Encyclopedia - أنسكلوبيديا 

  موسوعة تاريخ أقباط مصر - Coptic history

بقلم المؤرخ / عزت اندراوس

 الفصح اليهودى والفصح المسيحى

أنقر هنا على دليل صفحات الفهارس فى الموقع http://www.coptichistory.org/new_page_1994.htm

Home
Up
Untitled 8340
Untitled 8341
Untitled 8342
Untitled 8343

 

الوحدة / الرآسة / الإنقسام فى المسيحية

قرارات المجامع الكنسية بأنفصال المسيحية عن اليهودية

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

هل تعلم أن جملة (بسم الله الرحمن الرحيم) عبرانية وآرامية الأصل سريانيه وهذه أصل الجمله ( بشم ألوهة رحمانو رحيمو) . وترجمتها من السريانية الى العربية تعطي معاني مختلفة . بشم هي ذاتها بسم حيث تكون السين شين في السريانية . غير ان ألوهة ايلوهيم يهوا هي اسم الإله العبري وتقترب من التعبير العربي اللهم رحمانو؟ رحمو تعني بيت الرحم أو رحم المراة وتشير إلى التجسد كما قال يوحنا في انجيله ( وصارت الكلمة جسدا) في حين ان النون هي حرف التعريف في اليمن . رحيمو هو الروح القدس . فهل تكون( بسم الله الرحمن الرحيم) هي ذاتها التي تستخدم لتمجيد الثالوث المقدس لدى المسيحيين!! في ذات الوقت كان الرحمن هو اله اليمن ( رحمن اليمامة ) وهي كلمة عبرانية كما قال الرازي في حين ان الرحيم عربية . ونحن نعلم انه كانت تأتيه كتب من السريان لابد انها كانت تبدأ بالبسملة : يقول الحديث : إنه تأتيني كتب من أناس لا أحب أن يقرأها كل أحد ، فهل تستطيع أن تعلم كتاب السريانية ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فتعلمتها في سبع عشرة . فكنت أكتب له إذا كتب ، وأقرأ له إذا كتب إليه الراوي : زيد بن ثابت المحدث : عبد الحق الإشبيلي - المصدر : الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 97 خلاصة الدرجة : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد] ونحن الآشوريين لدينا خبرة في هذا الموضوع لأن اللغة السريانية هي لغتنا الأم ..  

************************************

الأنبا تواضروس والوحدة بين الطوائف

كما خلق الرب الإنسان على صورته ومثاله (تك 1: 26، 27).هكذا ينبغى على البابا القبطى أن يكون على صورة المسيح ومثاله فى اعماله وتعاليمه أى "أنه كما سلك ذاك، هكذا يسلك هو أيضًا" (1يو2: 6). وقد اختار الرب قديسيه "ليكونوا مشابهين صورة ابنه" (رو 8: 29). والكنيسة القبطية ليست كنيسة مجمعية فقط ولكنها كنيسة مجمعية شعبية أى يشترك الشعب فى إدارتها وبابا الكنيسة القبطية مسئولا عن إدارة الكنيسة (1) روحيا لأنها وظيفته فى ربح النفوس للمسيح و(2) النظام الكنسى القبطى يتحتم على البابا والأسقف إدارة الكنيسة ماليا ولكن ظهر أن هذا النظام يشوبة شوائب كثيرة يتحول فيه الأسقف من خادم للكلمة لعشارا جامع المال وبدلا أن يكون صورة للمسيح يصير صورة ليهوذا الذى كان سارقا ولصا " لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. " (1تيمو 6: 10) وتولى الأسقف الإدارة المالية رفضته الكنيسة الأولى  " فدعا الاثنا عشر جمهور التلاميذ وقالوا:«لا يرضي ان نترك نحن كلمة الله ونخدم موائد. فانتخبوا ايها الاخوة سبعة رجال منكم، مشهودا لهم ومملوين من الروح القدس وحكمة، فنقيمهم على هذه الحاجة. واما نحن فنواظب على الصلاة وخدمة الكلمة». (أع 6: 2- 5)  البابا أو الأسقف الذى يهتم بالإدارة المالية تتحول وظيفته إلى "مدير" وليس أسقفا (3) من ناحية أخرى يضطر البابا أو الأسقف بالتعامل مع الحكام وقد أرسى المسيح قاعدة التعامل معهم "فأجاب يسوع وقال لهم: «أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله» (مر 12: 17) وطبعا هذا التعامل فى حدود تعاليم المسيح وقد يميل البابا أو الأسقف للزعامة السياسة حينئذ يتحول البابا والأسقف إلى  " زعيم سياسى" وليس دينى ويتحول شعبه لحزب سياسى حيث تواجه الكنيسة مطبات وحفر سياسية فيقعون فيها ولأنه يترك خدمة شعبه ويخدم الحكام فيفقد الطريق ويصير أعمى يقود عميان وقد أمر المسيح الشعب بترك القادة الدينيين الذين يميلون للسياسة على حساب خدمتهم مثل الهيوديسيين فقال " اتركوهم. هم عميان قادة عميان وإن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة» (متى 15: 14)

والأتبا تواضروس نجح فى التعامل مع السياسيين إلا انه خاطر بتأييد كامل وغير مشروط ولم يترك مسافة يتراجع فيها لأن تاريخ الحكم الإسلامى لمصر ملئ بالمفاجآت الغير متوقعة كما أن تصريحاته  التى يؤيد فيه سياسة الحكم اثارت الكثير من الجدل لأنها غير منطقية ولم يقبلها  الشارع القبطى مقارنة بتصريحات مثلث الرحمات البابا شنودة  كما ظهر فى مناسبات عديدة كما لو أنه يبشر بسياسيين أكثر من المسيح أما على صعيد خدمته الروحية الخارجية والداحلية  فإهتم بزيارة أقباط الخارج من أجل الحصول منهم على الدعم المالى الذى يحتاجة فى الإنشاءات مثل إستكمال بعض المبانى فى أرض الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة  وتجميل الكاتدرائية بالأيقونات وبناء كاتدرائية ضخمة فى العاصمة الإدارية الجديدة تكلفت 440 مليون جنية فأفلست تقريبا إيبارشيات مثل سيدنى بأستراليا وأهمل أقباط الداخل المحتاجين لخدمته فعلا وعندما نقارنه بالمسيح الذى كان يعظ ويعلم فقط ولم يبنى كنيسة واحدة بل كان كل إهتمامه خدمة الشعب ومن أكبر الأخطاء التى دونت فى تاريخ الأنبا تواضروس هى الوحدة بين الكنائس التى تختلف معنا فى الإيمان بينما وضع المسيح إيمانا واحدا والمسيح لم يمسح قائدا واحدا من تلاميذه بل تركهم 12 وظل بعد قيامته معهم يرشدهم ويقودهم وفى يوم الخمسين أرسل الروح القدس ليكون قائدا مهيمن ومحرك للكنيسة ولكننا نفاجأ بأن الأنبا تواضروس كرس نفسه لوحدة طوائف الكنائس المسيحية فرايناه يتقرب مع الكاثوليك عند زيارة بابا الفاتيكان لمصر ومضى وثيقة الإعتراف بمعمودية الكاثوليك ومرة أرسل الأنبا بفنوتيس الأسقف المقتول لإشعال شعلة الوحدة مع الأديان فى الفاتيكان أما الخطأ المميت الذى فعله ويجعل المجمع بتخذ إجراء ضده أنه فى سنة 2014م أرسل الأنبا مارتيروس اسقف السكة الحديد لتوقيع وثيقة الوحدة بعبادة إلــه واحــــد مع معظم الأديان ومنها الوثنيـــــــة  بسيول فى كوريا الجنوبية (الصورة الجانبية الزى الذى  سيلبسه رجال الدين الموقعين على وثيقة الدين الواحد ومنهم الكنيسة القبطية وتلاحظ عليه جميع شعارات الأديان ومنهها الوثنية) كما أنزل بهيبة وقداسة الكنيسة القبطية للحضيض عندما دعاه مرة بابا الفاتيكان فى كنيسة القديس نيقولاوس فى روما (القديس الذى كان اسقف فى مير بالكنيسة الشرقية ومعروف حاليا ببابا نويل) ووقف انبا تواضروس مع أساقفة من الكنائس الشرق اوسطية ومنها الكنيسة النسطورية فى خورس الموعوظين أى الغير مؤمنين بينما بابا الفاتيكان يصلى قداسا على المذبح وهذا يعنى ببساطة أن الكنيسة القبطية غير مسيحية كما سجل التاريخ إشتراكه فى الصلاة وقراءة الإنجيل فى قداس للكنيسة اللوثرية بالسويد وهى كنيسة ترأسها أمرأة اسقفة مما يشير إلى أنه يؤيد كهنوت المرأة ومنذ أيام تنيح القس الراهب رويس الأورشليمى وهو راهب قبطى رئيس الطائفة القبطية فى لبنان شوهد فى فيديو يشترك فى قداس كاثوليكى ويتناول بغمس قطعة مستديرة من الخبز فى الكأس ويتناول هذه كلها تصرفات فردية غير مجمعية لم تلاقى رواجا بين شعب الكنيسة القبطية المتمسك بإيمانه الذى نشأ وتربى عليه والمؤلم أن الأنبا تواضروس بدأ بداية سيئة حينما اشترك مع القائمقام الأ باخوميوس فى إرجاع الأسقف السيمونى دانييل إلى سيدنى بعد أن ابعدة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث العظيم بين البطاركة وباءت محاولاته لوحدة الكنائس غيمانيا جميعها بالفشل خارجيا وداخليا فلم يرضى الشعب على جميع تحركاته فى هذا المضمار وإتجه بوحدة شكلية بتوحيد عيد الميلاد وعيد القيامة فأرسل رسالة لبابا الفاتيكان ليقنعه بان يصدر قرارا بان يكون الحد الثالث من أبريل هو عبد القيامة من كل سنة فلم يهتموا برسالته واليوم ونتيجة لأعماله يواجه الأنبا تواضروس هجمات ضارية عليه من وسائل التواصل الإجتماعى على شبكة الإنترنت .. الوحدة يجب ان تكون مبنية على ثلاثة أركان هى " رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة، " (أف 4: 5)  وألإيمان الواحد عنصر مهم يجب أن يبحث فى المجامع التى تتم بين الكنائس لهذا تطالب صفحة الكنيسة القبطية الأنبا تواضروس أن يكون تحركه ليس فرديا بل بقرار من المجمع القبطى والشعب لأننا نؤمن أن رؤساء القبط الدينيين خداما للكلمة وليسوا أمراء او سلاطين أو ملوك أو رؤساء والكنيسة القبطية مجمعية شعبية أى قراراتها بإجماع الآراء كما يجب إرسال وفود من اللاهوتيين الأقباط للكنائس لإقرار الإيمان الواحد  قبل توقيع أى أتفاقية أو وحدة معهم  

