عيسى المسيح بالقرآن ليس هو يسوع المسيح بالإنجيل
عيسى بالقرآن لم يصلب ولم يموت بل شبه به بينما يسوع بالإنجيل صلب ومات وقبر وقام
من هم الذين قالوا ؟
حول صلب المسيح: تساءلات لغوية ومنطقية للآية القرآنية الوحيدة واليتيمة(سورة النساء 157) "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا "
وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ .. تبدأ هذه ألاية بكلمة " وقولهم" وهذا (فعل مبني للمجهول لأننا لا نعرف من قام بفعل القتلِ) ونسأل .. من هم الذين قالوا ياشيوخ المسلمين؟ تفاسير شيوخ الإسلام التى كتبوها بعد ظهور الإسلام ب، 150 سنة لا تحدد بالضبط من الذين قالوا ؟
وفيما يبدو أن هذه العبارة ختم بها المسلمين مناقشتهم مع طوائف أخرى إلا أن القرآن لم يذكر كامل المناقشة ولم يحدد هذه الطائفة فبدى الأمر مبهما ولغزا محيرا وصعبا فى فهم ما قصده بكلمة "قولهم" وتبارى شيوخ اففتاء فى الإدلاء بأفكارهم وتعددت آرآئهم فى تفسير هذه الاية فإختلفوا وعندما تتعدد الآراء ويختلف المفسرين يظهر عدم التيقن فى التفسير
الله بالقرآن قال: ما قتلوه وما صلبوه بدون إثبات الخبر لمصداقيته
ويعود اختلاف آية (النساء157) القرآنية المنزلة من الله (1) حسب العقيدة الإسلامية عن الإنجيل فى موضوع صلب المسيح إلى أن القرآن أهمل عن عمد سرد تفاصيل قصة المسيح وذكره بأسلوب التعميم وعدم الإكثرات بسرد التفاصيل والإكتفاء بالنتيجة دون الإيضاح للأسباب التى أدت إليها بطريقة أسلوب العرافين والمنجمين فى قولهم : أمامك سكة سفر .. ونقطتين وهايجيلك الفرج .. ألخ دون الإيضاح إلى مكان السفر أو من أين ياـى الفرج والعرافة أو التكهن أو قراءة الطالع تعتمد على قدرة العراف فى الخداع والإيهام بأنه يتمتع بقوة خارقة للطبيعة هى التى توحى إليه تتنبا عن المستقبل أو تذكر الأحداث أو تبحث عن الأشياء المخفية فى الماضى
وبما أن القرآن كتاب دينى فى نظر المسلمين والآخرين فكان لا بد أن يثبت مصداقيته فى كل كلمة مكتوبة فيه كعادة الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية مما يبرهن بانها من الله حقا خاصة أن الإسلام ليس به معجزات ويقولون أن معجزة ألإسلام هو القرآن فاين هنا هذه المعجزة فذكر خبرا بأن المسيح لم يصلب وإنما شبه به ولم يذكر تفاصيله وأحداثه وجعل شيوخ الإسلام يتخبطون ويختلفون فى تفسيره وكل واحد يدلوا بدلوه فإختلفوا ولم يتفقوا وهذا حدث أيضا فى غيرها من قصص الأنبياء فأورده مفككة مبعثرة فى مواضع مختلفة بالسور فلم يذكر فى هذه القصص الأحداث والزمان والمكان وأسماء الملوك والأشخاص المعاصرين أو الطوائف وغيرها من حبكة القصة .. لهذا لا يمكن إعتبار القرآن كتاب موحى به من الله ..هذا إذا قارناه بكتب الأنبياء فى التوراة والإنجيل .. القرآن كتاب مبهم غامض غير متسلسل الأحداث والموضوعات وأسماء سورة غريبة ليس لها علاقة بمحتوى ما هو مكتوب بالسورة
وهذا مما لاحظة الباحث التونسي بسام الجمل، أن هذه قصص الأنبياء تنسحب على الخطاب القرآني النازع إلى إلغاء المرجعيات التاريخية المسيحية وعدم الاهتمام بتعيين الأسماء وتحديد الأمكنة والأزمنة، وهو ما واجهه المُفسرون بالسعي إلى ضبط الوقائع وتعيين المطلق من الأسماء والتدقيق الزمني للأحداث، أي إعادة تشكيل الظروف التاريخية لأسباب النزول (1)
(1) (سُام الجمل “أسباب النزول علما من علوم القرآن” / الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي ومؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث = الطبعة الثانية 2013 (ص 186 – 187).)
فى المقابل الإنجيل ذكر أحداث لا تقبل الشك فالتلاميذ الحواريين الذين علمهم المسيح ثلاث سنين رأوا بعيونهم القبض عليه وصلبه وموته وأهل أرشليم وكهنة اليهود خامنوه ثلاث محامات ثم سلموه للرومان والوالى الرومانى بيلاطس البنطى حاكمه ثلاث محاكمات مدنية ثم ساقوه فى شوارع القدس حاملا الصليب وصلبه الرومان على تلة خارج باب الزاوية (باب هيرودس) أحد ابواب اورشليم حيث كان يشاهد المسيح مصلوبا الخارج والداخل من أهل المدينة وكان تحت الصليب يؤحنا تلميذه وامه مريم ودفن بقبر بالقرب منه وقام وهذا مثبوت تاريخيا فى سجلات الإمبراطورية الرومانية وغيرها من مخطوطات المؤرخين
ولكن بعد حوالى 600 سنة يأتى قرآن الإسلام ليقول هذا لم يحدث وأن المسيح لم يصلب ونقول هنا أنه على القرآن (النساء 157) المدعي بعدم صلب المسيح عبء تقديم البينة؛ لأنه يدعي أمراً يخالف الأصل أو الظاهر فليقول لنا إذا من قال إنا قتلنا المسيح "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ (النساء 157) !!!
(1) راجع الكتاب الأول من "عن العرافة" الذي كتبه شيشرون بعد مصرع يوليوس قيصر عام 44 ق. م ترجمة للعربية توفيق الطويل 1946م)
تفسير الاية النساء 157 عن الصلب والشبه .. مفسرين القرآن فشلوا فى التفسير
القرطبى مفسر القرآن عاش القرطبى فى الفترة (1214 م - 1273م) ولهذا ينبغى لنا أن نأخذ فى الإعتبار القاعدة التاريخية التى تقول :" أنه كلما بعد زمن كاتب التاريخ ومكانه كلما قلت مصداقيته " والقرطبى ولد فى مدينة قرطبه باسبانيا وعاش بعد المسيح بـأكثر من 1200 سنة مما يجعل ما قاله فى تفسيره لا يمكن الوثوق فيه لبعده زمانيا ومكانيا عن مكان ميلاد المسيح وموته بالصلب بالمقارنة بما جاء فى الإنجيل وكتب التاريخ التى عاصرت المسيح او كانت قريبة منه
والقرطبى مثل مؤرخى الإسلام لا يذكر رأى واحد بل عدة آراء حول كلمة "قولهم" وكلمة "الشبية" مما يجعل القارئ يحتار أى رأى هو الصحيح أم أن كل الآراء ليست صحيحة وأنها من إجتهادات الشيوخ وتأليفهم وأورد القرطبى فى تفسيرة لآية النساء 157 ثلاثة آراء من الطوائف الدينية الذين قالوا أنهم قتلوا المسيح : [" وقيل : اختلافهم أن النسطورية من النصارى قالوا : صلب عيسى من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته . وقالت الملكانية : وقع الصلب والقتل على المسيح بكماله ناسوته ولاهوته وقيل : اختلافهم هو أن اليهود قالوا : نحن قتلناه ؛ لأن يهوذا رأس اليهود هو الذي سعى في قتله . وقالت طائفة من النصارى : بل قتلناه نحن . وقالت طائفة منهم : بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه " ] أ. هـ
الرأى ألأول فى تفسير القرطبى : " اليهود قالوا : نحن قتلناه ؛ لأن يهوذا رأس اليهود هو الذي سعى في قتله"
المعترض :
1 - المعترض يقول أن اليهود لم يكونوا هم الذين قالوا العبارة القرآنية عربية التى وردت فى (النساء 157) : "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ " لأن اليهود لم يقتلوا أو يصلبوا المسيح وإنما الذين صلبوه هم الرومان الذين كانوا يحتلون أرض إسرائيل :كما أن اليهود لا يتكلمون اللغة العربية والذين قالوا فى الآية المذكورة الذين يتكلمون باللغة العربية
2 - إسم المسيح "عيسى"عربى هو إسم إسلامى قرآنى ظهر بعد المسيحية ب 600 سنة اليهود يتكلمون باللغة العبرية (الآرامية) وإسم المسيح عند اليهود "يَهوشَع" اسم عبري معناه "يهوه خلاص" (بالعربى يشوع / يسوع)
3 - أما قول اليهود رسول الله فاليهود لا يؤمنوا بأن المسيح رسول الله لأن إله اليهود يهوه وليس الله
4 - اليهود لم يؤمنوا ويعترفوا بالمسيح حتى الآن فلهذا من المستحيل أن يقولوا إنا قتلنا المسيح
الرأى الثانى فى تفسير القرطبى: " وقالت طائفة من النصارى : بل قتلناه نحن"
المعترض : هذا أعجب رأى يورده القرطبى لأن النصارى طائفة آمنت بالمسيح الناصرى نبيا فكيف يقتلون النبى الذى آمنوا به؟
عقيدة الفداء تظهر فى الفرق بين عيسى المسيح فى القرآن ويسوع المسيح فى الإنجيل
يعلن الإنجيل معنى أن المسيح كلمة الله وروح منه وعمل المسيح (عب 1: 1- 2) 1 الله، بعد ما كلم الاباء بالانبياء قديما، بانواع وطرق كثيرة، 2 كلمنا في هذه الايام الاخيرة في ابنه، الذي جعله وارثا لكل شيء، الذي به ايضا عمل العالمين 3 الذي، وهو بهاء مجده، ورسم جوهره، وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته، بعد ما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا، جلس في يمين العظمة في الاعالي، 4 صائرا اعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسما افضل منهم" وتشير هذه الايات إلى أن المسيح فدى البشرية بعبارة : " صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا" أى أن الضحية الحيوانية الدموية التى يقدمها الدين اليهودى والإسلامي ألغيت بفداء المسيح
عقيدة الفداء في المسيحية -أن الرب يسوع المسيح، صنع فداءً للعالم أجمع وللبشرية كلها- نجدها واضحة كل الوضوح في كتابات العهد الجديد بنفس المفهوم اليهودي القديم: إنه فدانا، ومات نيابةً عنا، على نحو ما كان الحيوان البريء يُذبح ويموت نيابةً عن إنسان مذنب... فالمسيح بقبوله الموت على الصليب. جعل نفسه بديلًا عن الإِنسان، ونُقلت عقوبة الخطية ومسئوليتها التي على الإنسان ووضعت على رأس المسيح. وهذا هو ما يعنيه إشعياء بقوله: "الرب وُضع عليه إثم جميعنا" (إش 6:53).
