المهندس هاني حلمي عازر

Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

هانى عازر المهندس القبطى النابغة

هناك فى صفحة خاصة أسمها صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع مختلف فإذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس لتطلع على ما تحب قرائته فستجد الكثير هناك

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل 

Home
Up
الكاتب لويس عوض

Hit Counter

 

جريدة الجمهورية فى الاثنين5 من ربيع الأول 1427هـ - 3 من أبريل 2006 م تكرم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المهندس المصري النابغة هاني حلمي عازر "58 عاما" أكبر مهندس أنفاق علي مستوي أوروبا. في احتفال كبير يقام 26 مايو القادم. بمناسبة افتتاح أكبر محطة أنفاق أرضية ببرلين. قام بتنفيذها علي رأس فريق مكون من 450 مهندساً من جميع أنحاء العالم.
المحطة تربط برلين بجميع أنحاء أوروبا عن طريق شبكة أنفاق في زمن قياسي مما يعد طفرة في تكنولوجيا الهندسة المعمارية
 

وقالت جريدة الأهرام القاهرية فى 2/4/2006م السنة 130 العدد 43582 تكرم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المهندس المصري هاني عازر ـ أكبر مهندس أنفاق علي مستوي أوروبا ـ في احتفال يقام في مدينة برلين في السادس والعشرين من مايو المقبل‏,‏ وذلك بمناسبة افتتاح أكبر محطة أنفاق أرضية في العاصمة برلين‏,‏ قام بتنفيذها عازر علي رأس فريق فني كبير من المهندسين والمعماريين من جميع أنحاء العالم‏.‏
وتربط المحطة العاصمة برلين بمدن لبزج وهامبورج والجنوب الألماني‏,‏ بالإضافة إلي ربط ألمانيا بالدول الأوروبية المحيطة عن طريق الأنفاق الأرضية بشبكة أنفاق تربط برلين بموسكو وبولندا والدنمارك وباريس‏.‏
وقال المهندس المصري‏(58‏ عاما‏)‏ ـ في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا علي هذا المشروع الضخم ـ إنه مشروع سيربط أوروبا بعضها ببعض في وقت وزمن قياسي‏,‏ وإن تكلفته قد بلغت‏4‏ مليارات يورو‏,‏ وإنه عمل ليلا ونهارا كمسئول عن هذا المشروع الضخم‏,‏ الذي يعمل فيه أكثر من‏450‏ مهندسا‏,‏ بالإضافة إلي الفنيين تحت قيادته‏.‏