************************************

مواضيع التالية سنناقشها فى مقالات آخرى

(1) إنفصال المسيحية عن اليهودية فى مجمع أورشليم وأستمرار الأنفصال فى مجمع نيقية

(2) يوم الرب

أ ) السبت أم الأحد

ب) توقيتات اليهود في حساب بداية اليوم ونهايته

جـ) تعريف ما هو المقصود بــ (السبت) في العرف اليهودي كيوم او كعيد ( لتحديد اليوم التالي للصلب) حيث قيل انه كان سبتا عظيما.

(3) كيف يحسب اليهود ثلاثة أيام وثلاث ليال

(4) أسم اليوم الذي تم فيه الصلب (وسنستخدم الحسابات الفلكية) .

(5) كيف سارت الاحداث في الاسبوع الأخير الذي تم فيه الصلب متزامنة مع عيد الفصح .

************************************

الوحدة المسيحية من خلال التاريخ 

اليوم وحدة الطوائف المسيحيين أمل لكل مسيحى فى العالم ولكن هذا فكرا خاطئا لأنه فى الإنجيل المسيح هو رأس الكنيسة ونلاحظ أن يسوع إختار 12 تلميذا و70 رسولا يكون لهم منزلة ومكانة فى ملك المسيح "ملكوته" (وليس رآسة فى الأرض) هكذا نقرأ فى الإنجيل «فِي تِلْكَ ٱلسَّاعَةِ تَقَدَّمَ ٱلتَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ: فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ؟». (مرقس ٩: ٣٣ الخ) (لوقا ٩: ٤٦ الخ و٢٢: ٢٤ ) ومما يؤكد هذة الفكرة أن تلميذين هما الاخوان يعقوب ويوحنا، ابنا زبدي وسالومة.‏وهي اخت مريم‏ ام يسوع.‏ كانا يريدون رآسة فقالوا له «أَعْطِنَا أَنْ نَجْلِسَ وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ وَالآخَرُ عَنْ يَسَارِكَ فِي مَجْدِكَ» وأعلن يسوع للتلاميذ عن شرط دخول الملكوت " ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ». (زمور ١٣١: ٢ ومتّى ١٩: ١٤ ومرقس ١٠: ١٤ ولوقا ١٨: ١٦ و١كورنثوس ١٤: ٢٠ و١بطرس ٢: ٢ ) مما سبق نستنتج أنه إذا كان لا توجد رأسة فى الملكوت بل مكانة او منزلة وطذلك فى الأرض لأت المسيح لم يترك رئيسا من تلاميذه على الأرض بل تركهم خداما للكلمة ورعاة للشعب يقودون مسيرتهم الروحية وشجبَ الربُّ، في الوقت عينه، كلَّ استبداد وتسلّط في ممارسة السلطة: “تعلمون أنّ الذين يُعتبرون رؤساءَ الأمم يسودونها، وعظماء الشعوب يتسلّطون عليهم. أمّا أنتم فليس الأمرُ بينكم هكذا. بل من أرادَ أن يكونَ فيكم عظيماً، فليكن لكم خادماً” (مر10: 43). وقدّم ذاته المثالَ والقدوةَ لكلِّ صاحب سلطة: “إبن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدم ويبذل نفسه فداءً عن كثيرين”(مر10: 45). وذهب تلاميذ المسيح ورسلة يبشرون بإنجيل المسيح فى أورشليم والسامرة وإلى أقاصى الأرض ثم تنيحوا وأسسوا كنائس فى بلاد ومدن مختلفة العادات والتقاليد والجنسيات وعلى صخرة الجلجثة انشأ المسيح كنيسته فقد غادر حلول الرب هيكل اليهود على جبل المريا عندما قال يسوع "هوذا بيتكم يترك لكم خرابا " (مر 11: 17) والمعروف أن الهيكل هو معبد خاص بالأمة اليهودية يقتل إذا دخله أممى ولكن نفأجأ أن المسيح جعل بيته للأمم قبل إنفصال المسيحية عن اليهودية فى المجامع المسيحية "وكان يعلم قائلا لهم: «أليس مكتوبا: بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الأمم؟ وأنتم جعلتموه مغارة لصوص». (اش 56: 7) "اتي بهم الى جبل قدسي وافرحهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لان بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب. (لو13: 35) وأصبح المسيحى هو هيكلا للرب "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ " (كو 3: 16)  وعندما تأسست الكنيسة بعد 50 يوماً من قيامة المسيح (سنة 30 م). فقد وعد يسوع بأن يبني كنيسته (متى 18:16)، وبحلول الروح القدس يوم الخمسين (أعمال الرسل 1:2-4) فكان يرأس الكنيسة ويحركها الروح القدس وسفر الأعمال يؤكد ذلك وبدأت الكنيسة ekklesia (جماعة المختارين) في الوجود رسمياً عندما تجاوب ثلاثة ألاف شخص مع عظة بطرس بعد أن امتلأ بالروح القدس في ذلك اليوم أختاروا أن يؤمنوا المسيح فاديا ومخلصا وبدأ إنجيل المسيح ينتشر فى العالم بعد ذهب التلاميذ والرسل إلى بلاد ومدن وأقطار مختلفة وكان المؤمنين الأوائل من اليهود، أو ممن دخلوا اليهودية، وكان مركز الكنيسة الأولى في أورشليم. وبسبب ذلك، إعتقد البعض في البداية أن المسيحية طائفة يهودية وأطلقوا عليهم ناصريين أو نصارى أو جليليين ، وأنهم طائفة يهودية مثل الفريسيين والصدوقيين والأسينيين. ولكن، ما نادى به التلاميذ كان يختلف بصورة جذرية عن ما كانت تعلمه الجماعات اليهودية الأخرى كان المسيح هو المسيا اليهودي (الملك الممسوح) الذي جاء لكي يكمل الناموس (متى 17:5) ويؤسس عهد جديد مبني على موته (مرقس 24:14). وهذه الرسالة، بما تتضمنه من إتهام لليهود بأنهم قتلوا المسيا الذي كانوا ينتظرونه، أغضبت الكثير من القادة اليهود، والبعض مثل شاول الطرسوسي قرروا أن يقضوا على "ذاك الطريق" (أعمال الرسل 1:9-2) سواء بإضطهاد المسيحيين أو تهويد المسيحية من داخلها وآمن الكثير من لأمم والأجناس والشعوب بالمسيح وأصبح الختان عهد الرب القديم الذى كان رمزا مع اليهود ثقيلا على الأممين بينما الختان بسفك الدم رمز للموت ما هو إلا إشارة لختم المعمودية فى العهد الجديد فى ولادة جديدة بعد موت الإنسان العتيق ونناقش هنا الأصول اليهودية للمسيحية فقد وضع العهد القديم الأساس الذي بني عليه العهد الجديد ومن المستحيل فهم المسيحية من غير أن نكون على علم بالعهد القديم (أنظر إنجيل متى ورسالة العبرانيين). فالعهد القديم يوضح أهمية المسيا، ويحتوي على تاريخ شعب المسيا ويتنبأ بمجيء المسيا والعهد الجديد يتناول مجيء المسيا إلى الأرض وعمله من أجل خلاصنا من الخطية. ففي حياته، أتم المسيح أكثر من 300 نبؤة محددة، مثبتاً أنه هو من تنبأ عنه العهد القديم. 