مسيح اليهود
ينتظر اليهود مسيحا يطلقون عليه إسم "المسيا المنتظر" وتشتق كلمة المسيا من الكلمة العبرية "mashiach" (المسيح) وهي تعني "الشخص الممسوح" أو الشخص المختار". والمقابل اليوناني لها هو كلمة Christos، وفي الإنجليزية Christ. والإسم "يسوع المسيح" هو نفسه "يسوع المسيا". كان مسح الشخص بالزيت في زمن العهد القديم علامة على تخصيص الله ذلك الشخص أو تعيينه للقيام بدور معين. وبالتالي، فإن :الشخص الممسوح" في العهد القديم كانوا يمسحون أنبياء أو كهنة أو ملوك وهم أشخاص لهم هدف خاص عينه الله لهم ليقوموا به فى حياتهم
توقع اليهود في أيام يسوع أن ينقذ المسيا كقائد حربى يقود شعب إسرائيل للحرية فى ثورة مسلحة للتخلص من الحكم الإمبراطورية الرومانية وتأسيس مملكة أرضية (أنظر أعمال 1: 6) مسيح يخلصهم بالسيف .
خلاص الله للبشر في عصر الناموس
مسيح المسيحية مسيح الخلاص
ولما كان تلاميذ من اليهود فلم يدركوا المعنى الحقيقي لنبوات العهد القديم عن عمل المسيا إلا بعد قيامة يسوع من الأموات (أنظر لوقا 24: 24-17).
دخل يسوع المجمع اليهودى بالناصرة حسب عادته حضور المجمع يوم السبت وقام ليقرأ وكان السفر اليهودى الذى يقرأنه هو سفر اشعيا فقرأ "روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق." (إش 61: 1). ثم طوى السفر وإبتدأ يسوع يقول لليهود الحاضرين "فابتدا يقول لهم: «انه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم». (لو 4: 21) فرفض يهود الناصرة الإيمان به مسيحا وقالوا اليس هذا إبن يوسف لأنهم ينتظرون مسيحا يقودهم فى حروب دامية ويخلصهم من حكم الإمبراطورية الرومانية
ولكن المسيا "ممسوحًا" كما قال يسوع «روح الرب علي، لأنه مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية،" (لو 4: 18)
أولاً لينقذ شعبه "روحيًا"؛ أي أن يفديهم من الخطية (يوحنا 8: 31-36). وقد حقق هذا الخلاص من خلال موته وقيامته (يوحنا 12: 32؛ يوحنا 3: 16). في ما بعد، سوف يخلص المسيا شعبه من أعدائهم الجسديين عندما يقيم ملكوته على الأرض (أنظر اشعياء 9: 1-7).
كان يسوع الناصري هو المسيا حسب نبوات الأنبياء اليهود (لوقا 4: 17-21؛ يوحنا 4: 25-26).
ونرى أدلة عبر العهد الجديد أن يسوع هو الشخص المختار: "وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يوحنا 20: 31). كذلك نسمع شهادات أن يسوع هو "الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ" (متى 16: 16). والدليل الأكبر على أن يسوع هو بالفعل المسيا الموعود، الشخص الممسوح من الله، هو قيامته من الأموات. يقدم سفر الأعمال 10: 39-43 شهادة شهود العيان على قيامته وحقيقة كونه "الْمُعَيَّنُ مِنَ اللهِ دَيَّاناً لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ".
يقوم يسوع بدور الوظائف التى كان يمسح بها الشخص للقيام بعمل حصصه الله له لوظيفة معنية وقد قام يسوع بكل هذه الوظائف فكان نبيا وكاهنا وملكا، وهذا دليل آخر على كونه المسيا. هو نبي لأنه جسَّد كلمة الله وكرز بها (أنظر يوحنا 1: 1-18؛ 14: 24؛ ولوقا 24: 19)؛ وكاهن، لأن موته يكفر عن خطايانا ويصالحنا مع الآب (أنظر عبرانيين 2: 17؛ 4: 14؛ وملك لأنه بعد قيامته أعطاه الله كل سلطان (أنظر يوحنا 18: 36؛ أفسس 1: 20-23؛ ورؤيا 19: 16).
خلاص الله للبشر في عصر النعمة
موعظة المسيح على الجبل | عظات مسيحية | ما هو الخلاص وكيف نربحه من الله؟
في وقت متأخر من عصر الناموس أصبح الناس أكثر فسادًا، ومن يحفظون الناموس والوصايا صاروا أقل. كانوا يفعلون أشياءً كثيرة تسيء إلى شخصيات الله؛ مثل عبادة الأصنام وارتكاب الزنا وتدبير المكائد، وارتكاب السطو والسرقة، والطمع والفساد. كانوا يقدمون حمامًا وعجولًا وتيوسًا عرجاءً وعمياءً كذبائح لله. الله بار وقدوس، لذا تصرفات الناس هذه قادتهم حتمًا للموت بحسب الناموس، لأنهم أساءوا إلى شخصية الله. ومع ذلك فالله يحب البشر ولا يريد إبادة كل البشرية، لذا فهو شخصيًا صار جسدًا وجاء للأرض. أنهى الرب يسوع المتجسِّد عصر الناموس وبدأ عصر النعمة؛ وعبّر عن طريق التوبة، مزودًا البشرية بطريق جديد للممارسة. علَّم الناس كيف يغفرون ويتسامحون، وكيف يحبون أعدائهم ويغفرون للآخرين إلى سبعين مرة سبع مرات. وكذلك شفى الرب يسوع المرضى وأخرج الشياطين، وعمل كل أنواع المعجزات، وكلما اعترف الناس بصدق غفر لهم الرب يسوع خطاياهم بتسامحه وطول أنْاته العظيمين. وأخيرًا سُمِّرَ على الصليب مقدمًا ذبيحة خطية نهائية عن البشر. حمل جميع خطايا البشر، محققًا عمل الفداء لعصر النعمة. هذا هو الخلاص الذي قدمه الله للبشر في عصر النعمة. بقبول خلاص الرب يسوع، والصلاة باسمه، والاعتراف والتوبة إلى الرب، يمكن افتداء خطايانا، ويمكننا التمتع بالسلام والفرح اللذين يقدمهما لنا الله. هذا هو ربح خلاص الله في عصر النعمة.
المصدر: كتاب الكنيسة المسيحية في عصر الرسل - الأنبا يوأنس أسقف الغربية
171- عقيدة الفداء والصلب
ويوضح القديس بولس هذا المفهوم فيقول: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب ملعون كل مَنْ عُلِقَ على خشبة" (غل 13:3).
"الذي لم يعرف خطية، صار خطية لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه" (2 كو 21:5). وواضح أن الرسول يتكلم في هذه الآية كما لو كان المسيح ذبيحة خطية... "إذ نحن نحسب هذا أنه إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذًا ماتوا" (2 كو 14:5)... "أسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله، رائحة طيبة" (أف 2:5)... "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة، مولودًا تحت الناموس، ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني" (غل 4: 4،5). "ومنه أنتم بالمسيح يسوع، الذي صار لنا حكمة من الله وبرًا وقداسةً وفداءً" (1 كو 30:1).
ويوضح الرسول فعالية ذبيحة المسيح الفدائية الكفارية، فيقول: "الذي فيه أنا الفداء، بدمه غفران الخطايا، حسب غنى نعمته" (أف7:1؛ كو14:1)... ويبين استمرار فعاليتها فيقول: "وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس، فوجد فداءً أبديًا" (عب 12:9)... أما عن حدودها، فقد أوضح الرب يسوع نفسه أن فداءه يشمل كافة البشرية (مت28:20؛ مر45:10)... والرسول بولس يؤكد هذا المعنى فيقول: "الذي بذل نفسه فِديةً لأجل الجميع" (1 تي 6؛ 2 كو14:5).
الصليب فى المسيحية :
رمز مسيحى .. لأنه يتصل الصليب اتصالًا وثيقًا بعقيدة الفداء... وقد اعتقدت الكنيسة منذ نشأتها بأنه قوتها وفخرها ومجدها... والأمر واضح في كتابات القديس بولس والآباء الرسوليين:
فهو قوة الله... "إن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهو قوة الله... نحن نكرز بالمسيح مصلوبًا" (1 كو18:1، 23).
وهو موضوع تطلع المؤمنين الدائم (لأني لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا) (1 كو2:2)... ويعاتب الغلاطيين وينسب لهم الغباء في الفهم لأنهم يتجاهلون يسوع المسيح المصلوب... "أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم(13) يسوع المسيح بينكم مصلوبًا" (غل1:3).
وهو موضوع فخر المؤمن "وأما من جهتي فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صُلِبَ العالم لي وأنا للعالم" (غل 6: 14).
ويقول أغناطيوس الشهيد في رسالته إلى الأفسسيين: [إن روحي مكرسة للصليب، الذي هو عثرة لغير المؤمنين، لكنه خلاصنا وحياتنا الأبدية](14)... ويصوره في موضع آخر بشجرة، غصيناتها هم المؤمنون، وعصارة الشجرة هي دم المسيح(15).
والشهيد بوليكاربوس في رسالته إلى أهل فيلبي يقول: [كل مَن لا يعترف بأن يسوع المسيح قد أتى في الجسد هو ضد المسيح. ومَن لا يعترف بموته على الصليب فهو من إبليس](16).
ويوستينوس الشهيد في حواره مع تريفو اليهودي، يتكلم كثيرًا عن الصليب ورموزه في العهد القديم(17)... كما أشار إليه وإلى البركات النابعة منه كاتب رسالة برنابا
مسيح الإسلام
يؤمن المسيحيين بعقيدة الفداء على الصليب وهم لا ينكرون إيمانهم عندما يخيروا بين النجاة من السيف أو الموت يختارون الموت وقد بدأ تمسكهم بهذه العقيدة من إستشهاد تلاميذ المسيح ورسله على إسم المسيح الذين مفضلين الموت متمسكين بإيمانهم بان يسوع فداهم بالموت على الصليب .. فى عصر الإمبراطورية الرومانية الوثنية حتى عصر الإحتلال الإسلامى لمصر وحتى الان
إذا المسيحى لا يهرب من الموت ويفضل الإستشهاد مؤمنا بعقيدة فداء المسيح على الصليب ولكن على العكس نجد فى الإسلام أن مجمد وضع مكانه على إبن أبى طالب فى فراشه عندما كان يبحث عنه أهل قريش وهذا سبب نزول (سورة البقرة الآية 207 ) المعروفة آية الشراء أو آية ليلة المبيت، : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ یَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾ وهى الآية المعروفة بآية ليلة المبيت تعتبر عند الشيعة إحدى الآيات الواردة في فضائل الإمام علي
حديث أخرجه الإمام/ أحمد بن حنبل وهذا موضع الشاهد:
قال وشرى (الشراء) علي نفسه لبس ثوب النبي ثم نام مكانه قال وكان المشركون يرمون رسول الله لى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر وعلي نائم قال وأبو بكر يحسب أنه نبي الله قال فقال يا نبي الله قال فقال له علي إن نبي الله لى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار قال وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثم كشف عن رأسه فقالوا إنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك
وقال أحمد محمد شاكر (5/25) : إسناده صحيح .
