Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - coptic history

بقلم عزت اندراوس

وثائق مجهولة لعصابة الإخوان المسلمين2  

إذا كنت تريد أن تطلع على المزيد أو أن تعد بحثا اذهب إلى صفحة الفهرس بها تفاصيل كاملة لباقى الموضوعات وصمم الموقع ليصل إلى 30000 موضوع

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

لم ننتهى من وضع كل الأبحاث التاريخية عن هذا الموضوع والمواضيع الأخرى لهذا نرجوا من السادة القراء زيارة موقعنا من حين لآخر - والسايت تراجع بالحذف والإضافة من حين لآخر - نرجوا من السادة القراء تحميل هذا الموقع على سى دى والإحتفاظ به لأننا سنرفعه من النت عندما يكتمل

Home
Up

Hit Counter

 

«المصرى اليوم» تنشر وثائق مجهولة لـ«الإخوان المسلمين» «٢»: الخريطة الكاملة لتشكيلات «الجماعة» فى ١٥ محافظة عام ١٩٣٧  

المصرى اليوم  كتب   عماد سيد أحمد    ١٢/ ١١/ ٢٠٠٩

 على الرغم من الخلاف الدائم والنكران المستمر من قبل جماعة الإخوان المسلمين لما يقوله ويطرحه الأستاذ «جمال البنا»، الكاتب المعروف ، على طول الخط، ولا يشفع له عندها أنه الشقيق الأصغر للإمام حسن البنا مؤسس الجماعة، إلا أن هذه المرة مختلفة، فالوثائق المجهولة التى يكشف عنها البنا لأول مرة فى تاريخ الإخوان المسلمين، التى تتعلق بمؤسس الجماعة لا يمكن نكرانها ولا يمكن تجاهلها. وبقدر ما ستثيره هذه الوثائق من جدل واسع متوقع لما تحمله من حقائق تتعلق بتأسيس الجماعة وخطها الفكرى العام وتنظيمها الداخلى وعقيدتها الأيديولوجية وغيرها من القضايا المهمة، بقدر ما تحمله من مفاجآت وما تكشف عنه من غموض اكتنف الجماعة منذ تأسيسها عام ١٩٢٨. تصدى البنا لهذه المهمة انطلاقاً من إيمانه «بأن الحقيقة هى الحقيقة، سرتنا أو ساءتنا».

تأتى هذه الوثائق التى تحمّل عبء نشرها فى كتاب من ٤ أجزاء صدر منها جزآن على أن يتم إصدار الثالث والرابع فى وقت لاحق. وحصلت «المصرى اليوم» على جانب كبير من هذه الوثائق، وستقوم بنشرها فى قسمين، الأول عن الوثائق التى تتعلق بموقف الإخوان من السلطة السياسية ومن الحاكم ومن الأحزاب بشكل عام وكذلك موقفها من الآخر والأقليات، وتصورات مؤسسها بشأن الخلافة الإسلامية والعلاقة مع الغرب وغير ذلك. أما القسم الثانى فهو يتعلق بالوثائق التى تتناول قضايا الإخوان الداخلية كتنظيم له تركيبته الخاصة وله نشاطاته ومشاكله وسبل تمويله وكذلك الفترة التأسيسية الأولى وطبيعة الصراع داخل الإخوان آنذاك، وما إلى ذلك من الأمور التى ظل جانب منها خفياً غير معلوم سواء للمهتمين والمراقبين أو حتى لأبناء وأعضاء الجماعة من الأجيال المتعاقبة. آلت هذه الوثائق لـ«جمال البنا» فيما آل إليه من تراث «آل البنا»، بفضل وشيجة النسب، وتكتسب هذه الوثائق أهميتها لأن أغلبها أوراق كتبت بيد مؤسس الإخوان نفسه وبعضها عبارة عن أوراق ورسائل كتبها قادة الإخوان المسلمين فى الفترة من عام ١٩٢٨ وحتى ١٩٤٩، وظلت أسرة حسن البنا محتفظة بها فى خزانة أسراره، حتى قرر شقيقه الأصغر أن يزيح عنها الستار. ويقول «جمال البنا»: «إن كشف هذه الوثائق وإعلانها على الملأ هو التصرف الأمثل مهما أثير حول هذا الإعلان من تحفظات». إذا كان قانون الوثائق لدى الحكومات الرسمية وأجهزة المخابرات يسمح بالإفراج عنها ونشرها على الرأى العام بعد مرور ٣٠ سنة، فإن الأستاذ «جمال البنا» الشقيق الأصغر لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإمام حسن البنا لم يسمح بخروج وثائقه الشخصية إلا بعد ٦٠ عاماً من رحيله. وإذا كنا فى الجزء الأول عرضنا لجانب كبير من هذه الوثائق خصوصاً تلك المتعلقة بمواقف جماعة الإخوان من الآخرين والقضايا العامة المتباينة فإننا سنعرض فى هذا الجزء الوثائق التى تتناول الإخوان كتنظيم سياسى له قواعده وتكوينه وصراعاته الداخلية ومصادر تمويله وما شابه ذلك، وغيرها مما جاء فى الوثائق التى سماها «جمال البنا»: الوثائق المجهولة للإخوان المسلمين.