************************************

تاريخ فصل عيد الفصح اليهودى عن القيامة
يعود انفصال المسيحيين عن الأعياد اليهودية إلى العصور الأولى المبكرة للمسيحية، ولكنهم ظلوا لفترة من الزمن يحتفلون بالفصح اليهودى مع عيد القيامة المسيحي في نفس توقيت احتفال الفصح اليهودي في اليوم الرابع عشر من نيسان والقيامة بعدة بثلاثة أيام وحقيقة الأمر أن عيد النصف من نيسان سابق على اليهودية وكان موجودا في الروزنامة (التقويم) القديمة البابلية الأصل، كما كان موجودا عند العرب القدامى ولاسيما سكان البادية، ويحتفل به رعاة بدو من أجل خير ماشيتهم، ولا يزال هذا التقليد قائما حتى اليوم عند بعض البدو في فلسطين، وكانوا يأخذون بعين الاعتبار القمر والشمس في توقيت العيد، فالشمس لتعيين بدء الربيع عند نضج الشعير، والقمر لتأمين الضوء ليلة البدر.

************************************

مجمع أورشليم لوحدة الكنيسة الأولى

مجمع أورشليم الأول برآسة يعقوب الرسول (43-44) الصورة الجانبية لكنيسة يعقوب الرسول فى القسم (أورشليم مقسمة لأربع اقسام) منها ربع يسكنه الأرمن فى اورشليم وهى كنيسة ليست مفتوحة ابوابها للجمهور  وتتكون الأراضى المقدسة من ثلاث أقاليم رئيسية فى الشمال أقليم الجليل والجنوب اليهودية وفى الوسط السامرة ولم يكن إختيار يسوع أغلبب تلاميذة من الجليل إعتباطا بل حكمة لأنه الأقليم الذى يسكن فيه اليهود مع اليونانين وهم من الأمم الوثنية وقد أخذوا منهم نظام المجامع وأنشأوها لدرسة التوراة وتعليم أبنائهم الشريعة والديانة اليهودية وكانوا الجليليين تفتحا على الأمم من اليهود الساكنين فى إقليم اليهودية لهذا كانوا اليهود المتزمتين باليهودية يقولون على من يسكن الناصرة "فقال له نثنائيل: «أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء صالح؟» قال له فيلبس: «تعال وانظر».(يو 1: 46) وقرية الناصرة من قرى الجليل وقال نثنائيل هذا المثل المنتشر بين اليهود مع أنه هو نفسه من قانا الجليل

بعد فترة وجيزة من يوم الخمسين، فتحت أبواب الكنيسة لغير اليهود. ولقد قام الرسول فيليبس بتبشير السامريين (أعمال الرسل 5:8)، وآمن الكثير منهم بالمسيح. وقام الرسول بطرس بتبشير بيت كرنيليوس الأممي (أعمال الرسل 10)، وهم أيضاً قبلوا الروح القدس. كما قام الرسول بولس (المضطهد الأول للكنيسة) بنشر الإنجيل في كل العالم الإغريقي الروماني، وصولاً إلى روما نفسها (أعمال الرسل 16:28)، ومن المحتمل أنه وصل إلى أسبانيا أيضاً.
وكانت المسيحية أنتشرت بين اليهود فى البداية فى الأراضى المقدسة وسرعان ما أنتشرت بين اليهود الذين فى الشتات والذين يسكنون فى أرجاء الإمبرادورية الرومانية بعد أن أوحى الروح القدس للتلاميذ والرسل التبشير وفى بلاد وأقاليم مختلفة بجنسيات ولغات كثيرة حتى أن بشارتهم وصلت روما ومصر والعربية والهند .. ألخ وحدث مناقشة بين فريقين من اليهود الأول المتزمت الذى يريد أن يجعل المسيحية طائفة يهودية متمسك بتقاليد اليهود ويدعو للحفاظ عليها. والآخر حققوا قول المسيح "  لي شهوداً في أورشليم، وفي جميع اليهودية والسامرة، وإلى أقاصي الأرض" (أع 1: 8)  وفى أقاصى الأرض أمن الوثنيين بالمسيح ويدخلون حظيرة الإيمان. قال الفريق الآخر _المتهلنون)  بإعفاء الوثنيين من إتمام جميع شرائع موسى أم المحافظين فإنهم أوجبوا علي الوثنيين إتمام الناموس قبل  الاعتماد اى قبل الدخول في المسيحية وبعد حدوث الإضطهادات و ذهاب بعض التلاميذ والأخوة إلى أنطاكية، وكان من بينهم من قبارصة وقيروانيين، راحوا يعلنوا بشرة الخلاص الحاصل بالرب يسوع آمن أناس من اليونانيين، فلم وصل إلى أنطاكية فريق من المؤمنين من أصل يهودي حدثت مناقشة حادة حول علاقة الناموس بالإنجيل وأوجبوا على الأخوة الذي من أصل وثني أن يختتنوا ويتمموا الوصايا التي فرضها الناموس. فرأى الأخوة في أنطاكية أن يوفدوا بولس و برنابا و طيطس وغيرهم إلى أورشليم لمباحثة الأخوة بهذا الشأن.كات السبب الرئيسى للخلافات هو أمر الختان , والأعياد اليهودية , والطعام المحرم والمحلل ... ألخ
بولس وبرنابا في أورشليم (أع 15: 3- 5) لما وصل الوفد إلى أورشليم أخبروا الكنيسة هناك بما حدث معهم وكيف أن الله تمجد بين الوثنيين، وأن قوم من الفريسيين طالبوا بأن يتمم الوثنيين شرائع موسى. وهنا نرى ننا أمام فكرة من الأفكار التي ينفرد بها القديس لوقا، وهي اتجاه الرسالة إلى أورشليم وانطلاقتها منها. اتجه الرسولان إلى أورشليم مغتنمين كل الفرص المتاحة للشهادة يبشرون بالرب بين الأمم . أشاعت أخبار اهتداء الوثنيين ( ألأمم) الفرح والسعادة بين مؤمني فينيقا والسامرة. لقد كوّن الهاربون من اضطهادات اورشليم جماعات صغيرة في أماكن شتى: وأما الذي تشتّتوا فأخذوا يسيرون من مكان إلى آخر مبشرّين بكلمة الله ( أع 8: 4). وكانت أخبار النشاط الرسولي لبولس وبرنابا تملأهما بمشاعر التضامن والأحساس بالمسؤولية تجاه مستقبل الكنيسة. كان لقاؤهما مع المدعوين للبشارة  واخبار بازدياد اعداد المنضمين للكنيسة من بين الأمم من ذو الأصول الوثنية ينعشان الإيمان ويذكيان الإهتمام بجماعة القديسين. لكن مع افراح الكنيسة كان هناك جدال ومناقشات وخلاف حول طريقة قبول هؤلاء . لقد تغلّب الطابع المائل إلى اليهودية على جماعة أورشليم. ولكن كان هناك دليلاً وبرهانا واضحا أمام المسيحيين ذو الأصل اليهودى قادما من السماء ألا وهو لاهتداء كورنيليوس قائد المائة الوثني ولحلول الروح القدس عليه وعلى آخرين غير معمّدين ( أع 10: 1-48). وجدير بالذكر أن بولس وبرنابا لم ينسبا في تقريرهما أمام الرسل والشيوخ اهتداء الوثنيين إلى مبادرتهما الشخصية أو مهارتهما، "فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ الإِلهُ مَعَهُمْ" (أع 15: 4). إذا كان الله قد أيّد العمل التبشيري وإن لم يكن ناتجاً من الشريعة أو خاضعاً لها بالآيات والأعاجيب (أع 14: 4؛ 15: 12) وبارك اهتداء كورنيليوس الوثني بإفاضة عطايا ومواهب الروح عيله (أع 10: 44؛ 11: 17)، فيجب إذاً أن تصمت احتجاجات الفكر المخالف. ولكن ظلت عناصر ذات صبغة فريسية داخل جماعة أورشليم تنادي بضرورة ختان الوثنيين وحفظهم لشريعة موسى  اجتمع الرسل والكهنة لينظروا في هذا الأمر وتكلم بطرس الرسول عن رأيه وإثر كلام بطرس سكت الجميع، فتحدث بولس و برنابا بما صنع الله معهم في أنطاكية ، قام يعقوب وقال كلمته وهو الذي كان يترأس المجمع: قرر المجمع الأكتفاء بـــ : أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ، وَالزِّنَا، وَالْمَخْنُوقِ، وَالدَّمِ (أعمال 15 : 20 )  فوافق الجميع على هذا الاقتراح واختار الرسل مع كنيسة أورشليم يهوذا و سيلا ليذهبا مع بولس و برنابا و طيطس إلى أنطاكية ويعلموا بما أوصى به مجمع الرسل وكنيسة أورشليم. فكانت الرسالة الموجهة من المجمع إلى المؤمنين في أنطاكية عزاء بالنسبة لهم.فكان أول قرار لمجمع مسيحى كان حول تطبيق الناموس الموسوى على الأممين الذين أعتنقوا المسيحية وبهذة القرارات كان أول إنسلاخ للمسيحية عن اليهودية
ومع حلول عام 70 ميلادياً، العام الذي دمرت فيه أرشليم، إكتملت كتابة العهد الجديد وتم تداوله بين الكنائس المختلفة. وعلى مدى 240 عاماً التالية، إضطهد الرومان المسيحيين – بطريقة عشوائية في بعض الأحيان، وبقرار من الدولة في أحيان أخرى.