وهو في مجمع الزوائد 9 : 284 وقال: "رواه أحمد، ورجالُه رجال الصحيح
وكرر القرآن نفس القصة ووضعها على المسيح بتبديل مكانه بأسطورة "الشبه" وأنقذه كما أنقذ محمد نفسه بوضع على مكانه بأن وضع مكان المسيح شخصا آخر ليصلب وإختلف شيوخ التفسير والفتاوى فيمن هو الشبية الذى صلب بدل المسيح دليل على تخبطهم
رفعه الله إلى السماء
صلب المسيح وموته وقيامتة هو إحدى النقاط الأساسية فى إختلاف الإسلام عن المسيحية وهى عقيدة نشأت المسيحية فى القرن الأول الميلادى فى أورشليم بإسرائيل الآن وإنتشرت المسيحية عبر التاريخ وهم يؤمنون وإستشهد الملايين منهم بداية من تلاميذ المسيح ورسله مقرين بأنهم يؤمنون بصلب المسيح وموته وقيامتة (حتى البدع والهرطقات التي خرجت من المعتقد المسيحي واليهودى أقرت بحقيقة صلب المسيح) ،
إلاّ انّ المسلمين الذين ظهروا فى الجزيرة العربية بعد المسيحية بـ 600 سنة لايعتقدون بهذه الحقيقة بدون أى سند تاريخى إلا القرآن الذى توجد شبهات حول جمعه ويستندون الى ألآية القرآنية (النساء 157) اليتيمة اعلاه ولهذا يعتقدون أنَّ اليهود لم يقتلوا المسيح عيسى ، بل لم يصلبوه أصلاً، إنما رفعه الله إليه دون أن يمسوه. والذي صُلِبَ هو شخص آخر!!!.
" بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا" [سورة النساء:157-158]
وهذا رأى فى تفسير القرطبى : وقالت طائفة منهم : بل رفعه الله إلى السماء ونحن ننظر إليه " ولم تستند آراء المفسرين على أى برهان أو دليل تاريخى بل كلها من تأليفهم وكلهم عاشوا بعد ظهور الإسلام بـ 150- 200 سنة فى فارس (إيران حاليا) أى انهم ألفوا كتبهم كانت بعد ميلاد المسيح وصلبه بحوالى 800- 850 سنة
طريقة موت المسيح فى (سورة النساء 157) مبهمة وغامضة ولا دليل عليها
لغموض آية النساء 157 القرآنية "وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم" ولعدم وضوح طريقة موت المسيح تبارى مفسرى القرآن فى تفسيرها لإثبات صدقها فجاءت متناقضة كما اختلف مفسري المسلمين فى التفاصيل التى ذكروها ففشلوا فى تفسيرهم . ونراجع تفاسير علماء المسلمين لأتهم تصادموا باحداث التاريخ (التى يمكن قبولها في المحاكم كادلة)
ويظهر تضارب مفسرين المسلمين للآية القرآنية 157 من سورة النساء ، فيما اذا كان حدث صلب يسوع المسيح حدث واقعيا ام لا . فإذن يبطل الحكم في صحة الحكم على صلب او عدم صلب المسيح .مع العلم المفسرون المسلمون ليسوا شهود عيان على حادثة صلب المسيح ، لابل جاءوا بعد حوالي 800 سنة بعد الحادثة ومن أماكن يعيدة عن مكة فالقرطبى مثلا من مدينة قرطبه فى اسبانيا والآخرون من فارس (إيران حاليا) ، ليجتهدوا في تفاسيرهم وتتضارب وتتناقض اقوالهم لتخالف ابسط مبادئ قوانين المحاكم القضائية .
مفاجأة : أيات قرآنية تقر بموت المسيح
بينما يفسر المسلمون ألاية (سورة النساء 157) بأن المسيح صعد حيا للسماء ولم يصلب ويموت قبل ذلك ولكن نفاجأ أن ألآيات القرآنية التالية تؤكد إنّ يسوع المسيح(عيسى) مات (اذا علماء المسلمين لم يلوون معانيها ) كما في (سورة ال عمران 55) :" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ--- إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا"
وويقول المسيح لله في (سورة المائدة آية 119): { فلما توفـيـتني كنت أنت الرقيب عليهم}
وجاء ايضا في (سورة مريم 15) :(سَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا )
من خلال الآيات اعلاه فإن المسيح مات ولا ارى حديثا لصورة موته ولكن إعتراف بان المسيح مات ( اما طريقة الموت فلم تذكر) .
الأسئلة المطروحة على المسلمين :
هل فعلا قصد القران ان ينكر صلب المسيح؟
هل هناك ادلة في القرآن تؤكّد صلب المسيح وموته وقيامته ، ام أنَّ العلماء المسلمين فسّروا القرآن تفسيرا خاطئا بسبب عدم معرفتهم بلغة القرآن السرياني قبل ترجمته الى اللغة العربية ؟
في القرآن جميع الأنبياء ماتوا ودفنوا ، ومنهم من قتلهم اليهود ، كما جاء في الآية (61 من سورة البقرة) :(وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ (اليهود) كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾
ولم يشار لهم (الأنبياء)- سواء في الكتاب المقدس او القران - ان الله رفعهم الى السماء ، فلماذا يسوع المسيح دون ألأنبياء رفعه الله دون ان يموت ، في حين انّ محمد رسول المسلمين مات حاله حال جميع الأنبياء ؟.
اليست الآيات اعلاه تؤكد على موت يسوع المسيح وبعد موته رفع الى السماء وسوف يُبعث حيّا (اي سياتي في نهاية الزمن يوم المعشر كما في الكتب الأسلامية ؟
عبارة : " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" فى الآية ( سورة النساء 157)
المسيح صلبه الرومان كعقوبة رومانية مدنية ولم يصلبه اليهود كعقوبة دينية كتابية ولا المسلمين كعقوبة دينية قرآنية كما نصت النصوص الدينية اليهودية والإسلامية
فى ألاية (النساء 157) ذكر القرآن عبارة " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ" وكما نرى أن كلمة قتلوه فى هذه الآية سبقت صلبوه وهى العقوبة التى تنفذها شريعة الإسلام فى المتهم بقتله قبل صلبه أى صلب جثته
السؤال المطروح للمناقشة والذى يطرح نفسه هو : هل صُلب المسيح أى قتل بسبب الصلب ثم مات على الصليب أم قتل ثم صُلب ؟
تذكر الأناجيل والكتب التاريخية أن المسيح حوكم مدنيا أمام والى رومانى أسمه بيلاطس وعوقب طبقا للقوانين الإمبراطورية الرومانية بصلبه حيا والتهمة التمرد ولم يعاقب دينيا بالشريعة اليهودية التى تشبه العقاب بالشريعة الإسلامية والتى تقضى بالحكم بقتل المتهم المدان ثم صلب جثتة (التمثيل بجثته)
قصة صلب يسوع قصة معروفة ومدونة بالعهد الجديد وهناك نبؤات عن صلب المسيح فى العهد القديم (التوراة)وصلب المسيح ومؤيد تاريخيا ويؤمن المسيحيين منذ القرن الأول الميلادى أنه تم القبض على يسوع ثم تعذيبه ثم صلبه ثم قتل أو مات .
وقصة صلب المسيح بالإنجيل مثبته بتفاصيل دقيقة بداية من القبض عليه فى بستان جسثيمانى ثم إقتيادة إلى بيت قيافا رئيس الكهنة ومحامته هناك ثلاث محاكمات دينية ليلا وفى الصباح أخذوه وذهبوا إلى بيلاطس الوالى الرومانى وحاكمه ثلاث محاكمات مدنية وحكم عليه بالصلب والموت على الصليب وكتب عنوان تهمته وعلقت فوق رأسه على الصليب وكانت : " المسيح ملك اليهود" أى أنه تمرد ضد الإمبراطورية الرومانية وعلقوها على الصليب ومات المسيح على الصليب
وعن عقوبة صلب الإنسان حيا التى كانت تنفذ فى الإمبراطورية الرومانية كتب / أليسون غي - فى وكالة الأنباء العالمية بي بي سي بتاريخ 8 مايو/ أيار 2014
[ وكانت عقوبة الصلب تستخدم في تنفيذ أحكام الإعدام في الإمبراطورية الرومانية قبل ميلاد المسيح بفترة طويلة.
"المثال الشهير على ذلك هو سبارتاكوس"، على حد قول ماري بيرد، مؤرخة بجامعة كامبردج، في إشارة إلى العبد والمصارع الروماني الذي لقي حتفه عام 71 قبل الميلاد، بعدما قاد تمرد الرقيق.
وقالت بيرد إنه تم إعدام 6,000 شخص من أتباع سبارتاكوس بنفس الطريقة.
وأضافت: "كان الصلب هو المستخدم في الإعدام في الإمبراطورية الرومانية القديمة – روما في القرن الأول الميلادي. ولم يكن الصلب يطبق على المواطنين الرومانيين. وقد صلب القديس بطرس في روما – والفرق في استشهاد بطرس وبولس هو أن بولس مواطن روماني وبطرس ليس كذلك".
ويعتقد أن بولس أعدم بقطع رأسه، وهو شكل أسرع من أشكال الإعدام يكرم به من يدان من المواطنين الرومانيين ، فالصليب فيه إهانه وتعييرا وتعذيبا وبالتالي كان مفضلا عن الصلب.
ومنع الإمبراطور الروماني قسطنطين عقوبة الصلب في القرن الرابع الميلادي. وبعد مرور أكثر من 1000 عام، عاد الصلب إلى الظهور مرة أخرى باعتباره وسيلة لقتل المسيحيين في اليابان.
وفي عام 1597، صلب 26 مسيحيا في ناغازاكي، كما أعدم مئات آخرين بنفس الطريقة خلال القرن التالي.
وأشار تيمون سكريتش، أستاذ التاريخ الياباني بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، إلى أن السبب وراء اللجوء إلى الصلب هو أنه يعد إهانة وتحقيرا للشخص المدان، وتحذيرا للآخرين في نفس الوقت.
وأضاف: "في بعض الحالات يترك الجلاد المذنب بضع ساعات، أو حتى الغسق، ثم يقتله بالسيف".]
