Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

الخليفة الفاطمى العاضد آخر خلفاء الشيعة فى مصر

+إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الخليفة العاضد
الأيوبيين يسجنون عائلة العاضد
أحداث 555 - 559 هـ
أحداث 560 - 565 هـ
أحداث سنة 567 هـ

 

الخليفة الفاطمى العاضد

( عبدالله أبن يوسف ابن الحافظ ) 555- 567هـ : 1160-1171م)

ومات الفايز وهو فى الحادية عشرة من عمره فى أيام وزارة الملك طلايع ابن رزيك فى شهر رجب سنة 555هلالية  اختار طلائع بن رزيق الوزير الفاطمي "عبد الله بن يوسف بن الحافظ" من أبناء البيت الحاكم خليفة للدولة، ولقبه بالعاضد لدين الله، وذلك في سنة (555هـ= 1160م)، وكان صغير السن ، لا يتجاوز عمره عشر سنين؛ فقد وُلِدَ في (20 من المحرم 546هـ)، وقالت بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص   103 : " لم يحكم الخليفة الفائز بنصر غير سنة واحدة وتوفى فى 555 هجرية مقتولاً بواسطة اخت الخليفة السابق وبوفاته وقعت مصر فى إرتباك كبير ووهن حكم الفاطميين وجلس بعده عبدالله أبن يوسف ابن الحافظ وأطلقوا عليه اسم الخليفة العاضد حسب عادة الفاطمين وحدث ان الملك الصالح أزوجه أبنته على كره منه وأستمر الملك الصالح ( طليع بن رزيك ) فى الوزارة حتى يوم الأثنين 18 رمضان سنة 556 هلالية وحدث أنه عندما كان موكبه يمر من دهليز العمود وهو خارج من عند الخليفة هاجمه رجل من صغار الجند وأحطهم أسمه بأبن الراعى ومعه رجلين من السودان حسب عادة المسلمين فى الإغتيالات أحدهما اسمه مقبل فنخسه أبن الراعى بسيفه فى بطنه فخرجت أمعائه وضربه الرجلين الاخرين فى مواضع أخرى فجرحوه وحملوه بعد ذلك مثخم الجراح إلى داره يعانى من سكرات الموت وفعلاً اسلم الروح فى نصف الليل .

وأقيم أبن رزيك وزيراً وأطلق عليه الأجل مجد الإسلام

الصورة الجانبية للعملة الذهبية التى كانت متداولة فى عصر الخليفة الفاطمى العاضد آخر خلفاء بنى أمية مكتوب عليها أسمه

ترميم كنيسة

كتب أبو المكارم فى مخطوطه تاريخ ابو المكارم - مخطوط تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى - إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها - النعام للطباعة والتوريدات - رقم الإيداع 14986/ 99 ص 56 عن بلدة منية حوى ( مركز السنطة غربية)  : بها كنيسة للسيدة العذراء مريم آلت جدرانها إلى السقوط أهتم بأمرها ورممبنائها الشيخ أبى المكارم أبن الغزلى الكاتب فى وزارة طلائع أبن رزيك .

