Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

المؤرخ : عزت اندراوس

 ظهور نظام الخلافة العربى القرشى المسلم

 إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
مدة الخلافة
مقتل الخلفاء الراشدين

 

الجزء الثانى : نظام حكم الخلافة
تشابهت انظمه الحكم فىالعصور القديمه. ويخطئ من يقارنها بأنظمه الحكم الان فهى تقريبا نظم دكتاتوريه
تؤله حكم الفرد
وسميت رئاسه الحكم بأسماء عديده مثل:: القيصرالشاه الملك الخليفه الخ وكان القياصره الرومان يأمرون بصنع  تماثيل لهم ليعبدها شعوبهم واطلق بعض الاباطره المسيحين على عرشهم اسد يهوذا أما فى الحكم العربى فكان اسمه 00الخليفه0 اى خليفه الرسول وذكر تاريخ الطبرى (1) ( أى انه خليفه نبى الله وحكمه مستمد من الله نفسه فهو يقترب من النبوه لقرابته للرسول ومبايعه المسلمين له) وأعتمدوا على عدة آيات قرآنية هى : " وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى ألأرض خليفة ( البفرة 20) .. وإذا جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح ( الأعراف 69) وأيضا .. هو الذى جعلكم خلائف فى الأرض (فاطر 29)وحدد عثمان  نظام الحكم الاسلامي الذي يستند للقواعد التالي :-
  1. الخليفه يبقي فى وظيفته مدى الحياه
  2. الخلافه هى عمل الله عز وجل فلا مراجعه عليه ولا حساب أو عقاب إن  أخطأ .
  3. بعد مبايعه الخليفه مره واحده لا تستطيع الرعيه ان تعزله وهى بذلك تعتبر مبايعه ابديه لارجوع فيها او سحبها( راجع رساله عثمان الاخيره التى إنتسخها بن سهيل فى المرجع السابق)  ويمكن الرجوع الى كتب التاريخ فى هذا الموضوع0

  4. وتذكر كتب الفقه شرط إختيار الخليفه هو ان يكون:-

أولا: قرشي
ثانيا: عربيا   ويطلق المؤرخون على النظام الخلافه العربيه إسم الدوله القريشيه لأن قبيله قريش حكمت المسلمين أكثر من تسعمائه سنه {908 تمثل الفتره منذ وفاه الرسول (10 هجريه ) حتى سقوط آخر خليفه عباسى (918هجريه ) منها 895 عاما لبنى عبد مناف بعد إستبعاد ابو بكر ( من بنى تميم ) وعمر بن الخطاب } بينما حكم الإسلام ربع قرن أو أقل                                                       
 
 فالخلفاء الرشدون قرشيون – والأمويون قرشيون – والعباسيون قرشيون – وإستمرت الدوله العباسيه بصوره رسميه ثم بصوره شكليه بعد سقوط بغداد حتى سقوط دوله المماليك فى ايدى العثمانين عام 918م – بهذا تكون قبيله قريش وأسره قريش هى أطول أسره ظلت فى الحكم فى تاريخ الإنسانيه .
5 - إستندت الخلافه الى أحاديث نبويه تقنع العامه بها وتضمن ولائهم لسلطتهم مثل الذى إستند إليه العباسيون حتى إستمر حكمهم قرابه 786 عام , ومضمونه ان الخلافه إذا إنتقلت الى أيدى أولاد العباس  ظلت فى أيديهم حتى يسلموهم الى المهدى او عيسى بن مريم . أما مراجع الحديث ومنها الصحيحان وإبن حنبل والدرامى وأبو داود تجمع على حديث قيل بطرق مختلفه موجزها هو  الأئمه من قريش

*******************************************************************************************************************************

الجزء التالى منقول (أ. هـ ) من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الناشر : مطبعة السعادة - مصر الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1

************************************************* 

بيان الأئمة من قريش
قال أبو داود الطيالسي في مسنده : [ حدثنا سكين بن عبد العزيز عن سيار بن سلامة عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الأئمة من قريش ما حكموا فعدلوا و وعدوا فوفوا و استرحموا فرحموا ] أخرجه الإمام أحمد و أبو يعلى في مسنديهما و الطبراني
و قال الترمذي : [ حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح حدثنا أبو مريم الأنصاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الأذان في الحبشة ] إسناده صحيح
و قال الإمام أحمد في مسنده : [ حدثنا الحاكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن كثير بن مرة عن عتبة بن عبدان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الخلافة في قريش و الحكم في الأنصار و الدعوة في الحبشة ] رجاله موثقون
و قال البزار : [ حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا الفيض بن الفضل حدثنا مسعر عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمراء من قريش أبرارها أمراء أبرارها و فجارها أمراء فجارها ]