************************************

مجمع نيقية ووحدة الكنائس التقليدية

Council of Nicaea & Arius

الصورة الجانبية أثار المكان الذى كان يجلس فيه أساقفة مجمع نيقية والكنيسة الذى عقد بها المجلس في نيقية (إزنيق الآن) بتركيا وحولها أردوغان إلى جامع  وقد عقد ألاباء القديسون فيها المجمع المسكوني الأول وكان بسبب بدعة آريوس  الهرطوقي، وذلك بأن كتب البابا الكسندروس إلى الأمبراطور قسطنطين الكبير يطلب منه عقد مجمع مسكوني للبت في هذه البدعة. وطلب ذلك أيضًا من الأنبا أوسيوس أسقف قرطبه. فوافق قسطنطين على عقد مجمع مسكوني وأرسل منشورًا لجميع الأساقفة في المملكة ليستدعيهم في مدينة نيقية التي تقع في ولاية بيثينية فذهب 318 أسقفًا من كل العالم المسيحي في وقت مبكر من صباح يوم الأحد بعد الصعود عام 325 وكان حاضر معهم البابا ألكسندروس وكان هو المدعى ضد آريوس.عقد المجلس في قاعة رخامية كبيرة فوق بحيرة أسكانيوس الجميلة. في الوسط كان هناك عرش تم وضع كتاب الإنجيل عليه. وجلس الأساقفة 318؛ وفي الطرف الآخر كان عرش الإمبراطور. هكذا رأها قسطنطين: الإنجيل في الوسط ، لكن الإمبراطور يجلس أعلى قليلاً من الأساقفة!  وأصدر مجمع نيقية المسكونى عدة قرارات والذى يهمنا فى هذه المقالة كان منها " مسألة تحديد يوم عيد القيامة وهو الأحد الذي يلي البدر الذي فيه عيد اليهود حتى لا يعيدوا قبل اليهود ومعهم.(1) "وبالرغم من أن هذا المجمع انعقد خصسصا لأجل مناقشة هرطقة آريوس إلا أنه تطرق إلى تحديد يوم القيامة وأبتعاد آخر عن وصايا الرب بالعهد القديم بتقديس يوم السبت وتخصيص يوم الأحد بدلا منه بإعتبار ان يوم الأحد هو يوم قيامة الرب وهذا ما سنناقشة فى مقالات أخرى

وقد جرت مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي في مجمع نيقية الذي دعا إليه الإمبراطور قسطنطين في عام 325 بعد الميلاد، وأثبت المجمع قانوناً لم يزل مطبقاً حتى الآن وهو أن عيد الفصح يقع في الأحد الأول الذي يلي بدر القمر الواقع في أول الربيع، فكان هناك عنصران لتعيين الفصح، عنصر شمسي وهو 21 آذار يوم التعادل الربيعي وعنصر قمري وهو 14 نيسان من الشهر القمري، وهذا يعني أن يكون الأحد الذي يلي بدر الربيع هو عيد الفصح عند جميع المسيحيين وفيما يلى مّا جاء في رسالة الإمبراطور قسطنطين إلى الأساقفة المجتمعين في نيقية ما يلي: (إنه لا يناسب على الإطلاق، وخاصةً في هذا العيد الأقدس من كل الأعياد، أن نتبع تقليد أو حساب اليهود الذين عميت قلوبهم وعقولهم وغمسوا أيديهم بأعظم الجرائم فظاعةً، وهكذا إذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الأسلوب ننفصل أيها الإخوة الأحباء عن كل اشتراك ممقوت مع اليهود)
وأعطى المجمع لكنيسة الإسكندرية الحق في تعيين يوم الفصح، نظرا لشهرتها البالغة في العلوم الفلكية وقدرتها على الحساب الدقيق، فكان أسقف الإسكندرية يعين تاريخ عيد الفصح مباشرةً بعد عيد الغطاس، ويُعلم بذلك أساقفة الكراسي الأخرى فيما كانت تعرف برسالة الفصح وقبل أنعقاد هذا المجمع كانت كنيسة الإسكندرية قد غضت النظر عن الحساب اليهودي، واتخذت لنفسها قاعدة خاصة جعلت عيد الفصح يقع بعد أول بدر بعد اعتدال الربيع في الحادي والعشرين من آذار، وهو ما اعتمده مجمع نيقية وتتبعته جميع الكنائس في العالم الآن .

*****

المراجع

 (1)  تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس5 - المجامع المسكونية المقدسة - الأنبا بيشوي: 1- مجمع نيقية 325 م. المصدر موقع الأنبا تكلا 

