Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

مطارنة وأساقفة إيبارشية المنوفية السابقين

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
الأنبا بنيامين مطران ايبارشيه المنوفيه
خدمة إيبارشية المنوفية
ك. العذراء و سمعان الاخميمى بالمنوفية
كنيسةمارجرجس عزبة نتا عزبة ألأقباط)
Untitled 8261

 

من هو الانبا ديسقورس استاذ تاريخ الكنيسه اسقف المنوفيه
السابق للانبا بنيامين
الأنبا ديسقورس اسقف المنوفية
رنت صرخة الطفل إدوار القمص يسطس فى يوم 5 مارس 1905م من أسرة مؤمنة تقية من قرية الدوير مركز ابوتيج بأسيوط وكانت والدته وهى حبلى به قد شعرت بألم وتعب وضيق جعلها أقرب إلى الموت ، فنظرت من نافذة البيت إلى السماء وقالت : ياربي يسوع المسيح فى يديك أستودع روحي وما كادت تتفوه بهذه الكلمات حتى ظهر امامها ملاك ساطع كالبرق وهدأ من روعها وأعلمها بأنها ستلد ابنا مباركا وبالفعل تحققت الرسالة الملائكية فى حينها الحسن .
وغني عن القول بأن ابويه اهتما بتنشئته على الايمان والمحبة والطاعة فلم يلبث أن رُسم شماسا وكان ابوه مواظبا على ايقاظه باكرا ليستصحبه إلى الكنيسة لصلاة التسبحة ولخدمة القداس الإلهي وفي هذه السنوات المبكرة كان يدرس بالمدرسة الملاصقة للكنيسة ، وبعد أن اصبح شابا يافعا ارسله والده القمص يسطس إلى الكلية الاكليريكية فأتم الدراسة بها بتفوق رائع افرح قلب ناظرها ومديرها الارشيدياكون حبيب جرجس الذى عينه مدرسا بالكلية .
وحدث ذات مرة أن ذهبت اسرته إلى الاسكندرية للأصطياف ونزل البحر مع اقاربه وكانت الموج يومذاك صاخبة متلاطمة فابتلعت هذه الامواج خاله وابن خاله ، ونجا هو بأعجوبة .. وهذه الحادثة جعلته يقول لنفسه : كان من الممكن أن اغرق انا ايضا فكيف كنت سأقابل الله ؟ إذن فلأعتبر نفسي قد مت عن العالم منذ اليوم ... فأنشغل قلبه من يومها بالتمعن فى الكتاب المقدس والمواظبة على التناول من الأسرار المقدسة وابتدأ يقرض المحتاجين والفقراء من ماله حتى وصل به الأمر أنه لم يعد يعرف ما تبقى من جيبه بعد العطاء .
ثم اشتعل حنينه إلى الرهبنة فكتب خطابا إلى البابا يوساب الثاني يرجو منه أن يرهبنه مع بقائه مدرسا بالاكليريكية فلا يعيش فى الدير إلا اثناء الاجازات ولما حول البابا الجليل الخطاب إلى حبيب جرجس وافق على الفور ومن ثم بدأ إدوار المرور على الأديرة لطلب الرهبنة بها فلم يلاقى غير الرفض إلى أن تدخل الأنبا كيرلس مطران اثيوبيا وجعل رئيس دير المحرق يوافق على رهبنته .. ولكن الحكمة الإلهية كان لها رأى اخر فقد ترامى إلى سمع إدوار ان القمص مينا البراموسي المتوحد ( البابا كيرلس السادس ) قد رهبن بعض الشباب مع السماح لهم بتأدية الخدمات الموضوعة عليهم والإقامة فى الدير في فترات الاجازات .. فقصد إليه وقبله الأب الروحاني بفرح ورسمه راهبا باسم يسطس في يوم الجمعة 12 نوفمبر سنة 1948م ..
وبعد فترة قصيرة طلب حبيب جرجس من القمص مينا المتوحد ارجاع الراهب يسطس إلى الاكليريكية فحول القمص مينا الطلب على قداسة البابا يوساب الذي وافق على الطلب بشرط أن يذهب الراهب يسطس على أحد الأديرة المعترف بها ليرُسم هناك وطلب البابا منه أن يخلع الزى الرهبانى ويحلق ذقنه ويعود إلى العلمانية حتى تتم رسامته مرة أخرى فأطاع الراهب يسطس بكل خضوع ودون أن يلفظ بكلمة واحدة ..