رزيــــك وشـــــاور

قال المقريزى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار  - الجزء الثالث  ( 98 من 167 )  : " حارة البرقية هذه الحارة عرفت بطائفة من طوائف العسكر في الدولة الفاطمية يقاللها الطائفة البرقية ذكرها المسبّحي‏.‏
قال ابن عبد الظاهر‏:‏ ولما نزل بالقاهرة - يعني المعزّ لدين الله - اختطّت كلّ خطة عرفت بها قال‏:‏ واختطت جماعة من أهل برقة الحارة المعروفة بالبرقية انتهى‏.‏ وإلى هذه الحارة تنسب الأمراء البرقية‏.‏
الأمراء البرقيّة ووزارة ضرغام وذلك أنّ طلائع بن رزيك كان قد أنشأ في وزارته أمراء يقال لهم البرقيّة وجعل ضرغامًا مقدّمهم فترقّى حتّى صار صاحب الباب وطمع في شاور السعدي لما ولي الوزارة بعد رزيك بن الصالح طلائع بن رزيك فجمع رفقته وتخوّف شارو منه وصار العسكر فرقتين‏:‏ فرقة مع ضرغام وفرقة مع شارو‏.‏
فلمّا كان بعد تسعة أشهر من وزارة شارو ثار ضرغام في رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وصار على شارو فأخرجه من القاهرة وقتل ولده الأكبر المسمّى بطيءّ وبقي شجاع المنعوت بالكامل وخرج شارو من القاهرة يريد الشام كما فعل الوزير رضوان بن ولخشي فإنه كان رفيقًا له في تلك الكرّة واستقرّ ضرغام في وزارة الخليفة العاضد لدين الله بعد شارو وتلقّب بالملك المنصور فشكر الناسسيرته فإنه كان فارس عصره وكان كاتبًا جميل الصورة فَكِه المحاضرة عاقلًا كريمًا لا يضع في سمعة ترفعه أو مداراة تنفعه إلا أنه كان أذنًا مستحيلًا على أصحابه وإذا ظنّ في أحد شرًّا جهل الشكّ يقينًا وعجّل له العقوبة‏.‏
وغلب عليه مع ذلك في وزارته أخواه ناصر الدين همام وفخر الدين حسام وأخذ يتنكّر لرفقته البرقيّة الذين قاموا بنصرته وأعانوه على إخراج شارو وتقليده للوزارة من أجل أنه بلغه عنهم أنّهم يحسدونه ويضعون منه وأنّ منهم من كاتب شارو وحثّه على القدوم إلى القاهرة ووعده بالمعاونة له فأظلم الجوّ بينه وبينهم وتجرّد للإيقاع بهم على عادته في أسرع العقوبة وأحضرهم إليه في دار الوزارة ليلًا وقتلهم بالسيف صبرًا وهم‏:‏ صبح بن شاهنشاه والطهر مرتفع المعروف بالجلواص وعين الزمان وعلي بن الزبد وأسد الفازي وأقاربهم وهم نحو من سبعين أميراّ سوى اتباعهم فذهب لذلك رجال الدولة واختّلت أحوالها وضعفت بذهاب أكابرها وفقد أصحاب الرأي والتدبير وقصد الفرنج ديار مصر فخرج إليهم همام أخو ضرغام وانهزم منهم وقتل منهم عدّة ونزلوا على حصن بلبيس وملكوا بعض السور ثمّ ساروا وعاد همام عودًا رديئًا فبعث به ضرغام إلى الإسكندرية وبها الأمير مرتفع الجلواص فأخذه العرب وقاده همام إلى أخيه فضرب عنقه وصلبه على باب زويلة فما هو إلا أن قدم رسل الفرنج على ضرغام في طلب مال الهدنة المقرّر في كلّ سنة - وهو ثلاثة وثلاثون ألف دينار - وإذا بالخبر قد ورد بقدوم شارو من الشام ومعه أسد الدين شيركوه في كثير من الغزّ فأزعجه ذلك وأصبح الناس يوم التاسع والعشرين من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين خائفين على أنفسهم وأموالهم فجمعوا الأقوات والماء وتحوّلوا من مساكنهم وخرج همام بالعسكر أوّل يوم جمادى الآخرة فسار إلى بلبيس وكانت له وقعة مع شارو انهزم فيها وصار إلى شارو وأصحابه جميع ما كان منع عسكر همام وأسروا عدّة ونزل شارو بمن معه إلى التاج ظاهر القاهرة في يوم الخميس سادس جمادى الآخرة فجمع ضرغام الناس وضمّ إليه الطائفة الريحانية والجيوشية بداخل القاهرة وشارو مقيم بالتاج مدّة أيام - وطوالعه من العربان - فطارد عسكر ضرغام بأرض الطبّالة خارج القاهرة ثمّ سار شارو ونزل بالمقس فخرج إليه عسكر ضرغام وحاربوه فانهزم هزيمة قبيحة وسار إلى بركة الحبش ونزل بالشرف الذي يعرف اليوم بالرصد وملك مدينة مصر وأقام بها أيامًا فأخذ ضرغام مال الأيتام الذي بمودع الحكم فكرهه الناس واستعجزوه ومالوا مع شارو فتنكّر منهم ضرغام وتحدّث بإيقاع العقوبة بهم فزاد بغضهم له ونزل شارو في أرض اللوق خارج باب زويلة وطارد رجال ضرغام وقد خلت المنصورة والهلالية وثبت أهل اليانسية بها وزحف إلى باب سعادة وباب القنطرة وطرح النار في اللؤلؤة وما حولها من الدور وعظمت الحروب بينه وبين أصحاب ضرغام وفني كثير من الطائفة الريحانية فبعثوا إلى شاور ووعدوه بأنّهم عون له فانحلّ أمر ضرغام فأرسل العاضد إلى الرماة يأمرهم بالكفّ عن الرمي فخرج الرجال إلى شاور وصاروا من جملته وفترت همة أهل القاهرة وأخذ كلّ منهم يعمل الحيلة في الخروج إلى شاور فأمر ضرغام بضرب الأبواق لتجتمع الناس فضربت الأبواق والطبول ما شاء الله من فوق الأسوار فلما يخرج إليه أحد وانفكّ عنه الناس فسار إلى باب الذهب من أبواب القصر ومعه خمسمائة فارس فوقف وطل بمن الخليفة أني شرف عليه من الطاق وتضرّع إليه وأقسم عليه بآبائه فلم يجبه أحد واستمرّ واقفًا إلى القصر والناس تنحلّ عنه حتّى بقي في نحو ثلاثين فارسًا فورت عليه رقعة فيها خذ نفسك وانجُ بها وإذا بالأبواق والطبول قد دخلت من باب القنطرة ومعها عساكر شاور فمرّ ضرغام إلى باب زويلة فصاح الناس عليه ولعنوه وتخطّفوا من معه وأدركه القوم فأردوه عن فرسه قريبً من الجسر الأعظم فيما بين القاهرة ومصر وأحتزوا رأسه في سلخ جمادى الآخرة وفرّ منهم أخوه إلى جهة المطرّية فادركه الطلب وقتل عند مسجد تبر خارج القاهرة وقتل أخوه الآخر عند بكرة الفيل فصار حينئذٍ ضرغام ملقى يومين ثمّ حمل إلى القرافة ودفن به وكانت وزارته تسعة أشهر وكان من أجلّ أعيان الأمراء وأشجع فرسانهم وأجودهم لعبًا بالكرة وأشدّم رمياّ بالسهام ويكتب مع ذلك كتابة ابن مقلة وينظم الموشحات الجيدة ولمّا جيء برأسه إلى شاوّر رُفع إلى قفاه وطيف به فقال الفقيه عمارة‏:‏ أرى جنك الوزارة صار سيفًا يحزّ بحدّه جيد الرقاب كأنّك رائد البلوى وإلا بشير بالمنيّة والمصاب فكان كما قال عمارة فإن البلايا والمنايا من حينئذٍ تتابعت على دولة الخلفاء الفاطميين حتّة لم يبقّ منهم عين تطرف ولله عاقبة الأمور‏.‏
 

 نهاية حكم أسرة رزيك فى الوزارة

وكان الملك الصالح الوزير الذى قتل قد ولى فى حياته أمير أسمه شاور وأطلق عليه المكرم ولاية قوص وما حولها..