عقوبة المدان عند اليهود تختلف عن العقوبة عند المسلمين
لم يقتل اليهود المسيح بل أتهموه وقدموه للسللطة الرومانية الحاكمة لتحاكمة وتحكم عليه حسب قوانين الإمبراطورية الرومانية المحتلة لأرضهم وكان بيلاطس الوالى الرومانى هو الذى حقق مع يسوع المسيح وأدانه وحكم عليه بالصلب فمن إذا الذى قتل المسيح وصلبه ياقرآن حسب القوانين الرومانية بالموت صلبا ؟
وتتشابه العقوبة عند اليهود والمسلمين بقتل المعاقب ثم صلبه أى التمثيل بجثته أى يعلقه جثه على خشبه بينما العقوبة عند الرومان تقضى بصلب المدان على خشبه وتركه ينزف حتى يمةت على الصليب
عقوبة الصلب عند المسلمين بالقتل أولا ثم صلب الجثة تقول ( الآية 33 من سورة المائدة) : "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".
عقوبة الصلب عند اليهود بالقتل أولا ثم صلب الجثة بسفر (التثنية 21: 22 ) و اذا كان على انسان خطية حقها الموت فقتل و علقته على خشبة
( سفر يشوع 8: 23 - 24 و 19) و اما ملك عاي فامسكوه حيا و تقدموا به الى يشوع .. 24 و كان لما انتهى اسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية حيث لحقوهم و سقطوا جميعا بحد السيف حتى فنوا ان جميع اسرائيل رجع الى عاي و ضربوها بحد السيف
ثم بعد ضربه بحد السيف { أي قُتل } يشوع 8: 29 ) و ملك عاي علقه على الخشبة الى وقت المساء"
آية النساء 157 القرآنية "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم"
نص الآية 157 لسورة النساء بـ "صلب شبيه للمسيح" ليست واضحة لكي يستطيع القارئء فهمها وحتى المفسرين المسلمين إختلفوا وتضاربت آرائهم فى شرح معانيها؟ كما اختلف المسلمون عبر التاريخ في جزئية واحدة حول معنى ألآية ، وعندما أهمل القرآن مقومات التاريخ من زمان ومكان وترتيب للأحداث وعمد التدقيق فى .
وإختلاف المفسرين ، بهذه الصورة دليل على عدم وضوحها ، وخاصة انها ألآية الوحيدة التي تكلمت عن هذا الموضوع ، باستثناء آيات الموت والوفاة ، وهذا موضوع اخر آراء المفسرين لسورة النساء 157
1 – الرأي الأول الذي يقول بالقاء شبه المسيح على آخر ، ولكن إهتلف المفسرين فى تحديد من هو الشبيه فهو غير معلوم وكيف ؟ ومتى
2 – الراي الثاني والذي يرى ان المسيح صُلب فعلا وانما قول القران جاء من باب مجادلة اليهود والمقصود بها التنقيص من شانهم
3- الراي الثالث والذي يقول بصلب المسيح فعلا ولكن بعدم موته على الصليب،بل اغمي عليه ومن هؤلاء احمد ديدات
4- الراي الرابع الذي يقول بصلب المسيح كما جاء في ألأناجيل ،ومنهم البيضاوي الذي نقل قول "النسطورية " وقيل صلب الناسوت وليس اللاهوت ".
بحث فى العديد من ألأدلة حول صلب المسيح حيا :
1 – أدلة شهود العيان 2 – الوثائق والمستندات 3-ألأدلة المدعمة 4- وأدلة النقض 5 – وألأدلة العلمية 6 – والأدلة النفسية 7- وألأدلة الظرفية 8 – وحتى أدلة بصمات الأصابع .
وهذه هي نفس ألأصناف من الأدلة التي تصادفك في قاعة المحكمة.
هناك مبادئ قضائية تتفق على النقض في حكم حديث عن شاهدة الشهود :
سنحاول ، في هذا البحث ، اثبات وبالأدلة الداخلية (اي من القرآن والتراث ألأسلامي)
وألأدلة الخارجية (خارج التراث الأسلامي) ، أنّ حادثة صلب يسوع المسيح (عيسى ) حقيقة تاريخية قبل ان تكون حقيقة ايمانية .
هل الله مكر فى صلب المسيح؟
يقول احد الآباء: " عندي صعوبة روحية ان الله اتى ببديل انسان مكان المسيح ، ايُّ موت ظالم هذا ؟.
ويصف القرآن الله بالمكر والخداع وهى صفات شيطانية فى الآيتين التاليتن "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الأنفال 30) أو يقول في المنافقين: "يخادعون الله وهو خادعهم" (النساء: 142) ولم يتوقف الله فى المكر على المنافقين بل أن الله يحذر عباده من الأمن من مكره فيقول [سورة الأعراف:99]: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ" وكان الصحابة يخافون من مكر الله بهم وسوء العاقبة فقال الخليفة والصحابى أبي بكر الصديق : "والله لو أن إحدى قدمي في الجنة، والأخرى خارجها ما أمنت مكر الله؛ لأنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الكافرون"
والمكر والخداع هى وسوسة شيطانية يلقيها الشيطان فى أفكار وقلوب الناس فكيف يمكر الله ويخدع الناس بنفس طريقة الشيطان بل أن الله وصفه القرآن بأنه خير الماكرين
إذا كانت المسيحية ، في العقيدة ألأسلامية، هي ديانة سماوية ، معنى ذلك انّ جماعات مسيحية عاشت 600 سنة بهذه الخُدعة !!! . وكانوا يضطهدون لأنهم يؤمنون بأن مسيحهم صلب ومات على الصليب ومات ملايين المسيحيين وهم متمسكين بإيمانهم بصلب المسيح وموته على الصليب وأولهم التلاميذ والرسل الذين ساروا مع المسيح حتى صلبه (اي ان الله خدع المسيحيين وعمل هذه المسرحية ، اي مسرحية الشبيه للمسيح وصلبه مكان المسيح قصة بدوية عربية ساذجة ).هذا موضوع صعب التصديق . فهل يصدقه العقل والمنطق ان الله يغش البشر؟ اليس هذا يناقض طبيعة الله العادل ؟ ويأتى القرآن بدون دليل واحد بقوله شبه به فهل نصدقه أم نصدق مريم أمه وتلميذه يوحنا الذين وقفوا تحت الصليب وتكلم معهم المسيح ألا تعرف الأم إبنها ؟
وقرأنا عن المسيح وبره وخيره وصراحته ومعجزاته حتى أنه لم يكن راضيا عندما اراد اليهود أن يرجموا زانية فحكم بأن من ليس له خطية فليرمها اولا بحجر فلم يفعلوا فأنقذها من الموت وعندما رفع بطرس سيفه وقطع أذن عبد رئيس الكهنة فشفاه وأرجعها مكانها فكيف يرضى المسيح أن يصلب برئ ويموت مكانه على الصليب
فى موقع هسبريس بتاريخ 11/4/2017 كتب الإعلامى المغربى / الأخ رشيد* موضوع بعنوان
هل صُلب المسيح أم شُبّه لهم؟
اتفاق في الصلب اختلاف في المصلوب
يتفق المسلمون والمسيحيون على حادثة الصلب أنها وقعت، وأن هناك شخصا علق على الصليب وأنه مات، وأن أحداث الصلب حقيقية؛ ولكن يختلف الاثنان في شخصية المصلوب من يكون، إذ إن المسيحيين يقولون إن المصلوب هو يسوع المسيح الناصري ابن مريم، بينما المسلمون يقولون إنه شخص يشبهه ولكن ليس هو.
ومرد هذا الاختلاف يعود إلى الآيات القرآنية التي تقول: “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا. (سورة النساء الآيات 157 و 158).
إذن، السؤال العادل بين الاثنين هو: كيف يثبت المسيحيون أن المصلوب كان هو المسيح؟ وكيف يثبت المسلمون أن المصلوب كان شخصا آخر غير المسيح؟
أدلة المسيحية حول صلب المسيح :
المسيحيون يقولون إن الأناجيل تشكل شهادة حية على ما حصل؛ لأنها كتبت من لدن أربعة أشخاص كانوا شهود عيان أو كتبوا تحت إرشاد من كانوا شهود عيان؛ فيوحنا تلميذ للمسيح وكان شاهد عيان، وكذلك متى، أما مرقس فقد كتب تحت إشراف تلميذ المسيح بطرس، ولوقا المؤرخ كتب بناء على شهادة القديسة مريم التي أعطته حتى تفاصيل الأحداث التي رافقت الحمل والولادة.
الأناجيل كتبت في القرن الأول للميلاد فهي قريبة زمنيا من حدث الصلب، وكتبت من لدن أناس عاشوا في فلسطين القريبة جغرافيا من حدث الصلب.
أدلة الإسلام حول صلب المسيح :
المسلمون يعتمدون على القرآن وهو وثيقة وحيدة وليس أربع وثائق مثل الأربعة أناجيل، والقرآن لم يكتب من لدن شاهد عيان ولا من لدن شخص كتب تحت إشراف من كان شاهد عيان، سيقول شخص معترض: “لقد أوحاه الله”. هذا ليس جوابا هذا مجرد إيمان، نحن نتحدث بعيدا عن الإيمان، نتحدث عن وثائق مكتوبة، وكأنها مُقدَّمة إلى محكمة لا تؤمن بالوحي بل تفحص الوثائق ومن كتبها وفي أي وقت كتبت وفي أي مكان كتبت فقط؛ فالقرآن ليس وثيقة صادرة عن شهود، لأن محمدا لم يكن من ضمن الشهود، والوثيقة بعيدة مكانيا وزمنيا عن الحدث، حيث تفصلها عنه على الأقل ستة قرون. كما أنها بعيدة جغرافيا عن مكان الحدث، حيث إنها كتبت من لدن شخص عاش كل حياته في شبه الجزيرة العربية، بعيدا عن فلسطين على الأقل 1200 كلم؛ وهي مسافة ليست بالهينة، خصوصا في ذلك الوقت.
السؤال هنا: هل نصدق أربع وثائق أم وثيقة واحدة؟ هل نصدق وثائق كتبت من لدن شهود عيان أم وثيقة لم تكتب من لدن شهود عيان؟ هل نصدق وثائق قريبة زمنيا وجغرافيا من الحدث أم وثائق بعيدة زمنيا وجغرافيا من الحدث؟
خمسة أسئلة تحدد التفاصيل
الأناجيل الأربعة تجيب عن الخمسة أسئلة التي هي العمود الفقري لأي خبر وإلا لا يعد خبرا على الإطلاق، هذه الأسئلة هي: من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟
من؟ يسوع الناصري الذي يلقب بالمسيح، ماذا؟ تم القبض عليه ومحاكمته ثم جلده وصلبه ودفنه. متى؟ تم ذلك يوم الجمعة والسبت كان عيد فصح عند اليهود ودفن قبل مغرب الشمس يوم الجمعة. أين؟ تم القبض عليه في بستان عند جبل الزيتون، وتمت المحاكمات في بيت رئيس الكهنة قيافا، وأمام المجمع وتم اقتياده إلى قصر بيلاطس الذي أصدر الحكم، واقتيد أيضا إلى هيرودس الذي أرجعه إلى بيلاطس، وبعد ذلك تم صلبه في مكان يسمى الجلجثة بين لصين ودفن في بستان قريب، وكل هذا حصل في مدينة القدس. لماذا؟ لأن اليهود اعتبروه مجدفا، والرومان أحبوا إرضاء اليهود وإخماد الفتنة. كل هذه التفاصيل مذكورة بتدقيق أكثر في الأناجيل الأربعة وبعضها يؤكد البعض أو يفسره أكثر.