 تأتى فى مقدمة هذه الوثائق التى تركها مؤسس الجماعة تلك الوثيقة الخاصة بالقانون الأساسى لجمعية الإخوان المسلمين والتى تم حلها فى نهاية الأربعينيات من القرن الماضى، ويذكر الباب الأول فى تأليف الجمعية واسمها أنها تألفت بمدينة الإسماعيلية عام ١٣٤٧ هجرية «١٩٢٨م» والجمعية تسمى «جمعية الإخوان المسلمين». أما الباب الثانى فى مقاصد الجمعية وأهدافها، فإنه ينص على أن هذه الجمعية لا تتعرض للشؤون السياسية أياً كانت ولا للخلافات الدينية ولا صلة لها بفريق معين للإسلام والمسلمين فى كل مكان وزمان. وتنحصر أغراض الجمعية فى إصلاح حال المسلمين فى فروع حياتهم الاجتماعية والخلقية على التفصيل الآتى:

أولاً: تقوية رابطة التعارف بينهم وتكوين وسط طاهر منهم فى كل مكان يكون شعاره طاعة الله وتهذيب النفس وتعلم الدين الإسلامى وتتصل هذه الأوساط بعضها ببعض حول المركز العام.

ثانياً: نشر التعاليم الإسلامية ومقاومة الأمية بتعليم القراءة والكتابة لمن أحب ذلك من الإخوان والمحافظة على القرآن الكريم.

ثالثاً: الدفاع عن الإسلام فى حدود القانون.

 رابعاً: نشر الدعاية الصحية بين طبقات الأمة، خاصة القرويين منهم.

خامساً: معالجة الأزمات الاقتصادية من ناحية وعظية إرشادية.

سادساً: علاج الآفات الاجتماعية المتفشية فى الأمة كالسكر والتخدير والمقامرة والبغاء ونحو ذلك. سابعاً: تشجيع أعمال الخير كمساعدة الفقراء وتجهيز الموتى ومعونة المشروعات الخيرية النافعة والقيام بها كلما أمكن ذلك.

وطبقاً لهذه الوثيقة فإن المادة الرابعة من القانون السياسى ينص على أن الجمعية تسعى إلى تحقيق أغراضها السالفة بالطرق الآتية وبكل طريق مشروع يساعد على ذلك:

أولاً: فتح مدارس لتعليم العلوم الدينية والمدرسية وفق منهاج خاص تضعه الجمعية وتسند إدارة هذه المدارس إلى حضرة الأستاذ حسن أفندى البنا بصفة دائمة، بصفته واضع أساس الفكرة ولما له من الخبرة الفنية كمعلم وله أن يختار من يساعدونه فى هذه المهمة من رجال الجمعية أو من غيرهم.

ثانياً: إنشاء مدارس ليلية لتعليم الشبان الدين الإسلامى من فقه وعقائد وأخلاق وسيرة نبوية مشفوعاً ذلك بسيرة الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم ولابد لكل مدرسة من مكان فسيح للصلاة.

ثالثاً: بذل النصيحة للمسلمين فى المجامع العمومية كالمقاهى ونحوها وفى كل مجتمع مناسب وإنشاء ناد للتعارف الإسلامى إلى جانب المدرسة الليلية.