************************************
نشأة المسيحية من أصول يهودية
حوالى سنة 28م ظهر معلم من معلمى اليهود أسمه يسوع فاقت تعاليمة تعاليم معلمين عصرة من طوائف الدبن اليهودي فى ذلك العصر مثل الفريسيين والكتبة والصدوقيين والهيرودسيين والأسنييين وغيرهم وعندما كانوا يتبارون معه فى مناقشات دينية كان داما يفوز عليهم لأنه كان يكلمهم كمن له سلطان لأنه الكلمة الذى أوحى بالتعاليم والوصايا والناموس اليهودى وكانت هذه الطوائف مع اللاويين من سبط الكهنة وبعض المشهوريين من العلمانيين اليهود مثل نيقوديموس ويوسف الرامى يكونون أعلى هيئة دينية وأسمها مجلس السنهدرين وعددهم 70 ولم تكن تعاليمة وحدها هى التى أثارت معلمى اليهود الذين تمسكوا بالتقليد والحرف على حساب خلاص الإنسان و
لم ينقض المسيح الشريعة اليهودية بل كان يصحح مفهومها الروحى والهدف منها وكرجل يهودى كان يمارس أكل ذبيحة الفصح فى 14 نيسان ويعيد أسبوع الفطير بعده كما نصت الشريعة التى أوحى بها فى العهد القديم ودخل هيكله فى أورشليم وطرد الباعة وقال بيتى بيت الصلاة وكرجل يهودى أيضا كان يقدس السبت كيوم الراحة والعبادة فكان يذهب لمجامع اليهود يوم السبت ويعلمهم وعظا وخطابة ولم تقتصر عظاته على كلامه ولكنه كان بعلمهم عمليا فكان يصنع معجزات شفاء فى السبت وأعتبره قادة اليهود كاسرا ليوم السبت ولم يستطع قادة ذلك الزمان فهم روح الشريعة التى تنص على أنه يمكن لليهودى إنقاذ ثوره إذا وقع فى حفره بينما أنتقضوا المسيح عند شفاؤه للمرضى فى السبت " قال لهم: «السبت إنما جعل لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت " (مر 2: 27) وأثار طرده للباعة وآخر المعجزات الأخيرة له فى أورشليم مثل شفاء مقعد بيت حسدا وإقامة لعازر بعد 4 أيام من موته سببا فى ثورة الكهنة وقيافا رئيسهم لأن الشعب اليهودى كله ذهب وراؤه فارسل جند الهيكل وقبض على يسوع فى بستان جسثيمانى وحاكمة 3 محاكمات مدنية ثم أرسلة لبيلاطس الوالى الذى حاكمه أيضا ثلاث محاكمات مدنية أنتهت بالحكم عليه بالموت صلبا وظنوا أنهم قد تخلصوا من الذى أقام لعازر بالموت ولم يدر بخلدهم أن له سلطان أن يقيم نفسه من الموت فقام المسيح منتصرا على الموت بعد ثلاثة أيام وليال
 

صورة وخبر
تاريخ اللغة القبطية رغم مرور أكثر من 1300 عام على إصدار مرسوم تعريب الدواوين في عهد والي مصر "عبدالله بن عبدالملك"، و1000 عام على منع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل في عهد "الحاكم بأمر الله"، استمرت تلك اللغة المصرية الخاصة طوال مئات السنين، وصمدت في وجه الغزاة الرومان، وما زالت تحيا في قاموس الحياة اليومية لملايين المصريين حتى الآن. تعد اللغة القبطية آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، التي صمدت أمام الاحتلال البطلمي عام 323 ق.م - 30 ق.م، الذي جعل اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لمصر، حيث بقيت القبطية لغة الشعب، حتى في ظل تبعية مصر للإمبراطورية الرومانية وسيادة اللغة اليونانية طوال أكثر من 670 عاما خلال الفترة ما بين 30 ق.م - 641 م، ودخول العرب مصر. مثّلت اللغة القبطية عائقا أمام الحكام العرب للتفاهم مع أهل مصر الذين حرصوا على تعليم أولادهم اللغة المصرية في المدارس والدواوين، لذلك أصدر والي مصر عبدالله بن عبدالملك، مرسوم تعريب الدواوين عام 706م، لتكون لغة الدواوين الرسمية في المراسلات، وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر في التحدث باللغة القبطية فيما بينهم وفي حياتهم اليومية. وفي القرن الـ11 الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل، ومع حلول القرن الـ12 الميلادي أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والقبطية على السواء، حيث بدأت اللغة العربية في الانتشار لتحل تدريجيا مكان القبطية، وهنا قام البابا جبريال الثاني بن تريك، البطريرك الـ70 للكنيسة المصرية بإصدار أوامره بقراءة الأناجيل والعظات الكنسيّة وغيرها من القراءات باللغة العربية بعد قراءتها بالقبطية، لكي يفهم شعب الكنيسة تلك الصلوات والمواعظ، ما أسهم في بقاء اللغة القبطية مستمرة وإن كانت حبيسة جدران الكنيسة، وبعض البيوت المسيحية فقط.
ومع حلول القرنين الـ13 والـ14، تراجعت اللغة القبطية أمام اللغة العربية، خصوصا في الوجه البحري، بينما في الصعيد حافظ على اللغة القبطية حتى القرن الـ15، ولاستمرار اللغة القبطية بين المسيحيين اهتم البابا كيرلس الرابع باللغة القبطية اهتماما كبيرا، وبدأ في صرف رواتب شهرية للقساوسة الذين يتقنون خدمة القداس باللغة القبطية؛ تشجيعا منه لهم على دراستها وتدريسها في المدارس القبطية التي أنشأها.
اللغة القبطية وتكوينها : يقول أنطون ذكري عالم اللغات القبطي الشهير في كتابه "مفتاح اللغة المصرية القديمة" إنه في سنة 389 م حرّم الإمبراطور ثيودوس الديانة المصرية الوثنية، وأُغلقت الهياكل تنفيذا لأمره وأصبحت الديانة الأرثوذكسية هي الديانة الرسمية للحكومة، وبذلك بطلت نهائيا الكتابة الهيروغليفية والديموطيقية واقتبسوا الحروف الهجائية اليونانية وأضافوا لها 7 حروف من اللغة المصرية بالخط الديموطيقي لعدم وجود ما يماثلها لفظيا في الأبجدية اليونانية.
ويضيف ذكري: "اندمج كثير من الكلمات اليونانية في اللغة القبطية لأن أغلب الكتب القبطية ترجمت من اليونانية فكان من السهل عليهم نقل الكلمـات اليونانية إلى لغتهم، كما سهل عليهم في بدء الأمر نقل الأبجدية اليونانية، ولم يجد الأقباط في لغتهم الأصلية كثيرا من الاصطلاحات للتعبير بها عن الأفكار الجديدة التي أدخلتها المسيحية في عقائدهم، وكانت اللغة اليونانية منتشرة انتشارا كبيرا في أرض مصر في بداية ظهور الديانة المسيحية".
وتعد بردية هايدلبرج 414 التي ترجع إلى منتصف القرن الـ3 قبل الميلاد، أقدم بردية موجودة للغة التخاطب المصرية بالحروف اليونانية، وتشتمل على قائمة لمفردات قبطية بحروف يونانية مع ما يقابلها في المعنى باللغة اليونانية.
تنطـق هذه الحروف كمـا يلـي: ألفـا - بيتـا - جامـا - دلتـا - إبسيلـون "سـو" - زيتـا - إيتـا - ثيتـا - إيوتـا "يوتـا" - كابـا - لمبـدا "لـولا" - مـي - نـي - إكساي - أوميكـرون "أو" - بـاي - رو - سيجمـا "سيمـا" - تـاو "تـاف" - هيهـو "هيه"- يوبسيلون - فـأي - كـاي " كـي" - إبسـاي - أوميجـا "أوو"، ثم 7 حروف قبطية "شـاي - فـاي - خـاي - هـوري - جنجـا - اتشيمـا - تـي".
ما زالت بعض الكلمات القبطية القديمة مستمرة بين أبناء الشعب المصري مثل: "ولا، ياد، واد" ومعناها صبي أو ولد، "اباي" علامة دهشة واستنكار، "إتاي" أي وادي، و"إردب" وهو مكيال للموازين الزراعية، "افسيخي" ومعناها سمك، "أمَّر العيش" بمعنى سَخَن العيش، و"أوباش" تعني ناس حقيرة، "أوطة" بمعنى ثمرة عامةً أو ثمرة الطماطم، و"بح" كلمة‏ ‏قبطية تعنى لا يوجد، "بتاو" وتعني‏ ‏خبزا‏ ‏بدون‏ ‏خميرة، "بخ" تعني شيطان، وغيرها من مئات الكلمات القبطية التي ما زالت تحيا في المعاملات اليومية للمصريين.
والغريب والمدهش أنه بعد مرور مئات السنين على استبدال اللغة القبطية بالعربية إلا أنه ما زالت هناك قرية مصرية تعد الوحيدة التي ما زالت تتحدث اللغة القبطية حتى الآن، وهي قرية "الزينية- بحري" بمحافظة الأقصر، حيث لا يزالون يتحدثون باللغة القبطية في حياتهم اليومية.


