Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

هدايا المجوس بجبل آثوس فى اليونان

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
ألِيصَابَات وزوجها زكريا الكاهن

هدايا المجوس لمريم العذراء.
دير القديس بولس جبل آثوس اليونان:
++++++++++++++++++++

تحتلّ الهدايا المقدّسة، "الذّهب واللّبان والمرّ"، الّتي قدمها المجوس من المشرق للرّبّ المتأنّس، المرتبة الأولى، بين الكنوز المختلفة والجواهر الثّمينة المحفوظة بورعٍ كبير، في دير "القدّيس بولس" في الجبل المقدس (آثوس).
الذّخائر محفوظة على شكل ٢٨ سبيكة مزخرفة وبأشكالٍ متنوّعة، أبعاد كلّ واحدة منها ٥ x ٧ سم وكلّ واحدةٍ منها لها شكلها الخاصّ وزخرفتها الخاصّة وعملها الدّقيق. اللّبان والمرّ حُفظا بشكلِ أحجامٍ كرويّة عددها ٧٠ كرة بحجم حبّة الزّيتون.
يقال أنّ الهدايا التي قدّمها المجوس كانت تعبيراً عن إيمانهم به ملكاً (الذهب) ... إلهاً (اللبان) ... وفادياً متألماً (المرّ)،
هذا القول ظهر أول ما ظهر عند "القديس إيريناوس الليّوني" في القرن الثّاني الميلادي. ولكن وردت أيضًا في التّراث تأويلات أخرى كمثل أنّ الذّهب يشير إلى الفضيلة واللّبان إلى الصّلاة والمرّ إلى الآلام.
قيمة هذه الهدايا الماديّة والتّاريخيّة والأثريّة لا تقدّر. لذلك هي محفوظة، باهتمامٍ خاصّ، في صناديق ذخائر في دير القدّيس بولس، لكنّ جزءًا وحيدًا منها وُضع في مكان حفظ الذّخائر الخاصّ في الدّير، وتُرسل بهدف التبرّك منها ليس فقط في الجبل المقدّس، بل في الميتروبوليّات والأبرشيّات الأخرى.
كتب الإنجيليّ لوقا عن العذراء مريم أنّها كانت تحفظ الأشياء في قلبها، "أمّا مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفّكرةً في قلبها" (لو ٢: ١٩) و"كانت أمّه تحفظ جميع هذا في قلبها" (لو ١: ٥١). لقد حفظت والدة الإله أعمال الرّبّ المقدّسة كما حفظت كلّ ما يتعلّق بحياته الأرضية. ومن الطّبيعيّ أن تكون قد حفظت الهدايا المقدسة. ووفقًا لتقليدنا التّاريخيّ والدّينيّ، أعطت العذراء مريم، قبل رقادها، هذه الهدايا مع ثيابها لكنيسة أورشليم حيث بقيت حتّى حوالي السّنة ٤٠٠. بعد ذلك، نقلها الأمبراطور "أركاديوس" إلى القسطنطينيّة لتبريك الشّعب ولحفظها في المدينة العاصمة. بقيت هناك حتّى سقوطها بيد الأفرنج العام ١٢٠٤. إثر ذلك نُقلت إلى نيقية، وحُفظت هناك لمدّة ٦٠ سنة، لأجل الحفظ الأمين مع كنوز أخرى موروثة، ثمّ أُعيدت إلى القسطنطينيّة حيث بقيت حتّى سيطرة الأتراك العام ١٤٥٣.
بعد فتح القسطنطينية نقلت "مارو" التّقيّة، الّتي كانت مسيحيّة من أصل صربيّ، وهي والدة "محمّد الفاتح"، هذه الهدايا بنفسها إلى دير القدّيس بولس في الجبل المقدّس، الدّير الّذي كان يعرفه والدها جاورجيوس ملك صربيا وقد بنى كنيستها الأساسيّة على اسم القدّيس جاورجيوس اللّابس الظّفر. فصعدت "مارو" من المرفأ إلى الدّير، ولكنّ السّيّدة العذراء، بطريقة تفوق الطّبيعة، أعاقتها، لكي لا تقترب من الدّير، وتنتهك حرمة الجبل المقدّس. لأنّه بحسب التّقليد الآثوسيّ،لا يستطع النّساء دخول الجبل المقدّس. أطاعت "مارو" السّيّدة العذراء، وأعطت الهدايا للرّهبان الورعين الّذين نصبوا صليبًا، كعلامة ظهور العذراء، في ذلك المكان، وهو ما زال محفوظًا هناك حتّى يومنا هذا، ويُدعى صليب الملكة. والدّير يحتفظ بالتّوقيع الملكيّ مع خبر تسليم الهدايا ضمن مخطوطاته.
إنّ أصالة هذه الهدايا المقدسة ترتكز من ناحيةٍ على التّقليد الشّفهيّ ومن ناحية أخرى على التّاريخ. لكنّ الأمر الثّابت هو أنّ عطرًا زكيّ الرّائحة، يصعب وصفه، ينبعث منها من دون انقطاع وهي نبع للنّعم الشّفائية والعجائبية إلى يومنا هذا.

 

 

 

ألِيصَابَات وزوجها زكريا الكاهن

 

كنائس مدينة الناصرة | ناصرة الجليل

 

كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس بالناصرة

 

كنيسة البشارة الكاثوليكية اللاتين بالناصرة

 

 

 

 

This site was last updated 11/23/18