة ثلاث سنين وتسقي كل عشرة أيام دفعتين وثاني سنة ثلاث دفعات وثالث سنة أربع دفعات وفي هذا الشهر يكون التين والفيومي والخوخ الزهري والكمثرى والقراصيا والقثاء والبلح والحصرم ويبتدئ إدراك العصفر وفيه يدخل بعض العنب ويطيب التوت الأسود ويقطف جمهور العسل فتكون رياحه قليلة والتين يكون فيه أطيب منه في سائر الشهور وفيه يطلع النخل وفيه يستخرج تمام نصف الخراج مما بقي بعد المساحة‏.‏


أبيب‏:‏

في سابعه أول تموز وفي عاشره آخر قطع الخشب وفي حادي عشره يطلع الفجر بالذراع وثاني عشره ابتداء تعطين الكتان وفي خامس عشره يقل ماء الآبار وتدرك الفواكه ويموت الدود وفي حادي عشريه تحل الشمس بأول برج الأسد وتذهب البراغيث ويبرد باطن الأرض وتهيج أوجاع العين وفي خامس عشريه يطلع الفجر بالنثرة وفي سادس عشريه تطلع الشعرى العبور اليمانية‏.‏
وفي هذا الشهر أكثر ما يهب من الرياح الشمال ويكثر فيه العنب يجود وفيه يطيب التين المقرون بمجيء العنب ويتغير البطيخ العبدلي وتقل حلاوته وتكثر الكمثرى السكرية يطيب البلخ وفيه يقطف بقايا عسل النحل وتقوى زيادة ماء النيل فيقال‏:‏ في أبيب يدب الماء دبيب وفيه ينقع الكتان بالمبلات ويباع برسيم البذر برسم زراعة القرط والكتان وفيه تدرك ثمرة العنب ويحصد القرطم وفيه تستتم ثلاثة أرباع الخراج‏.‏


مسرى‏:‏

في سابعه يطلع الفجر بالطرف وفي ثامنه أول آب وفي حادي عشره يجمع القطن وفي رابع عشره يحمي الماء ولا يبرد وفي سابع عشره استكمال الثمار وفي عشريه يطلع الفجر بالجبهة وفي حادي عشريه تحل الشمس برج السنبلة وفي ثالث عشريه يتغير طعم الفاكهة لغلبة ماء النيل على الأرض وفي خامس عشريه يكون آخر السموم وفي تاسع عشريه يطلع سهيل بمصر‏.‏
وفي هذا الشهر يكون وفاء النيل ستة عشر ذراعًا في غالب السنين حتى قيل‏:‏ إن لم يوف النيل في مسرى فانتظره في السنة الأخرى وفيه يجري ماء النيل في خليج الإسكندرية ويسافر فيه المراكب بالغلال والبهار والسكر وسائر أصناف المتاجر وفيه يكثر البسر وكانوا يخرصون النخل ويخرجون زكاة الثمار في هذا الشهر عندما كانت الزكوات يجيبها السلطان من الرعية وأكثر ما يهب في هذا الشهر ريح الشمال وفيه يعصر قبط مصر الخمر ويعمل الخل من العنب وفيه يدرك الموز وأطيب ما يكون الموز بمصر في هذا الشهر وفيه يدرك الليمون التفاحي وكان من جملة أصناف الليمون بأرض مصر ليمون يقال له‏:‏ التفاحي يؤكل بغير سكر لقلة حمضه ولذة طعمه وفيه يكون ابتداء إدراك الرمان وإذا انقضت أيام مسرى ابتدأت أيام النسيء ففي أولها ابتداء هيج النعام وفي رابعها يطلع الفجر بالخراتان وفي مسرى يغلق الفلاحون خراج أراضي زراعاتهم وكانوا يؤخرون البقايا على دق الكتان في مسرى وأبيب لأن الكتان يبل في توت ويدق في بابه‏.‏