 


الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 07:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




تحتفل الكنيسة بعيد القيامة المجيد تذكارًا لقيامة الرب من بين الأموات بمجد عظيم وتخص بنيها على شكر الله الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلنا (1 بط 3، 4).ويسمي عيد القيامة بعيد الفصح اي عيد السرور والابتهاج حسب ترجمة الفصح بالسريانية او العبور حسب الترجمة العبرية او النجاة بالنسبة للكنائس الارثوذكسة الشرقية , وبباسكا عند اليونان ويعتبر عيد القيامة عيد الاعياد او اكليل الاعياد.
ويرجع وضع هذا العيد في الكنيسة إلى الرسل أنفسهم بدليل أمر الرسول للمؤمنين بقوله (ان فصحنا أيضا المسيح ذبح لأجلنا إذا لنعيد بفطير الإخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8) والكنيسة تمارس وتحتفل به من العصر الرسولى بدليل ويؤكد هذا :
أولا: ما جاء في أوامر وقوانين الرسل وهو: يجب عليكم يا اخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم دم المسيح ان تعملوا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير (بعد عيد اليهود) ولا تصنعوا عيد قيامة ربنا يسوع المسيح آلا في يوم الأحد لا غير وانتم مسرورون بأن يسوع قام من الموت وهو عربون لقيامتنا ويكون لكم هذا ناموسًا أبديا إلى أن يأتى الرب.. الخ (دسق 31 المجموع الصفوى ب 19 وجه 198)..
ثانيًا: شهادة العلامة أوريجانوس إذ قال ان عيد القيامة كان محفوظًا في الكنيسة ويحتفل به كغيره من الأعياد (ضد ملينوس ك 8 صحيفة 392).. ويقول ذهبي لبفم (ان القيامة لسر محقق وعيدها اعظم الأعياد فلنكرمه بأعمال صالحة نرضي الله)
ثالثا :ويوحنا فم الذهب يدعوه اكليل الاعياد واعظم جميع الاعياد ويوم الرب العظيم الى ان قال.. ربما ان المسيح هو المرموز اليه بواسطة خروف الفصح الذي كان يذبح ويؤكل في فصح اليهود كان موافقا للطبيعة ان موت المسيح الذي كما يقول الرسول (لآن فصحنا ايضا المسيح قد ذبح لاجلنا) يحفظ له عيد عوض الفصح
رابعا: ويقول مؤلف كتاب ريحانه النفوس وهو بروتستنتي عن هذا العيد وهو نصه (و بسبب الفوائد العظيمة التي حصلت للجنس البشرى بموت المسيح كانوا في هذا العيد يظهرون كل نوع من الفرح ويمتنعون فيه عن الصوم وعن جميع علامات الحزن وكانوا يصرفون هذا اليوم بالمسرات الروحية وعلى هذا المنوال كانوا يحفظون عيد العنصرة
لماذ يتم الاحتفال بعيد القيامة ليلة يوم الأحد ؟
ان الكنيسة تحتفل بهذا العيد ليلة الاحد منذ القديم حيث تنتهى من القداس بعد منتصف الليل مراعاة للوقت الذي قام فيه المسيح لأنه قام باكرًا والظلام باق (يو 20: 1) وطبقًا لهذا أمر الرسل باحتفال به ليلا حتى تنتهى الكنيسة من الاحتفال واقامة الشعائر الدينية في الوقت المناسب والموافق لقيامة المسيح عند صياح الديك (دمشق 18 والمجموع المصغوى وجه 197) ومعلوم ان صياح الدين يكون في الفجر باكرا والظلام باق وبعبارة اخرى يكون في نهاية الهزيع والهجعة الثالثة من الليل باعتبار تقسيم اليهود الليل إلى اربعة هجعات " مز 13: 35، لو 12: 38"
تحديد موعد العيد
ظل المسيحيون لفترة من الزمن يحتفلون بالفصح المسيحي في نفس توقيت احتفال الفصح اليهودي في اليوم الرابع عشر من نيسان.‏ فالمسيح قام من بين الاموات في يوم الاحد الذي تلى فصح اليهود وفي
وفي مجمع نيقية الذي دعا اليه الامبراطور قسطنطين عام 325م
جاء في رسالته الي الأساقفة المجتمعين في نيقية ما يلي:‏ (إنه لا يناسب على الإطلاق، وخاصةً في هذا العيد الأقدس من كل الأعياد، أن نتبع تقليد أو حساب اليهود الذين عميت قلوبهم وعقولهم وغمسوا أيديهم بأعظم الجرائم فظاعةً، وهكذا إذ نتفق كلنا على اتخاذ هذا الأسلوب ننفصل أيها الإخوة الأحباء عن كل اشتراك ممقوت مع اليهود).‏ وأعطى المجمع لكنيسة الإسكندرية الحق في تعيين يوم الفصح، نظرا لشهرتها البالغة في العلوم الفلكية، وقدرتها على الحساب الدقيق، فكان أسقف الإسكندرية يعين تاريخ عيد الفصح، مباشرةً بعد عيد الغطاس، ويُعلم بذلك أساقفة الكراسي الأخرى فيما كانت تعرف برسالة الفصح.‏ وقبل أنعقاد هذا المجمع كانت كنيسة الإسكندرية قد غضت النظر عن الحساب اليهودي، واتخذت لنفسها قاعدة خاصة جعلت عيد الفصح يقع بعد أول بدر بعد اعتدال الربيع في الحادي والعشرين من آذار، وهو ما اعتمده مجمع نيقية وتتبعته جميع الكنائس في العالم الآن
(والقانون السابع الرسولى يحكم بفرز وقطع من يعيد الفصح مع اليهود قبل استواء الليل والنهار الربيعى).. وقد يتأخر العيد عن فصح اليهود أسبوعا واثنين تبعًا للقاعدة الحسابية المتبعة في تعيين يوم الصوم الأربعين واليوم الذي يقع فيه العيد
وقد جرت مراجعة توقيت عيد الفصح المسيحي وأثبت المجمع قانوناً لم يزل مطبقاً حتى الآن وهو أن عيد الفصح يقع في الأحد الأول الذي يلي بدر القمر الواقع في أول الربيع، فكان هناك عنصران لتعيين الفصح، عنصر شمسي وهو 21 آذار يوم التعادل الربيعي وعنصر قمري وهو 14 من الشهر القمري، وهذا يعني أن يكون الأحد الذي يلي بدر الربيع هو عيد الفصح عند جميع المسيحيين.‏
لماذا اختلف موعد الاحتفال بالعيد بين الشرق والغرب ؟
الغربيون يعيدون على حسابهم وفقا للحساب الغريغوري وعيدهم يتقدم غالبا عن الشرقيين أسبوعيا وأكثر ذلك أنهم لما أصلحوا تقويمهم آسقطوا من الحساب بعض الايام (13 يوما) و عملوا لهم قاعدة حساب جديدة للعيد أيضا صار احتفالهم بعيد القيامة يسبق موعد العيد المعتاد أسبوعا إلى خمسة أسابيع وأحيانا يكون مع فصح اليهود مع أن القوانين نهت عن ذلك كما رأينا
يعتبر عيد القيامة والاعياد المرتبطة به اعياد متغيرة التواريخ حيث يرتبط موعد عيد القيامة بموعد عيد الفصح اليهودي، وحيث أن الأشهر العبرية هي أشهر قمرية (السنوات العبرية الغبر كبيسة تحتوى على 12 شهراً , السنوات الكبيسة تحتوى على 13 شهراً , وكل شهر يبدأ بالقمر البدر) فهي متحركة بالنسبة للتقويم الجريجوري المعمول به فيتحرك عيد القيامة بين يومي 22 مارس و25 أبريل لدى الكنائس الغربية التي تعتمد التقويم الغريغوري، بينما يتحرك التاريخ بين 4 أبريل و8 مايو لدى الكنائس الشرقية التي تعتمد التقويم اليولياني
وإن كان في الحقيقة أن التاريخ واحد ، ولكن مشكلة خطأ 13 يوما التي لا تزال لم تحذف من بعض الحسـابات الزمنية للكنائس الأرثوذكسية والشرقية ، هي السبب في ذلك الاختلاف
ويرمز للقيامة في الغرب بالارنب مع سلة تحوي البيض الملون علي ان الارنب يمثل الخصوبة بالنسبة للكبار وكتسلية للاطفال وكعادة له تاريخ ضارب في القدم
اما الكنائس الشرقية خاصة القبطية فترمز للقيامة بالبيض والبيضة محكمة الغلق وبداخلها كائن حي عندما يخرج لايحتاج الي من يخرجه فهو يشق بمنقاره الصغير جدار البيضة السميك ويخرج دون ان يعلق شئ من القشرة التي آوته لفترة كما المسيح كان حيا بلاهوته في القبر وخرج منه حيا
واهتمام الغرب بعيد القيامة دون عيد الميلاد الكريسماس فاحتفالهم بعيد الميلاد احتفالاكبيرا متسعا في حين عيد القيامة لاياخذ نفس اهتمام عيد الميلاد لان في القيامة تاتي بعد اسبوع الالام الذي يتهرب منه اليهود لانه يذكرهم بما فعلوه من الام للسيد المسيح وحتي لايكون بغضة المسيحيين لهم خاصة وهم يتحكمون في الاقتصاد الامريكي واغلب دول الغرب
اما الشرق فاهتمامهم العظيم بالقيامة ويعتبرون ان كل الاعياد بما فيها الميلاد انما هو الطريق الي القيامة من خلال الصليب لذلك فنحن نعتبر عيد القيامة هو عيد الخلاص والانعتاق من عبودية الشيطان ونستعد له بصوم متقشف وانقطاعي لمدة 55 يوما
اخرستوس انستي ..اليثوس انستي