القرآن بالمقابل نطرح عليه الخمسة أسئلة نفسها إذا كان قد قال بأن المصلوب هو شبيه المسيح: من؟ ماذا؟ متى؟ أين؟ لماذا؟
من الشبيه؟ اسطورة (شبيه عيسى ).. الذي صلب بدلاً عنه..
نبدأ بمن؟ من الشبيه؟ لا يعطينا القرآن أي جواب، لا نعرف من يكون هذا الشبيه، فهو يشبه المسيح في وجهه وفي ملامحه ولكنه ليس المسيح، ولذلك حار المفسرون المسلمون وأعطوا روايات كثيرة في الموضوع وفي الأخير قالوا: الله أعلم؛ لأنهم في الحقيقة لا يعلمون من هو الشبيه، وكل تكهناتهم هي تخمينات فقط. ماذا حصل؟ لا ندري بالتفصيل ماذا حصل، كل ما نعلمه أن عملية إلقاء الشبه قد حصلت ولا يخبرنا القرآن أي تفاصيل، ولذلك يعتبر الجواب مبهما. متى؟ متى حصل إلقاء الشبه؟ هل حين تم القبض على المسيح أم أثناء المحاكمة؟ أم حين علق على الصليب؟ أم حين حصلت الظلمة؟ أم حين أنزلوه من على الصليب؟ أم قبل كل هذا بأيام؟ لا ندري، القرآن أيضا لا يعطي أي جواب ويترك المفسرين للتكهنات. أين؟ أين حصلت عملية إلقاء الشبه؟ هل في البستان؟ هل في القدس؟ في مدينة أخرى؟ في قصر بيلاطس؟ أثناء المحاكمة في بيت قيافا؟ لا يعطينا القرآن أي تفاصيل عن هذا الأمر. لماذا؟ لماذا حصلت عملية إلقاء الشبه؟ لا ندري السبب، لأن القرآن لا يقول، فإذا قال البعض تخمينا أن ذلك حصل لينقذ الله المسيح، فقد كان بإمكانه إنقاذه دون اللجوء إلى ذلك، كان بإمكانه رفعه أمامهم وهم ينظرون، وبالتالي لا يوجد سبب مقنع لإلقاء الشبه على شخص آخر، وقد يكون هذا الشخص مظلوما في الأمر. إذن نحن أمام عجز تام عن تقديم إجابات على الأسئلة الخمسة.
السؤال المهم هنا: هل ستقبل المحكمة شهادة أشخاص يذكرون كل التفاصيل أم شهادة شخص يقدم شهادة مبهمة لا تجيب عن أي سؤال من الأسئلة الخمسة؟ هل علينا أن نصدق القرآن، بالرغم من أنه لا يقدم تفاصيل القصة؟ ما هي القصة البديلة لما حصل في الأناجيل؟ لا توجد قصة بديلة؛ لأن عناصرها الأساسية غير موجودة. هذا خبر لا تنشره أية جريدة محترمة ولا يدرجه أي صحافي مبتدئ، فكيف يكتبه الله نفسه؟
الأدلة الإضافية التاريخية حل صلب المسيح :
المسيحيون ليسوا وحدهم من تحدث عن صلب المسيح بل توجد وثائق تاريخية أخرى خارج الأناجيل تؤكد عملية الصلب، بينما لا توجد وثائق تاريخية تثبت عملية إلقاء الشبه.
من بين هذه الوثائق على سبيل المثال: شهادة فلافيوس يوسيفوس (37-100م)، وهو مؤرخ يهودي ذكر في كتبه السيد المسيح ووصفه بأنه (رجل حكيم) وأنه حكم عليه بالصلب. شهادة لوسيان الساموساطي (150-200م) ذكر عن المسيحيين بأنهم يعبدون رجلاً حكيماً مصلوباً. كرنيليوس تاسيتوس (عاش حوالي 55-120م) تحدث في كتاباته عن أشخاص يدعون مسيحيين، ويذكر أيضا أن المسيح قتل في عهد بيلاطس البنطي.
المصدر : الأح رشيد - *إعلامي مسيحي مغربي
*****
يسوع المسيح صلب والدليل وثائق تاريخية تؤكد صلب المسيح
هل يعرف المسلم أنّ هناك اكثر من 24 الف وثيقة تاريخية عن صلب المسيح بالأضافة الى ألأناجيل الأربعة حيث رسل وتلاميذ المسيح كانوا شهود عيان وسجلوا احداث الصلب بالأضافة الى الاف المخطوطات التي توثق حقيقة صلب المسيح ؟
هل يعرف المسلم: انّ المؤرخين اليهود والرومان يعترفون بحقيقة صلب المسيح في عهد بيلاطس البنطي حاكم الرومان في القدس في عهد المسيح ؟
هل يعرف المسلم :ان الحكومة الأسرائيلية الحالية تعترف بصلب المسيح في عهد بيلاطس البنطي؟
هل لدى المسلمين ادلة خارجية ، مثل كتب المؤرخين والمخطوطات اوالمنقوشات والآثار وغيرها من ألأدلة التي تؤكد أنّ المسيح لم يصلب ، ام ان اعتقادهم هو اعتقاد وراثي نقلها ألآباء للأبناء ولا يريد المسلم ان يبحث عن حقيقة صلب المسيح ؟
هل يعرف المسلم انّ في زمن محمد (والخلفاء الراشدين) كانت العملات والقرطاس عليها صور وعلامات الصليب وكان محمد والصحابة يتعاملون بها ، بأدلة من خلال الكتب الأسلامية نفسها ؟
هل يعرف المسلم أنّ الجيوش (ألأسلامية )حتى في زمن العباسيين، كانوا احيانا ، يرفعون اعلام الصليب عندما كانوا في حالة الضيق لأنّ غالبية الشعوب المحتلة كانت نصرانية وإن الأسلام الحالي أسّس في عهد العباسييين وقبله كان بدعة نصرانية (يهو – مسيحية)؟.
هل يعرف المسلم أن نقوش قبة الصخرة تثبت انّ ألأمويين كانوا نصارى ويؤمنون بصلب المسيح ؟
هل يعرف المسلم ان معاوية بن ابي سفيان توّج ملكا على العرب في قمة جبل الجلجلة (مكان صلب المسيح ) ؟
هل يعرف المسلم أنّ العملات الأموية (النقود) كانت احد وجوهها مرسوم عليها علامة الصليب اما الوجه الثاني كان مكتوب عليه اسم الملك ؟
هذه الأسئلة وغيرها سنحاول الأجابة عليها في الجزء الثاني من المقال . تابعونا.
فيما يلى أجزاء من مقالة بعنوان : " آخِرَ الهَلاوِس - وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ... وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ" بقلم / بولس اسحق - نشرت فى موقع الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21
شبه لهم ..أم .. خُيل اليهم
وها هو مفسر القرآن البيضاوي يتلعثم حول عبارة (شبه لهم).. بعد ان يسرد مجموعة روايات مضحكة.. من القيل والقال حول الشبيه المزعوم .. اذ يقول : و(شُبّهَ) مسند إلى الجار والمجرور كأنه قيل ولكن وقع لهم التشبيه بين عيسى والمقتول أو في الأمر على قول من قال: لم يقتل أحد ولكن أرجف بقتله فشاع بين الناس، أو إلى ضمير المقتول لدلالة إنا قتلنا على أن ثم قَتيلاً. (تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل- البيضاوي )
يعني :
ناس قالوا: وقع التشبيه بين عيسى والمقتول !
وناس قالوا: لم يقتل أحد لكن ارجف بقتله !
بل قد بلغ تخبط علماء المسلمين.. ان قالوا بأن الــنــصــارى ربما يكونوا من قتلوه ولنقرأ : { قوله تبارك وتعالى:( وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ) ، في قتله،( لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ) ، أي: في قتله، قال الــكلــبي: اختلافهم فيه هو أن اليهود قالتْ نحْنُ قتلناه، وقالت طائفة من النــصــارى نحن قتلناه ، وقالت طائفة منهم ما قتله هؤلاء ولا هؤلاء بل رفعه الله إلى السماء، ونحن ننظر إليه، وقيل: كان الله تعالى ألقى شَبه وجه عيسى عليه السلام على وجه صطيافوس ولم يلقه على جسده، فاختلفوا فيه فقال بعضهم قتلنا عيسى، فإن الوجه وجه عيسى عليه السلام وقال بعضهم لم نقتله لأن جسده ليس جسد عيسى عليه السلام، فاختلفوا. قال السدي: اختلافهم من حيث أنّهم قالوا: إن كان هذا عيسى فأين صاحبنا؟ وإن كان هذا صاحبنا فأين عيسى}.. (تفسير معالم التنزيل- البغوي)
وتضارب خيال علماء المسلمين.. فالملايين قالوا ان هناك( شبيه) مقتول.. في حين ان احمد ديدات والقاديانية .. يقولون بأن عيسى صلب ولكنه لم يمت على الصليب.. وانما كان مغميا عليه!!!
والبعض من المسلمين.. ينكرون كل ذلك ويزعمون بحرص شديد بان (شبه لهم).. تعني: تخيلوا.. وينسبون هذا الى قدرة الله.. فشبه لهم= تخيلوا.. فتخيلوا.. وهل الله يخدع الجماهير بهذا الشكل المتكلف الساذج.. فما معنى { شبه لهم }.. في حين ان النص القرآني لم يقل (خُيل اليهم ).. انما { شبه لهم}.. فهل التشابه هو التخيل .. فحين قال القران{ان البقر تشابه علينا}.. هل عنى اليهود بذلك انهم( تخيلوا البقر.. فلو كان يقصد انهم( تخيلوا).. فلماذا لم يستخدم عبارة : التخيل .. كما فعل هنا في هذه الآية.. اقرأ عزيزي المسلم وفكر :
{ قال بل القوا فاذا حبالهم وعصيهم يخيل اليه من سحرهم انها تسعى } ( طه :66)
لماذا لم يفعل ذلك يا ذوي الاعجاز اللغوي.. وان لم يكن هناك شبيه(كومبارس- بديل).. فما معنى النص القرآني اذن.. وما معنى (شبه لهم)!!