*****************************************************************************

ذكر أصناف أراضي مصر وأقسام زراعتها

اعلم أن أراضي مصر عدة أصناف‏:‏ أعلاها قيمة وأوفاها سعرًا وأعلاها قطيعة الباق وهو‏:‏ أثر القرط والمقاثي فإنه يصلح لزراعة القمح وبعد الباق ري الشراقي وهو الأرض التي ظمئت في الخالية فلما رويت في الآتية وصارت مستريحة من الزرع وزرعت أنجب زرعها والبرايب وهو أثر القمح والشعير وسعرها دون الباق لضعف الأرض بزراعة هذين الصنفين فمتى زرعت على أثر أحدهما لم ينجب كنجابة الباق والبوايب صالح لزراعة القرط والقطاني والمقاثي فإن الأرض تستريح بزراعة هذه الأصناف وتصير في القابل أرض باق والسقماهية أثر الكتان فإن زرعت قمحًا خسر والشتونية أثر ما روي وبارَ في السنة الماضية وهو دون الشراقي والسلايح ما روي وبار فحرث وتعطل وهو مثل ريّ الشراقي فإن زرعه يكون ناجبًا والنقا‏:‏ كل أرض خلت من أثر ما زرع فيها ولم يبق بها شاغل عن قبول ما يزرع فيها من أصناف الزراعات والوسخ‏:‏ كل أرض استحكم وسخها ولم يقدر الزارعون على إزاحته كله منها بل حرثوا وزرعوا فيها فجاء زرعها مختلطًا بالحلفاء ونحوها والغالب كل أرض حصل فيها نبات شغلها عن قبول الزراعة ومنع كثرته من زراعتها وصارت مراعي والخرس‏:‏ كل أرض فسدت بما استحكم فيها من موانع قبول الزرع وكانت بها مراع وهو أشدّ من الوسخ الغالب وإذا أدمن على إزالة ما فيها من الموانع تهيأ صلاحها والشراقي‏:‏ كل أرض لم يصل إليها الماء إما لقصور ماء النيل أو علوّ الأرض أو سدّ طريق الماء عنها أو غير ذلك والمستبحر‏:‏ كل أرض وطيئة حصل بها الماء ولم يجد مصرفًا حتى فات أوان الزرع وهو باق في الأرض والسباخ‏:‏ كل أرض غلب عليها الملح حتى ملحت ولم ينتفع بها في زراعة الحبوب وربما زرعت ما لم يستحكم السباخ فيها غير الحبوب كالهليون والباذنجان ويزرع فيها القصب الفارسي‏.‏

ومما لا غنى لأراضي مصر عنه الجسور وهي على قسمين‏:‏ سلطانية وبلدية‏.‏


فالجسور السلطانية‏:‏

هي العامة النفع في حفظ النيل على البلاد كافة إلى حين يستغني عنه ولها رسوم موظفة على الأعمال الشرقية والأعمال الغربية وكانت في القديم تعمل من أموال النواحي ويتولى عملها مستقبلو الأراضي ويعتدّ لهم بما صرف عليها مما عليهم من قبالات الأراضي ثم صار بعد ذلك يستخرج برسم عملها من هذين العملين مال بأيدي المستخدمين من الديوان ويصرف عليها ويفضل من المال بقية تحمل إلى بيت المال ثم صار يتولى ذلك أعيان أمراء الدولة إلى أن حدثت الحوادث في أيام الناصر فرج فصار يجبي من البلاد مال عظيم ولا يصرف منه شيء البتة بل يرفع إلى السلطان ويتفرق كثير منه بأيدي الأعوان ويسخر أهل البلاد في عمل الجسور فيجيء الخلل كما ستقف عليه إن شاء اللّه تعالى عند ذكر أسباب الخراب‏.‏

وأما الجسور البلدية‏:‏

فإنها عبارة عما يخص نفعها ناحية دون ناحية ويتولى إقامتها المقطعون والفلاحون من أصل مال الناحية‏.‏
ومحل الجسور السلطانية من القرى محل سور المدينة الذي يتعين على السلطان الاهتمام بعمارته وكفاية الرعية أمره‏.‏
ومحل الجسور البلدية محل الدوز التي من داخل السور فيلزم صاحب كل دار أن يصلحها ويزيل ضررها ومن العادة أن المقطع إذا انفصل وكان قد أنفق شيئًا من مال إقطاعه في إقامة جسر لأجل عمارة السنة التي انتقل الإقطاع عنه فيها فإن له أن يستعيد من المقطع الثاني نظير ما أنفقه من مال سنته في عمارة سنة غيره‏.‏
وأصلح ما زرع القمح في أثر الباق والشراقي وكان يزرع بالصعيد القمح على أثر القمح لكثرة الطرح وربما زرع هناك على أثر الكتان والشعير ويزرع القمح من نصف شهر بابه إلى آخر هتور وهذا في العوالي من الأرض التي تخرج بدريًا‏.‏