وكان للملك الصالح الوزير الذى قتل  أبن أخت أسمه حسام أطلق عليه أسم عز الدين وولاه مدينة منية بنى خصيب قال عنه أبن المقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة 1999 ص 38 ج 3 عبارة فريدة فى نوعها هى : هذا (عز الدين) كانت إرادة الرب أن تزول دولتهم على يديه فتأجج قلبه ببغض شاور المكرم وعداوته " بدأ هذا الأمير بعداوته لـ شاور بأنه كان يمسك أصحاب شاور ورسله وغلمانه وإذا عرف أى إنسان يتبع شاور سواء أكان فى البر أو البحر (النيل) كان يهينهم ويضربهم ويعتقلهم ويسجنهم ويفعل أموراً قبيحة, وكتب إليه شاور مرات عديده يستعطفه ويذكره بقرابته ويطلب مسالمته وقال له : أنت مملوك دوله خاله وصنيعته ( أى أنت كنت عبداً وولاك خالك هذه الولاية أى المركز الذى أنت فيه من خالك) فأرسل بالأجابة بأنه .. أخذ صندوقاً جميلاً ووضع فيه قطعة من جلود البقر مطبقة .. ولما وصل إلى شاور ورآهم إغتاظ وقام وقعد وكاد أن يقتل نفسه

وكان شاور شيخ داهية خبير بالحروب والخداع والحيل والمكائد فصمم على حرب عائلة رزيك وأعد وأستعد لها وأنفق الأموال وحشد وجمع العساكر والرجال إلا أنه لم يثق فى جيشه أنه سينتصر على أبن رزيك وأنه ليس فى قوتهم لأن بنى رزيك كانوا قد مكثوا سنين كثيرة فى الحكم ولهم عدداً لا يحصى من العساكر وكثير من الأموال ,

فجمع شاور أصحابه ةمشيريه وأقاربه من أهل النصيحة والرأى وشاورهم فى أن يأخذ جيشه ويهرب إلى بريه ألواح ( لم نستدل على برية ألواح أو الصحراء هذا اليوم ويعتقد أنها برية وادى النطرون ) ويجول فيها طولاً وعرضاً هارباً من جيش أولاد رزيك فإذا طال الوقت على جيش أولاد رزيك فتهرب عساكره لفروغ زادهم وأكلهم ويتمردوا عليه لتعب الصحراء ومشقة طلوع الجبال ونكد الحال وقلة الماء وشدة الحرارة والقيظ وقلة العشب للدواب التى يركبونها فهى رمال وتلال لا توجد بها شجرة شجرة تظل ولا ثمرة .

فأعلن الحرب وأشاع ذلك فى البلاد ولكنه عندما خرج من ولايته أقتصر على عدد من أصحابه على عشرين فارساً فقط بخيلهم وجمالهم وعدتهم وأخذ من الزاد الكثير يحمية من جفاف الصحراء وقلة مواردها وأخذ أموالاً وذهباً كثيراً كما حمل معه قماش يعطية للعرب فى الصحراء إذا إحتاج لمساعدتهم وذهبوا إلى برية ألواح فخرجت جنود أبن رزيك لتحاربه وأستمرت تتبعه من مكان إلى مكان فى الصحراء لمدة ثلاث شهور وهو يهرب منهم إلى أماكن قاحلة ليس فيها خبز أو ماء حتى مل جيش أبن رزيك ورجعت عساكره وجنوده إلى القاهرة ولم تتمكن من محاربته والقضاء عليه وعندما رجعت جنود أبن رزيك قالوا عن شاور كذباً : " أنه توجه إلى أمير المؤمنين ملك المغرب "

وحتى يصدق الجميع رواية جنود أبن رزيك الكاذبه أختبئ شاور شهرين آخرين ثم خرج من برية ألواح وذهب إلى بحيرة الإسكندرية ومعه أصحابه ومعه الجمال ومن منطقة عبد الرحمن ذهب إلى الغربية ومكث بمنطقة بلقينة وهى قرية مجاورة للمحلة وعلى بعد ميل واحد منها وكان ذلك يوم الأحد 8 من محرم سنة 558 هلالية فذهب معه جنود الغربية وعربها من قبيلة بنى شيس فلم يمكث هناك ثلاثة أيام حتى جمع حوله من عساكر وجنود وعربان ما يقارب عشرة ألاف فارس فسمح لهم بنهب أملاك أسرة رزيك فى الوجه البحرى فنهبوا محاصيل الغلال والمعاصر والمواشى مالا يحصى أو يعد فطيب قلوب جنوده وعساكره وأتباعه وذهب بجيشة ووصل إلى مسجد الخضر ومنه أنتقل بجيشة عبر النيل إلى مشارف القاهرة , ووصلت الأخبار إلى مجد الإسلام أبن الملك صالح الوزير بأنه عدى نهر النيل خرج هو وكل أقاربة فى نصف الليل من أبواب القاهرة هاربين كل واحد بما يقدر على حمله وتركوا أموالهم وأولادهم ونسائهم فنهبوها جنود السودان .

وكانت طريقة هروب مجد الأسلام أبن رزيك أنه أخذ خرج صغير ( يضع على الحصان) وضع فى جانب منه جواهر ياقوت وزمرد وأحجار كريمة وفى الجهه الأخرى دنانير وذهب وكانت هذه الأموال هى ما جمع من خراج مصر كلها لمدة سنة كاملة ووضعها على حصان وكان هذا الحصان فقط يبلغ ثمنه ألف دينار وركبه وخرج من القاهرة من باب زويلة وحده ولم يصحبه أحد فلم يعرف أين يذهب فذهب إلى الوجه القبلى وحدث أن مسكه رجال من العرب  وأخذوا الحصان وكل ما عليه من كنوز وعروه وأخذوا من عليه ملابسة الثمينة وتركوه فى البرية عريان حائر وحيد وكان الشتاء قارص البرودة فى شهر طوبة وكان زعيم القبيلة ورئيسهم أسمه يعقوب أبن البيض ولكنه لم يكن معهم .. فرأى أبن رزيك نار من بعيد فقام قاصداً إياها فلما أقترب منها هاجمته الكلاب فجلس على الأرض وحبى على يديه ورجليه فآنس غليه كلب فضمه أليه من شدة البرد حتى يحس بالسخونة ولما جاء الصباح وهو على هذا الحال رأته جارية وسألته : " من انت " قولى لمولاك : يجئ إلى هنا عندى وهو يعرفنى " فمضت الجارية وأخبرت مولاها يعقوب أبن البيض وأخبرته فحضر إليه وعرفه وعانقة وبكى ثم أخذه وخلى به وأسكنه فى بيت وكساه وأقام عنده