 رابعاً: إلقاء المحاضرات والكتابة فى الصحف وتوزيع النشرات ونحو ذلك مما يدخل فى باب الكتابة والنشر.

خامساً: تكوين الشُعب والفروع فى القرى المجاورة لكل بلد رئيسى فيه مدرسة للإخوان. وفى القانون الأساسى هناك ٥ أبواب أخرى بشأن شروط الانضمام للجمعية والحصول على عضويتها «الجمعية العمومية ومجلس الإدارة والموارد المالية وتكوين الفروع والشعب». أما فى الباب الأخير من الأحكام العامة يتكون من المواد «٣٩ و٤٠ و٤١ و٤٢» من القانون الأساسى للجمعية فينص على أن رمز جمعية الإخوان المسلمين «المصحف الكريم»، و«يجب أن يكون هناك شارة خاصة بالإخوان تضم هذا الرمز الشريف». والحقيقة أن هناك تساؤلات عدة يطرحها القانون الأساسى الخاص بالجمعية التى شكلها مؤسس الإخوان الإمام «حسن البنا» فى الإسماعيلية التى كان يعمل بها مدرساً للغة العربية والعلوم الدينية بعد تخرجه فى كلية دار العلوم عام ١٩٢٤.

فى مقدمة هذه التساؤلات: «متى أضيف السيفان لشعار الإخوان المسلمين إلى جانب المصحف الشريف ومن الذى أضافهما هل هو التنظيم الخاص بعد تكوينه داخل الجماعة أم الإضافة بعد قرار حل الجماعة أواخر الأربعينيات من القرن الماضى أم أن السيفين والمصحف كانا شعار الإخوان منذ البداية ولم يرد حسن البنا أن يذكر ذلك خوفاً من اعتراض الجهات الإدارية على هذا الشعار؟».. فكل هذه التساؤلات لا نجد لها إجابات فى الوثائق التى بين أيدينا. ومن بين الوثائق التى بين أيدينا وثيقة غاية فى الأهمية معنونة باسم «بيان موجز للإخوان المسلمين» وأعلى العنوان على يمين الصفحة مكتوب كلمتان من نفس الخط «خطوات موفقة- أسفل منهما شرطة»، وتوضح الوثيقة أنه تم توزيعها ضمن النشرة الداخلية للإخوان المسلمين بتاريخ ٢ ربيع الثانى سنة ١٣٥٦ هجرية، الموافق ١١ يونيو ١٩٣٧ ميلادية». وتظهر هذه الوثيقة أن الإخوان المسلمين حتى هذا التاريخ لم يكن قد تحولوا إلى العمل السياسى وتركز اهتمامهم ونشاطهم فى العمل الدعوى والخيرى وتؤكد الوثيقة على أن هدف الجماعة «المساهمة فى أعمال الخير وخدمة الإنسانية عن طريق المشروعات النافعة كالوعظ والإرشاد وبر الفقراء ومواساة المحتاجين وبناء المساجد والمدارس والمصانع والدفاع عن العقيدة.. الخ». وتقول الوثيقة أيضاً «المكتوبة على ورق من القطع الكبير: إن الإخوان المسلمين لهم نظام إدارى خاص بهم أقرب ما يشبه به أن الجماعة مدرسة شعبية عامة منهجها كتاب الله ومبادئ الإسلام الصحيح وأماكنها أندية الجمعية ومقارها فى القرى والبلدان وطلبتها الأعضاء المنتسبون للجماعة وأساتذتها نواب الإخوان ونقباؤهم ومديرها المرشد العام ومكتب الإرشاد العام. ولكل شعبة هيئة شورية تنظر فى شؤونها الفنية، وللجمعية هيئة عامة تشرف على الشؤون المشتركة وعماد ذلك كله الإخلاص وتوحيد الوجهة وضم الصفوف، والبساطة فى التكوين الأول بحيث تبدأ النواة صغيرة ثم تكبر، وتتلخص خطوات تكوين الشعبة من شعب الجماعة فيما يأتى:

١- وجود الواحد أو الجماعة القليلة من الراغبين الغيورين.

 ٢- يجتهد هؤلاء فى إيجاد مكان لهم يجتمعون فيه بحسب أوقات فراغهم اجتماعات دينية لا تقل عن مرة فى الأسبوع يقضون الوقت فيها فى درس علم أو عمل خير.