******************************

جريدة المصرى اليوم الإلكترونية بتاريخ تاريخ العدد الخميس ٧ يونيو ٢٠٠٧ عدد ١٠٨٩ عن مقالة بعنوان " هاني عازر.. مهندس «باب الحديد» الذي بني أكبر محطة قطارات في ألمانيا " كتب يحى يوسف ٧/٦/٢٠٠٧
تعد محطة قطارات برلين الرئيسية من أضخم المشروعات المعمارية في تاريخ ألمانيا، ويشرف علي تنفيذها المهندس المعماري المصري هاني عازر البالغ من العمر ٥٥ عاماً، وبهذه الخطوة تفوق علي الألمان وأصبح بطلاً قومياً يحصل علي أرفع الأوسمة ويشار إليه كأحد أهم مهندسي الإنشاءات في العالم في حين أن المصريين لا يسمعون عنه شيئاً ولا يعرفونه، وتمكن المهندس المصري من تصميم أكبر مشروع معماري في تاريخ ألمانيا يستوعب ألفاً وستمائة قطار يومياً وهو عبارة عن محطة من سبعة طوابق وصالة كبيرة مغطاة بالزجاج من جميع الجهات.
ويبلغ عدد ألواح الزجاج المستخدمة في بنائها نحو ٩١١٧ لوحاً زجاجياً، مما جعل الناس يطلقون عليه القصر الزجاجي وتحتوي المحطة علي أحدث التقنيات فالقضبان الحديدية التي تشق المحطة المنتظرة مزودة بنظام إلكتروني خاص يجعل عبور القطارات من خلالها أكثر انسيابية، ويحول دون تصدع أو تأثر المباني بحركة القطارات السريعة، خاصة أنها تقع بالقرب من حي الوزارات والدوائر الرسمية الألمانية العليا، أما القطارات التي ترد علي المحطة فتزود بالطاقة من خلال كوابل نحاس دقيقة لا تراها العين المجردة بسهولة،
وتتم عملية تزويد المحطة بالكهرباء والطاقة بأسلوب لم يسبق له مثيل، إذ تنتشر هناك المصابيح بأنواعها المختلفة ويشعر المهندس عازر بالفخر لأن المحطة تعد بمثابة قبلة يؤمها المتخصصون في مجال البناء من مشارق الأرض ومغاربها، ويقود فريقه المؤلف من ٤٠٠ رجل، لتشييد الأعمدة العملاقة حول القبة الزجاجية. تتميز المحطة الجديدة التي يتوقع أن تستقبل أكثر من ٣٠٠ ألف زائر بأحدث فنون الهندسة المعمارية وتكنولوجيا البناء،
وهي ملتقي لخطوط السكك الحديدية في أوروبا وتم تغطية سطحها الخارجي الممتد من شرق برلين إلي غربها بسقف زجاجي مقوس بطول ٣٢٠ متراً، ضم ٧٨٠٠٠ خلية زجاجية ويمر من فوقه جسران عملاقان متوازيان من الصلب بلغ وزن كل منهما حوالي ١٢٥٠ طنا لنقل المشاة من شمال المدينة إلي غربها وبالعكس، بالإضافة إلي مرور بعض الخطوط عبر أنفاق تحت نهر شبرية.
كذلك وضع في الاعتبار الجذب السياحي المتوقع للمحطة فألحق بها مركز تسوق عالمي يحوي عشرات المحال والمعارض والمطاعم وقاعة مؤتمرات وسينما ومراكز فنون وغير ذلك من وسائل الحياة اللازمة لاستيعاب جميع متطلبات مدينة ينتظر أن يتضاعف تعداد سكانها في الخمسين سنة المقبلة ليصل إلي ستة ملايين نسمة.
أثبت المهندس المصري هاني عازر جدارته بتولي المهمة بنجاح، حيث تغلب علي مشكلة المياه الجوفية التي ترقد عليها أرضية المحطة، ونجح في زرع مجسات كهربائية في الأرض لشفطها وتجفيفها، كما أنه استخدم تقنية جديدة في بناء وتركيب الجسرين اللذين يمران فوق سقف المحطة عرفت بتكنولوجيا الالتحام والتي تستخدم للمرة الأولي في ألمانيا،
وقد وفرت وقتاً وجهداً كبيرين، فضلاً عن أنها لا تتطلب تعطيل المرور أو تغيير مساره أو توقف حركة السكك الحديدية القديمة التي لاتزال تعمل حتي الان وكان يعيش في القاهرة مع والده الذي يعمل مهندساً في الخطوط الحديدية، وبعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة المدنية في جامعة القاهرة عام ١٩٧٥ توجه إلي ألمانيا، لمباشرة دراسته الجامعية في جامعة الروهر بوخوم وتولي بناء نفق القطار تحت منطقة تيرجارتن.