ودخل شاور القاهرة وأخذ الرياسة ودانت له الأمور وأطلقوا عليه أسم أمير الجيوش وسأل عن مجد الإسلام فعرف مكانه وأمر بإحضار يعقوب أبن البيض وطلبه منه فأحضره له مع عساكرة الذى كان فى شرقى أطفيح فلاقاه أمير الجيوش شاور مقابلة حسنه وأكرمه وبجله وأخلى له مكان ليسكن فيه وأحضر له سريته ( زوجته) وأبنه وأستاذ (عبد ) لخدمته وكان يفتقده ويسأل عليه فى كل وقت ويحضر معه الفاكهة والطعام ويأكل معه حتى يطيب قلبه ويزيل منه أثر ما لاقاه من صعاب بعد الملك والرياسة , وحدث أن جلال الإسلام أخو أبن يرزك أشاع أن أبن يرزك يريد أن يهرب ويجمع الأمراء  ويرجع إلى الوزارة , فصعب على شاور ذلك فأمر أن يقيد أبن يرزك حتى لا يهرب فقيدوه , وبعد مده اشاع جلال الأسلام أن أبن يرزك معه مبرد وقد برد بعض القيد حتى يهرب فذهبوا ليتأكدوا من القصة فوجدوا أنها صحيحة وأن أبن رزيك برد جزء من حديد القيد , وكان لشاور أبن أسمه طى وأطلق عليه أسم العادل حسب عاده ذلك الزمن وحدث انه سمع بما فعله رزيك بالرغم من كرم والده فأخذ سيفاً بدون علم ابيه وذهب إلى إبن يرزك وقطع رقبته ولم يشاور ابيه ولم يعلم به قبل قتله وذلك فى ليلة الجمعه فى العشرة الأخيرة من رمضان سنة 558 هلالية وعرف أمير الجيوش بالخبر ولكنه لم يقدر أن يرجع الماضى أو أن يفعل أى شئ لأبنه .

 

تمرد الأمير ضرغام   

وفى ليلة الجمعه وصباحها 29 من شهر رمضان 558هلالية أى الأسبوع التالى لمقتل أبن يرزك ثار الأمير ضرغام وأطلق الفاطميين عليه سيف المجاهدبن حسب عادتهم وضرغام له أخوة أحدهم اسمه ملهم والآخر أسمه نصر , وكان شاور قد قربه إليه وجعله صاحب له بعد أن حلف ضرغام أربعين يمين لشاور ألا يغدر عليه ويكون أمين معه ولكن ضرغام عاد فغدر علي سيده وحنث بيمينه كعادة المسلمين وكان ساهرين شاور وضرعام معاً ليلة الجمعة وكان يخفى فى صدره الغدر والخيانة ثم خرج ضرغام وذهب  إلى معسكره وجيش العسكر ( جعل عساكره يستعدون ) وفتح باب البرقية من ضمن ابواب القاهرة وخرج منه ثم فتحوا له باب زويلة وأدخل منه عساكره إلى القاهرة وقصد هو وجيشة دار الوزارة التى يسكن بها شاور فسمع الخدم فأخبروه بالهجوم وبدأ يتعمم فلم يمهلوه بإكمال لبس عمامته بل أخذ بقيتها فى كمه وركب حصانه وتقلد سيفه وذهب إلى باب الفتوح فوجد أن جنود السودان ما زالوا مسيطرين عليه ولم يستولى عليه الأمير ضرغام فصاح فيهم : " يا ريحان " فلبوا النداء وفتحوا له باب الفتوح فوقف فى وسطهم وشكرهم وأثنى عليهم وعلى خدمتهم ووعدهم إن أعاده الله إلى ملكه كافأهم بأحسن مكافأة وإذا عاد وظفر سيوفى بوعده لهم ثم خرج من باب الفتوح وسار فى ظلام الليل  حتى وصل إلى بيوث إلى بيوت قبيلته وعشيرته بنى سعيد فنزل عندهم .

وأستولى ضرغام على دار الوزارة وأمسكوا بطى أبن شاور المشهور بأسم العادل فقتلوه وكان ذلك نصيب المجرم لأنه قطع رقبه مجد الأسلام ابن رزيك وهو مقيد فى السلاسل وأستمر ضرغام وزيراً يدير مصر تسعة اشهر أولها كان شوال 558 هلالية وآخرها جمادى الآخر سنة 559 هلالية وأطلقوا علي ضرغام اسم الملك الأفضل وأطلقوا على أخوه ملهم أسم العادل وأطلقوا على أخوه نصر أسم ناصر المسلمين .