٣- يتصل هؤلاء الإخوان بمكتب الإرشاد العام بالمكاتبة أو الزيارة حتى يقوى التفاهم وعواطف الإخاء والود بين أعضاء الجماعة والمكتب.

 ٤- إذا زاد عدد هؤلاء الإخوان يصح أن يفكروا فى تكوين هيئة إدارية تسمى مجلس الشورى المركزى مهمتها الإشراف على شؤون الجماعة بهذه الشعبة، وحينئذ تفكر الشعبة فى المشروعات ونحوها.

 ٥- إذا أنشئ مجلس الشورى وأنس من دائرته القوة وأنس منه مكتب الإرشاد القدرة على نشر الدعوة كلفه بها فيما يجاوره من البلدان. تضيف الوثيقة: ولا تشترط الجماعة فى عضويتها إلا الرغبة والاستعداد والتمسك بمبادئ الإسلام، والاشتراكات المالية اختيارية لا دخل لها فى شرط العضوية والإسلام عند الإخوان المسلمين عقيدة فسيحة ونظام شامل ينظم أمور الدنيا والآخرة ولا يقف منها فى ناحية فهو كما فهموه عقيدة خالصة وعبارة صحيحة وقومية غريزة ووطنية كريمة وقوة غالبة وخليقة فاضلة ومادة سابغة وحكومة حازمة وثقافة شاملة ووحدة تامة. وتضم الوثيقة جدولاً كبيرًا يضم أسماء مسؤولى مناطق وشعب الإخوان ونوابهم فقط، ويتكون الجدول من خمس خانات رئيسية (المنطقة- الدائرة- الشعبة- الدرجة- النائب أو المندوب). المنطقة الأولى، القاهرة وضواحيها وتضم ٥ دوائر و٧ شعب والمنطقة الثانية هى الإسكندرية والصحراء الغربية وتضم ٣ دوائر و٣ شعب أما الثالثة فتضم مدن القناة بالإضافة إلى العريش وسيناء شمالاً وجنوبًا وتشمل ٤ دوائر و٨ شعب أساسية موزعة فى مواقع مختلفة، نصفها لمدن القناة ونصفها للعريش وسيناء. وتخص المنطقة الرابعة محافظة الشرقية وبها ٥ دوائر أساسية وتشمل ١١ شعبة تبدأ بـ«منيا القمح»، وتنتهى بـ«كفر براشى» ولهذه الشعب ١٣ مندوبًا ونائبًا من مسؤولى الإخوان المسلمين وقيادتها بالشرقية. وتضم المنطقة الخامسة الخاصة بمحافظة البحيرة ١٠ دوائر أساسية، تشمل ٢٤ شعبة وبها ٢٨ قيادة من قيادات الإخوان، (يذكر أن محافظة البحيرة هى مسقط رأس الشيخ حسن البنا). أما المنطقة السادسة فهى «الجيزة» وبها ٣ دوائر متفرع منها ٩ شعب، وتشمل المنطقة السابعة محافظة القليوبية ومقسمة إلى ٤ دوائر، تضم ١١ شعبة. أما المنطقة الثامنة فهى المنوفية وتضم شبين الكوم وتلا وقويسنا ومنوف أى أربع دوائر متفرع عنها ١٢ شعبة. وتخص المنطقة التاسعة محافظة الغربية وبها ٤ دوائر وتتفرع إلى ٧ شعب أساسية. ثم منطقة الدقهلية وتشمل ٧ دوائر هى المنصورة ودكرنس والمنزلة وميت غمر وأجا والسنبلاوين وفارسكور وتتفرع هذه الدوائر إلى ٢٩ شعبة بها ٣٢ مندوبًا ونائبًا من قيادة الإخوان فى الدقهلية (هذا يشير إلى أن التواجد القومى لجماعة الإخوان المسلمين منذ البداية فى محافظة الدقهلية بالتحديد). أما المنطقة العاشرة فهى القليوبية وبها ٤ دوائر تضم ١١ شعبة أساسية من شعب الجماعة. وتشير الوثيقة إلى أن هناك مناطق موزعة فى الوجه القبلى بشكل رئيسى، هذه المناطق هى

 أولاً، بنى سويف وفيها ٣ دوائر يتفرع منها ٣ شعب، يترأس الشعبة الأولى نائب للإخوان

والثانية يرأسها نقيب والثالثة يرأسها نقيب (النائب درجة أولى من حيث العضوية والنقيب يقع فى الدرجة الثالثة). ثانيًا: المنطقة الثانية فى الوجه القبلى تخص محافظة الفيوم ومنقسمة إلى أربع دوائر تضم ١٠ شعب، بها ١٠ من المندوبين والنقباء.