**

المهندس العالمى يواصل حديثه لـ«المصري اليوم»: كرّمونى بأرفع الأوسمة عقب افتتاح المحطة وقالت لى «ميركل»: «قرأت عنك أكثر مما تعرف»
المصرى اليوم حاورته فى برلين نشوى الحوفى ٢٠/ ٩/ ٢٠١٠
[ كم تبلغ مساحة محطة برلين؟
- ٢٥٠ ألف متر مربع، وهى محطة مركزية بين محطات القطارات فى أوروبا تلتقى بها قطارات الشمال والجنوب مع قطارات الشرق والغرب، ويزورها يوميا نحو ٧٠٠ ألف راكب.
 وكيف يتم تأمين محطة بهذه المساحة الكبيرة؟
- راعينا الجانب الأمنى من خلال وحدة كاميرات للمراقبة تتنوع أشكالها ومهامها، فهناك كاميرات ٣٦٠ درجة تتابع المحطة على مدار ٢٤ ساعة ومن كل الزوايا عبر متخصصين لهذا الغرض فقط، وهناك كاميرات أحادية الجانب لإطلاق صافرات الإنذار فى حالة انبعاث أى دخان يمر أمامها حتى ولو دخان سيجارة، لأن التدخين ممنوع داخل المحطة، ويتم التصدى لأى سلوك ممنوع أو إرهابى بسرعة عبر وحدة شرطة متخصصة داخل المحطة. حتى الناحية الجمالية تمت مراعاتها من خلال تصميم رائع للمحطة ونوع الإضاءة بها ولون الطلاء المتماشى مع ألوان القطارات والأرضيات التى تم استيرادها من الصين.
 هل يوجد فى طوابق المحطة الخمسة خطوط قطارات؟
- لا، فى الطابق الأسفل، وتسير به القطارات المتجهة من الشمال للجنوب وتصل لروسيا وإيطاليا، وخطوط الطابق الأعلى وتسير بها قطارات من الشرق للغرب وتصل بين هولندا وبولندا. وفى المنتصف الأدوار التى تقودك إلى مترو الأنفاق داخل برلين والشوارع وموقف انتظار السيارات والميناء. هذا غير المحال التجارية التى يبلغ عددها نحو ٧٠ محلاً تتنوع بين المطاعم المختلفة التى تقدم أطعمة من شتى بقاع العالم ومحال الهدايا والكتب وتأجير السيارات والملابس، بحيث لا يحتاج الراكب للخروج لبرلين العاصمة للشراء وفقد الوقت.. يمكنه فى المحطة أن يجد كل شىء حتى الدواء.
 كيف ومتى تتم صيانة المحطة وتنظيفها؟
- المحطة مفتوحة على مدار ٢٤ ساعة وتتواصل حركة مرور القطارات بها على مدار اليوم ما عدا قطارات شديدة السرعة التى تعمل حتى الواحدة صباحاً وتبدأ عملها فى الرابعة صباحاً، وخلال تلك الـ ٣ ساعات يتم تنظيف المحطة وصيانة أى جزء بها. وراعينا فى تصميم المحطة أن يتم ذلك بهدوء، ودون أى إضرار بالشكل الجمالى لها. هناك على سبيل المثال بلاطات مربعة مثبتة بمسامير فى حال لو احتجنا تغيير سلك كهرباء أو ماسورة مياه فلا نقوم بهدم الأرض ولكن نفك البلاطات فى الجزء المعنى ونغير ما نشاء ثم يعود الحال لسابق عهده، فالهدم وتشويه الشكل العام ممنوعان، مسموح بالبناء فقط.
 لاحظنا فى المحطة أعمدة تمتد من الأرض إلى الطابق الأعلى.. ما هى تلك الأعمدة؟
- تلك الأعمدة حديدية بداخلها خرسانة وتشبه نبات اللوتس، تحمل الكوبرى الذى تسير عليه قطارات الشرق والغرب ووزنه ٨٠٠٠ طن. وراعيت فى تصميمها إمكانية صيانتها من خلال إحاطتها بدوائر وضعنا تحتها حديداً يتم رفعه مثل كوريك السيارة فى حالة حدوث أى هبوط أرضى.
 كيف تتم حركة سير القطارات؟