وتصف بتشر ضرغام فتقول كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 105 : " كان فارساً جميل الصورة لطيف فى حضوره إلا أنه سريع التهيج ينتقم لأقل سيئة من أصحابه وبلغه يوماً أن رفاقه البرقية يسعون إلى خلعه وتوليه شاور فى الوزارة بدلاً منه فأرسل فى طلبهم بدون التأكد ليجتمعوا فى دار الوزارة وقتلهم ليلاً بالسيف وكان عددهم لا يقل عن 70 أميراً من أمراء البلاد فضعفت البلاد بموت ذوى الرأى من أكابرهم فكرهه المصريون "

نور الدين يقبل التحالف مع شاور لأجل المال

توجه شاور إلى دمشق وأجتمع بنور الدين أبن قسم الدولة وأسمه الحقيقى محمود أبن زنكى وتقول بتشركتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 104 : " أن دمشق كانت تابعه للدولة التركية وسلطانها هو اتاباك نور الدين الذى غزا سوريا وكان عدو الفرنجة ويريد أن يكون أمبراطورية " وأقام عنده مده وهناك وعد نور الدين بثلث خراج مصر إن هو ناصره وتقول ايريس حبيب المصرى ( راجع كتاب قصة الكنيسة القبطية أيريس حبيب المصرى ج3 ص 151 ) : " ونجح المال حيث فشل الشعر والأدب لأن حاكم دمشق الذى رفض كل عروض أبن رزيك رضى بالتعاون مع شاور " ويمكن أن نستنتج أن هدف الحكام من المسلمين لم يكن الإسلام بقدر ما كان من جمع المال .

وجهز نور الدين معه جيش قائده أسد الدين شركوه ثم عاد إلى أرض مصر وأحتل بلبيس , وسمع ضرغام بهجوم جيش على مصر فجهز أخوه ناصر المسلمين بجيش عظيم من المصريين وذهب بهم إلى بلبيس  , ولما رأى شيركوه ذلك الجيش خاف وقال لشاور : " كيف فعلت هذا الفعل بنا وبنفسك لقد أحضرتنا إلى مصر حتى نهلك عددنا نحن وأصحابك 2000 فارس ولكن ضدنا فى المعسكر الذى أمامنا عدد الفرسان 20000  فارس هذا غير تابعيهم من جنود مشاة وأصحاب وخدم" .. فاجابه شاور : " لا تهول فى الأمر فكلهم معى وأنا أعرف كيف يقاتلون ولن يقاتلنى واحد منهم " وكان فى بلبيس تل عال به مدينة خربه فقال شاور لشيركوه : " أصعد بنا إلى هذا التل " ولن نقاتلهم حتى فى عز الظهر وترتفع حرارة الشمس " وقال شاور هذه الفكرة لعلمه أن الشمس إذا إرتفعت درجة حرارتها مع وجود رياح ساخنه قادمه من الصحراء فينزل العسكر من على أحصنتهم ويتركوا سيوفهم ويخلعوا دروعهم ويذهب كل منهم إلى مكان يستظل به سواء أشجرة أو جدار , ولما حميت الشمس وقت الظهر فعلوا كما ظن شاور وذهب كل واحد لمكان يستظل فيه فنزل شاور وشيركوه من على الكوم بجنودهم فهزموهم وأسروهم وأخذوا ملابسهم وخيلهم واموالهم ولم يقتلوا منهم ولا واحد وهرب بقيتهم إلى القاهرة .

وتعقب شاور وشيركوه الهاربين بجيشهم إلى القاهرة وعسكروا فى ارض الطبالة واللوق ودير القاهرة فحاصروا القاهرة وأستمر القتال وكان ضرغام وأخوته يقود كل واحد جيشاً وكانوا متفرقين يحمون أبوابها من الغزو .

وحدث أن كتب الخليفة الفاطمى الإمام العاضد رقعة لضرغام وزير مصر يقول فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن نعرفك أيها الملك لأنه لم يبق فيك ظل إلا صلاة العصر فأنج بنفسك إن قدرت والسلام ..

وكان ضرغام فى ذلك اليوم قد جاء إلى القصر ووقف أمام باب الذهب فى امر يعرضه على الخليفة  .. فوجد ابواب القصر مغلقة فامر ضرغام بدق الطبول وبنفخ ألأبواق من فوق الأسوار فلم يرى أحداً فوقف أمام باب الذهب وكان معه 500 فارس وتوسل إلى الخليفة حتى يؤيده وظل كذلك حتى العصر, ورميت له الرقعة ( الخطاب ) الذى كتبه الخليفة من فوق السور ولما قرأها لم يرجع عن الحرب وتفرقت جنوده ولم يبق معه سوى 30 فارس بل خرج من باب زويلة خارج القاهرة , وعندما خرج جرى ورائه فرسان الغزاة وادركوه عند الكبش تحت أسفل جبل المقطم بين القاهرة ومصر قرب جامع السيدة نفيسه فقتلوه وقطعوا راسه وكان ذلك يوم 30 جماد الثانى من تلك السنة ولم يعرفوا انه ضرغام وعنما أحضروا راسه إلى شاور عرفه وهرب أخوه إلى المطرية فقتلوه وقتلوا أخاه الثانى عند بركة الفيل , وبقى جسد ضرغام ملقى على الرض مدة يومين وبعد ذلك حملوه ودفنوه فى المدافن .

فاخذ شاور الراس وركب حصانه هو واصحابه وذهب إلى القاهرة ففتحت له الأبواب ولم يسترح من الحرب حتى بلغه وشاية ان أسد الدين يريد أن يغدر به فخاف وأغلق ابواب القاهرة وقالت أيريس حبيب المصرى رأياً آخر ( راجع كتاب قصة الكنيسة القبطية أيريس حبيب المصرى ج3 ص 151 ) وهو : " على أنه حين وصل إلى الحكم خان عهده مع نور الدين فبعث برسول إلى أمالريك ملك الفرنجة فى القدس ليساعده لمحاربة جيش نور الدين فى مصر " ولكن اسد الدولة حاصرة وتقاتلا الجيشان .