وأما البحائر المتأخرة‏:‏ فيمتدّ وقت الزرع فيها إلى آخر كيهك ومقدار ما يحتاج إليه الفذان الواحد من بذر القمح يختلف بحسب قوّة الأرض وضعفها ورقتها وتوسطها وما يزرع في اللوق وما يزرع في الحرث وأكثر البذر من أردب إلى خمس ريبات وأربع ويبات أيضًا‏.‏
ويوجد في الصعيد أراض تحتمل دون هذا وفي حوف رمسيس أراض يكفي الفدّان منها نحو الويبتين ويدرك الزرع بمصر في بشنس وهو نيسان ويختلف ما يخرج من فدّان القمح بحسب الأراضي فيرمي من أردبين إلى عشرين أردبًا‏.‏
وقال أبو بكر بن وحشية في كتاب الفلاحة‏:‏ وذكر أن في مصر إذا زرعوا يخرج من المدّ ثلثمائة مدّ والعلة في ذلك حرارة هواء بلادهم مع سمن أرضهم وكثرة كدورة ماء النيل‏.‏
ولما كان في سنة ست وثمانمائة انحسر الماء عن قطعة أرض من بركة الفيوم التي يقال لها اليوم‏:‏ بحر يوسف فزرعت وجاء زرعها عجيبًا رمى الفدّان منها أحدًا وسبعين أردبًا من شعير بكيل الفيوم وأردبها تسع ويبات وكانت قطيعة فدّان القمح ببلاد الصعيد في أيام الفاطمية‏:‏‏:‏ ثلاثة أرادب فلما مسحت البلاد في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة تقرّر على كل فدّان أردبان ونصف ثم صار يؤخذ أردبان عن الفدّان‏.‏
وأما أراضي أسفل الأرض فيأخذ عنها لا غلة ويزرع الشعير في أثر القمح وغيره في الأرض التي غرقت وهي رطبة ويتقدّم زراعته على زراعة القمح بأيام وكذلك حصاده فإنه يحصد قبل القمح ويحتاج الفدّان منه أن يبذر فيه بحسب الأرض ويخرج أكثر من القمح ويكون إدراكه في برموده وهو آذار‏.‏