ثالثًا: منطقة المنيا وبها دائرتان أساسيتان وشعبتان أيضًا لا أكثر ومندوبان ونائب ونقيب واحد. رابعًا: أسيوط وتضم ٧ دوائر كبيرة موزعة على ١٦ شعبة بها ١٩ قيادة إخوانية. خامسًا: جرجا وتضم ٣ دوائر هى سوهاج والبلينا وطما، وبها ٦ شعب للجماعة. وهناك وثيقة أخرى من ضمن الوثائق التى حصلنا عليها وهى مؤرخة فى ٤ أكتوبر عام ١٩٤٢ عبارة عن خطاب كتبه «حسن البنا» بخط يده وعليه توقيعه، أرسله إلى أنور الجندى، وهو من الرعيل الأول المؤسس للجماعة، وبعد البسملة والصلاة على النبى (صلى الله عليه وسلم) بتشجيع الجندى وإخوانه على الاستمرار فى العمل. ويخبره المرشد العام بأنه تم شراء دار جديدة للإخوان المسلمين ستكون مقرًا للقيادة العامة ومكتب الإرشاد وهذه الدار تقابل دار الحلمية الجديدة، ولكن الدار الجديدة أوسع وأكبر. وفى الخطاب إشارة إلى أنه تم شراء هذه الدار من خلال اكتتاب عام فى صندوق الجماعة وبتبرعات من آخرين وأن الإخوان دفعوا ٥٠٠ جنيه أخرى ضمن المقدم، وأن الاكتتاب يسير سيرًا طيبًا ثم يختم «البنا» الخطاب «والله المستعان وهو ولى التوفيق والتحية إليك وإلى إخوانك». يؤكد «جمال البنا» أن أهم وثيقة كتبها المرشد العام للإخوان المسلمين حسن البنا، التى تتضمن رد المرشد على مذكرة حل الجماعة، والتى كتبها وكيل وزارة الداخلية، آنذاك، عبدالرحمن عمار، كانت موجودة لديه لكنها فقدت، ويؤكد أن الإمام حسن البنا كان قد كتبها بخط يده، لكن هناك وثيقة مهمة موجودة لدى الأستاذ جمال فى نفس الموضوع وهى عبارة عن شكوى مكتوبة بـ«الرنيو»، ويبدو أنها كتبت فى ظروف غامضة وبصورة لم تتوفر لها عنصر، الكمال أو المراجعة، فجاءت فيها أخطاء طبيعية. وعن هذه الوثيقة يقول «جمال البنا»: «إن الفرق بين هذه الوثيقة والوثيقة الأولى أنها لم تعالج الاتهامات تهمة تهمة، إلا أنها تنضح بالقوة كما تنم عن المرارة وتكشف عن التأثير النفسى البالغ الذى تملك «الإمام البنا» خلال هذه الشهور العصيبة منذ أن عاد من المملكة العربية السعودية، ووجد الهيئة محلولة والدنيا مقلوبة ثم سارت عمليات الاعتقال قدماً، خاصة بعد اغتيال النقراشى باشا، وعمدت السلطات إلى تمشيط الحوارى بحثاً عن معتقلين، وكان نساء هؤلاء المعتقلين يقمن بزيارة بيت المرشد يطالبن فيها المعونات، بعد أن توقفت رواتب أزواجهن وساءت أحوالهن، وكانت هذه هى أعظم ما كان يؤثر عليه وما جعل أيامه عذاباً متصلاً بحيث كان استشهاده رحمه له، قدر ما كان تكليلاً لعمله بالشهادة التى طالما تمناها. أما بالنسبة للوثيقة ذاتها والمعنونة بـ«قضيتنا.. بين يدى الرأى العام المصرى والعربى والإسلامى والضمير الإنسانى العالمى». والتى عددت ما سمته المظالم التى وقعت للإخوان المسلمين كالاعتقال والفصل والتشريد من العمل ومصادرة الأموال الخاصة بهم والشركات وإنها تشير إلى أن الحكومة قامت بمصادرة ٧ شركات