الغزاة المسلمين والأقليات من الأقباط والأرمن واليهود والسودانيين والأتراك

أمتدت أيدى جنود الغزاة المسلمين إلى سكان مصر (بابليون) من نصارى السودان والأرمن والأتراك المصريين وظلت جنود شيركوه تسوم الأقباط عذاباً حتى ترك بعضهم دينه وأعتنق الإسلام وتقول بتشر كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 108 : " وأضاع المسلمون وطنيتهم وسعوا فى إسترضاء الأتراك بدلاً من أن يتحدوا مع الأقباط ويقوموهم ولم تقم النخوه فى صدور الفريقين من مسلمين وأقباط لحماية أعراضهم ومقتنياتهم والدفاع عن أرضهم مصر , ولما إزداد الضغط على الأقباط قاموا كفريق واحد فى يوم لدفع الظالمين والظلم فأقتتل الفريقان وأستشهد من القبط الكثيرين فى ذلك الحين " وأخذ المسلمون رجالهم ونساؤهم ليبيعوهم فى سوق العبيد ونهبوا اموالهم وكانوا إذا لم يستطيعوا بيعهم فى سوق العبيد يقتلونهم وكان المنادى يقول :

على المسيحى القبطى والسودانى من يشترى كافران

وينادى على التركى المصرى يقول من يشترى تركى خليع ياتى فى الصقيع

وعلى السودانى الأسود من يشترى سويدان

ولكثرة عدد المعروض فى سوق العبيد من الأقباط والسودانيين والأرمن والأتراك كانوا يبيعونهم بثمن بخس المسيحى الواحد بعشرين درهم , ويبيعون التركى بعشرة دراهم .

 

هدم الكنائس وإستشهاد راهب قبطى أسمه شنوفة

وفى اثناء إضطهادهم أمسكوا راهب من دير أبو مقار اسمه شنوفة , وعرضوا عليه الإسلام فرفض فقتلوه وأرادوا أن يحرقوا جسده بالنار وأحضروا حطباً ووضعوا جثته عليه وأشعلوا النار  فلم يحترق جسده بالنار فتركوه ومضوا فاخذه الأقباط المسيحيين ودفنوه فى كنيسة ابى سرجه فى مصر ( بابليون - مصر القديمة الان ) فى يوم 24 من بشنس وهدموا كنائس كثير من كنائس الشهداء فى ذلك الوقت التى كانت موجودة فى ضواحى القاهرة كما نهبوا محتويات كل الكنائس الموجودة :

هدموا كنيسة الحمرا بحارة الروم البرانية وكانت الكنيسة على أسم الأنبا مينا

كنيسة الزهرى

وبعد أن هدأت الأمور أهتم القبطى الشيخ الأسعد صليب كان رئيس بالديوان باعادة بناء كنيسة الحمرا وكنيسة الزهرى وكان على قدر طاقته يعيد تعمير الكنائس الأخرى التى دمرت وحتى بعد أكالها كان يتعهدهم ويفتقدهم بالقداسات ويراعى الخدمة فيهم .

ملك الفرنجة مرى يدخل مصر بجيش ويساعدون الخليفة والوزير شاور

 ولم تنتهى الحرب بين اسد الدولة (ضرغام ) وشاور الذى كان محاصراً فى القاهرة ,ولما لم يجد شاور أن احدا يساندة أرسل إلى الملك مرى أماريك ملك الفرنجة بمال عظيم حتى يأتى بعساكره   ومما ساعد فى الإسراع بغزو مصر أن طلب مرى أمالريك ملك الفرنجة الجزية المتأخرة نظير الهدنه التى قررها على مصر من زمن تاماك الصالح طلائع وكانت 33 ألف دينار تدفع لـ بلدوين ملك الفرنجة فى أورشليم , فلما تأخر ضرغام عن دفع تلك الجزية السنوية وهجم الفرنجة على مصر بجيش جرار ليستولوا عليهاووصل الملك مرى بجيشة إلى بلبيس فأرسل إليهم ضرغام جيش بقيادة أخاه همام , فحاربهم فإنتصروا عليه وتبعوه إلى قلعة بلبيس , فلم يكن أمام همام إلا قطع جسر النهر ففاضت المياة على الأرض وغمرت جانب كبير منها فصارت المياة حاجزاً بينهما  أرسل الخليفة العاضد والوزير شاور الكثير من المال والهدايا شئ كثير فاستراح شهراً فى بلبيس ثم تحرك جيش الفرنجة ومرى ملكهم إلى القاهرة ونزل بعساكره حول القاهرة  وزحف جيش الفرنجة حتى وصل إلى الفسطاط وتجمعوا على الضفة الشرقية للنيلفلما , فلما علم اسد الدولة من العربان أن الفرنجة قد بدأوا فى غزو مصر رحل بعسكره قاصداً الصعيد فرابط أولاً شيركوة وجنود الترك على الضفة الغربية عند الجيزة وبقى الجيشان بدون تحرك وأدرك شاور خطورة الموقف فسعى لكى يحرك الوقف المتجمد على ضفتى النهر العظيم وأدرك الفرنجه أن شاور محتاجاً لقوتهم فطلبوا منه مائتى ألف دينار فوراً ومائتى ألف اخرى عند أنتصارهم ورحيل قوات الترك بقيادة شيركوه .

لأول مرة فى التاريخ يقابل أجنبى خليفة فاطمى شيعى

ولم يكتفى الفرنجة بطلب الأموال التى وصلت إلى 4 ألاف دينار إلآ أنهم طلبوا طلباً غريباً لم يكن فى الحسبان , فقد صافح الملك امالريك مندوبى الخليفة بيده فطالب المعاملة بالمثل بأن يحظى مندوبوه بمصافحة الخليفة الفاطمى الشيعى العاضد , وتقول ايريس حبيب المصرى  ( راجع كتاب قصة الكنيسة القبطية أيريس حبيب المصرى ج3 ص 152 ) ولم يكن هذا بالأمر الهين لأن الخلفاء الفاطميين كانوا قد إعتادوا أن يحيطوا أنفسهم بستار من الغموض والخفاء إلى الحد أن عدد المسلمين الذين حظوا برؤياهم كان ضئيلاً جداً .. فكيف وأن المطالبون برؤياهم هم الفرنجة ؟ وكان طلب قائد جيش أمالريك معناه أن العاهل الخفى المتعالى الذى لم يسمح لغالبية رعاياة بمقابلته سيسمح بان يظهر أمام أغراب عنه ديناً ووطناً , كما أنه لا يجوز فى شرع المسلمين أن يمثل أحد بين يدى أمير المؤمنين إلا المؤمنين بالله ورسوله وبما أن اففرنج مسيحيون فلا يجوز لهم الوقوف أمام الخليفة النبى صلعم ومصافحته.