لو قال : تخيلوا.. فما هو هذا الذي تخيلوه.. هل تخيلوا عيسى مصلوباً.. هل كانوا منومين.. ام كانت رؤيا لهم.. ام اضغاث أحلام.. وكيف يمكن ان يتخيل.. جميع كبير يرفض المسيح.. ويريد التخلص منه ومن تعاليمه.. هل كان وهماً جماعياً.. هل كانت اعراض هلوسة.. لجمهور كبير.. بذات التخيل وذات المنظر.. ولو افترضنا ان يتخيل شخص واحد او اثنان او حتى خمسة ..نفس وذات التخيل والوهم ...( مع كونه بعيد عقلاً).. فكيف من الممكن ان يدخل( التخيل والوهم) على جمع كبير.. ما هذا الغموض القرآني عن مصير عيسى.. والعبارة الغامضة : شبه لهم .. ماذا قال محمد عن الشــــبيه.. والسؤال الأخطر للمسلمين :لماذا صمت رسولكم عن تحديد ما حدث لعيسى.. في حين انه كان يتحدث عن تفاصيل سطحية لا تهم أحدا.. فهل قضية كهذه تستحق ان يغفلها رسولكم .. ويدعكم لا تستطيعون الرد زلا تدرون ما الذي يعنيه قرآنكم في قوله الغامض :{شبه لهم }.. لماذا لم يقل صاحبكم شيئاً.. لماذا لم يقترب ابداً من تفسير هذا النص الغامض عن مصير عيسى.. فيما لو كان أراد ان يكشف.. تحريف المسيحيين والانجيل بخصوص الصلب ..أما كان يجب ان يكون واضحاً جداً.. في تحديد ما حدث لعيسى المسيح.. وانه لم يصلب ابدا.. فهل هنالك حديث صحيح واحد فقط.. يقول بذلك.. و
النص الغامض يقول :شبه لهم.. وعبارة(شبه).. قد تعني عشرات المعاني:
ربما تشابهت شخصيته مع آخر !
ربما تشابهت ملابسه مع آخر !
ربما تشابه مكان الحدث عليهم!
ربما شبه (برأسه فقط).. اما باقي جسده فبقي على حاله ( قال هذا بعض علماء المفسرين ).. ربما اعتقدوا انهم بصلبه قد انهوا تعليمه.. في حين انهم فشلوا في ذلك ..لأنه بعد صلبه قد قام وارتفع رفعه الله.. فيكون كما انهم توهموا بانهم قتلوه ... ولكنهم كأنهم ما قتلوه ( لأنه قام وارتفع ).. وصلبوه .. ولكنهم كأنهم ما صلبوه ( لأنه قام وارتفع ).. فتكون { شبه لهم } يعني ان فعلهم لم يأت بالنتيجة المطلوبة.. وهي التخلص من المسيح وتعاليمه..
..انما جميع كتب الحديث التسعة .. صحيح البخاري- صحيح مسلم- سنن الترمذي- سنن النسائي- سنن أبي داوود- سنن ابن ماجه- مسند أحمد- موطأ مالك- سنن الدارمي.. فليأتوا لنا منها بحديث.. تفوه به محمد.. ويقول فيه ان يهوذا او فلان قد صلب بدلاً من المسيح.. ولان القران تم تأليفه من مصادر متعددة ومن ضمنها انجل المهرطق ورقة بن نوفل.. استطيع ان اضع تفسيرا لهذا النص.. لأننا نحن أصحاب الاختصاص.. وقرانهم مسروق من كتب عديدة بما فيها المجوسية.. ولكن ليس بكل امانة وانما بتشويهات!!
فشبه لهم .. أي شبه لهم انهم قتلوه.. أي انتهى امره للابد.. ولكنه لم يمت بالحقيقة.. لأنه قام من الموت في اليوم الثالث.. ثم ان القران يشهد بموت المسيح في قوله :
{وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} (مريم:33 و 34).. اذن بالترتيب امامنا الاتي : الولادة .. الموت .. البعث.
وأيضا :{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (آل عمران:55)
بالترتيب ..امامنا وفاه ..ورفع.. اذن الوفاه حدث قبل الرفع.. وها هو ابن عباس ( ابن عم رسولهم وترجمان القرآن والبحر وحبر الامة).. قد فسر عبارة ((متوفيك " بــــ " مميتك ))
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثنا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثني مُعَاوِيَة , عَنْ عَلِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { إِنِّي مُتَوَفِّيك } يَقُول : إِنِّي مُمِيتك ( الطبري )
لنقرأ أيضا :
{وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ........ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (المائدة: 116 و 117).. وهذا النص آخر ما نزل من القرآن في آخرة المسيح.. وهو أيضا يشهد بوفاة المسيح تصريحا ..والظاهرة الكبرى في هذه النصوص أنها كلها تقول بموت ووفاة وقتل المسيح.. تصريحا كان أو تلميحا.. ما عدا آية النساء وبحسب ظاهرها .
وأذكر أنني قرأت في تفسير آية: ((والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً)).. بأن الموت سيكون بعدما ينزل المسيح.. في يوم القيامة ويقتل المسيح الدجال.. ثم يبعث حياً هو وجميع البشر كذلك.. أي أن السيناريو سيكون كالآتي: وُلد عيسى .. رفعه الله دون أن يقتله اليهود.. ينزل يوم القيامة.. يموت بعد أن يقتل المسيح الدجال.. يبعث حياً مع نفخ الصور !!
وأنا برأيي أن هذا التفسير ضعيف جداً.. ولا يحمل في طياته أي منطق.. وإن كنّا سنقبل بهذا التفسير.. فكيف سيفسر المسلمون الآيات الأخرى.. مثل آية ((إني متوفيك ورافعك إلي)) وآية ((وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم))؟
فالآية ((والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً)).. تقول بالترتيب :
أولا: يوم ولدت
ثانيا: يوم اموت
ثالثا: يوم ابعث حيا !
فكيف يقوم المسلمين بتفسيرهم الخصب.. بخربطة الآية وعكسها راسا على عقب.. بحيث تصبح : يوم ولدت ويوم ابعث حي ويوم اموت.. فموت عيسى بالقران ثابت.. لا ريبه فيه وواضح شديد الوضوح .. وابن عباس الذي هو حجة على القران قال بوفاة عيسى.. فهل يفهم المسلمون اكثر من ابن عباس .. ترجمان القران وحبر الامة وابن عم النبي.. والذي وصفة بالبحر لسعة عمله.. والذي يعد تفسيره حجة على القران.. كما هو الحال بتفسير باقي الصحابة.. لانهم اقرب لمحمد وعاصروه ؟!
ثم قولهم بان المسيح لم يمت مناقض للقران الذي يقر بموتة بأكثر من ايه.. ولا يزال السؤال قائما لامة محمد..((شبه لهم )).. لماذا لم ينبس محمد بحرف واحد اتجاه هذه القضية ويحسمها.. الم يقل ربكم بالقران يا مسلمين لمحمد :
{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }( النحل 44).. {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ } (النحل :64).. فلماذا لم يطبق محمد هذا الامر القرآني ويبين - على الأقل – لاتباعه.. الذين اختلفوا فيه.. في موضوع عيسى.. فهل فشل محمد.. ام كذب القران بقوله في سورة النحل : 44 و 64.. لماذا لم يفسر محمد هذا النص المحير.. ام ان محمد قد اخفق وفشل.. واهمل في تبيان وتوضيح كلام ربه للناس..
لذلك نرى المفسرين يشطحون في خيالهم لتفسيره.. فنرى العبارة المشهورة التي تتردد في تفسير كل ايه بالقران... واختلف المفســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرون !
والكثير من الآيات تركها محمد لهم بدون تفسير.. مخالفا بذلك النص القرآني في سورة النحل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}.. طيب اذا كان الكتاب غامض
{هو الذى أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات فأمّا الذين في قلوبهم مرض فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به كلُ من عند ربنا وما يذّكّر إلاّ أولو الألباب } (آل عمران 7)
{وما يعلم تأويله إلاّ الله }..{وما يعلم تأويله إلاّ الله }.. {وما يعلم تأويله إلاّ الله }.. ورسولهم لم ينبش بحرف حول((وشبه لهم)).. فما هو الحل؟؟؟
************
الفقرة التالية نقلت من مقالة بعنوان : " هل يعرف اخي المُسلم أنَّ المّسيح صُلِبَ - بشهادة القرآن - ومن لايؤمن بصلب المسيح فهو كافر ؟؟؟!!!" للكاتب الأستاذ / نافع شابو- الحوار المتمدن-العدد: 7166 - 2022 / 2 / 18 - المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فسر "كريستوفر لوكسنبرغ " لسورة النساء 157 بالرجوع الى اصلها السرياني - كريستوفر لوكسنبرغ ، عالم اللغات القديمة ، يعيد قراءة النص القرآني للآية الوحيدة في القرآن الآية 157 من سورة النساء وهي الآية الوحيدة التي جاء فيها ذكر صلب المسيح بعد ان يرجع الى جذورها ومعانيها السريانية في لقاء مع الأستاذ سامي الذيب .
(سورة النساء 157) "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا "
فسر الآية كما يلي:
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى أبن مريم رسول الله" هنا يشير القرآن الى إدّعاء اليهود بقتلهم المسيح . فإذا التركيزهو على" القتل " اي قتل المسيح ، وليس على الصلب.وجواب القرآن :
"وما قتلوه وما صلبوه " اي لم يؤدي الصلب الى قتله النهائي وسوف نكتشف لماذا؟.
"وإنّ الذين إختلفوا فيه "." فيه" يعني في قتله اي اختلفوا في قتله وليس في صلبه . "الذين إختلفوا فيه لفي شك منه ".أي هم في شكِّ بالنسبة لقتله
"مالهم به من علم إلّا إتباع الظن ". " إلّا" هنا تعني "ولكن" بالسريانية . اي ولكن إتباع الظن .
" وما قتلوه يقينا". هنا لايقول وما صلبوه يقينا .إذن الصلب حصل ، وإنما القتل لم يحدث.
"وما صلبوه" .تعني انّ الصلب لم يؤدي الى قتله ،لأنّه في البداية قتلنا المسيح وفي النهاية وما قتلوه يقينا ، ولا يقول وما صلبوه يقينا .
وما قتلوه يقينا تعني :أنّهم (اليهود) حاولوا قتله طبعا بالصلب ، ولكن لم ينجحوا في قتله لأنّهُ قام بعد ثلاثة أيام (اذ قام في اليوم الثالث كما في الأناجيل).إذن هو لم يُقتل حقا [ والمسلمون يقولون ذلك ايضا ان الله رفعه اليه لم يُقتل ولكن المسلمون لم يفهموا القران بصورة صحيحة ان القران لاينفي صلب المسيح ومن ثم قيامته ورفعه الى السماء ]
*****************
هناك ثلاثة آيات قرآنية تتكلم عن موت المسيح " مريم :
"سلامٌ علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا"
يذكر القرآن عن المسيح في ثلاثة آيات أنّه ماتَ ، وهذا يناقض تفسير المسلمين لسورة النساء 157 أنّه لم يصلب .