- هناك أرصفة لقطارات فائقة السرعة وأخرى لقطارات متوسطة السرعة، ولكل منها قضبان ومسارات لا تتعارض مع الأخرى ولدينا ١٤ شريط قطار تتجه لكل أوروبا. وتلاحظين فى بعض الأرصفة انحناءات يفرضها شكل المحطة وطول القطار الذى قد يصل إلى ٣٠٠ متر، ولذا زودنا كل رصيف بشاشات كمبيوتر توضح لرئيس المحطة كل أبواب القطار والعربات وحركة الركاب صعوداً وهبوطاً، فلا يعطى شارة انطلاق القطار إلا بعد ملاحظة جيدة لهذه الشاشات، كما أن تسيير القطارات فى المحطة يتم عبر شبكة كمبيوتر لأن أى تأخير فى موعد أى قطار يؤثر على ألمانيا كلها. ولذا فدقة مواعيد القطارات هنا ٩٩% وتتحرك فى مواعيد بالدقيقة والثانية. حتى قيادة القطار تتم بالكمبيوتر ويتم ضبط سرعة القطار ويسير بعدها بمفرده، وعلى السائق منح غرفة التحكم المركزية تقريراً عن الرحلة بصوته كل ١٠ دقائق حتى لا ينام، وإذا تعرض السائق لأى أزمة قلبية فإن غرفة التحكم المركزية تستطيع وقف القطار فوراً.. ليس هذا فحسب فلو لاحظت الغرفة أن القطار يسير بسرعة أكبر من المقررة له تقلل السرعة لمعدلها.
 ألم يحدث يوما هنا حادث قطار نتيجة مرور بقرة أو جاموسة أو أى حيوان أمام القطار؟
- لم يحدث، لأن مسارات القطارات محددة ومعروفة ومغلقة سواء فوق سطح الأرض أو من خلال الأنفاق، ولو حدث ما تتكلمين عنه يقف القطار فوراً ويسارع للمكان مدير الأمن العام للتحقيق فى الحادث ومعرفة المتسبب فى موت الحيوان ومحاسبته!
 عرفنا أنه تم استخدام ٩١١٧ لوحاً زجاجياً لتغطية سقف محطة برلين وأرصفة القطارات بها. ولكن لماذا توجد فى بعض الألواح نقاط مستديرة؟
- تلك خلايا ضوئية تم وضعها فى بعض ألواح الزجاج المعرض لضوء الشمس، وهو يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية التى تستخدم فى إنارة المحطة ليلاً، وتعطينا ٧٥٠ كيلو وات فى الساعة، وقد صممها المهندس المصرى العبقرى إبراهيم سمك. أما بقية ألواح الزجاج التى تغطى المحطة فهى كما تلاحظين مثبتة فى إطارات من المعدن ويحملها قضيبان من الحديد على شكل حرف X بالإنجليزية خوفاً من تمدد أطر الحديد واتساعها على الزجاج فيسقط مكسوراً أو يصيب أحداً، وهناك بعض ألواح الزجاج التى تفتح «أتوماتيك» فى حال تصاعد أى دخان لتنقية الهواء داخل المحطة.
 ولماذا لا نرى الزلط فى الأرض بين قضبان الحديد وهناك حديد كأنه سجادة أسفل القضبان؟
- هذا الحديد عبارة عن مادة خام تشبه الأسمنت تمت معالجتها بطريقة ومواد خاصة لتمتص أصوات القطارات العالية وتمنحها درجة أعلى من الثبات، ولم نعد نستخدم الزلط بين القضبان فى المحطات الآن.
 لماذا لا توجد مكاتب لبيع التذاكر للجمهور؟
- لأنه يمكنك شراء التذاكر عبر ماكينات آلية تحددين فيها نوع التذكرة وفئتها، ومدتها الزمنية إذا كانت أسبوعاً أو شهراً أو سنة أو يوماً أو مجرد رحلة واحدة، وتدفعين قيمتها وتحصلين عليها، ولو واجه أى مسافر مشكلة هناك الموظفون المنتشرون داخل المحطة فى مكاتب مخصصة.
 خبرنى بماذا تشعر الآن وأنت تسير معى فى محطة برلين؟
- أشعر بالتعب الذى مر علىّ وكم الضغط الذى عانيته للانتهاء منها فى الوقت المحدد الذى أعلنته الحكومة الألمانية وهو يوم ٢٦ مايو عام ٢٠٠٦ قبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم وقتها، انظرى خارج بوابة أوروبا، هناك تجدين مبانى من خلف الزجاج، تلك هى مبانى مكتب المستشارة الألمانية والبوندستاج «البرلمان الألمانى» ومعظم مكاتب الحكومة، وهى كما ترين فى مواجهة المحطة، وعندما كان العمل يتوقف هنا لحل أى مشكلة أو لتعديل شىء فى مساره، كانت المستشارة «أنجيلا ميركل» تحدث