زراعة الفــــول
ويزرع الفول في الحرث إثر البرايب من أوّل شهر بابه ويؤكل وهو أخضر في شهر كيهك ويحتاج الفدّان من البذر منه إلى ثلاث ويبات ونحوها ويدرك في برموده ويتحصل من فدّانه ما بين عشرين أردبًا إلى ما دون ذلك‏.
زراعة العدس والحمص
ويزرع العدس والحمص من هتور إلى كيهك والجلبان لا يزرع إلا في أرق الأراضي حرثًا من الأرض العالية ويزرع تلويقًا في الأراضي الخرس ويبذر في كل فدّان من الحمص من أردب إلى ثمان ويبات ومن الجلبان‏:‏ من أردب إلى أربع ويبات ومن العدس من ويبتين إلى ما دونهما وتدرك هذه الأصناف في برموده ويتحصل من فدّان الحمص من أربعة أرادب إلى عشرة ومن الجلبان من عشرة أرادب إلى ما دونها والعدس من عشرين أردبًا فما دونها‏.‏
زراعة الكتان
وأنجب ما يكون الكتان ذا زرع في البرش ويحتاج أن يسبخ بتراب سباخ وهو إذا طال رقد ويقلع قضبانًا ويسمى حينئذِ‏:‏ أسلافًا وينشر في موضعه حتى يجف فإذا جف حمل وهدر وعزل جوزه فيخرج منه بزر الكتان ويستخرج منه الزيت الحار ويزرع الكتان في شهر هتور ويحتاج الفدّان أن يبذر فيه من البزر ما بين أردب وثلث إلى ما دون ذلك ويدرك في شهر برموده ويخرج من الفدّان ما بين ثلاثين شدة إلى ما دون ذلك ومن البزر من ستة أرادب إلى ما دونها وكانت قطيعة الفدّان منه في القديم بأرض الصعيد من خمسة دنانير إلى ثلاثة وفي دلاص ثلاثة عشر دينارًا وفيما عدا ذلك ثلاثة دنانير‏.‏
زراعة القرط
ويزرع القرط عند أخذ ماء النيل في النقصان ولا ينبغي تأخير زرعه إلى أوان هبوب الريح الجنوبية التي يقال لها‏:‏ المريسية وأول ما يبذر في شهر بابه وربما زرع بعد النوروز والحراثي منه يزرع في كيهك وطوبة ويزرع أحيانًا في هتور ويبذر في كل فدان من ويبتين ونصف إلى ما حولها ويدرك الأخضر منه في آخر شهر كيهك ويدرك الحراثي في طوبة وأمشير ويتحصل من الفدّان الحراثيّ ما بين أردبين إلى أربع ويبات‏.‏
زراعة البصل والثوم
ويزرع البصل والثوم من شهر هتور إلى نصف كيهك ويبذر في فدّان البصل من نصف وربع ويبة إلى ويبة والثوم من مائة حزمة إلى مائة وخمسين حزمة ويدرك ذلك في برموده والبصل الذي يخرج ليزرع زريعة فإنه يزرع من أوّل كيهك إلى العاشر من طوبة ويخرج من زريعته عشرة أرادب من الفدّان ويحرك في بشنس‏.‏
زراعة  الترمس
ويزرع الترمس في طوبة وزريعته بكل فدّان أردب ويدرك في برموده ويتحصل من الفدان ما بين عشرين أردبًا إلى ما دونها وهذه هي الأصناف الشتوية‏.‏وأما الأصناف الصيفية‏:‏ فإن البطيخ واللوبيا يزرعانمن نصف برمهات إلى نصف برموده ويزرع في الفدّان قدحان ويدرك في بشنس ويزرع السمسم في برموده وزريعته ربع ويبة للفدّان ويدرك في أبيب ومسري ويتحصل من الفدّان ما بين أردب إلى ستة أرادب‏.‏
زراعة القطن
ويزرع القطن في برموده وزريعته أربع ويبات حب للفدّان ويحرك في توت فيخرج من الفدّان من ثمانية قناطير بالجرويّ إلى ما دونها‏.‏
زراعة قصب السكر
ويزرع قصب السكر من نصف برمهات في أثر الباق والبرش وتبرش أرضه سبع سكك وأنجبه ما تكامل له ثلاث غرقات قبل انقضاء شهر بشنس ومقدار زريعته ثمن فدّان وما حوله لكل فدّان ويحتاج القصب إلى أرض جيدة دمثة قد شملها الريّ وعلاها ماء النيل وقلع ما بها من الحلفاء ونظفت ثم برشت بالمقلقلات وهي محاريث كبار ستة وجوه وتجرّف حتى تتمهد ثم تبرش ستة وجوه أخرى وتجرف ومعنى البرش‏:‏ الحرث‏.‏
فإذا صلحت الأرض وطابت ونعمت وصارت ترابًا ناعمًا وتساوت بالتحريف شقت حينئذِ بالمقلقلات ويرمي فيها القصب قطعتين قطعة مثناة وقطعة مفردة بعد أن تجعل الأرض أحواضًا وتفرز لها جداول يصل الماء إلى الأحواض ويكون طول‏.‏
كل قطعة من القصب ثلاثة أنابيب كوامل وبعض أنبوبة من أعلى القطعة وبعض أخرى من أسفلها ويختار ما قصرت أنابيبه وكثرت كعوبه من القصب ويقال لهذا الفعل‏:‏ النصب فإذا كمل نصب القصب أعيد التراب عليه ولا بدّ في النصب أن تكون القطعة ملقاة لا قائمة ثم يسقي من حين نصبه في أوّل فصل الربيع لكل سبعة أيام مرة فإذا أنبت القصب وصار أوراقًا ظاهرة نبتت معه الحلفاء والبقلة الحمقاء التي يسميها أهل مصر الرجلة فعند ذلك تعزق أرضه ومعنى العزاق‏:‏ أن تنكش أرض القصب وينظف ما نبت مع القصب ولا يزال يتعاهد ذلك حتى يغزر القصب ويقوى ويتكاثف فيقال عند ذلك‏:‏ طرد القصب غزاقه فإنه لا يمكن عزاق الأرض ولا يكون هذا حتى يبرز الأنبوب منه ومجموع ما يسقي بالقادوس ثمانية وعشرون ماء والعادة أن الذي ينصب من الأقصاب على كل مجال بحراني أي مجاور للبحر إذا كانت مزاحة الغلة بالأبقار الجياد مع قرب رشا الآبار ثمانية أفدنة ويحتاج إلى ثمانية أرؤس بقر فإن كانت الآبار بعيدة عن مجرى النيل لا يمكن حينئذ أن يقوم المجال بأكثر من ستة أفدنة إلى أربعة فإذا طلع النيل وارتفع سقى القصب عند ذلك ماء الراحة‏.‏
وصفة ذلك أن يقطع عليه من جانب جسر يكون قد أدير عليه ليقيه من الغرق عند ارتفاع النيل بالزيادة فيدخل الماء من ثلمه في ذلك الجسر حتى يعلو على أرض القصب نحو شبر ثم يسد عنه الماء حتى لا يصل إليه ويترك الماء فوق الأرض قدر ساعتين أو ثلاث إلى أن يسجن ثم يصرف من جانب آخر حتى ينضب كله ويجدّد عليه ماء آخر كذلك فيتعاهد ما ذكرنا مرارًا في أيام متفرّقة بقدر معلوم ثم يفطم بعد ذلك فإذا عمل ما قلناه وفي القصب حقه فإن نقص عن ذلك حصل فيه الخلل ولا بد للقصب من القطران قبل أن يحلو حتى لا يسوّس ويكسر القصب في كيهك ولا بدّ من حرق آثار القصب بالنار ثم سقيه وعزقه كما تقدم فينبت قصبًا يقال له‏:‏ الخلفة ويسمى الأوّل‏:‏ الرأس وقنود الخلفة أجود غالبًا من قنود الرأس ووقت إدراك الرأس في طوبة والخلفة في نصف هتور وغاية إدارة معاصر القصب إلى النوروز ويحصل من الفدّان ما بين أربعين أبلوجة قند إلى ثمانين أبلوجة والأبلوجة تَسَعُ قنطارًا فما حوله‏.‏
وجميع أراضي مصر تقاس بالفدّان وهو عبارة عن أربعمائة قصبة حاكمية طولًا في عرض قصبة واحدة والقصبة ستة أذرع وثلثا ذراع بذراع القماش وخمسة أذرع بذراع النجار تقريبًا‏.‏
وقال القاضي أبو الحسن في كتاب المنهاج‏:‏ خراج مصر قد ضرب على قصبة في المساحة اصطلح عليها زرع المزارع على حكمها وتكسير الفدّان أربعمائة قصبة لأنه عشرون قصبة طولًا في عشرين قصبة عرضًا وقصبة المساحة تعرف بالحاكمية وهي تقارب خمسة أذرع بالنجاري‏.‏