 وبدأ نظام الخلافه عند العرب بأجتماع الانصار لإختيار سعد بن عباد وهو زعيم الخرزق من قريش يوم فتح مكه , وكان طلب المبايعه لنفسه بالخلافه فى إجتماع سقيفه بن ساعده فى المدينه , وسارع أبو بكر وعمر وأبو عبيده الجراح إليهم ورشحو أبا بكر, ودار حوار طويل إنتهى بمبايعه أبا بكر , إلا أن سعد بن عباده ظل رافضا لحكم أبى بكر حتى يوم وفاته , وعدم مبايعته لإبن ابى قحافه  ( أبو بكر) وأيضا عدم مبايعته لعمر بن الخطاب من بعده تعتبر تفسيرا على إختفاء أحاديث محمد عنه والإشاده بأعماله والألقاب التى خلعها عليه وموقفه من دوله قريش وسيطره قبيله قريش على الحكم كانت السبب الأساسى وراء حادثه قتله الغامضه وللتغطيه عليها أشيعت أسطوره أن الجن هى التى قتلته وقالت فى ذلك شعرا
نحن قتلنا سيد الخرزق               سعد   بن  عباده رميناه         بسهمين                فلم تخطئ فؤاده

وفى يوم السقيفه , سقيفه بنى ساعده صرح ابن ابى حقافه ( ابى بكر ) للأنصار ان الأعراب لا يدينون ( لا يخضعون ) إلا لهذا الحى من قريش ومحمد من بنى هاشم ذؤابه قريش وأعلاها فإن لم يملكوا الكثير من المال مثل بنى أميه وبنى مخزوم .. إلا أنهم الفخر والسؤدد وفى المجد ولا يباريهم أحد
عن الحسن البصري قال: لما بويع أبو بكر قام خطيبا فقال أما بعد فإني وليت هذا الأمر وأنا له كاره. . . وإذا رأيتموني استقمت فاتبعوني وإذا رأيتموني زغت فقوموني واعلموا أن لي شيطانا يعتريني فإذا رأيتموني غضبت فاجتنبوني لا أؤثر أشعاركم وأبشاركم..
ولهذ ظلت الأسره القريشيه تحكم بالإسلام مده طويله من التاريخ .
قتل أبو بكر خليفة المسلمين الأول بالسم

ثم إختار أخرون أبى بكر ودارت مناقشات طويله بين الطرفين إنتهت بمبايعه أبي بكر للخلافه ثم إتبع الخليفه ابي بكر أسلوبا جديدا وهو انه أوصى بألخلافه لعمر بن الخطاب فى كتاب مغلق بايع عليه المسلمون قبل وفاته دون علمهم بما  فيه وفرض معاويه خلافته بحد السيف0 أما خلافه يزيد فكانت بالوراثه( من كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطى) 
  عمر بن الخطاب وضع السم لابو بكر الصديق واستلم الخلافة عمر - القتل والان المسلمين هم ابناء القتلا وسبب قتل عمر أبا بكر هو مطالبته بالتنحية عن الخلافة بعد سنة من حكمه حسب اتفاقهما وكان أبو بكر قد قبل طلبه ووافق عليه إلا أنه لم يتنازل عن الخلافة ونفذ صبر عمر الذي صرح بذلك قائلا : " قال أبو بكر لي : وإنها لصائرة إليك بعد أيام فظننت أنه لا يأتي عليه جمعة حتى يردها علي فتغافل ، والله ما ذكرني بعد ذلك حرفا حتى هلك "شرح نهج البلاغة - المعتزلي 2/31 - 34.
وعملية الاغتيال في إعطاء أبي بكر طعاما مسموما قد سم مدة سنة لا ينفع معه دواء وقد سمم معه طبيبه الحارث بن كلدة فلم يتمكن من معالجة نفسه ومعالجة الخليفة
وقد أبطل عمر خلافة أبي بكر علانية أمام الناس : " أيها الناس إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن دعاكم إلى مثلها فاقتلوه " . وكان عمر أول من رفض خلافة أبي بكر بشكل رسمي يوم قال عن أبي بكر : لقد تقدمني ظالما . شرح نهج البلاغة - المعتزلي 2/31-34.اما على بن ابى طالب ظل سته أشهر بعد وفاه محمد – ملازما بيته وممتنعا عن بيعه ابن ابى قحافه ( ابى بكر ) – بحجه انه يجمع القرآن أي يحفظ القرآن ومن المعروف ان بنى هاشم خاصه والفروع الكبرى من قريش مثل بنى أميه وبنى مخزوم وبنى المغيره كانوا لهم موقف مناوئ من ابى بكر وعمر (كخلفاء ) وكان عمر يحاول إسترضائهم وذهب البعض ان على بن ابى طالب لم يبايع ابى بكر إلا بعد وفاه زوجته فاطمه إبنه محمد لأنها خاصمت إبن ابى قحافه ( ابى بكر حرمها من ميراث أبيها محمد وعطل آيه صريحه قاطعه فى القرآن " أحاديث آحاد " وكان ابن قحافه قد أخذ أموال النبى وأضافها الى بيت المال ) إن مده الخلافه الراشده لم تزيد عن 30 سنه* بدأت بخلافه ابى بكر(إبنته عائشه)  وحكم لمده سنتين و3 اشهر و 8 أيام*,ل\وكان ابى بكر اول من لقب بالصديق ولقب أيضا شيخ قريش وسيدها