للإخوان على مستوى الجمهورية. تقول المذكرة الإخوانية: «لقد اتهمت الحكومة الإخوان المسلمين ثلاث اتهامات كلها باطلة، فأتهمتهم بأنهم عصابة إرهابية تشجع الجريمة وتهدد الأمن وتعبث بالقانون وبأنهم تحولوا من جماعة دينية إلى هيئة سياسية، وبأنهم يعملون فى سياستهم على قلب نظام الحكم. وسنبين بالدليل والبرهان بطلان كل هذه الاتهامات، وأنها ليست إلا ذريعة لستر السبب الحقيقى للعدوان على الإخوان. وتوضح المذكرة موقف الإخوان من حوادث الانفجارات فى المحلات اليهودية، فتقول: يجب أن نكون منصفين فى الحكم وأن نسأل أنفسنا بخصوص هذه الحوادث هذه الأسئلة، هل ثبتت هذه الحوادث على أحد بخصوصه إلى الآن مع أنها رهن التحقيق. وعلى الفرض أنها ثبتت على أحد، فهل ثبتت صلة هذا الفاعل بالإخوان المسلمين، فهل ثبت أن الهيئة أمرته بهذا أو شجعته عليه أو أذنت له فيه؟ هذه أسئلة يجب أن نجيب عنها قبل أن نحمل الهيئة النافعة العاملة تبعة هذا الإتهام. وتضيف: «على أن هذه الحوادث فى حقيقتها لا تخرج عن أنها أثر من آثار تحمس بعض الشباب بمناسبة الحرب وبمناسبة موقف المواطنين الإسرائيليين الجامد من مساعدة فلسطين العربية وموقف بعض كبار المصريين بالمشايعة والمخاطرة وثبوت مساعدة كثير من العناصر اليهودية فى مصر للصهيونيين فى فلسطين مساعدة كبرى كان لها أثر بالغ فى ترسيخ أقدامهم وتنظيم مستعمراتهم وإمدادهم بالمال والسلاح. وأمام هذه العوامل وفى غمرة الشعور بالحرب ومقتضاياتها أندفع بعض الشباب إلى هذه الأعمال وعليهم وحدهم تبعتها وأمرهم فى ذلك الله». وتنفى المذكرة نفياً قاطعاً أى علاقة للإخوان المسلمين بحوادث الاعتداء على الخازندار بك، وعلى النقراشى باشا، وتؤكد أنه ليس لهم أى علاقة بحادث المحكمة. وترى أن السبب الحقيقى لإصدار أمر الحل وموقف الحكومة المصرية المتشددة من الجماعة تقف وراءه أسباب عدة هى أولاً الضغط الأجنبى من قبل سفير فرنسا فى القاهرة، الذى بعث برسالة إلى النقراشى باشا يطلب فيها حل الإخوان المسلمين وكذلك القائم بأعمال السفارة الأمريكية طلب من الحكومة الطلب نفسه، وتشير المذكرة إلى اجتماع عقد فى مدينة فايد حضره النقراشى باشا. والسفير الفرنسى والقائم بالأعمال الأمريكى واتفقوا على حل الإخوان. المبرر الثانى، حسب المذكرة، هو تمهيد الحكومة لبدء مفاوضات مع الإنجليز، تقدم فيها مصر تنازلات، والإخوان هم أكثر من يرفضون ذلك وبالتالى هم أكبر عقبة فى طريق ذلك. والمبرر الثالث هو تغطية الفشل الحكومى فى قضيتى فلسطين والسودان، أما المبرر الرابع فهو الإعداد للانتخابات القادمة، والخوف من خوض الإخوان هذه الانتخابات أمام المبرر الأخير فهو المؤامرة على الإخوان وما اسمته المذكرة الأصابع الخفية للقضاء على الجماعة. غداً..مصادر تمويل الجماعة وقصة أول ثلاث شركات أسسها الإخوان

This site was last updated 11/13/09