 

الشهور القبطية أسمائها هى أسماء الآلهة مصر القديمة

تـــوت ‏- من‏ 11 ‏سبتمبر‏ ‏حتي‏ 10 ‏أكتوبر‏
اسمه مأخوذ من الإله (تهوت) إله الحكمة وكان يسميه المصريون القدماء إله الحكمة ورب القلم ومخترع الكتابة ,وفى قول آخر ‏يحمل‏ ‏اسم‏ ‏الإله‏ ‏المصري تحوت‏ ‏رب‏ ‏القمر‏,‏وهو‏ موسم‏ ‏فيضان‏ ‏النيل‏ ومقسم الزمن وكانوا يحتفلون به عن بكرة أبيهم بإقامة الاحتفالات العظيمة في أنحاء القطر تعظيمًا لعيد هذا الإله , الذي كان يقع في اليوم الأول منه وظل الاهتمام بهذا العيد قائمًا وبلغ أقصاه في عصر المماليك وكان الاحتفال , الرسمي به يستمر أسبوعًا واستمر الحال كذلك حتى ارتقى الظاهر برقوق فأمر بمنع الاحتفال به عام 1100 ش
لتطرف غوغاء المسلمين في الإعتداء على ألأقباط إبان الاحتفال به , إلى أن أحياه ثانية المرحوم تادرس بك شنودة المنقبادي ولا يزال , أقباط مصر يحتفلون به ويسمونه (النيروز) وهي كلمة فارسية معناها اليوم الجديد