***

تحتفل الكنائس الشرقية بعيد القيامة فى الثامن من إبريل المقبل بينها الكنيسة الأرثوذكسية والإنجيلية فى مصر، أما الكنائس الغربية فتحتفل فى الأول من إبريل، ويعود اختلاف مواعيد الاحتفال بعيد القيامة بين الشرق والغرب إلى اختلاف التقويم المتبع فى كل كنيسة وهى قضية تعود للقرن الرابع الميلادى، ودفعت الباباوين تواضروس الثانى بابا الإسكندرية والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان للسعى تجاه توحيد مواعيد الاحتفال بالعيدين وهى المساعى التى عرفت طريقها منذ ثلاث سنوات ولم تصل إلى شئ حتى اليوم.


لماذا اختلفت مواعيد الاحتفال بالعيد بين الشرق والغرب؟
اختلاف مواعيد الاحتفال إلى القرن الرابع الميلادي حين اتفق المسيحيون أن يعيّدوا للفصح المجيد أو عيد القيامة بعد اكتمال القمر والاعتدال الربيعى الذى هو اليوم الذي يكون فيه طول النهار مساوى لطول اليل تماماً، الإنجيل يؤكد أن قيامة المسيح كانت قريبة من عيد الفصح اليهودى، وتم الاحتفال بالفصح اليهودى فى اليوم الأول لاكتمال القمر بعد الاعتدال الربيعى، وبالتالي كان عيداً متحركاً أي غير ثابت.

في القرن السادس عشر حلّ التقويم الغريغوري محل التقويم اليولياني في العالم، واحتاج هذا الأمر الى زمن لتتبناه البلدان في العالم ومع ذلك، فما تزال الكنائس الأرثوذكسية فى العالم تستخدم التقويم اليولياني حتى اليوم في حساباتها للاعتدال الربيعى، ولاكتمال القمر الذي يتبع ذلك ولهذا السبب يتم حساب يوم عيد الفصح بأيام مختلفة، ومنذ هذا التاريخ تحاول الكنائس المختلفة توحيد الاحتفال بعيد القيامة بين الشرق والغرب كبداية للوحدة بين المسيحيين.

عام 2015، أبدى البابا تواضروس بابا الإسكندرية موافقته على المبادرة التى أطلقها البابا فرنسيس لتوحيد العيد وحدد الأحد الثانى من شهر أبريل ليكون عيدًا موحدًا للجميع، وهي الدعوة التى لاقت قبولًا من كل من ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ ﻣﺎﺭ ﺃﻏﻨاطيوس ﺃﻓﺮﺍﻡ ﺍﻟﺜﺎني، ﻭﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨطﻴﻨﻴﺔ ﺑﺮﺛﻠﻤﺎﻭﺱ ﺍﻷ‌ﻭﻝ، إلا أن تلك الجهود توقفت فجأة ولم تعد القضية تطرح مرة أخرى.


البابا تواضروس: اختلاف المواعيد مجرد حسابات فلكية وليست دينية
كلف البابا تواضروس الثاني آنذاك الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ والبرارى ورئيس لجنة الحوار اللاهوتي، لإعداد دراسة عن توحيد الاحتفال بعيد القيامة، وانتهت إلى إمكانية توحيد الموعد دون أى مخالفات دينية، حتى أن البابا تواضروس قال عن ذلك فى مجلة حامل الرسالة الكاثوليكية أن "اختلاف موعد عيد القيامة اختلاف "تقويمى فلكى" وليس "لاهوتى" وقد اخترنا الأحد الثالث أو الرابع من شهر إبريل، حتى يستطيع مسيحيو العالم الاحتفال فى يوم واحد بالقيامة مضيفًا:وهناك هدف آخر فهناك العديد من المسيحيين المصريين والعرب فى المهجر ويحتفلون بعيد القيامة كل بحسب طائفته وعيد القيامة حسب التوقيت الغربى والأسبوع العظيم يأتى فى وقت مغاير فلا يستطيعون الاستمتاع والاحتفال بعيد القيامة متى حل عليهم بحسب التوقيت الشرقى".
قداسة-البابا-تواضروس-الثاني

المتحدث الرسمي: قضية توحيد الاحتفال بالعيد مازالت تحت الدراسة
القس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يقول لليوم السابع، إن الأمر مازال تحت الدراسة وهو من ضمن القضايا التى تشغل البابا تواضروس الثاني لكن القضية لم تطرح على المجمع المقدس للكنيسة الذى تتطلب موافقته فى مثل هذه القرارات حتى أن المجمع المقبل الذى يعقد في مايو بعد احتفالات عيد القيامة لم يحدد أجندته حتى اليوم.

مطران الأرمن الكاثوليك:بعض الكنائس تنشغل بالتفاصيل وتنسى الجوهر
أما الأنبا كريكور كوسا مطران الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية التى تحتفل بعيد القيامة وفقًا للتقويم الغربى، فأوضح أن الأمر يرجع فقط لاختلافات في التقويم وليس في اللاهوت أو الدين فالتقويم الجريجوري أو الميلادي المعمول به في كل دول العالم، ويبدأ الربيع يوم 21 مارس والتقويم اليولياني يبدأ فيه الربيع يوم 3 أبريل ونسميه بالتقويم الشرقي رغم إنه غربي ولكن الشرقيون حين طبقوه نسبوه لأنفسهم ونزعوا عنه جذوره إذ يسمى يولياني نسبة ليوليوس قيصر.

وتابع في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" : في يوم الأحد الأول بعد اكتمال القمر يتم الاحتفال بعيد القيامة في التقويمين وبما إنهما قد اختلفا فى تحديد موعد الربيع فإن العيد صار مختلفًا، ونتمنى الاتفاق بالكنائس حول جوهر لاهوت وفكر السيد المسيح.

قداس عيد الميلاد

واستكمل المطران كريكور: وبعض الكنائس تنشغل بالتفاصيل الحسابية عن الجوهر ولكن البابا تواضروس يقبل توحيد مواعيد العيد ويسعى لذلك لأن الوحدة ستتم تطبيقا لرغبة السيد المسيح الذى قال" يارب أجلعهم أن يكونوا واحدًا"

فيما أرجع الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط للأقباط الكاثوليك ، تعطل الكنائس فى تطبيق هذا القرار إلى معارضة المجامع المقدسة لتلك الكنائس، فالبابا تواضروس يسعى جاهدًا لقضية الوحدة بين الكنائس وسبق وأن أقبل على قبول معمودية الكاثوليك ولكن أساقفة الحرس القديم بالكنيسة القبطية واجهوه بالرفض وهو ما يحدث في كل قضية يسعى خلالها للتقارب ما بين الكنائس وأهمها كنيسة روما أو الفاتيكان، مؤكدًا أن توحيد تواريخ العيد مجرد حسابات فلكية لا شأن للعقيدة بها.