وفشلت المحاولة الأولى ولكن أمالريك أصر على أن ينال حقة , ولم يكن شاور فى مركز يسمح له بالرفض إذ لم يكن امامه إلا التسليم بهذا المطلب أو الوقوع فى يدى نور الدين , فرضخ للفرنجة وأشرف بنفسه على ترتيب هذه المقابلة بين الخليفة العاضد ومندوبى امالريك وهما : هيو حاكم قيصرية وجيوفرى فولشر وقد وصف ستانلى بول هذه المقابلة فقال ( راجع تاريخ مصر فى العصور الوسطى ( باللغة الإنجليزية ) لـ ستانلى لاين يول ص 180) : " فإقتديا داخل ممرات سرية , ومرا خلف أبواب تغطيها الستائر ويقف أمامها حراس شاهرين السلاح , ثم وصلا إلى فناء فسيح فى الهواء الطلق تحيط به أروقة ذات أعمدة مرمرية وسقوف مزخرفة موشاة بماء الذهب والألوان الرائعة , بينما كانت أرضها من الموزايكو البديع الصنع , وحملق الغريبان فى كل مظاهر البذخ والجمال وقد امتلأت نفسهما ذهولاً إذ لم يعتادوا رؤية هذا الذوق الفنى الرفيع وهذا الترف المتناهى , وكانت كل خطوة يخطوانها بها تكشف لهما عن مظاهر جديدة من آيات الفن والرفاهية .. فهنا فسقيات مرمرية تتغنى حولها الطيور من سكان المناطق الحارة والمعتدلة وهى ذوات أصوات رخيمة وألوان آية فى التنسيق , وهناك ركن ثان من الحيوانات قد يبتدعها فنان عبقرى أو يصفها شاعر موهوب أو يحلم بها عقل ذو خيال مرهف .

ويكمل د / عبد الرحمن زكى هذه المقابلة ويصفها وصفاً دقيقاً ( روى د / عبد الرحمن زكى هذه المقابلة وراجع كتاب " القاهرة " تاريخها وآثارها _ من جوهر القائد إلى الجبرتى المؤرخ ص 20- 21) فيقول : وصل الفرنج إلى القصر الكبير حيث يقطن حيث يقطن الخليفة وفاق هذا القصر كل ما رآوه من قبل ,, وأدخل المبعوثان إلى قاعة واسعة تقسمها ستارة كبيرة من خيوط الذهب والحرير المختلف الألوان , وعليها رسوم حيوانات وطيور وبعض صور آدمية , وكانت تشع من إنعكاس ما عليها من الياقوت والزمرد والأحجار النفيسة .. وأرتفعت الحبال فجأة وأنكشفت الستارة الحريرية الذهبية بسرعة البرق كأنها ملائة خفيفة .. وظهر الخليفة الطفل ( السلطان العاضد ) لأعين الفرنج المبعوثين , وكان على وجه الأمير نقاب يخفيه تماماً وهو جالس على عرش من الذهب مرصع بالجواهر والأحجار الثمينة ..

وأستمر الجيشان على ضفتى نهر النيل فأراد مورى ملك الصليبين أن يصنع جسراً من القوارب ويعبر بجنوده عليه ويهاجم شيركوه فكانوا كلما إبتدأوا فى بناء الجسر يشغله شيركوه عن إتمامه ويهدمه ومكث الجيشان على هذه الحاله 50 يوماً

, ثم تحرك ملك الفرنجة مرى وجيش من المصريين بقيادة شاور إلى الصعيد وراء اسد الدولة شيركوه وجيشة فلما كانوا على وشك الإنقضاض عليه أنتقل وعدى بجيشة إلى البر الغربى للنيل وسار بجيشة إلى الصعيد الأعلى هرباً منهم فادركوه فى مكان يسمى البابين فى منطقة المنيا فى الصعيد ألوسط وفى هذه المعركة ظهر أسم صلاح الدين للمرة الأولى فى تاريخ مصر ودارت حرب شديدة بين الطرفين فقتل من جيشة الكثير وقتل أيضاً من الفرنجة والمصريين الكثير وأسر كل منهما أسرى من الفريق الاخر .

وهرب اسد الدين شركوه إلى الإسكندرية وتحصن فيها وتبعه الملك مرى وجيش المصريين وحاصرو الإسكندرية فلما طال الحصار , خرج اسد الدين شركوه  ليلاً من الإسكندرية وذهب إلى القاهرة ليستولى عليها وعلم مرى وشاور خطته فتبعوه وحاربوه إلى أن أتفقوا أن يعطوه مال فاخذه وذهب إلى بلاده ورجع أيضاً مرى إلى إمارته .

إستمر شاور وزيراً يحكم مصر إلى يوم السبت 8 من ربيع الأول سنة 564 هلالية .

                           

يهودى يعتنق الدين المسيحى ويتكلم اللغة القبطية

 

ويذكر أبن المقفع فى مخطوطه تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة 1999 ص 42 ج 3 أنه فى عصر البابا يوحنا تنصر رجل يهودى من عظماء اليهود وكان مشهوراً بعلمه فى ديانته اليهودية وأسمه أبو الفخر أبن أزهر , فتعمق فى المسيحية وتعلم اللغة القبطية وتعمق فيهما ونبغ فى زمن قصير , وجادله ابناء دينه باللغة العبرانية فأفحمهم وكان يفسر الأنجيل للمسيحيين , وبعد أن آمن بالمسيحية قاسى الكثير من الشدائد من المسلمين واليهود الذين إضطهدوه , لدرجة ان اليهود كانوا يعطون الكثير من المال لأصحاب السلطة والسلطان ليقتلوه وكان السيد المسيح يخلصة من أيديهم وظل أربعين سنة يمشى بين اليهود ولم يقدر أحد أن يؤذيه .