ثم إتبع الخليفه ابي بكر أسلوبا جديدا وهو انه أوصى بالخلافه لعمر بن الخطاب فى كتاب مغلق بايع عليه المسلمون قبل وفاته دون علمهم بما  فيه وفرض معاويه خلافته بحد السيف  أما خلافه يزيد فكانت بالوراثه(2) اما على بن ابى طالب ظل سته أشهر بعد وفاه محمد – ملازما بيته وممتنعا عن بيعه ابن ابى قحافه ( ابى بكر ) – بحجه انه يجمع القرآن أي يحفظ القرآن ومن المعروف ان بنى هاشم خاصه والفروع الكبرى من قريش مثل بنى أميه وبنى مخزوم وبنى

المغيره كانوا لهم موقف مناوئ لخلافه ابى بكر وعمر وحاول عمر إسترضائهم

 وذهب البعض ان على بن ابى طالب لم يبايع ابى بكر إلا بعد وفاه زوجته فاطمه إبنه محمد لأنها خاصمت إبن ابى قحافه ( ابى بكر حرمها من ميراث أبيها محمد وعطل آيه صريحه قاطعه فى القرآن " أحاديث آحاد " وكان ابن قحافه قد أخذ أموال النبى وأضافها الى بيت المال )

وكان ابى بكر اول من لقب بالصديق ولقب أيضا شيخ قريش وسيدها

وقال محمد صلعم كل بنى آدم خطاء .

أما أول الخلفاء أبو بكر فقد إعترف بن أبى قحافه بأن به شيطان يعتريه بين الحين والآخر ، كنايه عن إحتمال وقوع أخطاء منه فى بعض الأوقات (5)  وهو من ضمن المبشرين العشره  بالجنه .

*******************************

المراجع

من كتاب : تاريخ الخلفاء المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م الناشر : مطبعة السعادة - مصر تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد عدد الأجزاء : 1 بيان الأئمة من قريش
(1) قال أبو داود الطيالسي في مسنده : [ حدثنا سكين بن عبد العزيز عن سيار بن سلامة عن أبي برزة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الأئمة من قريش ما حكموا فعدلوا و وعدوا فوفوا و استرحموا فرحموا ] أخرجه الإمام أحمد و أبو يعلى في مسنديهما و الطبراني
و قال الترمذي : [ حدثنا أحمد بن منيع حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح حدثنا أبو مريم الأنصاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الأذان في الحبشة ] إسناده صحيح
و قال الإمام أحمد في مسنده : [ حدثنا الحاكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعة عن شريح عن كثير بن مرة عن عتبة بن عبدان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الخلافة في قريش و الحكم في الأنصار و الدعوة في الحبشة ] رجاله موثقون
و قال البزار : [ حدثنا إبراهيم بن هانئ حدثنا الفيض بن الفضل حدثنا مسعر عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الأمراء من قريش أبرارها أمراء أبرارها و فجارها أمراء فجارها ]