يقول كريستوفر تعليقا على هذه الأشكالية في الأسلام فيقول :المسلمون لم يفهموا ما معنى قول القران وما صلبوه ،لأنّ المشكلة ليس الصلب وانما القتل . ولذا الطبري تكلّم عن الصلب لاينكرون عملية الصلب ، ولكن يدّعون أنَّ غيرهم ، يا امّا بطرس أُخذ ليصلبوه ، اي لاينكرون عملية الصلب تاريخيا . وغيرهم يقول يهوذا لأنّه هو الذي سلّم المسيح ، فاصبح يشبه المسيح فاخذوه وصلبوه، وليس المسيح .ولكن هذه كُلّها اساطير مسيحية* [مأخوذة من هرطقات وبدع واناجيل منحولة غنوصية ذكرناها في سلسلة مقالاتنا السابقة عن صلب المسيح راجع الهامش ]..
الطبري اخذ من هذه الأساطير المسيحية ليشرح لماذا المسيح لم يصلب .(2)
هناك آية قرآنية(ال عمران :55) تؤكد على موت المسيح :" إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
وهناك اية اخرى تؤكد وفاة المسيح في سورة المائدة 117:( فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ). هذه الآيات في القرآن تتكلم عن موت المسيح ، مما يناقض ألأعتقاد ألأسلامي بأنَّ المسيح رُفعَ ولم يصلب كما توحي الآية 157 من سورة النساء . والأعتقاد أنّ شخص آخر صلب مكانه كان منتشرا لدى طائفة الغنوصيين (الغنوصية :حب المعرفة) التي كان مُنظِّرها باسيليديس في ألأسكندرية في القرن الثاني الميلادي . وجاء في كتاب إيريناوس عن فكر باسيليديس :" ألأب(الله) الذي بلا ميلاد ولا إسم ...أرسل إبنه البكر ... الذي يُدعى المسيح ليعطي الخلاص لمن يؤمنون به ، من سلطان الذين عملوا العالم . لقد ظهر حينئذ على ألأرض كإنسان ... وعمل المعجزات . ولذا لم يعاني هو نفسهُ الموت ، بل سمعان ، رجل معين من قيرنية مُجبرا حمل الصليب بدلا عنه ُ ، لذا مغيرا شكل هذا ألأخير من قبله لكي يُظنَّ أنه يسوع ، صُلِبَ من خلال الجهل والخطأ بينما تلقى يسوع نفسُهُ شكل سمعان ، وواقفا جانبا ضحك عليه(على سمعان) لأنّه كان قوة روحية .... لقد غيَّر شكله كما يودُّ ، وهكذا صعد [ في الأسلام رُفع ] الى الذي أرسله ُ ، ساخرا منهم ، بما أنّهُ لايمكن ان يوضع في ألأسر ، وكان غير مرئيُّ للجميع ".
جاء في القران :
"....ولكن شبه لهم وأنّ الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوهُ يقينا ."النساء :157"
" شُبّه لهم" فهمها المسلمون بمعنى شخصٌ آخر يشبَهُهُ ، أي شبيه لهُ (للمسيح) ، ولا يقول القُرآن شُبِّهَ بهِ ، وإنّما شُبِّهَ لَهم ، لمن؟ الجواب شُبِّه لليهود . وهناك فرق بين شُبّهَ به وشُبّه لهم (لليهود)
ما معنى شُبِّه لهم ؟
ترجمة حرفية للسريانية "إدامي لهون" شُبه لهم تعني" خُيِّلَ لهم" . ماذا خُيِّل لهم ؟ الجواب قتلُهُ وليس صَلبِه ، لأنَّهُ بصلبِهِ تَخيّلوا ، بأنّهم قتلوه ، هذا يعني "خُيِّلَ لهم "
خُيِّل لليهود أنّهم قتلوهُ بصلبه ولكن في الحقيقة لم يُقتل . حتى في القرآن هناك منطق ، لكن أنّ هناك شخص شبيه للمسيح صُلب هذا غير صحيح . فإذا رفعه اليه صحيح ولكن بعد قيامته من القبر وليس حالة صلبه او قبل صلبه .
ننتقل الى صورة الجن :19 :" وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا"
هذه الآية الوحيدة في القرآن حيث يُذكر قيام المسيح من القبر !!! . لمّا قام عبدالله ، وعبدالله هو المسيح ، بشهادة سورة مريم حيثُ يقول المسيح حال ولادته "إنّي عبدالله ". فإذا عبدالله تسمية للمسيح(وليس لرسول الأسلام كما يعتقد المسلمين) ، وهذا ايضا في نقش قبة الصخرة "محمّد عبدالله ورسوله ".فإذا عبدالله هو ألمسيح (3) .
فإذا عبدالله هو المسيح وقد ورد في سورة مريم الآية 30:" قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا" هذا قول المسيح حالة ولادته .
وفي سؤال ل "كريستوفر لوكسنبرغ" لماذا تفهم سورة النساء 157 أن المسيح قام من بين الأموات؟
رد "لوكسنبرغ" :"لأنّه ما يتبع يدُلُّ على قيامته "كادوا" اي كادوا الناس ليس لبدا بل "عبادا" . كادوا الناس يعبدونه كإله (الجن 19). وهذا يدُلُّ على قيامة المسيح .
المفسرون المسلمون فسروا سورة الجن 19 بطريقة اخرى لأنّهم لم ياخذوا ، بنظر الأعتبار ما يتبع .
كلِمة "لبدا" : هنا حصل خطأ في نقل القرآن من الخط الكرشوني (السرياني ) الى العربي ، اي من المرحلة الأولى الى المرحلة الثانية ، فنقلوا العين السريانية الى لام(ل) [لانّ حرف عين السرياني يشبه حرف اللام العربي]. المفروض كانت تُكتب " وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كادوا يكونون عليه عِبادا" اي كادوا (الناس ) يعبدون المسيح كإله .اي عبادا وليس لُبدا.!!!!
" قُلْ إِنَّمَآ أَدْعُواْ رَبِّى وَلَآ أُشْرِكُ بِهِۦٓ أَحَدًا(الجن :20). اي المسيح يعترض على الناس الذين عبدوه ك"الله " بعد قيامته من القبر. الناس عبدوه لأنّه كان حدث غير طبيعي . فاعتراض المسيح بقوله " قالَ " لأنّ المسيح يتكلم ، ولهذا الصحيح هو"قال أنَّما أدعو ربّي ولا أشرك بهِ أحدا". قال وليس قُل (كما في القران).المسيح هو عبدالله .
في سورة آل عمران :55 " إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ إِنِّى مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ "
"...مُطَهِّرُكَ من الذين كَفروا" . السؤآل مُطَهِّرُك َمن ماذا؟ الجواب هو بصَلبِهِ وقيامته
"..وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ ". هنا القرآن يعتبر كُلِّ الذين لايؤمنون بصلب المسيح وقيامته أنَهم كفروا به ِ!!!!. اي مُطهِّرُكَ من الذين كفروا بِك َ
أي الذين لم يؤمنوا بصلب المسيح فهم كفروا . هذا هو مفهوم القرآن !!! [في هذه الحالة يُعتبر المسسلمون كَفرة ،لأنَّهم لايؤمنون بصلب المسيح]
هذا هو معنى "مُطهِّرُكَ من الذين كفروا" اي كفروا بالمسيح المصلوب .
."وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَٰمَةِ ". أي انَّ المؤمنين بصلب المسيح جعلهم (الله ) فوق الذين كفروا بصلبه الى يوم القيامة !!!!
ثُمَّ إِلَىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ". تختلفون هنا تعني الذين اختلفوا في قتله وليس في صَلبه ، كما ذكرنا .
الآية أعلاه فُهِمَت خطأً من قبل المفسرون المسلمون . الذي يَفهَم لُغة القرآن سيفهم أنّ اليهود في الحقيقة صلبوا المسيح ولكن لم ينجحوا في قتله ،لأنَّ صلبه لم يؤدي الى قتله النهائي ،لأنّه قام من القبر أولا ، ثُمَّ رفعه الله بعد قيامته ثانيا .".. وما قتلوه يقينا وليس ما صلبوه يقينا ".فالقرآن ينكر القتل وليس الصلب . كُلِّ التفاسير تعترف بعملية الصلب تاريخيا .
امّا "شُبّه لهم " ليس شبيه المسيح هو الذي صُلِب وإلّا لقال "شُبِّه لهُ" وليس "شُبِّهَ لهم" أي لليهود ، وخيّل لهم قتلهُ. والمفسرون المسلمون للأسف اخذوها من مصادر الهرطقات والبدع والأناجيل المسيحية المنحولة (الغير القانونية )
إذن شُبِّه لهم معناها خُيِّلَ لليهود انّهم قتلوا المسيح ولكن المسيح نعم صُلب يوم [الجمعة العظيمة ]ومات وبقي في القبر ثلاثة ايام ولكنه قام وصعد الى السماء (رُفِعَ الى السماء )
" وما قتلوه يقينا وليس ما صلبوهُ يقينا ". نعم صُلبوه ولكن لم ينجحوا بقتله نهائيا لأنّه قام من القبر .
يضيف كريستوفر لوكسنبرغ في النهاية فيقول :
هدفنا هو فهم النص القرآني وليس التفسير الخاطئء. المفسرون المسلمون لم يفهموا نص الآية لسورة النساء 157. (4)
------------------
المصادر
(1)راجع الموقع ادناه
د. مصطفى : بالأدلة المسحيين ليسوا كفار والانجيل والتوراة غير محرفين ويمكن للمسلمة ان تتجوز من مسيحى.
https://www.youtube.com/watch?v=D1uXI28uUFE
(2)(راجع مقا ل للكاتب بعنوان : "وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم"- بين ألعقيدة الأسلامية والهرطقات المسيحية" كما في الموقع التالي)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733146
(3)(راجع مقال للكاتب بعنوان :" هل عبارة -مُحمَّد عبدالله ورسوله، في القرآن ،هي القاب المسيح" كما في الموقع التالي):
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=669033
(4) كريستوف لوكسنبيرغ المسيحية في القرآن جزء 1
https://www.youtube.com/watch?v=LwpIDUDgTf8
* وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ؟؟؟!!!
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731067
ماقتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ ولكن شُبِّهَ لَهُمْ !!!