وأخيرا وبعد وساطات كثيرة لدى البابا وصلوات كثيرة تم قبوله فى دير البراموس وتمت صلوات رهبنته يوم عيد الميلاد المجيد سنة 1951م باسم الراهب أنطونيوس البراموسي .. ثم رُسم قسا وبعد سنة واحدة ترقى قمصا ..
وبدأ القمص أنطونيوس البراموسي العمل فى مجالين فهو يدرس بالاكليريكية من يوم الاثنين إلى الخميس ثم يقصد إلى عزبة الدير بطوخ دلكة ( المنوفية ) أيام الجمعة والسبت والأحد .. وكان يسارع إلى تعزية المحزونين ومواساة المجربين والسؤال عن المرضى والمعوزين وكان يؤدى كل هذه الخدمات الانسانية رافضا أن يأخذ عنها أجرا مرددا قول الرب : مجانا أخذتم مجانا أعطوا .. ثم تم تعيينه وكيلا للدير وأمينا للمكتبة ..
ثم خلا كرسي المنوفية وكان القمص انطونيوس ساعتها فى الدير وفي أحد الايام قرأ فى الجرائد أن البابا كيرلس السادس سيرسمه أسقفا على المنوفية .. وعملا بمبدأ الطاعة الذي سار عليه طوال حياته قال لنفسه : لتكن ارادة الله وما دمت لم أفكر في هذه الكرامة اطلاقا ولا سعيت إليها ، ومادمت قد جعلت من نفسي جنديا لخدمة ربي وكنيسته فسأطيع البابا الجليل ... ثم توجه إلى القاهرة وقابل البابا كيرلس الذي قام بالباسه الأسكيم المقدس لساعته وفى صباح اليوم التالى – الأحد 19 سبتمبر 1965م أتم رسامته أسقفا باسم الانبا ديسقورس ..
ولهذه التسمية بالتحديد قصة طريفة تتلخص فى أن البابا كيرلس السادس حين كان فى اثيوبيا فى بداية عام 1965 سأله أولاده الأثيوبيين لماذا لا يوجد بين أعضاء المجمع المقدس من الأساقفة من يحمل اسم ديسقورس البطل المدافع عن العقيدة القويمة في مجمع خلقيدونية ؟ ... ويبدو أن السؤال ظل يلح فى ذهن البابا القديس إلى أن قام برسامة القمص أنطونيوس البراموسي وأطلق عليه هذا الأسم العظيم والحق يقال أنه لم يحمل الإسم فقط بل أنه عاش على مستواه من البذل والعطاء طيله أيام حياته ..
ومع أنه نال الكرامة الأسقفية وهو فى الستين من عمره إلا انه قد بدأ عمله على الفور فى همة الشباب فطاف البلاد والنجوع والقرى وتمشى بين الحقول باحثا عن بيت واحد يمكن أن يكون تائها فى وسطها بل زاد على ذلك بحثه على أى فرد مغمور وسط الجماعات ... ولقد توسم فيه البابا كيرلس بشفافيته المعروفة هذا الدأب فى العمل بلا كلل فقال للوفد المنوفى الذي ذهب للتحدث إليه بخصوص رسامة أسقف لهم : انا يا أولادى من المنوفية ولى صوت مثلكم فأنا عارف المنوفيين كويس وعلشان كده هابعت لكم واحد يعرف يركب الحمار ويلف بيه ...
ومع مرور الأنبا ديسقورس على النجوع والقرى كان يقيم القداس الإلهي يوميا ليستمد منه ومن سر التناول القوة والعزيمة اللتين بهما يمضى فى عمله بهمة ونشاط ، وكان يحرص على هذه الصلوات والتناول حرصا بالغا إلى حد أنه حين وصل إليه نبأ انتقال زوج أخته فى مساء الخميس وأن الدفنة ستكون صباح الجمعة .. نزل نيافته فى السادسة صباحا من ذلك اليوم ورفع القداس الإلهي واستمتع بالخبز السماوي ثم خرج فى السابعة والنصف قاصدا إلى بيت أخته فلم تقف المشاعر الانسانية عائقا أمامه من التقرب إلى ربه ..