(2) في مدة الخلافة في الإسلام
قال الإمام أحمد : [ حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة حدثنا سعيد بن جمهان عن سفينة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الخلافة ثلاثون عاما ثم يكون بعد ذلك الملك ] أخرجه أصحاب السنن و صححه ابن حيان و غيره
قال العلماء : لم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه و سلم إلا الخلفاء الأربعة و أيام الحسن
و قال البزار : [ حدثنا محمد بن سكين حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى بن حمزة عن مكحول عن أبي عبيدة بن الجراح قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أول دينكم بدأ نبوة و رحمة ثم يكون خلافة و رحمة ثم يكون ملكا و جبرية ] حديث حسن
و قال عبد الله بن أحمد : [ حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ] أخرجه الشيخان و غيرهما و له طرق و ألفاظ : منها [ لا يزال هذا الأمر صالحا ] ومنها [ لا يزال الأمر ماضيا ] رواهما أحمد ومنها عند مسلم [ لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا إن أول دينكم بدأ نبوة و رحمة ثم يكون خلافة و رحمة ثم يكون ملكا و جبرية حديث حسن
و قال عبد الله بن أحمد : [ حدثنا محمد بن أبي بكر المقدسي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا ابن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يزال هذا الأمر عزيزا ينصرون على من ناوأهم عليه اثنا عشر خليفة كلهم من قريش ] أخرجه الشيخان و غيرهما و له طرق و ألفاظ : منها [ لا يزال هذا الأمر صالحا ] ومنها [ لا يزال الأمر ماضيا ] رواهما أحمد ومنها عند مسلم [ لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا ؟ فقال : سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال [ اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ] ]
قال القاضي عياض : لعل المراد بالاثنى عشر في هذه الأحاديث و ما شابهها أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة و قوة الإسلام و استقامة أموره و الاجتماع على من يقوم بالخلافة و قد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب بني أمية و وقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد فاتصلت بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم
قال شيخ الإسلام ابن حجر في شرح البخاري : كلام القاضي عياض أحسن ما قيل في الحديث و أرجحه لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحه : [ كلهم يجتمع عليه الناس ] و إيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته و الذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ثم اجتمعوا على ولده يزيد و لم ينتظم للحسين أمر بل قتل قبل ذلك ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل الزبير ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام و تخلل بين سليمان و يزيد عمر بن عبد العزيز فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين و الثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام فولي نحو أربع سبين ثم قاموا عليه فقتلوه و انتشرت الفتن و تغيرت الأحوال من يومئذ و لم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك لأن يزيد بن الوليد الذي قام على ابن عمه الوليد بن يزيد لم تطل مدته بل ثار عليه قبل أن يموت ابن عم أبيه مروان بن محمد بن مروان و لما مات يزيد ولي أخوه إبراهيم فقتله مروان ثم ثار مروان بنو العباس إلى أن قتل ثم كان أول خلفاء بني العباس السفاح و لم تطل مدته مع كثرة من ثار عليه ثم ولي أخوه المنصور فطالت مدته لكن خرج عنه المغرب الأقصى باستيلاء المروانيين على الأندلس و استمرت في أيديهم متغلبين عليها إلا أن تسموا بالخلافة بعد ذلك و انفرط الأمر إلى أن لم يبق من الخلافة إلا الاسم في البلاد بعد أن كان في أيام بني عبد الملك بن مروان يخطب للخليفة في جميع الأقطار من الأرض شرقا و غربا يمينا و شمالا مما غلب عليه المسلمون و لا يتولى أحد في بلد من البلاد كلها الإمارة على شيء منها إلا بأمر الخليفة
و من انفراط الأمر أنه كان في المائة الخامسة بالأندلس وحدها ستة أنفس كلهم يتسمى بالخلافة و معهم صاحب مصر العبيدي و العباسي ببغداد خارجا عمن كان يدعي الخلافة في أقطار الأرض من العلوية و الخوارج
قال : فعلى هذا التأويل يكون المراد بقوله : [ ثم يكون الهرج ] يعني القتل الفاشي عن الفتن وقوعا فاشيا و يستمر و يزداد و كذا كان
و قيل : إن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة إسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق و إن لم تتوال أيامهم و يؤيد هذا ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الخلد أنه قال : [ لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحق منهم رجلان من أهل بيت محمد صلى الله عليه و سلم ] و على هذا فالمراد بقوله : [ ثم يكون الهرج ] أي الفتن المؤذنة بقيام الساعة : من خروج الدجال و ما بعده انتهى
قلت : و على هذا فقد وجد من الاثني عشر خليفة الخلفاء الأربعة و الحسن و معاوية و ابن الزبير و عمر بن عبد العزيز هؤلاء ثمانية و يحتمل أن يضم إليهم المهتدي من العباسيين لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية و كذلك الطاهر لما أوتيه من العدل و بقي الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنه من آل بيت محمد صلى الله عليه و سلم

 

This site was last updated 09/25/11