 

نياحة البابا الأنبا يوحنا الخامس البطريرك رقم 72

 

تنيح الأنبا يوحنا فى اليوم 14 من بشنس سنة 883 للشهداء فى كنيسة القديس أبو مرقورة وظل جثمانه فى الكنيسة وكان هناك حزن شديد من جميع الشعب ظلوا يصلون طوال الليل وقرأون الأنجيل وفى الصباح دفنوا جسده بالكنيسة مع جسد الأنبا غبريال البابا السابق وقال بعض الأقباط فى الكنيسة انهم تحدثوا معه عن نقل رفات الأنبا غبريال من الكنيسة إلى دير أبى مقار فرفض وقال لهم : " سيجئ من يتقل جسدى وجسده " وقد حدث ان الأنبا مرقس ابن زرعة البطريرك التالى نقل جديهما فى الصوم المقدس سنة 886 للشهداء الأبرار وكان يوم إخراجهما ليلة شاهدها الجميع وقد داوموا الصلاة والقراءة والتأمل فى الروحانيات من أول اللسل إلى آخره وحملوا أجادهم من طريق دير نهيا ودفنا فى مدافن البطاركة مع أئهما بسلاممن الرب نيح الرب نفوسهم ورزقنا الرب ببركة صلواتهم المقدسة آمين

شنودة الراهب القمص الذى رمم مخطوطات تاريخ البطاركة وسيرهم

كاتب ورمم مخطوطات سير البطاركة ذكر اسمه فى تاريخ أبن مقفع تاريخ البطاركة لساويرس أبن المقفع إعداد الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها الطباعه النعام للتوريدات سنة 1999 ص 46 ج 3 : أذكر يارب عبدك الحقير الذليل المسكين شنودة بالأسم قمص دير القديس العظيم أنبا بولا الكبير أول السواح الذى رمم هذه السير يرجوا بذلك العفو والمسامحة وغفران الخطايا بشفاعة من ذكرت باسمائهم فيها كان ترميم ذلك بالقلاية العامره فى ايام رئاسة السيد الأب لجليل المغبوط الطوباوى رئيس الرؤساء الأب المكرم بكل نوع أنبا بطرس البطريرك التاسع والمائة من عدد الآباء البطاركة أدام الرب تعالى علينا رئاسته سنيناً عديدة وأزمنة متصلة سالمة هادئة مد يده بالعمر الطويل والحياة السعيدة آمين .

 

======================================================================

المراجع

 

 

 تاريخ الكنيسه القبطيه للمتنيح القس منسى 1899- 1930م طبع على مطابع شركة تريكرومى للطباعة – مكتبة المحبة – سنة 1983 ص 391

 

قصة الكنيسة القبطية – وهى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التى أسسها مار مرقس البشير – بقلم المتنيحة أيريس حبيب المصرى- الطبعة السابعة 2000 – الكتاب الثالث ص 76- 77

 

كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 37

سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 ج2 ص 127

تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 19

(11) تاريخ ابوالمكارم تاريخ الكنائس والأديره فىالقرن 12 بالوجه البحرى طبع سنه 1999 ج1 ص 12

الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثالث ص 72

 

بئر البلسان ركب بالساقية التى تستخرج ماء من بئر البلسان وجهين لإستخراج ماءها ليروى نبات البلسان المزروع فى هذه المنطقة , وهذه البئر له خاصية أنه يشتم منه رائحة بخور صاعد له رائحة سندروس ولبان ومن الغريب أن فى المنطقة بئر أخرى ليست له رائحة ولا خاصية هذا البئر , ونبات البلسان المزروع فى نواحى منطقة المطرية يستخرج منه دهن الميرون ومن خاصية هذا الدهن ( الزيت) أنه يصير مثل السمن فى 11 توت وبابة وهاتور ويكون من برموده مدة ثلاثين يوماً إلى كيهك لا ينفع أن يستخرج منه هذا الزيت لتحوله إلى سمن , ويؤخذ هذا الزيت من النبات بطريق إحداث جروح فى النبات بشرطه بسكين ثم يطبخ على النار ويصفى من الشوائب الطين والغبار وكان يستخدمه القباط فى تكريز زيت الميرون ويستعملونه فى سر التعميد والولادة الروحانية , وكان يوجد فى هذه البئر الحجر المقدس الذى جلس على السيد المسيح والسيدة العذراء مع الشيخ يوسف النجار وكان من عادة الفرنجة والأثيوبين والنوبيين إلى وصلوا إلى مصر يتوجهوا إلى المطرية ويقيموا مذابح متنقلة ويقدسوا ويصلوا هناك بعد أن يستحموا فى ماء البئر , وكان السيد كمال الملاخ الكاتب الشهير فى جريدة الهرام قد ذكر أن إحدى ملاك الأراضى من المسلمين عندما أراد أن يبنى بناء من عدة طوابق عند حفرة للأساس أكتشف بئراً وقال السيد كمال الملاخ الصحفى ان هذه هى بئر البلسان المقدسة فقال : مالك الأرض سوف أضع فيها الأسمنت حتى تختفى من الوجود ثم بنى المالك وحدث تعتيم إعلامى عن هذه البئر وقد رايت بنفسى بقايا كنائس واحجار أثرية تحت الشارع الرئيسى الممتد من شجرة المطرية حتى الجامع الذى كان اصله كنيسة .

=======================================================================

 

 

 

 

This site was last updated 02/28/12