أمثال الأقباط عن شهر توت

وفي الأمثال (توت رى ولافوت) و (رطب توت) وفي‏ ‏توت‏ ‏لاتدع‏ ‏الفرصة‏ ‏تفوت‏.‏

شهر بابه - من‏ 11 ‏أكتوبر‏ ‏حتي‏ 9 ‏نوفمبر
اسمه مأخوذ من إله الزرع (بي نت رت) لأن فيه يخضر وجه الأرض بالزرع وكان له معبدان , شهيران أحدهما في مدينة (بسديد) القديمة ومكانها اليوم (بسنيد) التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا والثاني , بمدينة بالوجه البحري مكانها الآن قرية تسمي الأمديد بمحافظة الغربية وكان هذا الشهر ينسب أيضًا إلى
المعبود بتاح خالق العالم ومركزه منف جهة البدرشين , ‏واسمه‏ ‏بالقبطيةباأوني

‏ ‏‏,أمثال الأقباط عن شهر بابه

 (إن زرع بابه غلب القوم النهابة. وإن هاف زرع بابه ميبقاش فيه ولا لبابه) و   (بابه خش وأقفل الدرابة أو البوابة) و (رمان بابه) بابه: زرعه يغلب النهّابة" لأن الفيضان يكون قد انحسر فى شهر بابه فى النصف الثاني من أكتوبر ويبدأ الفلاحون فى بذر البذور

 

شهر هاتور‏ - من‏ 10 ‏نوفمبر‏ ‏حتي‏ 9 ‏ديسمبر
سمي من الإله (هاتور) إله الحب والجمال ملكة السماء والفرح والمحبة حتحور ويقابلها عند اليونان , (أفروديت) وذلك لأنه في هذا الشهر يحلى وجه الأرض بجمال الزراعة، وكانت تصور هذه المعبودة بصورة , امرأة ذات رأس بقرة وأحيانًا بصورة بقرة وكان لها معبد شهير بمدينة (تافتيرا) ومكانها حاليًا قرية دندرة , الواقعة غربي مدينة قنا . ‏واسمه‏ ‏بالقبطيةأتهور , ‏وفيه‏ ‏يبذر‏ ‏الفلاحون‏ ‏بذور‏ ‏القمح‏

أمثال الأقباط عن شهر هاتور

(هاتور أبو الذهب المنثور) والمقصود بالذهب هنا القمح ومعناها إن هاتور شهر البذار، و (إن فاتك زرع هاتور اصبر لما السنة تدور) و (موز هاتور )

شهر كيهك - ‏من‏ 10 ‏ديسمبر‏ ‏حتي‏ 8 ‏يناير
كيهك بالقبطي البحيري وبالقبطي الصعيدي واسمه مأخوذ من الإله (كاهاكا) أي إله الخير أو الثور المقدس المعروف عند العامة بالعجل أبيس ‏أو‏ ‏الثور‏ ‏المقدس أبيس‏ ‏رمز‏ ‏الخصوبة‏ وكان لهذا الإله معبودان أحدهما بمدينة أبيدوس القديمة بقرية العرابة المدفونة بجرجا وثانيهما سانسي القديمة التي تعرف أثارها الآن بقرية صا الحجر

أمثال الأقباط عن شهر كيهك

(كيهك صباحك مساك تقوم من فطورك تحضر عشاك) و(سمك كيهك )

شهر طوبة - ‏من‏ 9 ‏يناير‏ ‏حتي‏ 7 ‏فبراير
طوبة معناها غسل أو تطهير وهو ينسب إلى الإله (طوبيا) أي الأسمى أو الأعلى أو إله المطر ,‏في‏ ‏مصر‏ ‏الفرعونية طوبيا‏ ‏حيث‏ ‏يكثر‏ ‏البرد‏ ‏والمطر‏ وعلى اسمه سميت مدينة طيبة المعروفة بالأقصر

أمثال الأقباط عن شهر طوبة

(طوبة تخلي الصبية كركوبة من كثرة البرد والرطوبة) و(طوبة أبو البرد والعنوبه) و(  ‏يخلي‏ ‏العجوزة‏ ‏كركوبة ) أي الألام و(ماء طوبة).

 الاسم لطوبة والفعل لأمشير" أحد أشهر الأمثلة الشعبية فى مصر ويعنى أن العواصف الترابية والموجات الباردة تأتى فى شهر أمشير رغم أن طوبة معروف ببرودة طقسه.