رئيسى المسؤول عن سكك حديد ألمانيا كلها لتعرف سبب التوقف، فيكلمنى فى الهاتف ويعرف ويبلغها. كنت أعمل تحت ضغط الوقت وضغط أننى مراقب وضغط المشاكل الطارئة التى تبرز هنا فجأة فى موقع العمل، وضغط الخوف من حدوث أى خطأ قد يضيع سمعتى. كل تلك الأمور تمر على بالى عندما أحضر هنا لمحطة برلين، ولكنها فى النهاية صفحة طويت وانتهت ووضعت عليها علامة «صح». تفكيرى الآن منصب على مشروع شتوتجارت لأنه هو المستقبل وبرلين هى الماضى، يجب علينا ألا نقف كثيرا أمام ما تم إنجازه مهما كان حجمه لأنه بات ملكاً للتاريخ، علينا دوما النظر للجديد. وكثيرا ما أضرب مثلاً للعاملين معى بالقول إن سائق القطار لا يمتلك مرايا جانبية ينظر فيها على الخلف، وذلك لأن انطلاقته دوماً للأمام وعلينا أن نكون مثله.
 رائع ولكن ألم يكن ينتابك الشعور بالفخر وأنت حديث الصحف والمجلات والمسؤولين الألمان؟
- كلا، صدقينى كان شعورى مختلفاً، شعوراً بالخوف والخطر لأن أى خطأ معناه ضياع ما سبق أن بنيته على مدار تاريخى هنا فى ألمانيا. وبخاصة أنهم ظلوا يعملون فى هذا المشروع منذ نحو عام ١٩٩٤ وصادفهم الكثير من المشكلات التى لم يستطيعوا حلها وتأخروا فى التنفيذ فقررت الحكومة الألمانية عام ٢٠٠١ شرائى من الشركة التى أعمل بها لأنهم سمعوا عنى، وأوكلت لى سرعة انجاز مهمة تطوير محطة برلين وأربع محطات أخرى معها لا تقل عن روعتها شيئا، خلال ٥ سنوات فقط وتسليم المشروع وافتتاحه يوم ٢٦ مايو ٢٠٠٦. وكان هذا تحدياً صعباً ولذا كنت أشعر بالخطر والمغامرة كل يوم، خاصة مع ما صادفنى من مشكلات فى التنفيذ، كنت أتنفس الصعداء كلما تجاوزت إحداها.
 كان افتتاح محطة سكك حديد برلين حدثاً أسطورياً فى ألمانيا تناقلته وكالات الأنباء، ولكن ماذا عنك أنت؟ وكيف تم تكريمك؟
- نعم كان يوماً تاريخياً بمعنى الكلمة، وكان الألمان مبهورين بحجم الإنجاز وسرعة الانتهاء منه فى الوقت المحدد، وأذكر كلمات حاكم ألمانيا يومها فى الحفل، حين قال فى كلمته إنه ليس لديه المال الذى يوازى ما قام به العبقرى المصرى حفيد بناة الأهرام ولكنه سيقدم لى ما لا يمكن شراؤه بالمال، وأرفع ما لديه، وأعلن يومها - رغم مخالفة ذلك للتقاليد الألمانية - عن منحى فى الأول من أكتوبر، الذى يوافق ذكرى الاحتفال بوضع الدستور الألمانى عام ١٩٥٠، وسام الدولة وهو أرفع وسام فى ألمانيا ويسلمه رئيس الدولة لمن يمنح لهم. كما منحونى يومها وسام الجمهورية وهو أيضاً من أرفع الأوسمة الألمانية وأهمها، ولا يمنح إلا لعدد معين من الأحياء، وإذا تقرر حصول شخص آخر عليه ونفدت الأوسمة الموجودة فعليه الانتظار لحين وفاة أحد الحاصلين عليه. وكرمتنى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأشادت بى، وقالت فى كلمتها التى ألقتها يومها إنها سمعت عنى الكثير وقرأت عنى أكثر منى.
 لا تقل لى إنك يومها لم تشعر بالفخر والعظمة؟
- أكيد كان هناك إحساس بالسعادة والرضا، ولكن، وبطريقة تلقائية، وجدتنى أنظر للسماء وأتحدث لوالدى وأقول له: «كنت تتصور يا بابا إن هانى ابنك يعمل كل ده؟» كان الشعور المسيطر علىّ هو افتقادى وجود والدى بجوارى فى تلك اللحظة التى كان هو السبب فيها منذ سنوات بعيدة، بعطائه وصبره وتفانيه وتعاليمه التى ربانا عليها.

This site was last updated 09/20/10