بابا-الفاتيكان

مدرس لاهوت قبطي: توحيد الاحتفال يخالف العقيدة الأرثوذكسية
من جانبه، رأى مينا أسعد مدرس اللاهوت الدفاعي بالكنيسة القبطية، أن تحديد الأحد الثاني من أبريل موعدًا للاحتفال بعيد القيامة يطعن في دراسات عقائدية وفلكية وتقاليد كنسية قديمة تسلمها الآباء الحاليين من آباء الكنيسة الأوائل في القرون الأولى ومن ثم إن القبول بهذا الموعد يختلف مع الفكر الأرثوذكسي.



السؤال: هل صلب يسوع يوم الجمعة؟ وإن كان ذلك صحيحاً، كيف يكون قد قضي ثلاثة أيام في القبر، إن كان قد أقيم يوم الأحد؟

الجواب: الكتاب المقدس لا يذكر اليوم الذي صلب فيه يسوع بالتحديد. والرأيين الأكثر شيوعاً هما يوم الجمعة أو الأربعاء. ولكن يرى البعض، في محاولة للتوفيق بين الرأيين السابقين، أن صلب المسيح تم يوم الخميس.

قال يسوع في متى 40:12 "لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ". وهؤلاء الذين يقولون أنه صلب يوم الجمعة يرون أنه توجد طريقة لتفسير وجوده في القبر ثلاثة أيام. ففي رأي اليهودية في العصر الأول، كان الجزء من اليوم يعتبر يوما كاملاً. وحيث أن يسوع كان في القبر جزءاً من يوم الجمعة وكل يوم السبت وجزءاً من يوم الأحد – فيمكن القول أنه كان في القبر ثلاثة أيام. ونجد واحدة من أبرز الحجج لهذا الرأي في مرقس 42:15 والتي تقول أن يسوع قد صلب "مَا قَبْلَ السَّبْتِ". ولو كان المقصود هنا يوم السبت الأسبوعي؛ فمعنى هذا أن يسوع قد صلب يوم الجمعة. وتقول حجة أخرى مؤيدة لكون الصلب قد تم يوم الجمعة أن الآيات الموجودة في متى 21:16 ولوقا 22:9 تعلمنا أن يسوع المسيح سيقام في اليوم الثالث، لذلك لا يلزم أن يكون في القبر ثلاثة أيام وثلاثة ليالي كاملة. ولكننا نجد أنه في حين تقول بعض الترجمات لهذه الآيات "في اليوم الثالث"، فالبعض الآخر لا يترجمها بنفس الشكل ولا يتفق الجميع على أن "في اليوم الثالث" هو أفضل ترجمة لهذه الآيات. وأكثر من ذلك، يقول إنجيل مرقس 31:8 أن يسوع المسيح سيقام "بعد" ثلاثة أيام.

ونجد أن نظرية صلب المسيح يوم الخميس تضيف إلى نظرية يوم الجمعة أن هناك العديد من الأحداث التي تمت ما بين دفن المسيح يوم الجمعة مساءاً وحتى يوم الأحد صباحاً (أكثر من عشرون حدث). ويقول مؤيدي نظرية يوم الخميس أن هذه مشكلة لكون اليوم الكامل الوحيد هو يوم السبت، أي العطلة اليهودية. فوجود يوم آخر أو إثنان قد يحل مشكلة قصر الوقت. ويقدمون الحجج التالية: بافتراض أنك لم تر صديقاً منذ مساء يوم الإثنين. والمرة التالية حين تراه هو يوم الخميس صباحاً فأنك ستقول "أنا لم أرك منذ ثلاثة أيام"، حتى وان كنت في الحقيقة لم تره لمدة 60 ساعة (أي يومين ونصف فقط). فإن كان يسوع قد صلب يوم الخميس، فهذا المثال يرينا كيف يمكن أن يعتبر ذلك ثلاثة أيام.

والرأي الثالث الذي يرجح أن صلب المسيح تم يوم الأربعاء يذكر أنه كان هناك سبتان في ذلك الأسبوع. بعد السبت الأول (الذي كان في مساء يوم الصلب، مرقس 42:15؛ لوقا 52:23-54)، قامت السيدات بشراء الحنوط — لاحظ أنهن قمن بالشراء بعد السبت (مرقس 1:16). وتقول نظرية الصلب يوم الأربعاء أن هذا السبت كان عيد الفصح (أنظر قضاة 29:16 -31؛ 24:23-32، 39- حيث العطلات الدينية الهامة كانت تعتبر أيضاً يوم سبت). والسبت الآخر في هذا الأسبوع كان نهاية الأسبوع العادية. ونلاحظ في لوقا 56:23 أن السيدات قمن بشراء الحنوط بعد يوم السبت الأول، ثم قمن بتجهيز الحنوط، "وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ". تقول هذه النظرية أنه لم يكن من الممكن شراء السيدات الحنوط بعد يوم السبت، وتحضير الحنوط قبل السبت – إلا إن كان هناك سبتين. وفي ضوء نظرية يومي السبت، إن كان المسيح قد صلب يوم الخميس، لكان يوم عيد الفصح قد بدأ يوم الخميس بعد غروب الشمس وانتهي يوم الجمعة بعد غروب الشمس- أي عند بداية العطلة الأسبوعية أو السبت. ولكان شراء الحنوط بعد السبت الأول (أي يوم عيد الفصح) يعني أنهن قمن بشرائه يوم السبت (العطلة الأسبوعية) وبالتالي تم كسر السبت.

ولذلك، بحسب نظرية الصلب يوم الأربعاء، يكون التفسير الوحيد الذي لا يتعارض مع ما هو مكتوب في الكتاب المقدس عن السيدات والحنوط هو التفسير الحرفي لما جاء في متى 40:12، ألا وهو أن المسيح قد صلب يوم الأربعاء. وأن السبت أو العطلة اليهودية لعيد الفصح كان يوم الخميس، وقامت السيدات بشراء الحنوط (بعد ذلك) يوم الجمعة ورجعن في نفس اليوم لتحضيرها، ثم استرحن يوم السبت الذي كان الراحة الأسبوعية، ثم قمن بإحضار الحنوط إلى القبر يوم الأحد صباحاً. دفن يسوع قرب غروب الشمس يوم الأربعاء، الذي هو بداية يوم الخميس في التقويم اليهودي. لذلك فإنه بإستخدام التقويم اليهودي نجد أن: ليلة الخميس (الليلة الأولى)، يوم الخميس (اليوم الأول)، ليلة الجمعة (الليلة الثانية)، يوم الجمعة (اليوم الثاني)، ليلة السبت (الليلة الثالثة)، يوم السبت (اليوم الثالث). ونحن لانعرف الوقت المحدد لقيامته، ولكننا نعلم أن ذلك كان قبيل شروق الشمس يوم الأحد. فمن الممكن ان يكون المسيح قد قام بعد غياب الشمس يوم السبت، والذي هو بداية اليوم الأول في الأسبوع بالنسبة لليهود.

ولكن يوجد مشكلة محتملة بشأن الرأي القائل أن المسيح صلب يوم الأربعاء ألا وهي أن التلميذين الذين سارا مع يسوع في الطريق إلى عمواس، فعلا ذلك "فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ" الذي قام فيه (لوقا 13:24). ولم يتعرفا على يسوع، وأخبراه عن صلب يسوع (20:24) وقالا له "هَذَا كُلِّهِ الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذَلِكَ"(24: 21). من الأربعاء إلى الأحد أربعة أيام. والتفسير المحتمل هنا هو أنهما قاما بحساب الأيام بداية من مساء الأربعاء حين دفن المسيح، أي بداية يوم الخميس تبعا للتقويم اليهودي. ويمكن حساب الفترة من الخميس إلى الأحد ثلاثة أيام.

وبصورة عامة، فإنه ليس من المهم معرفة اليوم الذي صلب فيه يسوع المسيح بالتحديد. لأنه إن كان ذلك شيئاً مهماً، لكانت كلمة الله قد أعلنت لنا اليوم والإطار الزمني للصلب بطريقة واضحة. ولكن المهم أنه قد مات، وأنه قد قام جسدياً من الموت. والشيء الآخر المماثل في الأهمية هو سبب موته – والذي هو لكي يحمل العقاب المستحق على كل الخطاه. ويعلن ما جاء في يوحنا 16:3 و 36:3 أن الإيمان بالمسيح يمنحنا حياة أبدية! وهذا صحيح سواء كان الصلب قد تم يوم الأربعاء أو الخميس أو الجمعة.

 

 

 

This site was last updated 05/03/20