شهر أمشير - من‏ 8 ‏فبراير‏ ‏حتي‏ 13‏أو‏ 14‏مارس
اسم أمشير قيل أنه أخذ من عفريت الزوابع لحصول الزوابع والأهوية , ‏وهو‏ ‏شهر‏ ‏البرد‏ ‏والرياح‏ ‏الشديدة

أمثال الأقباط عن شهر أمشير

(أمشير أبو الطبل الكبير وأبو الزعابير والزوابع الكتير) وأمشير يقول (للزرع سير بلا تعسير القصير يحصل الطويل) و (أمشير يقول لبرمهات عشرة مني
خد وعشرة منك هات نطير العجوز بين السفكات) ومعنى ذلك أن العشرة أيام الأواخر من الشهر والعشر أيام الأوئل من شهر برمهات هي أصعب أيام الشتاء بالنسبة لكبار السن بسبب الزوابع , و (خروف أمشير).

تلاتة من امشير وتلاتة من برمهات يقيدو المغازل مع المحلات

 

شهر برمهات - من‏ 14 ‏أو‏ 15 ‏مارس‏ ‏حتي‏ 8 ‏أو‏ 9 ‏أبريل
برمهات وهو منسوب إلى بامونت إله الحرارة وهو الموصف بالثور المنصور وفيه تشد الحرارة لاستواء المزروعات بحرارته وأيضًا شهر الشمس أو الحرارة الصغيرة.,‏وهو‏ ‏شهر‏ ‏اعتدال‏ ‏الجو‏ ‏وبدء‏ ‏الحصاد‏

أمثال الأقباط عن شهر برمهات

(برمهات روح الغيط وهات قمحات وعدسات وبصلات) و (‏في‏ ‏برمهات‏ ‏روح‏ ‏للحقل‏ ‏وهات) ذلك لأن في هذا الشهر يتم نمو الزراعات ويبتديء الحصاد ووضع الغلة بالأجران ويقال (لبن برمهات) و (روح الغيط وهات ) و (خير برمهات)

شهر برموده‏ - من‏ 9 ‏أو‏ 10 ‏أبريل‏ ‏حتي‏ 8 ‏أو‏ 9 ‏مايو
وهو مخصص للإله رنتو إله الأرياح القارصة أو إله الموت ويصور أحيانًا بصورة أفعى نسبة إلى رموته الأفعى المقدسة إلهة الحصاد لأن فيه ينتهي عمر الزرع ويقحل وجه الأرض حيث يوافق هذا الشهر موسم الحصاد , ‏وهو‏ ‏بداية‏ ‏شهور‏ ‏الحر

أمثال الأقباط عن شهر برمودة

(برموده دق بالعموده) لأن في هذا الشهر يتم الحصاد. ويقال كذلك (ورد برموده)

شهر بشنس - من‏ 9 ‏أو‏ 10 ‏مايو‏ ‏حتي‏ 7‏ أو‏8 ‏يونية‏
بشنس نسبة إلى المعبود خنسو معبود طيبة إله القمر لأن فيه يطول النهار على الليل. ‏,‏وهو‏ ‏مشتق‏ ‏من‏ ‏اسم‏ ‏إله‏ ‏القمرابن‏ ‏آمون

أمثال الأقباط عن شهر بشنس

(بشنس يكنس الأرض كنس) ومعناه أن في شهر بشنس تكون جميع المحصولات قد حصدت ودرست ولم يبقى منه شيء في الحقول فتظهر الأرض وكأنها مكنوسة، ويقال كذلك (نبق بشنس )

شهربؤونه - من‏ 8 ‏أو‏ 9 ‏يونية‏ ‏حتي‏ 7 ‏أو‏ 8 ‏يوليو
وهو مخصص للإله خنتي أحد أسماء هور أو الشمس ومعناه إله المعادن لأن فيه تستوي المعادن والأحجار الكريمة وهو‏ ‏شهر‏ ‏القيظ‏ ‏الشديدولذا يسميه العامة (بؤونه الحجر) نسبة لشدة القيظ

‏‏أمثال الأقباط عن شهر بؤونة

(بؤونه تكثر فيه الحرارة الملعونة) و( حــر ‏بؤونة‏ ‏يفلق‏ ‏الحجر ) و(عسل بؤونه)