كذلك كان شديد الحرص على المواعيد يحافظ عليها بكل دقة حتى مع أصغر أولاده ، كذلك كان بطئ الغضب سريع الصفح ينطبق عليه قول رب المجد : طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله .. ولقد بلغ به التواضع حدا جعله يجلس إلى أصغر الناس ويصغي إليهم بالانتباه نفسه الذي يوليه للأكابر ولأول مرة يرى شعب المنوفية باب المطرانية مفتوحا ليلا ونهارا لجميع من يقصدون إليه بل لقد كان يقول : نحن الضيوف وأنت اصحاب البيت فلا تترددوا أبدا في المجئ إلينا فى أى وقت تريدونه ..
كما ظل نيافته على نسكه وتقشفه طيلة حياته فلم ينس إطلاقا أنه راهب وكان يوزع كل ما يأتيه وعند الإقتضاء كان يوزع ملابسه الخاصة على ابنائه الكهنة المحتاجين ، فأنكر نفسه تماما في تذكره للأخرين ...
– ومن نعمة الرب عليه أن منحه صوتا عذبا يهز الأعماق هزاً جمع فيه بين القوة والعذوبة وكان كثيرا ما يصلى بالقداس الكيرلسي ذو الروحانية الخاصة فأطلق عليه معاصروه لقب قيثارة الكنيسة القبطية .
% وفى غمرة اهتمامه بشعبه وجه اهتماما خاصا بالكهنة فكان يختار المرشحين للكهنوت ممن يتوسم فيهم الروحانية والغيرة على طقوس الكنيسة والمحبة والبذل للشعب .. ومن نعمة الرب عليه أن صدر فى عهده عدة قرارات جمهورية لبناء كنائس جديدة فى مدن وقرى المنوفية فكان لا يألو جهدا فى بناء هذه الكنيسة والصرف عليها حتى يكتمل بنائها وترتفع مناراتها تمجد اسم الرب القدوس .
وكان كثيرا ما يستعمل اللوح المكرس ليستطيع الصلاة فى القرى التى لا توجد بها كنائس ليجعل كل شعب ايبارشيته يتمتع ببركة صلوات القداس الإلهي ..
ولقد وضع هذا الحبر الجليل عدة مؤلفات فى تاريخ الكنيسة والطقس والعقيدة ..
'استعداده للرحيل : لاحظ عليه احباؤه الكثيرون مدى استعداده للإنتقال من هذا العالم فحين كانوا يدعون له بطول العمر كان يمسك بشعر لحيته الأبيض ويقول : إن الحقول قد أبيضت للحصاد .. وزاد على ذلك انه تقدم بطلب إلى مدير الشئون الصحية بالمنوفية فى سنة 1967 يرجو فيه التصريح بدفن جثته فى كنيسة مارجرجس بشبين الكوم وقد جاءه الرد بالموافقة .. وفى سنة 1974 بدأ العمل فى بناء مقبرته وباشر العمل فيها بنفسه .. وحدث ذات صباح وهو فى المستشفى أن أراد الطبيب المعالج له أن يكتب أدوية جديدة لعلاجه فقال له نيافته : يا دكتور أنا شايف أن الوضع مفيش فيه فايدة ، فبلاش الدوا ووفر الفلوس للمطرانية والكنيسة .. وحدث أنه كان قد أشترى برنسا جديدا للتقديس قبل إنتقاله بقليل فقال لأحباؤه : لما أموت أدفنونى فى البرنس القديم والجديد ده أدوه لقداسة البابا عشان يديه للأسقف اللى هايجى بعدي ..
—–والعجيب أنه فى أخر ايامه زاره عميد الكلية الاكليريكية بالمنوفية فرجا منه نيافته أن يرسل له الاكليريكيين لرسامتهم وتعجب زائره وقال : حتى فى ساعة موته لا ينسى إيبارشيته ..
وفى ظهر يوم الرابع من مايو سنة 1976م وفى هدوء الملائكة وبساطة السواح أنطلقت نفس هذا الحبر الجليل إلى الفردوس ليتمتع بما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا ما خطر على قلب بشر , وليسمع صوت الفادى الحبيب : نعما ايها العبد الصالح والأمين ... أدخل إلى فرح سيدك ..
صلاته تكون معنا أميــــــــن
 
 
 

This site was last updated 10/09/19