الجزء الثاني
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=731967
"وما قتلوه وما صلبوه لكن شبه لهم"- بين ألعقيدة الأسلامية والهرطقات المسيحية-
الجزء الثالث
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733146
الأبحاث العلمية المعاصرة تؤكد على انّ (المسلمين ألأوائل) كانوا يؤمنون بصلب المسيح
الجزء الرابع
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=733907
عقيدة صلب المسيح في التراث الأسلامي - الجزء الخامس-
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=737417
(عودة إلى قائمة المحتويات)
ينكر القرآن صلب السيد المسيح في (سورة النساء 4: 157-158) " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ لَفِى شَكٍّۢ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًۢا ١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًۭا ١٥٨" على الرغم من أن صلب السيد المسيح هو مبدأ رئيسي من مبادئ الإيمان المسيحي يعود إلى القرن الأول الميلادي. تحتاج البشرية لصلب السيد المسيح للتكفير عن خطايا التائبين ومغفرتها. قد حقق صلب السيد المسيح نبوات لأنبياء كثيرين في التوراة (العهد القديم) قبل مجيء المسيح بقرون من الزمان. كما قد تنبأ السيد المسيح بنفسه عن صلبه وقيامته من الأموات. لا توجد مسيحية بدون عقيدة صلب وقيامة السيد المسيح. في الواقع، هو أهم حدث في تاريخ العالم. صلب السيد المسيح وموته هو حقيقة تاريخية يؤكدها الإنجيل (العهد الجديد: متى 27، مرقس 14، لوقا 23، يوحنا 19)، ومؤرخون قدماء غير مسيحيين. أعلنت كتب العهد الجديد للكتاب المقدس (الإنجيل، إلخ) أكثرمن 150 مرة موت السيد المسيح. في الواقع، عقيدة التكفير هي إحدى العقائد الرئيسية في الكتاب المقدس بأكمله.
يدعي القرآن بأن الله قد استبدل السيد المسيح برجل آخر يشبهه صُلب بدلا منه. يدعي إله الإسلام في القرآن أنه خدع تلاميذ المسيح ليؤمنوا بموت وقيامة يسوع ويبشروا بها. أدى هذا إلى لعنة أولئك الذين آمنوا؟ هذا الإدعاء تجديف على الإله الحقيقي القدوس، إذ يجعله كاذبا وخادعا للبشرية. ألله الحي الحقيقي أمين وقدوس لا يخدع البشر.
كما أنه لا يوجد أي سبب أو داع أن يُصلب أحد بدلا من يسوع إذا كان قد أخذه الله إلى السماء حتى ينقذه من الصلب. في الواقع يذكر القرآن في سورة آل عمران 3: 55 وسورة مريم 19: 33 أن موت السيد المسيح قد حدث قبل قيامته. ولهذا يتفق كثير من علماء المسلمين على موت السيد المسيح، لكنهم يختلفوا على مدة موته: البيضاوي (سبعة ساعات)، إبن عباس (ثلاثة ساعات)، وهب (ثلاثة ساعات)، وابن اسحاق والزمخشري (سبعة ساعات). لكن يرغب بعض علماء المسلمين تغيير التسلسل الزمني الطبيعي للحوادث لكي يوفقوا بين هذه الآيات وسورة النساء 4: 157-158 التي تقول أن السيد المسيح لم يُصلب ولم يمت لكن آخر تم قد صُلب بدلا منه، فيدعون أن السيد المسيح سيأتي مرة ثانية ويموت. سورة المائدة 5: 117 تناقض هذا الإدعاء وتثبت خطأه، إذ تقول على لسان السيد المسيح في حديثه إلى الله: "مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ." نلاحظ أن فعل "تَوَفَّيْتَنِي" في صيغة الماضي، مما يعني أن موت السيد المسيح قد حدث في الماضي. في الواقع، الفعل "توفى" ومشتقاته قد ورد خمسا وعشرين مرة في القرآن. كان في كل مرة منها يدل على الموت، إلا في موضعين اثنين فقط دل السياق فيهما على استعمال هذا الفعل بمعنى النوم مجازا (الأنعام 6: 60، الزمر 39: 42). أُعطيت سورة المائدة بعد سورة النساء.
أسطورة سورة النساء 4: 157-158 غير محتملة ولا يمكن تصديقها، لأنها تتطلب جهلا كاملا من الأشخاص الأقرب ليسوع، الذين عرفوه جيدا وشاهدوا صلبه: تلاميذه، وأمه، والرومان الذين صلبوه . كان صلبه إعداما علنيا شاهده الكثيرون من الأصدقاء والأعداء. اثنين من تلاميذه دفنوا جثته. في الواقع، أسطورة القرآن في سورة النساء 4: 157-158 تماثل اعتقاد الأبيونية، وهي بدعة مسيحية وُجدت في مكة في وقت محمد. في الواقع، كان ورقة ابن نوفل، إبن عم خديجة (زوجة محمد الأولى)، الأسقف الأبيوني لمكة. يؤمن كل العالم المسيحي منذ بداية المسيحية في القرن الأول بأن السيد المسيح قد صُلب ومات ودُفن ثم قام من الأموات في اليوم الثالث. سيأتي ثانية عند نهاية هذا العصر في مجد وقوة ليدين الأحياء والأموات. تذكرنا معجزة النور المقدس السنوية بقيامة السيد المسيح من الأموات. تحدث هذه المعجزة كل عام في السبت السابق لأحد عيد القيامة الأرثوذكسي.
هناك مشكلة أخرى في آية النساء 4: 157، إذ أنها تدعي أن اليهود الغير مؤمنين قد قالوا: "إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ." يناقض هذا القول الحقيقة التاريخية المعروفة أن اليهود الذين طالبوا بصلب المسيح لم يؤمنوا به. أرادوا صلبه لأنهم ظنوا أنه ليس المسيح المخلص الذي تنبأت به التوراة والذي كانوا ينتظرون مجيئه، بل هو مسيح مزيف: "وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ" (لُوقَا 23: 2). بالإضافة إلى ذلك، مما يناقض ادعاء النساء 4: 157 أنه لا يمكن لليهود الإدعاء بصلب المسيح. كانوا تحت الحكم الروماني، ولم يكن لديهم سلطة الحكم على أي شخص بالموت. إنتمت هذه السلطة إلى الحاكم الروماني بيلاطس البنطي. الجنود الرومان، وليس اليهود، صلبوه بعد أن منح بيلاطس مطالب اليهود (متى 27).
يرى العلماء مشاكل هائلة في التفسير التقليدي لسورة النساء 4: 157-158:
أ) إذا ما استطاع أحد الاعتماد على حواسه في معرفة الحقيقة، لا يمكن لأحد معرفة الحقيقة. إذا غير الله شكل شخص إلى شبه شخص آخر، لا يستطيع أحد أن يصدق ما يراه بعينيه. يؤدي هذا إلى إنهيار الشرائع السماوية، وإبطال النبوة. إذ لا يمكن تصديق شهادات أي شهود عيان. على سبيل المثال، كيف يمكن لأي شخص أن يصدق أن نبيا، وليس شخص آخر، قد أعطى تعاليما معينة؟
ب) كان للسيد المسيح قدرة إقامة الموتى وإبراء العمي والبرص. انه بالتأكيد كان قادرا على التغلب على خصومه ومنعهم من أذيته (متى 26: 52-54).
ج) الله قادر على رفع السيد المسيح إلى السماء دون أن يجعل شخص آخر يشابهه، ويُقتل عوضا عنه؟
د) إذا كان الله قد جعل شخصا آخر يشابه السيد المسيح يصلب في مكانه، لأدى هذا إلى اعتقاد الناس خطآ أن السيد المسيح قد صُلب مما يؤدي إلى هلاكهم الأبدي. الله لا يبلبل ويخدع عقول الناس؟
ه) على الرغم من حب المسيحيين للمسيح، فقد شهدوا بأنهم شاهدوه مصلوبا. إذا كنا نشكك في ما هو مؤكد بشهود عيان مختلفة، يؤدي هذا حتميا إلى التشكك في جميع الأنبياء.
و) وفقا لشهادات شهود العيان، الذي صُلب بقى على قيد الحياة على الصليب لبعضة ساعات قبل موته. إذا لم يكن هو السيد المسيح، لكان قد صرخ معلنا ذلك، ولعلم الجميع بأنه قد صُلب خطا.
ز) القرآن غير جدير بالثقة كمصدر تاريخي لحياة يسوع لأنه كُتب أكثر من ستة قرون بعد صلب المسيح وفي بلاد تبعد أكثر من ستمائة ميل من المكان الذي عاش فيه. لذلك، فمن غير المحتمل أن يخبرنا بأي معلومات عن حياة المسيح أكثر دقة من الأناجيل والمؤرخين القدماء الذين إعتمدوا على شهود عيان. تم كتابة الأناجيل الأربعة في القرن الأول خلال 30-60 عاما من صلب السيد المسيح. جميع مؤلفي العهد الجديد (الأناجيل، إلخ) كانوا يعرفون يسوع شخصياً أو يعرفون أناسا عرفوه شخصياً. كل منهم يؤكد أحداث صلبه وقيامته. على النقيض من ذلك، لم يكن محمد يعرف يسوع ولم يعرف أحداً قد رآه؟ عاش محمد بعد يسوع بست مئة سنة في ثقافة مختلفة وفي بلد مختلف (الجزيرة العربية). من القواعد الرئيسية للدراسات التاريخية أنه يجب أن تكون للعديد من شهادات مؤلفي العهد الجديد في القرن الأول الأسبقية على ادعاءات محمد في القرن السابع بشأن تعاليم وحياة يسوع المسيح.
لم يقدم علماء الإسلام حلولا مقنعة لهذه المشاكل الكبيرة.
يعترض بعض الإسلاميين على صلب المسيح معتقدين أن الله لا يسمح لخادمه أن يتألم. هذا هو منطق الفكر البشري. لا يعرف الإنسان فكر الرب الإله. أعلن الله من خلال إشعياء النبي قائلا: "لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي يَقُولُ الرَّبُّ" (إشعياء 55: 8). عانى الاضطهادات الكثير من أنبياء الله. بالإضافة إلى ذلك، يخبر القرآن أن هذا الاعتراض غير صحيح، لأن العديد من الأنبياء والرسل قد قُتلوا في الماضي (البقرة 2: 61، 87، 91؛ آل عمران 3: 21، 112، 181، 183؛ النساء 4: 155؛ المائدة 5: 70). في الواقع، انتصر السيد المسيح على أعدائه عندما أقامه الله من بين الاموات في اليوم الثالث. "سَبَقَ (داود النبي) فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ.. . "(أعمال الرسل 2: 31-33). بموت المسيح وقيامته ". . . ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ" (كورنثوس الأولى 15: 54). لقد أثبتت قيامة السيد المسيح من الأموات أن الله قد قبل تضحيته أبديا. يعبر موت وقيامة السيد المسيح من رحمة الله وعدله تجاه البشرية الساقطة: "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). قال السيد المسيح: "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ "(يوحنا 15: 13). صليب السيد المسيح يدل على محبة الله للخاطئ وكذلك كراهيته للخطيئة. تتجلى عظمة الله بشكل فريد في محبته الفائقة للبشرية من خلال آلام المسيح.