 شهر أبيب - من‏ 8 ‏أو‏ 9 ‏يوليو‏ ‏إلي‏ 6 ‏أو‏ 7 ‏أغسطس

 شهر أبيب وهو مخصص للإله أبيفي أو أبيب وهو الثعبان الكبير الذي أهلكه هوريس أو الشمس ابن أوزوريس , دلالة على انتقام هوريس لأبيه أوزوريس أي النيل من عدوه تيفون أي التحاريق وقيل أنه ينسب إلى , (هابي) إله الفرح.‏وفيه‏ ‏تبدأ‏ ‏مياه‏ ‏النيل‏ ‏في‏ ‏الارتفاع‏,‏ومن‏ ‏هنا‏ ‏جاء‏ ‏المثلفي‏ ‏أبيب‏ ‏تفور‏ ‏مياه‏ ‏الفيضان‏ ‏في‏ ‏النيل

أمثال الأقباط عن شهر أبيب

(أبيب طباخ العنب والزبيب) لأن فيه يتم استواء بعض الفواكه ويقولون أيضًا (إن كلت ملوخية في أبيب هات لبطنك طبيب)

شهر مسري -  ‏من‏ 7‏أو‏ 8 ‏أغسطس‏ ‏حتي‏ 5 ‏أو‏ 6 ‏سبتمبر
مسري معناها ابن الشمس ‏وهو‏ ‏شهر‏ ‏فيضان‏ ‏النيل‏

‏,أمثال الأقباط عن شهر مسرى

(مسري تجري فيها كل ترعه عسره) و(إن ما جاءت مسري تعجعج بنيلها لا خير في نيل يجيء في توت) و (عنب مسري).

شهر النسي -  من‏ 6 ‏أو‏ 7 ‏سبتمبر‏ ‏حتي‏ 10 ‏سبتمبر
النسي معناها في اللغة العقيب. ودعي باللواحق يونانيًا وعرف بالقبطية بالشهر الصغير

‏‏,‏وهو‏ ‏الشهر‏ ‏الصغير‏ ‏المتمم‏ ‏ويتكون‏ ‏من‏ ‏خمسة‏ ‏أو‏ ‏ستة‏ ‏أيام‏,‏طبقا‏ ‏للتقويم‏ ‏الشمسي‏ ‏لدي‏ ‏قدماء‏ ‏المصريين

أمثال الأقباط عن شهر النسئ

 

يوافق‏ ‏عيد‏ ‏النيروز‏ ‏وهو‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏القبطية‏ ‏أول‏ ‏شهر‏ ‏توت‏,‏اليوم‏ ‏الحادي‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏سبتمبر‏,‏ويسمي‏ ‏هذا‏ ‏العيد‏ ‏بعيد‏ ‏الشهداء‏ ‏أما‏ ‏كلمة‏ ‏النيروز‏ ‏فهي‏ ‏مشتقة‏ ‏من‏ ‏اللغة‏ ‏الفارسية‏ ‏وتعني‏(‏اليوم‏ ‏الجديد‏)

 

 نوة الكرم

تتعرض القاهرة والمحافظات الساحلية والوجه البحري والقاهرة وسيناء لأمطار رعدية غزيرة فى العشرة الأيام الأخيرة من شهر يناير وسوء ألحوال الجوية من أمطار ورعود وبروق تسمى فى التقويم القبطى " نوة الكرم "
 
‏********************************************************************

المــــــــــــــــراجع
‏1 - ‏الخريدة‏ ‏النفيسة‏ ‏في‏ ‏تاريخ‏ ‏الكنيسةالأسقف‏ ‏إيسيذورس‏,‏مجلدان‏ 1964‏
‏2 - ‏مصر‏ ‏القبطية‏,‏مراد‏ ‏كامل‏,‏الكاتب‏ ‏المصري‏ 1968‏
‏3 - ‏موسوعة‏ ‏تاريخ‏ ‏الأقباط‏,‏زكي‏ ‏شنودة‏,7 ‏أجزاء‏ 1964-1970.‏
‏4 - ‏الأقباط‏ ‏عبر‏ ‏التاريخ‏,‏سليم‏ ‏نجيب‏,‏يناير‏ 2001.

Home | التقويم القبطى والسنة الزراعية | التقويم القبطى وعيد القيامة | حساب الأبقطي | عيد النيروز | خطأ التقويم وعيد الميلاد | نوة الصليب | نجم الشعرى اليمانية | فترة صوم الرسل | التقويم الأثيوبى | عيد‏ ‏رأس‏ ‏السنة‏ ‏القبطية | أعياد الأقباط وتقاليدهم

This site was last updated 09/16/14